المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ندوة ثقافية ببروناي تبرز رسالة التسامح العماني وتبحث آفاق العلاقة الدبلوماسية بين الب



نـــــــقــــــــاء
14-11-2014, 10:39 AM
ضمن فعاليات الأيام الثقافية في دار السلام –
بروناي: محمد الحضرمي –
http://main.omandaily.om/wp-content/uploads/2014/11/147228-300x152.jpg (http://main.omandaily.om/wp-content/uploads/2014/11/147228.jpg)ضمن فعاليات الأيام الثقافية العمانية المقامة حاليا في بروناي دار السلام، أقيمت أمس في جامعة السلطان الشريف على الإسلامية، ندوة ثقافية بمناسبة مرور 30 عاما على مرور العلاقة الدبلوماسية بين السلطنة وبروناي دار السلام، حضرها معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون رئيس الوفد العماني المشارك، وسعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية، وعدد من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية لدول مجلس التعاون والدول الأجنبية، وعدد كبير من طلبة وطالبات الجامعة، وقد حاضر فيها كل من سعادة الشيخ أحمد بن هاشل المسكري السفير العماني لدى بروناي دار السلام، وتحدث فيها الكاتب حسين العبري، والباحث البروناوي نور جزمي نائب وكيل الوزارة للثقافة بوزارة الثقافة والشباب والرياضة البروناوية دار السلام. بحثت ورقة السفير موضوع التعاون العماني البروناوي المبني على الاحترام المتبادل والمنافع المشتركة، تطرق فيها حول أوجه التشابه التي تميز البلدين، مثل نظام الحكم السلطاني، وتحديث البنى التحتية، والحفاظ على الهوية الثقافية المتميزة، فضلاً عن السياسة الخارجية للبلدين حول التعايش السلمي بين الشعوب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية.
علاقة استقرار وازدهار
وأكد بالقول: إن لدى البلدين تطابقاً في الرؤى بشأن القضايا الدولية المختلفة، ويدعما بعضهما البعض في المحافل والمنظمات الدولية التي ينتميان إليها، بالإضافة لذلك شهدت السلطنة وبروناي تطورات تشريعية بارزة على مدى العقود القليلة الماضية، وخير مثال على ذلك التطور الذي شهده كل من المجلس التشريعي لبروناي دار السلام، ومجلس عـُمان الذي يتكون من مجلس الدولة، والذي يقوم جلالة السلطان المعظم -حفظه الله- بتعيين أعضائه، ومجلس الشورى، الذي يقوم العُمانيون بانتخاب من يمثلهم فيه من مختلف ولايات السلطنة، لذا فإنه ليس بغريب أن تتمتع كل من السلطنة وبروناي دار السلام بتاريخ طويل من العلاقات الودية. وساهمت إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل ثلاثون عاما في فتح فصلاً جديداً من تاريخ التعاون.وقال سعادة السفير أيضا: على الرغم من أن المجتمع الدولي قد شهد الكثير من التحولات والمتغيرات السياسية، إلا أن السلطنة وبروناي دار السلام حافظتا على علاقة تميزت بالاستقرار والازدهار. وساهمت الزيارات التي قام بهما جلالة السلطان حاجي حسن البلقية، سلطان بروناي دار السلام للسلطنة خلال الأعوام 1984م، 1985م وعام 2009م، في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، إلى حد كبير، فضلاً عن الاجتماع التشاوري الذي تم تأسيسه في عام 1992م، بمبادرة من سمو الأمير محمد البلقية، وزير الشؤون الخارجية والتجارة، ومعالي يوسف بن علوي بن عبد الله، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بالسلطنة.
وقال سعادته في سياق ورقته أيضا: لقد شهدت السنوات القليلة الماضية تكريس التعاون في مجال الاستثمار والتجارة والاقتصاد، وزيادة التبادلات الثقافية والبرامج التدريبية، حيث حافظت العلاقات الثنائية بين البلدين على نمو متسارع، والأيام الثقافية العُمانية التي تعقد حالياً في العاصمة بندر سيري بيجاوان، تعتبر خير مثال على المستويات المتقدمة التي وصلت إليها هذه العلاقة الوطيدة بين البلدين الصديقين.
عمان: التنوع والتسامح
وألقى الباحث الدكتور حسين العبري ورقة بعنوان «عمان: التنوع والتسامح»، قال فيها: إن عمان تمتاز بأنها بلد متنوع ومتسامح، وهذا ما يشيع عنها في الأوساط الدولية والإعلامية، وهما ليسا وليدي مرحلة مؤقتة، بل سمتان أصيلتان من سمات عمان التاريخية والجغرافية، ويمكن حدسه من خلال تعدد الأسماء التي أطلقتها الحضارات القديمة على عمان؛ فهي: «مجان» لدى السومريين، الذين استوردوا منها النحاس، وهي: «سفن الناس» لدى الآشوريين لاشتهارها بصناعة السفن، وهي: «بلاد اللبان» لدى الفراعنة الذين استخدموا اللبان العماني وهو نوع من البخور الطبيعي في معابدهم المقدسة، وهي: «مزون» لدى الفرس التي هي ممتلئة بالماء، قياسا بالبيئات المجاورة لها في الجزيرة العربية، وهي: «عمان» حسب تسمية السكان العرب الأوائل الذين نسبوها إلى عمان بن قحطان بن هود عليه السلام. وقبل انتشار الإسلام في الجزيرة العربية عاشت في عمان اليهودية والنصرانية والمجوسية والوثنية، أما بعد انتشار الإسلام ودخول المدن العمانية فيه بلا حرب ولا قتال فقد تنوعت فيها المذاهب الإسلامية من إباضية وسنة وشيعة. وتتنوع الأعراق في عمان تنوعا كبيرا سببه الهجرات من بلاد الفرس، والبلدان الآسيوية ومدن الجزيرة العربية وسواحل شرق أفريقيا.وفي محاضرته تحدث العبري عن العناصر المادية واللامادية التي شكلت عمان قديما أو لا تزال تشكلها، بحيث يخرج السامع بانطباع عام عن الصورة الثقافية العامة لعمان، فكان العنصر الأول هو اللبان، وهي شجرة من عائلة البخوريات، تنتشر في سلسلة جبال ظفار بجنوب عمان، وتتميز بوجود قنوات في قشرة جذوعها تفرز عصارة صمغية، ويتم استخراج هذه العصارة تقليديا بتجريح الجذوع بسكينة خاصة، فينضح منها سائل لبني يُترك عليها ليتصلب، متحولاً إلى لون مائل إلى الصفرة، ثم يُحصد بعد أسابيع. وقد استعمل قديما في إحياء الطقوس الدينية والمناسبات العامة لا سيما في مراسم الدفن وتحنيط الجثث لدى الفراعنة، ويستعمل اليوم في تطييب المنازل.
أثر الإسلام على العمانيين
وتحدث المحاضر عن الأثر الكبير الذي تركه الإسلام على العمانيين في شتى مجالات الحياة، ومن ذلك نظام الحكم الذي سارت عليه الدول التي حكمت عمان من بعد دخولها في الإسلام؛ فكل الدول الحاكمة كانت دولا إسلامية. وقد وجد بها نظامان للحكم هما: نظام السلطنة، الذي هو نظامُ حكم ملكي ذو طابع وراثي في الأسرة الواحدة، ونظام الإمامة القائم على انتخاب إمام من قبل أهل الحَل والعقد ثم مبايعة عموم الناس للإمام المنتخب. ومع دخول العمانيين الإسلام بدأت حركة علمية هائلة أدت إلى انتاج العديد من المؤلفات. وجل المؤلفات التي كتبها العمانيون مرتبطة بالإسلام، كالفقه وأصوله والعقائد والملل والتأريخ والسير والأدب واللغة العربية، إلا إن هناك كذلك كتبا تتعلق بعلوم البحار والنجوم والطب والأدوية. وختم محاضرته بالحديث عن التنوع في التاريخ العماني وفي الجغرافيا العمانية، التي ولَّدت إلى حد كبير الأساس الذي يقوم عليه التسامح في عمان، يقول الدكتور العبري: بدون التسامح يصبح العيش بين الناس أمرا مستحيلا أو صعبا على أقل الاحتمالات، لكننا يجب أن نؤكد أن التسامح بين سكان شعب ما لا يتأتى بتلقائية؛ فهمهما توفرت العوامل المُشكِّلة لبلد ما، ومهما كان التنوع الثقافي فيها بارزا، تظل إرادة الإنسان هي العامل الأكبر في تبني توجه التسامح أو تركه، وهذا ما أدركته الحكومة العمانية، حيث تبنت خطا عادلا وحكيما في تصريف شؤون البلاد، مما جعل الناس قادرين هم الآخرين على تبني التسامح والتنوع والتعددية، منهجا لحياتهم اليومية ونواة لتفكيرهم الوطني.
وفي الورقة التي ألقاها نور جزمي، نائب وكيل الوزارة للثقافة بوزارة الثقافة والشباب والرياضة البروناوية، وكانت بعنوان «آفاق العلاقات الثقافية بين السلطنة وبروناي دار السلام، واصفا أن العلاقة وطيدة جدا بين كلا البلدين، وثمة تشابه في الأزياء والسلوك، ووجود رابط إنساني وديني قوي. مؤكدا إن العلاقة بين كلا البلدين في تنامي وتصاعد، وتتجدد باستمرار بسبب التوافق الفكري والثقافي، والتألف الحضاري بين الشعبين، من ذلك التشابه في أداء الفنون الشعبية والصناعات الحرفية.
تواصل الفعاليات
من جانب آخر لقي معرض الأيام الثقافية العمانية المقام في القاعة الكبرى بالمركز الدولي للمعارض والمؤتمرات، إقبالا من الزوار البروناويين والعمانيين المقيمين، والجاليات العربية والأجنبية، عكسته وسائل الإعلام المرئية والصحفية التي تنقل الأيام بصورة يومية، وتغطي الفعاليات، وتتابع تحرك الفريق المشارك في فعلياتهم المتنوعة.كما أقيم مساء أمس ورشة تدريبية في فن الكتابة بالخط العربي، حضره من الجانب البروناوي أكثر من 30 خطاطا، اجتمعوا على مائدة وائدة، واستفادوا من التجارب العمانية في تشكيل الحروفيات ورسم الخط العربي على الورق، باستخدام أقلام خشبية، وبالمثل عرض بعض المشاركين أقلاما خشبية تستخدم لرسم الخط، وهي أقلام لنباتات تنمو في بروناي.
وقدمت الفرقة الفنية عروضا موسيقية رائعة، أبهجت الحضور بمعزوفاتها، وأغانيها التراثية. وكانت الفرقة قد شاركت أمس بعرض فني في مدرسة الفنون بالعاصمة البروناوية بندر سري باجوان، لقيت حضورا رسميا وثقافيا وطلابيا كثيرا، وتشاركت معها فرقة للفنون الشعبية البروناوية، واختتمت عروضها بتقديم تشكيلة ملونة من الفنون الشعبية الجميلة.

http://main.omandaily.om/?p=171909

ملك الوسامه
19-11-2014, 04:51 PM
اسعدني الموضوع
بارك الله فيك اختي