المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحمد سعداوي: مشكلة الرواية العربية أنها شديدة العقلانية ولذلك لا تستطيع تفسير الواقع



نـــــــقــــــــاء
14-11-2014, 10:42 AM
أحمد سعداوي: مشكلة الرواية العربية أنها شديدة العقلانية ولذلك لا تستطيع تفسير الواقع الأكثر تعقيداhttp://static.hupso.com/share/buttons/dot.png (http://www.hupso.com/share/)




معرض الشارقة للكتاب يحتضن صاحب رواية «فرانكشتاين في بغداد» الفائزة بالبوكر –
http://main.omandaily.om/wp-content/uploads/2014/11/146660-300x187.jpg (http://main.omandaily.om/wp-content/uploads/2014/11/146660.jpg)نظمت مؤسسة بحر الثقافة في معرض الشارقة الدولي للكتاب جلسة حوارية مع الفائز بجائزة البوكر العربية الروائي العراقي أحمد سعداوي صاحب رواية «فرانكشتاين في بغداد» التي حظيت بانتشار واسع لدى القراء. وبين السعداوي أن الرواية شقت طريقها وحددت مسارها وانفصلت عنه في ما يخص بانتشارها وشهرتها، كما ظهرت دراسات ومقالات ساهمت في تعريف أكثر بالرواية لدى القارئ العام، مبينا أنه من الجميل أن هذه الرواية دخلت في مقررات دراسية وأكاديمية عليا، وكذلك أصبحت ضمن مواد بحث رسائل ماجستير.
وأشار إلى أنه وقّع على عقد مع دور نشر إيطالية لترجمة الرواية إلى اللغة الإيطالية، وهي أول ترجمة للرواية ستظهر قريبا، وكذلك وقع عقد مع دور نشر إسبانية مرموقة، وستكون الرواية باللغة الإسبانية في متناول يد القراء في مطلع العام الجديد، ولأهمية الطبعة الإنجليزية ما زال يتفاوض مع دور نشر لأجل اختيار الدار المناسبة لترجمة الرواية ونشرها. وهنالك مفاوضات لترجمة الرواية إلى اللغة اليابانية، والكردية، والسلوفانية، والتركية. وحول الانتقادات التي وجهت له، وحول فوزه بجائزة البوكر أوضح السعداوي أنه وجهت له الكثير من الانتقادات بعد صدور هذه الرواية، ومن هذا النقد ما كان عنيفا وشخصيا، لأن البعض يعتبر أنه إذا ظهر عمل روائي جديد وقادر على المنافسة فإن بعض الكتاب يعتبره تهديدا لوجوده في عالم الرواية ولكن بمجرد ما انتشرت الرواية وحصدت جائزة البوكر استطاعت ان تصهر هذا الجدل القائم حولها، وهذا الجدل هو ظاهرة صحية تمثل الحراك المثري في الوسط الثقافي. الأصداء العالمية للرواية يتحدث عنها السعداوي بقوله: «جاءتني عدة دعوات منها مهرجان برلين الأدبي، الذي احتفى بالرواية من خلال ترجمة مقاطع من الفصل الثالث من الرواية إلى اللغة الألمانية، وتمت قراءتها بطريقة مسرحية من قبل ممثل مسرحي». وأضاف: «كما أتتني دعوة من قبل معرض الجزائر للكتاب وهي أول إطلالة لي على القارة الأفريقية، وكانت تجربة مميزة جمعتني بمجموعة كبيرة من الأطياف الثقافية المتنوعة في هذا البلد التاريخي الجميل، وكنت أظن أن مصر هي التي ستكون بوابتي إلى القارة الأفريقية ولكن لم يحدث ذلك».السعداوي أشار إلى أنه توجد عنده مشاريع لروايات أخرى، بعضها وصل إلى منتصف الرواية وأخرى كتب ربعها، والبعض الآخر ما زال في المخطط العام، ولكن التركيز على مشروع واحد ما زال مبكرا، فربما تصدر له الرواية القادمة بعد سنتين أو أكثر وربما قبل ذلك.شخصية «الشسمه» عبر عنها السعداوي أنها ترمز إلى شخصية الفرد العراقي، ومن جهة أخرى ترمز إلى مشكلة الإنسان في عمومه، وبكل تناقضاته، فنحن نجده من الخارج متماسكا ولكن من الداخل هو عبارة عن خليط من التناقضات، هذه هي فلسفة شخصية «الشسمه»، وكذلك ترمز إلى القدرة العالية على التبرير، وإعادة تكييف الأشياء وتبريرها، ومن خلال هذا المدخل قد نرتكب أخطاء وجرائم ولا نعترف بها. وعن دافع كتابة الرواية يؤكد السعداوي أن الدافع يجب أن يكون ذاتيا وفنيا وجماليا قبل أن يكون حديثا عن قضايا وطنية أو حروب أو مشاكل اجتماعية، وهذا أحد أسرار نجاح الرواية، فنتازية الرواية يرجعها صاحب «فرانكشتاين في بغداد» إلى أن البيئة العربية كثقافة تعيش في بحر من الغرائبيات، فالبعد الميتافيزيقي متجذر في الثقافة العربية وفي الحياة اليومية، فحياتنا تكتنفها الفنتازيا في تفاصيلها اليومية، مشكلة الرواية العربية أنها شديدة العقلانية، وهذه العقلانية لا تستطيع أن تفسر الواقع الأكثر تعقيدا. السعداوي عندما وضع المخطط العام للرواية لم يكن في ذهنه ما يسمى الربيع العربي أو هذه الثورات المحمومة في البلدان العربية، ولكن كان التركيز على العراق، والحروب والصعوبات التي يمر بها هذا الشعب، ولكن للأسف أصبحت الأوضاع في الدول العربية مشابهة لما يجري في العراق.
الكاتب وسطوة المجتمع
وفي فعالية أخرى أقيمت في قاعدة ملتقى الكتاب فعاليات الندوة المفتوحة «الكاتب وسطوة المجتمع» ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وشارك فيها اسماء ثقافية كبيرة على المستوى المحلي والعربي والعالمي، بينها: الروائي المصري صنع الله إبراهيم، والكاتب الاردني الفلسطيني محمود الريماوي، والبروفيسور الهندي تافيش خير، والدكتور محمد عبد الله المطوع، وأدارها الدكتور هيثم الخواجة، وشهدت نقاشات لافتة كثيرة، ومداخلات حول الإبداع بالكتابة في ضوء تعدد مفاهيم السلطات المفروضة على الكاتب. وافتتح هيثم الخواجة حديثه بالإشارة الى أن «السلطوية» تشكل كابحاً لدى المبدع وتجعله غير قادر على إبراز النضج الفني باعتبار أن الحرية تسمح للمؤلف باقتحام مساحات البوح للكشف عن مظاهر الخلل»، وتساءل: هل استطاع المبدع أن يتجاوز هذه السطوة؟، أو كان قادراً على تجاوزها؟، أو مازال يعاني منها؟، ثم إلى أي حد وصلت قوة السطوة المجتمعية بتفاصيلها الذكورية والأبوية وغيرها؟، وما دور الثقافة في مواجهة أو التخفيف من هذه السطوة، ومنح المبدع مساحة أكبر من الحرية ضمن الرقعة التي يتحرك عليها لإنتاج عمله الإبداعي؟.
أول المتحدثين كان الروائي المصري المعروف صنع الله إبراهيم الذي أكد أن مهمة الكاتب هي التمرد على القيم والأوضاع السائدة في المجتمع بأنواعها، وبالتالي هناك نوع من الاصطدام مع المجتمع والسلطة التي تحكم المجتمع فيما يفكر فيه الكاتب أو يكتبه، وأكد تفاؤله بالوضع العربي الحالي والمستقبلي فيما يتعلق بحرية الإبداع والرقابة السلطوية لوجود إمكانيات عديدة تشل قوة السلطة مثل وسائل الاتصال الحديثة التي اسقطت هيبة الدكتاتوريات، وفتح أبواب النقد والنقاش والتغيير قائلاً: إن هذا في مصلحة الكاتب»، مؤكداً أن السلطات تسعى دائما إلى توسيع رقعة نفوذها وهذا ما يجعل الصراع مستمراً مع الكاتب وهو لازم لحركة الإبداع.
وقال الكاتب الاردني الفلسطيني محمود الريماوي: هناك في الواقع أكثر من رقابة على الكاتب، مثل: المناخ العام، أو الجو العام، وهناك الرقابة الرسمية والسلطوية، وهناك الرقابة الذاتية، ولا شك أن الكتابة في مثل هذه الأجواء تدفع باتجاه انطلاق الكاتب نحو الحرية والإبداع والخيال الواسع، ومن هنا يصعب وضع رقابة على الكاتب لأنها تحد من الإبداع»، واختتم حديثه بالتساؤل: هل معنى هذا أن نترك الحبل على الغارب للكاتب ليقول ويفعل ما يشاء؟، والجواب بنظري نعم، لأن المكتوب المفيد سيبقى وغيره سيزول، لكن على المجتمع أن لا ينفعل من الكتابة التي تخالف منهجه لأنها تدفع باتجاه شهرة ذلك الكتاب وتوسعه وبقائه».
وأكد الروائي الهندي البروفيسور تابيش خير: إن الارتباط بالعمل الحكومي- كما هو في المفهوم الغربي الشائع- يعيق إيصال الكاتب فكرته لأن سيعيش ويكتب في جو محكوم بالعديد من القيود والضوابط، إذ كيف يمكن أن يوصل فكرته عبر منافذ الحكومة التي تفرض على كل مجتمع نوعاً معيناً من الثقافة؟، ثم بين أن الغرب يحمي الثقافة وحرية الإبداع، لكنه يفرض أن تكتب عن أجواء الاضطهاد والعبودية أو يتعرض كتابك إلى الرفض في سوق الكتاب لعدم جدواه من قبل القراء ودور النشر، ولاشك أن المتكلم عن تلك الأجواء في تلك المجتمعات يجانب الصواب لأنه يتكلم عن حالة غير واقعية، وهذا نوع آخر من القيود التي لا تسببها السلطة، وإنما الحرية!».
في الإطار ذاته قال الدكتور محمد عبد الله المطوع الأمين العام لمؤسسة عبد الله العويس الثقافية: أنا أشكر السلطات المفروضة على الكاتب ولا اعتبرها قيوداً تحد من الإبداع، أو أن الإبداع ينطلق من كسرها، وذلك لأن لكل مجتمع عاداته وتقاليده، وفتح المجال للكاتب لكسر تلك العادات والتقاليد والمفاهيم لن ينشئ سوى حالة من التمرد الذي يؤدي إلى التشرذم وبالتالي ظهور معاناة مضاعفة لم يحتسب لها الكاتب، مبيناً من خلال التجارب التي تحيط بدول المنطقة: بحث الكثير من الكتاب عن الحرية، وحينما حصلوا عليها -وهي موهومة من الأساس- كبتوا انفسهم، لأن الحرية الجديدة تقودهم نحو الموت لاضطراب الأمزجة والأهواء وتبدل معنى السلطات المفروضة على الكاتب، ووقوعه في الحيرة والحرج وعدم الاستمرار».

http://main.omandaily.om/?p=171888

ملك الوسامه
19-11-2014, 04:50 PM
شكرا جزيلا على الطرح