المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تقدم عمان نموذجا آخر للعالم



ابن عتيق
16-11-2014, 10:03 AM
على مدى التاريخ، بحقبه المتتالية، وعلى امتداد هذه الارض الطيبة، وبامتداد علاقاتها العديدة والمتشعبة مع الدول الشقيقة والصديقة من حولها، قدمت عمان نماذج طيبة عديدة ومتعددة كذلك، ليس فقط في مصداقية المواقف ووضوح السياسات، ولا في دماثة الخلق والقدرة على التحاور مع الآخر والقبول به، ولا في العمل الجاد من أجل تحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة مع الدول والشعوب الاخرى على امتداد العالم، وبذل كل ما يمكن من جهد صادق لتحقيق وترسيخ السلام والامن والاستقرار لكل الدول والشعوب، ولكن ايضا، وإلى جانب ذلك كله قدمت، ومنذ قرون درسا عميقا في التسامح والتسامي ايضا، وهو درس استطاعت عمان في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – ان تجدده، وتؤكده بشكل عملي ملموس، وباتساع العالم ايضا، انه التسامح وقيم الاعتدال والوسطية والايمان العميق بقيمة وضرورة الحوار الايجابي لتحقيق المشترك الانساني بين الدول والشعوب والحضارات كذلك. انها النظرة والرؤية العمانية الحضارية الرفيعة، التي تستمد جذورها من التقاليد العمانية الاصيلة، ومن قيم الاسلام السمحة، والتي استطاعت السلطنة، على امتداد السنوات الماضية، ان تحولها إلى سياسات ومواقف وخطوات عملية تلمسها وتتعرف عليها مختلف شعوب العالم. والدافع في ذلك، ليس دعائيا ابدا، ولكنه شعور عميق بالالتزام والرغبة في تعريف العالم بحقائق يعيشها المواطن العماني، ويحث عليها الدين الاسلامي الحنيف، الذي تعرض، ولا يزال للكثير من التشويه على نطاق واسع، بسبب ممارسات خاطئة ومرفوضة من جانب بعض المتطرفين وغيرهم.
وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم اليوم «الاحد» الموافق 16 نوفمبر، باليوم العالمي للتسامح، فان عمان تشعر بالاعتزاز والرضا، بدون اية مبالغة او عجب، لانها قد بادرت منذ عدة سنوات، بتنظيم معرض عماني، جاب، ويجوب عشرات المدن في اوروبا وآسيا والولايات المتحدة وغيرها، من اجل التعريف بتجربة عمانية ونموذج ملموس في التسامح والتعايش والترابط الوطني العميق بين العمانيين، وبينهم وبين المقيمين ايضا في هذه الارض الطيبة، انه معرض «التسامح الديني في عمان» الذي تنظمه وزارة الاوقاف والشؤون الدينية، والذي زار نحو 50 مدينة في العالم، والذي يعرف كذلك بسماحة الاسلام ونبذه لكل انواع التعصب والتطرف، لانه ببساطة دين رحمة وسلام وتعمير للارض، ودين تواصل مع البشر، كل البشر، والتعاون معهم لما فيه خير البشرية جمعاء.
جدير بالذكر أن معرض التسامح الديني في عمان ليس الفعالية الوحيدة، التي تقدمها عمان للعالم من حولها، ولكن ايضا هناك كراسي السلطان قابوس العلمية، نحو 17 كرسيا علميا باسم جلالته في اشهر جامعات العالم للتعريف من خلال البحث العلمي، وجهود العلماء والمفكرين والباحثين، بجوانب مضيئة للحياة العمانية، وتاريخ عمان، وفي الحضارة العربية والاسلامية، تعزيزا ودعما للتواصل والفهم المتبادل مع الحضارات الاخرى، وهناك ايضا جهود مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، وهى جهود ملموسة ومقدرة، إلى جانب جهود العديد من المؤسسات العمانية، التي تلتقي جميعها عند هدف تعزيز سبل الحوار والتسامح والتعاون مع الآخر لبناء حياة أفضل للبشرية جمعاء.

http://main.omandaily.om/?p=172498