المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العفاف ج 5



فيصل الغماري
26-11-2014, 03:08 AM
العفاف ج 5
أبو العبادلة
الأربعاء
2 صفر 1436هـ
26 نوفمبر 2014م

الحمد لله حمد الشاكرين، والشكر لله شكر المخبتين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وخير صلاة وأزكى سلام على خير مبعوث بالحق للعالمين، محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،،، فما أجمل المسير مع العفة والعفاف وقواعده الأربع؛ فإلى الأساس الثاني الذي من خلاله نستطيع تمكين العفاف في الأرض وهو غض البصر؛ فالبصر نعمة من الله عظيمة وجب للعبد شكر الله عليها، واستعمالها في ما جعلت له، وأن لا يقلبها فيما حرمه الله في كتابه ونبيه صلى الله عليه وسلم في سنته.

ولقد تفنن أعداء الإسلام في استهداف العفة من خلال تفجير الشهوات البصرية من أفلام ومجلات وصور، ونجحوا في ذلك مع الأسف الشديد، خصوصاً في جانب البث المرئي؛ فرب المنزل يشترى هذه الأطباق الفضائية ويأمر فنيو التركيب فتح قنواتها المتاحة، بل أشد من ذلك يبحث عن الأطباق ذات القنوات المفتوحة وغير المشفرة ويدفع في ذلك مبالغ، ثم ماذا بعد ذلك، هو لا يعود إلى المنزل إلا ليلاً وبعضهم لا يعود إلا في إجازة نهاية الاسبوع، إذا من يدير دفة هذه الأطباق إنهم أطفال مراهقون تؤجج في نفوسهم الغريزة الجنسية حتى يشتعل أوارها ويشد ضغطها ولا مصرف لها، وكم هي القصص المحزنة التي وقع فيها الأخ على أخته، بسبب عدم الإنتباه لهذه القنوات السيئة.

يوجد من العوائل من يُنصح عن ذلك فيرد أن الطفل يتعلم من القنوات الفضائية اللغة الأجنبية ومن ثم إن تعود الطفل من صغره على هذه المشاهد ستكون لديه حصانه ولا يغتر بالشهوات والعري، وهذا الكلام أثبت التربوين مناقضته للواقع، وأن أصل هذا الكلام نظرية غربية فشلت فشلا ذريعاً ولا أدل على ذلك من جرائم الإغتصاب التي تسجل بالثانية بسبب العري والإنحطاط.

على ولي الأمر أن يتق الله سبحانه وتعالى، فهو مسؤول أمام الله عما يشاهده أبناءه في هذه الأطباق الفضائية، فكلكم راع وهو مسؤول عن رعيته.

كلام جميل لجداً للشيخ محمد راتب النابلسي بتصرف بسيط «الإنسان حينما ينظر إلى امرأةٍ ، ويعيد النظر ، هذه النظرة شبهها بعض الأطباء كالضغط على زناد السلاح ، فتنطلق هرمونات جنسية تجوب أنحاء الجسم ، فتتبدِّل ضربات القلب ، وتوسِّع الأوردة ، وتضيِّق الشرايين ، وترفع ضغط الدم ، ثم تصل إلى البروستاتة ، فيغلق طريق البول ، ويفتح طريق الشهوة ، وتنطلق مادةٌ مطهّرة ، ومادةٌ معطرة ، ومادةٌ مغذِّية هذا هو المذي، وقد أثبت موقع علمي أن هذه الهرمونات تجول في جسم الإنسان طول النهار مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض ، بسبب إطلاق بصره في الحرام ، وخصوصاً إذا كان في المكتبٍ امرأةٌ تعمل في نفس المكتب ، وهناك عريٌ ، وهناك تفلتٌ ، وهناك إبراز مفاتن ، وهناك خلوةٌ ، وهناك حديثٌ جنسيٌ ، وهناك مجلةٌ، والنبي الكريم نهى عن إتباع النظرة النظرةَ ، ونهى عن تبرُّج النساء ، نهى عن تعطُّر المرأة إذا خرجت من بيتها ، ونهى عن الخلوة بالأجنبية ، هذا كله من أجل الوقاية من أمراض لا تعد ولا تحصى»

أخيراً نختم ببعض الوسائل المعينة على غض البصر :
1 - استحضار اطلاع الله عليك ، ومراقبة الله لك (يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور).
2- الاستعانة بالله وكثرة الدعاء (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم).
3- أن تعلم أن كل نعمة عندك هي من الله تعالى ، وهي تحتاج منك إلى شكر ، فنعمة البصر من شكرها حفظها عما حرم الله (وما بكم من نعمة فمن الله).
4- مجاهدة النفس وتعويدها على غض البصر والصبر على ذلك (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
5 – اجتناب الأماكن التي يخشى الإنسان فيها من فتنة النظر إذا كان له عنها مندوحة ، ومن ذلك الذهاب إلى الأسواق والجلوس في الطرقات… قال – صلى الله عليه وسلم – ( إياكم والجلوس في الطرقات ، قالوا : مالنا بدٌّ ، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها ، قال : فإذا أبيتم إلا المجالس ، فأعطوا الطريق حقها ، قالوا : وما حق الطريق ، قال : غض البصر ، وكف الأذى).
6 – تذكر شهادة الأرض التي تمارس عليها المعصية (يومئذ تحدث أخبارها).
7- تذكر الملائكة الذين يحصون عليك أعمالك (وإن عليكم لحـافظين، كراماً كاتبين، يعلمون ما تفعلون).
8– الزواج أو الصيام ، وهو من أنفع العلاج ، قال – صلى الله عليه وسلم – (من استطاع الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) .
9- نصح الأقارب بعدم لبس ما يثير النظر ويظهر المحاسن مثل : طريقة اللبس و الألوان الزاهية و طريقة المشي والتميع في الكلام ونحوه .
10– دفع الخواطر والوساوس قبل أن تصير عزماً ، ثم تنتقل إلى مرحلة الفعل ، فمن غض بصره عند أول نظرةٍ سَلِمَ من آفات لا تحصى ، فإذا كرر النظر فلا يأمن أن يُزرعَ في قلبه زرعٌ يصعبُ قلعه .

إذا ارتفع العفاف أصبحت الأمة في خطر شديد، نقف هنا على أمل اللقاء بكم لتكملة هذه السلسلة المباركة، بإذن الله تعالى.

ضياء القرآن
26-11-2014, 10:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين ..

بارك الرحمن فيك..

مفآهيم آلخجل
28-11-2014, 10:58 AM
بآأإرك الله فيك على آلطـــــــــرح!