المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عُـمــــان هل تعرفونها؟؟!!!



زهام الزهام
02-12-2014, 08:59 AM
هاهم الصحب أطلوا علينا من بلاد العلم والعلماء, من بلاد الخُلُقِ والنًماء. فوالله ماأخطأوا طريقهم كيف لا وحبيبهم صلى الله عليه وسلم يقول"لو أنك ذهبت إلى أهل عُمان ماضربوك وماشتموك". كعادة الصحب، يستهل هذه الجولة بترانيم الهوى على شاطئ القرم البديع مع ذلك الغروب الذي يخطف القلوب وشمسه تودعنا إلى لقاءٍ قريب.

انتقَلوا إلى ذلك الجامع المهيب والبناء المشيد جامع السلطان قابوس الأعظم بمسقط, فما أروع تلك النقوش على جدرانه, والمحراب في بهائه, والزهور التي في فنائه, والخشب المطرًزَ في صفائه وتلك العمارة الإسلامية الخالدةِ جيلا بعد جيل.

وهاهم يجوبون أرض عُمان بكل أمان في المنطقة الداخليةِ مستهلينها بحصن جبرينَ ببهلاء, ذلك الحصن الذي يروي حكاية أجداد ضحٌوا في سبيل أمنهم واستقرارهم. نعم إنه حكاية تراث أصيل ممزوج بعبق الرجل العماني الأصيل.

ثم ينتقل الرًكب المتفائلُ إلى بيضة الإسلام وعقره, إلى بلاد العلم والمعرفة إلى نزوى. هاهي قلعتها الشامخة في عنان السماء تحكي أسطورةً سطًرها الأشاوس والأحرار.
يتحول الرًكب إلى الرمال الذهبية المتعانقة مع بعضها البعض, إلى مدينة عبري الشهباء ثم البريمي الغرًاء, هنا وهناك بين الجبال الصمًاء والأودية الفيحاء, فَهُوَ دَيدنُ عُمان بين جبلٍ ووادٍ ورمالٍ وجناتٍ ونخيلٍ صنوانٍ وغير صنوانٍ يسقى بماءٍ واحد. فسبحان الله العظيم!!

وهاهم المتفائلون وكأني أنظر إليهم يدندنون على وقع تلك المناظر الخلًابة في صحار فحُقً لهم. فقد دهشتُ عندما رأيتُ ذلك النظامَ والرقيً والنظافةَ في كل شارعٍ ودوًارٍمن صُحار. بحارها شواطئُها ورودها جناتها دليل حالهم يرددُ ويقول( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم). فسبحان ربي العظيم وبحمده.

ثم وفي ليلة قمرية ساحرةٍ, يتغنى الصًحبُ بتلك الليلةِ المضيئةِ فكم اشتقت لأن أكونَ في تلك الليلة أشاهدُ البدر ينطق ويتلو(والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم). وقد خطر حينها في بالي ذلك الصحابي عندما خرج في ليلة أضحيان وقال: جعلت أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه حلًةٌ حمراء وإلى القمر فوالله لهو عندي أجمل من القمر.
ما أحسن ذلك المنظر البديع عندما عكست مياه البحر ضوء البدر كحبات اللؤلؤ المتناثر لتسطر بعدها أجمل عبارات الخضوع والخشية وتردد(قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا)

صور وماأدراك ماصور!! مناظر خلابة ورأسُ حدٍ فريد بتلك الشمس التي تشرق منه في أول بقعة من العالم العربي, شمسُ التفاؤل والدفء والبهاء مؤذنة بيوم جديد, وأمل فريد لتصل بعدها إلى أطراف المعمورة فتستقر في مستقرها ساجدةً تحت عرش الرحمن جلً جلاله. فيا شمسُ هلمي إلينا بدفئِك الحنين وانشري ضوءك إلينا ليعانقنا كعناق الأم للجنين.

ومازالت عُمان تكشف لنا أسرارها سراً بعد سر. هندسة ذلك السد" سد وادي ضيقة" سَدً لنا تلك المياه على شكل سجادةٍ فيروزيةٍ بديعةٍ ساجدة لربها وخالقها, وكأني أسمع حسيسها وهي تتلو(ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال).

تحول بعدها ذلك الرًكبُ المترنٍمُ على وقعِ الحبٍ في الفلك التي تشق البحر شيئا فشيئا تتلو(وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله) إلى جزيرة الأمان جزية"مصيرة". ما أحلاها وماأروعها, فقد هب عندي نسيمها, وترنم في سمعي أمواج بحارها وتحسست برد هوائها في وجداني. فسبحان من خلقها وحلًاها في عيون خلقه.

صلالــــة, آهٍ من صلالة ومن سحرها!! جمالها يخطف الفؤاد في الشتاء كما يخطفه في الخريف. تلك الخضرةُ النادرة والهواء العليل ورذاذ المطر كحبات اللؤلؤ المتناثر, تبارك الله ربٌ العالمين!! جبالها الشاهقة المترامية وأغرب من ذلك تلك الطرق التي شُقَت من خلالها كأنها ميزابٌ تتخلله المياه.

هل رأيتم تلكم الأفلاج وهندستها الحاذقة؟؟صنعةُ تنمٌ عن مدى إحساس العماني ب"وجعلنا من الماء كل شيء حي". تحولت بعدها الجماعة إلى موقع "سمهرم" الأثري, ذلك الموقع الذي يحكي تاريخاً زاخرا بالأحداث, وتلك السفينة التحفة العمانية التي جابت العالم محفوظة ب" يالله ياحافظ الأرواح في الألواح" تتلو(بسم الله مجراها ومرساها).

هاهو بحر العروبة الخالصة بحر العرب يطل على صلالة بعبقه الزاكي وصفائه الزاهر وخفة روحه, كأني أسمع تمتماته تقول: الجبلُ والسهلُ والهواءُ يعرفني والشجرُ والطيرُ والسماءُ.

في ذلك المنتزه , منتزه "البليد" نسماتٌ وعليلٌ يهبَان ليردَان تلك الروح التي سُلبت في غوغاء التلوث وضوضاء الأسواق. وتلكم الطيور المهاجرة تتحدث بلغة المغترب, فقد كوتها نار الغربة والبعد عن الأوطان.

ولئن لمتنًني على قِصر هذه الخاطرة؛ أقول لكم لن تحصي عباراتي ولن يجرؤ قلمي المتواضع على وصف تلك البلاد وصفا يليق بها لأنها باختصار جمالها مصنوع من الجميل جلَ جلاله فسبحان من هو جميلٌ ويحب الجمال.

سأصرخ بأقسى ماأوتيته من قوة وأقول نعم إنها عُـــــــــــــــمـــــــــــــان!!!!!







منقول

عذووووبه
02-12-2014, 12:36 PM
يسلمو على الطرح

سحابة ذكريات
02-12-2014, 12:54 PM
رائع
اشكرك اخي

دانة خليجية
02-12-2014, 03:50 PM
شكرا على الطرح
يسلمو