تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ((كيس الحلوى))...



ورد القرنفل 1
02-12-2014, 10:18 PM
يُحكى أنه في إحدى الليالي جلس رجل في ساحة الانتظار بالمطار لعدة ساعات في انتظار رحلته ،

وأثناء فترة انتظاره ذهب لشراء كتاب وكيس من الحلوى ليقضي بهما وقته.
...
ولما ابتاع حاجته عاد إلى الساحة وجلس وبدأ يقرأ الكتاب وبعد أن انهمك في القراءة شعر بحركة بجانبه ،

ونظر فإذا بغلام صغير جالس بجانبه وبيده قطعة من كيس الحلوى الذي كان موضوعاً بينهما.


فاستاء الرجل لتعدي الغلام على كيس الحلوى الخاص به من دون استئذان وقرر أن يتجاهله في بداية الأمر وأخذ قطعة من كيس الحلوى من دون أن يلتفت للغلام,

ولكنه شعر بالإنزعاج عندما تبعه الغلام بأخذ قطعة حلوى ، فنظر إليه نظرة جامدة ثم نظر إلى الساعة بنفاذ صبر وأخذ قطعة أخرى ، فما كان من الغلام إلا أن سارع بأخذ قطعة من الكيس في إصرار !!

حينها بدأت ملامح الغضب تعلو وجه الرجل وفكر في نفسه قائلاً : "لو لم أكن رجلاً مهذباً لمنحت هذا الغلام ما يستحق في الحال".

وتكرر الحال أكثر من مرة فكلما كان الرجل يأكل قطعة من الحلوى، كان الغلام يأكل واحدة أيضاً،

وتستمر المحادثة بين أعينهما (استنكار من الرجل الكبير ولا مبالاة وهدوء من الغلام الصغير) ،

والرجل متعجب من جرأة الغلام ونظراته الهادئة البريئة, ثم إن الغلام وبهدوء وبابتسامة خفيفة قام باختطاف آخر قطعة من الحلوى ثم قسمها إلى نصفين وأعطى الرجل نصفاً بينما أكل هو النصف الآخر.



ذُهِل الرجل ونظر لثواني إلى الغلام وهو لا يصدق ما يرى ثم أخذ نصف القطعة بتوتر وانفعال شديد وهو يقول في نفسه : "يالها من جرأة ، إنه يقاسمني في حلواي وكأنه يتعطف عليَّ بها .. ثم إنه حتى لم يشكرني بعد أن قاسمني فيها !! ".


وبينما هو يفكر في جرأة هذا الغلام ونظراته الهادئة إذا به يسمع الإعلان عن حلول موعد رحلته ،

فطوى كتابه في غضب وحمل حقيبته ونهض متجهاً إلى بوابة صعود الطائرة من دون أن يلتفت إلى الغلام،

وبعدما صعد إلى الطائرة وتنعم بجلسة جميلة هادئة أراد أن يضع كتابه الذي قارب على إنهائه في الحقيبة.



ولما فتح الحقيبة صُعِقَ بالكامل !!!


حيث وجدت كيس الحلوى الذي اشتراه مازال موجوداً في الحقيبة .. كما هو لم يُفتح بعد !!



لم يفهم في بداية الأمر كيف ذاك !!



ثم بدأ يسترجع الدقائق القليلة الماضية ويفهم رويداً رويداً .. فقال مشدوهاً : "يا إلهي .. لقد كان إذاً كيس الحلوى ذاك لهذا الغلام".



وعاد واسترجع في ذهنه نظرات الغلام الهادئة البريئة ..
وثقته وهو يأخذ قطع الحلوى من الكيس ..
وأنه كان ينتظر في كل مرة حتى يأخذ -الرجل- قطعة فإذا أخذ تبعه وأخذ ورائه ..
وكيف قاسمه آخر قطعة بابتسامة بريئة ..



فحينها أدرك مُتألماً أن كل ما غضب من الغلام بسببه قد فعله هو نفسه !!

وأدرك كم كان سيء الظن بالغلام !!

وكم كان أناني حين غضب من مشاركة الغلام حلواه !!

وكم كان الغلام كريماً حين لم يغضب من مشاركته حلواه بل
قاسمه إياها بطيب نفس !!



فوضع رأسه بين يديه في أسى وهو يقول : " لعلك تعلمت اليوم أيها العجوز من هذا الفتى الصغير إحسان الظن بالآخر وإلتماس الأعذار بل البحث والتنقيب عنها .. كذلك طِيب النفس للآخر والكرم وحب المشاركة"

سحابة ذكريات
02-12-2014, 10:31 PM
قصة رائعه وعبرتها اروع
اشكرك عزيزتي ع الطرح

عذووووبه
02-12-2014, 11:57 PM
قصه رائعه
أعجبتنى فيها عبره

مؤنس الحياة
03-12-2014, 12:19 AM
جميل جدآ يسلموا.

الدمعة الحائرة
03-12-2014, 04:32 AM
فننااانه القصه
والاحلى العبره اللي فيها ^_^

بــوح مغــترب
03-12-2014, 11:01 PM
حلوة القصة (:

رووح الورد
04-12-2014, 03:25 PM
قصه جميله تحمل مضااامين رائعه لقيم ومبادئ امرنا بها ولكن تغيب عن اذهاننا في لحظات الغضب،،،وتأخذنا النفس لاتباااع الظنون دون تفكر في حال الامور وتقصي اصلها...وهل نحن صواب ام لا....

♡يرعاك الرب اخيتي ورد♡

اطياف السراب
04-12-2014, 04:11 PM
قصة رائعة جدا

شكرا جزيلا لك على طرحك

ورد القرنفل 1
07-12-2014, 09:10 PM
اسعدني جميعا مروركم الطيب
نورتوا ،،،بارك الله فيكم
احترامي وتقديري لكم

ذكرى تائهة
07-12-2014, 09:56 PM
•#




حبيتها ^_^

ورد القرنفل 1
10-12-2014, 09:34 PM
•#

لك الشكر على المرور
مودتي لك:o

حبيتها ^_^

لك الشكر على المرور
مودتي لك:o

سارة الوهيبي
12-12-2014, 10:13 PM
احياناً نتعجل بالحكم ونسيء الظن بالآخرين
وثم بعد ذلك ننتبه بأننا ظلمناهم وتسرعنا..

ودي لك وروده..

نور*
14-12-2014, 10:10 AM
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSfiLF5XLh0IQESpZWezqd_0YDfLZKOV ifAUMoJm5oMaRIIQIqG