المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكلمة ووقعها "1"



فيصل الغماري
06-12-2014, 09:48 PM
أبو العبادلة
الكلمة ووقعها
"1"

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، حمداً يليق بجﻼ‌ل وجهه وعظيم سلطانه ، سبحانه خلق الخلق فأحصاهم عدداً ، وكلهم يوم القيامة آتيه عبداً ، وخير صﻼ‌ة وأزكى تسليم على من أرسله ربه للبشرية هادياً وبشيراً ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين فرداً فرداً ، وبعد ،،،

فمن المعلوم أثر الكلمة ووقعها في النفس ، ورب كلمة رفعت صاحبها درجات علية ، ورب أخرى هوت بصاحبها أبعد ما بين المشرق والمغرب ، قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [سورة إبراهيم : 24-26].

ويقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم)

الليلة سنتحدث عن الكلمات التي التي يلقيها بعض الناس غير مبالين بما تحدثه من أثر ، يحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ، على أن أتحدث عن كلمات لها بالغ الأثر في التحفيز للخير في لقاء آخر.

أولاً : التقول على الله بغير علم ، ذلك من خلال الإفتاء أو تفسير رؤيا بدون علم ، وما أكثر الذين يقحمون أنفسهم في ذلك ، غير متصورين للإثم المترب.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَفْتَى مَسْأَلَةً أَوْ فَسَّرَ رُؤْيَا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ كَمَنْ وَقَعَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ فَصَادَفَ بِئْرًا لا قَعْرَ لَهُ وَلَوْ أَنَّهُ أَصَابَ الْحَقَّ .*

ثانياً : تحريم ما أحل الله أو إباحة ما حرمه الله ، وهذا شأن الجهلة من الناس ، كثيراً ما يحرمون ويحللون بغير علم ، قال تعالى : {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [سورة اﻷعراف : 32].

ثالثاً : آفات اللسان من الغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور ، وكثيراً ما يتحجج البعض بالمزاح أو بالكذب الأبيض أو الكذب الخفيف وكلها في الإثم سواء.

رابعاً : السخرية من الآخرين ، وأشدها السخرية من العلماء قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [سورة الحجرات : 11].

خامساً : اللمز والتنابز بالألقاب ، يظهر ذلك من الشاهد السابق من قوله تعالى ، واللمز إعابة بعضهم بعضا ، وأما التنابز بالألقاب بإطلاق العبارات النابية والتي تقدح في الآخرين.

هذا ما جال بخاطري فإن كان من توفيق فمن الله وحده، وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله من ذلك وأتوب إليه.
________________
العمر يمر مر السحاب ونحن نسوف وقت المتاب ونرجو عفو رب الأرباب إنّ هذا لشيء عجاب.

ايس كريم
07-12-2014, 08:31 PM
جزاك الله خيررر

وبارك الله فيك