فيصل الغماري
08-12-2014, 10:10 AM
الكلمة ووقعها
"2"
أبو العبادلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، حمداً يليق بجﻼل وجهه وعظيم سلطانه ، سبحانه خلق الخلق فأحصاهم عدداً ، وكلهم يوم القيامة آتيه عبداً ، وخير صﻼة وأزكى تسليم على من أرسله ربه للبشرية هادياً وبشيراً ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين فرداً فرداً ، وبعد ،،،
فمن المعلوم أثر الكلمة ووقعها في النفس ، ورب كلمة رفعت صاحبها درجات علية ، ورب أخرى هوت بصاحبها أبعد ما بين المشرق والمغرب ، قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [سورة إبراهيم : 24-26].
لقاء هذا اليوم عن بعض الكلمات المحفزات للخير ، والتي تؤتي أُكلها بإذن ربها.
أولاً : الثناء والمدح ؛ فعن*أبي هريرة*رضي الله عنه مرفوعاً (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) ، فالشكر يحفز الإنسان لتقديم الأفضل ، ويدفعه لفعل الخير .
وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب) ، فكيف نوفق بين الحديثين ، لأن بعض الشباب يأنف المدح والثناء والشكر مستدلاً بالأثر .
قال العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري ، فيه جواز مدح الإنسان في وجهه لمصلحة ولا يعارضه قوله (احثوا في وجوه المداحين التراب) لأن هذا فيما يمدح بباطل أو يؤدي إلى باطل.
ولا أخفيكم ؛ فالكثير من الشباب لا يلتفتون إلى أثر التحفيز في النفس ، ويقترون في ذلك ، بينما يندفع آخرون للمدح والثناء بشكل مفرط ، والأصل التوسط بين الإفراط والتفريط.
ثانياً : الدعاء والذكر ، الذي هو مخ العبادة ، يستطيع المخبت أن يرقى مع الله درجات علية ، والذكر ملطف القلوب ؛ فقد أتى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل ، فقال : يا رسول الله إنَّ شَرَائِعَ الإسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَليَّ ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيءٍ أَتَشَبثُ بِهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم :*(لا يَزالُ لِسَانُكَ رَطباً مِنْ*ذِكْرِ الله) ، وليحرص كل عاقل لبيب على الدعاء والذكر ليحظى من الله بالخير الكثير.
ثالثاً : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، يقول المولى جل وعلا : {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة آل عمران : 110] ، ويقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : (لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ ، فَلَيَسُومُنَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ ، أَوْ لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مَنْ لا يَرْحَمُ صَغِيرَكُمْ ، وَلا يُوَقِّرُ كَبِيرَكُمْ) .
فرب كلمة يقولها مخلص يهدي بها الله رجلاً أو امرأة ، ويجعل في هدايتهما خيراً كثيراً.
هذا ما جال بخاطري فإن كان من توفيق فمن الله وحده، وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله من ذلك وأتوب إليه.
________________
العمر يمر مر السحاب ونحن نسوف وقت المتاب ونرجو عفو رب الأرباب إنّ هذا لشيء عجاب.
"2"
أبو العبادلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، حمداً يليق بجﻼل وجهه وعظيم سلطانه ، سبحانه خلق الخلق فأحصاهم عدداً ، وكلهم يوم القيامة آتيه عبداً ، وخير صﻼة وأزكى تسليم على من أرسله ربه للبشرية هادياً وبشيراً ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين فرداً فرداً ، وبعد ،،،
فمن المعلوم أثر الكلمة ووقعها في النفس ، ورب كلمة رفعت صاحبها درجات علية ، ورب أخرى هوت بصاحبها أبعد ما بين المشرق والمغرب ، قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [سورة إبراهيم : 24-26].
لقاء هذا اليوم عن بعض الكلمات المحفزات للخير ، والتي تؤتي أُكلها بإذن ربها.
أولاً : الثناء والمدح ؛ فعن*أبي هريرة*رضي الله عنه مرفوعاً (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) ، فالشكر يحفز الإنسان لتقديم الأفضل ، ويدفعه لفعل الخير .
وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب) ، فكيف نوفق بين الحديثين ، لأن بعض الشباب يأنف المدح والثناء والشكر مستدلاً بالأثر .
قال العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري ، فيه جواز مدح الإنسان في وجهه لمصلحة ولا يعارضه قوله (احثوا في وجوه المداحين التراب) لأن هذا فيما يمدح بباطل أو يؤدي إلى باطل.
ولا أخفيكم ؛ فالكثير من الشباب لا يلتفتون إلى أثر التحفيز في النفس ، ويقترون في ذلك ، بينما يندفع آخرون للمدح والثناء بشكل مفرط ، والأصل التوسط بين الإفراط والتفريط.
ثانياً : الدعاء والذكر ، الذي هو مخ العبادة ، يستطيع المخبت أن يرقى مع الله درجات علية ، والذكر ملطف القلوب ؛ فقد أتى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل ، فقال : يا رسول الله إنَّ شَرَائِعَ الإسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَليَّ ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيءٍ أَتَشَبثُ بِهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم :*(لا يَزالُ لِسَانُكَ رَطباً مِنْ*ذِكْرِ الله) ، وليحرص كل عاقل لبيب على الدعاء والذكر ليحظى من الله بالخير الكثير.
ثالثاً : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، يقول المولى جل وعلا : {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة آل عمران : 110] ، ويقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : (لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ ، فَلَيَسُومُنَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ ، أَوْ لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مَنْ لا يَرْحَمُ صَغِيرَكُمْ ، وَلا يُوَقِّرُ كَبِيرَكُمْ) .
فرب كلمة يقولها مخلص يهدي بها الله رجلاً أو امرأة ، ويجعل في هدايتهما خيراً كثيراً.
هذا ما جال بخاطري فإن كان من توفيق فمن الله وحده، وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله من ذلك وأتوب إليه.
________________
العمر يمر مر السحاب ونحن نسوف وقت المتاب ونرجو عفو رب الأرباب إنّ هذا لشيء عجاب.