المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيتها النفس المطمئنة



حلم يرتجي التحقق
08-12-2014, 09:09 PM
(قمر) فتاة صغيرة في سنها ، لكن مشقات الحياة واحتلال الصهاينة لبلادها الغالية القدس جعلها تعيش عمراً أكبر من عمرها ، هي لا تتجاوز سن التاسعة ، إنها طفلة صغيرة تمنت أن تعيش في بيت جميل وبين حنايا الأسرة الدافئة تمنت أن يكون إخوتها بجانبها ، و أن يكون عطف والديها يلفها ، لكن لم تجرِ الأمور بما تشتهي (قمر) بل إنها قاست وعانت مع جدتها المسكينة التي أنهكها مرضها المزمن الذي لا علاج له سوى المهدئات التي تسعى قمر دائما للحصول عليها من المستشفيات لتستقر حالة جدتها
مر تدخل البيت الأشبه بكومة من الحطام والذي يحميهم من غدر اليهود لعنة الله عليهم
وقالت لجدتها بفرح : جدتي ، جدتي لقد أحضرت لك دواءك هيا تناوليه لتزول نوبة الربو عنك
الجدة بحال كسيرة ودمعة أبت إلا أن تنزل على خدها : يا بنتي يا قمر، دعيني أموت لأُريحك من همي ...قمر بخوف وهي ترمي نفسها بأحضان جدتها : لا تقولي هذا يا جدتي أنا أحبك لا تتركيني .. الجدة اكتفت بالسكوت مع بكائها الصامت كي لا تقلق قمر عليها .
في صباح يوم آخر كانت الجدة تحضر الفطور المكون من خبز يابس بسبب برودة الطقس وبعض الزيتون وهي تنادي قمر لتتناول الفطور : قمر عزيزتي تعالي لنتناول الفطور
قمر ترتدي معطفها المتقطع : لا يا جدتي سوف أذهب الآن للقيام بعمل مهم ( وهي تنوي الحصول على مبلغ مناسب لشراء هدية لجدتها الغالية )
الجدة في دهشة : تعالي تعالي لتناول الفطور وبعدها اذهبي
قمر : خرجت مسرعة دون تناول الفطور ( فهي تشعر أن شراء الهدية أمر مهم )
تعمل قمر المسكينة في بناء منزل يعمل فيه أناس آخرون وهو يخص اليهود وهي تنقل الماء من البئر إلى مقر البناء << هم مضطرون للعمل في ذلك المكان لكي يؤمنوا حياة طيبة لهم وأبنائهم وكان عمل قمر شاقاً بالنسبة لفتاة من عمرها
صديقة قمر ( رغد ) : دعيني أرى الهدية التي اشتريتها لجدتك ... قمر بابتسامة طفولية عذبة مع ضحكة لطيفة : سأجعلها مفاجئة ... رغد بادلتها نفس الابتسامة : حسناً ، لكن أريد أن أسألك سؤالاً يا قمر ... قمر : تفضلي ... رغد : ما هي أمنيتك ؟
قمر بكدر : رغد أنا أمنيتي بسيطة ولكنها مستحيلة ، أمنيتي أن أعيش في بيت آمن مع أخوتي ووالدي (رحمة الله عليهم ) أمنيتي بأن يكون لدينا منزل فيه مزرعة أزرع فيها شجر الزيتون والزهور الجميلة حلمي أن أستيقظ كل صباح على صوت أمي الدافئ حلمي أن أقطع هذا الكابوس المرعب الذي نعيشه وأن تتبدل هذه المأساة إلى واقع أجمل ...رغد بصوت منكسر يحمل معنى الأمل : ثقي بالله وأحسني الظن به ... قمر بتفاؤل : لن أحزن ما دمتِ أنتِ وجدتي معي ... صوت من بعيد : اهربوا ، اهربوا هناك صوت إطلاق نار
رغد تمسك بيد قمر و هما تركضان في خوف وذعر : هيا هيا بسرعة ... كانت قمر تمسك بيد صديقتها بإحكام وتمسك الحقيبة التي بها هدية جدتها ... وأصيبت رغد بطلقة نارية .. قمر بصوت يعتريه الذعر : لا يا رغد
رغد بصوت خافت وهي تلقط أنفاسها الأخيرة : ارحلي من هنا قبل أن يطلقوا عليك النار
قمر : صديقتي تحملي سوف آخذك إلى المستوصف ... رغد : لا جدوى يا قمر ... قمر تبكي بحرقة وصوتها تكسوه براءة الطفولة : لا أرجوك يا رغد لا تتركيني أنا أريدك أن تبقي معي
رغد : سوف نلتقي فالجنة يا قمــر...... أش ه د أن لا إ ل ه إل ا اللــه
قمر تصرخ بأعلى صوتها : رغــــــــــــــــــــــــــد
أخذت قمر تسحب صديقتها رغد تارة وتحملها تارة أخرى إلى أن اقتربت من منزل الجدة
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ............
سلبوني حريتي وحــــياتي وسعادتي ،يا رباه ارفق بحالي ... أين المـفر
سلبوني صديــقتي وأغلى أمنــــياتي ،ياترى متى يأتـــــي ذاك الفـــــــجر
من يسمع بكائي من يسمع صرخاتـي ،أين المسامع أين البصائر أين البشر
من يرفق بحزني من يـداوي أهـــاتي ،من يطفئ لهيب قلبٍ بالنار أستـــــعر
هل أودع أحلامي وامحــي بسمـــاتي ،هل اترك حلمي واطلبه أن ينتحــــــر
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ............
ذهبت تسحب رفيقتها بحزن شديد وجسم منهك إلى أن وصلت إلى منزل جدتها وهي تضع صديقتها في فراش بالٍ كاد طول الدهر أن يفنيه ، وذهبت تنادي جدتها بصوت حزين منكسر بسبب فراق أعز صديقتها .. قمر بتعب : جدتي ، جدتي .. الجدة وهي تخفي تعبها : أجل يا بنتي ... لم تستطع قمر الكلام فقط أمسكت بيد جدتها وأخذتها إلى جثمان صديقتها
الجدة لم تستطع الكلام ومن شدة تعبها وآثار الصدمة سقطت مغشياً عليها
قمر بخوف وهي تصرخ وتبكي بحرقة : جدتي .. استيقظي ، جدتي أحضرت لك شيئا استيقظي استيقظي....
(فجأة توقفت عن البكاء ، قمر بدهشة وهي تدقق النظر في جدتها ) .. قمر بصوت متقطع :.....
ج د ت ي مابك ِ؟ وأخذت تتحسسها لاحظت لا حراك ولا نفس .... قمر بحزن : لا ، لا أحتمل فقدان صديقتي وجدتي في يوم واحد
أخرجت قمر مصحفاً من حقيبتها كانت تود أن تهديه لجدتها ... قمر وهي لا تزال تبكي : جدتي هاهو المصحف اقرئيه بصوتك العذب هيا ....هيا اقرئيه
قمر يئست وهي تعزي نفسها بقوله تعالى : { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي } أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
وبعدها سقطت قمر وعلى وجهها ابتسامة عظيمة جدا تبشر بجنات خلد تجري من تحتها الأنهار.
.................................................. .................................................. ......
النهاية ...

ن الشكيلي
08-12-2014, 09:12 PM
قلم ابدع بوح وشوق وطن ودم وتراب دام قلمك

القيصـــــر
09-12-2014, 09:16 AM
إبداع × إبداع
قلم جميل جدا وسرد رائع ألف شكر لك
نسأل الله أن يخلص أحبائنا في فلسطين من شر اليهود
قصه تستحق النجوم الخمس
دمتي بألف خير ،،

الجليد المتحرك
09-12-2014, 09:26 AM
قصة جميلة تحكي معاناة شعب ظلم منذ 80 عاما ولا مجيب لرفع المعاناة عنهم بل بالعكس المعاناة تشتد عليهم من جيرانهم المسلمين ولا حول ولا قوة الا بالله ، شكر على القصة الجميلة

نوارة الكون
09-12-2014, 09:29 AM
قصه مؤثره وسردرائع غاليتي دمتي في حفظ الرحمن

روح الحلا1
09-12-2014, 10:33 AM
قصة جميلة وسرد اروع..
ربي يعطيك العافية..

نديم الماضي
11-12-2014, 12:05 PM
قصه جميله ورائعه
وسرد القصه اجمل
بالتوفيق لك يعطيك العافيه