الجليد المتحرك
16-12-2014, 08:59 AM
كيس من الورق البالي ممزق من أحد جوانبه عليه آثار زيت وبقع من الدم هذا ما تبقى من السيارة كان يمر بجوارها التي انفجرت قبل قليل .
الصق العم أحمد جزء من شماغه على أنفه ، رائحة البارود تؤثر على صدره المريض
الطبيب صرف له حبة دواء واحدة صباح هذا اليوم لترطيب أنفاسه المتحشرجة.
مرر يديه المرتعشتان على جيوب سترته العتيقة يبحث عن حبة الدواء لا زال يغالب حشرجات السعال التي بدأ هديرها يزدادفي صدره كهدير الدبابة الامريكية التي تقف في أول شارع الرصافة تراقب أحد القناصة.
أتكأ على عصاته الهرمة ربما عمرها يقارب عمره ، بالأمس أكمل ثمانون عاما.
إتكأ عليها بقوة وهو يسحب قدمه المتسخة بالزيت المحروق الذي خلفته تلك السيارة
لا زال يقبظ على كيس الورق .
حبة الدواءلا يكاد يجدها في جيب سترته
سعاله يزدادهديرا .
دخان البارود يلف المكان. نوبات الربو تزداد حده .
نزع سترته البالية ليبحث عن الحبة ، ربما وقعت وهو يلتقط الكيس ليضع به رغيف الخبز
لكنه لايجدها.
عبر شارع الرصافة بعد أن أزاح من أمامه بعض القطع المعدنية .
أصبعان من أصابع قدمه اليسرى ينزفان بسبب بعض تلك القطع المتناثرة هنا وهناك.
حذائه الممزق من الأمام يزيد من الآم أصابعه.
وقف ينظم انفاسه ويكتم بعض سعلاته المتفلته بطرف شماغه
نظرإلى مبنى العيادة
-لماذا لا أراها بوضوح ، ربما علي أن أنظف زجاج نظارتي
-لا زلت لا أراها – أين تراها أختفت ، فرك نظارته مرة أخرى بهدؤ مبالغ فيه حتى لا ينفك الخيط المربوط به أحد أجزاءها
-لا زالت مغبشة
-أه نعم نعم على أن أبتعد قليلا ، هذا الدخان اللعين لا زال يلاحقني
السعال يزداد هديرا.
-ها أنا اقترب من العيادة ، حمدا لله.
-السلام عليكم يا بني
-أريد حبة أخرى ، أكاد أختنق من السعال
-الصيدلي وهو يغالب دمعة ساخنة سقطت من عينه ، هذه آخرحبة كانت لدي اليوم ، موزع الأدوية لن يأتي قبل الثانية ظهرا، عند رفع حالةالطواريء بين الثانية والثالثة ظهرا.
-لكنني أضعت الحبة التي صرفتها لي هذا الصباح.
-أضعتها وأنا ألتقط هذ الكيس لأضع فيه رغيف الخبز، أم أحمد تنتظرني لنفطر سويا تأخرت عليها ، أكيد أنها قلقة علي .
-ذهب الطبيب للبحث في الأدراج علّه يجد حبة واحدة ، لكن دون جدوى.
- رجع اليه وبإماءة حزينة من الطبيب ، فهم العم أحمدالجواب ، مسك بالكيس ورفعه اليه.
- خذ يا بني هذا الرغيف أوصله لها وطمأنها أنني لا زلت حيا،بيتنا هناك خلف تلك القمامه ، لا أريدها تنتظر كثيرا.
- نظر الصيدلي الى الرغيف داخل الكيس وصاح بفرح هاهي عمي.
- الحبة التي تبحث عنها
- برقت عيني العم أحمد وهو يمسك عليها بكلتا أصابعه
- لماذا هي سوداء يا بني ؟.
- عماه دعني أمسح عنها هذا السواد، ربما ألتصق بها شيئا من الزيت
-إبتلع العجوز الحبة حمل الرغيف ورمى الكيس ومضى يتأكأعلى عصاه وهو يردد
- قادم قادم يا أم أحمد .
الصق العم أحمد جزء من شماغه على أنفه ، رائحة البارود تؤثر على صدره المريض
الطبيب صرف له حبة دواء واحدة صباح هذا اليوم لترطيب أنفاسه المتحشرجة.
مرر يديه المرتعشتان على جيوب سترته العتيقة يبحث عن حبة الدواء لا زال يغالب حشرجات السعال التي بدأ هديرها يزدادفي صدره كهدير الدبابة الامريكية التي تقف في أول شارع الرصافة تراقب أحد القناصة.
أتكأ على عصاته الهرمة ربما عمرها يقارب عمره ، بالأمس أكمل ثمانون عاما.
إتكأ عليها بقوة وهو يسحب قدمه المتسخة بالزيت المحروق الذي خلفته تلك السيارة
لا زال يقبظ على كيس الورق .
حبة الدواءلا يكاد يجدها في جيب سترته
سعاله يزدادهديرا .
دخان البارود يلف المكان. نوبات الربو تزداد حده .
نزع سترته البالية ليبحث عن الحبة ، ربما وقعت وهو يلتقط الكيس ليضع به رغيف الخبز
لكنه لايجدها.
عبر شارع الرصافة بعد أن أزاح من أمامه بعض القطع المعدنية .
أصبعان من أصابع قدمه اليسرى ينزفان بسبب بعض تلك القطع المتناثرة هنا وهناك.
حذائه الممزق من الأمام يزيد من الآم أصابعه.
وقف ينظم انفاسه ويكتم بعض سعلاته المتفلته بطرف شماغه
نظرإلى مبنى العيادة
-لماذا لا أراها بوضوح ، ربما علي أن أنظف زجاج نظارتي
-لا زلت لا أراها – أين تراها أختفت ، فرك نظارته مرة أخرى بهدؤ مبالغ فيه حتى لا ينفك الخيط المربوط به أحد أجزاءها
-لا زالت مغبشة
-أه نعم نعم على أن أبتعد قليلا ، هذا الدخان اللعين لا زال يلاحقني
السعال يزداد هديرا.
-ها أنا اقترب من العيادة ، حمدا لله.
-السلام عليكم يا بني
-أريد حبة أخرى ، أكاد أختنق من السعال
-الصيدلي وهو يغالب دمعة ساخنة سقطت من عينه ، هذه آخرحبة كانت لدي اليوم ، موزع الأدوية لن يأتي قبل الثانية ظهرا، عند رفع حالةالطواريء بين الثانية والثالثة ظهرا.
-لكنني أضعت الحبة التي صرفتها لي هذا الصباح.
-أضعتها وأنا ألتقط هذ الكيس لأضع فيه رغيف الخبز، أم أحمد تنتظرني لنفطر سويا تأخرت عليها ، أكيد أنها قلقة علي .
-ذهب الطبيب للبحث في الأدراج علّه يجد حبة واحدة ، لكن دون جدوى.
- رجع اليه وبإماءة حزينة من الطبيب ، فهم العم أحمدالجواب ، مسك بالكيس ورفعه اليه.
- خذ يا بني هذا الرغيف أوصله لها وطمأنها أنني لا زلت حيا،بيتنا هناك خلف تلك القمامه ، لا أريدها تنتظر كثيرا.
- نظر الصيدلي الى الرغيف داخل الكيس وصاح بفرح هاهي عمي.
- الحبة التي تبحث عنها
- برقت عيني العم أحمد وهو يمسك عليها بكلتا أصابعه
- لماذا هي سوداء يا بني ؟.
- عماه دعني أمسح عنها هذا السواد، ربما ألتصق بها شيئا من الزيت
-إبتلع العجوز الحبة حمل الرغيف ورمى الكيس ومضى يتأكأعلى عصاه وهو يردد
- قادم قادم يا أم أحمد .