بدر الدجى
24-12-2014, 09:04 AM
وقّعت مصر والصين خلال الزيارة التي يقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى بكين على 6 اتفاقيات اقتصادية في إطار استراتيجية الشراكة الشاملة بين البلدين واتفاقيات أخرى في مجال التعليم والصحة.
حيث أكد السيسي على أن العلاقات مع بكين استمرت وثيقة على مدى ستين عاماً دون أي شوائب وهذا دليل على مكانتها، وتطرق إلى الوضع الداخلي بتأكيد أن الشعب المصري قام بثورتين خلال 3 سنوات لاستعادة بلاده ليحذر من خطورة تهديد الإرهاب في المنطقة.
وعقب جلسة المباحثات الثنائية، تم عقد جلسة مباحثات موسعة حضرها عدد من الوزراء والمسؤولين رفيعي المستوى في مصر والصين، وقام الرئيسان بالتوقيع على بيان مشترك لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، كما حضرا التوقيع على 6 اتفاقيات تعاون بين البلدين في مجال الطاقة والفضاء.
الشراكة مع الصين
وأكد السيسي، أن بلاده ترحب تماماً بالشركات الصينية العاملة فيها، وتقدم لها كل الدعم اللازم، كما تدعوها إلى توسيع نطاق أعمالها وزيادة استثماراتها في مصر، بل وتدعو الشركات الصينية الأخرى إلى العمل والاستثمار في مصر، للاستفادة مما تتيحه المرحلة الحالية من فرص استثمارية واعدة.
مشيرا إلى أن الحكومة المصرية قررت تأجيل المؤتمر الاقتصادي الذي يعقد في مارس، وكان مقرراً له في فبراير، وذلك لتزامنه مع احتفالات بكين بعيد السنة الصينية.
وأوضح الرئيس أن مصر أصبحت مستقرة، والجو بها مهيأ لاستقبال مشروعات الطاقة الضخمة.
وأبرز الرئيس المصري عدداً من المؤشرات الإيجابية للاقتصاد المصري، ومن أهمها الثقة الشعبية الكبيرة التي تلقاها الإصلاحات الاقتصادية، وهي الثقة التي انعكست في تمويل مشروع حفر قناة السويس الجديدة بما يفوق 64 مليار جنيه، معتبرا أن مصر هي جزء من مبادرة الرئيس الصيني شي غين بينغ لإحياء طريق الحرير البري والبحري، مبديا استعداد مصر الكبير للتفاعل مع هذه المبادرة بمنتهى القوة وفي أقرب وقت.
وقال: «لقد أتيت حاملاً رسالة واضحة من شعب مصر الذي قام بثورتين في غضون ثلاث سنوات، ليستعيد بلاده، وليوجه ثورته في الاتجاه الصحيح. يدعوكم هذا الشعب الآن لشراكة جادة وتعاون بناء تدعيماً لجهوده من أجل تحقيق التنمية التي يستحقها».
الخطر الإرهابي
وحذر الرئيس المصري من خطورة التهديدات الإرهابية التي تواجهها دول المنطقة ولاسيما في جنوب لبيبا، حيث تجري هناك تدريبات لعناصر من جماعات إرهابية، مشيرا إلى أنه من الضرورة أن تقوم مصر على قدميها لمواجهة هذه التهديدات.
وزن عالمي
من جهته أبدى الرئيس الصيني شي غين بينغ، ارتياحه للاهتمام الذي توليه مصر والرئيس عبد الفتاح السيسى، لتطوير العلاقات، مشيرا إلى أن مصر لها وزن ونفوذ كبير في العالم.
وشدد الرئيس الصيني في كلمته في بداية المباحثات مع الرئيس السيسي أمس، بقاعة الشعب الكبرى في بكين، على أن مصر لها وزن كبير في العالم العربي وإفريقيا، ولها نفوذ مهم لاسيما في الشرق الأوسط. وأكد استعداد بلاده لتنمية العلاقات مع مصر في مختلف المجالات.
تعاون
وقعت الهند ومصر أمس، برنامجا تنفيذيا طموحا للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا، في العاصمة المصرية القاهرة بمقر وزارة البحث العلمي بحضور شريف حماد، وزير البحث العلمي ونافديب سوري، سفير الهند لدى مصر.
وتم الاتفاق على الصيغة النهائية من البرنامج التنفيذي الجديد خلال الاجتماع الثالث للجنة المشتركة للعلوم والتكنولوجيا والذي عقد في القاهرة خلال الفترة من 22-23 ديسمبر الجاري. القاهرة د.ب.أ
الرئيس المصري يُعيد ربيع العلاقات مع دول الشرق
يسعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، منذ وصوله إلى سُدة الحكم إلى تعميق العلاقات المصرية مع دول العالم، إلا أنَّ الواضح والملحوظ من خلال زياراته وجولاته المستمرة على مدار الأشهر الماضية، أن الرئيس المصري لم يكتف بالتوجه ناحية دول الغرب فحسب.
وإنما اتخذ من الشرق طريقاً له نحو تعزيز العلاقات خاصة على المستوى الاقتصادي، بل وجعل أولى محطاته لها من خلال زيارته الناجحة لروسيا، وبعدها بأشهر توجه للصين التي يقوم بزيارتها حالياً.
وتُعد الصين هي المحطة الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي، في جولاته بدول الشرق، من أجل بناء علاقات خارجية قوية مع الدول الكبرى ذات الثقل السياسي والاقتصادي، فيما يعتبر إعادة نظر في سياسة مصر الخارجية عقب ثورة 30 يونيو التي كانت تميل في الفترات السابقة إلى مزيد من الارتباط بالولايات المتحدة الأميركية، وحلفائها الغربيين، ولكن ظهر مفهوم التوجه شرقاً، كمحاولة لإعادة التوازن في السياسة الخارجية المصرية.
الاقتصاد الرابح الأكبر
ويعتبر الاقتصاد المصري هو الرابح الأكبر من زيارة الرئيس السيسي للصين، لاسيّما وأنه م تم التوقيع على اتفاقيات في الطاقة والنقل والكهرباء وغيرها من المجالات.
وانطلاقاً من سياسة بناء المصالح التبادلية تدور المباحثات بين الرئيس المصري ونظيره الصيني، وهو ما يتطرق إليه عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير رخا أحمد حسن، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، موضحاً أن «الصين تُعد ثاني أكبر دولة في العالم من حيث الاقتصاد.
ولا شك أن الرئيس السيسي سيكون حريصاً على الاستفادة من التجربة الصينية في مجال الاقتصاد بشكل خاص، إضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات، والتي سوف تصب بدورها في تحسين الاقتصاد المصري، فضلاً عن عدد من الملفات السياسية».
ويرى مراقبون أن السياسة المصرية في عهد السيسي، اختلفت كثيراً عن منهج رؤساء مصر السابقين، إذ كانت الولايات المتحدة الأميركية تسيطر على خيوط اللعبة السياسية، وهو ما أخضع مصر لتبعية أميركا في كثير من الأحيان.
ولكن «السيسي» استطاع التعلم من أخطاء سابقيه فقرر التوجه «شرقاً» ليعيد إحياء العلاقات المصرية مع كلٍ من روسيا والصين، بعد أعوام عانت من الخريف في العلاقات بين مصر ودول الشرق.
نشاط مكثف
ويوضح خبير العلاقات الدولية بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام، د. سعيد اللاوندي، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن «الحراك الدبلوماسي والسياسي الذي يقوم به الرئيس المصري في دول الشرق منذ توليه الرئاسة، لم يؤثر على علاقات مصر مع دول الغرب، إذ أنه لم يتجاهل الدول الكبرى في أوروبا أيضاً»، مشيراً إلى أنه حينما توجه إلى روسيا أعقبها بجولات في إيطاليا وفرنسا.
فضلاً عن لقائه الثنائي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.
حيث أكد السيسي على أن العلاقات مع بكين استمرت وثيقة على مدى ستين عاماً دون أي شوائب وهذا دليل على مكانتها، وتطرق إلى الوضع الداخلي بتأكيد أن الشعب المصري قام بثورتين خلال 3 سنوات لاستعادة بلاده ليحذر من خطورة تهديد الإرهاب في المنطقة.
وعقب جلسة المباحثات الثنائية، تم عقد جلسة مباحثات موسعة حضرها عدد من الوزراء والمسؤولين رفيعي المستوى في مصر والصين، وقام الرئيسان بالتوقيع على بيان مشترك لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، كما حضرا التوقيع على 6 اتفاقيات تعاون بين البلدين في مجال الطاقة والفضاء.
الشراكة مع الصين
وأكد السيسي، أن بلاده ترحب تماماً بالشركات الصينية العاملة فيها، وتقدم لها كل الدعم اللازم، كما تدعوها إلى توسيع نطاق أعمالها وزيادة استثماراتها في مصر، بل وتدعو الشركات الصينية الأخرى إلى العمل والاستثمار في مصر، للاستفادة مما تتيحه المرحلة الحالية من فرص استثمارية واعدة.
مشيرا إلى أن الحكومة المصرية قررت تأجيل المؤتمر الاقتصادي الذي يعقد في مارس، وكان مقرراً له في فبراير، وذلك لتزامنه مع احتفالات بكين بعيد السنة الصينية.
وأوضح الرئيس أن مصر أصبحت مستقرة، والجو بها مهيأ لاستقبال مشروعات الطاقة الضخمة.
وأبرز الرئيس المصري عدداً من المؤشرات الإيجابية للاقتصاد المصري، ومن أهمها الثقة الشعبية الكبيرة التي تلقاها الإصلاحات الاقتصادية، وهي الثقة التي انعكست في تمويل مشروع حفر قناة السويس الجديدة بما يفوق 64 مليار جنيه، معتبرا أن مصر هي جزء من مبادرة الرئيس الصيني شي غين بينغ لإحياء طريق الحرير البري والبحري، مبديا استعداد مصر الكبير للتفاعل مع هذه المبادرة بمنتهى القوة وفي أقرب وقت.
وقال: «لقد أتيت حاملاً رسالة واضحة من شعب مصر الذي قام بثورتين في غضون ثلاث سنوات، ليستعيد بلاده، وليوجه ثورته في الاتجاه الصحيح. يدعوكم هذا الشعب الآن لشراكة جادة وتعاون بناء تدعيماً لجهوده من أجل تحقيق التنمية التي يستحقها».
الخطر الإرهابي
وحذر الرئيس المصري من خطورة التهديدات الإرهابية التي تواجهها دول المنطقة ولاسيما في جنوب لبيبا، حيث تجري هناك تدريبات لعناصر من جماعات إرهابية، مشيرا إلى أنه من الضرورة أن تقوم مصر على قدميها لمواجهة هذه التهديدات.
وزن عالمي
من جهته أبدى الرئيس الصيني شي غين بينغ، ارتياحه للاهتمام الذي توليه مصر والرئيس عبد الفتاح السيسى، لتطوير العلاقات، مشيرا إلى أن مصر لها وزن ونفوذ كبير في العالم.
وشدد الرئيس الصيني في كلمته في بداية المباحثات مع الرئيس السيسي أمس، بقاعة الشعب الكبرى في بكين، على أن مصر لها وزن كبير في العالم العربي وإفريقيا، ولها نفوذ مهم لاسيما في الشرق الأوسط. وأكد استعداد بلاده لتنمية العلاقات مع مصر في مختلف المجالات.
تعاون
وقعت الهند ومصر أمس، برنامجا تنفيذيا طموحا للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا، في العاصمة المصرية القاهرة بمقر وزارة البحث العلمي بحضور شريف حماد، وزير البحث العلمي ونافديب سوري، سفير الهند لدى مصر.
وتم الاتفاق على الصيغة النهائية من البرنامج التنفيذي الجديد خلال الاجتماع الثالث للجنة المشتركة للعلوم والتكنولوجيا والذي عقد في القاهرة خلال الفترة من 22-23 ديسمبر الجاري. القاهرة د.ب.أ
الرئيس المصري يُعيد ربيع العلاقات مع دول الشرق
يسعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، منذ وصوله إلى سُدة الحكم إلى تعميق العلاقات المصرية مع دول العالم، إلا أنَّ الواضح والملحوظ من خلال زياراته وجولاته المستمرة على مدار الأشهر الماضية، أن الرئيس المصري لم يكتف بالتوجه ناحية دول الغرب فحسب.
وإنما اتخذ من الشرق طريقاً له نحو تعزيز العلاقات خاصة على المستوى الاقتصادي، بل وجعل أولى محطاته لها من خلال زيارته الناجحة لروسيا، وبعدها بأشهر توجه للصين التي يقوم بزيارتها حالياً.
وتُعد الصين هي المحطة الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي، في جولاته بدول الشرق، من أجل بناء علاقات خارجية قوية مع الدول الكبرى ذات الثقل السياسي والاقتصادي، فيما يعتبر إعادة نظر في سياسة مصر الخارجية عقب ثورة 30 يونيو التي كانت تميل في الفترات السابقة إلى مزيد من الارتباط بالولايات المتحدة الأميركية، وحلفائها الغربيين، ولكن ظهر مفهوم التوجه شرقاً، كمحاولة لإعادة التوازن في السياسة الخارجية المصرية.
الاقتصاد الرابح الأكبر
ويعتبر الاقتصاد المصري هو الرابح الأكبر من زيارة الرئيس السيسي للصين، لاسيّما وأنه م تم التوقيع على اتفاقيات في الطاقة والنقل والكهرباء وغيرها من المجالات.
وانطلاقاً من سياسة بناء المصالح التبادلية تدور المباحثات بين الرئيس المصري ونظيره الصيني، وهو ما يتطرق إليه عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير رخا أحمد حسن، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، موضحاً أن «الصين تُعد ثاني أكبر دولة في العالم من حيث الاقتصاد.
ولا شك أن الرئيس السيسي سيكون حريصاً على الاستفادة من التجربة الصينية في مجال الاقتصاد بشكل خاص، إضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات، والتي سوف تصب بدورها في تحسين الاقتصاد المصري، فضلاً عن عدد من الملفات السياسية».
ويرى مراقبون أن السياسة المصرية في عهد السيسي، اختلفت كثيراً عن منهج رؤساء مصر السابقين، إذ كانت الولايات المتحدة الأميركية تسيطر على خيوط اللعبة السياسية، وهو ما أخضع مصر لتبعية أميركا في كثير من الأحيان.
ولكن «السيسي» استطاع التعلم من أخطاء سابقيه فقرر التوجه «شرقاً» ليعيد إحياء العلاقات المصرية مع كلٍ من روسيا والصين، بعد أعوام عانت من الخريف في العلاقات بين مصر ودول الشرق.
نشاط مكثف
ويوضح خبير العلاقات الدولية بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام، د. سعيد اللاوندي، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن «الحراك الدبلوماسي والسياسي الذي يقوم به الرئيس المصري في دول الشرق منذ توليه الرئاسة، لم يؤثر على علاقات مصر مع دول الغرب، إذ أنه لم يتجاهل الدول الكبرى في أوروبا أيضاً»، مشيراً إلى أنه حينما توجه إلى روسيا أعقبها بجولات في إيطاليا وفرنسا.
فضلاً عن لقائه الثنائي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.