المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ستار الإرهاب الحديدي يبتلع الحياة التعليمية والاجتماعية



بدر الدجى
25-12-2014, 10:22 AM
لم تقتصر محاولات تنظيم داعش على استبدال نمط الحياة الاجتماعية والتعليمية والقانونية بتفسيراته للقواعد الشرعية ضمن معسكراته ومراكز العبادة التقليدية. فالشهادات اليومية التي ترد من المعتقلين في سراديب السجون والسكان المحليين تكشف معطيات جديدة تسلط من خلالها الضوء على آلية طبع الحياة الاجتماعية والتعليمية ضمن قوالب متشددة.
ويفصل «داعش» بين كتلتين رئيستين في معرض فرض هيمنته الإيديولوجية على الشرائح الاجتماعية. الأولى، تتمثل في كل من يقع ضمن دائرة الخصوم من النشطاء المدنيين والخلايا المحلية المناهضة والقوات النظامية ووحدات حماية الشعب الكردية. فهذه الكتلة، الموزعة وفق العديد من التقارير داخل مراكز نفوذها وفي أطرافها، تجابه شتى صنوف العنف وينعدم معها المهادنة والتساهل والصفح.
بينما تشكل الكتلة الثانية، والتي تندرج في نطاقها غالبية الشرائح الاجتماعية المحايدة، بمن فيها النساء والأطفال وكبار العمر، حقلاً خصباً أمام دعاية «داعش» الذي يرى أنه من الممكن استغلالهم عنفياً في سبيل قولبة الحاضنة الاجتماعية ونشر المفاهيم المتشددة حتى لو كانوا متحدرين من مناطق الخصوم.
محمود قادر
ولعل رواية محمود قادر الذي يتحدر من مدينة عين العرب، والتي تعتبر منطقة العدو بنظر التنظيم، تقدم صورة مصغرة لما يجري في غياهب السجون في الرقة وغيرها من المناطق الخاضعة لـ«داعش». وكان محمود يعمل طالباً في قسم اللغة الإنكليزية واعتقل الصيف الماضي على يد عناصر التنظيم على مشارف مدينة الرقة مع مجموعة من المسافرين. ويقول: «ذبحوا اثنين من رفاقنا بطريقة عشوائية قبل أن نصل إلى السجن المركزي في الرقة. ساد مناخ من الرعب بين الجميع، ومنهم من فقد توازنه النفسي والعقلي بصورة تامة، ومارسوا كل أنواع التعذيب بحقنا، فرضوا علينا الإخضاع إلى دورات شرعية وفق منظورهم كسبيل وحيد للظفر بالحياة».
ومحمود قادر، الذي أفرج عنه مؤخراً وهو يعيش الآن في تركيا، لا ينفي أنه لا يزال كما غيره من الأطفال والشباب واقعاً تحت تأثير التعاليم المتشددة، حيث أخضع إلى «دورات تدريبية» داخل سجون التنظيم على يد «المدرسين» الأجانب والمحليين على سواء. ويقول: «سلطوا السيف على رقبتي بغرض تلاوة القرآن باللغة الانكليزية، لكن في نهاية المطاف نجحوا في فرض ما كانوا ينشدون على سائر المعتقلين الذين يتراوح تعدادهم بآلاف، وهم حريصون على عدم إخلاء سبيل أحد من المعتقلين إلا بعد أن يتبدل سلوكه وطريقة تفكيره كلياً».
الحاضنة الاجتماعية
وتشهد المناطق الخاضعة لنفوذ «داعش» أساليب متعددة بغرض ابتلاع الحاضنة الاجتماعية. ففي مدينة منبج تنتشر «دوريات الحسبة» وهو جهاز شبيه بدوريات الشرطة بشقيها الذكوري والانثوي ويمتلك شبكة كبيرة من الجواسيس، حيث تتغلل الدوريات بين صفوف المدنيين سواء في الاماكن العامة أو الخاصة بغرض رصد أي خطأ صغير لزج الأهالي داخل السجن.
وأبو باسل، الذي فضل عدم ذكر هويته الحقيقية، أرجع هذه الانتهاكات اليومية بحق السكان المحليين إلى نوع من تشريب العقيدة المتزمتة تحت حجج واهية، قائلاً: «نعلم أن التذرع بالدخان والخمر والملابس وعدم التقيد بمواعيد الصلاة مقدمات لا تمت صلة بالواقع، لكنهم يدركون أنهم أقلية ويريدون توسيع نطاق اتباعهم بأي شكل كان بعدما فشلت مناشدات شرعيي داعش في الجوامع والساحات العامة لاستقطاب الدعم والمساندة وإقناع غالبية الشرائح الاجتماعية، فالسجون بنظرهم حلقات دينية مبطنة وهو مكان مثالي لتحقيق هذا الغرض».
الحياة التعليمية
وشكل القرار الذي اصدره «داعش» عن ديوان التعليم ضربة قاصمة وقطع أوصال الأجيال مع الحياة التعليمية، حيث جاء بموجبه إيقاف المنظومة التعليمية ريثما يتم الانتهاء من إعداد المناهج الجديدة «المنضبطة» بحسب التنظيم، الذي شددّ على منع التدريس بالمناهج القديمة في مناطقه سواء كان في المدارس الخاصة أو العامة أو دورات وقرر منع «رعاياه» الالتحاق بالمدارس التي هي خارج حدود «الدولة الاسلامية» والتي ترسخ المناهج «الكفرية».
وما زاد الأمر سوءاً، مصادرة «داعش»‬ جميع ملفات طلاب الصف التاسع وطلاب الشهادة الثانوية ومنعهم من السفر خارج مدينة الرقة بشكل نهائي، حيث أبلغ التنظيم في وقت سابق مدرّسي مادة الفلسفة والمحامين وأتباع الطرق الصوفية في مدينة الميادين بدير الزور بضرورة خضوعهم إلى «دورات شرعية».
تعويل
يبدو أن «داعش» يعوّل على تلقين الطلاب والمعتقلين بأفكار سوداء بهدف تكريس جيل كامل يؤمن بهذه الأفكار التي لا تولّد إلا المتطرفين، ولإنشاء جيش مستقبلي لضمان استمراريته على الأرض.

اطياف السراب
25-12-2014, 01:48 PM
شكرا جزيلا لك على الخبر

ملك الوسامه
25-12-2014, 03:59 PM
شكرا على الخبريه اختي

عطر الاحساس
25-12-2014, 10:43 PM
يعطييكك العافيه
ننتظر آلمزيد من ج’ـمآل آطروح’ـآتك
دمت بهذآ التآلق والتميز♪

بـــن ظـــآآهـــــــر
27-12-2014, 02:07 AM
كل الشكر لك اختي على نقل الخبر
الله يعطيك العافيه

بدر الدجى
28-12-2014, 09:28 AM
شكراً جزيلاً لكم ع المرور