المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلاح.. الغالب الوحيد في ليبيا



بدر الدجى
25-12-2014, 10:23 AM
كان صوت السلاح والفوضى والميليشيات سنة 2014 أقوى وأكبر من صوت القانون والقضاء وكل أجهزة الدولة، ما أوصل الوضع في البلاد الى نقطة في غاية الخطورة حيث إن الكل يحمل شعار «الثورة» ومنجزاتها، ما أدى إلى تصفية الحسابات بين الأشخاص والمدن والمناطق، فهجرت مدن بأكملها في ظل المعارك المتواصلة التي لم يسكت صوتها يوما بل فتحت الباب أمام تمدد الجماعات الإرهابية من «القاعدة» و«داعش» اللذين أصبحا لا يهددان فقط ليبيا وإنما دول الجوار أيضا.
لقد بينت التطورات الدامية أن ما يجري في عموم ليبيا عنف ممنهج تقف وراءه أطراف بعينها، في غياب لمؤسسات الدولة يكاد يصل حد اللامبالاة حيث يتم يفرض الواقع بقوة السلاح، لتكون الشرعية الواقعية، فالسلاح يقف حائلاً في وجه كل من يريد التأسيس من أجل البناء، ما أدى لعرقلة إعادة بناء الدولة الليبية وجعل مرحلة ما بعد سقوط معمر القذافي تتميز بالفوضى.
3 محاولات
حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا سنة 2014 مغايرة تأتي بعد محاولات البعض إفشال 3 محاولات لإنقاذ الدولة الليبية، فالأولى كانت عملية «الكرامة» للواء المتقاعد خليفة حفتر التي فشلت في بسط السيطرة الكاملة على بنغازي بالنظر للسلاح المتطور المتواجد بأيدي ميليشيات «فجر ليبيا»، والمحاولة الثانية كانت مؤتمرات المصالحة الوطنية الشاملة في تونس وليبيا وفي عواصم أوروبية عديدة والتي بدورها فشلت في تجسيد اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الاشتباكات بين الفرقاء في ليبيا وأخيرا الانتخابات البرلمانية الليبية والتي أفرزت حكومة شرعية بقيادة الثني لكن هناك حكومة أخرى غير شرعية بقيادة الحاسي. نرى خاتمة عمل ذلك الليبي الفوضوي، بصناعته لدولة أصبح بها حتى الآن جهازان تشريعيان وحكومتان هنا في طبرق وهناك في طرابلس، والعديد العديد من العصابات المسلحة في أغلب مدن وقرى ليبيا والتي تتغنى بالثورة وأنها ستحل محل الجيش الليبي.
فالصراع اليوم في ليبيا أكثر بكثير من حرب أهلية بين الليبيين، وكما ذكرت التقارير الإعلامية الأجنبية، فالميليشيات المسلحة لم تثبت رحمتها وشفقتها على الشعب الليبي، ويبدو أنهم يريدون الثأر أكثر من تطبيق العدالة كما يدعون. أما الحكومة التي تحكم البلاد نظرياً، فهي غير قادرة على وقف ممارسات ميليشيات فجر ليبيا وقد تبين أن هذه الميليشيات تملك اسلحة متطورة أكثر من الجيش الليبي بعدما ملأت الفراغ الذي خلفه سقوط معمر القذافي.
نزوح الآلاف
الحوار الوطني لا ينفع الآن بتواجد تكتلات وميليشيات تظن أنها على الصح في خطواتها بل سيطرة مدن على مدن أخرى بلغة التخويف والسلاح والتخوين ومبدأ الثورة وكان سببا في نزوح الآلاف من الليبيين وتهجيرهم بالداخل والخارج كما أن الضعف والسلبية التي ترافق مبادرات الحوار الليبي، مردها لانتشار ثقافة الفوضى والسلاح، وعدم احتكام الأطراف المسببة للأزمة لصوت العقل، بل وعدم رغبتها في إنهاء حالة الجمود الذي يضرب ليبيا في جميع مؤسساتها.
الحوار ليس غاية، بل هو وسيلة لإنهاء الخلاف والوصول الى تسوية، فمنذ الدعوة الى جولة اخرى للحوار في مدينة غدامس بدأت الأصوات تتعالى بكلمات الرفض وجمل التخوين، فيما صم آذان الليبيين من صوت تفجيرات الأسلحة ومن أخبار القتل وصراخ الأطفال التي لم تتوقف فى أرجاء الوطن شرقاً وغرباً وجنوباً.
قلق دول الجوار
والمخاوف من الوضع في ليبيا لم تستثن فقط الليبيين وانما امتدت لدول الجوار التي ستكون لها تداعيات سلبية وخطيرة على دول الجوار: مصر وتونس والجزائر، لا سيما على حدود تلك الدول، حيث يجد الإسلاميون المتشددون أرضية خصبة لتنقل السلاح وربما تصدير الدمار والعنف والفوضى إلى هذه البلدان العربية.
استنفرت دول الجوار قواعدها بعد كشف تقارير ان تنظيم داعش بدأ أخيرا في فتح جبهة جديدة له في شمال إفريقيا، مشيرة إلى أن المسلحين التابعين للتنظيم يتواجدون في شرق ليبيا. كما رصدت أيضا أجهزة المخابرات المصرية تشكيل مجموعات إرهابية جديدة في ليبيا بالقرب من الحدود مع مصر تحت إشراف زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، بهدف اقتحام الحدود المصرية ومحاربة الجيش المصري. وهو ما دعا دول الجوار إلى التكتل في ظل خشيتها من انعكاسات النزاع في ليبيا على اوضاعها الداخلية وقد تعهدت بتقديم المساعدة للحكومة الليبية فى جهودها لتأمين وضبط الحدود مع دول الجوار وفق برنامج متكامل، ووقف كافة الأنشطة غير المشروعة للتهريب بكافة أنواعه.

اطياف السراب
25-12-2014, 01:50 PM
شكرا جزيلا لك على الخبر

ملك الوسامه
25-12-2014, 03:59 PM
شكرا على الخبريه اختي

عطر الاحساس
25-12-2014, 10:43 PM
يعطييكك العافيه
ننتظر آلمزيد من ج’ـمآل آطروح’ـآتك
دمت بهذآ التآلق والتميز♪

بـــن ظـــآآهـــــــر
27-12-2014, 02:07 AM
كل الشكر لك اختي على نقل الخبر
الله يعطيك العافيه

بدر الدجى
28-12-2014, 09:27 AM
شكراً جزيلاً لكم ع المرور