المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثبوت رؤية الله عند اهل السنة والجماعة



fawaz_a
28-12-2014, 08:13 PM
بقلم...westlife



عند بحوثي حول المذاهب الاربعة بوقوع رؤية الله يوم الاخره. ومن هم نهى عن رؤيته يوم الاخره كما عند الاباضة وثبت عند اهل السنة والجماعة. فرؤية الله حق كما وعدنا الله في القران الكريم.

قوله تعالى: وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [ الأعراف : 143].

وكما روى البخاري في صحيح حديثة:
قال: حدثنا عمرو بن عوف حدثنا خالد وهشيم عن إسماعيل بن قيس عن جرير قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، قال: ((إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل صلاة الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا))

)) . روى البخاري قال: (حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي حدثنا أبو شهاب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إنكم سترون ربكم عيانا)) .

من الأحاديث الواردة في إثبات الرؤية قول الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصار وقد جمعهم في قبة ((اصبروا حتى تلقوا الله ورسوله فإني على الحوض))

قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [ القيامة: 22 - 23]

قوله تعالى: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ[ الكهف: 110] .

قوله تعالى: قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ [ البقرة: 249]

قوله تعالى: كَلا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ [المطففين: 15]،


فرؤية الله حق
فيكف يؤمن العقل بدون وعد من الخالق برؤيتة!!
هذا ماتوصلت اليه من ابحاثي الطويلة قبل والذى ثبتت عند اهل السنة والجماعة.
وان شاء الله سوف نلاقي ربنا ونراه كما وعدنا الله للمؤمنين ونفى عند المشركين.

هذا والله وعلم

نـــــــقــــــــاء
28-12-2014, 09:11 PM
أخي الفاضل
ليس كل ما نسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم صحيحا صحيحا
فالله سبحانه وتعالى يقول " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار .. الى آخر الآية "

fawaz_a
28-12-2014, 09:37 PM
أخي الفاضل
ليس كل ما نسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم صحيحا صحيحا
فالله سبحانه وتعالى يقول " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار .. الى آخر الآية "
تفسير الايه:
لاتدركة الابصار اي في الدنية وهذا دليل ثاني على رؤية الله للمؤمنين في داره الاخر
وقد اختلف اهل السنة واهل الاباضية حول هذيه الايه
اهل الاباضيه فسروها اي لانراه في الدنية ولا الاخرة
واهل السنة فسروها اي المقصود لانراه في الدينة
وثبت في البخاري قول الله تعالى
( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) [ القيامة : 22 ، 23 ]
( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) [ المطففين : 15 ] .

فدل هذا على أن المؤمنين لا يحجبون عنه تبارك وتعالى .

بارك الله فيك
الايه واضحه كوضوح الشمس

سحابة ذكريات
28-12-2014, 09:40 PM
هذي امور عقائدية ليش ندخل فيها
الواحد يعبد ربه كما امره
سواء رأي الله او لا
عندي رأي اخر ايضا في هذا الموضوع لكني ما اريد ادخل فيه

fawaz_a
28-12-2014, 09:43 PM
هذي امور عقائدية ليش ندخل فيها
الواحد يعبد ربه كما امره
سواء رأي الله او لا
عندي رأي اخر ايضا في هذا الموضوع لكني ما اريد ادخل فيه
لاتفهمي الموضوع بطريقة ثانية بارك الله فيك
كلنا مسلمين وامه واحده
لكن فقط للاستفاده والثقافة

سحابة ذكريات
28-12-2014, 09:45 PM
لاتفهمي الموضوع بطريقة ثانية بارك الله فيك
كلنا مسلمين وامه واحده
لكن فقط للاستفاده والثقافة
نعم ولله الحمد
كلنا مسلمين
تحت راية
لا اله الا الله
محمد رسول الله

نـــــــقــــــــاء
28-12-2014, 09:49 PM
تفسير الايه:
لاتدركة الابصار اي في الدنية وهذا دليل ثاني على رؤية الله للمؤمنين في داره الاخر
وقد اختلف اهل السنة واهل الاباضية حول هذيه الايه
اهل الاباضيه فسروها اي لانراه في الدنية ولا الاخرة
واهل السنة فسروها اي المقصود لانراه في الدينة
وثبت في البخاري قول الله تعالى
( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) [ القيامة : 22 ، 23 ]
( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) [ المطففين : 15 ] .

فدل هذا على أن المؤمنين لا يحجبون عنه تبارك وتعالى .

بارك الله فيك
الايه واضحه كوضوح الشمس

لكنه لم يحدد في الآية في الدنيا أو في الآخرة وهذا دليل أن عدم الرؤية مطلقة لا في الدنيا ولا في الآخرة

سحابة ذكريات
28-12-2014, 09:51 PM
اذا قلنا انا نري الله معناه هنا نجسمه
والله لاتحده الامكنه ولا الازمنه

fawaz_a
28-12-2014, 09:54 PM
نعم ولله الحمد
كلنا مسلمين
تحت راية
لا اله الا الله
محمد رسول الله
الحمدلله على نعمة الاسلام
وانا بحثت بنفسي عن المذاهب الاربعة كلهم لديهم حق ومنهج
وانا ماكنت ادري عن هذا الحقائق الا عندما بحثت
وحبيت نتثقف جميا ونستفيد
وانا بحثت كثير ليس يوم او يومين
والحمدلله

نـــــــقــــــــاء
28-12-2014, 09:54 PM
وأما بالنسبة للآية وجوه يومئذ ناظرة فاالمقصود بها منتظرة رحمة ربها وليس الرؤية

نـــــــقــــــــاء
28-12-2014, 09:55 PM
الحمدلله على نعمة الاسلام
وانا بحثت بنفسي عن المذاهب الاربعة كلهم لديهم حق ومنهج
وانا ماكنت ادري عن هذا الحقائق الا عندما بحثت
وحبيت نتثقف جميا ونستفيد
وانا بحثت كثير ليس يوم او يومين
والحمدلله

المذهب الإباضي ينفي رؤية الله سبحانه وتعالى إلا إذا القلة من الإباضيين

سحابة ذكريات
28-12-2014, 09:55 PM
الحمدلله على نعمة الاسلام
وانا بحثت بنفسي عن المذاهب الاربعة كلهم لديهم حق ومنهج
وانا ماكنت ادري عن هذا الحقائق الا عندما بحثت
وحبيت نتثقف جميا ونستفيد
وانا بحثت كثير ليس يوم او يومين
والحمدلله
الحمدلله
اهم حاجه الشخص وشو الي يقتنع فيه

سحابة ذكريات
28-12-2014, 09:57 PM
المذهب الإباضي ينفي رؤية الله سبحانه وتعالى إلا إذا القلة من الإباضيين

لم اسمع بأحد يثبت رؤية الله من المذهب الاباضي
لأننا ما عندنا انقسامات
في المذهب

نـــــــقــــــــاء
28-12-2014, 09:59 PM
لم اسمع بأحد يثبت رؤية الله من المذهب الاباضي
لأننا ما عندنا انقسامات
في المذهب

ولا أنا سمعت حقيقة لكن الاخ قال بحثت في جميع المذاهب وكلها على حق
الشيخ أحمد الخليلي نفى رؤية الله في كتبه وأشهرها كتاب الحق الدامغ

سحابة ذكريات
28-12-2014, 10:00 PM
انصحك تدخل اليوتيوب
وتكتب رأي الاباضية في رؤية الله
وتسمع رد الشيخ كهلان لهذا الامر
هناك مقتطف من حلقة سؤال اهل الذكر
وكان جوابه جدا مقنع لمجال العقل

fawaz_a
28-12-2014, 10:00 PM
لكنه لم يحدد في الآية في الدنيا أو في الآخرة وهذا دليل أن عدم الرؤية مطلقة لا في الدنيا ولا في الآخرة

هذا ليس قولي انا قول الامام الشافعي رحمة الله علية

سحابة ذكريات
28-12-2014, 10:01 PM
ولا أنا سمعت حقيقة لكن الاخ قال بحثت في جميع المذاهب وكلها على حق
الشيخ أحمد الخليلي نفى رؤية الله في كتبه وأشهرها كتاب الحق الدامغ

نحن الوحيدين الذين ننفي رؤية الله
لكن انا رأي هذي امور ليش تهمنا
اكثر من الي مطلوب منا نسويه ف ديننا
نعبد ربما كما امرنا اولا
وبعد ذالك نفكر في هذا الامر

fawaz_a
28-12-2014, 10:04 PM
انصحك تدخل اليوتيوب
وتكتب رأي الاباضية في رؤية الله
وتسمع رد الشيخ كهلان لهذا الامر
هناك مقتطف من حلقة سؤال اهل الذكر
وكان جوابه جدا مقنع لمجال العقل
دحلي اليوتيوب واكتبي الشيخ محمد العريفي السعودي في رؤية الله
وتسمعي منه شرح الايات

نـــــــقــــــــاء
28-12-2014, 10:04 PM
نحن الوحيدين الذين ننفي رؤية الله
لكن انا رأي هذي امور ليش تهمنا
اكثر من الي مطلوب منا نسويه ف ديننا
نعبد ربما كما امرنا اولا
وبعد ذالك نفكر في هذا الامر

صدقتي سحابة
انا عن نفسي ما أقدر أخوض كثير في مثل هذي المواضيع
أخاف أغلط أو شي وهذي أمور ما سهلة

fawaz_a
28-12-2014, 10:05 PM
نحن الوحيدين الذين ننفي رؤية الله
لكن انا رأي هذي امور ليش تهمنا
اكثر من الي مطلوب منا نسويه ف ديننا
نعبد ربما كما امرنا اولا
وبعد ذالك نفكر في هذا الامر

صحيح وانا اتفق معاك
وكمثل هذا الاختلاف لانتهتم به

fawaz_a
28-12-2014, 10:06 PM
صدقتي سحابة
انا عن نفسي ما أقدر أخوض كثير في مثل هذي المواضيع
أخاف أغلط أو شي وهذي أمور ما سهلة

صحيح اختي كلامك عدل
لتثقيف فقط ولانتكلم اكثر

تباشيرالأمل
28-12-2014, 10:08 PM
السلام عليكم
من اعظم نعيم اهل الجنه
رؤية الله عزوجل
عندمايكشف الحجاب بينه وبين عباده .فهذا يوم المزيد
لأهل الجنه
نسال الله ان لايحرمنا لذة النظرالى وجهه
سبحانه وتعالى

fawaz_a
28-12-2014, 10:11 PM
السلام عليكم
من اعظم نعيم اهل الجنه
رؤية الله عزوجل
عندمايكشف الحجاب بينه وبين عباده .فهذا يوم المزيد
لأهل الجنه
نسال الله ان لايحرمنا لذة النظرالى وجهه
سبحانه وتعالى
الحمدلله اللهم امين

fawaz_a
28-12-2014, 10:12 PM
السلام عليكم
من اعظم نعيم اهل الجنه
رؤية الله عزوجل
عندمايكشف الحجاب بينه وبين عباده .فهذا يوم المزيد
لأهل الجنه
نسال الله ان لايحرمنا لذة النظرالى وجهه
سبحانه وتعالى
الحمدلله اللهم امين

fawaz_a
28-12-2014, 10:14 PM
محمد العريفي كل مايخص عن ثبوت رؤية الله
http://www.youtube.com/watch?v=oGAB7vTvG5I

سحابة ذكريات
28-12-2014, 10:19 PM
دحلي اليوتيوب واكتبي الشيخ محمد العريفي السعودي في رؤية الله
وتسمعي منه شرح الايات

سمعته وما اقتنعت

fawaz_a
28-12-2014, 10:25 PM
ولا أنا سمعت حقيقة لكن الاخ قال بحثت في جميع المذاهب وكلها على حق
الشيخ أحمد الخليلي نفى رؤية الله في كتبه وأشهرها كتاب الحق الدامغ
لها حق في منهجهم بسبب اخطاء علمائهم
فيكون هم ليس لهم ذنب فيما اخطئ علمائهم
فهم قلوبهم متجهه الى الاسلام وعبادة الله

سحابة ذكريات
28-12-2014, 10:27 PM
القول برؤية الله معناه تجسيم لله
كيف نجسم خالق كل شي
وهو خالق الجسم وخالق كل شي
كيف نقول الله في السماء وهو خالق السماء
هل عقلنا يقتنع بهذا الشي
والاسلام امرنا نستخدم عقلنا

fawaz_a
28-12-2014, 10:28 PM
سمعته وما اقتنعت

سيري احاديث البخاري والشافعي
وراح تحصلي كمية هائلة من المشايخ السنية السعودين حول هذا الشي

fawaz_a
28-12-2014, 10:31 PM
القول برؤية الله معناه تجسيم لله
كيف نجسم خالق كل شي
وهو خالق الجسم وخالق كل شي
كيف نقول الله في السماء وهو خالق السماء
هل عقلنا يقتنع بهذا الشي
والاسلام امرنا نستخدم عقلنا
هذا ليس اقوالنا بارك الله فيك وانما اقول العلماء
فلانتدخل اكثر من اللازم
فنحن لانجيد العلم الكافي

fawaz_a
28-12-2014, 10:33 PM
القول برؤية الله معناه تجسيم لله
كيف نجسم خالق كل شي
وهو خالق الجسم وخالق كل شي
كيف نقول الله في السماء وهو خالق السماء
هل عقلنا يقتنع بهذا الشي
والاسلام امرنا نستخدم عقلنا

وكيف نقول القران مخلوق وهوه كلام الرحمن

سحابة ذكريات
28-12-2014, 10:35 PM
سيري احاديث البخاري والشافعي
وراح تحصلي كمية هائلة من المشايخ السنية السعودين حول هذا الشي

ما محتاج ابحث
لاني عندي قناعه باللي اثبتوه علمائنا
واولهم الشيخ احمد حفظه الله
مقتنعه بكل كلمة في معتقداتنا

سحابة ذكريات
28-12-2014, 10:37 PM
هذا ليس اقوالنا بارك الله فيك وانما اقول العلماء
فلانتدخل اكثر من اللازم
فنحن لانجيد العلم الكافي

انت الان.تناقش بما تراه انت صح
ولكن عندما يناقشك احد
يكون ردك هكذا

نـــــــقــــــــاء
28-12-2014, 10:37 PM
ما محتاج ابحث
لاني عندي قناعه باللي اثبتوه علمائنا
واولهم الشيخ احمد حفظه الله
مقتنعه بكل كلمة في معتقداتنا

صدقتي
بارك الله فيك

سحابة ذكريات
28-12-2014, 10:37 PM
وكيف نقول القران مخلوق وهوه كلام الرحمن

وفي هذا ايضا انصحك تشوف حلقة لقاء الجمعه مع المذيع عبدالله المديفر في لقائه مع الشيخ احمد

fawaz_a
28-12-2014, 10:39 PM
انت الان.تناقش بما تراه انت صح
ولكن عندما يناقشك احد
يكون ردك هكذا
لاني لا املك العلم الكافي وانا قرائتي من الاحدايث الوارده
لا اقدر ان افدي ليس لدي الصلاحية
وانا نزلت هذا الشي مب من عندي وانما من اقول العلماء
وليس لنقاش#

fawaz_a
28-12-2014, 10:41 PM
وفي هذا ايضا انصحك تشوف حلقة لقاء الجمعه مع المذيع عبدالله المديفر في لقائه مع الشيخ احمد
ان شاء الله
لكن تابعتة مسبقا مع احدى المشايخ السعودية

سحابة ذكريات
28-12-2014, 10:42 PM
لاني لا املك العلم الكافي وانا قرائتي من الاحدايث الوارده
لا اقدر ان افدي ليس لدي الصلاحية
وانا نزلت هذا الشي مب من عندي وانما من اقول العلماء
وليس لنقاش#
ونحن ايضا لسنا بعلماء
لذالك انصحك ترجع قول العلماء في هذه الامور

سحابة ذكريات
28-12-2014, 10:43 PM
ان شاء الله
لكن تابعتة مسبقا مع احدى المشايخ السعودية

تابعه في لقائه مع الشيخ احمد
وكل التساؤلات الي تطري ف بالك راح تحصلها موجوده فيه

fawaz_a
28-12-2014, 10:45 PM
تابعه في لقائه مع الشيخ احمد
وكل التساؤلات الي تطري ف بالك راح تحصلها موجوده فيه

لكن انا سني وواثقين في مشايخنا السنين في السعودية

سحابة ذكريات
28-12-2014, 10:47 PM
لكن انا سني وواثقين في مشايخنا السنين في السعودية

جميل
وهذا اهم حاجه الثقة والقناعة وكلنا مسلمين
ولكن كثقافة عن الاسئلة الي سألتني اياهن

fawaz_a
28-12-2014, 10:51 PM
جميل
وهذا اهم حاجه الثقة والقناعة وكلنا مسلمين
ولكن كثقافة عن الاسئلة الي سألتني اياهن

الحمدلله
انا ليس لدي العلم الكافي
اذهبو مع احدى المشايخ في السعودية
سوف يشرح لكم اكثر
مع انه نحن ف السلطنة لانملك علماء اهل السنه
الا نلجأ الى علمائنا في السعودية
والله يحفظهم ويكثر من علمهم

اطياف السراب
28-12-2014, 11:07 PM
لها حق في منهجهم بسبب اخطاء علمائهم
فيكون هم ليس لهم ذنب فيما اخطئ علمائهم
فهم قلوبهم متجهه الى الاسلام وعبادة الله

السلام عليكم

علمائنا اخطوا او اصابوا لا يحق لا ان تحكم عليهم بما تشاء مع احترامي للجميع وارجو عدم تحويل الموضوع الي طائفي أكثر من الازم

fawaz_a
28-12-2014, 11:11 PM
السلام عليكم

علمائنا اخطوا او اصابوا لا يحق لا ان تحكم عليهم بما تشاء مع احترامي للجميع وارجو عدم تحويل الموضوع الي طائفي أكثر من الازم
استغفر الله بس
الحمدلله على نعمة الاسلام
استاذن عنكم

سلطنة الشيوخ
28-12-2014, 11:21 PM
أهم شي نأمن بالله وكتابه ورسله...لا ندخل ف أشياء لا يعلمها غير الخالق...
شكرا ع طرح....

سلطنة الشيوخ
28-12-2014, 11:25 PM
الحمدلله
انا ليس لدي العلم الكافي
اذهبو مع احدى المشايخ في السعودية
سوف يشرح لكم اكثر
مع انه نحن ف السلطنة لانملك علماء اهل السنه
الا نلجأ الى علمائنا في السعودية
والله يحفظهم ويكثر من علمهم
الله يحفظ الجميع. ..
خل المذاهب...كل واحد و ع نيته ل ربه....محد معصوم عن الخطأ....يستوي المشايخ يفكروا خطأ كل واحد ع رأيه.....أهم شي نحن نمشي ع نيه اﻹيمان بالله وعدم الشرك به

سهل الباطن
29-12-2014, 12:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني الكرام نقاشكم جميل جدا وخالي تماما من المشاحنات
رؤية الله سبحانه وتعالى من الامور المختلف فيها بين المذاهب
ولا ارى هنا سببا لغلق هذا الطرح . فكلنا اخوة في الاسلام وتجمعنا كلمة لا اله الا الله ومحمد رسول الله . وحيث ان الاختلاف في الراي لا يفسد في الود قضية . وحسب ما ورد في النقاش من ادلة من الطرفين من دون غلط او تجريح ارتأينا ان يستمر هذا النقاش الاخوي وبكل احترام لكل مذهب هنا ومثل ما تعلمنا من قائدنا الحكيم حيث تعلما التعايش السلمي مع كل الاديان ومع كل المذاهب ..واذا كان هناك اي تعدي على اي مذهب سوف نظطر الى غلق هذا الطرح وذللك حسب القوانيين المعلنه عنها والمعمول بها في السبلة العمانية . في الختام نترككم مع النقاش الاخوي والرجاء كل الرجاء الالتزام بالقوانين بارك الله فيكم

fawaz_a
29-12-2014, 01:08 AM
ذهب أهل السنة والجماعة إلى أن رؤية الله تعالى جائزة عقلا وواقعة فعلا في الآخرة، واستدلوا على ذلك بالنقل والعقل:
أولا: من جهة النقل استدلوا بأدلة كثيرة منها:
أولا: قوله تعالى: وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [ الأعراف : 143].
والاستدلال بالآية من عدة أوجه:
الوجه الأول:
أن موسى عليه السلام سأل الرؤية ولو امتنع كونه تعالى مرئيا لما سأل، لأنه حينئذ إما أن يعلم امتناعها أو يجهله، فإن علمه فالعاقل لا يطلب المحال الممتنع لأنه عبث ينزه الأنبياء عنه، وإن جهله فالجاهل بما لا يجوز على الله ويمتنع لا يكون نبيا كليما، وقد وصفه الله تعالى بذلك. قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ [الأعراف : 144] فالمقصود من البعثة والرسالة هو الدعوة إلى العقائد الحقة، والأعمال الصالحة الموافقة لدين الله وشرعه، فالسؤال دل على عدم الامتناع وكونه رسولا مصطفى مختارا يمنع عليه الجهل بمن أرسله واصطفاه .
واعترضت المعتزلة على هذا الدليل بوجوه:
فعلى الوجه الأول:
أولا: قال الكعبي: إن موسى عليه السلام لم يطلب الرؤية وإنما طلب العلم، وعبر بها عن لازمها الذي هو العلم الضروري وإطلاق اسم الملزوم على اللازم شائع، فكأنه قال: اجعلني عالما بك علما ضروريا، وهذا أيضا تأويل أبي الهذيل العلاف ووافقه الجبائي وأكثر البصريين .
وقد أجيب على هذا الوجه من طريقين:
1- قال القاضي عبد الجبار : (وقد أجاب شيخنا أبو الهذيل عن هذا؛ بأن الرؤية ههنا بمعنى العلم، ولا اعتماد عليه لأن الرؤية إنما تكون بمعنى العلم متى تجردت فأما إذا قارنها النظر فلا تكون بمعنى العلم) .
2- كما أجاب أهل السنة فقالوا: إن الرؤية المقرونة بالنظر الموصول بإلى نص في الرؤية، فلو كانت الرؤية المطلوبة في أَرِنِي بمعنى العلم لكان النظر المترتب عليه بمعناه أيضا، وإن كان استعمال النظر بمعنى العلم جائزا إلا أنه في حال وصله بإلى يكون بعيدا مخالفا للظاهر ولا تجوز مخالفة الظاهر إلا بدليل، ولا دليل فوجب حمله على الرؤية بالعيان، ويمتنع حمل الرؤية على العلم الضروري ههنا أيضا، لأنه يلزم أن لا يكون موسى عالما بربه ضرورة مع أنه يكلمه من غير وساطة وإنما طلب الرؤية شوقا إليها بعد سماع الكلام، فدعوى عدم العلم غير معقولة حيث إن المخاطب في حكم الحاضر المشاهد وما هو معلوم بالنظر ليس كذلك. ولأنه تعالى أجاب موسى بقوله لَن تَرَانِي، وهذا نفي للرؤية لا للعلم الضروري.
وعلى هذا الإجماع منا ومنهم، والجواب ينبغي أن يطابق السؤال ولو حمل سؤال موسى على طلب العلم لم يكن هذا جوابه .
الاعتراض الثاني من المعتزلة على الوجه الأول من دليل الجواز:
أن موسى عليه السلام لم يسأل الله أن يريه ذاته وإنما سأله أن يريه علما من علومه ويكون تقدير الكلام (أرني أنظر إلى علمك) فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه فقال: أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ [الأعراف:143] فتكون الرؤية المطلوبة متعلقة بالعلم ويكون المعنى أرني علما من علومك أنظر إلى علمك. هذا تصوير الاعتراض.
وقد أجاب الباقلاني عن هذا الاعتراض فقال: (إن هذا غير جائز في اللغة لأن القائل لا يجوز أن يقول لمن يسمع كلامه ويعرفه ولا يشك فيه أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ وهو يريد "عرفني نفسك" أو "أرني فعلا من أفعالك" هذا غير مستعمل في اللسان، ولأن النظر إذا أطلق فليس معناه إلا رؤية العين وإن أريد به العلم فبدليل، ولأن النظر الذي في الآية معدى بقوله: "إليك" والنظر المعدى بـ "إلى" لا يجوز في كلام العرب أن يراد به إلا نظر العين) .
وقال الجرجاني في شرحه للمواقف في الجواب عن هذا الاعتراض: إنه خلاف الظاهر فلا يرتكب إلا لدليل ومع ذلك لا يستقيم:
أما أولا: فلقوله لَن تَرَانِي فإنه نفي لرؤيته تعالى لا لرؤية علم من أعلامه بإجماعهم فلا يطابق الجواب السؤال حينئذ.
وأما ثانيا: فلأن تدكدك الجبل الذي شاهده موسى عليه السلام من أعظم الأعلام فلا يناسب قوله وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ المنع من رؤية العلامة المستفادة من قوله لَن تَرَانِي على هذا التأويل بل يناسب رؤيتها، وأيضا قوله فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ لا يلائم رؤيتها لأن الآية في تدكدك الجبل لا في استقراره .
الاعتراض الثالث من المعتزلة على الوجه الأول من دليل الجواز:
ما قاله أبو علي وأبو هاشم (إن السؤال لم يكن سؤال موسى وإنما كان سؤالا عن قومه، والذي يدل عليه قوله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُّبِينًا [ النساء: 153] وقوله عز وجل: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ [ البقرة: 55] فصرح تعالى بأن القوم هم الذين حملوه على هذا السؤال.
ويدل عليه أيضا قوله حاكيا عن موسى عليه السلام: أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء [ الأعراف: 155] فبين أن السؤال سؤال عن قومه وأن الذنب ذنبهم) .
قال الزمخشري: (فما طلب الرؤية إلا ليبكت هؤلاء الذين دعاهم سفهاء وضلالا وتبرأ من فعلهم وليلقمهم الحجر، وذلك أنهم حين طلبوا الرؤية أنكر عليهم وأعلمهم الخطأ ونبههم على الحق، فلجوا وتمادوا في إلحاحهم وقالوا لا بد ولن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، فأرادوا أن يسمعوا النص من عند الله باستحالة ذلك وهو قوله لَن تَرَانِي ليتيقنوا وينزاح عنهم ما دخلهم من الشبه فلذلك قال: رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ[الأعراف:143].
فإن قلت: فهلا، قال: أرهم ينظرون إليك.
قلت: لأن الله سبحانه إنما كلم موسى عليه السلام وهم يسمعون، فلما سمعوا كلام رب العزة أرادوا أن يرى موسى ذاته فيبصروه معه كما أسمعه كلامه فسمعوه معه إرادة مبنية على قياس فاسد، فلذلك قال موسى أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ولأنه إذا زجر عما طلب وأنكر عليه في نبوته واختصاصه وزلفته عند الله تعالى، وقيل له لن يكون ذلك كان غيره أولى بالإنكار، ولأن الرسول إمام أمته فكان ما يخاطب به أو ما يخاطب راجعا إليهم وقوله أَنظُرْ إِلَيْكَ وما فيه من معنى المقابلة التي هي محض التشبيه والتجسيم دليل على أنه ترجمة عن مقترحاتهم وحكاية لقولهم .
وعلى هذا التأويل الجاحظ وأكثر المعتزلة فهم يقولون إن الطلب ليس من موسى عليه السلام لنفسه وإنما لقومه على ما مر .
الجواب الأول عن الاعتراض الثالث:
يقول الرازي: (إن هذا تأويل فاسد ويدل عليه وجوه:
الأول: أنه لو كان الأمر كذلك لقال موسى: (أرهم ينظروا إليك) ولقال تعالى: (لن يروني)، فلما لم يكن كذلك بطل هذا التأويل.
الثاني: أنه لو كان هذا السؤال طلبا للمحال لمنعهم عنه كما أنهم لما قالوا: اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ [ الأعراف: 138] منعهم عنه بقوله إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ [الأعراف: 138].
الثالث: أنه لو كان: يجب على موسى عليه السلام إقامة الدلائل القاطعة على أنه تعالى لا تجوز رؤيته، وأن يمنع قومه بتلك الدلائل عن هذا السؤال فأما أن لا يذكر شيئا من تلك الدلائل البتة مع أن ذكرها كان فرضا مضيفا كان هذا نسبة لترك الواجب إلى موسى عليه السلام، وأنه لا يجوز.
الرابع: أن أولئك الأقوام الذين طلبوا الرؤية إما أن يكونوا قد آمنوا بنبوة موسى عليه السلام أو لا؛ فإن كان الأول كفاهم في الاقتناع عن ذلك السؤال الباطل مجرد قول موسى عليه السلام فلا حاجة إلى هذا السؤال الذي ذكره موسى عليه السلام، وإن كان الثاني لم ينتفعوا بهذا الجواب لأنهم يقولون له: لا نسلم أن الله منع من الرؤية بل هذا قول افتريته على الله تعالى فثبت أن على كلا التقديرين لا فائدة للقوم في قول موسى عليه السلام أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ .
الجواب الثاني عن الاعتراض الثالث:
أنهم لما طلبوا من موسى أن يريهم الله جهرة زجرهم الله تعالى وردعهم عن سؤالهم بأخذ الصاعقة من غير ما طلب من موسى إلى زجرهم بطلب الرؤية وإضافتها إلى نفسه.
فإن قيل: إن أخذ الصاعقة لهم لا يدل على أن الرؤية ممنوعة فالصاعقة أخذتهم عقيب السؤال، ولا يدل على امتناع ما طلبوه لجواز أن يكون الأخذ بالصاعقة لأنهم قصدوا إعجاز موسى عليه السلام من الإتيان بما طلبوه مع كونه ممكنا، فأنكر الله ذلك عليهم وعاقبهم كما أنكر تعالى قول أهل مكة لمحمد صلى الله عليه وسلم وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا [ الإسراء: 90]. وقول أهل الكتاب له صلى الله عليه وسلم : أنزل علينا كتابا من السماء قال تعالى: يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء [النساء : 153]. وما ذلك إلا بسبب التعنت، وإن كان المسؤول أمرا ممكنا في نفسه، فأظهر الله لهم ما يدل على صدقه معجزا ورادعا لهم عن التعنت .
أما استدلالهم بقوله تعالى: أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء [ الأعراف: 155] على أنه سؤال عن قومه، وتعقيب الزمخشري على ذلك فلا نسلمه لهم. قال صاحب الانتصاف: (فإن الذي كان الإهلاك بسببه إنما هو عبادة العجل في قول أكثر المفسرين، ثم وإن كان السبب طلبهم للرؤية فليس لأنها غير جائزة على الله ولكن الله تعالى أخبر أنها لا تقع في دار الدنيا، والخبر صدق. وذلك بعد سؤال موسى للرؤية فلما سألوه وقد سمعوا الخبر بعدم وقوعها كان طلبهم خلاف المعلوم تكذيبا للخبر، فمن ثم سفههم موسى عليه السلام وتبرأ من طلب ما أخبر الله أنه لا يقع، ثم ولو كان سؤالهم الرؤية قبل إخبار الله تعالى بعدم وقوعها فإنما سفههم موسى عليه السلام لاقتراحهم على الله هذه الآية الخاصة وتوقيفهم الإيمان عليها حيث قالوا: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ [ البقرة: 55]. ألا ترى أن قول أهل مكة لمحمد صلى الله عليه وسلم وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا [الإسراء:90]. إنما سألوا منه جائزا، ومع ذلك قرعوا لاقتراحهم على الله ما لا يتوقف وجوب الإيمان عليه) .
الاعتراض الرابع من المعتزلة على الأول من دليل الجواز:
أن موسى عليه السلام ما عرف أن الرؤية غير جائزة على الله تعالى ومع الجهل بهذا المعنى قد يكون المرء عارفا بربه وبعدله وتوحيده فلم يبعد أن يكون العلم بامتناع الرؤية وجوازها موقوفا على السمع. وهذا قول بعض المعتزلة كالحسن وغيره .
قال الرازي في الجواب عن هذا: (قال أصحابنا أما هذا الوجه فضعيف ويدل عليه وجوه:
الأول: إجماع العقلاء على أن موسى عليه السلام ما كان في العلم بالله أقل منزلة ومرتبة من أراذل المعتزلة، فلما كان كلهم عالمين بامتناع الرؤية على الله تعالى، وفرضنا أن موسى عليه السلام لم يعرف ذلك كانت معرفته بالله أقل درجة من معرفة كل واحد من أراذل المعتزلة، وذلك باطل بإجماع المسلمين.
الثاني: أن المعتزلة بدعوة العلم الضروري بأن كل ما كان مرئيا فإنه يجب أن يكون مقابلا، أو في حكم المقابل، فإما أن يقال: إن موسى عليه السلام حصل له هذا العلم أو لم يحصل له هذا العلم، فإن كان الأول كان تجويزه لكونه تعالى مرئيا يوجب تجويز كونه تعالى حاصلا في الحيز والجهة، وتجويز هذا المعنى على الله تعالى يوجب الكفر عند المعتزلة فيلزم كون موسى عليه السلام كافرا وذلك لا يقوله عاقل.
وإن كان الثاني فنقول لما كان العلم بأن كل مرئي يجب أن يكون مقابلا أو في حكم المقابل علما بديهيا ضروريا، ثم فرضنا أن هذا العلم ما كان حاصلا لموسى عليه السلام لزم أن يقال: إن موسى عليه السلام لم يحصل فيه جميع العلوم الضرورية، ومن كان كذلك فهو مجنون فيلزمهم الحكم بأنه عليه السلام ما كان كامل العقل بل كان مجنونا وذلك كفر بإجماع الأمة، فثبت أن القول بأن موسى عليه السلام ما كان عالما بامتناع الرؤية مع فرض أنه تعالى ممتنع الرؤية يوجب أحد هذين القسمين الباطلين فكان القول به باطلا، والله أعلم) .
ويتصور اعتراض المعتزلة على الوجه الأول من وجهي الرد بأن هذه العقيدة سمعية، ففي الوقت الذي سأل موسى ربه الرؤية لم يكن جاءه وحي بامتناعها بخلاف المعتزلة فإنهم علموا ذلك من الوحي الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم أنها ممتنعة، وهذا لا يوجب أفضلية المعتزلة على موسى عليه السلام لأن المسألة راجعة إلى السمع والوحي، هذا ما يمكن أن يعترض به المعتزلة على هذا الجواب.
فيقال إن عقيدة الرؤية ليست سمعية بل هي عقيدة عقلية باعترافكم أنفسكم، فإنكم حين أردتم الاستدلال على دعواكم امتناع الرؤية قسمتم الأدلة إلى عقلية ونقلية فإذا هذه عقيدة يمكن الاستدلال عليها بالعقل، فما يقوله أهل السنة في الرد على اعتراضكم قول صحيح حاسم لأنه يلزم أن تكونوا أقوى عقلا من موسى حيث علمتم بعقولكم امتناع الرؤية مع أن موسى عليه السلام كان جاهلا بامتناعها وهذا من أبعد المحال.
الاعتراض الخامس من المعتزلة على الوجه الأول من دليل الجواز:
قال أبو الهذيل العلاف: إنه مع علم موسى باستحالتها عقلا طلبها ليؤكد لديه دليل العقل بدليل السمع حتى يقوى علمه بهذه الاستحالة لأن تعدد الأدلة وإن كان من جنس واحد يفيد زيادة العلم بالمدلول، فكيف إذا كانت من جنسين، وقد فعل مثل هذا قبله إبراهيم عليه السلام حين طلب الطمأنينة فيما يعتقده ويعلمه بانضمام المشاهدة إلى الدليل حين قال: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي [ البقرة : 260].
والجواب:
استبعاد هذا لأن العلم لا يقبل التفاوت، فهو صفة توجب تمييزا لا يحتمل متعلقه النقيض بوجه من الوجوه، ولأنه لو كان المقصود إظهار آية سمعية تقوي ما دل العقل عليه؛ لوجب أن يطلب ذلك صريحا من الله بما يقوي امتناع رؤيته تعالى بوجوه زائدة على ما ظهر في العقل، وحيث لم يطلب ذلك بل طلب الرؤية علم فساد مدعاهم.
أما مقارنة ذلك بطلب إبراهيم عليه السلام فالفارق ظاهر بين طلب إبراهيم وموسى على قولهم، لأن إبراهيم طلب أن يرى الكيفية مشاهدة ظاهرة جلية مع تصديقه، أما طلب موسى على مدعاهم فهو يطلب دليلا سمعيا يقوي به العقل مع علمه بالاستحالة فما طلبه موسى هو عين ما يعلم، والعلم لا يقبل التفاوت كما مر .
الوجه الثاني من أوجه الاستدلال بالآية على الجواز هو:
أن الله لم ينهه ولا أيأسه لما طلب الرؤية، ولو كانت محالة لأنكر عليه، فقد أنكر جل وعلا على نوح لما سأله نجاة ابنه حيث قال: إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ [ هود: 47]. وحينما قال الخليل عليه السلام: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي [ البقرة : 260]. لم ينكر عليه سؤاله، ولما قال عيسى عليه السلام اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [المائدة:114] لم ينكر عليه سؤاله. ففي إنكاره جل وعلا على نوح عليه السلام دليل عدم جواز ما طلب وعدم الإنكار على الخليل وموسى وعيسى صلى الله عليهم وسلم دليل الجواز وعدم الاستحالة .
الوجه الثالث من أوجه الاستدلال بالآية على الجواز هو:
أن الله تعالى أجابه بقوله لَن تَرَانِي وهذا دليل على الجواز، فلو كانت الرؤية مستحيلة عليه لقال: لا تراني، أو لست بمرئي، أو لا تجوز رؤيتي، ألا ترى أنه لو كان في يد رجل حجر مثلا فقال له آخر أعطني هذا لآكله، فإنه يقول له هذا لا يؤكل، ولا يقول له لا تأكله، ولو كان في يده بدل الحجر تفاحة لقال له لا تأكلها أي هذا مما يؤكل ولكنك لا تأكله، والفرق بين الجوابين ظاهر لمن تأمله، ففي قوله في الجواب لَن تَرَانِي دليل على أنه سبحانه وتعالى يرى ولكن موسى عليه السلام لا تحتمل قواه رؤيته في هذه الدار لضعف قوة البشر فيها عن رؤية العلي العظيم .
قال أبو سعيد الدارمي في قوله تعالى: لَن تَرَانِي أي ( في الدنيا؛ لأن بصر موسى من الأبصار التي كتب الله عليها الفناء في الدنيا فلا تحتمل النظر إلى نور البقاء، فإذا كانت يوم القيامة ركبت الأبصار والأسماع للبقاء فاحتملت النظر إلى الله عز وجل بما يطوقها الله، ألا ترى أنه يقول: فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ولو قد شاء لاستقر الجبل ورآه موسى، ولكن سبقت منه الكلمة أن لا يراه أحد في الدنيا، فلذلك قال لَن تَرَانِي فأما في الآخرة فإن الله تعالى ينشئ خلقه فيركب أسماعهم وأبصارهم للبقاء فيراه أولياؤه جهرا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الوجه الرابع من أوجه الاستدلال بالآية على الجواز:
أنه تعالى علق الرؤية على أمر جائز، وهو استقرار الجبل والمعلق على الجائز جائز، فيلزم كون الرؤية في نفسها جائزة، قال الرازي: (إذا ثبت هذا وجب أن تكون رؤيته جائزة الوجود في نفسها، لأنه لما كان ذلك الشرط أمرا جائز الوجود، لم يلزم من فرض وقوعه محال، فبتقدير حصول ذلك الشرط، إما أن يترتب عليه الجزاء الذي هو حصول الرؤية أو لا يترتب، فإن ترتب عليه حصول الرؤية لزم القطع بكون الرؤية جائزة الحصول، وإن لم يترتب عليه حصول الرؤية قدح هذا في صحة قوله، أنه متى حصل ذلك الشرط حصلت الرؤية وذلك باطل .
وللمعتزلة على هذا الوجه اعتراضان:
الاعتراض الأول:
أنه علق الرؤية على استقرار الجبل ولا يخلو إما أن يكون علقها باستقراره بعد تحركه وتدكدكه أو علقها به حال تحركه، ولا يجوز أن يكون بالاستقرار بعد التحرك لأنه لم يره فصح أن التعليق كان حال الحركة، وذلك دليل على استحالة الرؤية كاستحالة استقرار الجبل حال حركته، والمعلوم أنه لا يستقر وهذه طريقة العرب إذا أرادوا تأكيد اليأس من الشيء علقوه بأمر يبعد حصوله، فلما جعله تعالى دكا وظهر بعد استقراره لذلك في النفوس حل محل الأمور التي يبعد بها الشيء إذا علق بها في الكلام، لأن استقراره وقد جعله دكا يستحيل لما فيه من اجتماع الضدين فما علق به يجب أن يكون بمنزلته.
الاعتراض الثاني:
أنه لم يقصد من التعليق المذكور في الآية بيان إمكان الرؤية أو امتناعها بل بيان عدم وقوعها لعدم المعلق به وهو الاستقرار بغض النظر عن كونه ممكنا أو ممتنعا .
هذا تصوير ما اعترضوا به على هذا الدليل.
والأول هو أحد أوجه استدلالهم بالآية على منع الرؤية وقدمنا الجواب على الدليل هناك، ونعيد الجواب من وجه آخر يناسب الاعتراض قال الرازي: (إن اعتبار حال الجبل من حيث هو مغاير لاعتبار حاله من حيث إنه متحرك أو ساكن، وكونه ممتنع الخلو عن الحركة أو السكون لا يمنع اعتبار حاله من حيث إنه متحرك أو ساكن، ألا ترى أن الشيء لو أخذته بشرط كونه موجودا كان واجب الوجود، ولو أخذته بشرط كونه معدوما كان واجب العدم، فلو أخذته من حيث هو مع قطع النظر عن كونه موجودا أو كونه معدوما كان ممكن الوجود فكذا ههنا الذي جعل شرطا في اللفظ هو استقرار الجبل وهذا القدر ممكن الوجود فثبت أن القدر الذي جعل شرطا أمر ممكن الوجود جائز الحصول وهذا القدر يكفي لبناء المطلوب عليه .
وقد سبق في دفع الاعتراض وجهة واضحة وهو أنه إذا علق الله تعالى رؤية موسى على استقرار الجبل فليس المراد بالاستقرار أن يحصل مع الاندكاك كما زعم المعتزلة، بل المراد أن يحصل الاستقرار بدل الاندكاك. ولا شك أن هذا أمر ممكن، وهذا هو المعروف في أساليب الكلام فإنك لو قلت لشخص وهو جالس إن قمت أعطيتك جائزة مثلا، لم يكن المراد أن يقوم وهو جالس بل المراد أن يقوم بدل جلوسه وهذا ظاهر.
والجواب عن الاعتراض الثاني على الوجه الرابع، وهو:
قولهم إن المقصود من التعليق بيان عدم المعلق لعدم المعلق به.
أجاب صاحب المواقف عن هذا الاعتراض فقال: (إنه قد لا يقصد الشيء في الكلام قصدا بالذات ويلزم منه لزوما قطعيا، والحال ههنا كذلك، فإنه إذا فرض وقوع الشرط الذي هو ممكن في نفسه فإما أن يقع المشروط فيكون ممكنا، وإلا فلا معنى للتعليق وإيراد الشرط والمشروط، لأنه حينئذ منتف على تقديري وجود الشرط وعدمه، لا يقال فائدة التعليق ربط العدم بالعدم مع السكوت عن ربط الوجود بالوجود لأنا نقول إن المتبادر في اللغة من مثل قولنا إن ضربتني ضربتك هو الربط في جانبي الوجود والعدم معا لا في جانب العدم فقط كما هو المعتبر في الشرط المصطلح) .
الوجه الخامس من أوجه الاستدلال بالآية على الجواز هو:
تجلي الله تعالى للجبل وهذا التجلي هو الظهور، قال القرطبي: (تجلى أي ظهر من قولك جلوت العروس أي أبرزتها، وجلوت السيف أبرزته من الصدأ جلاء فيهما وتجلى الشيء انكشف) والمقصود إعلام نبي الله موسى عليه السلام أن الإنسان لا يطيق رؤية الله تعالى حيث إن الجبل مع قوته وصلابته لما رأى الله تعالى اندك وتفرقت أجزاؤه فبدا مسوى بالأرض مدكوكا، وحيث جاز تجلي الله للجبل ورؤيته له وهو جماد لا ثواب له ولا عقاب فكيف يمتنع أن يتجلى لأنبيائه ورسله وأوليائه في دار كرامته ويريهم نفسه إن ذلك بعيد.
فإذا قال المعتزلة إن المراد بقوله فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ فلما ظهر من آياته وقدرته ما أوجب أن يصير دكا فيجب أن يحمل على إظهار القدرة، يبين ذلك أنه تعالى علق جعله الجبل دكا بالتجلي، ولو أراد به تجلي ذاته لم يكن لذلك معنى لأنه لو كان يجب أن يصير الجبل دكا، أو أراد تجلى بمعنى المقابلة لوجب أن لا يستقر له مكان بل كان يجب في العرض أن يصير دكا وأن يكون بهذه الصفة أحق .
فإنه يقال لهم: القول بأن التجلي إظهار القدرة هذا تأويل بخلاف تأويل جمهور المفسرين ثم إن معنى التجلي في اللغة الظهور الحقيقي والعدول عنه عدول عن الحق، ثم القول (إنه تعالى علق جعله الجبل دكا بالتجلي ولو أراد به تجلي ذاته لم يكن لذلك معنى) هذا بعيد عن الصواب إذ لا يعدم المعنى إلا فيما إذا أريد بالتجلي غير ذاته فموسى طلب رؤية الذات لا القدرة وقد سبق هذا رؤية الكثير من قدرته تعالى لموسى كالمعجزات التي أيده الله بها وكل ذلك رؤية لآثار القدرة، فالحمل على أن التجلي تجلي القدرة لهذا بعيد جدا وقد سبقت الإشارة إليه.
ثم القول (بأنه لو كان المراد بالتجلي المقابلة لوجب أن لا يستقر له مكان، وهذا في العرش يكون أولى). قول في غاية الضعف، فالعرش قد خلقه الله تعالى لهذا الشأن وجعل فيه الصمود والتحمل لما خلقه له، والكرسي والحجاب كذلك وما خلقه لغير ذلك لا يحتمل ظهور ذاته في الدنيا فـ "حجابه النور ولو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" أي لاحترقت السموات والأرض ومن فيهن، وقالوا: (لو كان في الحقيقة تجلى للجبل بمعنى أنه ظهر وزال الحجب لكان من على الجبل يراه أيضا فكان لا يصح مع ذلك قوله لَن تَرَانِي وكان لا يصح أن يعلق نفي الرؤية بأن لا يستقر الجبل والمعلوم أنه لا يستقر بأن ينكشف ويرى لأن ذلك في حكم أن يجعل الشرط في أن لا يرى ما يوجب أن يرى وذلك متناقض) .
ونجيب على هذا بجوابهم على من اعترض عليهم بقوله تعالى: وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ [ الأنفال : 44] وجهه أنه إذا جاز أن يقلل الكثير في العين الصحيحة جاز مع صحتها وارتفاع الموانع أن نراه عز وجل. حيث أجابوا بأن الظاهر يقتضي أنه قلل العدد في أعين المؤمنين وليس فيه أنه فعل ذلك من غير مانع، ومن قولنا: إن ذلك يجوز للموانع وإنما أنكرنا القول بأن المرئي لا نراه بالعين الصحيحة مع ارتفاع جميع الموانع . فيحق لنا القول بحصول التجلي للذات ووجود مانع من الرؤية لما سوى الجبل أوجده الله تعالى حيث قضى بأنه لا يرى في الدنيا، وأن الخلق لا تتحمل النظر إليه ولا تناقض على ما يدعون حيث إن الشرط في الرؤية وعدمها استقرار الجبل وعدمه لا الانكشاف، وهذا ظاهر.
فإن قيل: إن الجبل جماد فكيف يتصور أن يرى الله تعالى؟!
قلنا: لا يمتنع أن يخلق الله تعالى في ذات الجبل الحياة والعقل والفهم وسائر ما يتصف به الحي، ثم يخلق فيه رؤية متعلقة بذاته تعالى حين تجلى له ويؤيد هذا أنه تعالى قال يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ [ سبأ: 10]، وكونه مخاطبا بهذا الخطاب مشروط بحصول الحياة والعقل، ونحتج لهذا بتسبيح الحصى بيد الرسول صلى الله عليه وسلم وسلام الحجر عليه ، وغير ذلك وهو ليس بغريب، والله أعلم.
الوجه السادس من أوجه الاستدلال بالآية على الجواز هو:
أن من جاز عليه التكلم والتكليم وأن يسمع مخاطبة كلامه بغير وساطة فرؤيته أولى بالجواز، وكليم الله وأعرف الناس به في زمانه لما سمع كلامه ومناجاته له من غير وساطة اشتاقت نفسه إلى رؤيته لعلمه عدم التفريق بين الرؤية والكلام، لهذا فلا يتم إنكار الرؤية إلا بإنكار التكليم .
ثانيا: من أدلة النقل على جواز رؤية الله تعالى :
استنبط بعض العلماء دليلا على جواز رؤية الله تعالى مطلقا من قوله لموسى عليه الصلاة والسلام بعدما منعه الرؤية قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ [ الأعراف :144] .
فقال إسماعيل البروسوي عند تفسير الآية: فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ يعني ما ركبت فيك استعداده، واصطفيتك به من الرسالة والمكالمة وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ فإن الشكر يبلغك إلى ما سألت من الرؤية لأن الشكر يستدعي الزيادة لقوله تعالى: لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ[ إبراهيم :7] والزيادة هي الرؤية لقوله تعالى لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26] وقال عليه الصلاة والسلام الزيادة هي الرؤية و الحسنى هي الجنة") .
وقال الرازي: (اعلم أن موسى عليه السلام لما طلب الرؤية ومنعه الله منها، عدد الله عليه وجوه نعمه العظيمة التي له عليه، وأمره أن يشتغل بذكرها كأنه قال له إن كنت قد منعتك الرؤية فقد أعطيتك من النعم العظيمة كذا وكذا، فلا يضيق صدرك بسبب منع الرؤية، وانظر إلى سائر أنواع النعم التي خصصتك بها واشتغل بشكرها.
والمقصود تسلية موسى عليه السلام عن منع الرؤية، وهذا أيضا أحد ما يدل على أن الرؤية جائزة على الله تعالى، إذ لو كانت ممتنعة في نفسها لما كان إلى ذكر هذا القدر حاجة) .
وأرى أن الاستدلال بهذه الآية على الجواز قوي، لأن الله تعالى عدد لموسى عليه السلام هذه النعم التي أنعم بها عليه لما منعه من حصول جائز طلبه منه فذكر ما ذكر تسلية له، ولو منعه من ممتنع لكان بخطاب آخر، وذلك مثل خطابه تعالى لنوح عليه السلام حين قال:
رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [ هود: 46].
وقوله تعالى لإبراهيم عليه السلام حين قال: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي [ البقرة : 260].
والفرق بين خطاب الله تعالى لموسى عليه السلام، وبين خطابه لنوح وإبراهيم عليهما السلام ظاهر.
ثالثا: من أدلة أهل السنة والجماعة النقلية على جواز الرؤية:
قوله تعالى: لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [ الأنعام: 103].
قال الألوسي: (الأبصار جمع بصر يطلق كما قال الراغب على الجارحة الناظرة وعلى القوة التي فيها، وعلى البصيرة وهو قوة القلب المدركة وإدراك الشيء عبارة عن الوصول إلى غايته والإحاطة به، وأكثر المتكلمين على حمل البصر هنا على الجارحة من حيث إنها محل القوة، وقيل هو إشارة إلى ذلك وإلى الأوهام والأفهام، كما قال أمير المؤمنين علي كرم الله تعالى وجهه: التوحيد أن لا تتوهمه، وقال أيضا كل ما أدركته فهو غيره. ونقل الراغب عن بعضهم أنه حمل ذلك على البصيرة، وذكر أنه قد نبه به على ما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قوله: "يا من غاية معرفته القصور عن معرفته إذا كانت معرفته تعالى أن تعرف الأشياء فتعلم أنه ليس بمثل لشيء منها بل موجد كل ما أدركته") . هذا ما قيل في معنى الإبصار والإدراك الواردين في الآية.
وقال الرازي في تقرير وجه الدلالة على المدح: (لو لم يكن تعالى جائز الرؤية لما حصل التمدح بقوله لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ [الأنعام: 103] ألا ترى أن المعدوم لا تصح رؤيته والعلوم والقدرة والإرادة، والروائح والطعوم لا يصح رؤية شيء منها، ولا مدح لشيء منها في كونها بحيث لا تصح رؤيتها، فثبت أن قوله: لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ يفيد المدح وثبت أن ذلك إنما يفيد المدح لو كان صحيح الرؤية، وهذا يدل على أن قوله تعالى لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ يفيد كونه تعالى جائز الرؤية، وتمام التحقيق فيه : أن الشيء إذا كان في نفسه بحيث تمتنع رؤيته فحينئذ لا يلزم من عدم رؤيته مدح وتعظيم للشيء، أما إذا كان في نفسه جائز الرؤية ثم إنه قدر على حجب الأبصار عن رؤيته وعن إدراكه كانت هذه القدرة الكاملة دالة على المدح والعظمة، فثبت أن هذه الآية دالة على أنه تعالى جائز الرؤية بحسب ذاته) .
قال ابن القيم: (والاستدلال بهذه الآية على جواز الرؤية أعجب فإنها من أدلة النفاة، وقد قرر شيخنا وجه الاستدلال بها أحسن تقرير وألطفه، وقال أنا ألتزم أنه لا يحتج مبطل بآية أو حديث صحيح على باطله إلا وفي ذلك الدليل ما يدل على نقيض قوله، فمنها هذه الآية وهي على جواز الرؤية أدل منها على امتناعها، فإن الله سبحانه وتعالى إنما ذكرها في سياق التمدح، ومعلوم أن المدح إنما يكون بالأوصاف الثبوتية، وأما العدم المحض فليس بكمال، ولا يمدح الرب تبارك وتعالى بالعدم، إلا إذا تضمن أمرا وجوديا كتمدحه بنفي السنة والنوم المتضمنة كمال القيومية. . فقوله لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ يدل على غاية عظمته، وأنه أكبر من كل شيء وأنه لعظمته لا يدرك، بحيث يحاط به فإن الإدراك هو الإحاطة بالشيء وهو قدر زائد على الرؤية كما قال تعالى: فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ [ الشعراء : 61] . . وقد سبق تقرير هذا فلا داعي لإعادته.
وقال ابن عطية ينظرون إلى الله ولا تحيط أبصارهم به من عظمته وبصره يحيط بهم فذلك قوله تعالى: لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ [الأنعام: 103] فالمؤمنون يرون ربهم تبارك وتعالى بأبصارهم عيانا ولا تدركه أبصارهم بمعنى أنها لا تحيط به إذ كان غير جائز أن يوصف الله عز وجل بأن شيئا يحيط به وهو بكل شيء محيط، وهكذا يسمع كلام من يشاء من خلقه ولا يحيطون بكلامه، وكذا يعلم الخلق ما علمهم وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء [ البقرة : 255] ونظير هذا استدلالهم على نفي الصفات بقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [ الشورى: 11] وهذا من أعظم الأدلة، على كثرة صفات كماله ونعوت جلاله وأنها لكثرتها وعظمتها وسعتها لم يكن له مثل فيها وإلا فلو أريد بها نفي الصفات لكان العدم المحض أولى بهذا المدح منه . . فقوله: لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ من أدل شيء على أنه يرى ولا يدرك وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [ الحديد : 4] من أدل شيء على مباينة الرب لخلقه، فإنه لم يخلقهم في ذاته بل خلقهم خارجا عن ذاته، ثم بان عنهم باستوائه على عرشه وهو يعلم ما هم عليه، فيراهم وينقذهم بصره ويحيط بهم علما وقدرة وإرادة وسمعا وبصرا فهذا معنى كونه سبحانه معهم أينما كانوا، وتأمل حسن هذه المقابلة لفظا ومعنى بين قوله لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ [الأنعام: 103] فإنه سبحانه لعظمته يتعالى أن تدركه الأبصار وتحيط به، وللطفه وخبرته يدرك الأبصار فلا تخفى عليه، فهو العظيم في لطفه اللطيف في عظمته العالي في قربه، والقريب في علوه الذي كمثله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى: 11]. لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الأنعام: 103] . وقد مر أكثر من هذا في أثناء الرد على المعتزلة عن استدلالهم بالآية على المنع من الرؤية.
فنقول: إن الله تعالى نفى إدراك الأبصار له وهو أن تحيط به فهذا النفي ورد على مقيد وهي الرؤية المحيطة، فإذا المنفي هو قيد الإحاطة، وهذا يشهد بأن الرؤية جائزة، لأنها لو كانت ممتنعة لنفى أصل الرؤية لا الرؤية المحيطة، نظير ذلك أنه إذا كان هناك شخصان أحدهما لم يجئ إليك والثاني جاء غير راكب فإنك تقول في الثاني ما جاء راكبا تريد نفي الركوب لا نفي المجيء ولا تقول في الأول ما جاء راكبا بل تقول ما جاء، وهذا معنى قولهم في القواعد العامة: إذا ورد النفي على مقيد بقيد، كان النفي منصبا على القيد لا المقيد، والنفي في الآية الكريمة ورد على الرؤية المحيطة فيكون المراد نفي الإحاطة، وهذا بدوره يقتضي ثبوت أصل الرؤية، والله أعلم.
رابعا: من أدلة أهل السنة على الجواز:
قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام في محاجة قومه في النجوم فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ [ الأنعام: 76 - 78].
وجه الدلالة أن الخليل عليه السلام حاج قومه في النجوم وبين أنها تأفل وتغيب، في حين أن الرب لا يغيب ولا يأفل ثم قال في ذلك لا أحب الآفلين ولم يحاجهم بأنه لا يحب ربا يرى، ولكن حاجهم بأن لا يحب ربا يأفل وهذا هو دليل عدم الدوام وهو الذي يمتنع على الله تبارك وتعالى أما الرؤية فلا، حيث لم يجعلها الخليل من موانع الربوبية كالأفول والغيبة .
خامسا:
روى البخاري في صحيحه قال: حدثنا عمرو بن عوف حدثنا خالد وهشيم عن إسماعيل بن قيس عن جرير قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، قال: ((إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل صلاة الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا)) .
سادسا: روى البخاري قال: (حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي حدثنا أبو شهاب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إنكم سترون ربكم عيانا)) .
سابعا: من الأحاديث الواردة في إثبات الرؤية قول الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصار وقد جمعهم في قبة ((اصبروا حتى تلقوا الله ورسوله فإني على الحوض)) .
قال ابن القيم (وأما الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الدالة على الرؤية فمتواترة رواها عنه أبو بكر الصديق، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وجرير بن عبد الله البجلي، وصهيب بن سنان الرومي، وعبد الله بن مسعود الهذلي، وعلي بن أبي طالب، وأبو موسى الأشعري، وعدي بن حاتم الطائي، وأنس بن مالك الأنصارى، وبريدة بن الخصيب الأسلمي، وأبو رزين العقيلى، وجابر بن عبد الله الأنصارى، وأبو أمامة الباهلي، وزيد بن ثابت، وعمار بن ياسر، وعائشة أم المؤمنين، وعبد الله بن عمر، وعمارة بن رويبة، وسلمان الفارسي، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص وحديثه موقوف، وأبي بن كعب، وكعب بن عجرة، وفضالة بن عبيد وحديثه موقوف، ورجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غير مسمى. فهناك سياق أحاديثهم من الصحاح والمسانيد والسنن وتلقها بالقبول والتسليم، وانشراح الصدر لا بالتحريف والتبديل وضيق الطعن ولا تكذب بها فمن كذب بها لم يكن إلى وجه ربه من الناظرين وكان عنه يوم القيامة من المحجوبين) ثم ذكر بعد ذلك سياق الأحاديث بكاملها وقد مر ذكر بعضها ويأتي بعض باقيها إن شاء الله تعالى.
ثامنا:
من أدلة الجواز ما حصل من الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في شأن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ليلة المعراج، فقال ابن عباس وجماعة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى ربه، ونفى هذا آخرون وعلى رأسهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ولم يكفر بعضهم بعضا بهذا السبب، ولم ينسبه إلى البدعة والضلالة وهذا يدل على أنهم كانوا مجتمعين على عدم امتناع رؤية الله تعالى عقلا في الدنيا وقد أجمعوا على أنها ستحصل للمؤمنين في الآخرة. ثم لو أن الرؤية ممتنعة صح أن يقول أحد من الصحابة بوقوعها فقول فريق منهم بالوقوع يشهد بأنها جائزة قطعا .
تاسعا: قال الرازي في الاستدلال على جواز الرؤية: (إن القلوب الصافية مجبولة على حب معرفة الله تعالى على أكمل الوجوه، وأكمل طرق المعرفة هو الرؤية، فوجب أن تكون رؤية الله تعالى مطلوبة لكل أحد، وإذا ثبت هذا وجب القطع بحصولها لقوله تعالى:
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ[ فصلت: 31] .
وهناك أدلة سمعية كثيرة تدل على وقوع الرؤية:
قال الغزالي: (ومهما دل الشرع على وقوعه فقد دل على جوازه) وقد وردت في إثباتها للمؤمنين في الجنة، أو الحث على طلبها بالعمل الصالح والوعد بها، أو نفيها عن الكفار فأذكرها وأبين وجه دلالتها على الجواز وأؤجل الكلام على كيفية الاستدلال بها ومناقشتها في مواضعها إن شاء الله تعالى:
1- قوله تعالى: لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26] فقد فسرت الحسنى بالجنة والزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم، قال القرطبي: (وقد ورد هذا عن أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب في راوية وحذيفة وعبادة بن الصامت وكعب بن عجرة وأبي موسى وصهيب وابن عباس في رواية وهو قول جماعة من التابعين وهو الصحيح في الباب. وروى مسلم في صحيحه عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ! ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ ! قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل. وفي رواية ثم تلا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) .
2- قوله تعالى: ولدينا مزيد لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [ ق: 35] فقد فسر المزيد في هذه الآية بأنه النظر إلى الله تعالى كالآية السابقة، قال ابن كثير: (إن المزيد الذي يتفضل الله به على عباده فوق ما يشاءون هو ظهوره تعالى لهم) وبهذا فسر الآية ابن جرير الطبري والقرطبي وغيرهما ودلالتها عن الرؤية كالآية السابقة.
3- قوله تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا [ الإنسان: 20] قال الرازي: (فإن إحدى القراءات في هذه الآية في مُلْكًا بفتح الميم وكسر اللام، وأجمع المسلمون على أن ذلك الملك ليس إلا الله تعالى، وعندي أن التمسك بهذه الآية أقوى من التمسك بغيرها . وقال الألوسي عند تفسيرها: (وقيل هو النظر إلى الله عز وجل وقيل غير ذلك . فعلى القراءة المذكورة دلالة الآية على جواز الرؤية ظاهرة.
4- قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [ القيامة: 22 - 23] وجه الاستدلال بالآية على الجواز ما نقل أن نَاظِرَةٌ أي رائية رؤية بصرية يوم القيامة كما قال أهل السنة والجماعة. قال الباقلاني: (لأن النظر في كلام العرب يحتمل وجوها منها نظر الانتظار ومنها الفكر والاعتبار ومنها الرحمة والتعطف ومنها الإدراك بالأبصار وإذا قرن النظر بذكر الوجه وعدى بحرف الجر ولم يضف الوجه إلى قبيلة أو عشيرة كان الوجه الجارحة التي توصف بالنضارة التي تختص بالوجه الذي فيه العينان، فمعناه رؤية الأبصار خلافا للمحرفين للنصوص عن مواضعها، قال أبو الحسن الأشعري: قال الله عز وجل وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ[ القيامة: 22 يعني مشرقة إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ] القيامة: 23 يعنى رائية. . ولا يجوز أن يكون بمعنى نظر التفكر والاعتبار لأن الآخرة ليست بدار الاعتبار، ولا يجوز أن يكون عني نظر الانتظار لأن النظر إذا ذكر مع ذكر الوجه فمعناه نظر العينين اللتين في الوجه . وروى عبد الله بن عمر قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه في قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ [ القيامة: 22 قال: من البهاء والحسن إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ] القيامة: 23 قال في وجه الله عز وجل)) .
5- قوله تعالى: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ[ الكهف: 110] .
6- قوله تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ [ البقرة: 223] .
7- قوله تعالى: تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا [ الأحزاب: 44].
8- قوله تعالى: قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ [ البقرة: 249]. وغير هذه الآيات مما ذكر فيها اللقاء منسوبا إلى الله تعالى. ووجه الدلالة على الرؤية هو أن اللقاء عند كثير من السلف يتضمن المشاهدة والمعاينة، وقد سبقت الإشارة إلى ذلك. قال الآجري: (واعلم رحمك الله. . أن عند أهل العلم باللغة أن اللقاء ههنا لا يكون إلا بمعاينة يراهم الله عز وجل ويرونه ويسلم عليهم ويكلمهم ويكلمونه ، ولا ينتقض هذا بقوله تعالى: فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ [التوبة: 77] فقد دلت الأحاديث الصحيحة الصريحة على أن المنافقين يرونه تعالى في عرصات القيامة بل والكفار أيضا كما في الصحيحين من حديث التجلي يوم القيامة ، ويأتي للبحث زيادة إن شاء الله تعالى.
9- قوله تعالى: كَلا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ [المطففين: 15]، وجه الاستدلال بها أنه سبحانه وتعالى جعل أعظم عقوبة للكفار كونهم محجوبين عن رؤيته. قال الألوسي: (لا يرونه تعالى وهو حاضر ناظر لهم بخلاف المؤمنين فالحجاب مجاز عن عدم الرؤية، لأن المحجوب لا يرى ما حجب، أو الحجب المنع والكلام على حذف مضاف أي عن رؤية ربهم لممنوعون فلا يرونه سبحانه، واحتج بالآية مالك على رؤية المؤمنين له تعالى من جهة دليل الخطاب، وإلا فلو حجب الكل لما أغنى هذا التخصيص، وقال الشافعي لما حجب سبحانه قوما بالسخط دل على أن قوما يرونه بالرضا، وقال أنس بن مالك لما حجب عز وجل أعداءه سبحانه فلم يروه تجلى جل شأنه لأوليائه حتى رأوه عز وجل فهذه الأدلة السابقة كلها أدلة على وقوع الرؤية لله تعالى وهي أيضا أدلة على الجواز حيث إن غير الجائز لا يقع والله أعلم.
ثانيا: الأدلة العقلية على جواز الرؤية:
1- استدل الأشاعرة على جواز الرؤية عقلا بدليل الوجود: قال أبو الحسن الأشعري: (ومما يدل على رؤية الله عز وجل بالأبصار أنه ليس موجود إلا وجائز أن يريناه الله عز وجل وإنما لا يجوز أن يرى المعدوم، فلما كان الله عز وجل موجودا مثبتا كان غير مستحيل أن يرينا نفسه عز وجل .
وتعرض بعض العلماء لبيان المقدمة الثانية – أن كل موجود يصح أن يرى – فقالوا: إنا نرى الأعراض كالألوان والأضواء والحركة والسكون والاجتماع والافتراق وهذا ظاهر، ونرى الجوهر لأنا نرى الطول والعرض في الجسم ولهذا نميز الطويل من العريض والطويل من الأطول فقد ثبت أن صحة الرؤية مشتركة بين الجوهر والعرض، وهذه الصحة لها علة لتحققها عند الوجود، وانتفائها عند العدم، فإن الأجسام والأعراض لو كانت معدومة لاستحال كونها مرئية بالضرورة والاتفاق، ولولا تحقق أمر مصحح حال الوجود غير متحقق حال العدم لكان ذلك أي اختصاص الصحة بحال الوجود ترجيحا بلا مرجح.
وهذه العلة المصححة للرؤية لا بد من أن تكون مشتركة بين الجوهر والعرض، وإلا لزم تعليل الأمر الواحد وهو صحة كون الشيء مرئيا بعلل مختلفة وهو غير جائز، ثم نقول هذه العلة المشتركة إما الوجود أو الحدوث، إذ لا مشترك بين الجوهر والعرض سواهما، فإن الأجسام لا توافق الألوان في صفة عامة يتوهم كونها مصححة سوى هذين، والحدوث لا يصلح أن يكون علة للصحة فهو عبارة عن الوجود مع اعتبار عدم سابق، والعدم لا يصلح أن يكون جزءا للعلة لأن التأثير صفة إثبات فلا يتصف به العدم، ولا ما هو مركب منه، فإذا سقط عن درجة الاعتبار لم يبق إلا الوجود فهو العلة المشتركة، فعلة صحة الرؤية متحققة في حق الله تعالى فيتحقق صحة الرؤية وهو المطلوب . ويلتزم أبو الحسن الأشعري كل لازم لهذا الدليل من جواز صحة رؤية كل موجود كالأصوات، والروائح، والملموسات، والطعوم، ويقول لا يلزم من جواز صحة الرؤية لشيء تحقق الرؤية له، وعدم رؤيتنا لهذا اللازم ليس لامتناعه بل لعدم جريان العادة من الله تعالى بخلق رؤيته فينا، ولا يمتنع أن يخلق رؤيتها فينا كما خلق رؤية غيرها، وقد نشأ هذا من أنه جعل الرؤية علما مخصوصا فكما يتعلق العلم بالموجودات كذلك الرؤية إلا أن العلم المطلق أعم .
وبعد أن ذكر صاحب المواقف هذا الدليل العقلي، كما تقدم أورد عليه بعض الاعتراضات ثم أجاب عنها فقال:
الاعتراض الأول:
لا نسلم أنا نرى العرض والجوهر بل المرئي هو الأعراض فقط. وقولك إنا نرى الطول والعرض وهما جوهران.
قلنا: الحكم برؤيتهما صحيح ولكن المرجع بهما إلى المقدار فإنه عرض قائم بالجسم، ووجود المقدار الذي هو عرض مبني على نفي الجزء وتركب الجسم من الهيولي والصورة وهذا غير مسلم، بل نقول ببطلانه، ولإبطال وجود المقدار العرضي: أنا لو فرضنا تألف الأجزاء من السماء إلى الأرض فإنا نعلم بالضرورة كونها طويلة جدا وإن لم يخطر ببالنا شيء من الأعراض فعلم أنه لا حاجة في الطول إلى شيء سوى الأجزاء فالمرئي هو تلك الأجزاء لا عرض قائم بها، أيضا فالامتداد الحاصل فيما بين الأجزاء شرط لقيام العرض الواحد الذي هو المقدار بها، وإلا لقام المقدار بها أي بتلك الأجزاء وإن كانت متناثرة متفاصلة وهو ضروري البطلان، وإذا كان الامتداد شرطا لقيام المقدار العرضي بالأجزاء فلا يكون الامتداد عرضا قائما بها، وإلا لزم اشتراط الشيء بنفسه، فمرجع الطول إلى الأجزاء المتألفة في سمت مخصوص فرؤيته رؤية تلك الأجزاء المتحيزة وهو المطلوب.
الاعتراض الثاني:
لا نسلم احتياج صحة الرؤية إلى علة لأنها الإمكان والإمكان عدمي والعدمي لا حاجة به إلى علة.
والجواب: جدلا: المعارضة على كون الإمكان عدميا فالأدلة تدل على أنه وجودي.
والجواب: تحقيقا:
إن المراد بعلة صحة الرؤية ما يمكن أن تتعلق به الرؤية لا ما يؤثر في الصحة، واحتياج الصحة سوءا كانت وجودية أو عدمية إلى العلة بمعنى متعلق الرؤية ضروري، ونعلم أيضا بالضرورة أنه أمر وجودي لأن المعدوم لا تصح رؤيته قطعا.
الاعتراض الثالث:
لا نسلم أن علة صحة الرؤية يجب أن تكون مشتركة.
أما أولا: فلأن صحة الرؤية ليست أمرا واحدا بل صحة رؤية الأعراض لا تماثل صحة رؤية الجوهر إذ المتماثلان ما يسد كل منهما مسد الآخر ورؤية الجسم لا تقوم مقام رؤية العرض ولا بالعكس.
وأما ثانيا: فلجواز تعليل الواحد بالنوع بالعلل المختلفة فعلى تقدير تماثل الصحتين جاز تعليلهما بعلتين مختلفتين.
والجواب:
أن المراد بعلة صحة الرؤية متعلقها، والمدعي أن متعلقها ليس خصوصية الجوهر والعرض فإنا نرى الشبح من بعيد، ولا ندرك منه إلا أنه هوية ما من الهويات، وأما خصوصية تلك الهوية وجوهريتها وعرضيتها فلا ندركها فضلا عن إدراك أنها جوهر أو عرض، وإذا رأينا زيدا فإنا نراه رؤية واحدة متعلقة بهويته ولسنا نرى أعراضه من اللون والضوء كما تقول الفلاسفة بل نرى هويته، ثم ربما نفصله إلى جواهر وأعراض تقوم بها، وربما نغفل عن ذلك التفصيل حتى لو سئلنا عن كثير منها لم نعلمها ولم نكن قد أبصرناها إذ كنا أبصرنا الهوية ولو لم يكن متعلق الرؤية هو الهوية التي بها الاشتراك بين خصوصيات الهويات بل كان متعلق الرؤية الأمر الذي به الافتراق بينها لما كان الحال كذلك؛ لأن رؤية الهوية المخصوصة الممتازة تستلزم الاطلاع على خصوصيات جواهرها وأعراضها فلا تكون مجهولة لنا، فتحقق أن متعلق الرؤية هو الهوية العامة المشتركة بين الجواهر والأعراض وبين الباري سبحانه وتعالى فتصح رؤيته.
الاعتراض الرابع:
لا نسلم أن المشترك بين الجوهر والعرض ليس إلا الوجود والحدوث فإن الإمكان مشترك بينها، وكذا المذكورية والمعلومية وسائر المفهومات العامة.
والجواب:
أن متعلق الرؤية الذي فسرنا به علة الصحة هو ما يختص بالموجود وإلا لصح رؤية المعدوم، والإمكان ليس كذلك لشمول الموجود والمعدوم وكذا سائر المفهومات الشاملة لهما فلا يصح شيء منهما متعلقا للرؤية.
الاعتراض الخامس
لا نسلم أن الحدوث لا يصلح سببا لصحة الرؤية فإن صحة الرؤية عدمية فجاز كون سببها كذلك.
والجواب: ما سبق من أن المراد بسبب الصحة متعلق الرؤية لا المؤثر فيها ولا شك في أن العدم لا يصلح متعلقا للرؤية.
وإن قيل: ليس الحدوث هو العدم السابق كما ذكرتم بل مسبوقية الوجود بالعدم فلا يكون عدميا.
قلنا: وكون الوجود مسبوقا بالعدم أمر اعتباري لا يرى ضرورة، وإلا لم يحتج حدوث الأجسام إلى دليل لكونه محسوسا.
الاعتراض السادس:
لا نسلم أن الوجود مشترك بين الواجب. والممكن كيف وقد جزيتم القول بأن وجود كل شيء نفس حقيقته، وكيف تكون حقائق الأشياء مشتركة حتى تكون حقيقة القديم مثل حقيقة الحادث، وحقيقة الفرس مثل حقيقة الإنسان. بل تكون جميع الموجودات مشتركة في حقيقة واحدة هي تمام ماهية كل واحد منها وذلك مما لا يقول به عاقل فوجب أن يكون الاشتراك في الوجود عندكم لفظيا لا معنويا.
والجواب:
أنه لا معنى للوجود إلا كون الشيء له هوية يمتاز بها وهو مشترك بين الموجودات بأسرها ضرورة، وما ذكرتم مما به الافتراق كالإنسانية والفرسية وغيرهما، وألزمتم الاشتراك فيها على مذهبنا فخصوصيات الأشياء التي يمتاز بها بعضها عن بعض هيئات وخصوصيات للهويات المتمايزة بذواتها، وإن عاقلا لا يقول بالاشتراك فيها ولا بما يستلزم هذا الاشتراك استلزاما مكشوفا لا سترة به فما ذكره الشيخ من أن وجود كل شيء عين حقيقته لم يرد به أن مفهوم كون الشيء ذا هوية هو بعينه مفهوم ذلك الشيء حتى يلزم من الاشتراك في الأول الاشتراك في الثاني بل أراد أن الوجود ومعروضه ليس لهما هويتان متمايزتان تقوم إحداهما بالأخرى كالسواد بالجسم وقد عرفت أن هذا هو الحق الصريح، فالاتحاد الذي ادعاه الشيخ إنما هو اعتبار ما صدقا عليه، وذلك لا ينافي اشتراك مفهوم الموجود فلا منافاة بين كون الوجود عين الماهية بالمعنى الذي صورناه، وبين اشتراكه بين الخصوصيات المتمايزة بذواتها، والأكثرون توهموا أن ما نقل عنه من أن الوجود عين الماهية ينافي دعوى اشتراكه بين الموجودات إذ يلزم منهما معا كون الأشياء كلها متماثلة متفقة الحقيقة وهو باطل فلذلك قال: واعلم أن هذا المقام مزلة للأقدام مضلة للأفهام وهذا غاية ما يمكن فيه من التقدير والتحرير لم نأل فيه جهدا ولم ندخر نصحا وعليك بإعادة التفكير وإمعان التدبر والثبات عند البوارق، وعدم الركون إلى أول عارض.
الاعتراض السابع:
لا نسلم أن علة صحة الرؤية ثابتة فيه لجواز أن تكون خصوصية الأصل شرطا أو خصوصية الفرع مانعا.
والجواب:
هو بيان أن المراد بعلة صحة الرؤية متعلقها وأن متعلقها هو الوجود مطلقا، أعني كون الشيء ذا هوية (ما) لا خصوصيات الهويات والوجودات كما في الشبح المرئي من بعيد بلا إدراك لخصوصيته وإذا كان متعلقها مطلق الهوية المشتركة لم يتصور هناك اشتراط بشرط معين ولا تقييد بارتفاع مانع .
هذا غاية القول في تحرير هذا الدليل العقلي على رؤية الله تبارك وتعالى والاعتراضات الواردة عليه والإجابة عنها، وأود بعد هذا العرض للدليل، أن أورد كلام الخصوم عليه ثم أبين عدم اقتناع المستدلين به أنفسهم، وعدم اطمئنانهم الاطمئنان الكامل، وبيان أنه مسلك لا يقوى.
فقد قال القاضي عبد الجبار بعد ذكر الصفة التي يكون المرئي عليها حتى يصح أن يرى: (وقد ذهب بعض من لا علم له بهذا الشأن من المتأخرين إلى أن كل موجود يصح أن نراه، وأن صحة الرؤية موقوفة على وجود المرئي فقط. وزعم أن سائر ما لا نراه من الموجودات الآن إنما لا نراه لأن الله تعالى لم يخلق في عيننا رؤيته أو خلق في عيننا آفة مانعة من رؤيته ولو تغير حالها لصح أن نرى جميعه وهو موصوف بالقدرة على أن يرينا جميعه.
وزعم أن المرئي لو رؤي لمعنى فيه لاستحال رؤية الأعراض، ولو رؤي لنفسه لوجب أن تتجانس الأشياء بوقوع الرؤية عليها، ولوجب أن تقضي على الجنس الواحد أنه لا يصح أن يرى سواه، فثبت أنه إنما يرى لوجوده، ولأنه نفس وعين فتجب صحة الرؤية في كل موجود. ومما يصح التعلق به في نصرة قوله: إن الجوهر واللون يستحيل أن نراهما إذا عدما، ويصح أن نراهما عند الوجود وإن كانا في حال عدمهما على ما يختصان به لنفسهما فثبت أن الذي صحح رؤيتهما هو الوجود دون ما هما عليه في النفس فيجب صحة رؤية كل موجود .
ثم أخذ في إبطال هذه الحجة فقال: ويبطل هذا القول أن الرائي منا متى حصل بالصفة التي لكونه عليها يرى المرئي وحصل المرئي بالصفة التي لكونه عليها يراه الرائي، وارتفعت الموانع المعقولة فيجب أن يراه ومتى فقد بعض ما ذكرناه استحال أن يراه، فليس له إلا حالان:
أحدهما: يصح معها أن يرى ويجب أن يرى.
والثانية: يستحيل معها أن يرى.
وهذا كما نعلمه من حال الجوهر أنه وإن وجد يجب كونه متحيزا ومحتملا للأعراض وإن عدم استحال ذلك عليه، وليس له حال ثالثة تتوسط هذين، ويفارق ذلك صحة كون الواحد منا عالما لأنه قد يكون على حال معها يصح أن يعلم ويريد وإن لم يجب ذلك فيه وكذلك سائر الصفات الراجعة إلى الجملة أو الجمل إذا استحقت العلة .
وقال أيضا في إبطالها: (إن الإدراك ليس بمعنى وليس بأمر زائد على الرؤية لأن الإدراك لو كان معنى لوجب في الواحد منا مع صحة الحاسة وارتفاع الموانع ووجود المدرك أن لا يرى ما بين يديه في بعض الحالات، بأن لا يخلق الله له الإدراك، وهذا يقتضي أن يكون بين أيدينا أجسام عظيمة كالفيلة والبعران ونحوها ونحن لا نراها لفقد الإدراك وهذا يرفع الثقة بالمشاهدات ويلحق البصراء بالعميان وذلك محال وما أدى إليه وجب أن يكون محالا وقد سبق.
وقال ومما يبطله أن الرائي يرى الجوهر واللون فننظر الوجه الذي لكونهما عليه تصح رؤيتهما وقد علمنا أنا نفصل بالرؤية بين الألوان المختلفة وبين أحوال الأجسام في العظم والصغر فيجب أن تكون الرؤية متعلقة بهما على ما يختصان به في جنسهما فلو كنا ندركهما لوجودهما لم نفصل بين المختلف من الألوان، ولا صح التوصل بالإدراك إلى تماثل المتماثل واختلاف المختلف منها، وفي ذلك دلالة على أنا ندركها لما هي عليه في نفسها، ولذلك يحصل لنا عند الإدراك العلم بما عليه الجوهر من التحيز والألوان من الهيئة المخصوصة ويكون العلم بذلك أجلى من العلم بسائر أحواله، وإنما العلم بوجود الجواهر والألوان عند العلم بما هما عليه من الصفة التي يتناولها الإدراك، لأن الإدراك يتعلق بهما لوجودهما، لأنه لو تعلق بهما لاختصاصهما بالوجود لوجب أن نرى كل ما شاركهما في الوجود، ألا ترى أنا لما رأينا الجوهر من حيث كان جوهرا، والسواد من حيث كان سوادا رأينا كل ما شاركهما في هذه الصفة؟ لأن من حق الإدراك أن يشيع في كل ما يختص بالصفة التي يتناولها الإدراك، فكان يجب لو رأينا الجوهر من حيث كان موجودا أن نرى كل موجود فكان يجب أن ندرك الأشياء كلها بالحاسة الواحدة لاشتراكهما أجمع في الوجود.
وقد بينا من قبل أن القول بأنها تدرك، من حيث كانت موجودة فقط لا يصح، لأن ما أوجب إدراكها من حيث كانت موجودة يوجب إدراكها من حيث كانت متميزة، لأنه ليس للوجود في هذا الباب من الاختصاص ما ليس للتحيز، وللتحيز من الاختصاص ما ليس للوجود، وبينا أن القول بأنها تدرك من حيث كانت موجودة لا يصح .
ونكتفي بهذا القدر من معارضة المعتزلة للدليل، وإلا فقد قالوا أكثر من هذا مع أن هذا القول ليس هو الوحيد لإبطال الدليل ولو كان لسهل الرد عليه ولكن الدليل في حد ذاته لا يقوى من وجوه غير التي ذكرها المعتزلة ولم تسلم دلالته – مع ثبوتها – فلا فائدة في مناقشة معارضتهم والرد عليها.
ولكننا سنذكر اعتراضات أصحاب الدليل عليه وهم الأشاعرة فقد تكون أبلغ في إضعافه وعدم الوثوق به وهي:
أولا: قال الجرجاني في شرح المواقف بعد تقرير الدليل بشرحه واعتراضاته: (ولقد بالغ المصنف في ترويج المسلك العقلي لإثبات صحة رؤيته تعالى، لكن لا يلتبس عن الفطن المنصف أن مفهوم الهوية المطلقة المشتركة بين خصوصيات الهويات أمر اعتباري، كمفهوم الماهية والحقيقة فلا تتعلق بها الرؤية أصلا، وأن المدرك من الشبح البعيد هو خصوصيته الموجودة، إلا أن إدراكها إجمالي لا يتمكن به على تفصيلها فإن مراتب الإجمال متفاوتة قوة وضعفا كما لا يخفى على ذي بصيرة، فليس يجب أن يكون كل إجمال وسيلة إلى تفصيل أجزاء المدرك وما يتعلق به من الأحوال، ألا ترى إلى قولك كل شيء فهو كذا، وفي هذا الترويح تكلفات أخر يطلعك عليها أدنى تأمل، فإن الأولى ما قد قيل من أن التعويل في هذه المسألة على الدليل العقلي متعذر، فلنذهب إلى ما اختاره الشيخ أبو منصور الماتريدي من التمسك بالظواهر النقلية .
ثانيا: قال سيف الدين الآمدي بعد تقريره لدليل الوجود: (ومن نظر بعين التحقيق علم أن المتعلق به منحرف عن سواء الطريق، وذلك أنه وإن سلم جواز تعلق الرؤية بالجواهر والأعراض مع إمكان النزاع فيه فهو لا محالة إما أن يكون من المعترف بالأحوال أو قائلا بنفيها: فإذا كان من القائل بها فالوجود الذي هو متعلق الرؤية حينئذ لا بد وأن يكون هو نفس الموجود وليس بزائد على الذات فلا بد من بيان الاشتراك بين الذوات الموجودة شاهدا وغائبا، وإلا فلا يلزم من جواز تعلق الرؤية بأحد المختلفين جواز تعلقها بالآخر، ولا يخفى أن ذلك مما لا سبيل إليه وإلا كان الباري ممكنا لمشاركته الممكنات بذواتها في حقائقها وهو متعذر.
ثم ولو قيل: ليس متعلق الإدراك هو نفس الموجود بل ما وقع به الافتراق والاختلاف بين الذوات كما ذهب إليه بعض الخصوم من المعتزلة لم يجد في دفع ذلك مستندا غير الاستناد إلى محض الدعوى، وليس من الصحيح ما قيل في دفعه من أن الإدراك أخص من العلم والعلم عند الخصم مما لا يصح تعلقه بالأحوال على حيالها فيمتنع دعوى تعلق ما هو الأخص بها فإنه لا يلزم من انتفاء تعلق العلم بشيء على حياله وإن كان أعم، انتفاء تعلق الأخص به، اللهم إلا أن يكون الأعم جزءا من معنى الأخص ويكون تعلق الأخص به من جهة ما اشتمل عليه من حقيقة ما تخصص به من المعنى العام، إذ هو نفس حقيقة ما منع من تعلقه، وهو تناقض، أما إن كان الأعم كالعرض العام، للأخص أو هو داخل في معناه لكن تعلق المتعلق ليس إلا من جهة خصوصه لا من جهة ما يتضمنه من المعنى العام فلا مانع من أن يكون تعلقه بالشيء على حياله، وإن كان تعلق المعنى العام به لا على حياله، ثم لو قدرنا امتناع تعلق الأخص بالشيء على حياله لضرورة امتناع تعلق الأعم به على حياله فحاصله إنما هو راجع إلى مناقضة الخصم في مذهبه وهو غير كاف فيما يرجع إلى الاستقلال بتحصيل المطلوب لضرورة تخطئة الخصم فيما ذهب إليه لم يك ما قيل مثمرا للمطلوب، ولا لازما عليه، كيف وأن ذلك وإن كان مناقضا لبعض الخصوم كالجبائي ومن تابعه لضرورة منعه من تعلق العلم بما وقع به الاتفاق والافتراق على حياله فهو غير لازم في حق غيره اللهم إلا أن يكون قائلا بمقالته، وذلك مما لا سبيل إلى دعوى عمومه، وإن كان من القائلين بنفي الأحوال، فما وقع به الاختلاف بين الذوات حينئذ لا مانع من أن يكون من جملة المصحح للرؤية لكونه ذاتا، وإذ ذاك فلا يلزم منه جواز تعلق الرؤية بواجب الوجود إلا أن يبين أن ما كان مصححا للرؤية في باقي الذوات متحقق في حق واجب الوجود وهو متعذر) .
ثالثا: قال الرازي في حكاية ما قيل في هذه المسألة من الدلائل العقلية: (اعلم أن جمهور الأصحاب عولوا في إثبات أنه تعالى يصح أن يرى على دليل الوجود، وأما نحن فعاجزون عن تمشيه ونحن نذكر ذلك الدليل ثم نوجه عليه ما عندنا من الاعتراضات . ثم بعد أن ساق الدليل أورد عليه اثني عشر اعتراضا في صيغة الأسئلة ثم قال: (فهذا ما عندي من الأسئلة على أن هذا الدليل وأنا غير قادر على الأجوبة عنها فمن أجاب عنها أمكنه أن يتمسك بهذا الدليل. ولنختم هذا الفصل بخاتمة، وهي أنا نقول: اعلم أن الدليل العقلي المعول عليه في هذه المسألة التي أوردناها، وأوردنا عليه هذه الأسئلة واعترفنا بالعجز عن الجواب عنها. إذا عرفت هذا فنقول: مذهبنا في هذه المسألة ما اختاره الشيخ أبو منصور الماتريدي السمرقندي، وهو أنا لا نثبت صحة رؤية الله تعالى بالدليل العقلي، بل نتمسك في هذه المسألة بظواهر القرآن والأحاديث، فإن أراد الخصم تعليل هذه الأدلة وصرفها عن ظاهرها بوجوه عقلية يتمسك بها في نفي الرؤية اعترضنا على دلائلهم وبينا ضعفها ومنعناهم من تأويل هذه الظواهر .
وسلك الشهرستاني في الاستدلال العقلي على الرؤية طريقة أخرى حينما رأى بعدها عن الصواب فقال: (الموجودات اشتركت في قضايا واختلفت في قضايا والرؤية قد تعلقت بالمختلفات منها والمتفقات ولا يجوز أن يكون المصحح للرؤية ما يختلف فيه فإنه يوجب أن يكون لحكم واحد علتان مختلفتان، وهذا غير جائز في المعقولات، أو يلزم أن يكون لحكم عام علة خاصة هي أخص من معلولها، وما يتفق فيه الجوهر والعرض إما الوجود أو الحدوث، والحدوث لا يجوز أن يكون مصححا للرؤية فإن الحدوث هو وجود مسبق بعدم. والعدم لا تأثير له في الحكم فبقي الوجود مصححا بالضرورة، وهذا تقسيم قاصر فإن الرؤية بالاتفاق تعلقت بالجوهر والعرض وهما قد اختلفا من كل وجه سوى الوجود والحدوث، وقد بطل الحدوث فتعين الوجود، ولا يلزم على هذه الطريقة انتشار الأقسام كما لزم على طريق الأصحاب غير استبعاد محض للمعتزلة في قولهم لو كان كل موجود مرئيا لكان العلم والقدرة والطعم والرائحة وما سوى اللون والمتلون مرئيا ولكان نفس الرؤية مرئية بالرؤية وهذا محال .
ولكن هذا المسلك الذي سلكه الشهرستاني هو تقرير لدليل الوجود بصورة أخرى. يلزمها كل لازم له فلا فرق بينهما والحالة هذه إذ إنه هو الآخر ترد عليه اعتراضات الخصوم والأصحاب وتساؤلاتهم، فنكتفي بالإشارة إلى عدم الاطمئنان إلى الطريقة التي أوردها الشهرستاني حين لم يرتض الطريقة الأولى، والتي فضلها على سائر الطرق. إذ رد عليها الآمدي وبين عدم استقامتها، وأن تطويل الشهرستاني في تقريرها لا يشفي غليلا ، ثم إن الشهرستاني نفسه يذكر في نهاية كلامه على الرؤية عدم اطمئنانه إلى الطريقة العقلية إذ يقول: (واعلم أن هذه المسألة سمعية أما وجوب الرؤية فلا شك في كونها سمعية، وأما جواز الرؤية فالمسلك العقلي ما ذكرناه، وقد وردت عليه تلك الإشكالات ولم تسكن النفس في جوابها كل السكون ولا تحركت الأفكار العقلية إلى التقصي عنها كل الحركة فالأولى بنا أن نجعل الجواز أيضا مسألة سمعية .
وبعد هذه الاعتراضات على الدليل العقلي، والشبه التي أوردها أصحابه عليه وهم الأشاعرة، يتضح عدم قوة الدليل ذاته، ويظهر أن المتمسك به لا يستطيع تشميه. ولا الدفاع عنه. لذلك نراهم عادوا إلى التمسك بالنصوص الواردة في الرؤية.
2- من أدلة العقل على الجواز قول أبي الحسن الأشعري: (ومما يدل على رؤية الله سبحانه بالأبصار أن الله عز وجل يرى الأشياء، وإذا كان للأشياء رائيا فلا يرى الأشياء من لا يرى نفسه وإذا كان لنفسه رائيا فجائز أن يرينا نفسه، وذلك أن من لا يعلم نفسه لا يعلم شيئا؛ فلما كان الله عز وجل عالما بالأشياء كان عالما بنفسه، فلذلك من لا يرى نفسه لا يرى الأشياء، فلما كان الله عز وجل رائيا للأشياء كان رائيا لنفسه، وإذا كان رائيا لها فجائز أن يرينا نفسه كما أنه لما كان عالما بنفسه جاز أن يعلمناها، وقد قال الله تعالى: قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طـه: 46] فأخبر أنه سمع كلامهما ورآهما، ومن زعم أن الله عز وجل لا يجوز أن يرى بالأبصار يلزمه أن لا يجوز أن يكون الله عز وجل رائيا ولا عالما ولا قادرا لأن العالم القادر الرائي جائز أن يرى) .
وقال الشهرستاني بعد تقرير دليل الوجود: (وإن سلكنا طريقة العلم فهو أسهل فإن العلم من حيث هو علم نوع واحد وحقيقة واحدة وإذا جوز تعلق العلم به فقد جوز تعلق الرؤية به.
وقد سلك الأستاذ أبو إسحاق طريقة قريبة من هذا فقال الرؤية معنى لا تؤثر في المرئي ولا تتأثر منه فإن حكمة حكم العلم بخلاف سائر الحواس، فإنها تؤثر وتتأثر، وإنما يلزم الاستحالة فيه أن لو تأثرت الرؤية من المرئي أو تأثير المرئي من الرؤية وكل ما هذا سبيله فهو جائز التعلق بالقديم والحادث، وكل مؤثر ومتأثر فهو مستحيل عندنا كما هو مستحيل عندك ولا كلفة في هذه الطريقة إلا إثبات معنى في البصر لا يؤثر ولا يتأثر .
وقال الآمدي عن هذا الدليل: (واعلم أن هذه الطريقة مع احتياجها إلى تقرير معنى التأثير وحصر الموانع بأسرها ونفيها مما لا حاصل له وذلك أنه لا يخفى أن تعلق الشيء بغيره ليس مما يتم بانتفاء التأثير وزوال المانع بل لا بد من بيان الصلاحية للتعلق بين المتعلقين، ولو انتفى كل ما يقدر من الموانع وعند العود إلى بيان الصلاحية، والقبولية يرجع الكلام إلى الوجود وتصحيحه للتعلق .
أما المعتزلة فإنهم- بناء على نفيهم الرؤية – خالفوا هذا الدليل وناقشوه، وقالوا لنا في هذه المسألة طريقان:
(الأول: أنا نقول أنا لا نسلم أنه راء لذاته بل القديم تعالى إنما يرى الشيء لكونه حيا بشرط وجود المدرك وكونه حيا من مقتضى صفة الذات، وكونه مدركا من مقتضى صفة الذات فكيف يصح أن يقال إنه عز وجل راء لذاته؟
الثاني: هو أن نقول هب أن الله تعالى راء لذاته أليس أنه عز وجل لا يجب أن يرى المعدومات مع كونه رائيا لذاته؟
فإن قالوا: إنما لا يجب أن يرى المعدومات لأن الرؤية مستحيلة على المعدومات.
قلنا: وكذلك القديم تعالى تستحيل عليه الرؤية فلا يجب أن يرى نفسه فيما لم يزل. .
وبعد فإن هذا قياس الرائي على المرئي، وأحدهما مباين للآخر لأن الرائي إنما يصح أن يرى الشيء لكونه حيا بشرط صحة الحاسة، والمرئي إنما يرى لكونه مرئيا في نفسه بشرط أن يكون موجودا في الحال وليس كذلك القديم تعالى فلا يصح ما أوردتموه وهل هذا إلا كأن يقال إن من كان حيا كما يجب أن يكون رائيا للشيء يجب أن يكون مرئيا فكما أن هذا خلف من الكلام كذلك هنا لأن المعلوم أن الشيء لا يرى لكونه حيا، وإنما يرى لكونه على الصفة التي يتعلق بها الإدراك والرائي إنما يرى الشيء لكونه حيا، وبعد فما أنكرتم أن الواحد منا إنما يصح أن يرى نفسه مما تصح رؤيته وليس كذلك القديم تعالى لأن الرؤية مستحيلة عليه ففارق أحدهما الآخر .
والدليل كما قرره الشيخ أبو الحسن الأشعري تظهر فيه الدلالة على الجواز، وإن كان لا يقوى أن يعتمد عليه كل الاعتماد في الدلالة العقلية، لكن من يتصف بأنه يرى الأشياء ويعلمها، فلا يمتنع عليه أن يعلم ويرى لعدم الفرق بين الأمرين. ورد المعتزلة على الدليل لا يبطله فهذا الإفراط في النفي منهم جعلهم يعطلون الله تعالى عن أن يرى نفسه أو يراه غيره، وإن كان بعضهم أثبت أنه يرى غيره ولا يرى نفسه، فهو خروج عن المعقول إذ كيف يوصف من لا يرى نفسه بأنه يرى غيره فهذا ظاهر البطلان، فمن لا يتصف بأنه يَرى ويُرى فماذا يكون ؟! فغلوهم هذا في تنزيه الله تعالى - على زعمهم – عن التشبيه أدى بهم إلى التعطيل، ثم هو تشبيه لله تعالى بالمعدوم. وأما دعواهم القياس للرائي على المرئي مع المباينة وشروط المرئي التي قالوها، وأن القديم ليس كذلك.
فنقول: إن الشروط تجب عند الرؤية. ولم نقل في الرؤية الآن، ولا في دار الدنيا حيث إن من ركبت جوارحه للفناء لا تستطيع أن تصمد لمشاهدة الحي الدائم، وهذا ظاهر.
3- دليل عقلي ثالث على جواز الرؤية:
هناك مسلك عقلي آخر سلكه الغزالي في الاستدلال على الرؤية بعد دليل الوجود، قال عنه إنه الكشف البالغ وتلخيصه: أن الخصم لم ينكر علينا القول بالرؤية إلا لعدم فهمه ما نريد بها لأنه ظن أنا نريد بها حالة تساوي الحالة التي يدركها الرائي عند النظر إلى الأجسام والألوان، وهيهات، فنحن نقول: باستحالة ذلك في حق الله تعالى، ولكن ينبغي أن نحصل معنى الرؤية في الموضع المتفق ونسبكه ونحذف منه ما يستحيل في حق الله سبحانه وتعالى، فإن بقى من معانيه معنى لم يستحل في حق الله تعالى وأمكن أن يسمى ذلك المعنى رؤية حقيقية أثبتناه وقلنا إنه مرئي حقيقة، وإن لم يمكن إطلاق اسم الرؤية عليه إلا بالمجاز أطلقنا اللفظ عليه بإذن الشرع واعتقدنا أن المعنى كما دل عليه العقل. وقال تحصيله أن الرؤية تدل على معنى له محل وهو العين ومتعلق وهو اللون والقدر والجسم وكل المرئيات، ولنتأمل أيها ركن في إطلاق هذا الاسم فنقول:
أما المحل فليس بركن في صحة هذه التسمية فإن الحالة التي ندركها بالعين من المرئي لو أدركناها بالقلب، أو بالجبهة مثلا لكنا نقول قد رأينا الشيء وأبصرناه وصدق كلامنا. فإن العين محل وآلة لا تراد لعينها بل لتحل فيه هذه الحالة فحيث حلت الحالة تمت الحقيقة وصح الاسم فالركن الذي الاسم مطلق عليه وهو الأمر الثالث وهو حقيقة المعنى من غير التفات إلى محله ومتعلقه فلنبحث عن الحقيقة ما هي ولا حقيقة لها إلا أنها نوع إدراك هو كمال ومزيد كشف بالإضافة إلى التخيل . . الخ.
وهذا قول جمهور المتأخرين من الأشاعرة إذ إن مذهبهم إثبات الرؤية لله تعالى لورود النصوص القطعية بذلك، ولكنهم مع هذا سلموا للمعتزلة قولهم بنفي الجهة عن الله تعالى ويلزم من نفي الجهة نفي الرؤية، فلم يستطيعوا التظاهر بنفي ما ثبت بالنصوص لانتسابهم إلى أهل السنة فأثبتوا الرؤية ونفوا لازمها وهي الجهة، فأخذ المعتزلة يشنعون عليهم هذا التناقض المخالف للعقول ولما رأوا ذلك سلكوا هذا المسلك الذي قالوا عنه إنه الكشف البالغ الإيمان أن الرؤية ليست بصرية وإنما هي زيادة انكشاف الرب تعالى لهم وتمام معرفتهم به حتى كأنهم يرونه بأعينهم وعلى هذا لا يكون خلافهم مع المعتزلة أكثر من الخلاف اللفظي.
4- من أدلة العقل على الجواز:
استدل السلف على جواز الرؤية عقلا بطريقة غير طريقة الوجود المجرد حيث لزم عليها لوازم فاسدة فلا تصلح مصححا للرؤية.
لذلك جعلوا المصحح للرؤية أمورا وجودية لا أن كل موجود تتضح رؤيته، قال ابن تيمية في تقرير الدليل: (فمعلوم أن الرؤية تعلق بالموجود دون المعدوم، ومعلوم أنها أمر وجودي محض لا يسيطر فيها أمر عدمي كالذوق الذي يتضمن استحالة المأكول والمشروب ودخوله في مواضع من الآكل والشارب وذلك لا يكون إلا عن استحالة وخلق، وإذا كانت أمرا وجوديا محضا، ولا تتعلق إلا بالموجود فالمصحح لها الفارق بين ما يمكن رؤيته وما لا يمكن رؤيته: إما أن يكون وجودا محضا، أو متضمنا أمرا عدميا. والثاني باطل لأن العدم لا يكون له تأثير في الوجود المحض فلا يكون سببا له، ولا يكون أيضا شرطا أو جزءا من السبب إلا أن يتضمن وجودا فيكون ذلك الوجود هو المؤثر في الوجود ويكون ذلك العدم دليلا عليه ومستلزما له ونحو ذلك، وهذا من الأمور البينة عند التأمل. ومن قال من العلماء: إن العدم يكون علة للأمر الثبوتي أو جزء علة، أو شرط علة، فإنما يقولون ذلك في قياس الدلالة، ونحوه مما يستدل فيه بالوصف على الحكم، لا يقول أحد إن نفس العدم هو المقتضي للوجود. ولا يقول: إن الوصف المركب، من وجود وعدم هما جميعا مقتضيان للوجود المحض. وشروط العلة هي من جملة أجزاء العلة التامة. وإذا كان المقتضى لجواز الرؤية، والمصحح للرؤية، والفارق بينما تجوز رؤيته وبينما لا تجوز: إما أن يكون وجودا محضا فلا حاجة بنا إلى تعيينه، سواء قيل هو مطلق الوجود أو القيام بالنفس، أو بالعين بشرط المقابلة والمحاذاة، أو غير ذلك مما يقال إنه مع وجوده تصح الرؤية ومع عدمه تمتنع، لكن المقصود أنه أمور وجودية، وإذا كان كذلك فقد علم أن الله تعالى هو أحق بالوجود، وكماله من كل موجود، إذ وجوده هو الوجود الواجب، ووجود كل ما سواه هو من وجوده، وله الكمال التام في جميع الأمور الوجودية المحضة فإنها هي الصفات التي بها يكون كمال الوجود، وحينئذ فيكون الله – وله المثل الأعلى – أحق بأن تجوز رؤيته لكمال وجوده، ولكن لم نره في الدنيا لعجزنا عن ذلك وضعفنا كما لا نستطيع التحديق في شعاع الشمس، بل كما لا تطيق الخفاش أن تراها، لا لامتناع رؤيتها، بل لضعف بصره وعجزه. كما قد لا يستطاع سماع الأصوات العظيمة جدا، لا لكونها لا تسمع، بل لضعف السامع وعجزه, ولهذا يحصل لكثير من الناس عند سماع الأصوات العظيمة ورؤية الأشياء الجليلة ضعف أو رجفان أو نحو ذلك مما سببه ضعفه عن الرؤية والسماع، لا لكون ذلك الأمر مما تمتنع رؤيته وسماعه، ولهذا وردت الأخبار في قصة موسى عليه السلام وغيره بأن الناس إنما لا يرون الله في الدنيا للضعف والعجز والله سبحانه وتعالى قادر على أن يقويهم على ما عجزوا عنه) .
إلى هذا الحد انتهى من ذكر الأدلة العقلية نفيا وإثباتا، وكلها باستقلالها لا تعطي الدلالة على المراد بها، فالنفاة اعتمدوا على الأدلة العقلية في النفي وعضدوا ذلك بأدلة سمعية مع سوء فهم لها فلم يهتدوا للصواب، بل آل بهم الأمر إلى تعطيل الله تعالى عن صفات الكمال. والمثبتون وإن لم تكن كل أدلتهم العقلية كافية في الدلالة على المطلوب، إلا أنها مؤيدة بالأدلة السمعية القوية التي توصلنا إلى المطلوب من جواز رؤية الله تعالى.
وأختم هذه الأدلة بقول عثمان بن سعيد الدارمي لمن أبى إلا التمسك بالمعقول وحده حيث قال: (ههنا ضللتم عن سواء السبيل ووقعتم في تيه لا مخرج لكم منه لأن المعقول ليس لشيء واحد موصوف بحدود عند جميع الناس فيقتصر عليه. ولو كان كذلك كان راحة للناس ولقلنا به ولم نعد، ولم يكن الله تبارك وتعالى قال: مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [الروم: 32] فوجدنا المعقول عند كل حزب ما هم عليه، والمجهول عندهم ما خالفهم، فوجدنا فرقكم معشر الجهمية في المعقول مختلفين، كل فرقة منكم تدعي أن المعقول عندها ما تدعو إليه والمجهول ما خالفها، فحين رأينا المعقول اختلف منا ومنكم ومن جميع أهل الأهواء ولم تقف له على حد بين في كل شيء رأينا أرشد الوجوه وأهداها أن نرد المعقولات كلها إلى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى المعقول عند أصحابه المستفيض بين أظهرهم، لأن الوحي كان ينزل بين أظهرهم فكانوا أعلم بتأويله منا ومنكم وكانوا مؤتلفين في أصول الدين لم يفترقوا فيه ولم تظهر فيهم البدع والأهواء الحائدة عن الطريق، فالمعقول عندنا ما وافق هديهم والمجهول ما خالفهم ولا سبيل إلى معرفة هديهم وطريقتهم إلا هذه الآثار وقد انسلختم منها وانتفيتم منها بزعمكم فأنى تهتدون) .
من هنا فقد رجح أكثر العلماء الاعتماد في الاستدلال على أدلة النقل لأن الله عز وجل أخبر عن نفسه بأنه يرى يوم القيامة، وهو أعلم بما يجوز عليه تعالى، وأخبر عن رسوله الله صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الخلق بربه تعالى وأعلمهم بما يصح عليه ويمتنع فإن وافق الاستدلال العقلي ما ثبت عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا توفيق من الله وهو حق، وإن خالفه فتجب مراجعة العقل لأن الإسلام لا يأتي بما تحيله العقول ولكنه يأتي بما يحيرها
ويدهشها.



شرح مفصل للعلماء
يلي يبي يتاكد اكثر يعني وهذا شي من حقك ان تفهم اكثر وتقتنع
رابط الموقع
http://www.dorar.net/enc/firq/770

fawaz_a
29-12-2014, 01:24 AM
رؤية الله عز وجل


إعداد: أم عبد الله المِيساوي
أُعِدّ لموقع: عقيدة السلف الصالح



تعريف الرؤية لغة:
الراء والهمزة والياء أصلٌ يدلُّ على نظرٍ وإبصارٍ بعينٍ أو بصيرة. (1)
والرؤية بالعين تتعدى إلى مفعول واحد، وبمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين. (2)


عقيدة السلف الصالح -أهل السنة والجماعة- في رؤية الله عز وجل: أنه لا يُرى في الدنيا لقوله تعالى لموسى وقد طلب رؤية الله: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف : 143]، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال: ”لن تروا ربكم حتى تموتوا.“
أما رؤية الله في الآخرة للمؤمنين فهي ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف، وهذه الرؤية ستكون بالأبصار كما سيتبين في هذا المقال.

الأدلة من القرآن:
قول الله تعالى:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة} [القيامة : 22 ، 23]
{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس : 26]
فسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة بأنها النظر إلى الله عز وجل، كما سيأتي.
{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين : 15]
أي الكفار محجوبون عن رؤية الله عز وجل، كما فسرها السلف وأئمة السنة.
وغيرها من الآيات

الأدلة من السنة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ." ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}“ [صحيح مسلم]
وقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:َ ”إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عِيَانًا.“ [صحيح البخاري]
وعن جرير قال: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَال:َ”إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ“ [صحيح البخاري]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّاسَ قَالُوا: "يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَة؟"
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ”هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟“ قَالُوا: "لا يَا رَسُولَ اللَّهِ."
قَالَ: ”فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ ؟“ قَالُوا: "لا يَا رَسُولَ اللَّهِ."
قَالَ: ”فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ.“ [صحيح البخاري]

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ”مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ وَلا حِجَابٌ يَحْجُبُهُ.“ [صحيح البخاري]
وغيرها من الأحاديث


أثار السلف الصالح:
1. قال التابعي عبد الرحمن بن أبي ليلى (3) (83 هـ) في قوله تعالى :{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}: «الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله عز و جل لا يصيبهم بعد النظر إليه قتر ولا ذلة.» (4)
2. قال عامر بن سعد البجلي (نحو 90 هـ) في قوله تعالى {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}: «الزيادة النظر إلى وجه ربهم عز وجل.» (5)
3. قال التابعي قتادة (117 هـ) في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}: «وأما الزيادة، فالنظر إلى وجه الرحمن.» (6)
4. الأوزاعي (157 هـ) وسفيان الثوري (161 هـ) : قال الوليد بن مسلم: (سألت الأوزاعي وسفيان الثوري، ومالك بن أنس عن هذه الأحاديث التي فيها ذكر الرؤية، فقالوا: «أمروها كما جاءت بلا كيف») (7)
5. قال عبد العزيز بن عبد الله الماجشون (164 هـ) عندما سُئل عما أحدثته الجهمية: «لم يزل يملي لهم الشيطان حتى جحدوا قوله {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة}، فقالوا: "لا يراه أحد يوم القيامة"، فجحدوا والله أفضل كرامة الله التي أكرم بها أولياءه يوم القيامة من النظر إلى وجهه» (8)
6. قال مالك بن أنس (179 هـ) : «الناس ينظرون إلى الله تعالى يوم القيامة بأعينهم.» (9)
وقال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي وسفيان الثوري، ومالك بن أنس عن هذه الأحاديث التي فيها ذكر الرؤية، فقالوا: « أمروها كما جاءت بلا كيف» وقد مر تخريجها.
7. قال محمد بن إدريس الشافعي (204 هـ) : «في قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} دلالة على أن أولياءه يرونه يوم القيامة بأبصار وجوههم.» (10)
وفي رواية: «دلالة على أن أولياء الله يرون الله.» (11)
8. قال هشام بن عبيد الله الرازي (221 هـ) : «ورد علينا في تفسير القرآن ومحكم الحديث أن الله جل ثناؤه يرى في الآخرة.» ثم ذكر الروايات في تفسير القرآن والأخبار عن رسول الله. (12)
9. قال إسحاق بن راهويه (238 هـ) : «وقد مضت السنة من رسول الله صلى الله عليه و سلم بأن أهل الجنة يرون ربهم وهو من أعظم نِعم أهل الجنة.» (13)
10. أحمد بن حنبل (241 هـ) : بلغه عن رجل أنه قال: "إن الله تعالى لا يُرى في الآخرة"، فغضب غضبا شديدًا ثم قال: «من قال بأن الله تعالى لا يُرى في الآخرة فقد كفر، عليه لعنة الله وغضبه، من كان من الناس، أليس الله عز وجل قال: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة}، وقال تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}، هذا دليل على أن المؤمنين يرون الله تعالى.» (14)
وقال: «قالت الجهمية: إن الله لا يرى في الآخرة، وقال الله تعالى{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} فلا يكون هذا إلا أن الله تعالى يُرى، وقال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة} فهذا النظر إلى الله تعالى، والأحاديث التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم: ”إنكم ترون ربكم“ برواية صحيحة ، وأسانيد غير مدفوعة ، والقرآن شاهد أن الله تعالى يُرى في الآخرة.» (15)
11. قال خُشيش بن أصرم (253 هـ) في كتابه "الإستقامة": «وأنكر جهم النظر إلى الله، والله يقول {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة}وقال {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [الأحزاب : 44] » وذكر عددًا من النصوص.
وقال: «إذا كان المؤمن يحجب عن ربه ولا يراه، والكافر محجوب عن ربه، فما فضل المؤمن على الكافر ؟ وقول الله عز وجل ورسوله وأصحاب رسوله أحق أن يتبع من قول جهم في النظر إلى الله عز و جل.» (16)
12. محمد بن يحيى الذهلي (258 هـ) : سُئل محمد بن يحيى عن اللفظة في الحديث: (هل رأيت الله ؟ فيقول: "ما ينبغي لأحد أن يرى الله تعالى.") فقال: «هذا في الدنيا، فأمَّا في الآخرة فإن أهل الجنة ينظرون إلى الله –عز وجل- بأبصارهم.» [17]
13. أبو زرعة الرازي (264 هـ) وأبو حاتم الرازي (277 هـ) قالا:«أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان من مذهبهم:» وذكرا أمورا منها: «وأنه تبارك وتعال يرى في الآخرة: يراه أهل الجنة بأبصارهم ويسمعون كلامه كيف شاء. وكما شاء.» (18)
14. قال عثمان الدارمي (280 هـ) : «فحين حد الله لرؤيته حدًا في الآخرة بقوله : {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة} عَلِمنا أنها رؤية عيان. وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله أبو ذر: "هل رأيت ربك ؟" فقال: ”نور أنَّى أراه“، فلما سأله أصحابه: أنراه في الآخرة ؟ قال: ” نعم كرؤية الشمس والقمر ليلة البدر“. (19)
15. قال أبو بكر بن أبي عاصم (287 هـ) : «ومما اتفق أهل العلم على أن نسبوه إلى السنة:... » وذكر أمورًا منها: «وإثبات رؤية الله عز وجل، يراه أولياؤه في الآخرة، نظر عيان، كما جاءت الأخبار.» (20)
16. قال أبو العباس ثعلب (291 هـ) في قوله تعالى {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} [الأحزاب :44] : «أجمع أهل اللغة أن اللقاء هاهنا لا يكون إلا معاينة ونظرًا بالأبصار.» (21)


أقوال من جاء بعدهم
17. قال ابن جرير الطبري (310 هـ) : (وأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم، كما يرون الشمس ليس دونها غياية، وكما يرون القمر ليلة البدر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم.) (22)
- قال ابن خزيمة (311 هـ) في "كتاب التوحيد" له: (باب ذكر البيان إن رؤية الله التي يختص بها أولياءه يوم القيامة هي التي ذكر في قوله {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}
ويفضل بهذه الفضيلة أولياءه من المؤمنين،
ويُحجب جميع أعدائه عن النظر إليه من مشرك ومتهود ومتنصر ومتمجس ومنافق كما أعلم في قوله {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}، وهذا نظر أولياء الله إلى خالقهم جل ثناؤه بعد دخول أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، فيزيد الله المؤمنين كرامة، وإحسانا إلى إحسانه، تفضلا منه وجودا بإذنه إياهم النظر إليه، ويحجب عن ذلك جميع أعدائه .)
18. قال أبو جعفر الطحاوي (321 هـ) في عقيدته المشهورة: (والرؤية حق لأهل الجنة، بغير إحاطة ولا كيفية.)
19. قال أبو بكر الآجري (360 هـ) : (وأما أهل السعادة: فهم الذين سبقت لهم من الله الحسنى، فآمنوا بالله وحده، ولم يشركوا به شيئا، وصدقوا القول بالفعل، فأماتهم على ذلك، فهم في قبورهم ينعمون، وعند المحشر يبشرون، وفي الموقف إلى الله تعالى بأعينهم ينظرون.) (23)
20. قال ابن شاهين (385 هـ) : (وأشهد أن الله -عز وجل- يُرى يوم القيامة، ويتجلى لخلقه فيراه أهل السعادة، ويحتجب عن أهل الجحود.) (24)
21. قال ابن أبي زَمَنِين (399 هـ) : (ومن قول أهل السنة : أن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة وأنه يحتجب عن الكفار والمشركين فلا يرونه.) (25)
22. قال أبو عثمان الصابوني (449 هـ) : (ويشهد أهل السنة أن المؤمنين يرون ربهم – تبارك وتعالى- يوم القيامة بأبصارهم، وينظرون إليه، على ما ورد به الخبر الصحيح، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: ”إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر.“ والتشبيه في هذا الخبر للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي.) (26)
وقال في وصيته أنه يشهد: (أن الله تبارك وتعالى يمن على أوليائه بوجوه ناضرة إلى ربها ناظرة ويرونه عيانا في دار البقاء لا يضارون في رؤيته.) (27)

ونكتفي بهذا القدر اختصارًأ، وإلا فإن كلام السلف وعلماء السنة في هذه المسألة كثيرٌ جدًا.


معنى قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام : 103]

فسر جماعة من السلف الصالح الآية بأنها: رؤية الله عز وجل في الدنيا:
- قال رفيع أبو العالية (نحو 93 هـ) في قوله: {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف : 143]: «وكان قبله مؤمنون ولكن يقول: {أنا أول المؤمنين} أنا أول من آمن بهذا أنه لا يراك أحد قبل يوم القيامة. وهو يقول: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}. يعني أنه لا تدركه الأبصار في الدنيا. (28)
- قال إسماعيل ابن علية (110 هـ) في قوله تعالى {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}: «هذا الدنيا.» (29)
- ابن المبارك (181 هـ) : قال ابن راهويه: "قيل لابن المبارك أن فُلانًا فسَّر الآيتين {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَار}َ [الأنعام : 103]وقوله {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة} على أنها مخالفة للأخرى فلذلك أرى الوقف في الرؤية."
فقال ابن المبارك: «جهل الشيخ معنى الآية التي قال الله {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَار} ليست بمخالفة {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة} لأن هذه في الدنيا وتلك في الآخرة.» (30)
- قال يحيى بن سلام (200 هـ) : «{لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} يعني في الدنيا.» (31)
- وهو قول هشام بن عبيد الله (221 هـ) فيما ذكره ابن أبي حاتم الرازي قال: "وذكر أبي - رحمه الله - عن هشام بن عبيد الله أنه قال نحو ذلك." وكان قد ذكر قبلها أثر ابن علية الذي تقدم ذكره. (32)
- قال عثمان الدارمي (280 هـ) : «فيقال لهذا المريسي: تقرأ كتاب الله وقلبك غافل عما يتلى عليك ألا ترى أن أصحاب موسى سألوا موسى رؤية الله في الدنيا إلحافا فقالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة : 55}، ولم يقولوا حتى نرى الله في الآخرة ولكن في الدنيا، وقد سبق من الله القول بأنه {لا تدركه الأبصار} أبصار أهل الدنيا، فأخذتهم الصاعقة بظلمهم وسؤالهم عما حظره الله على أهل الدنيا، ولو قد سألوه رؤيته في الآخرة كما سأل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدًا صلى الله عليه وسلم لم تصبهم تلك الصاعقة، ولم يقل لهم إلا ما قال محمد صلى الله عليه وسلم لأصحابه إذ سألوه: "هل نرى ربنا يوم القيامة ؟" فقال: ”نعم لا تضارون في رؤيته“ فلم يعبهم الله ولا رسوله بسؤالهم عن ذلك بل حسنه لهم وبشرهم بها بشرى جميلة.» (33)
- أبو الحسين الملطي (377 هـ) : (فأما تفسير {لا تدركه الأبصار}يعني لا يراه الخلق في الدنيا دون الآخرة، ولا في السموات دون الجنة. وقوله{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة} يعني يوم القيامة، ناضرة يعني الحسن والبياض يعلوها النور، إلى ربها ناظرة ينظرون إلى الله عز وجل يومئذ معاينة، فهذا تفسيرهما.) (34)

وفسر بعضهم "الإدراك" في الآية بـ: الإحاطة، أي أن الأبصار لا تحيط بالله عز وجل وإن كانت تراه يوم القيامة.
- قال قتادة (117 هـ) في الآية: «وهو أعظم من أن تدركه الأبصار.»(35)
- قال أبو بكر الآجري (360 هـ) : (إن قال قائل: فما تأويل قوله عز وجل: {لا تدركه الأبصار} قيل له: معناها عند أهل العلم: أي: لا تحيط به الأبصار، ولا تحويه عز وجل، وهم يرونه من غير إدراك ولا يشكُّون في رؤيته، كما يقول الرجل: "رأيت السماء" وهو صادق ، ولم يحط بصره بكل السماء، ولم يدركها.) (36)
- قال ابن حبان (354 هـ) في صحيحه: (يُرى في القيامة ولا تدركه الأبصار إذا رأته لأن الإدراك هو الإحاطة والرؤية هي النظر والله يُرى ولا يدرك كنهه.)
- قال أبو محمد البغوي (510 هـ) : (علم أن الإدراك غير الرؤية لأن الإدراك هو: الوقوف على كُنهِ الشيء والإحاطة به، والرؤية: المعاينة، وقد تكون الرؤية بلا إدراك، قال الله تعالى في قصة موسى {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا} [الشعراء : 61 ، 62]، وقال {لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى} [طه : 77]، فنفى الإدراك مع إثبات الرؤية، فالله عز وجل يجوز أن يُرى من غير إدراك وإحاطة كما يُعرف في الدنيا ولا يحاط به." (37)
والحمد لله رب العالمين



رابط الموقع
http://as-salaf.com/article.php?aid=51?=ar

ملك الوسامه
29-12-2014, 01:58 AM
نفي رؤية الله

إن الإباضية يجزمون بامتناع رؤية الله في الدنيا والآخرة, اعتمادا على الأدلة الشرعية والعقلية, بحيث لو أمكن رؤية الله, لكان جسما متحيزا موجودا في مكان ما, وهذا تجسيم وتجزئة لصفات الله, يقول الله عز وجل: ""لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار"" فالرؤية قد تكون بغير البصر، يقول الله عز وجل: ’’أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ’’, وإنما يعني بهذا العلم واليقين, ولا يريد بهذا الرؤية الحسية البصرية، والآيات في ذلك صريحة إلى أبعد الحدود مثل: 'لن تراني'، 'لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار' وهذه من صفات كمال الله، فإن اتصف بعكسها جاز أن يتصف الله بعدم العلم أيضا مثلا، حاشاه عن ذلك، الله عمّا يصفون.

رؤيةُ الله تَعَإلىَ من الأمورِ الغيبية التي اختلف فيها العلماء بين مثبت للرؤية وناف لها، ورغم أَنَّهَا ليست في الأصل من أركان الإيمان ولا من أركان الإسلام التي نص القُرآن عليهَا، إِلاَّ أَنَّها صارت من أهم المسائل التي أدرجها العلماء كأصل من أصول العقيدة، وقد تشدَّدت المسائل فيما بينها حتَّى كفّرت بَعضها البعض بهذه المسألة وغيرها، وأصبحت من أبرز المسائل الخلافية بين المذاهب الإِسلاَمية.

وسنعرض أقوال المذاهب في هذا المقال، وأصل اختلافهم، من تفصيل الشيخ أحمد الخليلي لها في كتابه الشافي الكافي: «الحق الدامغ» وفيما يلي ملخص ما قاله:

والنزاعُ بَين مختلف طوائف الأُمَّة في إمكان رؤية الله ووقوعها قديم، فبعض الطوائفِ المنتسبة إلى السنَّة والسلفية والأشاعرة والماتريدية والظاهرية وغيرهم يقولون: إِنَّها ممكنة في الدنيا والآخرة، غير أن جمهورهم يثبت وقوعها في الآخرة دون الدنيا. واختلفت الطائفة التي تقول: إِنَّها واقعة في الدنيا والآخرة كذلك، هل هي خاصة في الدنيا برسول الله - - أو هي عامة للمؤمنين؟ فأكثرهم على أَنَّهَا خَاصَّةً به، وهو قول الأشعري وأتباعه، نقله عنهم الحافظ بن حجر، وقال النووي ولم يقل بوقوعها لغيره - -في الدنيا إلا غلاة الصوفية. أما ابن القيم فيقول في حادي الأرواح: "فقد دَلَّت الأحاديث الصحيحة على أن المنافقين يرونه تعالى, بل والكفار أيضا كما في حديث التجلي يوم القيامة", ثم قال: "وفي هذه المسألة ثلاثة أقوال لأهل السنة: إحداها: أن لا يراه إِلاَّ المؤمنون. والثاني: يراه جميع أهل الموقف مؤمنهم وكافرهم؛ ثم يحتجب عن الكفار فلا يرونه بعد ذلك. والثالث: يراه المنافقون دون الكفار. والأقوال الثلاثة في مذهب أحمد وهي لأصحابه.

رأي الإباضية:

أما الإباضية فيعتقدون أن الرسول - - لم ير ربه عندما عَرج به إلى السماء، كما ادعى البعض، وهو قول الجمهور من أهل التحقيق، ويرون أَيْضًا استحالة رؤية الله في الدنيا وفي الآخرة، وهو ما يتناسب مع تنزيه الله من صفات النقص، وما تَدُلُّ عليه الآيات الصريحة، والأحاديث الصحيحة، وهو ما ينسجم مع العقل والمنطق. ومن هذا المبدأ فسَّر الإباضية وغيرهم من المذاهب التي ذهبت إِلىَ هذا الرأي كُلّ الآيات والأحاديث التي تُوهم التشبيه أو الرؤية، بما يتناسب مع صفات الله التي لا تتبدل ولا تتغير، والمتتبع للقرآن الكريم لا يجد آية صريحة في مسألة الرؤية، بل إن الآيات والأحاديث التي تنفي الرؤية أكثر وأصرح من الآيات والأحاديث التي تثبتها.

والقول بعدم رؤية الباري سبحانه وتعالى ليس جديدا، وليس خاصا بالإباضية فقط وإنما كان رأيا قديما، بل كان هو الرأي السائد في الصدر الأَوَّل من الصحابة والتابعين، إِلىَ أوائل القرن الثاني عندما تولى المعتزلة الحكم، ابتداء من عهد المأمون، وهو رأي الشيعة أَيْضًا، ولم يتغير هذا الرأي إِلاَّ بعدما سيطر أهل الحديث على الحكم العباسي، وأقصيت المعتزلة ونكل بهم أشد التنكيل، فكانت نقطة صراع يَتَبَيَّن منها الموالي للحكم العباسي، والخارج عليه، مثلها مثل فتنة الإمَام أحمد في خلق القُرآن.

أدلة الإباضية في نفي رؤية الله في الدار الآخرة: منها أدلة نقلية، وأدلة عقلية، تناولتها كثير من كتب الإباضية أختصرها فيما يلي:

أولا: الأدِلَّة النقلية:

1- من القرآن الكريم: · قول الله: ? لاَّ تُدْرِكُهُ الاَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ?. (سورة الأنعام: 103) قال صاحب قاموس الشريعة: هذه صفة لا تُنسَخ، لأَنَّ هذا خبر، والأخبار لا تنسخ، ولأنَّ الله مدح نفسه، ومدائح الله لا تزول ولا تتحول. · قول الله لموسى لَمَّا سأله الرؤية، قال له:? لَن تَرَانِي ? (الأعراف: 143)، وهذا نفي مطلق غير مقيد بزمان ولا مكان، فلو حصلت الرؤية في أي زمان من أزمان الدنيا والآخرة، لكان منافيا لهذا الخبر. وحرف النفي "لن" عند علماء اللغة هو من حروف الإياس. وَإنَّمَا طلبَ موسى رؤية الله ليُقيم الحجَّة على قومه الذين ألحوا عليه أن يروا الله جهرة أَمَّا هو، فيعلم أن ذلك مستحيل. · ما جاء في آيات الكتاب من الإنكار البالغ والتقريع الشديد للذين سألوا الرؤية من اليهود والمشركين، مع تحذير المسلمين من الوقوع فيما وقعوا فيه، ومن ذلك قول الله: ?يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَآءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىآ أَكْبَرَ مِن ذَالِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ? (النساء: 153) · وقول الله: (وَقَالَ الذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا لَوْلآَ أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلآَئِكَةُ أَوْ نَرَىا رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُواْ فيِ أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْاْ عُتُوًّا كَبِيرًا? (الفرقان: 21) وقوله تعالى: (اَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ، وَمَنْ يَّتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالاِيمَانِ فَقَدْ ضَّلَّ سَوَآءَ السَّبِيلِ) (البقرة: 108)

2- الأدلة من الأحاديث الواردة في نفي الرؤية، هي:

· روى مسلم في صحيحه عن ابن الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - - : (لن يرى الله أحد في الدنيا ولا في الآخرة).

· روى مسلم عن أبى ذر أَنَّهُ سأل رسول الله - - : هل رأيت ربك؟ قال: (نور أنّى أراه) فهذا الحديث ينفي الرؤية مطلقا فقد وصف الرسول ربه بأنه نور، واستبعد حصول الرؤية بقوله (أنّى أراه) وأنّى بمعنى كيف. ولو يعلم بأنه سيراه في الآخرة لأخبر أبا ذر.

· روي عن علي بن أبي طالب في تفسير قول الله: ?لاَّ تُدْرِكُهُ الاَبْصَارُ? فقالَ: أنَّ الله لا يُدرك بالأبصار، لا في الدنيا ولا في الآخرة. وروي عنه أيضا في تفسير قوله تعالى: ?وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ? (القيامة: 22). قال: إلى ثواب رَبِّها ناظرة.

· قول عائشة أم المؤمنين لمسروق: من زعم أنَّ محمدا (رأى ربه، فقد أعظم على الله الفرية. وغيرها من الأحاديث التي لا يتسع المقال لذكرها

ثانيا: الأدلة العقلية على نفي الرؤية:

· إن كُلّ ما يمكن أن يراه الإنسان أو يتخيله أو يتصوره لاَ بُدَّ أن يكون محدودا، بالشكل أو بالحجم أو باللون أو بالزمان أو بالمكان. وجميع المخلوقات التي نعرفها والتي لا نعرفها, نراها أو لا نراها هي محدودة بهذه الحدود أو ببعضها. وما دامت هذه صفات المخلوقات فَإنَّهُ يستحيل أن تكون من صفات الخالق. ورؤية الله تبارك وتعالى تستلزم شروطا لذلك منها: أن يكون محدودا بجهة معينة، أو صفة أو شكل معين، حتى تتوجه إليه الأبصار، وهذا مستحيل في حق الله تبارك وتعالى. فمن صفاته سبحانه وتعالى أَنَّهُ: قديم بلا بداية، باق بلا نهاية، منزه عن الشكل واللون، لا يحويه زمان ولا مكان، لأَنَّهُ هو الذي خلق الأشكال والأحجام والألوان والأزمان والأمكنة، وهو منزه عن الجهات والاستقرار، وليس له صورة على النحو الذي يمكن أن يَتَغَيَّر من شكل إلى آخر. ومن صفاته أيضا: أنه الأَوَّل فليس قبله شيء، وهو الآخر ليس بعده شيء، وهو الظاهر ليس فوقه شيء، وهو الباطن ليس دونه شيء، لا يشبه شيئا من خلقه، ولا يشبهه شيء من خلقه، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فكيف يمكن أن يتصور أو يتخيل أو يرى. · إن كثيرا من الأشياء التي خلقها الله في هذا الكون لا يراها الإنسان، فنحن لا نستطيع رؤية الأشعة السينية، ولا الأشعة فوق البنفسجية، ولا الأشعة تحت الحمراء، كما لا نستطيع رؤية الكهرباء التي تسري في الأسلاك، ولا الجاذبية والروائح والأصوات، ولكن نؤمن بها وندرك تأثيرها في الأشياء حولنا؛ أَمَّا حقيقتها فيعلمها الله. وكذلك نؤمن بوجود الله وقدرته دون أن نراه.

· كثيرا ما نجد في كتاب الله ما وعد الله به عباده المؤمنين في الدار الآخرة من النعيم مذكورا بأوضح العبارات وبصراحة كاملة، ومكررا في مواضع شتى لأجل التشويق، بينما لا تجد للرؤية ذكرا إِلاَّ ما يتأوله المثبتون للرؤية من لفظ ?الزيادة? وأمثالها، وهو لم يذكر إِلاَّ مجملا، فلو كانت الرؤية ثابتة وهي أصل كُلّ نعيم في الْجَنَّة، لوردت في آيات صريحة لا تحتمل التأويل.

· نرى التناقضات والاضطرابات التي يذكرها القائلون بالرؤية في الآخرة، وذلك لاختلافهم في من يَرونه ومتى يرونه؟؟.

· من يروه يوم القيامة؟ يقول الأكثر بأن الرؤية خَاصَّة بالمؤمنين، إذ هي نعمة يمنّ الله بها عليهم، يتضاءل معها نعيم الْجَنَّة، ومن الغريب أَيْضًا أَنَّنا نجد البعض ينعم بها عَلَى الكفار والمنافقين، ويمنعها عن المسلمين القائلين بعدم الرؤية لعدم إيمانهم بذلك.

· متى يرونه؟ نجد من خلال استقرار الأحاديث المثبتة للرؤية تناقضها فيما بينها، من حيث الموضع الذِي يرى فيه رَبِّ العزة، وأهم هَذِهِ الأحاديث: حديث: «فإنكم سترون ربكم لا تضامون في رؤيته» مَع أنَّ سياق هذا الحديث يَقتضي أن هذه الرؤية ستكون في الموقف، وأنها غير خَاصَّة بالمؤمنين، بل يشاركهم المنافقون والمشركون كما ذكر ذَلِكَ ابن القيم وغيره.

· إن محاولة تنزيه المولى عز وجل وإثبات الرؤية، وتأويلها بأنها رؤية بلا كيف، هو كلام بشر قابل للأخذ والرد.

- أدلة القائلين بالرؤية، ورأي الإباضية:

القائلون بالرؤية استدلوا ببعض الآيات والأحاديث منها:

· قول الله: ?وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ(22) إِلَىا رَبِّهَا نَاظِرَةٌ(23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذِم بَاسِرَةٌ(24) تَظُنُّ أَنْ يُّفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)? (القيامة)، قالوا: إِنَّ النظر هنا بمعنى الرؤية، وهذا أقوى الأدلة التي يستدلون بها.

· قول الله: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىا وَزِيَادَةٌ) (يونس: 26) فقالوا: إِنَّ الحسنى هي الْجَنَّة، والزيادة: هي رؤية الله في الْجَنَّة.

· قولُ الله ? كَلآَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ? (المطففين: 15)، قالَ المثبتون للرؤية أن الحَجبَ هو: الحجبُ عن رؤية الله. وذكر ابن كثير في تفسير الآية: يكشف الحجاب فينظر إليه المؤمنون والكافرون؛ ثُمَّ يحجب عنه الكافرون، وينظر إليه المؤمنون كل يوم غدوة وعشية.

- وأما الأحاديث التي استدلوا بها، فمنها: 1- حديث البخاري في كتاب التوحيد عن أبي هريرة أن الناس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله - - : «هل تضامون في القمر ليلة البدر؟» قالوا: لا، يا رسول الله. قال: «فإنكم ترونه كذلك, يجمع الله الناس يوم القيامة, فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه, فيتبع من كان يعبد الشمسُ الشمسَ, ويتبع من كان يعبد القمرُ القمر, ويتبع من كان يعبد الطواغيت, وتبقى هذه الأُمَّة فيها شافعوها أو منافقوها –شك إبراهيم – فيأتيهم الله في هيئة، فيقول: أنا ربكم. فيقولون:أنت ربنا, فيتبعونه...» الخ.

2- حديث مسلم في كتاب الإيمان فيه زيادة: «فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم. فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتي ربنا... » الخ وهو حديث طويل يرجع إليه في مصادره. هذه الآيات الكريمة والأحاديث المذكورة إذا أخِذت على ظاهرها فإنها تفيد تشبيه الله بخلقه، وهذا يتنافى مع تنزيه الله، وقَد قال بعض العلماء هربا من هذا التشبيه: بأن المؤمنين يرون ربهم بلا هيئة ولا كيف، وقال غيرهم: بأن الآخرة محل خرق العادات، وأن الله سيخلق حاسة سادسة في المؤمنين يرونه بها، وهذا تكلف لا ضرورة له، كما أنه افتراض تخيلي دون دليل عقلي أو نقلي يؤيده، والعقائد لا تنبني على الافتراضات والتخمينات، وَإنَّمَا تبنى على الآيات المحكمات التي لا تحتمل غير معنى واحدا.

· يذكر ابن القيم: أن المنافقين أيضا يرونه، وذكر ابن كثير: أن الكافرين يرونه ثم يحجب عنهم؛ فإن رؤية الكافرين لربهم يوم القيامة ينافي ما يقوله المثبتون بأن الرؤية هي أعظم نعيم في الْجَنَّة، وهو خاص بالمؤمنين، فكيف يكشف الحجاب وينظر إليه الكافرون. ومن أغرب ما سمعنا من تفسير هذه الآية ما قاله أحد العلماء وأخذ يردده أحد الخطباء عَلَى المنابر، يقول: إِنَّ الإباضية هم الذين يحُجبون عن رَبِّهم، فلا يرونه عندما يراه المؤمنون، ولكنهم يرون مالكا خازن النار بسبب إنكارهم للرؤية. تفسير الإباضية لهذه الآيات: كان تفسيرا بما يتناسب مع جلال الله وعظمته، ومع ما ينسجم مع اللغة العربية. يقول الشيخ أحمد الخليلي: «إن الانسجام المعهود في القرآن الكريم، وارتباط بعض الآيات مع بعض لا يكون إلا بتفسير آية القيامة: (?وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ(22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ(23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذِم بَاسِرَةٌ(24) تَظُنُّ أَنْ يُّفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)? بِالانتظار, فَإِنَّ الآيات قَسَّمت الناس يومئذ إلى طائفتين: إحداهما: وجوهها ناضرة: أي مبتهجة مشرقة بما ترجوه من ثواب الله. إلى ربها ناظرة: أي منتظرة لرحمته ودخول جنته. والطائفة الأخرى: وجوهها باسرة: أي كالحة مكفهرة لما تتوقعه من العذاب. تظن أن يفعل بها فاقرة: أي تتوقع أن ينزل بها ما يقطع فقار ظهورها. فنضارة هذه الوجوه مقابل بسور تلك, وانتظار هذه لرحمة الله ودخول جنته مقابل ما يتوقع تلك للعذاب. ولو فسر النظر هنا بالرؤية لتقطع الوصل بين الآيات, وتفكك رباطها, وانقطع انسجامها. وهذا التفسير هو الذي ينسجم مع ما في خاتمة سورة عبس، وهو قوله سبحانه وتعالى: ?وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ(38) ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ(39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ(40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ(41) أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ(42)?.

وقَد فسَّر النظر: بمعنى الانتظار كُلّ من علي بن أبي طالب وابن عباس كما أخرجَ ذَلِكَ الإمام الربيع في مسنده، وروي ذلك عن كثير من السلف, فقد أخرجه ابن مردويه عن عبد الله بن عمر، كما أخرجه أيضا عن عكرمة ورواه الطبري من عدة وجوه وبمختلف الأسانيد عن مجاهد وهو من مفسري التابعين وتلميذ ابن عَبَّاس». وهناك آيات كثيرة في القرآن تفيد أن معنى النظر: هو الانتظار، ومنها قوله تعالى في سورة البقرة: ? هَلْ يَنظُرُونَ إِلآَّ أَنْ يَّاتِيَهُمُ اللهُ فيِ ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآَئِكَةُ وَقُضِيَ الاَمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الاُمُورُ(210)?، وقوله تعالى في سورة يس: ? مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَاخُذُهُمْ وَهُمْ يَخَصِّمُونَ(49)?، وقول الله: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُم) (الحديد: 13) إن آية القيامة ?وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)? تُصوِّر موقف يوم القيامة قَبل أن ينتقل الأبرار إلى دار الثواب، والفجار إلى دار العقاب، بدليل السياق في الآيات السابقة, وقوله تَعَإلىَ في الأشقياء ? تَظُنُّ أَنْ يُّفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)? يؤكده، فَإِنَّ ذلك قبل دخول النار قطعا، إذ لا معنى لظنهم ذلك بعد الدخول، فكيف تكون هذه الآية دليلا عَلَى رؤية الله في الْجَنَّة، وسياق الآية يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا في الموقف. مِمَّا أشكل على المثبتين للرؤية: إسناد النظر في آية القيامة إلى الوجوه، فترددوا بين القول بأن الرؤية بالبصر، أو بالوجوه، أو بالجسم كله, أو بحاسة سادسة, وما هذا الاضطراب إِلاَّ دليل بَيِّن عَلَى أَنَّهُم غير مستندين إلى أصل متين ولا ركن مكين فيما قالوه, ولو أَنَّهُم فهموا الآية الكريمة فهما صحيحا، وحملوها على ما يقتضيه السياق واللغة، لسلموا من هذا الاضطراب. يقول الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار: «وأَمَّا رؤية الربِّ تعالى فربما قيل في بادئ الرأي أن آيات النفي فيها أصرح من آيات الإثبات، كقوله تعالى (لَن تَرَانِي)، وقوله (لاَّ تُدْرِكُهُ الاَبْصَارُ)، فَهمَا أَصرح دلالة على النفي، من دلالة قوله تعالى : ?وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ(22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)? على الإثبات، فإن استعمال النظر بمعنى الانتظار كثير في القرآن الكريم وكلام العرب. كقوله ?مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً?, ?هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأوِيلَهُ? (الأعراف: 53)، ? هَلْ يَنظُرُونَ إِلآَّ أَنْ يَّاتِيَهُمُ اللهُ فيِ ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآَئِكَةُ?».

· معنى الزيادة في الآية الكريمة: لفظة مبهمة غير دالة على الرؤية، وفي تفسير الزيادة وردت أقوال مختلفة منها: أَنَّهَا النظر إلى وجه الله، ومنها ما رُوِيَ عن علي كرم الله وجهه: أن الزيادة غُرفة من لؤلؤة, وعن ابن عباس قالَ: «الحسنى هي الجنة والزيادة عشر أمثالها»، وعن مجاهد قال : «أن الزيادة مغفرة من الله ورضوان»، وذكر الفخر الرازي «أن الزيادة أن تمرَّ السحابة بأهل الْجَنَّة فتقول: ما تريدون أمطركم فلا يريدون شيئا إلا أمطرهم). وقد تشمل الزيادة كل هذه الأشياء أو غيرها. لأن في الجنة كما ورد في الحديث: «ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر». فدلالة هذه الآية على الرؤية دلالة ظنية، لأن معنى الزيادة هنا يحتمل كل ما ذكر. فحصر الزيادة بالرؤية ليس في محله. تفسير الرؤية بالعلم: فسر بعض العلماء الرؤية بالعلم التام، والمعرفة الكاملة بالله يوم القيامة، ومن هؤلاء الإمام الغزالي في "إحياء علوم الدين". وقد وردت آيات تدل على أن المقصود بالرؤية هو العلم، ومن هذه الآيات قول الله:

?ألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ(6)? (الفجر).

?ألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ(1)?

? اَلَمْ تَرَ إِلىَا رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ, سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً(45)? (الفرقان)

? أَلَمْ تَعْلَمَ اَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فيِ السَّمَآءِ وَالاَرْضِ، إِنَّ ذَالِكَ فيِ كِتَابٍ، اِنَّ ذَالِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ(70)? (الحج)

ففي كل ما سبق ألم تر معناها ألم تعلم. وكذلك قول الشاعر: رأيت الله أهلك قوم عاد ثمود وقوم نوح أجمعين يعني: علمت أن الله قد أهلك قوم عاد وثمود، فالعرب استعملوا كلمة الرؤية للدلالة على تمام العلم والمعرفة، ومن ذلك يمكن تأويل الرؤية بالعلم، فيكون معنى الرؤية هو معرفة الله تمام المعرفة بعد أن يكشف حجاب الغيب، والله أعلم.[1] الخلاصة:

مِمَّا سبق يمكن أن نخلص إِلىَ أن المسألة خلافية، وَإنَّمَا أردت أن أبيِّن بَعض الأدلة التي اعتمدها الإباضية وغيرهم من المذاهب الإِسلاَمية، لأَنَّ الكثير من الناس يجهلونها، وتبقى القضية تحتاج إِلىَ الرجوع إِلىَ المطولات في الإطلاع عَلَى هَذِهِ المسألة بتفصيل، ولا يسعنا في هذا المقال استقصاء جميع الأقوال والأدلة، ومناقشتها. والإباضية لا ينكرون على أحد أن يأخذ بأي رأي يشاءه، وَإنَّمَا ينكرونه التعصب المقيت الذِي لا يستند إِلىَ حجة، وَإنَّمَا هو إتباع للهوى، وحكم بغير بَيِّنَة، و«عدو الإنسان ما جهل» وهذا الذي يرفضه العقل والنقل، وهو الذي أدى ببعض العلماء لأن يقولوا: «إِنَّ الإباضية لديهم خلل في العقيدة»، ومنهم: من صرح بكفر من أنكر الرؤية، وأفتى بعدم جواز الصلاة خلفهم، وقد تهور أحدهم حتَّى قال: «لو وُجدت دولة إسلامية فإن منكر الرؤية يجب أن تحز رقبته». ومن المعلوم أن المسلم لا يكفر إِلاَّ بإنكار صريح القرآن أو تأويل آيات القرآن بما لا تحتمله اللغة العربية، أو أن تكون أعماله مخالفة لصريح القرآن. فكيف يجرؤ مسلم بتكفير مسلم لمجرد الاختلاف في فهم معاني القرآن الكريم. و الذي أريد أن أؤكده هنا أن القضايا الخلافية لا يمكن أن تكون أصلا من أصول العقيدة، لأن أصول العقيدة لا يمكن أن تُبنى عَلَى ما اختلف في تأويله من آيات القرآن ولا عَلَى الأحاديث الأحادية أو المرسلة, وَإنَّمَا تُبنى عَلَى المتفق عَلَى معناه من كتاب الله، وعلى الأحاديث الصحيحة الصريحة التي لا تعارض نصا ثابتا.

حادي الأرواح – ابن القيم:ص. 405 ابن كثير للطباعة والنشر 1991

^ الحق الدامغ - أحمد بن حمد الخليلي

fawaz_a
29-12-2014, 02:18 AM
السلام عليكم
اخواتي واخواني
الموضوع عادي لاتدخلوه بينا الكره او العداوه
نحن هنا لنستفيد ونتقبل اراء الغير وهوه احدى اسباب نجاح الحوار الهادف
وشكرا على الحوار الجيد الذى تلقيته من اختي نقاء وسحابه ذكريات
ولنخرج من هذا الموضوع بأدلة صحيحه وصوره ثابتة
ويوجد ادلة من كل الطرفين
وبنهاية يوجد دليل اقوى وهوه من يفسر رؤية الله
ونحن نحترم جميع المذاهب في العالم كما علمنا نبينا وحبيبنا محمد
وانا هنا صديق الكل وصديق المنتدى
اقدم بما هوه يفيد الكل من مواضيع وغيرهما
والله يحفظ الجميع

fawaz_a
29-12-2014, 02:34 AM
شرح أصول اعتقاد أهل السنة - رؤية المؤمنين لله عز وجل - للشيخ : ( حسن أبو الأشبال الزهيري )
تعد مسألة رؤية المؤمنين لربهم عز وجل من أشرف مسائل الدين وأجلها، إذ إنها تتعلق بالاعتقاد وأصول الدين، بل هي الغاية التي شمر إليها المشمرون، وهي الزيادة التي أكرم الله بها عباده المؤمنين في الآخرة، وقد دلت على ذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة، وهو مذهب أهل السنة والجماعة قاطبة، خلافاً لبعض أهل الأهواء والبدع.
ذكر الخلاف في رؤية النبي عليه الصلاة والسلام لربه ليلة المعراج
الحمد لله تعالى، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.ثم أما بعد:فقد تكلمنا في الدرس الماضي عن مدى إمكانية رؤية الله عز وجل بالعين، وقلنا: إن ذلك محال في حق البشر، وذكرنا الخلاف الذي حدث في حق النبي عليه الصلاة والسلام في رحلة المعراج: هل رآه بعيني رأسه أم رآه بفؤاده؟وذكرنا أن هناك خلافاً شكلياً ظاهرياً، فـابن عباس خالف جمهور الصحابة فأثبت الرؤية لله عز وجل، إلا أنه لم يثبت عنه أنه قال: رآه بعيني رأسه، وإنما وردت عنه أقوال مطلقة، ومن ذلك: أنه سئل: [ (هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه؟ فقال: نعم) ].والتقييد الذي ورد في كلامه بأنه رآه بفؤاده لا بد وأن يحمل عليه كلامه المطلق، وبهذا ينضم قول ابن عباس إلى قول جمهور الصحابة، فلا يكون هناك في الحقيقة خلاف بينهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم ما رأى ربه بعيني رأسه، وإنما رآه بفؤاده، ولا أدل على ذلك من قول عائشة رضي الله عنها لـمسروق : (من حدثكم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية)، وفي رواية أنها قالت: (لقد قف شعري مما أسمع، إني أسمع أقواماً يقولون: إن محمداً رأى ربه، فمن قال ذلك فقد أعظم الكذب على الله).ثم مما يؤيد كلامها: كلام عبد الله بن مسعود ، فإنه قال نفس الكلام، وفوق هذا الكلام كله: حديث النبي عليه الصلاة والسلام لـأبي ذر لما سأله: (هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أراه)، وفي رواية قال: (رأيت نوراً).كما أثبتنا في الدرس الماضي أن النبي عليه الصلاة والسلام رأى ربه مناماً لا يقظة؛ لما رواه أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت ربي في منامي في أحسن صورة، حتى وضع كفه بين كتفي فشعرت ببردها بين ثديي)، ورؤيا الأنبياء حق ووحي.وبهذا يتبين خلاصة الأمر وخلاصة الكلام في هذا: أن رؤية الله تبارك وتعالى بعيني الرأس في الدنيا؛ سواء للمؤمنين أو للأنبياء لا تجوز، وعلى ذلك إجماع علماء الإسلام. وأما رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه فإنه قد رآه في منامه ولم يكن ذلك بعيني رأسه، وإنما رآه بفؤاده، وهذا مجمل اعتقاد أهل السنة والجماعة في مسألة الرؤية بالعين.
رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة
وأما رؤية المؤمنين لله عز وجل في الآخرة، فهل هي ممكنة وجائزة وثابتة أم منتفية؟ أردنا في هذا الدرس أن نكمل موضوع الرؤية، فكان لزاماً علينا حتى يتم الكلام في باب رؤية المولى عز وجل أن نتكلم عن هذه الجزئية، وهذه القضية خالفت فيها بعض الفرق أهل السنة والجماعة، كالجهمية والمعتزلة وغيرهم.
كلام الإمام الطحاوي وغيره في إثبات رؤية المؤمنين لربهم عز وجل
يقول الإمام الطحاوي عليه رحمة الله: والرؤية حق لأهل الجنة، بغير إحاطة ولا كيفية، كما نطق به كتاب ربنا: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23].وتفسيره -أي: تفسير الرؤية- على ما أراد الله تعالى وعلم، وما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما قال، ومعناه على ما أراد، ولا ندخل بذلك متأولين بآرائنا، ولا متوهمين بأهوائنا، فإنه ما سلم أحد في دينه إلا من سلم لله عز وجل، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالمه.والمخالف في إثبات الرؤية -أي: رؤية الناس لله عز وجل- من الجهمية والمعتزلة، ومن تبعهم من الخوارج والإمامية على جهة الخصوص، قولهم باطل مردود في الكتاب والسنة؛ لأن مسألة الرؤية ثابتة في الكتاب والسنة والإجماع.وقد قال بثبوت الرؤية الصحابة والتابعون، وأئمة الإسلام المعروفون بالإمامة في الدين، كـأحمد والشافعي وأبي حنيفة ومالك وسفيان الثوري وابن عيينة وحماد وغيرهم من أئمة الدين، وأهل الحديث عامة، وسائر طوائف أهل الكلام المنتسبين إلى السنة والجماعة، فكلهم أجمعوا على أن الله تعالى يرى بالأبصار يوم القيامة في الجنة.وهذه المسألة من أشرف مسائل أصول الدين وأجلها، وهي تتعلق بالاعتقاد وأصول الدين لا بفروعه، بل هي الغاية التي شمر إليها المشمرون؛ ولذلك قيل للشافعي : ماذا تقول في قول الله عز وجل: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23]؟ قال: تغشاهم نضرة بسبب نظرهم إلى الله عز وجل، فإنهم يلتمسون من نوره، وكل مسلم إنما تظهر على وجهه علامات الرضا وعلامات السخط نظراً لما يطلب. ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: (نضر الله امرأً سمع مني مقالة فوعاها، فأداها كما سمعها).قال أحمد بن حنبل : (نضر الله امرأً) أي: جعل في وجهه النضرة، وهي البشر والسرور والفرح، فترى وجهه نير وإن كان أسود أو أسمر؛ لأنه استمد هذه النضرة من حديث النبي صلى الله عليه وسلم.وقال أحمد : ما رأيت عالماً من علماء الحديث إلا وقد عرفته، قيل له: كيف؟ قال: بالنضرة التي في وجهه، أي: بالبشر والفرح والسرور، والنور الذي يشع من وجهه بسبب طلبه لحديث النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا تأويل لقوله: (نضر الله امرأً سمع مني مقالة فوعاها).وهذا يدل على أن من سمع ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام، أو تذاكره، أو درسه، أو اهتم، أو بثه في الخلق علماً وعملاً فإنه يحظى بهذا الوعد العظيم الذي وعد به النبي عليه الصلاة والسلام، وهي تحقيق النضرة في وجهه.وقال محمد بن إدريس الشافعي في قول الله عز وجل: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ [القيامة:22]: تغشاهم نضرة في وجوههم بسبب نضرهم لله تبارك وتعالى، قيل له: أأنت تقول بذلك؟ أي: أهذا معتقدك؟ قال: والله لو لم يكن ذلك لما عبد محمد بن إدريس ربه. أي: لولا أني أعتقد أني ألقى الله عز وجل يوم القيامة، وأنظر إليه فما فائدة عبادتي الآن؟ أي: إذا لم أكن على يقين من أنني سأتزود بنور الله عز وجل يوم القيامة، وأتنعم وأتلذذ بالنظر إلى وجه الله تعالى، فإذا كنت أشك في ذلك فلم أعبد ربي إذاً؟!وهذا يدل على أن المرء يعبد ربه طمعاً في جنته، وطمعاً في التلذذ بالنظر إلى وجهه الكريم سبحانه وتعالى.قال: وهذه مسألة من أشرف مسائل أصول الدين وأجلها، وهي الغاية التي شمر إليها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وحرمها الذين هم عن ربهم محجوبون، وعن بابه مطرودون.
أعظم الأدلة على رؤية المؤمنين لربهم في الجنة
وقد ذكر الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى أن من الأدلة على رؤية المؤمنين لربهم في الجنة قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23]، وهي من أظهر الأدلة وأعظمها في إثبات النظر إلى الله تعالى.وأما من أبى إلا أن يحرفها بما يسميه تأويلاً فقوله غير صحيح، فنصوص المعاد والجنة والنار والحساب سهل تأويلها على أرباب التأويل، يعني: من أراد أن يؤول فالتأويل وارد وليس عنه ببعيد، ولا يشاء مبطل أن يتأول النصوص وأن يحرفها عن مواضعها إلا وجد إلى ذلك من السبيل ما وجده متأولو هذه النصوص.يريد أن يقول: إن الذي يريد أن ينحرف لا بد وأن يجد أمامه سبل الانحراف، بخلاف من عقد العزم من أول أمره على أن يكون متبعاً لا مبتدعاً، وعلى أن يكون له سلف في كل قول وفعل، لا من أراد أن ينخر في دين الله عز وجل بهواه، وبتأويل لم يثبت عن واحد من السلف.وهذا هو الذي أفسد الدين والدنيا، وهو ما فعلته اليهود والنصارى في نصوص التوراة والإنجيل، وقد حذرنا الله تعالى من أن نفعل فعلهم، وأبى المبطلون إلا سلوك سبيلهم، وكم جنى التأويل الفاسد على الدين وأهله من جناية؟! فهل قتل عثمان رضي الله عنه إلا بالتأويل الفاسد؟ وجرى بسببه ما جرى في يوم الجمل وفي يوم صفين، وقتل بسببه الحسين رضي الله عنه، وجرى ما جرى يوم الحرة، وخروج الخوارج على علي بن أبي طالب، واعتزلت المعتزلة، ورفضت الروافض، وافترقت الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، كل ذلك بسبب التأويل الفاسد.
استعمالات النظر في اللغة
وإضافة النظر إلى الوجه الذي هو محله في هذه الآية، وتعديت الفعل بأداة (إلى) صريح في نظر العين المجردة، وإخلاء الكلام من قرينة تدل على خلاف حقيقته وموضوعه صريح في أن الله تعالى أراد بذلك نظر العين التي في الوجه إلى الرب جل جلاله.والنظر له عدة استعمالات في اللغة، ففي قوله تعالى: أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [الأعراف:185]، تعدى الفعل (ينظروا) بحرف (في)، وذلك يدل على أن النظر هنا ليس بالعين المجردة، وإنما هو بالتفكر والاعتبار، وإذا تعدى بنفسه كقوله: انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ [الحديد:13]، دل على التوقف والانتظار، وإن تعدى الفعل (نظر) بـ(إلى) دل على النظر بالعين المجردة، كقوله تعالى: انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ [الأنعام:99]، فهنا تعدى الفعل (نظر) بحرف الجر (إلى)، فدل على أن العين هي التي قصدت، فكيف إذا أضيف إلى الوجه الذي هو محل البصر!!
استدلال السلف الصالح بقوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة) على إثبات الرؤية
روى ابن مردويه بسنده إلى ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ [القيامة:22] قال: من البهاء والحسن -فهي يومئذ بهية وحسنة وجميلة- إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:23] قال: في وجه الله عز وجل).إذاً: فالنظر لا بد وأن يكون إلى وجه الله عز وجل، ولا يمكن أن يكون عن طريق التفكر أو التدبر أو التوقف والاعتبار، وإنما هو عن طريق العين المجردة.وعن الحسن قال: نظرت إلى ربها فنضرت بنوره عز وجل، أي: نظرت العين إلى ربها فأصابتها وغشيتها النضرة بسبب اقتباسها من نور الله عز وجل.وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:23] قال: تنظر إلى وجه ربها عز وجل.وقال عكرمة في قوله: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ [القيامة:22]: ناضرة من النعيم، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:23] قال: تنظر إلى ربها نظراً.ثم حكى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما مثله، وهذا قول كل من فسر من أهل السنة والحديث هذه الآية؛ وكأن إجماع أهل السنة والجماعة قد انعقد في تفسير هذه الآية على أن المرء ينظر إلى ربه يوم القيامة بالعين المجردة.
استدلال السلف بقوله تعالى: (لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد) على إثبات الرؤية
وقال تعالى: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [ق:35] قال الطبري : قال علي بن أبي طالب وأنس بن مالك رضي الله عنهما : هو النظر إلى وجه الله عز وجل.قوله: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا [ق:35]، أي: من جميع أنواع النعيم، وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [ق:35] أي: ولدينا نعمة زائدة على نعيم الجنة، وهو النظر إلى وجه الله تبارك وتعالى.
استدلال السلف الصالح بقوله تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) على إثبات الرؤية
وقال تعالى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26]، أي: للذين أحسنوا في هذه الدنيا بعمل الطاعات، والائتمار بالأوامر، والانتهاء عن النواهي، لهم الجنة وزيادة، والزيادة هي: النظر إلى وجه الله تبارك وتعالى. وقد فسرها بذلك النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة من بعده، فقد جاء في صحيح مسلم عن صهيب رضي الله عنه قال: (قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26]، فقال: إذا دخل أهل الجنة الجنة -وهذا نعيم- وأهل النار النار، نادى مناد: يا أهل الجنة! إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يثقل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، ويجرنا من النار؟! فيكشف الحجاب؟)، أي: فيكشف الله تبارك وتعالى الحجاب بينه وبين عباده فينظرون إليه، فما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه، وهي تلك الزيادة في الآية: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26]، والزيادة هي النظر إلى وجه الله تبارك وتعالى، وكذلك فسرها الصحابة رضي الله عنهم كما روى ابن جرير ذلك عن جماعة منهم: أبو بكر الصديق وحذيفة وأبو موسى الأشعري وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.وقال تعالى: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:15]، فهذه الآية في حق الكفار، فنفرق بين رؤية المؤمنين ورؤية الكفار، فالكفار محجوبون، ومفهوم المخالفة يدل على أن المؤمنين غير محجوبين عن رؤية الله عز وجل، فيكشف لهم الحجاب فيرونه عز وجل، فضلاً عن ورود الآية الصريحة في إثبات الرؤية وهي قوله: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23]، فهذه الآية في حق أهل الإيمان، وآية الحجب: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:15] في حق الكفار.وقد احتج الشافعي رحمه الله وغيره من الأئمة بهذه الآية على الرؤية لأهل الجنة، إذ أنها صريحة في ذلك، ومنطوقها يدل على حجب أهل الكفر عن الرؤية، ذكر ذلك الطبري وغيره عن المزني عن الشافعي .وقال الحاكم : حدثنا الأصم حدثنا الربيع بن سليمان -وهو تلميذ الإمام الشافعي - قال: حضرت محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله وقد جاءته رقعة قماش من الصعيد فيها سؤال:ما تقول في قول الله عز وجل: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:15]؟ فقال الشافعي : لما أن حجب هؤلاء في السخط، كان في هذا دليل على أن أولياءه يرونه في الرضا.فاحتج بهذه الآية التي منطوقها صريح في حجب الكفار عن الرؤية، واحتج بمفهوم المخالفة على إثبات الرؤية لأهل الإيمان.
شبه المعتزلة في إنكار الرؤية والرد عليها
وأما استدلال المعتزلة بقوله تعالى لموسى عليه السلام عندما طلب من ربه أن يره: قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي [الأعراف:143]، فقد احتجوا بالآية على نفي الرؤية، وأقول: لو كانت مسألة الرؤية ممكنة وجائزة لما منع الله عز وجل طلب نبيه موسى عليه السلام، وهذه قد تكون شبهة لا حجة.والجواب عليها من وجوه:الأول: أنه لا يظن بكليم الله ورسوله الكريم موسى عليه السلام -وهو أعلم الناس بربه في وقته- أن يسأل الله عز وجل ما لا يجوز عليه سبحانه.الثاني: أن توقن بأن الأنبياء هم أعلم الخلق بالله عز وجل، وبما يجوز وما لا يجوز، وما ينبغي وما لا ينبغي، وما يستحيل وما هو ممكن في حق الله عز وجل، وأن النبي عليه الصلاة والسلام أعلم الخلق بالله وأتقاهم له، وكذلك كل نبي هو أعلم الخلق في زمانه بالله عز وجل، ولو كان موسى يعلم أن رؤية الله تبارك وتعالى مستحيلة لما سأل ذلك؛ لأنه يعلم ما يجوز وما لا يجوز على الله عز وجل.ولما سأل ربه أن يراه وأن ينظر إليه منعه الله عز وجل فقال: لَنْ تَرَانِي [الأعراف:143] ولم ينكر الله عليه سؤاله كما أنكر على نوح عليه السلام عندما طلب من ربه الشفاعة لابنه، فقال الله عز وجل: إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [هود:46]، فهنا ربنا تبارك وتعالى أنكر على نوح، ولو أنك نظرت إلى سؤال موسى وجواب الله عز وجل عليه فستلمس منه المنع لا الإنكار، مع أنه قال لنوح: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ [هود:46] فرد عليه، ثم أنكر عليه بقوله: إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [هود:46] أي: حذاري أن تسألني ما أنت به جاهل، وما لا ينبغي ولا يجوز، فأنا أحذرك من ذلك؛ ولذلك تاب نوح عليه السلام واعتذر إلى ربه.الثالث: أن الله تعالى قال: لَنْ تَرَانِي [الأعراف:143]، ولم يقل: إني لا أُرى، أي: أنت الآن على سطح هذه المعمورة لن تراني، ولم ينف الله عز وجل مبدأ الرؤية أبداً وأزلاً، وإنما قال: لَنْ تَرَانِي [الأعراف:143]، و(لن) تفيد النفي في المستقبل لا تأكيد النفي؛ ولذلك لو قلت لولدك: لن أعطيك مالاً؛ لا يدل على أنك ستمنعه المال ما حييت، لكنه إن طلب مرة أو مرتين أو ثلاثاً فإنك ستمنعه، لكن سيئول الأمر في النهاية إلى أنك ستعطيه، وكذلك قولك للآخر: لن أرضى عنك، لا يدل على أنك ساخط عليه مدى الحياة، وإنما هذا نفي للمستقبل أو لشيء من المستقبل، لا نفياً مؤبداً.ولذا قال ربنا عز وجل: لَنْ تَرَانِي [الأعراف:143] ولم يقل: إني لا أرى، أو لا تجوز رؤيتي، أو لست بمرئي. والفرق بين الجوابين ظاهر، ألا ترى أن من كان في كمه حجر فظنه رجل طعاماً، فقال: أطعمنيه، فالجواب الصحيح: إنه لا يؤكل، إذاً فهو نفي للأكل مطلقاً؛ لأن الحجر لا يؤكل، وأما إذا كان الذي في كمه طعام فإنه يقول: إنك لن تأكله، وكذلك تدل الآية على أنه سبحانه وتعالى مرئي، لكنه لا يرى الآن، وموسى عليه السلام لا تحتمل قواه في هذه الدار رؤية ربه عز وجل.ويوضح ذلك قوله تعالى: وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي [الأعراف:143]، فأعلمه أن الجبل مع قوته وصلابته لا يثبت أمام تجلي الله عز وجل في هذه الدار، فكيف بالبشر الذي خلق من ضعف؟! فالله سبحانه قادر على أن يجعل الجبل مستقراً، وذلك ممكن، وقد علق به الرؤية، ولو كانت محالاً لكان نظير أن يقول: إن استقر الجبل فسوف آكل وأشرب وأنام، والكل عنده سواء.الرابع: قوله تعالى: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا [الأعراف:143]، فإذا جاز أن يتجلى الله عز وجل للجبل -وهو جماد لا ثواب له ولا عقاب- فكيف يمتنع أن يتجلى لرسله وأوليائه في دار كرامته؟! لكن الله تعالى أعلم موسى عليه السلام أن الجبل إذا لم يثبت برؤيته في هذه الدار فالبشر من باب أولى.الخامس: أن الله كلم موسى وناداه وناجاه، ومن جاز عليه التكلم والتكليم، وأن يسمع مخاطبة كلامه بغير واسطة؛ فرؤيته أولى من باب الجواز.ولهذا لا يتم إنكار رؤيته إلا بإنكار كلامه، فمن أنكر الرؤية لا بد أن ينكر الكلام، ومن أثبت الكلام لا بد وأن يثبت الرؤية، وقد جمع أهل العلم بين الرؤية والكلام.وأما دعواهم: تأكيد النفي بـ(لن)، وأن ذلك يدل على نفي الرؤية في الآخرة، فتأويل فاسد جداً؛ لأنها لو قيدت في التأكيد لا تدل على جواز النفي في الآخرة، فكيف إذا أسقطت، قال تعالى: وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا [البقرة:95]، مع قوله: وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ [الزخرف:77]، فهم تمنوا أن يقضي الله عز وجل عليهم، مع أن الله تعالى قد قال: وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا [البقرة:95]. ولأن (لن) لو كانت للتأكيد المطلق لما جاز تحديد الفعل بعدها، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي [يوسف:80]، فلو كانت (لن) تفيد التأبيد والنفي المؤبد فما كان هناك داع للاستثناء الذي يأتي بعدها؛ لأنها إذا كانت تفيد التأبيد في المستقبل فما فائدة الاستثناء؟!فقوله: فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي [يوسف:80]، لو كانت تفيد التأبيد لكان المعنى: فلن أبرح الأرض حتى وإن أذن لي أبي.فوجود الاستثناء بعد النفي يدل على أن (لن) لا تفيد النفي المؤبد، وإنما النفي في المستقبل فقط، فثبت بذلك أن (لن) لا تقتضي النفي المؤبد.قال الشيخ ابن مالك في الألفية: ومن رأى النفي بلن مؤبداً فقوله اردد وسواه فاعضدا أي: الذي يقول: إن النفي بـ(لن) يفيد التأبيد فقوله مردود، وسواه فتمسك به، أي: أنها تفيد النفي في المستقبل فقط وليس على سبيل التأكيد.
استدلال المعتزلة بقوله: (لا تدركه الأبصار...)
وأما الآية الثانية التي يتمسك بها نفاة الرؤية لله عز وجل فهي قوله تعالى: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ [الأنعام:103]، فقد يقول لك قائل: أنت تعتقد أن الله تعالى يرى بالأبصار يوم القيامة؟ فتقول له: نعم، وفي الجنة.فيرد عليك قائلاً: والآية التي تقول: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ [الأنعام:103]، فهل ستقول: أنا رجعت عن كلامي ورأيي! لأدنى شبهة تلقى عليك، ولذلك فدروس العقيدة هي من أهم ما يمكن أن يحرص عليه المرء، وهذه شبهة يقول بها المعتزلة والجهمية والخوارج، وهي في الحقيقة حجة لأهل السنة في إثبات الرؤية مع أن ظاهرها يدل على نفي الرؤية، لكن أهل السنة استنبطوا منها أنها تثبت الرؤية، وهو أن الله تعالى إنما ذكرها في سياق التمدح، ومعلوم أن المدح إنما يكون بالصفات الثبوتية لا العدمية أو السلبية، فالله تبارك وتعالى يمدح نفسه دائماً بصفة المدح، ولا يمكن أن يكون هناك مدح إلا من جهة الثبوت لا من جهة السلب، وقوله تعالى: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ [البقرة:255]، فالسنة والنوم صفات نقص لا يمكن أن يمدح الله تبارك وتعالى نفسه بها، لكن فهمنا منها المدح بإثبات النقيض والضد، فمدح الله عز وجل نفسه بإثبات كمال الحياة والقيومية.إذاً فهو لم يتمدح بصفات النقص، وإنما مدح نفسه بما ينقض ويناقض ويناهز هذه الصفات، وهي إثبات الحياة والقيومية لله عز وجل، وهما صفتان معارضتان للسنة والنوم، ولذا نقول: إن الصفات العدمية أو السلبية لا مدح فيها، وإنما المدح في الصفات الوجودية الإيجابية، فيمدح الرب تعالى بالنفي إذا تضمن أمر وجودياً، فأنت إذا نفيت عنه السنة والنوم فلا بد أن تثبت له الصفة المناقضة، وهي الحياة والقيومية.إذاً فربنا تبارك وتعالى يمدح نفسه بشيء موجود، كمدحه نفسه بنفي السنة والنوم المتضمن لكمال القومية، ونفي الموت المتضمن كمال الحياة، ونفي اللغوب والإعياء -التعب والمشقة- لإثبات كمال القدرة، ونفي الشريك والصاحبة والولد والظهير المتضمن لكمال ربوبيته وإلهيته وقهره، ونفي الأكل والشرب المتضمن كمال صمديته وغناه، ونفي الشفاعة عنده إلا بإذنه المتضمن لكمال توحده وغناه عن خلقه، ونفي الظلم المتضمن لكمال العدل والعلم والغنى، ونفي النسيان وعزوب شيء عن علمه -أي: غيابه- المتضمن كمال علمه وإحاطته، ونفي المثل المتضمن لكمال ذاته وصفاته.وربنا سبحانه وتعالى لم ينف عن نفسه شيئاً ليس له أمر ثبوتي وجودي في المقابل، فإن المعدوم يشارك الموصوف في ذلك العدم، ولا يوصف الكامل بأمر يشترك هو والمعدوم فيه.فالمعنى إذاً: أنه يرى ولا يدرك ولا يحاط به، فأهل السنة يقولون: إن قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار) ليس نفياً للرؤية، وإنما هو نفي للإدراك والإحاطة، فأنت نفسك ممكن ترى مخلوقاً فضلاً عن الله عز وجل، لكنك لا تحيط به ولا تدركه، ولذلك لما قال قوم موسى لما فروا من فرعون وتبعهم فرعون وجنوده: إِنَّا لَمُدْرَكُونَ [الشعراء:61]، قال موسى: قَالَ كَلَّا [الشعراء:62]، فنفي موسى الإدراك، مع أن موسى وقومه كانوا يرون فرعون وجنوده، وموسى عليه السلام لما قالوا له: إِنَّا لَمُدْرَكُونَ [الشعراء:61] لم يقل: لم يرونا أو لن يرونا، وإنما قال: (كلا)، فالجواب هذا متعلق بكلام قوم موسى في الإدراك، أي: لن يدركنا فرعون، وقول موسى ونفيه الإدراك لا ينفي أن فرعون وقومه كانوا ينظرون ويرون موسى ومن معه، إذاً فنفي الإدراك لا يستلزم نفي الرؤية، وهذا في حق المخلوق.ولو أنك رأيت جبريل على صورته التي خلقه الله عز وجل عليها له (600) جناح، كل جناح يسد الأفق، فكيف ستحيط بجبريل وهو مخلوق؟! إنك لن تستطيع أن تحيط به، مع أنه مخلوق من مخلوقات الله.وأيضاً: لو أنك وقفت أمامي وجهاً لوجه، ونظرت إليك ونظرت إلي، فهل سيحيط كل منا بصاحبه؟ لا؛ لأني إذا رأيت وجهك خفي علي ظهرك، وإذا رأيت ظهرك خفي علي وجهك، إذاً أنا أراك ولكني لا أدركك، فإذا كان هذا في المخلوق الإنسان الضعيف فكيف بالله عز وجل؟!إذاً فقوله (لا تدركه الأبصار) ليس نفياً للرؤية بقدر ما هو نفي للإدراك والإحاطة؛ ولذلك يقول الله عز وجل وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا [طه:110] أي: لا يمكن أبداً أن تقع منك الإحاطة بالله عز وجل؛ لأنه منزه عن ذلك؛ لإثبات كمال وحدانيته.فقوله: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ [الأنعام:103] يدل على كمال عظمته، وأنه أكبر من كل شيء، فإذا كنت لا تدرك أنت الشيء الصغير المخلوق فالله تبارك وتعالى من باب أولى، وأنه لكمال عظمته لا يدرك بحيث يحاط به، فإن الإدراك هو الإحاطة بالشيء، وهو قدر زائد على الرؤية، إذ الإدراك أعم من الرؤية، والرؤية أخف، كما قال تعالى: فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا [الشعراء:61-62]، فلم ينف موسى عليه السلام الرؤية، وإنما نفى الإدراك، فالرؤية والإدراك كل منهما يوجد مع الآخر وبدونه، فالرب تعالى يرى ولا يدرك، كما يعلم ولا يحاط به علماً.والله تبارك وتعالى موجود، وعندك علم يقيني بذلك، ولا يلزمك من هذا أن تعلم الله تبارك وتعالى من كل وجه وزاوية، فتحيط به علماً، وهو الذي فهمه الصحابة والأئمة من الآية كما ذكرت أقوالهم في تفسير الآية، بل هذه الشمس المخلوقة في رابعة النهار، وفي كبد السماء، تستطيع أن تنظر إليها، لكن عينك الضعيفة تعجز عن مواصلة النظر في الشمس وأنت في كل الأحوال لا يمكن أن تحيط بالشمس؛ لأن حرارتها الشديدة لا تمكنك من الإحاطة بها، بل من دوام النظر إليها، فالله تبارك وتعالى من باب أولى.
ما روي عن النبي والصحابة والتابعين في رؤية المؤمنين لربهم

رواية أبي هريرة وأبي سعيد الخدري عن النبي عليه الصلاة والسلام
وأما الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام فقد بلغت حد التواتر، ورواها أصحاب الصحاح والمسانيد والسنن، منها [حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (أن ناساً قالوا: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟)]، وتأمل الدليل عندما يكون صحيحاً وصريحاً فإنه يطمئن، ويبطل النزاع، ومع ذلك فهذه الأدلة لم تنفع المعتزلة والجهمية، فإنهم لما كانوا أصحاب هوى وانحراف أضلهم الله عز وجل؛ لأنهم استحبوا العمى على الهدى، فأعماهم الله عز وجل في الدنيا والآخرة.[قال: (إن ناساً قالوا: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟)]، وهذا سؤال واضح؛ لأنهم يعرفون أنهم لن يروه في الدنيا، والصحابة كانوا مجمعين على أن رؤية الله مستحيلة في الدنيا. وعند ذلك سألوا عن شيء آخر وجديد، (هل نرى ربنا يوم القيامة؟)، والمقصود بيوم القيامة: يوم المحشر، وقوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23] المراد بقوله سبحانه: (يومئذ) أي: يوم المحشر، فإن أهل الإيمان هم الذين ينظرون إلى الله عز وجل، لكن هل ينظر إليه الكفار والمنافقون في المحشر؟ هذه الجزئية والفرعية سنتكلم عنها بإذن الله.فقوله: (قالوا: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟)، وكان بإمكانه أن يقول: نعم، لكنه أراد أن يضرب لنا مثلاً ليكون أبلغ في إيصال هذا العلم، [فقال: (هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟)]، أي: عندما يكتمل القمر لا يكون بينكم وبينه ضير ولا ضيم، ولا يحجبكم عن رؤيته شيء.قال: [(قالوا: لا يا رسول الله! قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟)]، أي: عندما تطلع الشمس وتكون صحواً، هل تعلمون علماً يقيناً حين النظر إليها أن هذه الشمس هي التي خلقها الله أم لا؟ [قال: (فإنكم ترونه كذلك)] أي: لا يمنعكم ضيم ولا شك ولا ريب من رؤية الله عز وجل كما ترون الشمس والقمر.وهنا شبهة عظيمة جداً وقعت فيها المعتزلة والجهمية، فقالوا: إن هذا النص يفيد التشبيه، أي: تشبيه المولى تبارك وتعالى بخلقه، إذ أنكم لو أثبتم هذا للزمكم أن تقولوا بالتشبيه بين الله تبارك وتعالى وبين خلقه من الشمس والقمر. والجواب عن هذه الشبهة: أنه قد ورد في نفس الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال: (فإنكم ترونه كذلك)، فالضمير يعود إلى الله عز وجل، أي: كما ترون الشمس والقمر، إذاً ليس هنا تشبيه.والمقصود من الحديث تشبيه الرؤية بالرؤية، لا تشبيه المرئي بالمرئي، فالنبي عليه الصلاة والسلام شبه رؤيتك في الوضوح لله عز وجل برؤيتك للشمس والقمر في الوضوح، بحيث لا يمنعك شيء؛ لأن الذي يمنعك عن الله عز وجل هو الحجاب، فإذا كشف الله تبارك وتعالى الحجاب هل يمنعك من رؤية الله عز وجل شيء؟ لا.فالشمس إذا كان بينك وبينها سحاب تحجب، وإذا رفع هذا الحجاب، ولم يكن هناك سحاب فإنك ترى الشمس صحواً، وإذا نظرت إلى القمر ليلة البدر في تمامه ليس هناك غيم ولا ضوء عليك؛ فإنك ستراه على صورته الحقيقية.لذا فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: (فإنكم ترون ربكم كما ترون الشمس)، فشبه الرؤية بالرؤية من جهة الوضوح، ولم يشبه المرئي -وهو الله عز وجل- بالمرئي -وهو الشمس والقمر-.وحديث أبي سعيد الخدري بنفس سياق حديث أبي هريرة .
رواية جرير بن عبد الله البجلي
[عن جرير بن عبد الله البجلي قال: (كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: إنكم سترون ربكم عياناً)]، أي: سترون ربكم بأعين رءوسكم، لكن لماذا موسى لم يره؟ لأن الله عز وجل سيركب فينا يوم القيامة بصراً شديداً حديداً نتمكن به من رؤيته، وأما الآن في الدنيا فلا؛ لأن نظرنا لا يحتمل. [قال: (كما ترون هذا -وأشار إلى القمر- لا تضامون في رؤيته)].
رواية أبي موسى الأشعري
وحديث صهيب الذي ذكرناه، [وحديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين أن ينظروا إلى ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء)]، أي: أن الحجاب الذي بيننا وبين رؤية الله عز وجل هو رداء الكبرياء على وجهه سبحانه وتعالى في جنة عدن، فإذا كشف هذا الرداء رأيت الله سبحانه وتعالى.
رواية عدي بن حاتم رضي الله عنه
[وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: (وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه)]، واللقاء ثابت، فإذا كنت تلقى الله عز وجل لقاءً -واللقاء يقتضي المعاينة- فمعنى ذلك أنك ستراه بعينك، [قال: (ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان، فليقولن: ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك؟ فيقول: بلى يا رب!) -ولو أنكر فإنه سيختم على فيه فتتكلم جوارحه- قال: (فيقول: بلى يا رب! فيقول: ألم أعطك مالاً، وأتفضل عليك؟ فيقول: بلى يا رب!)].والشاهد في الحديث: أن اللقاء يوم القيامة سيكون وجهاً لوجه بين الخالق والمخلوق، وهذا يقتضي النظر إليه سبحانه وتعالى بالعين، وقد روى أحاديث الرؤية نحو من ثلاثين صحابياً، فهي قد بلغت حد التواتر، ومن أراد الوقوف عليها فليواظب على سماع الأحاديث النبوية، فإن فيها مع إثبات الرؤية أنه يكلم من شاء إذا شاء، وأنه يأت الخلق يوم القيامة لفصل القضاء، وأنه فوق العالم، وأنه يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، وأنه يتجلى لعباده، وأنه يضحك إليهم، إلى غير ذلك من الصفات التي سماعها على الجهمية والمعتزلة بمنزلة الصواعق، بل أكره شيء على كل الفرق الضالة أن تسمعهم آيات وأحاديث الصفات؛ لأنهم مؤولون ومخالفون لها. قال: [وكيف يعلم وصول دين الإسلام من غير كتاب الله وسنة رسوله؟]، وهذا كلام جميل وقوي، ومعناه: من أين ستتعلم هذه الأصول من قول فلان وعلان؟! كما يقول ابن القيم : العلم قال الله وقال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه ما العلم نصبك للخلاف سفاهةبين الرسول وبين قول سفيهيعني: إذا ثبت الكلام في كتاب الله أو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فليس لفقيه قول، وإذا تكلم الناس بخلاف ما في الكتاب والسنة فأقوالهم مردودة ومطروحة؛ ولذلك يقول هنا: وكيف نتعلم أصول ديننا الإسلامي من غير كتاب الله وسنة رسوله؟ وكيف يفسر كتاب الله بغير ما فسر به رسوله وأصحاب رسوله الذي نزل القرآن بلغتهم؟ والورع كل الورع ألا يتكلم امرؤ في دين الله عز وجل إلا بعلم، ولذلك يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما سئل عن معنى (الأب) في قوله تعالى: وَفَاكِهَةً وَأَبًّا [عبس:31]: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إن قلت في دين الله تعالى ما ليس لي به علم. أي: اسألوا واحداً آخر غيري عن معنى الأب، فأنا لا أعرف معناها.فتأمل كلام الصديق رضي الله عنه، والظن به أن يعلم ذلك، لكن لما كان المراد مرعى الإبل والماشية ربما يكون أهل البدو أعرف بهذا التأويل من أبي بكر الحضري، فقال: اسألوا عنه غيري، فأنا لا أستطيع أن أتكلم في دين الله عز وجل برأيي؛ لأني أخشى ألا تظلني السماء، ولا تقلني الأرض إن قلت في دين الله ما ليس لي به علم.قال: [وليس تشبيه رؤية الله تعالى برؤية الشمس والقمر، تشبيهاً لله، بل هو تشبيه الرؤية بالرؤية لا تشبيه المرئي بالمرئي].ويقول: وفي هذا الحديث دليل آخر على علو الله على خلقه؛ لأنه قال لهم: (هل ترون القمر؟ هل ترون الشمس؟)، إذاً فأنتم سترون ربكم في جهة العلو؛ لأنه ضرب لك مثلاً بشيئين موجودين في السماء، فإذا كنت ترى الشمس أو القمر في العلو فلا بد وأن ترفع وجهك إلى السماء حتى ترى الله عز وجل.قال: [ فيه دليل على علو الله على خلقه، وإلا فهل تعقل رؤية بلا مقابلة؟ ]، وأما الأشعرية فقالوا بأن الرؤية ستتم، لكن بشرطين:الأول: رؤية بلا مقابلة! وهذا كلام غير منطقي ولا يعقل.الثاني: رؤية الفؤاد وليست رؤية العين. ومنهم من قال: يرى لا في جهة، ولفظ (جهة) من الألفاظ المحدثة التي لم تكن معلومة في حياة السلف، ومنهج السلف أن الله سيُرى، لكن قولهم: ليس في جهة، مصطلح محدث، وأي مصطلح محدث وجديد لا يقول به السلف، وإنما يتوقفون عنده، ومن قال به ناقشوه: ماذا تريد بهذا اللفظ؟ لأن الكلام في الاعتقاد من أخطر ما يمكن، فكلمة فيه تأخذك إلى جهنم، وكلمة تدخلك الجنة.فمن قال: إن الله يرى لا في جهة، سنقول له: هل لفظ (الجهة) قاله النبي عليه الصلاة والسلام؟ فسيقول: لا، فنقول: قاله أبو بكر ؟ فسيقول: لا، فنقول: قاله عمر، أو عثمان، أو الصحابة والتابعون؟ فسيقول: لا، فنقول: إذن لماذا قلته؟ فسيقول: إنما قصدت به معنى عندي، فنقول له: ما هو هذا المعنى؟ قال: أنا أردت أن الله تعالى ليس محدود بحد؛ لأن وجوده في ناحية أو في جهة يدل على أنه محدود، أو على أنه جسم من الأجسام، فنقول له: أليس عندك في ذلك شيء قط من اعتقاد السلف؟ فإن قال: ما أردت بكلمة (الجهة) إلا العلو والفوقية لله عز وجل، فنقول له: نعم، لكن الأولى أن تلتزم في هذا الباب وفي هذه المسألة بما ورد من مصطلحات في الشرع. فعندما تقول: إن الله تعالى في السماء، فسنقول لك: ليس هناك أي خلاف معك، وكونه في السماء لا يدل على أنه محدود بجهة، فقولك: إن الله في السماء خير من قولك: في جهة.وإن سئلوا: أين الله؟ قالوا: في كل مكان، ويقصدون: نفي العلو والفوقية؛ لأنه معنا في الأرض بزعمهم وقولهم، وفي هذه الحالة أنا أقول لهم: أنتم كذابون، فالله تبارك وتعالى يرى في السماء، واللقاء يتم بينه وبين خلقه، هو من الأعلى ونحن في الأسفل.ولله المثل الأعلى، فأنت ترى الطير تسبح في الهواء وتسير فيه، مع أنها في العلو وأنت في السفل، فكيف تستبعد أن اللقاء يتم بينك وبين الله عز وجل وهو في السماء وأنت في الأرض؟!ومن قال: يرى لا في جهة فليراجع عقله، فإما أن يكون مكابراً بعقله، أو في عقله شيء، ومن قال: يرى لا أمام الرائي ولا خلفه ولا عن يمينه ولا عن يساره ولا فوقه ولا تحته، رد عليه كل من سمعه بفطرته السليمة فقال: كيف ذلك؟!ولهذا ألزم المعتزلة من نفى العلو بالذات بنفي الرؤية، وقالوا: كيف تعقل رؤية بغير جهة؟! إذاً فهذه الجهة التي يقول بها المتكلمون هي عند أهل السنة والجماعة إثبات العلو والفوقية لله عز وجل.
أقوال أهل العلم في رؤية الكفار والمنافقين لله عز وجل في المحشر
والرؤية حق لأهل الجنة، وهي تخصيص لأهل الجنة، فإن تخصيص أهل الجنة بالذكر يفهم منه نفي الرؤية عن غيرهم، ولا شك في رؤية أهل الجنة لربهم في الجنة، وكذلك يرونه في المحشر قبل دخولهم الجنة؛ لأن رؤية الله تبارك وتعالى تتم مرتين: مرة في المحشر أمام جميع الخلائق، وليس فقط للمؤمنين، فيكشف الحجاب سبحانه ويراه أهل الموقف في المحشر، بل ويكلمهم ويحاسبهم ويزن أعمالهم، ثم إما إلى الجنة وإما إلى النار، فهل يثبت من هذا رؤية أهل الكفر والنفاق لله عز وجل في المحشر؟إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مؤمنة مسلمة، ورؤية المؤمنين لربهم عز وجل في الجنة ثابتة لا يزاحمهم فيها غيرهم؛ لأنه ليس هناك غير المؤمنين في الجنة، لكن القضية هنا محصورة في المحشر، فهل يرى الكافرون ربهم؟ وهل يخاطب الله تبارك وتعالى الكافرين والعصاة والمنافقين أم لا؟قال: [(ولا شك في رؤية أهل الجنة لربهم في الجنة، وكذلك يرونه في المحشر قبل دخولهم الجنة، كما ثبت ذلك في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويدل عليه قوله تعالى: تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ [الأحزاب:44])]، أي: يوم يلقونه في المحشر.قال: (واختلف في رؤية أهل المحشر على ثلاثة أقوال:القول الأول: لا يراه في المحشر إلا المؤمنون.والقول الثاني: يراه أهل الموقف -يعني: جميع من يقف في الحساب والعرض يراه- المؤمن والكافر والمنافق، ثم يحتجب عن الكفار ولا يرونه بعد ذلك)، يعني: يرون الله عز وجل في وقت الحساب والعرض، ثم يحتجب عنهم بعد ذلك كما احتجب عنهم قبل ذلك.(القول الثالث: يراه مع المؤمنين المنافقون دون بقية الكفار)، وكذلك الخلاف في تكليمه لأهل الموقف.والحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى رجح الرأي الأول، أي: أن المؤمنين فقط هم الذي يرون ربهم يوم القيامة في المحشر، كما يخصون برؤية المولى عز وجل في الجنة، واتفقت الأمة على أنه لا يراه أحد في الدنيا بعيني رأسه.وأما قوله: (بغير إحاطة ولا كيفية) أي: لا تدركه الأبصار، فلا تحيط به علماً ولا كيفية؛ لأن الله تعالى لا يكيف من قبل خلقه، بل ولا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى، وكما خفيت علينا كيفية الذات فلا بد وأن تخفى علينا كيفية الصفات، ومن صفاته الفعلية: الرؤية، والكلام مع خلقه من غير ترجمان، والإذن لخلقه بالنظر إليه ورؤيته.فهذه من صفات أفعاله سبحانه وتعالى، وإن كانت الرؤية من فعل العبد، إلا أن الله تبارك وتعالى مكن منها عباده المؤمنين.وأما تفسير قول النبي عليه الصلاة والسلام: (ما منكم) أي: ما منكم يا معشر الأمة، قال: (من أحد إلا سيكلمه ربه)، ولما تكون هناك مسألة تحتاج إلى أدلة، وهذا الدليل يفهم منه عدة أوجه؛ فإن الترجيح فيها يكون بناءً على شيء ينقدح في نفس العالم، ويأتي عالم آخر فينقدح في ذهنه وعقله ترجيح مذهب آخر، وبناءً عليه يصعب جداً أن تقطع فيه بقول فصل وتقول: وما عدا هذا القول باطل، لكن تقول: هذا أرجح من ذاك؛ لأنه عندما تقرأ الأقوال وتطلع عليها وأنت طالب علم فكيف ترجح القول هذا؟! ولو سألناك عن الدليل، فهل يكفي أنه شيء انقدح في نفس الجاهل؟ لا. وأختم بأبيات جميلة في إثبات الرؤية للإمام ابن القيم عليه رحمة الله تعالى: فبينا هم في عيشهم وسرورهموأرزاقهم تجري عليهم وتقسمُ تجلى لهم رب السموات جهرة فيضحك فوق العرش ثم يكلمسلام عليكم يسمعون جميعهم بآذانهم تسليمه إذ يسلميقول: سلوني ما اشتهيتم فكل ماتريدون عندي أنني أنا أرحمفقالوا جميعاً نحن نسألك الرضافأنت الذي تولي الجميل وترحمولله أفراح المحبين عندمايخاطبهم من فوقهم ويسلم ولله أبصار ترى الله جهرةفلا الضيم يغشاها ولا هي تسأم فيا نظرة أهدت إلى الوجه نضرةأمن بعدها يسلو المحب المتيمفحي على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيمولله واديها الذي هو موعد المزيد لوفد الحب لو كنت منهم وحي على يوم المزيد الذي به زيارة رب العرش واليوم موسم ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلموصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

متعبةة عسآفها ~
29-12-2014, 02:55 AM
موضوع شيق ☺✌
باركك الله فيكك،و زاد من علمكك ♡♡

سـالـم السنيدي
29-12-2014, 08:01 AM
السلام عليكم

عجيب أن يكون الاختلاف على شي بعد الحساب ومعرفة المصير


نسأل الله الجنة قبلها ونسأله أن يجمعنا في الجنة لأن قبل الجنة والنار هناك أهوال عظيمة بداية من عذاب القبر والوقوف إنتظاراً للحساب (اليوم الواحد عن 50 ألف سنة)،، فلا تختلفوا في شيء أغلب العلماء أثبتوه أنه بعد دخول الجنة سواء الذي يثبت الرؤية أو ينفيها.

ـآلإستثنآئي
29-12-2014, 08:06 AM
السبلة الإسلامية لم أعهدها مجالاً للحوار في الأمور المختلف فيها بين الأمة .. والأمر في هذه المسألة يطول .. لإختلاف الأقوال فيها .. فلو أخذنا مثلاً قول الله تعالى ((لا تدركه الأبصار)) وبحثنا في الأقوال فيها ومعانيها في التفاسير والمعاجم اللغوية وكل ما يتعلق بها من إستخدامات في العبارات وما جاء من مرويات فقط حول هذه الآية لطال الأمر كثيراً.

لكن من العجب أن يأتي من يزعم البحث والإطلاع ويتوصل للصواب في المسألة وهو لا يقيم حرفاً ولا يتقن حتى الكتابة .. نعم عجباً ممن يدخل نفسه في فن لا يدركه !! نعم كما قيل (من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب).

fawaz_a
29-12-2014, 08:37 AM
السبلة الإسلامية لم أعهدها مجالاً للحوار في الأمور المختلف فيها بين الأمة .. والأمر في هذه المسألة يطول .. لإختلاف الأقوال فيها .. فلو أخذنا مثلاً قول الله تعالى ((لا تدركه الأبصار)) وبحثنا في الأقوال فيها ومعانيها في التفاسير والمعاجم اللغوية وكل ما يتعلق بها من إستخدامات في العبارات وما جاء من مرويات فقط حول هذه الآية لطال الأمر كثيراً.

لكن من العجب أن يأتي من يزعم البحث والإطلاع ويتوصل للصواب في المسألة وهو لا يقيم حرفاً ولا يتقن حتى الكتابة .. نعم عجباً ممن يدخل نفسه في فن لا يدركه !! نعم كما قيل (من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب).

ماشاء الله عليك
ايش رايك تجي وتعلمني.. اخي الكريم العزيز الله يخليك ماذا بك حبه حبه نحن اهل السنية اكدنا الرؤية وهدي نفسك ي ابن العرب
one by one and be calm

fawaz_a
29-12-2014, 09:25 AM
السبلة الإسلامية لم أعهدها مجالاً للحوار في الأمور المختلف فيها بين الأمة .. والأمر في هذه المسألة يطول .. لإختلاف الأقوال فيها .. فلو أخذنا مثلاً قول الله تعالى ((لا تدركه الأبصار)) وبحثنا في الأقوال فيها ومعانيها في التفاسير والمعاجم اللغوية وكل ما يتعلق بها من إستخدامات في العبارات وما جاء من مرويات فقط حول هذه الآية لطال الأمر كثيراً.

لكن من العجب أن يأتي من يزعم البحث والإطلاع ويتوصل للصواب في المسألة وهو لا يقيم حرفاً ولا يتقن حتى الكتابة .. نعم عجباً ممن يدخل نفسه في فن لا يدركه !! نعم كما قيل (من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب).

(من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب)##
هذا الكلام مش مني وانما من اقول العلماء الشافعي والبخاري والمشايخ السعودين وكما ورد في القران ايضا وانا لم اقل شي
ولاتدخل نفسك في اقوال العلماء او تحرفه عن الحق وتبطل كلام الرحمن والقران مش مخلوق وانما كلام الله لو سمحت يعني
ومن قال بانه القران مخلوق فهوه كافر

اقول الحق
29-12-2014, 09:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخواني أهنئكم على هذا الحوار الهادي والقيم على هذا الموضوع. وان كان هناك من تجاوز الحوار وظهرت العصبيه
وهذا الشئ ألذي لااا نريده،بين الأخوه. ،فعلينا بالحوار الحضاري كل يتكلم ما هو مقتنع به بعد المرور على الأحاديث الصحيحه المرويه عن النبي صل الله عليه وسلم.
،،ومن منا لاايتمني رؤية حبيبه وخالقه والمتفضل عليه بالنعم،،،اعظم النعم وأعظم شئ هو رؤية الحبيب.
كيف لااا وهو العظيم جل فى علاه. سبحانه وتعالى،،
هنا الرؤيه. ينعم الله به على عباده. المخلصين. اللذين عبدوه مخلصين له الدين ،،وهجروا المحارم حرموا أنفسهم المنام لقيام الليل ،وصاموا الهواجر،وتركوا متاع الدنيا ابتغاء وجاهدوا فالله حق جهاده ،،جاهدوا أنفسهم وبحثوا عن الحق وابتعدوا عن هوى النفس ،،ولم يعبدوا الله تبعا لهواهم. فرزقهم الله سلامه القلب والسير على منهج الصحابه والسلف الصالح ،،وأراهم الحق حقا ورزقهم اتباعه ،جعلنا الله وايااكم من أَهْلَ الحق والهدي ،،
فيكون الجزاء فالأخيرة عظيم. ،،ومن ضمن هذا الجزاء رؤية وجهه الكريم. ومن منا لاا يتمنا رؤيته،،
الله يجازي عباده بما شاء وكيف شاء،،،فلا نقول كيف وكيف،،وإنما نرجع الى العلماء والاحاديث الصحيحه.
رزقنا الله وايااكم الفردوس الاعلي. ورزقنا النظر الى وجهه الكريم والشوق الى لقاائه،،،،ومن منا لااا يحب النظر الى خاالقه،،،الهي لااا تحرمنا رؤية وجهك الكريم ومصاحبة نبيك الكريم صل الله عليه وسلم
،،برحمتك ومنك وكرمك.

fawaz_a
29-12-2014, 09:31 AM
وقال الله تعالى: وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ [هود:17]

fawaz_a
29-12-2014, 09:33 AM
وقال الله تعالى: وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ [الرعد:37]

fawaz_a
29-12-2014, 09:34 AM
فكيف نحرف كلام الله فلا ادري ونقول القران مخلوق ليس كلام الرحمن

fawaz_a
29-12-2014, 09:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخواني أهنئكم على هذا الحوار الهادي والقيم على هذا الموضوع. وان كان هناك من تجاوز الحوار وظهرت العصبيه
وهذا الشئ ألذي لااا نريده،بين الأخوه. ،فعلينا بالحوار الحضاري كل يتكلم ما هو مقتنع به بعد المرور على الأحاديث الصحيحه المرويه عن النبي صل الله عليه وسلم.
،،ومن منا لاايتمني رؤية حبيبه وخالقه والمتفضل عليه بالنعم،،،اعظم النعم وأعظم شئ هو رؤية الحبيب.
كيف لااا وهو العظيم جل فى علاه. سبحانه وتعالى،،
هنا الرؤيه. ينعم الله به على عباده. المخلصين. اللذين عبدوه مخلصين له الدين ،،وهجروا المحارم حرموا أنفسهم المنام لقيام الليل ،وصاموا الهواجر،وتركوا متاع الدنيا ابتغاء وجاهدوا فالله حق جهاده ،،جاهدوا أنفسهم وبحثوا عن الحق وابتعدوا عن هوى النفس ،،ولم يعبدوا الله تبعا لهواهم. فرزقهم الله سلامه القلب والسير على منهج الصحابه والسلف الصالح ،،وأراهم الحق حقا ورزقهم اتباعه ،جعلنا الله وايااكم من أَهْلَ الحق والهدي ،،
فيكون الجزاء فالأخيرة عظيم. ،،ومن ضمن هذا الجزاء رؤية وجهه الكريم. ومن منا لاا يتمنا رؤيته،،
الله يجازي عباده بما شاء وكيف شاء،،،فلا نقول كيف وكيف،،وإنما نرجع الى العلماء والاحاديث الصحيحه.
رزقنا الله وايااكم الفردوس الاعلي. ورزقنا النظر الى وجهه الكريم والشوق الى لقاائه،،،،ومن منا لااا يحب النظر الى خاالقه،،،الهي لااا تحرمنا رؤية وجهك الكريم ومصاحبة نبيك الكريم صل الله عليه وسلم
،،برحمتك ومنك وكرمك.

كلام حق بارك الله فيك والله يردهم ردا جميل من يزعم في هذا المعتقات بأنه القران مخلوق والى اخر

fawaz_a
29-12-2014, 09:37 AM
طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى [طه:1-3]

وهذا ايضا دليل واضح على انه القران منزل وليس مخلوق

fawaz_a
29-12-2014, 09:41 AM
الحديث: ((أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق))
دليل على انه القران كلام الله

fawaz_a
29-12-2014, 09:43 AM
يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ [الفتح:15]

وهذا ايضا دليل على انه القران كلام الله وليس مخلوق

always shiny
29-12-2014, 09:45 AM
الله لا يرى لا في الدنيا ولا في الآخره

always shiny
29-12-2014, 09:47 AM
(ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون)

القرآن مخلوق لأنه محدث من عند الله

always shiny
29-12-2014, 09:48 AM
يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ [الفتح:15]

وهذا ايضا دليل على انه القران كلام الله وليس مخلوق



تابع مناضرات المقبالي مع اخوانك السلفيه ولافيوم قدرو يعطوه دليل قطعي على رؤية الله

always shiny
29-12-2014, 09:51 AM
كلام حق بارك الله فيك والله يردهم ردا جميل من يزعم في هذا المعتقات بأنه القران مخلوق والى اخر

لا تبلبل كثيرا اخي
لاتبني معتقدا بالأمور الضنيه
المعتقد يبنى بالأدله القطعية

fawaz_a
29-12-2014, 09:54 AM
تابع مناضرات المقبالي مع اخوانك السلفيه ولافيوم قدرو يعطوه دليل قطعي على رؤية الله

وعليكم السلام اخي
بلاول بارك الله فيك على ادابك في الحوار..فنحن اهل السنة نعتمد على مشايخنا في السعودية وعندهم العلم الكافي ومن لايعرف مشايخ السعودية وعلمائهم وعلمهم وجامعاتهم والله يكثر من علمهم وعلمائهم

always shiny
29-12-2014, 10:04 AM
تابعت الموضوع انا برمته ولاحظتك حاب تثير الحوار كل مره تجيب سالفه وقول ومشايخ تحاول تثبت

لازم نرد عليك اخي

اختصرها لك باختصار اهل السنه والجماعة يبنون معتقدات بأدله ضنية - جميع ادلتكم حول رؤية الله تحتمل عدة معاني - والله سبحانه وتعالى يقول وليس كمثلة شي- يعني ماينفع نجسده ونعطيه تحيز-
والمعتقد لا يبنى إلى بأدله قطعية صريحة لاتحتمل أكثر من معنى

أسأل الله لك الهداية

fawaz_a
29-12-2014, 10:04 AM
فنحن في السلطنة نفتقر العلماء نهائيا
اذهب الى هذا البلدة العريقة بعلمهم وتاريخهم وعلمائهم فجميل الانسان يطلب العلم من ايادي لها العلم الكافي
فجميع علماء اهل السنة والجماعة في السعودية وغيرهم يثبتون هذا الرؤية
اذهب بارك الله فيك فطلب العلم جميل ونور

fawaz_a
29-12-2014, 10:08 AM
تابعت الموضوع انا برمته ولاحظتك حاب تثير الحوار كل مره تجيب سالفه وقول ومشايخ تحاول تثبت

لازم نرد عليك اخي

اختصرها لك باختصار اهل السنه والجماعة يبنون معتقدات بأدله ضنية - جميع ادلتكم حول رؤية الله تحتمل عدة معاني - والله سبحانه وتعالى يقول وليس كمثلة شي- يعني ماينفع نجسده ونعطيه تحيز-
والمعتقد لا يبنى إلى بأدله قطعية صريحة لاتحتمل أكثر من معنى

أسأل الله لك الهداية

رؤية الله اعظم ثواب لأهل الجنة

always shiny
29-12-2014, 10:08 AM
ناقشني انت - انا واحد من العامة لا افقه فالعلم شي بس استخدم عقلي والمنطق-
سالتك ينفع تبني معتقد بأدله ضنية؟

always shiny
29-12-2014, 10:10 AM
لما قال الله لموسى لن تراني
انت تعرف شو يعني كلمة لن؟؟؟؟؟؟
لو قال لاتراني ممكن نرى الله فالآخره
بس قال لن تراني
ابحث عن معنى كلمة لن
علك تجد الفائدة
معناها (النفي المطلق)

نـــــــقــــــــاء
29-12-2014, 10:10 AM
فنحن في السلطنة نفتقر العلماء نهائيا
اذهب الى هذا البلدة العريقة بعلمهم وتاريخهم وعلمائهم فجميل الانسان يطلب العلم من ايادي لها العلم الكافي
فجميع علماء اهل السنة والجماعة في السعودية وغيرهم يثبتون هذا الرؤية
اذهب بارك الله فيك فطلب العلم جميل ونور

وأبن ذهب الشيخ أحمد والشيخ سعيد القنوبي والشيخ كهلان والشيخ حمود الصوافي وغيرهم كثير حفظهم الله وجعلهم ذخرا لنا إن كانت السلطنة تفتقر للعلماء

نـــــــقــــــــاء
29-12-2014, 10:12 AM
قال تعالى
" لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار "
قال لا تدركه الأبصار يعني لا تراه ولم يحدد بزمن معين
أي لا يرى لا في الدنيا و لا الآخرة

always shiny
29-12-2014, 10:13 AM
وبخصوص آية لاتدركة الأبصار

ابحث عن جميع معاجم العالم سترى معنى الإدراك هو اللحاق أي الرؤية
اذا وجدتها بغير معنى الرؤية اخبرني
فيقول الله بصريح الآية لاتدركة الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير

نـــــــقــــــــاء
29-12-2014, 10:15 AM
وهذه الآية على ماذا تدل
يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُّبِينًا .."

نـــــــقــــــــاء
29-12-2014, 10:16 AM
وهذه الآية أيضا
"وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ"

always shiny
29-12-2014, 10:18 AM
الله كامل منزه
يجب ان تنزه الله تنزيها مطلقا
لا تجسده ولا تعطيه تحيز ولاتقول ان له يد وعين ومدري شو

fawaz_a
29-12-2014, 10:19 AM
ناقشني انت - انا واحد من العامة لا افقه فالعلم شي بس استخدم عقلي والمنطق-
سالتك ينفع تبني معتقد بأدله ضنية؟

نعم و الدليل ورد في القران الكريم وانا اضيا كمثل واحد من العامة ولكن من خلال متابعتي في مذهبي والمشايخ وعلماء السعودية عرفت هذا الشي

تباشيرالأمل
29-12-2014, 10:20 AM
وهذه الآية أيضا
"وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ"الخامسة والخمسين، وهي قوله تعالى:
﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ﴾
قال المفسِّرون: هؤلاء هم السبعون الذين اختارهم موسى معه في المناجاة، حينما رأوا بعض المعجزات طلبوا من موسى عليه السلام أن يروا الله جهرةً، والشيء الثابت هو أن الله سبحانه وتعالى هذه سُنَنَه لا تدركه الأبصار في الدنيا، في الدنيا لا يستطيع الإنسان أن يرى الله جهرةً، ما رآه لا رسولٌ، ولا نبي، ولا صدِّيقٌ، ولا ولي، لأن طاقة الإنسان لا تحتمل رؤية الله عزَّ وجل، عندما قال سيدنا موسى:
﴿ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً (143) ﴾
( سورة الأعراف: " 143 " )
إذا كان تجلِّي الله عزَّ وجل للجبل جعله دكَّاً فهل يحتمل الإنسان ؟ لا تحتمل طبيعة الإنسان أن ترى الله، لكن في الآخرة:
﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) ﴾
( سورة القيامة )
(( كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا ))
[البخاري مسلم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه ]
هناك أحاديث كثيرة جداً عن أن الإنسان إذا رأى الله عزَّ وجل يوم القيامة وهو في الجنة يبقى في نشوة الرؤية خمسين ألف عام.

fawaz_a
29-12-2014, 10:21 AM
الله كامل منزه
يجب ان تنزه الله تنزيها مطلقا
لا تجسده ولا تعطيه تحيز ولاتقول ان له يد وعين ومدري شو

بارك الله فيك الله ذكر هذا الشي
بقوله: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ

always shiny
29-12-2014, 10:23 AM
اخي العزيز تكفيك هذي الأدلة؟

كل الايات الي تستشهد بها هي بالاصل ليست في صالحك
هي ضدك وتنقض معتقدك

fawaz_a
29-12-2014, 10:23 AM
حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه مرفوعاً: ((يطوي الله عزَّ وجلَّ السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك! أين الجبارون؟أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول...)) <br/> رواه مسلم (2788). الخ الحديث.

always shiny
29-12-2014, 10:26 AM
اخي لاتضحكني كثير
بل يداه مبسوطتان يعني فيه يد ؟؟
هل هذا الذي فهمته؟؟؟
يقولك وليس كمثله شي
تجي وتقول فيه يد؟؟؟


بل يداه مبسوطتان يعني بانه ليس ببخيل
اي كريم

(وليس كمثله شي) امعن النظر في هذه الايه كثيرا

fawaz_a
29-12-2014, 10:27 AM
الله كامل منزه
يجب ان تنزه الله تنزيها مطلقا
لا تجسده ولا تعطيه تحيز ولاتقول ان له يد وعين ومدري شو

قولـه تعالى: وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ، وكما في قولـه عليه السلام: ((إنَّ يَمِين الله ملأى سحاء الليل والنهار؛ يدل على أنَّ اليد الأخرى المقابلة لها ليست يَمِيناً)) <br/> التعليق على ((كتاب التوحيد)) لابن خزيمة (ص 66). .

always shiny
29-12-2014, 10:27 AM
لاتجيبلي احاديث

جيبلي من القرآن
البخاري ومسلم ليسو بقرآن

اناقشك بالقرآن ناقشنس بالقرآن

fawaz_a
29-12-2014, 10:28 AM
اخي لاتضحكني كثير
بل يداه مبسوطتان يعني فيه يد ؟؟
هل هذا الذي فهمته؟؟؟
يقولك وليس كمثله شي
تجي وتقول فيه يد؟؟؟


بل يداه مبسوطتان يعني بانه ليس ببخيل

قولـه تعالى: وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ، وكما في قولـه عليه السلام: ((إنَّ يَمِين الله ملأى سحاء الليل والنهار؛ يدل على أنَّ اليد الأخرى المقابلة لها ليست يَمِيناً)) <br/> التعليق على ((كتاب التوحيد)) لابن خزيمة (ص 66). .
اي كريم

(وليس كمثله شي) امعن النظر في هذه الايه كثيرا

اخي الكريم الله ذكر يده اليمنى


قولـه تعالى: وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ، وكما في قولـه عليه السلام: ((إنَّ يَمِين الله ملأى سحاء الليل والنهار؛ يدل على أنَّ اليد الأخرى المقابلة لها ليست يَمِيناً)) <br/> التعليق على ((كتاب التوحيد)) لابن خزيمة (ص 66). .

always shiny
29-12-2014, 10:29 AM
لاتناقض نفسك

fawaz_a
29-12-2014, 10:30 AM
دليل واضح كوضوح الشمس
بارك الله فيك

اقول الحق
29-12-2014, 10:30 AM
اخوتي نرجو الحوار الهادئ والمفيد،،ولاا نرجع الى علماء دوله دون اخري فكلنا مسلمون
وكل العلماء فيهم خير،،كالبخاري والترمذي ومسلم ،،فهم أقطار متعددة،،هدانا الله وايااكم الى الحق ،،
نرجوا،،عدم ذكر اسماء ودوّل. فهذا هدي النبي صل الله عليه وسلم لجميع الخلق،،عربي وعجمي

always shiny
29-12-2014, 10:31 AM
ماتفسيرك للآية وليس كمثله شئ؟
كل ما تقوله ضني ويحتمل عدة معاني
أجب على السؤال

always shiny
29-12-2014, 10:34 AM
هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب

لاتتبع المتشابة اخي فإنه ينشر الفوضى
اتبع المحكمات من الآيات هذا أمر من ربك

fawaz_a
29-12-2014, 10:34 AM
اخوتي نرجو الحوار الهادئ والمفيد،،ولاا نرجع الى علماء دوله دون اخري فكلنا مسلمون
وكل العلماء فيهم خير،،كالبخاري والترمذي ومسلم ،،فهم أقطار متعددة،،هدانا الله وايااكم الى الحق ،،
نرجوا،،عدم ذكر اسماء ودوّل. فهذا هدي النبي صل الله عليه وسلم لجميع الخلق،،عربي وعجمي
بارك الله فيك وهذا صحيح البخاري
وقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:َ ”إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عِيَانًا.“ [صحيح البخاري]

fawaz_a
29-12-2014, 10:35 AM
وعن جرير قال: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَال:َ”إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ“ [صحيح البخاري]

fawaz_a
29-12-2014, 10:37 AM
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّاسَ قَالُوا: "يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَة؟"
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ”هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟“ قَالُوا: "لا يَا رَسُولَ اللَّهِ."
قَالَ: ”فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ ؟“ قَالُوا: "لا يَا رَسُولَ اللَّهِ."
قَالَ: ”فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ.“ [صحيح البخاري]

always shiny
29-12-2014, 10:38 AM
لم لا تجيب؟؟
اجب
ما معنى وليس كمثلة شي؟؟؟

always shiny
29-12-2014, 10:39 AM
لا تتهرب اخي من الاجابه

اقول الحق
29-12-2014, 10:40 AM
بارك الله فيك نعم كلها احاديث صحيحه،،من رواة ثقات،،
اللهم ارزقنا حسن النظر الى وجهك الكريم،،

always shiny
29-12-2014, 10:40 AM
جوجل قص لصق ماينفعك
ولاتخرج من سياق الموضوع

اقول الحق
29-12-2014, 10:42 AM
الأحاديث صحيحه،،وليس قَص ولصق. بارك الله فيك

fawaz_a
29-12-2014, 10:43 AM
لم لا تجيب؟؟
اجب
ما معنى وليس كمثلة شي؟؟؟

اتفق أهل السنة على أن الله ليس كمثله شيء ، لا في ذاته ، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله . ولكن لفظ التشبيه قد صار في كلام الناس لفظا مجملا يراد به المعنى الصحيح ، وهو ما نفاه القرآن ودل عليه العقل ، من أن خصائص الرب تعالى لا يوصف بها شيء من المخلوقات ، ولا يماثله شيء من المخلوقات في شيء من صفاته : ليس كمثله شيء ( الشورى : 11 ) ، رد على الممثلة المشبهة وهو السميع البصير ، رد على النفاة المعطلة ، فمن جعل صفات الخالق مثل صفات المخلوق ، فهو المشبه المبطل المذموم ، ومن جعل صفات المخلوق مثل صفات الخالق ، فهو نظير النصارى في كفرهم .

fawaz_a
29-12-2014, 10:44 AM
جوجل قص لصق ماينفعك
ولاتخرج من سياق الموضوع

لاتقول هكذا لاتحرف كلام العلماء والبخاري وغيرهم هذا ليس كلامي وانما كلام العلماء
استغفر الله بس

always shiny
29-12-2014, 10:46 AM
اتفق أهل السنة على أن الله ليس كمثله شيء ، لا في ذاته ، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله . ولكن لفظ التشبيه قد صار في كلام الناس لفظا مجملا يراد به المعنى الصحيح ، وهو ما نفاه القرآن ودل عليه العقل ، من أن خصائص الرب تعالى لا يوصف بها شيء من المخلوقات ، ولا يماثله شيء من المخلوقات في شيء من صفاته : ليس كمثله شيء ( الشورى : 11 ) ، رد على الممثلة المشبهة وهو السميع البصير ، رد على النفاة المعطلة ، فمن جعل صفات الخالق مثل صفات المخلوق ، فهو المشبه المبطل المذموم ، ومن جعل صفات المخلوق مثل صفات الخالق ، فهو نظير النصارى في كفرهم .

ليست بإجابة البته
لاتنزه ولاتعطي ربك الكمال بهذه الاجابه

fawaz_a
29-12-2014, 10:46 AM
الأحاديث صحيحه،،وليس قَص ولصق. بارك الله فيك
نعم بارك الله فيك

always shiny
29-12-2014, 10:47 AM
آتني بآية صريحه من القرآن لاتقبل التؤويل على رؤية الله

fawaz_a
29-12-2014, 10:49 AM
ليست بإجابة البته
لاتنزه ولاتعطي ربك الكمال بهذه الاجابه

اخي الكريم هذا اقوال العلماء البخاري والشافي
فهل علمك يستوي كعلمهم؟؟

نـــــــقــــــــاء
29-12-2014, 10:49 AM
نتمنى الإتيان بآية تدل على رؤية الله تعالى

always shiny
29-12-2014, 10:49 AM
ان آتيتني بآيه صريحه مطلقه من القرآن لاتقبل التؤويل حول رؤية الله سأنتحر

fawaz_a
29-12-2014, 10:51 AM
اخي اجيب على سؤالي
هل يستوي علمك كعلم البخاري والشافعي؟؟؟

always shiny
29-12-2014, 10:52 AM
اخي الكريم هذا اقوال العلماء البخاري والشافي
فهل علمك يستوي كعلمهم؟؟

لاتخلط الحابل بالنابل هل معتقدي كمعتقدهم؟؟
هم علماؤك ولا اؤمن بكل ما اسندوه من احاديث
فقط آتني بآية صريحه مطلقه لاتقبل التؤويل من القرآن حول رؤية الله وساكون لك من الشاكرين
إن آتيتني بآية من القرآن سأصمت

fawaz_a
29-12-2014, 10:52 AM
رد بارك الله فيك

always shiny
29-12-2014, 10:53 AM
اخي اجيب على سؤالي
هل يستوي علمك كعلم البخاري والشافعي؟؟؟

لاتراوغ كثيرا
هم علماء ولكن لا أؤمن بكل ما اسندوه فليسو بقرآن
ارجع لسؤالي انتظر الاجابه

always shiny
29-12-2014, 10:54 AM
رد بارك الله فيك
خلاص رديت انتهينا من هالسالفه الحين
نرجع للآيه

انتظرك

اقول الحق
29-12-2014, 10:59 AM
اخي هناك آيات واحاديث وأقوال لعلماء،،يدل على الرؤيه،،وكل شئ واضح.
ان أردنا العلم والتفقه،والفهم عن العقيدة الصحيحه فيكون البحث عنه بصدق وجديه
وليس مجرد جدال عقيم وعصبية عمياء،،فقط المطلوب النيه الصادقه،،والله يعلم ما في الصدور
والسلام عليكم
يغلق الموضوع. ادراة القسم الاسلامي