المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة العيد



الجليد المتحرك
29-12-2014, 05:20 PM
ليلة العيد قام بعد منتصف الليل ، الألم يزداد بظهره وعلامات التعب ترسم خطوطا حائرة على وجهه
نظر حوله رأي رفقاءه في زنزانتة رقم 12 في السجن الأمني أو السياسي كما يسمونه، كلا يغط في نوم عميق ،
بعد قليل سيوقظهم صوت الأذان الآتي من مكان بعيد من بعض القري المجاورة للسجن.جلس على فراشة الذي هو عبارة عن لحافين من الصوف الأسود القديم أحدهما للنوم عليه وهو لا يفرق كثيرا عن النوم على الأرضية الإسمنتية في الزنزانة ، والآخر للتلحف به. اسند ظهره الى الجدار منتظرا أذان الفجر سمع صوتا بالخارج ،هويعرف صاحب هذا الصوت، إنه السجان يمر بجوار الزنازين يتأكد من عدد السجناء بكل زنزانة ،
رغم استحالة الهروب الا أن هذا الاجراء لا يزال متبعا الى ذلك العام1995 الذي افرج عنه فيه.
قام يتهجد فيما بقي من دقائق قبل الأذان ، هذا أول عيد له خلف قضبان الزنزانه ، احس ببرودة الزنزانة تنفذ الى عظامه. تذكر الدفء .. تذكر زوجته وهي تهئي له ملابس العيد المبخرة برائحةالعود .تعودت أن تقوم قبله في هذا اليوم ، تتركه متلحفا ببطانيته السميكة ذات الجودة العالية ، مخلفة دفء جسمها الى جواره ، تنسل بهدؤ حتى لا تؤقضة .بعد دقائق دقائق كل شيء جاهز ، تعود للمرة الأخير تتفقد ملابسه على المبخرة ، دشداشته ، مصّره ، في الجانب الآخر خنجره وعصاته الفضية ، مفتاح السيارة بجوار زجاجة عطره أمواج .
نظرت الى الساعة البرونزية المعلقة على الحائط ، نعم حان الوقت لإيقاضه.جلست الى جواره وبهدؤ أزاحت البطانية عن وجهه ، لا زال مغمضا عينيه ، داعبت أنفه بأناملها الرقيقة فتح عينية وعلت وجهه ابتسامه عندما رأي وجهها يتلألاء على ضؤ مصباح النوم ، وعلى تغرها تلك الابتسامة العذبة التي أعتادت أن تذهب بهمومة كل ما نظر اليها.

همست اليه .. كل عام وانت بألف خير ، إنه العيد .مد يده خلف رقبتها وطبع قبلة على جبينها الوضيء وأنت بألف خير يا ملاكي. - هل أيقضت الأبناء ؟- الآن أذهب اليهم استعد أنت للصلاة . في هذا اللحظة كان مفتاح السجان يعبث بباب زنزانته ، أنتفض فجأة ، نظر حوله ، تذكر أنه لا زال قابعا في زنزانته ، أغرورقت عيناه بالدموع، ،اشتد الألم بظهره بسبب برودة الزنزانة ، استمر يحك كفيه ببعض عله يحظى بشء من الدفء.

هي في البيت لازالت تتململ في فراشها ، تسمع صوت الأذان ، تجلس على السرير ، تنظرت الى حيث كان ينام بجوارها ، أنها لا تراه.. تصرخ وتدفن رأسها في مخدتها. تبكي وتستمر في بكاءها، لم يعد هناك من تقوم لأجله . عند منتصف النهار، قامت متثاقلة لتؤقظ ابناءها ، أعدت لهما ملابس العيد .

هاهم يقفون أمامها، وأسئلة حائرة قد أرتسمت على وجوههم.
الأبنة الصغرى ..تسأل أمها .. أين بابا يا ماما ليأخذنا الى الحديقة ؟
حتظنتهم ودموعهاتسيل على خديها ، تمطرهم بقبلاتها وهي تردد أبوكم سيعود أبوكم سيعود .

مس ماريانا
29-12-2014, 08:48 PM
سيعود باذن الله..
قصة راقت لي جدا
رغم بساطتها الا أن الفكره لفتت نظري..
والاجمل من هذا هو السرد الرائع
شكرا لنزفك أخي
ودي

رايق البال
29-12-2014, 09:50 PM
هلا فيك الجليد ..
نص جدا مؤلم ومؤثر بالفعل
الف شكر لإبداع قلمك .. كل الود لك مني

الشيخه الفلانيه
29-12-2014, 10:04 PM
،

رﯛآيههَ جميله ;
يعطيكِ آلله آلععآفيهً :) !

نوارة الكون
30-12-2014, 09:29 AM
سلمت يمناك اخوي قصه مؤلمه ربي يعطيك العافيه

روح الحلا1
30-12-2014, 11:13 AM
تسلم الجليد
نص رائع وسرد اروع..ربي يعطيك العافية..

عملاق الشعر
31-12-2014, 03:09 PM
الجليد


قصة جميل اخي

سلمت يداك المبدعة وفي انتظار جديدك