المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعطاني زهرة بيضاء .. ورحل بعيداً ..



نوارة الكون
15-01-2015, 08:46 AM
اعطاني زهرة بيضاء ...........وذهب بعيدا







أعطاني زهرة بيضاء .. ورحل بعيداً ..

تاركاً لي تساؤﻻ‌ت عدة ، وبعضاً من الدهشة !
ذلك الرجل الذي ﻻ‌ اعرفه من قبل ..!
بدى وكأنه ذو هيبة ووقار ، عندما رآني أصطحب زوجي قعيد الكرسي المتحرك ، في احد اﻷ‌سواق بالمدينة ،
ﻻ‌ أنكر سعادتي بتلك الزهرة ، ولكن ...
ما سببها ..؟ ذلك ما كنت أتمنى معرفته ،
ﻻ‌ يمكن أن يكون أعجاباً بي .. فأنا سيدة قد تجاوزت الستين من عمري ..
لملمت حيرتي ودهشتي ، وابتسمت في رضى .. ومضيت مع زوجي ،
وفي أحد اﻷ‌يام .. اثناء تواجدنا ( انا وزوجي ) في احدى الحفﻼ‌ت الخيرية قابلته ،
نفس اﻷ‌بتسامه التي بدت على وجهه ! وكأنه يحمل لي رسالة ..
تمالكت شجاعتي وأقتربت منه ﻷ‌سأله : يا أنتَ ..!
منذ أيام ونحن في سوق المدينة ، قابلتك ..**
فأهديتني زهرة بيضاء لونها ، ورحلت ، وسط دهشتني التي لم تمكنني من حق الرفض أو القبول ،
وعندما رأيتك اليوم ، وجدتها فرصه ﻷ‌سألك عن سبب ذلك ، فلما كان هذا يا أخي ..؟
حدثني وهو مازال محتفظاً بتلك اﻷ‌بتسامه الهادئة على وجهه
وقال لي : أختاه ..
تلك الزهرة كانت لوفائكِ لذلك الزوج الطيب ، أدام الله حبكما وبارك لكما
فإن لي حكاية كم وددت لو تسمعيها .. إن أردتِ ذلك طبعاً
فقلت : تفضل أخي كل آذاني صاغية
فقال لي : كنت منذ عشرون عاماً أعمل ضابطاً بالجيش المصري
واثناء حرب أكتوبر المجيدة ، أصبت برصاصة استقرت بظهري
فأصبت على أثرها بشلل نصفى ، وقد كنت في تلك اﻷ‌ثناء
مرتبط بفتاة أحبها وتحبني ، وكنا قد اتفقنا على الزواج فور وصولي ..
إﻻ‌ أن الرياح تأتي دوماً بما ﻻ‌ تشتهي السفن ..
فبدﻻ‌ً من أأتيها محمﻼ‌ً بأشواقي إليها ..
أتيتها محموﻻ‌ً على كرسي متحرك !
ﻻ‌ أنكر تأثرها وحزنها في بداية اﻷ‌مر ، بل وبكائها على ما رأت عيناها الجميلتين ..
وقالت لي : سأظل معك إلى نهاية العمر ، ومعك سأتحمل وأصبر
إﻻ‌ أن ذهبنا إلى طبيب كبير في البلدة
فصارحني بحقيقة اﻷ‌مر ،**
قال لي : ان موضع الرصاصة حساس جداً ، به الكثير من اﻷ‌وتار واﻷ‌عصاب ،
، فإما أن تنجح العملية وتمشي على قدماك ، وإما ..
شلل كلي وعجز كامل عن الحركة ،
أحسست بدوار في رأسي ..
ﻻ‌ أملك القرار بمفردي ، فكيف سيكون حالي وحال تلك المسكينة معي ، إذا ما أصبت بعجز كامل ..؟
فحمدت الله ورضيت بما قسمه الله لي ، ولكنها هي لم ترضى ..
فإختارت الفراق ، وتركتني وحيداً ، مع عجزي ..
ما بين عذابي على فراقها ، وما بين حالي وما أنا فيه ..
حينها قررت أن ألملم نفسي .. و استجمع قوتي واجري العملية ، مهما كانت النتائج
ثم تنهد قائﻼ‌ً : وشاء ربي السميع الكريم أن تنجح العملية الجراحية ، إﻻ‌ أن جرحي وصدمتي فيها كانت أعمق بكثير جداً
إلى أن أتتني يوماً بدموعها الكاذبة ، راجية حبي وحناني ..
إﻻ‌ أنني تعجبت من حالي عندما وجدتني أكثر قوة ، أكثر قسوة ، لم أعد ذلك الولهان بها كما كنت في السابق
حينها نظرتُ إلى عيناها المبللة بدموع التماسيح وقلت :
لن أقبل من لم يتحملني في ضعفي ، ولن أرضى بمن لم تقبل شكلي في مرضي ،
سأبحث عنها إلى أن أجدها .. لكنكِ أبداً لن تكوني لي ...
؛
وما أن أنهى كﻼ‌مه حتى ابتسمت ، ﻷ‌نني علمت ما سر تلك الوردة البيضاء ،
فشكرته ودعوت له .. ورحلت ،،

القيصـــــر
15-01-2015, 09:18 AM
إنتقاء جميل
كل الشكر والتقدير لك على الطرح ،،

حبي خالص
15-01-2015, 09:28 AM
قصه جميله
يعطيك ربي العافيه

fawaz_a
15-01-2015, 12:19 PM
مشاء الله
رائعة في سردك لهذا الرواية
انتي مبدعة كل الود لك وبنتظار جديدك

عطر الاحساس
15-01-2015, 09:14 PM
قصه جميله .
يعطيك آلعآإفيةة
ننتظر آلمزيد من ج’ـمآل آطروح’ـآتك
دمت بهذآ التآلق والتميز♪

رايق البال
16-01-2015, 02:25 AM
هلا فيك نواره ..
قصه جدا رائعه وجميله
الف شكر لجهدك واختيارك الرائع .. كل الود لك مني

قائد الغزلان
16-01-2015, 02:09 PM
��مسااااء ورد اربج●○•°
اختيااار جداا موفق عزيزتي
وااااصلي ايتها الرائعة
وبارك الله فيك ����