فيصل الغماري
17-01-2015, 10:49 AM
إليكموها يا طلبة العلم
أبو العبادلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله عدد قطر السماء، وعدد رمال الصحراء، وعدد أنفاس البشر في الأرجاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خالق الأرض والسماء، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير الأمناء والعلماء، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الأوفياء، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم العرض والجزاء.
أما بعد ؛ فقد روى عثمان بن عفان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (خيرُكم مَن تعلَّم القرآنَ وعلَّمه)، ولعله يفهم من الحديث اختصاص الخيرية في تعلم كتاب الله وتعليمه ؛ إلا أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق أبي هريرة رضي الله عنه يبين خلاف ذلك ، قال صلى الله عليه وسلم : (مَن كتمَ علمًا يعلمُهُ ألجمَهُ اللَّهُ يومَ القيامةِ بلجامٍ مِن نارٍ).
لقد أكرمني الله تعالى ليلة البارحة بحضور حلقة من حلق العلم المبارك ، كانت من تقديم أخ عزيز وزميل دراسة مبارك ، وقد كانت فاتحة مقدمة لسلسلة فقهية أسأل الله تعالى تمامها والنفع بها.
وهنا أتوجه إلى طلبة العلم جميعا ليشمروا عن ساعد الجد ، وليسعوا لنشر العلم ؛ فقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (خيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ).
وإن تعجب فعجب حال من تدرج في طلب العلم لستة عشر عاماً أو أكثر من ذلك أو أقل ، لينال وظيفة مرموقة وراتباً مغرياً ، ولا يسعى لنشر ما تعلمه لغيره حرصاً منه على نفع إخوانه وتنمية لقدراته ومعارفه ، فالأمة اليوم أحوج ما تكون لنشر العلم ، ليس العلم الشرعي وحسب ، بل كل العلوم النافعة ؛ فالطبيب والمهندس والجيولوجي المسلم ، يسهم في رقي الأمة الإسلامية بعلمه الذي أسسه بقواعد إسلامية تخصص بعدها في العلوم المختلفة.
وما نلحظه من تأخر للأمة الإسلامية وانتشار الجهل المركب ما هو إلا نذير صارخ بكم طلبة العلم لتتصدوا للجهل بنشركم للعلم النافع لإخوانكم ، وتالله كم هي الأمثلة الكثيرة المتكررة لتبيان ذلك ؛ ففي سؤال أهل الذكر تطرح أسئلة هي من بديهيات الدين وما ذلك إلا بسبب الجهل الذي فشى بين الناس.
يتعذر البعض من عدم اتقانه للخطب والمحاضرات والدروس العلمية ، وهل سبيل نشر العلوم فقط من خلال ذلك ، لا والله ، فقد يسر الله لنا من الأدوات التي تمكننا من مخاطبة العالم ونحن في منازلنا ، فلنسعى جاهدين ، ولننتبه فقد بدأ أرباب الأهواء والأفكار السقيمة في نشر ترهاتهم وأفكارهم بل حتى عقائدهم ، فالبدار البدار .
ومن محفزات ذلك أن من تعلم منك وعلم غيره بسببك فتح لك حساباً أخروياً لا يغلق إلى يوم القيامة ، ومثله طباعة العلم في كتب وكتيبات ونشرات أو حتى من خلال التغريدات تكون بمثابة نهر جار يصب أجره عليك في دنياك وفي قبرك بعد موتك.
هذا ما جال بخاطري فإن كان من توفيق فمن الله وحده، وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله من ذلك وأتوب إليه. *
------------------
العمر يمر مر السحاب ونحن نسوف وقت المتاب ونرجو عفو رب الأرباب إنّ هذا لشيء عجاب. *
أبو العبادلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله عدد قطر السماء، وعدد رمال الصحراء، وعدد أنفاس البشر في الأرجاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خالق الأرض والسماء، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير الأمناء والعلماء، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الأوفياء، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم العرض والجزاء.
أما بعد ؛ فقد روى عثمان بن عفان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (خيرُكم مَن تعلَّم القرآنَ وعلَّمه)، ولعله يفهم من الحديث اختصاص الخيرية في تعلم كتاب الله وتعليمه ؛ إلا أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق أبي هريرة رضي الله عنه يبين خلاف ذلك ، قال صلى الله عليه وسلم : (مَن كتمَ علمًا يعلمُهُ ألجمَهُ اللَّهُ يومَ القيامةِ بلجامٍ مِن نارٍ).
لقد أكرمني الله تعالى ليلة البارحة بحضور حلقة من حلق العلم المبارك ، كانت من تقديم أخ عزيز وزميل دراسة مبارك ، وقد كانت فاتحة مقدمة لسلسلة فقهية أسأل الله تعالى تمامها والنفع بها.
وهنا أتوجه إلى طلبة العلم جميعا ليشمروا عن ساعد الجد ، وليسعوا لنشر العلم ؛ فقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (خيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ).
وإن تعجب فعجب حال من تدرج في طلب العلم لستة عشر عاماً أو أكثر من ذلك أو أقل ، لينال وظيفة مرموقة وراتباً مغرياً ، ولا يسعى لنشر ما تعلمه لغيره حرصاً منه على نفع إخوانه وتنمية لقدراته ومعارفه ، فالأمة اليوم أحوج ما تكون لنشر العلم ، ليس العلم الشرعي وحسب ، بل كل العلوم النافعة ؛ فالطبيب والمهندس والجيولوجي المسلم ، يسهم في رقي الأمة الإسلامية بعلمه الذي أسسه بقواعد إسلامية تخصص بعدها في العلوم المختلفة.
وما نلحظه من تأخر للأمة الإسلامية وانتشار الجهل المركب ما هو إلا نذير صارخ بكم طلبة العلم لتتصدوا للجهل بنشركم للعلم النافع لإخوانكم ، وتالله كم هي الأمثلة الكثيرة المتكررة لتبيان ذلك ؛ ففي سؤال أهل الذكر تطرح أسئلة هي من بديهيات الدين وما ذلك إلا بسبب الجهل الذي فشى بين الناس.
يتعذر البعض من عدم اتقانه للخطب والمحاضرات والدروس العلمية ، وهل سبيل نشر العلوم فقط من خلال ذلك ، لا والله ، فقد يسر الله لنا من الأدوات التي تمكننا من مخاطبة العالم ونحن في منازلنا ، فلنسعى جاهدين ، ولننتبه فقد بدأ أرباب الأهواء والأفكار السقيمة في نشر ترهاتهم وأفكارهم بل حتى عقائدهم ، فالبدار البدار .
ومن محفزات ذلك أن من تعلم منك وعلم غيره بسببك فتح لك حساباً أخروياً لا يغلق إلى يوم القيامة ، ومثله طباعة العلم في كتب وكتيبات ونشرات أو حتى من خلال التغريدات تكون بمثابة نهر جار يصب أجره عليك في دنياك وفي قبرك بعد موتك.
هذا ما جال بخاطري فإن كان من توفيق فمن الله وحده، وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله من ذلك وأتوب إليه. *
------------------
العمر يمر مر السحاب ونحن نسوف وقت المتاب ونرجو عفو رب الأرباب إنّ هذا لشيء عجاب. *