أمآني!
21-01-2015, 12:47 PM
http://images.bokra.net/bokra//01-09-2013/0%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D9%8A%D9%86% D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D9%87%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%88%D 9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D9%87%D9%8A%D9%84%D8%8C-%D8%A3%D8%B5%D9%8A%D8%A8-%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D8%B1%D9%82-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1.jpg
يمكن للزائر إلى اليونان، وخاصة عاصمتها أثينا، التمتع بأمور كثيرة في أحد أقدم البلدان في العالم ومهد الحضارة الغربية المكونة من 1400 جزيرة، والتي توصف عاصمتها بأنها آخر مدينة في الغرب وأول مدينة في الشرق، عبر رحلة سياحية تجمع بين الأماكن الترفيهية والطبيعية الخلابة والفن والثقافة، بدون نسيان التاريخ المتجسد في مبنى «الأكروبوليس».
وتقع أثينا في جنوب اليونان على سهل «أتيكا»، وهي محاطة بالأنهار والجبال، ما يضفي تنوعاً طبيعياً وجغرافياً على المدينة التي أعلنت العام 1985 كأول عاصمة ثقافية لأوروبا، مع الأخذ بعين الاعتبار سمتها العالمية، حيث مرت بها العديد من الحضارات الأجنبية.
زيارة «الأكروبوليس»
الرحلة في أثينا تبدأ بزيارة معلمها الأشهر، «الأكروبوليس» الذى يرتفع 154 متراً من سطح البحر، وهو جبل صخري أقيم فوقه مجموعة من المعابد للآلهة اليونانية القديمة ومن أهمها معبد «البارثنون» الذي يعد درة معابد اليونان والعالم القديم بأسره.
يفضل أخذ طريق «بلاكا أنافيوتيكا» التي هي واحدة من واحات الهدوء، حيث يسير المرء عبر الأزقة القديمة المرصوفة بالحجر صعوداً إلى «الأكروبوليس» في رحلة من السكينة التي كلما صعد درجة يقترب منها ويكاد يلمس التاريخ بيديه.
وحين دخول «الأكروبوليس»، يشعر المرء برهبة بسبب التاريخ المتجسد أمام الزوار، علماً أن اسمه يعني «المدينة العالية». كان «الأكروبوليس» موقعاً دينياً في الزمن النيوليتي، وشهد تاريخاً متقلباً على مر العصور.
النصيحة الأهم حين زيارة المعلم الشهير هي ارتداء الأحذية المناسبة لأن حجارة الموقع ملساء وزلقة جداً. كما يمكن التجول حول «الحديقة الأثرية» التي تحيط بـ«الأكروبوليس»، الجزء المحصن من المدينة الإغريقية القديمة، حيث ولدت أثينا، وهو الآن منطقة للمشاة تربط الكثير من النصب. وبوسع الزائر أن يجد منطقة «كيراميكوس»، حيث القلب النابض لعالم الفن الأثيني الجديد.
صباح أثينا
يمكن بدء النهار في أثينا بشرب فنجان قهوة يونانية، والتي تسمى القهوة التركية مجازاً، حيث لا يكاد مقهى في اليونان يخلو منها. ويتفنن اليونانيون بصناعتها، وهناك حتى نكهات مختلفة لها، حيث يعرفون بأنهم يتلذذون بصناعتها وشربها، أو كما يقال المثل الشائع إن «اليوناني يشرب قهوته في ثلاث ساعات».
ولا بد أيضاً من زيارة سوق المأكولات المركزي الذي يمتلئ بمختلف أصناف الأطعمة، خاصة البحرية منها. ولأن الطعام اليوناني المتوسطي معروف بجودته ومذاقه، فمن الأفضل تناوله في مطاعم تقليدية تسمى «تافرنا» تقع في أزقة أثينا القديمة، وتحديداً في حي «إكزاريا» الذي يعرف كذلك بأنه قبلة اليساريين والمثقفين المتمردين على مجتمعهم وأفكاره.
وفي هذا الحي، تنتشر مقاهي «ريمبيتكا»، وهي نوع من أغاني «البلوز» اليوناني، على الرغم من أن الكثير منها ينتقل في فصل الصيف إلى الشواطئ.
مساء أثينا
أما في المساء، فيمكن مشاهدة الغروب من على تلة «ليكافيتوس» وتناول العشاء في مطعم في حي «باغراتي» الهادئ. ومن بعدها، لا بد من التعرج على حي «بسيري» الذي ينفجر صخباً عبر طاولات الحانات والمطاعم التي تغزو الأرصفة على جانبي الشارع.
وإذا أراد الزائر التمتع بقليلٍ من الهدوء بعد يومٍ حافلٍ بالأحداث، فليسلك طريق المشاة في شارع «أبوستولو بافلو»، المزين بالأشجار الوارفة على جنبيه، لاستحضار لحظات التاريخ ورؤية المسارح بعمر 3000 عام التي عرضت مسرحيّات سوفوكليس ويريبيدس وتلك التي ما زالت قيد الاستعمال إلى اليوم. ومن «أبوستولو بافلو»، سينتهي المطاف إلى «بينيكس»، وهي تلة كان الأثينيون يعقدون فيها اجتماعاتهم الشعبية، وتوصف بأنها «مهد الديمقراطية».
وفي أثينا، يمكن مشاطرة سيارات الأجرة مع الغرباء، وهو أسلوب يساعد على التغلب على الازدحام الذي تعرف به. وهناك طريقة سلسة للتنقل أيضاً وهي دراجات الأجرة النارية التي تنزلق بين السيارات وتوصل راكبيها بسرعة غير معهودة إلى وجهتهم المفضلة.
زيارة نافبليو
على مسافة نحو 130 كيلومتراً عن العاصمة اليونانية، تقع مدينة نافبليو التي يبلغ عدد سكانها حوالي 14 ألف نسمة. وعلى الرغم من حجمها الصغير، فإن لها أهمية تاريخية وسياحية خاصة، إذ كانت عاصمة اليونان بين عامي 1829-1834 إبان ثورة استقلال اليونان.
فضلاً عن ذلك، فإنها الوجهة المفضلة للشباب الرومانسي الحالم، حتى إن البعض يصفها بـ«فلورنسا اليونان» لجهة ارتباطها بأساطير الحب. ومن أشهر معالمها: «أكرونافبليو»، أو «نافبليو العليا»، وهو الحصن القديم لنافبليو، ووجدت فيه آثار من العصر النيوليتي، بالإضافة إلى البقايا الضخمة لـ«القلاع الثلاث»، والمقصود بها القلاع البيزنطية، الإفرنجية والفينيسية المتوالية.
كذلك، فإن رؤية قلعة «بالاميدي» تعتبر تحدياً رياضياً كبيراً، على اعتبار أن الصعود إليها يستوجب المرور عبر 999 درجة، وهو ما يستغرق ساعة كاملة، كله في سبيل التمتع بإطلالة بانورامية خلابة للبحر المتوسط تسحر الألباب.
أما حدائق المدينة، وهي ثلاث متتالية تسمى: «كابوديستريو»، «نيكيتاس»، و«ستيكوبولوس»، فأقيمت في القرن التاسع عشر عندما كانت نافبليو عاصمة اليونان، وتحتوي على عدد من التماثيل والنصب التي تجسد رموز ثورة استقلال اليونان عن العثمانيين.
وتضم نافبليو أيضاً العديد من المنازل التي تعود للفترة الفينيسية والعثمانية، وعلى متحف للفولكلور البيلوبونيزي والذي يحتوي على أكثر من 25 ألف قطعة تمثل تراث شبه جزيرة المورة.
زيارة سانتوريني
لعل جزيرة سانتوريني، التي تقع في أقصى جنوب الأرخبيل اليوناني في البحر المتوسط وتتميز بجمالها الساحر على الرغم من صغر مساحتها، هي أروع وأكثر الجزر اليونانية إثارة.
ويمكن للسائح التمتع بالموقع والطبيعة الخلابتين، بدون ذكر الأبعاد الجغرافية والحضارية للجزيرة، إذ إن الجزيرة أشبه بحدوة الحصان شكلاً، وهي مرتفعة جداً عن سطح البحر، ما يمكن السائح من مراقبة غروب الشمس وشروقها، بالإضافة إلى التمتع بألوان مياه البحر المتعدد من الأزرق بتدريجاته المختلفة إلى البرتقالي والتركواز. وتنال تلك الجزيرة اهتماماً خاصاً من قبل علماء الآثار الذين يواصلون حفرياتهم هناك، بعد أن أسفرت أعمال حفر سابقة عن اكتشاف آثار لواحدة من أقدم الحضارات في التاريخ.
ويسعى العلماء من خلال تنقيباتهم هذه للتحقق مما إذا كانت تلك الجزيرة هي ذاتها الموقع الذي غرقت فيه قارة «أتلنتس» المفقودة التي كانت تتمتع بحضارة راقية ومتقدمة تقدماً كبيراً قبل أكثر من 11 ألف عام، بالنظر إلى أنها بنيت وعمرت على أطراف منهارة من فوهة البركان الذي يعتبر انفجاره العام 1450 قبل الميلاد، أكبر انفجار بركاني عرفته البشرية حتى الآن. كما لا يجب على الزائر أن يندهش من حقيقة أنه يمكن أحياناً رؤية مجرتنا أي مجرة «درب التبانة» بالعين المجردة في الليالي الصافية.
ويقع مطار سانتوريني بالقرب من شواطئ «مونوليثوس» على بعد ثمانية كيلومترات جنوب شرقي عاصمة الجزيرة فيرا، أي 20 دقيقة عبر الحافلة. ويمكن الوصول إلى المطار من الكثير من المدن الأوروبية، فضلاً عن مطار العاصمة اليونانية أثينا، حيث تستغرق الرحلة ساعة تقريباً.
كما يمكن الوصول إلى الجزيرة بحراً من مرفأي «بيراياس» و«رافينا» في أثينا، حيث تستغرق الرحلة بين 5 و7 ساعات عادة، إلا إذا لجأ المرء إلى استخدام القوارب السريعة والحديثة التي قد تستغرق الرحلة معها بين ساعتين أو ثلاثاً.
زيارة رودوس
لا يمكن أن تكتمل زيارة اليونان بدون المرور بجزيرة رودوس ولو سريعاً. وبالقرب منها يقع وادي الفراشات، وهو من الأماكن الأكثر سحراً في اليونان، حيث تقدم آلاف الفراشات الملونة مشهداً خلاباً يصعب على زائري المنطقة نسيانه.
وتقع منطقة الفراشات المشهورة على بعد 35 كيلومتراً من مدينة رودوس، في القسم الغربي من الجزيرة، وهي منطقة سهلية منخفضة غنية بالنباتات، يجتازها نهر صغير مع جسوره الخشبية. تلجأ الفراشات إلى هذا الوادي من 15 يونيو من أجل التناسل وتغادر في 30 سبتمبر من كل عام.
أزمات وعزيمة
وبأي حال، فإن الزائر إلى اليونان سيلحظ بشكلٍ واضحٍ أن سكانها لم يفقدوا حس الضيافة الشرقي وميزات التقدم الغربي، مبرهنين بذلك على أنهم شعب واجهوا الأسوأ دائماً وانتصروا عليه، منذ هجمات الفرس مروراً بالدكتاتورية العسكرية، وليس انتهاءً بالأزمات الاقتصادية التي لم تنل من عزيمة أحفاد أثينا.
سياحة وإقامة
من المتوقع أن يزداد عدد السياح إلى اليونان هذا العام. وقدر اتحاد شركات السياحة في اليونان أن يكون العام الجاري عاما قياسيا بالنسبة لقطاع السياحة، على الرغم من الأزمة المالية. ورجح الاتحاد أن يتجاوز عدد السياح الأجانب 17 مليون سائح خلال العام الجاري.
وكان عدد السياح سجل العام الماضي تراجعا، إذ وصل إلى 15.5 مليون شخص بعدما وصل في 2011 إلى نحو 16.4 مليوناً. كذلك، أعلنت السلطات اليونانية أنها ستمنح تصاريح إقامة لمواطني الدول الأخرى الذين يشترون أو يستأجرون عقاراً بقيمة تزيد على 250 ألف يورو، للنهوض بقطاع البناء المتراجع وتشجيع حركة السياحة.
ويطالب بهذا الإجراء منذ فترة طويلة ممثلو القطاع العقاري لتلبية طلب قوي وخاصة من مستثمرين صينيين وروس وعرب. وهذه الإقامات، التي ستكون لخمسة أعوام قابلة للتجديد، ستمنح للمشتري وزوجته وأبناءه القصر، ما سيسمح لهؤلاء بالسفر بحرية في دول «شنغن» والبقاء فيها لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
مطبخ وجغرافيا
يشتهر المطبخ اليوناني، تماماً كمطابخ منطقة البحر المتوسط، باستعمال البهارات والزعتر البري والثوم وعصير الليمون. هناك أكلات مشتركة كثيرة مع الدول المجاورة وخاصة تركيا ويوغسلافيا السابقة. تشتهر اليونان أيضاً بجبنة «فيتا»، المصنوعة أساساً من حليب الماعز، وسلطة «تساسيكي»، فيما يعتبر مشروب «أوزو» المشروب الوطني.
وتعتبر اليونان من أكثر بلدان أوروبا ارتفاعاً، حيث إن ما يقارب من 80 في المئة مساحة البلاد عبارة عن مرتفعات جبلية. ويبلغ مجمل طول الساحل اليوناني حوالي 15000 كيلومتر، ومجمل الحدود البرية 1160 كيلومتراً. وهي أقرب البلدان الأوروبية إلى المنطقة العربية جغرافياً.
http://images.bokra.net/bokra/NewSite/01-09-2013/12355890239//1093656740.jpg
http://images.bokra.net/bokra/NewSite/01-09-2013/12355890239//1565843769.jpg
http://images.bokra.net/bokra/NewSite/01-09-2013/12355890239//1412701744.jpg
http://images.bokra.net/bokra/NewSite/01-09-2013/12355890239//627429100.jpg
http://images.bokra.net/bokra/NewSite/01-09-2013/12355890239//1781595950.jpg
http://images.bokra.net/bokra/NewSite/01-09-2013/12355890239//1791407441.jpg
يمكن للزائر إلى اليونان، وخاصة عاصمتها أثينا، التمتع بأمور كثيرة في أحد أقدم البلدان في العالم ومهد الحضارة الغربية المكونة من 1400 جزيرة، والتي توصف عاصمتها بأنها آخر مدينة في الغرب وأول مدينة في الشرق، عبر رحلة سياحية تجمع بين الأماكن الترفيهية والطبيعية الخلابة والفن والثقافة، بدون نسيان التاريخ المتجسد في مبنى «الأكروبوليس».
وتقع أثينا في جنوب اليونان على سهل «أتيكا»، وهي محاطة بالأنهار والجبال، ما يضفي تنوعاً طبيعياً وجغرافياً على المدينة التي أعلنت العام 1985 كأول عاصمة ثقافية لأوروبا، مع الأخذ بعين الاعتبار سمتها العالمية، حيث مرت بها العديد من الحضارات الأجنبية.
زيارة «الأكروبوليس»
الرحلة في أثينا تبدأ بزيارة معلمها الأشهر، «الأكروبوليس» الذى يرتفع 154 متراً من سطح البحر، وهو جبل صخري أقيم فوقه مجموعة من المعابد للآلهة اليونانية القديمة ومن أهمها معبد «البارثنون» الذي يعد درة معابد اليونان والعالم القديم بأسره.
يفضل أخذ طريق «بلاكا أنافيوتيكا» التي هي واحدة من واحات الهدوء، حيث يسير المرء عبر الأزقة القديمة المرصوفة بالحجر صعوداً إلى «الأكروبوليس» في رحلة من السكينة التي كلما صعد درجة يقترب منها ويكاد يلمس التاريخ بيديه.
وحين دخول «الأكروبوليس»، يشعر المرء برهبة بسبب التاريخ المتجسد أمام الزوار، علماً أن اسمه يعني «المدينة العالية». كان «الأكروبوليس» موقعاً دينياً في الزمن النيوليتي، وشهد تاريخاً متقلباً على مر العصور.
النصيحة الأهم حين زيارة المعلم الشهير هي ارتداء الأحذية المناسبة لأن حجارة الموقع ملساء وزلقة جداً. كما يمكن التجول حول «الحديقة الأثرية» التي تحيط بـ«الأكروبوليس»، الجزء المحصن من المدينة الإغريقية القديمة، حيث ولدت أثينا، وهو الآن منطقة للمشاة تربط الكثير من النصب. وبوسع الزائر أن يجد منطقة «كيراميكوس»، حيث القلب النابض لعالم الفن الأثيني الجديد.
صباح أثينا
يمكن بدء النهار في أثينا بشرب فنجان قهوة يونانية، والتي تسمى القهوة التركية مجازاً، حيث لا يكاد مقهى في اليونان يخلو منها. ويتفنن اليونانيون بصناعتها، وهناك حتى نكهات مختلفة لها، حيث يعرفون بأنهم يتلذذون بصناعتها وشربها، أو كما يقال المثل الشائع إن «اليوناني يشرب قهوته في ثلاث ساعات».
ولا بد أيضاً من زيارة سوق المأكولات المركزي الذي يمتلئ بمختلف أصناف الأطعمة، خاصة البحرية منها. ولأن الطعام اليوناني المتوسطي معروف بجودته ومذاقه، فمن الأفضل تناوله في مطاعم تقليدية تسمى «تافرنا» تقع في أزقة أثينا القديمة، وتحديداً في حي «إكزاريا» الذي يعرف كذلك بأنه قبلة اليساريين والمثقفين المتمردين على مجتمعهم وأفكاره.
وفي هذا الحي، تنتشر مقاهي «ريمبيتكا»، وهي نوع من أغاني «البلوز» اليوناني، على الرغم من أن الكثير منها ينتقل في فصل الصيف إلى الشواطئ.
مساء أثينا
أما في المساء، فيمكن مشاهدة الغروب من على تلة «ليكافيتوس» وتناول العشاء في مطعم في حي «باغراتي» الهادئ. ومن بعدها، لا بد من التعرج على حي «بسيري» الذي ينفجر صخباً عبر طاولات الحانات والمطاعم التي تغزو الأرصفة على جانبي الشارع.
وإذا أراد الزائر التمتع بقليلٍ من الهدوء بعد يومٍ حافلٍ بالأحداث، فليسلك طريق المشاة في شارع «أبوستولو بافلو»، المزين بالأشجار الوارفة على جنبيه، لاستحضار لحظات التاريخ ورؤية المسارح بعمر 3000 عام التي عرضت مسرحيّات سوفوكليس ويريبيدس وتلك التي ما زالت قيد الاستعمال إلى اليوم. ومن «أبوستولو بافلو»، سينتهي المطاف إلى «بينيكس»، وهي تلة كان الأثينيون يعقدون فيها اجتماعاتهم الشعبية، وتوصف بأنها «مهد الديمقراطية».
وفي أثينا، يمكن مشاطرة سيارات الأجرة مع الغرباء، وهو أسلوب يساعد على التغلب على الازدحام الذي تعرف به. وهناك طريقة سلسة للتنقل أيضاً وهي دراجات الأجرة النارية التي تنزلق بين السيارات وتوصل راكبيها بسرعة غير معهودة إلى وجهتهم المفضلة.
زيارة نافبليو
على مسافة نحو 130 كيلومتراً عن العاصمة اليونانية، تقع مدينة نافبليو التي يبلغ عدد سكانها حوالي 14 ألف نسمة. وعلى الرغم من حجمها الصغير، فإن لها أهمية تاريخية وسياحية خاصة، إذ كانت عاصمة اليونان بين عامي 1829-1834 إبان ثورة استقلال اليونان.
فضلاً عن ذلك، فإنها الوجهة المفضلة للشباب الرومانسي الحالم، حتى إن البعض يصفها بـ«فلورنسا اليونان» لجهة ارتباطها بأساطير الحب. ومن أشهر معالمها: «أكرونافبليو»، أو «نافبليو العليا»، وهو الحصن القديم لنافبليو، ووجدت فيه آثار من العصر النيوليتي، بالإضافة إلى البقايا الضخمة لـ«القلاع الثلاث»، والمقصود بها القلاع البيزنطية، الإفرنجية والفينيسية المتوالية.
كذلك، فإن رؤية قلعة «بالاميدي» تعتبر تحدياً رياضياً كبيراً، على اعتبار أن الصعود إليها يستوجب المرور عبر 999 درجة، وهو ما يستغرق ساعة كاملة، كله في سبيل التمتع بإطلالة بانورامية خلابة للبحر المتوسط تسحر الألباب.
أما حدائق المدينة، وهي ثلاث متتالية تسمى: «كابوديستريو»، «نيكيتاس»، و«ستيكوبولوس»، فأقيمت في القرن التاسع عشر عندما كانت نافبليو عاصمة اليونان، وتحتوي على عدد من التماثيل والنصب التي تجسد رموز ثورة استقلال اليونان عن العثمانيين.
وتضم نافبليو أيضاً العديد من المنازل التي تعود للفترة الفينيسية والعثمانية، وعلى متحف للفولكلور البيلوبونيزي والذي يحتوي على أكثر من 25 ألف قطعة تمثل تراث شبه جزيرة المورة.
زيارة سانتوريني
لعل جزيرة سانتوريني، التي تقع في أقصى جنوب الأرخبيل اليوناني في البحر المتوسط وتتميز بجمالها الساحر على الرغم من صغر مساحتها، هي أروع وأكثر الجزر اليونانية إثارة.
ويمكن للسائح التمتع بالموقع والطبيعة الخلابتين، بدون ذكر الأبعاد الجغرافية والحضارية للجزيرة، إذ إن الجزيرة أشبه بحدوة الحصان شكلاً، وهي مرتفعة جداً عن سطح البحر، ما يمكن السائح من مراقبة غروب الشمس وشروقها، بالإضافة إلى التمتع بألوان مياه البحر المتعدد من الأزرق بتدريجاته المختلفة إلى البرتقالي والتركواز. وتنال تلك الجزيرة اهتماماً خاصاً من قبل علماء الآثار الذين يواصلون حفرياتهم هناك، بعد أن أسفرت أعمال حفر سابقة عن اكتشاف آثار لواحدة من أقدم الحضارات في التاريخ.
ويسعى العلماء من خلال تنقيباتهم هذه للتحقق مما إذا كانت تلك الجزيرة هي ذاتها الموقع الذي غرقت فيه قارة «أتلنتس» المفقودة التي كانت تتمتع بحضارة راقية ومتقدمة تقدماً كبيراً قبل أكثر من 11 ألف عام، بالنظر إلى أنها بنيت وعمرت على أطراف منهارة من فوهة البركان الذي يعتبر انفجاره العام 1450 قبل الميلاد، أكبر انفجار بركاني عرفته البشرية حتى الآن. كما لا يجب على الزائر أن يندهش من حقيقة أنه يمكن أحياناً رؤية مجرتنا أي مجرة «درب التبانة» بالعين المجردة في الليالي الصافية.
ويقع مطار سانتوريني بالقرب من شواطئ «مونوليثوس» على بعد ثمانية كيلومترات جنوب شرقي عاصمة الجزيرة فيرا، أي 20 دقيقة عبر الحافلة. ويمكن الوصول إلى المطار من الكثير من المدن الأوروبية، فضلاً عن مطار العاصمة اليونانية أثينا، حيث تستغرق الرحلة ساعة تقريباً.
كما يمكن الوصول إلى الجزيرة بحراً من مرفأي «بيراياس» و«رافينا» في أثينا، حيث تستغرق الرحلة بين 5 و7 ساعات عادة، إلا إذا لجأ المرء إلى استخدام القوارب السريعة والحديثة التي قد تستغرق الرحلة معها بين ساعتين أو ثلاثاً.
زيارة رودوس
لا يمكن أن تكتمل زيارة اليونان بدون المرور بجزيرة رودوس ولو سريعاً. وبالقرب منها يقع وادي الفراشات، وهو من الأماكن الأكثر سحراً في اليونان، حيث تقدم آلاف الفراشات الملونة مشهداً خلاباً يصعب على زائري المنطقة نسيانه.
وتقع منطقة الفراشات المشهورة على بعد 35 كيلومتراً من مدينة رودوس، في القسم الغربي من الجزيرة، وهي منطقة سهلية منخفضة غنية بالنباتات، يجتازها نهر صغير مع جسوره الخشبية. تلجأ الفراشات إلى هذا الوادي من 15 يونيو من أجل التناسل وتغادر في 30 سبتمبر من كل عام.
أزمات وعزيمة
وبأي حال، فإن الزائر إلى اليونان سيلحظ بشكلٍ واضحٍ أن سكانها لم يفقدوا حس الضيافة الشرقي وميزات التقدم الغربي، مبرهنين بذلك على أنهم شعب واجهوا الأسوأ دائماً وانتصروا عليه، منذ هجمات الفرس مروراً بالدكتاتورية العسكرية، وليس انتهاءً بالأزمات الاقتصادية التي لم تنل من عزيمة أحفاد أثينا.
سياحة وإقامة
من المتوقع أن يزداد عدد السياح إلى اليونان هذا العام. وقدر اتحاد شركات السياحة في اليونان أن يكون العام الجاري عاما قياسيا بالنسبة لقطاع السياحة، على الرغم من الأزمة المالية. ورجح الاتحاد أن يتجاوز عدد السياح الأجانب 17 مليون سائح خلال العام الجاري.
وكان عدد السياح سجل العام الماضي تراجعا، إذ وصل إلى 15.5 مليون شخص بعدما وصل في 2011 إلى نحو 16.4 مليوناً. كذلك، أعلنت السلطات اليونانية أنها ستمنح تصاريح إقامة لمواطني الدول الأخرى الذين يشترون أو يستأجرون عقاراً بقيمة تزيد على 250 ألف يورو، للنهوض بقطاع البناء المتراجع وتشجيع حركة السياحة.
ويطالب بهذا الإجراء منذ فترة طويلة ممثلو القطاع العقاري لتلبية طلب قوي وخاصة من مستثمرين صينيين وروس وعرب. وهذه الإقامات، التي ستكون لخمسة أعوام قابلة للتجديد، ستمنح للمشتري وزوجته وأبناءه القصر، ما سيسمح لهؤلاء بالسفر بحرية في دول «شنغن» والبقاء فيها لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
مطبخ وجغرافيا
يشتهر المطبخ اليوناني، تماماً كمطابخ منطقة البحر المتوسط، باستعمال البهارات والزعتر البري والثوم وعصير الليمون. هناك أكلات مشتركة كثيرة مع الدول المجاورة وخاصة تركيا ويوغسلافيا السابقة. تشتهر اليونان أيضاً بجبنة «فيتا»، المصنوعة أساساً من حليب الماعز، وسلطة «تساسيكي»، فيما يعتبر مشروب «أوزو» المشروب الوطني.
وتعتبر اليونان من أكثر بلدان أوروبا ارتفاعاً، حيث إن ما يقارب من 80 في المئة مساحة البلاد عبارة عن مرتفعات جبلية. ويبلغ مجمل طول الساحل اليوناني حوالي 15000 كيلومتر، ومجمل الحدود البرية 1160 كيلومتراً. وهي أقرب البلدان الأوروبية إلى المنطقة العربية جغرافياً.
http://images.bokra.net/bokra/NewSite/01-09-2013/12355890239//1093656740.jpg
http://images.bokra.net/bokra/NewSite/01-09-2013/12355890239//1565843769.jpg
http://images.bokra.net/bokra/NewSite/01-09-2013/12355890239//1412701744.jpg
http://images.bokra.net/bokra/NewSite/01-09-2013/12355890239//627429100.jpg
http://images.bokra.net/bokra/NewSite/01-09-2013/12355890239//1781595950.jpg
http://images.bokra.net/bokra/NewSite/01-09-2013/12355890239//1791407441.jpg