المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وهطل المطر



fawaz_a
22-01-2015, 01:30 PM
http://up.arabseyes.com/uploads2013/22_01_15142191894974621.jpg (http://up.arabseyes.com/) (http://games.arabseyes.com)


سارة البريكية
مع دخول فصل الشتاء وتغيّر الأجواء لدينا في عمان خاصة؛ فإنّ هذا الوقت من شهور السنة عادة ما يكون عرضة للبرد وسقوط الأمطار الموسمية، وتعرض بحر العرب وسواحل عمان إلى موجة أعاصير وعواصف مدارية، ونحمد الله على أنّ لدينا في عمان جهة تعلم مسبقًا بكل ذلك، وتتنبأ قبل فترة بتشكّل تلك المسارات وأحوال الطقس والمناخ، وتقوم برصد أية منخفضات جويّة من شأنها إصابة البلاد بوابل من الأمطار والسيول، ولولاها لمتنا غرقا.
إنّ السلطنة نظرًا لموقعها الجغرافي، فإنّها تقع على خط يسمح لها بأن تتأثر بأية رياح وتيارات مطرية رعدية قوية، قادمة من دول شرق آسيا، ومن جهات مختلفة، ونتذكر الأنواء المناخية التي جاءت على البلاد في عامي 2007 و 2010 ماذا فعلت وماذا تركت، ولا زالت آثارها باقية حتى يومنا هذا.
ولما كان الأمر كذلك، كان ينبغي التعلم والاستفادة من التجربة الأولى التي مررنا بها كإعصاري جونو وفيت، وأخذ التدابير اللازمة لعدم تضررنا بخسائر أكبر من الأمطار التي تأتي تباعا، فالمنشآت الصحية والأملاك العامة والخاصة باتت السيول والأودية والشعاب تهددها وتنهب ما بها وعليها، ووضح أمامنا كيف أضحت تغزوها بطريقة ملفتة للنظر، دون أن يوقفها شيء، أو يحد من غضبها وثورتها شيء.
أمر غريب وعجيب فعلا أن تنساب تلك المياه الكثيرة والقوية إلى بيوت كانت آمنة بأهلها، ونحن نعلم بوقوع ذلك مسبقًا، ويكون ذلك عندما تبدأ الأرصاد الجوية بتحذير الناس، وبعد ذلك عندما تبدأ حبات تلك الغيوم العلوية تتشكل في السماء نهارًا أو ليلا ولا يُحرَّك ساكنٌ إزاء ما يُسمع ويشاهد، أمر مؤلم أن تتسارع تلك القطرات المائية التي جاءت بإذن ربها، ونزلت بقدرة من خلق من الماء بشرًا، مكونة بحارًا طامة في تجمعها، تسير صوب الآمنين في مخادعهم وأسرة مرضهم، لتقول كلمتها في تسيد الموقف، وإحكام قبضتها على كل المداخل والمخارج والممرات، ونقف حكومة وأفرادًا وشعبًا نتفرج، وننتظر ما ستسفر عنه تلك المياه التي اقتحمت الأمكنة.
إنّ الأمطار التي هطلت مساء الإثنين المنصرم التاسع عشر من يناير الجاري على محافظة مسقط، وتركّزت في عدد من مدنها، كادت تغرق أهلها لو استمرت في النزول ساعات أطول، فأصبحنا بمجرد تساقط حبات المطر لسويعات على وطننا الآمن، نغرق في البيوت وحيث نقف ونكون.. سبحان الله.
حقيقة أتساءل كيف لمستشفى النهضة أن تدخله المياه بتلك الكمية التي تناقلتها وسائل الإعلام، والحكومة تعلم بإمكانية حدوث ذلك متى ما نزلت الأمطار وسالت ولا تحرك ساكنا، ثمّ كيف لمناطق مثل الحمرية وروي ومطرح أن تغرق وتجري فيها الأودية بتلك الغزارة والقوة؛ مخلفة معها خسائر في الأرواح والممتلكات، والمسؤولين في سبات، من يتحمل مسؤولية ما حدث ويحدث؟ متى سنجد أنفسنا آمنين من الأودية والشعاب بصرف النظر عن المكان الذي نتواجد فيه؟.
إنّ نقل مستشفى النهضة من موقعه الحالي إلى موقع آخر بات أمرًا ضروريًا، وإن لم يكن ذلك متيسرًا في الوقت الحالي مراعاة لظروف أهالي وقاطني منطقة روي وما جاورها، فإنّ الجبال المجاورة للمستشفى يجب إزالتها وتسويتها بالأرض، فعلى الحكومة أن تعمل بأقل الأمرين خسارة، كذلك الحمرية وروي، بسبب علو الجبال الشاهقة المجاورة لهما، يصبح أهلها وقاطنوها في غمضة عين وانتباهها وفي كل مرة تنزل فيها الأمطار ضحية، ومعرضين للموت في أي لحظة.
نحن نعلم أنّ هكذا توجهات في استحداث مشاريع للبنى التحتية ومعالجة الأخطاء القديمة التي حدثت بسبب غياب التخطيط والدراسة جانب مكلف ماديا، إلا أنّ الشروع في وضع الحلول على الواقع أمر لابد منه، سواء اليوم أو غدا، ومثل هكذا قرارات يجب أن تكون عاجلا وليست آجلا، فالأمر لم يعد يحتمل التأجيل والانتظار، وما حدث في مستشفى النهضة وروي وفي عدد من المحافظات والولايات عند سقوط الأمطار الأخيرة، أو تلك التي كانت قبلها، يحب أن يؤخذ بعين الاعتبار، ويجب أن نأخذ منه العبر والدروس، ويتحرك على أساس ذلك لردم الهوة التي باتت تهدد الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.

ورد القرنفل 1
22-01-2015, 10:27 PM
مقاله رائعه،،،
بالفعل ماحدث قبل ايام في مستشفى النهضة حصل سابقا في الاجواء المناخية السابقة ولم يحدث تغير
ولكن دائما نتأمل في الايام المقبلة بأن يحدث التغير للافضل،،ويجب على وزارة الاسكان ان تخطط جيدا لتوزيع
الاراضي حتى لا يغرق المواطنين في منازلهم ،،،وايضا على المواطنين ان يتخذوا موقف ايجابي بأن لا يقبلوا
الاراضي التي تكون في مجرى الاودية والشراج........

احترامي لك

سراب الورد
23-01-2015, 10:08 AM
نسأل الله السلامه

شكرا لك