المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهزيمة في عين العرب تمهّد لانهيار «داعش»



عطر الاحساس
03-02-2015, 03:15 PM
على خلفية انكسار جحافل تنظيم داعش على بوابة عين العرب بعد معارك ضارية دامت أكثر من أربعة أشهر، يبدو أن تداعيات الهزيمة المؤلمة لم تعد تنحصر في فقدان المدينة الصغيرة التي كاد سقوطها أن يكون وشيكاً. وترجح المؤشرات بأن هذه الهزيمة ستعقبها ارتدادات تضع حداً لنهاية تمدد التنظيم وتحصره في معاقله الرئيسة، بحيث تنكفئ قدراته الهجومية وتتقوقع على الذات.

وتبعاً للمصادر الكردية الرسمية والغربية، فإن الخزان العسكري الذي كان داعش يعول عليه في فتح جبهات جديدة، تعرّض لضربات موجعة على خلفية سقوط قرابة خمسة آلاف قتيل، غالبيتهم يحتلون المراكز القيادية.

ومنهم من كانوا يصنّفون في خانة «الانتحاريين»، حتى خرجت آراء متباينة تتحدث عن ضلوع نسبة كبيرة من أبناء الفئة العمرية الشابة المنحدرة من منطقة صرين ومنبج وجرابلس وتل أبيض والتي حاربت تحت لواء داعش في هذه المواجهة المفتوحة من دون أن تحصد النتائج المرجوة.

علاوة على تحطيم الترسانة العسكرية المرافقة التي غنمها التنظيم من معسكرات القوات النظامية الواقعة في محيط مدينة الرقة والطبقة وعين عيسى، ما ترك المساحات الخلفية بمعزل عن التحصينات العسكرية الثقيلة، نتيجة زج جميع صنوف الأسلحة في الجبهة الأمامية داخل عين العرب ومحيطها.

جثث وأشلاء

وبعد بضعة أيام من تدهور عناصر «داعش» في المدينة، ما زالت القوات الكردية المشتركة وعناصر من الجيش الحر تعثر يومياً على جثث وأشلاء تحت الركام، فيما التشكيلات القليلة المتبقية في الريف باتت معنوياتها في الحضيض، وهي تخوض مواجهات لا ترتقي لمستوى المعارك الضارية بخلاف الأيام الأولى وفق شهادات مقاتلي الكرد.

ويفهم من هذا التصور أن التمشيط الجاري والذي بدأته القوات الكردية بهدف تحرير المناطق الريفية لن يكون عسيراً كما يعتقد، طالما أن جغرافية المدينة لم تسعف «داعش» في الصمود والبقاء والاحتماء، فسيكون سيناريو الريف المكشوف هدفاً سهلاً لطيران التحالف والمدافع الكردية.

وترك تقهقر «داعش» في المدينة آثاراً سلبية مضاعفة على الحاضنة الاجتماعية المجاورة، وعلى وجه الخصوص في المناطق الموزعة على شريط نهر الفرات الغربي من عين العرب، حيث تقع مدينة جرابلس والشيوخ وصرين.

فقد نقلت نشطاء معلومات من داخل تلك المناطق تفيد بهروب أعداد كبيرة من مناصري التنظيم صوب مدينة منبج في ريف حلب، ومنهم من قصدوا مدينة الرقة، حيث معقل «داعش»، ومنهم من لاذوا بالفرار إلى الداخل التركي من بوابة مدينة تل أبيض الحدودية، وذلك بعد أن اشترط «داعش» انخراط من يستطيعون حمل السلاح في المواجهات.

وإلا سيكونون عرضة للثأر والانتقام من القوات الكردية، الأمر الذي رفضته القوات الكردية، لأن المواجهات بنظرهم تشمل عناصر «داعش» فقط، بدليل وجود كتائب عسكرية تابعة للجيش الحر تنحدر من معظم المناطق العربية المجاورة، وتشترك مع القوات الكردية في القتال ضد «داعش».

الحاضنة الاجتماعية

غير أن السيناريو الذي يستشف من هذا المشهد، يكشف في أن الحاضنة الاجتماعية التي كانت داعش تراهن عليها غدت مهتزة تماماً، ولم تعد دعاية التنظيم تلقى آذاناً صاغيةً، أو قادرة على إحداث التحشيد الشعبي اللازم كما كان في السابق، لتبدو تراجع «داعش» إلى الوراء جراء انتكاسة عين العرب.

بمثابة دافع تزيد من حدة التناقضات والصراعات في صفوف الحاضنة الاجتماعية باضطراد، وعلى ضوء هذه المقاربة، يصعب استبعاد سيناريو تفجير احتجاج شعبي مناهض ضد «داعش» في هذه الحالة، فيما لو نجحت القوات الكردية في شق الطريق صوب المناطق المجاورة .

حيث تتمركز فيها «داعش»، خاصة أن بعض العشائر والشرائح الاجتماعية في مدينة منبج والباب وحتى الرقة، تعاني من ويلات التنظيم، لكنها تفتقر عملياً إلى جهات مساندة لتكون قادرة الاعتماد عليها للخروج من تحت رحمة سيوف التنظيم.

وينحسب هذا التوتر الناجم بالدرجة الأولى من هزيمة معركة عين العرب على هيكلية التنظيم ذاته، حيث رصدت الشبكات الإعلامية المناهضة لـ «داعش» في مدينة الرقة وتل أبيض بحدوث عمليات اغتيال متكررة وانشقاقات متواصلة تعصف بنية التنظيم خلال الأيام الماضية، وسرعان ما ينتشر خبر انشقاق عدد من العناصر عن التنظيم وفق ما يقوله النشطاء، ليقوم «داعش» بنصب حواجز تفتيش في جميع أنحاء المدينة، لأن عدداً من المنشقين وغالبيتهم من «الأنصار» قاموا بتحرير معتقلين من جبهة النصرة.

وكان مصير أغلب المنشقين الفرار إلى تركيا، أما من تبقى توجه لمناطق سيطرة جبهة النصرة في حلب واللاذقية، وقد أكدت ذات الشبكة في أن مدينة الرقة تشهد حالات جديدة من الاغتيالات ينفذها مجهولون ضد داعش، حيث قاموا باغتيال أربعة عناصر من تنظيم داعش في حي رميلة‬ مؤخراً، بالإضافة لاغتيال عائلتين أيضاً من الجنسية التونسية في حي الادخار في مدينة الرقة.

وهناك اعتقاد واضح يسود حالياً في أوساط المراقبين يتمثل في أن التنظيم لا يستطيع استدراك هذا الأمر، وقد يتطور مع مرور الأيام محدثة تصدعات قد تؤدي إلى تهاوي التنظيم من الداخل.

التحالف و"داعش"

يرى الكاتب السياسي فايز الدويري أنه كان بإمكان قوات التحالف الدولي أن توقف تقدّم قوات تنظيم داعش خلال الأسابيع الأولى من معركة عين العرب، مضيفاً «لكنها فضلت استمرار المعركة أطول فترة ممكنة»، لأنها اعتبرت عين العرب مصيدة ومنطقة تقتيل مثالية لقوات التنظيم، وساعدها على ذلك ضعف التخطيط العملياتي لدى قادة التنظيم.

صخب أنثى
03-02-2015, 03:42 PM
http://store1.up-00.com/2015-01/1420905572132.png

بدر الدجى
03-02-2015, 03:57 PM
كل الشكر لج ع الخبر

اطياف السراب
03-02-2015, 10:01 PM
شكرا جزيلا لك على الخبر