المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : || خالد والجامعة|| مفهوم الشباب الجامعي



fawaz_a
08-02-2015, 10:09 AM
http://up.arabseyes.com/uploads2013/08_02_15142337910462121.png (http://up.arabseyes.com/) العاب (http://games.arabseyes.com)

http://up.arabseyes.com/uploads2013/08_02_15142337572216681.jpg (http://up.arabseyes.com/) العاب (http://games.arabseyes.com)


تُعرف فترة الشباب بأنها الفترة التي تبدأ حينما يحاول المجتمع تأهيل الشخص لكي يحتل مكانة اجتماعية ويؤدي دوراً في بنائه وتنتهي حينما يتمكن الفرد من احتلال مكانته وأداء دوره في السياق الاجتماعي وفقاً لمعايير التفاعل الاجتماعي، وبذا يعتمد تحديد الاجتماعيون للشباب كفئة على طبيعة ومدى اكتمال الأدوار التي تؤديها الشخصية الشابة في المجتمع.

ووفقاً لمعايير الأمم المتحدة فإن مرحلة الشباب هي المرحلة الانتقالية بين تبعية الطفولة وتحمل حقوق وواجبات البالغين فهي مرحلة التجريب لأدوار ومهام جديدة، وهي العمر بين سن الخامسة عشر والرابعة والعشرين، وهو السن الذي يستعد فيه الشخص لحياة الكبار وتجربة المواطنة الكاملة والمشاركة الفعالة في العمليات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الذي يعيش فيه، ويتم هذا الإعداد من خلال تعليم وتدريب وخبرة مكتسبة من السنوات الأولى في العمر.

وبناءاً على ذلك فإن تعريف الشباب الجامعي لم يعُد يشير إلى مجرد مرحلة سنية يحتاج فيها الفرد إلى مجموعة من الخدمات التي تُعده للمستقبل، بل اتسع هذا المفهوم في النظر إلى الشباب الجامعى على أنه فترة من حياة الإنسان يتميز فيها بمجموعة من الخصائص تجعلها أهم فترات الحياة وأخصبها وأكثرها صلاحية للتجاوب مع المتغيرات السريعة المتلاحقة التي يمر بها المجتمع الإنساني المعاصر.

ولذا يمكن مناقشة تعريف الشباب الجامعي من خلال ثلاثة معايير رئيسية هي:
- المعيار الزمني: حيث يتحدد الشباب الجامعي بأنه مرحلة عمرية تقع بين السابعة عشر وحتى الخامسة والعشرين، وقد تقل أو تزيد في حدود عامين قبل نقطة البداية وبعد نقطة النهاية عن هذا الحد، وهذه المرحلة ليست منفصلة عن بقية مراحل العمر وخاصةً مرحلة الطفولة والمراهقة وإنما هي امتداد لهذه المرحلة الأخيرة بالذات.
- معيار النوع: تشمل هذه المرحلة العمرية الجنسين من الذكور والإناث على حد سواء.
- معيار السمات والخصائص النفسية والسلوكية المميزة للشباب الجامعى: والتي تتمثل في الرغبة في التجديد والقدرة على الإنجاز والمساهمة في إحداث التغيير وكسب المعرفة إلى جانب سمات الشباب الجامعى العامة في تلك المرحلة كالقلق والاندفاع والتمرد في بعض الأحيان والتأثر بالتقاليد وفقاً للانتشار الثقافي والقيمي والمحلي والعالمي.
- المعيار الاجتماعي: ويتحدد بالوضع والمكانة التي يشغلها الشاب الجامعى فقد يكون طالباً في إحدى الكليات النظرية أو العملية أو أحد المعاهد العليا التي تشملها مرحلة التعليم الجامعي، ويرتبط ذلك بطبيعة أوضاع المجتمع المصري، ووضع النسق التعليمي بين الأنساق المجتمعية الأخرى من ناحية التطورات العالمية التي تؤثر على وضع الشباب الجامعى المصري بين الشباب العربي والعالمي من ناحية أخرى.

كما نجد أيضًا أن الشباب الجامعي يشكلون شريحة عمرية محددة بيولوجياً ونفسياً واجتماعياً، ومن خلال هذا التحديد نجدها تتميز ببعض الخصائص التي تجعلها تختلف في طبيعتها عن مراحل الشخصية السابقة واللاحقة لمرحلة الشباب، هذا الاختلاف لا يعني فصل المرحلة عن المراحل الأخرى وإنما هي مكملة لما قبلها كما أنها امتداد للمرحلة التالية لها، وعن النمو الاجتماعي فتتسم هذه المرحلة بتقدير الشباب الجامعى للقيم الأخلاقية، وأن هذا يرتبط إلى حد كبير على ما تقوم به الأسرة - هذا إلى جانب الجامعة – من تدريب خلقي.

ونستطيع القول أن الشباب الجامعي ينطبق عليه ما ينطبق على الشريحة الشبابية عموماً من خصائص إلا أن ثمة خصائص قد يتفرد بها الشباب الجامعي باعتبارهم ينتمون لنسق تعليمي معين، ويتهيئون لشغل مكانة اجتماعية معينة تفرض عليهم إدراكاً أكبر لمختلف ما يحدث في المجتمع المحيط بهم – وخاصة المشكلات المجتمعية – ومن ثم تميزهم بمجموعة من الخصائص التي يتحدد في ضوئها درجة مشاركتهم في التعامل مع هذه المشكلات، ومن أهم الخصائص المميزة للشباب الجامعي ما يلي:

1- الفاعلية والدينامية: وتتولد هذه الفاعلية لما يصل إليه الشاب الجامعي من نمو واكتمال للتكوين البيولوجي والفسيولوجي من ناحية، وما يؤدي إليه النمو النفسي والاجتماعي من ناحية أخرى. فالمرحلة الجامعية تجمع بين خاتمة المراهقة واستهلاك الشباب، وتتجلى فيها بشكل واضح مظاهر التعبير عن الاقتراب الشديد من الرجولة أو الأنوثة الكاملة، هذا بالإضافة إلى ما تتسم به هذه المرحلة من تفتح الاستعدادات العقلية وتمايز الميول والاتجاهات، وهو ما يؤدي إلى بداية تهيئة الشاب الجامعي لشغل الدور الاجتماعي وتقلد المسئوليات الاجتماعية.( ) كما أن ظروف المرحلة التعليمية في الجامعة وما تؤديه وتثمر عنه من إدراك الشباب الجامعي لما يحيط به بشكل أكثر عمقاً – وخاصةً المشكلات المجتمعية المحيطة - لذا فإن حساسية الشباب الجامعي للواقع الاجتماعي بمختلف مكوناته ومشكلاته تكون أكثر مما قد يدفعه لمزيد من الفاعلية والمشاركة في محاولة منه للتأثير في هذا الواقع في جبهات أوسع.
كما أن السبب لدينامية هذه المرحلة يرجع لطبيعة التكوين البيولوجي والفسيولوجي والوضع الاجتماعي للشخصية الشابة. إذ نجدها تكون عادةً حساسة لكل ما هو جديد لأنها لم تستقر بعد ذلك من شأنه أن يجعلها في شوق دائم للتغيير، وهو ما يطلق عليه في ظروف تاريخية معينة بالحاجة الدائمة إلى الثورة.

2- القلق والتوتر: مصدر هذا القلق – علاوة على مصدره للشباب عموماً – يرجع لطبيعة المرحلة الفاصلة يبن إعداده للدور الاجتماعي، وتقلده لهذا الدور والقيام به، وما يصاحب ذلك من خيارات تفرض عليه وقد لا تلائمه، ويبدو ذلك بوضوح في اختيار نوع التعليم ووجهته، فكثيراً ما يقع الشباب الجامعي تحت وطأة القلق والتوتر نتيجة لفرض تطلعات أبوية غير الواقعية في تحديد وجهته التعليمية أو نتيجة لوقوف مكاتب تنسيق القبول بالجامعات بينه وبين نوع التعليم الذي يرغبه، وينشأ القلق والتوتر من مصدر آخر أيضاً يتمثل في غموض المستقبل المهني الذي ينتظر شباب الجامعات. فإذا كان شبح التنسيق يطارده قبل التحاقه بالجامعة، فإن شبح القوى العاملة ينتظره بعد التخرج. هذا إلى جانب أن هناك عامل آخر يؤكد خاصية القلق لهذه الفئة العمرية ويتمثل في أن الشباب دأبوا على رفض المتغيرات المستقرة والمألوفة.

3- النظرة المستقبلية: شباب الجامعات بحكم المرحلة العمرية وما يتعرضون له من خبرات تعليمية يكونون أكثر ميلاً للنظر إلى مستقبل مجتمعهم على اعتبار أنهم أصحابه الحقيقيون، ومن ثم يكونون أكثر حرصاً على تغيير الواقع الماثل، وأكثر حساسية تجاه متغيراته، وهذا ما يجعلهم في صراع مع الجيل الأكبر؛ فالشباب الجامعي يتسمون بقدر كبير من الميل للمثالية في توجهاتهم، وآمالهم الذاتية والاجتماعية، وهذا يضعهم غالباً في مشكلة قيم مع النظام أو الإطار الاجتماعي المحيط بهم؛ فهم يتعلمون من خلال دراستهم الجامعية أن القيم التي تعلموها مع والديهم لم تعد كافية ومناسبة للتفاعل مع معطيات الواقع حولهم، ومن ثم يضعهم هذا في صراع دائم ويبدو هذا في ميلهم الدائم نحو نقد الواقع المحيط بهم.

4- ميلهم للاستقلال ومحاولة التخلص من الضغوط وألوان التسلط الاجتماعي المختلفة: إن محاولة التخلص من كافة ألوان الضغوط المسلطة لتأكيد التعبير عن الذات والرغبة في التحرر تعد من الخصائص المميزة للشباب الجامعي.( ) والذي تبدو صورته أكثر قلقاً واضطراباً عند مقارنة أنفسهم بغيرهم من فئات الشباب الأخرى خارج المرحلة الجامعية؛ فالعديد من الشباب غير الطلابي قد دخلوا بالفعل في نشاطات الكبار كالزواج وكسب المال وإنفاقه بحرية في حين أن القليل من شباب الطلاب يكسبون كل ما يتكفل بمعيشتهم وغالبيتهم يظل معتمداً مالياً على أسرته، كما أن المجتمع يظل – إلى حد كبير – يعاملهم دون تقليدهم مسئوليات اجتماعية جوهرية.

5- وجود ثقافة شبابية تسود بين الشريحة الشبابية وبخاصة شباب الجامعات: حيث ساعد على تخليق هذه الثقافة عدة عناصر ذات طبيعة عالمية منها تضخم حجم الشريحة الشبابية في العالم؛ حيث نجد أن الهرم السكاني في كثير من المجتمعات النامية والمتقدمة يميل لصالح الشباب. هذا بالإضافة إلى ما فرضته العولمة من وجود مزج واندماج وانصهار للثقافات مع بعضها والثقافات الفرعية، وتزايد الاعتماد المتبادل بين دول العالم كأنه قرية واحدة، وفي الأعوام الحالية فإن العالم اقترب من بعضه كثيراً، ويرجع ذلك إلى الثورة الهائلة في وسائل الاتصال والنقل والمواصلات والكمبيوتر وشبكة الإنترنت. وأيضاً وسائل الإعلام – وخاصةً الأقمار الصناعية – التي جعلت عالمنا واحداً، وخلقت إمكانية عالية لانتقال الثقافة من مجتمع إلى آخر. ومن شأن ذلك أن يجعل الشباب الجامعي – بحكم قدرتهم على التعامل مع مستجدات العصر – أكثر قدرة على الاستيعاب والتواصل.

6- القابلية للتشكيل: فحماس الشباب الجامعي ومثاليتهم وحساسيتهم الشديدة للواقع الاجتماعي تجعلهم أكثر تقبلاً للأفكار الجديدة وأكثر تمثلاً لها، وهذا ما يفسر النمو والانتشار السريع للتيارات الفكرية والأيديولوجية بين الشباب الجامعي، ومن ثم سعى كثير من هذه التيارات لاستقطاب الشباب ونقل هذه الأفكار ونشرها من خلاله.

لذلك تعد هذه الخاصية التي تتوفر لدى الشباب الجامعي من أهم الخصائص التي يرى الباحث ضرورة استثمارها في تشكيل سمات إيجابية تركز على الانتماء لدى هؤلاء الشباب الجامعي لتحقيق خطوات متقدمة على طريق مشاركته في خدمة قضايا مجتمعه وبخاصة القضايا البيئية.

ومما سبق نرى أن تعريف الشباب الجامعي لا ينبغي أن يقتصر على التعريف التقليدي والذي ينحصر في أنه فترة سنية معينة تتحدد في إطارها بعض مظاهر خدمة الشباب الجامعي، واستبدالها بنظرة أكثر تقدمية ترى الشباب الجامعي كأفراد وجماعات ومجتمعات مجموعة من السمات الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية، والتي تضفي على الشباب الجامعي بمختلف مستوياته مجموعة من الخصائص يمكن تناولها باختصار في:
- القابلية للعمل مع أنساق المجتمع: ممارسة الشباب الجامعي لمجموعة من الأدوار المرتبطة بمكانته الاجتماعية في الأسرة والجامعة وباقي أنساق المجتمع الذي يعيش فيه، والتي من خلالها يمكننا تبني تعريفًا شاملاً للشباب الجامعي بأنه طاقة دينامية مؤثرة إلى أقصى حد يمكن استثمارها في التعامل مع المشكلات المجتمعية من خلال تفاعله الإيجابي مع أنساق المجتمع المختلفة.
- الرأي الخاص المتميز من القضايا المجتمعية: الشباب الجامعي بنزعته الاستقلالية ورغبته في التحرر لتأكيد ذاته يحاول أن يكون له رأيه الخاص وموقفه المتميز في كل القضايا المجتمعية (مثال: القضايا البيئية) كما أنه قد يكون لديه الرؤية العصرية المرتكزة على آليات التقدم التكنولوجي لمواجهة المشكلات القائمة.
- الرغبة في تغيير الواقع: قدرة الشباب الجامعي على الاستجابة للمتغيرات من حوله واستيعاب وتقبل المستحدث، ورغبة واقتناع في تغيير الواقع الذي وجده ولم يشارك في صنعه.
- القابلية للتغيير والتشكيل: الشباب الجامعي طاقة للتغيير والتشكيل نتيجة ما يمر به من تجارب في حياته الاجتماعية، لذا يمكن استثمار ذلك وتوجيهه التوجيه السليم لخدمة البيئة والمجتمع.
كما نرى أن الشباب الجامعى ضمن خصائصه حاجات أساسية تستطيع الجامعة أن تنفذ منها لبعض توجهاتها وتصوراتها للمشاركة فى التعامل مع المشكلات البيئية مثال: أن الشباب الجامعى اجتماعى، يجد راحة فى أن يعيش فى وحدات اجتماعية تعتبر جزءًا أساسيًا من سياسة تعطيه ذاتيته التى يبحث عنها دائمًا.
ويضاف إلى هذه الخصائص أيضًا هو أن القدرات والهوايات والميول الخاصة بالشباب الجامعى تظهر بوضوح فى هذه المرحلة، كما ينمو الانتباه والتذكر والتخيل.

نـــــــقــــــــاء
08-02-2015, 10:13 AM
الشباب الجامعي أو المرحلة الجامعية هي البناء والبذل والعطاء فليستغلها الشباب في الإنتاج وإفادة المجتمع
بارك الله فيك للطرح

عذووووبه
08-02-2015, 12:16 PM
جزاك الله خير على الطرح

باحث اجتماعي
08-02-2015, 08:43 PM
طرح ممتاز نال على إعجابي وتمنياتي لك بالتميز...

سراب الورد
08-02-2015, 10:37 PM
كل الشكر والتقدير لك :)

سحابة ذكريات
09-02-2015, 08:31 AM
طرح رائع
بارك الله فيك