المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الليبيون مشتتون في دول العالم



بدر الدجى
17-02-2015, 08:19 AM
في غرف التحرير كما في منابر المحللين على الفضائيات يبرز الغبن في فهم ليبيا وما يريده الليبيون على وجه التحديد، الحوار والحرب والقتال والتحالفات والتحالفات المضادة، الجيش الشرعي والسلاح خارج الشرعية، الارهابيون والوطنيون ودعاة الحوار ودعاة السلاح والقبائل، الشرق والغرب ومدن آمنة وأخرى تعيش القتال.
ملايين الليبيين خارج ليبيا في تونس ومصر وشتات في العالم، فبرايرون وكرامة وفجر وشروق ودروع ومصطلحات لم تشهدها اي ثورة في التاريخ المعاصر، لكن ما يجمع بينها ويجعلها عصية على الفهم الدقيق، ما يمكنه وصفه بغياب ليبيا عن العالم طيلة اربعة عقود.
كان العالم منهمكا بالعقيد الراحل الليبي معمر القذافي ومراكز الدراسات منهمكة في البحث عن أصوله وتشريح مواقفه والاعلام مهتما بمواقفه المثيرة للجدل، حتى تم اختزال ليبيا البلد والشعب والحضارة والتاريخ والثقافة والفن والجمال في قائدها فحسب، فغاب عن الاعلام لسنوات طويلة التعريف بليبيا كوجهة سياحية لها من المعالم التاريخية والمدن المنسية والمواقع الرومانية والفينيقية ما يذهل العالم.
كما غاب عن الاعلام التعريف بليبيا الفنون الموسيقية والانغام والشعر العربي الممتد في الجذور العربية، غاب ايضا الاطلاع ومعرفة القبائل العربية وأصولها وعاداتها وتقاليدها وبيئة حياتها التي لا تختلف في شيء عن حياة البادية في المدن العربية الأخرى.
سحر الواحات
وأخفى الاهتمام بالنفط الليبي ومواقف عقيدها السياسية الاطلاع على ما تزخر به المكتبات الليبية من روائع ادبية وتاريخية لكتاب ليبيين، وغطت خطابات العقيد على سحر الواحات والمدن والارياف الليبية وأهلها الطيبين.
هكذا كانت ليبيا التي لا نعرفها، بيوت شعر في البوادي وحب للمهاري وقطعان الاغنام وكرم عربي في الواحات وتعايش بين الاعراق المختلفة من عرب وبربر وطوارق وتبّو، مهرجانات غنائية تحت قبة السماء في الصحراء في يفرن وفزّان وأهازيج حب من مجرودة وغنية علم، موشحات أندلسية وقطع موسيقية وشعر تحفظه النسوة قبل الرجال.
هذه ليبيا التي لا يهتم بها الاعلام اليوم، بعد ان غطت اصوات قذائف الهاون والغراد على الاهازيج البدوية وبعد ان استبدل الليبيون الالات الموسيقية التي كانت لا تغيب عن اي بيت ليبي بقطع الكلاشنكوف و«الار بي جي» .
وبعد ان تحولت الخيمة التي كانت بيتا ومجلسا لسكان المدينة على اختلاف أعراقهم يتقاسمون صينية الشاي والمعكرونة والبازين الوجبات الاشهر التي يتجمع حولها الجميع، تهاوت الخيام وسقطت جذوع النخل وتهاوت على عروشها بعد ان خلت الواحات بفعل القصف وتهجير أهلها وجفت المنابع التي تروي ظمأ قطعان الماشية والضأن والمهاري فتششت في الارض.
اختصم سكان البيت الواحد القصاص والثأر، فمضى كل حيث هواه، توزعت العائلات التي كانت متماسكة بين بلدان عدّة، تبدلت أناشيد الفرح والتغني بالفروسية والشهامة والكرم الى اشعار تتوعد الاخر بالقصاص والثأر، غابت الاغاني والموسيقى ليحل محلها في الفضائيات صراخ الفرقاء ووعيدهم بعضهم بعضا، تبدلت المواقف فأصبحت القبيلة حليف الامس وحاضنة الصلح سبب الخصومة، رفع الشقيق السلاح في وجه شقيقه.
تشتت الليبيون بعد ان صاغوا عبر التاريخ ملاحم في البطولة في محاربة الغازي الاجنبي وسقطت رمزية عمر المختار امام استقواء طرف على الاخر بالاجنبي الذي كان يوما ما محتلاً، هذا مشهد ليبيا اليوم الذي لا يقوى الاعلام على نقله بفعل سرعة الخبر الليبي وتلاحق الاحداث وللحرب المستعرة ضد الاعلاميين التي تخوضها جماعات الظلام والقتل.
خصوصية ليبيا
هذه ليبيا التي لم نفهما حتى الان ولم يفهمها المجتمع الدولي الذي بقي مسكونا بالنموذج الذي استقر بالاذهان قبل اسقاط النظام، وهو بناء بلد ديمقراطي لان الديمقراطية وفق تصوره هي ما كان يطلبه الليبيون حينما قرروا الخروج عن طوع القذافي.
فكان مكمن الفشل احضار نماذج جاهزة للحكم والادارة لا تراعي بالضرورة خصوصية ليبيا التي لا نعرف، ليبيا التي كانت القبيلة هي الحكم عند الخصومة وهي الملاذ عند الظلم، وهي الحصن الحصين ضد التطرف بمختلف اشكاله وكانت الخيمة هي الفضاء الكبير للحوار بين الفرقاء وإن استعصت المشكلات.
ليبيا اليوم

ليبيا التي نعرفها اليوم غير ليبيا الحقيقية ليبيا الاعماق، فليبيا اليوم ترسمها لنا صور الفضائيات ومواقف السياسيين وسيوف المتطرفين وبيانات الدول الكبرى، وجميعها ان تأملنا قاصرة على التحرك الميداني والنفاذ الى حقيقة وهي ان اللليبيين قد ملّوا السياسيين وشعاراتهم وقبلها المتطرفون ومشاريعهم والمجتمع الدولي وحساباته.

عطر الاحساس
17-02-2015, 10:34 AM
يعطييكك العافيه
ننتظر آلمزيد من ج’ـمآل آطروح’ـآتك
دمت بهذآ التآلق والتميز♪

اطياف السراب
17-02-2015, 11:57 AM
شكرا جزيلا لك على الخبر

Emtithal
17-02-2015, 09:02 PM
كل آلشكر لك ع آلخبر

صخب أنثى
17-02-2015, 10:31 PM
http://store1.up-00.com/2015-01/1420905572132.png

بدر الدجى
18-02-2015, 07:32 AM
كل الشكر لكم ع المرور