نوارة الكون
23-02-2015, 08:32 AM
قلوب من الفولاذ
كانت هناك على ضفاف البحر جالسة على بساطها وبقربها دلة الشاي،تنظر إلى قرص الشمس وهو يغيب وراء الأفق لينقضي يوم من حياتها التي بلغت السبعين عاما ،ثم تنظر إلى البحر الذي تنعكس على مياهه أشعة الأفق الذهبية ،وتأخذها روعة جماله ،ولكنها لا تنسى كم بلع في جوفه من المآسي والقصص ،ثم تعود إلى مكانها فتتذكر حقيقة الحياة وأنها تشابه البحر في كثير من جوانبه .
كانت تجلس قريبا منها عائلة جاءت إلى البحر لتكسر روتين الحياة اليومي ،ولتنسى شيئا من رتابة الحياة اليومية وضوضائها وما تسببه من التوترات النفسية،يتجاذبون أطراف الحديث بأمور شتى ،ويأكلون طعامهم ،حتى جاوزت الساعة منتصف الليل ،والسيدة العجوز جالسة وحدها تحتسي الشاي وتنظر إلى البحر ،لم يتمالك أحدهم نفسه فقال :يا حجة هل تريدين أن نوصلك إلى مكان ما ؟؟عسى أن لايكون شرا،فإننا لانرى عندك أحدا؟!
قالت :إنني أنتظر ابني !!!فقال لها :ولكن الوقت متأخر والساعة الآن الواحدة والنصف بعد منتصف الليل .
قالت :لا أدري،ولكنه ترك بيدي ورقة .
أخذها ذلك الرجل وقرأها،وإذا مكتوب فيها (على كل من يقرأهذه الورقة إرسال هذه السيدة إلى دار الرعاية للمسنين )
صعق الجميع عند معرفتهم بمأساة هذه العجوز التي كانت يوما من الأيام مرضعة وساهرة وحاملة لذلك العاق ،ثم هاهو يرميها وهي في حريف حياتها على شاطئ البحر كما يرمي البحر زبده على شاطئه .
ولايسعنا إلا أن نشفق عليك أيها الجاحد العاق ،الناكر للجميل ،ونبشرك بأولاد مثلك،بل أسوأ والله، وإن رميت أمك على شاطئ البحر ،فإن أولادك سيرمونك في قلب البحر ،لعله يحاول بماءه الوافر أن يزيل أدران قلبك الأقسى من الفولاذ.
علينا أن نأخذ العبرة من هذه القصة ،ونربي أولادنا تربية صالحة ترضي الله ورسوله،لتضمن من خلالها بر أولادنا في الحياة الدنيا ،ودعاءهم لنا بعد مماتنا.
كانت هناك على ضفاف البحر جالسة على بساطها وبقربها دلة الشاي،تنظر إلى قرص الشمس وهو يغيب وراء الأفق لينقضي يوم من حياتها التي بلغت السبعين عاما ،ثم تنظر إلى البحر الذي تنعكس على مياهه أشعة الأفق الذهبية ،وتأخذها روعة جماله ،ولكنها لا تنسى كم بلع في جوفه من المآسي والقصص ،ثم تعود إلى مكانها فتتذكر حقيقة الحياة وأنها تشابه البحر في كثير من جوانبه .
كانت تجلس قريبا منها عائلة جاءت إلى البحر لتكسر روتين الحياة اليومي ،ولتنسى شيئا من رتابة الحياة اليومية وضوضائها وما تسببه من التوترات النفسية،يتجاذبون أطراف الحديث بأمور شتى ،ويأكلون طعامهم ،حتى جاوزت الساعة منتصف الليل ،والسيدة العجوز جالسة وحدها تحتسي الشاي وتنظر إلى البحر ،لم يتمالك أحدهم نفسه فقال :يا حجة هل تريدين أن نوصلك إلى مكان ما ؟؟عسى أن لايكون شرا،فإننا لانرى عندك أحدا؟!
قالت :إنني أنتظر ابني !!!فقال لها :ولكن الوقت متأخر والساعة الآن الواحدة والنصف بعد منتصف الليل .
قالت :لا أدري،ولكنه ترك بيدي ورقة .
أخذها ذلك الرجل وقرأها،وإذا مكتوب فيها (على كل من يقرأهذه الورقة إرسال هذه السيدة إلى دار الرعاية للمسنين )
صعق الجميع عند معرفتهم بمأساة هذه العجوز التي كانت يوما من الأيام مرضعة وساهرة وحاملة لذلك العاق ،ثم هاهو يرميها وهي في حريف حياتها على شاطئ البحر كما يرمي البحر زبده على شاطئه .
ولايسعنا إلا أن نشفق عليك أيها الجاحد العاق ،الناكر للجميل ،ونبشرك بأولاد مثلك،بل أسوأ والله، وإن رميت أمك على شاطئ البحر ،فإن أولادك سيرمونك في قلب البحر ،لعله يحاول بماءه الوافر أن يزيل أدران قلبك الأقسى من الفولاذ.
علينا أن نأخذ العبرة من هذه القصة ،ونربي أولادنا تربية صالحة ترضي الله ورسوله،لتضمن من خلالها بر أولادنا في الحياة الدنيا ،ودعاءهم لنا بعد مماتنا.