زهرة الأحلام
06-03-2015, 03:21 PM
غياب !
لا أعلم لمَ كنتُ أرصد تحركاتها .. بل وحتى همساتها .. فلو استقبلتُ من أمري ما استدبرت لما خضتُ هذا البحر الخضم ولكنتُ أنعم الآن براحةِ وسكينة ..
اعتقد أن الأمر بدأ في ظهيرةِ يومٍ خانق .. حين لمحتها في المطبخ " في وقتٍ أشد ما نكون عنه إضراباً " كانتْ تعصر بضع حبات من البرتقال فعدتُ أدراجي قائلة لنفسي : كالعادة أنانية .. تصنع لنفسها فقط ..
وبعد دقائق تفاجئت .. كما الجميع .. بدخولها بأكواب ملئى من العصير على عددنا وهي تقول بابتسامة طفولية : اشتهيته ..
منذ تلك اللحظة وجدتُ اهتمامي ينصب عليها .. ومنذ تلك اللحظة .. اكتشفتُ أن وراء ملامحها الجادة وصمتها الصارم .. إنساناً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ..
لم تكن أختي تشبه أياً منا في طباعها أو ملامحها .. كنا نعدها مختلفة .. كما كان يعتقد كل من يرانا مجتمعين لأول مرة بسؤال متعجب : أختكم !!
كانتْ اهتماماتها لا تروق لنا وذوقها بعيد جداً عما نعده ذوقاً وزينة .. وفي تعاملها شيء من الرسمية مما جعلنا نُخرجها من محيطنا بدون أدنى شعور بالذنب وقد كان الأمر سهلاًً فمثلها لا يهتم بالضروريات وتصرف جهدها على تفاصيل بسيطة إن لم تنفع فإن تركها لا يضر ..
بعد كأس العصير .. أدركتُ كؤوساً مترعة بمشاعرٍ لم يخطر على بالي أنها تملكها .. فهي الوحيدة من بيننا التي تبدأ اتصالها مع أخي بـ : كيف حالك ؟ بدلاً من : أين أنت ؟ المتعارف عليها ..
ثم تسأله : أقريبٌ من المنزل ؟ ورغم أنه يجيب بـ : لا .. لأنه يدرك أنها ستطلب منه شيئاً فأنها ترد عليه بـ : خسارة .. كنت أود أن تحضر لي معك ........
ولعجبنا .. نراه حين يدخل المنزل يحمل طلبها في يده ..
كانتْ تطلب منا الإذن في استعمال ما يخصنا من أدوات تجميل أو عطور في حين كنا نستعمل أدواتها من دون هذا الحاجز .. لا أنكر أنها كانت تغضب وكنا نعرف ذلك .. لكن غضبها ليس كما نمارسه .. إنها تنظر لأدواتها المستباحة : منذ متى تغير مكانها !! وبعد إجابتنا : فداكم ... مع ابتسامة عتب .. وكفى ..
كنت أراها ضعيفة لأنها لا تأخذ حقها كما نفعل .. لا منا ولا من غيرنا .. كانت تستحق أن يستباح حماها لتتعلم أن الدنيا لا تصلح لأمثالها ..
أدركتُ أننا كنا نستشيرها في أغلب أمورنا ونلجأ لها في أزماتنا من دون أن نشعر .. كانت تؤازرنا وتحاول إيجاد الحلول وإن عجزت فالدعوات على لسانها ..
حسناً لم تكن مثالية .. ولم تكن سيئة كما كنا نعتقد .. لكن اكتشفتُ متأخراً أن التي يلاصق فراش نومها فراشي .. ومجلسها في أي اجتماع عائلي غالباً ما يكون بجواري .. كانت أقرب إليّ من كل احد وكانت تهب لي من وقتها وجهدها ودعائها حين كنت ألهث وراء صديقاتي وأشياء كثيرة ليس من بينها " أختي " ..
ما يؤلمني أكثر أنها كانت تشجعني وتمدحني في حين كنت ألومها على مظهرها واهتماماتها ..
كيف كانت تتحمل !!
مرات عديدة تفاجئنا بعشاء أو حفلة صغيرة أو هدايا بسيطة وكانت تستمتع بذلك في حين كنا نراها تريد الاستحواذ على الفضل والأسبقية ..
نعم .. لقد كانت أفضل منا جميعاً ..
لِمَ انكشفت كل الحقائق في غيابك !!
أين كانتْ من قبل !!
بل .. أين كنا عنها !!
لا أعلم لمَ كنتُ أرصد تحركاتها .. بل وحتى همساتها .. فلو استقبلتُ من أمري ما استدبرت لما خضتُ هذا البحر الخضم ولكنتُ أنعم الآن براحةِ وسكينة ..
اعتقد أن الأمر بدأ في ظهيرةِ يومٍ خانق .. حين لمحتها في المطبخ " في وقتٍ أشد ما نكون عنه إضراباً " كانتْ تعصر بضع حبات من البرتقال فعدتُ أدراجي قائلة لنفسي : كالعادة أنانية .. تصنع لنفسها فقط ..
وبعد دقائق تفاجئت .. كما الجميع .. بدخولها بأكواب ملئى من العصير على عددنا وهي تقول بابتسامة طفولية : اشتهيته ..
منذ تلك اللحظة وجدتُ اهتمامي ينصب عليها .. ومنذ تلك اللحظة .. اكتشفتُ أن وراء ملامحها الجادة وصمتها الصارم .. إنساناً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان ..
لم تكن أختي تشبه أياً منا في طباعها أو ملامحها .. كنا نعدها مختلفة .. كما كان يعتقد كل من يرانا مجتمعين لأول مرة بسؤال متعجب : أختكم !!
كانتْ اهتماماتها لا تروق لنا وذوقها بعيد جداً عما نعده ذوقاً وزينة .. وفي تعاملها شيء من الرسمية مما جعلنا نُخرجها من محيطنا بدون أدنى شعور بالذنب وقد كان الأمر سهلاًً فمثلها لا يهتم بالضروريات وتصرف جهدها على تفاصيل بسيطة إن لم تنفع فإن تركها لا يضر ..
بعد كأس العصير .. أدركتُ كؤوساً مترعة بمشاعرٍ لم يخطر على بالي أنها تملكها .. فهي الوحيدة من بيننا التي تبدأ اتصالها مع أخي بـ : كيف حالك ؟ بدلاً من : أين أنت ؟ المتعارف عليها ..
ثم تسأله : أقريبٌ من المنزل ؟ ورغم أنه يجيب بـ : لا .. لأنه يدرك أنها ستطلب منه شيئاً فأنها ترد عليه بـ : خسارة .. كنت أود أن تحضر لي معك ........
ولعجبنا .. نراه حين يدخل المنزل يحمل طلبها في يده ..
كانتْ تطلب منا الإذن في استعمال ما يخصنا من أدوات تجميل أو عطور في حين كنا نستعمل أدواتها من دون هذا الحاجز .. لا أنكر أنها كانت تغضب وكنا نعرف ذلك .. لكن غضبها ليس كما نمارسه .. إنها تنظر لأدواتها المستباحة : منذ متى تغير مكانها !! وبعد إجابتنا : فداكم ... مع ابتسامة عتب .. وكفى ..
كنت أراها ضعيفة لأنها لا تأخذ حقها كما نفعل .. لا منا ولا من غيرنا .. كانت تستحق أن يستباح حماها لتتعلم أن الدنيا لا تصلح لأمثالها ..
أدركتُ أننا كنا نستشيرها في أغلب أمورنا ونلجأ لها في أزماتنا من دون أن نشعر .. كانت تؤازرنا وتحاول إيجاد الحلول وإن عجزت فالدعوات على لسانها ..
حسناً لم تكن مثالية .. ولم تكن سيئة كما كنا نعتقد .. لكن اكتشفتُ متأخراً أن التي يلاصق فراش نومها فراشي .. ومجلسها في أي اجتماع عائلي غالباً ما يكون بجواري .. كانت أقرب إليّ من كل احد وكانت تهب لي من وقتها وجهدها ودعائها حين كنت ألهث وراء صديقاتي وأشياء كثيرة ليس من بينها " أختي " ..
ما يؤلمني أكثر أنها كانت تشجعني وتمدحني في حين كنت ألومها على مظهرها واهتماماتها ..
كيف كانت تتحمل !!
مرات عديدة تفاجئنا بعشاء أو حفلة صغيرة أو هدايا بسيطة وكانت تستمتع بذلك في حين كنا نراها تريد الاستحواذ على الفضل والأسبقية ..
نعم .. لقد كانت أفضل منا جميعاً ..
لِمَ انكشفت كل الحقائق في غيابك !!
أين كانتْ من قبل !!
بل .. أين كنا عنها !!