المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القوة العربية المشتركة تملك كل مقومات النجاح



بدر الدجى
23-03-2015, 11:38 AM
في زمن تتعرض مختلف الدول العربية للتهديد على جبهات عدة، من قبل تنظيمات إرهابية متشددة ومطامح إقليمية مريبة، لا يعتبر تشكيل قوة دفاعية مشتركة أمراً محبذاً وحسب، بل شيئاً جوهرياً لضمان سلامة أراضي دول المنطقة والحرص على بقائها بمنأى عن الأذى، كما هو الوضع حتى الآن، كما يعتبر ضرورياً من أجل تقديم المساعدة لمن تتعرض هويتهم العربية للخطر.
لقد ولّت أيام اعتماد حلفاء أميركا العرب على المظلة الأمنية للولايات المتحدة وحلفائها، ودفنت عميقاً منذ زمن بعيد. وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، بتوجهاتها الحالية، لا يمكن ائتمانها على حماية المصالح العربية، سيما وأن سياستها الخارجية حيال الشرق الأوسط تتسم بالضبابية، وأن الجهود التي بذلتها، وتبذلها في القضاء على «داعش» غير فاعلة حتى الآن.
البصيرة والقرار
وقد رأى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأمر بوضوح، حين تآمرت الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون لعرقلة تقدم مصر.
وتجلى موقف الغرب بوضوح أكبر عندما أبدت أميركا والأوروبيون امتعاضاً حيال هجوم القاهرة الجوي على مواقع تنظيم «داعش» في ليبيا، ردّاً على المذبحة التي نفذها بحق الشبان المصريين الأقباط الواحد والعشرين، وذلك على الرغم من حقيقة حصول هذه الخطوة على مباركة الحكومة الليبية المعترف بها دولياً.
لم تجد المواقف السلبية لشركاء مصر الغربيين القدامى تبريراً مفهوماً لها في أوساط الشارع المصري، وقد حدت بالحكومة المصرية إلى توثيق العلاقات السياسية، والدبلوماسية والتجارية مع قوى العالم الأخرى، بما فيها روسيا، التي بدأت بتسليم أنظمة صاروخية متطورة إلى الجيش المصري، تزامناً مع وضع خطط لمساعدة مصر على بناء مفاعل نووي للطاقة الكهربائية، كما من المقرر أن يقوم البلدان، مصر وروسيا، بتنفيذ تدريبات مشتركة للقوات البحرية في الشرق الأوسط خلال هذا العام.
وتحتل مسألة القوة الدفاعية العربية المشتركة أولوية في جدول أعمال قمة جامعة الدول العربية السنوية، المقرر أن تنعقد على مدى يومين في شرم الشيخ.
إلا أنه من غير المرجح أن تتمخض القمة عن قرارات نهائية بهذا الشأن، في ظل انقسام دول الجامعة في تكتلين مصغرين، وتاريخ الجامعة الذي تغيب عنه كلمة «الوحدة» بشكل سافر. لكن وعلى الرغم من وضوح الحاجة الماسة لإنشاء مثل هذه القوة وامتلاكها لكل مقومات النجاح، للمراقب العادي، ستحاول واشنطن تهميشها، رفضاً منها لتخفيف قبضتها على مسار الأمور.
الحقيقة الجلية
لذا يبقى السؤال المطروح حول ما إذا كانت دول المنطقة قد وصلت إلى درجة من الضيق بتمدد «داعش»، وسيطرة الحوثيين على اليمن، بما يكفي لإبداء استعدادها لخوض هذا المسار، حتى لو كان ذلك مرادفاً لتحدي الولايات المتحدة، الحليف الغربي الأقرب، والمزود الأساسي للسلاح.
على أية حال، يمكن للمرء أن يتساءل: ما الذي فعلته إدارات الولايات المتحدة، على مدى العقد الأخير، لحماية الدول العربية؟ لقد أتقنت قذف مسار دول بأسرها، ولو لم تكن مثالية كالعراق وليبيا، إلى الحضيض.
متى ستتمكن القيادات العربية من مواجهة الحقيقة البغيضة القائلة بأن الولايات المتحدة لا أصدقاء لها، بل لها مصالح، وترتكز المصالح الأساسية لسياسة الرئيس باراك أوباما الحالية بعيداً عن العواصم العربية.
أما في ما يتعلق بالقوة الدفاعية المشتركة فيتعين على مبدأ الحفاظ على الذات أن يتفوق على بقية الاعتبارات. تحظى الدول العربية بالقوى المسلحة، ونظام الاستخبارات، والقوات الجوية المتطورة، والمال الكافي لتتمكن من تحمل مسؤولية الدفاع الذاتي.
لكن هل ستتمكن مجتمعة من التحلي بالشجاعة الكافية لتواجه قوى الغرب بالقول: «أيامك قد ولّت، وغداً هو لنا». ستبقى الإجابة على هذا السؤال رهناً بالأيام المقبلة.
مواقف السيسي
في الوقت الذي تتداعى بعض العواصم العربية وتخضع لتأثيرات قوى إقليمية، وتشكل خطراً على جيرانها، وتشتد قبضة «داعش» على سوريا والعراق وليبيا، نجد أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدعو حلفاء القاهرة العرب إلى تشكيل قوة مهمتها صون الأمن القومي للدول العربية.
وقال السيسي، في حديث أجري معه أخيراً وتوقف المراقبون طويلاً إزاءه: «أعتقد أن الترتيبات الأمنية والسياسية لا يمكن حصرها بالخطوات العسكرية والأمنية فقط، بل يجب أن تتضمن تعزيز الإجراءات الموحدة القوية التي تشكل عامل ردع في المنطقة.
لدينا القدرة على تشكيل قوة هائلة وإيصال رسالة بالغة تؤكد لأصحاب النوايا السيئة استحالة تعرضنا للأذى عندما نقف صفاً واحداً، وأن يد الإرهاب يمكن أن تطالنا حين نتفرق».

مفآهيم آلخجل
23-03-2015, 01:47 PM
كل آلشكر لك على آلخبر!

بدر الدجى
24-03-2015, 07:47 AM
شكراً لمروركم الرائع

Emtithal
24-03-2015, 09:30 PM
كل آلشكر لك ع آلخبر

بدر الدجى
26-03-2015, 03:51 PM
كل آلشكر لك ع آلخبر


يعطيج العافية ع المرور