المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تغاضي العالم عن الفلسطينيين يقتلهم مرتين



بدر الدجى
27-04-2015, 08:41 AM
يعاني اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك من تجويعهم وقصفهم وإطلاق النار عليهم. وقال أحدهم لموقع إخباري: « إذا أردت أن تخرج لتجلب الطعام لأطفالك، فعليك اصطحاب كفنك، فالقناصون منتشرون في كل مكان، ولا وجود للأمان».
أما تلك الفظاعات، فلم تحصل إلا في جنوب لبنان وغزة أثناء الاعتداءات الإسرائيلية. ولكن لا يتم قتل هؤلاء الفلسطينيين تحديداً الآن، أو تشويههم برصاص القوات الإسرائيلية وصواريخها. إنه مخيم اليرموك الواقع عند ضواحي دمشق على بعد عدة أميال فقط من قصر الرئيس السوري بشار الأسد.
وقد انسحب من المخيم أخيراً مقاتلو «داعش» بعد أن سيطروا عليه لبعض الوقت، ونشروا موجةً من الرعب والقتل والاعتقالات والقنص وقطع الرؤوس، حيث يعتقد أن مئات اللاجئين قد لاقوا حتفهم في وضع وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه «نار الجحيم».
إلا أن الفلسطينيين هناك لم يعانوا من بطش «داعش» فحسب، بل قامت قوات الأسد بقصف ومحاصرة مخيم اليرموك منذ العام 2012. فقطعت المياه والكهرباء، وتقلص عدد اللاجئين من 160 ألف لاجىء إلى 18 ألفا فقط.
ولايزال النظام السوري، وفق منظمة العفو الدولية «يرتكب جرائم حرب من خلال تجويع المدنيين واعتماده كسلاح». كما لاتزال قوات الأسد، على الرغم من انسحاب «داعش» من المخيم تواصل قصفه بالبراميل المتفجرة.
يصعب عدم القبول بحكم الرابطة الفلسطينية لحقوق الإنسان القائل بأن فلسطينيي سوريا «هم القصة التي لم يتم سردها بعد في سيرة الصراع السوري». لقد أجبر لاجئو مخيم اليرموك عام 2014 على الاكتفاء بأقل من خِمس كمية الطعام، التي أوصت بها الأمم المتحدة لمدنيي مناطق الحروب، وذلك نظراً لمحدودية وصول عمال الإغاثة إلى المخيم، قبل أن تنعدم إمكانية وصولهم تماماً، أخيراً.
والمثير للأسى أن عددا من الأمهات الفلسطينيات لقين مصرعهن برصاص القنص أثناء خروجهن للبحث عن طعام لأطفالهن المتضورين جوعاً. وعلق أحد المواطنين في المخيم على الوضع قائلاً لموقع الأونروا: « لتعرف كيف هي الحياة في اليرموك، أطفئ مصادر الطاقة والمياه والتدفئة، تناول وجبةً واحدة في اليوم، وعش في الظلام».
ومحنة سكان المخيم يجب أن تعنينا جميعاً، بغض النظر عن جهة الاعتداء. هناك العديد من الأسباب الموجبة التي تجعل من إسرائيل محط استقطاب موجة النقد والاستنكار واسعة النطاق في الغرب.
تدّعي إسرائيل أنها دولة ديمقراطية، خلافاً لكل من «داعش» ونظام الأسد، إلا أن إسرائيل كيان مسلّح ممول ومحمي الجانب من استنكار الأمم المتحدة بفضل الحكومة الأميركية، خلافاً أيضاً لتنظيم «داعش» ونظام الأسد.
أما أولئك الذين يستغلون مأساة اليرموك ليعطوا عذراً أو يقللوا من أهمية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ العام 48 يجب أن يخجلوا من أنفسهم. لكن ماذا عن البقية، هل يمكن أن نبقى في سباتٍ عميق لا نصحو منه إلا بين الفينة والفينة لندين إسرائيل؟
يعيش فلسطينيو اليرموك في هذه الأثناء، أوضاعاً مأساويةً، ويتم تهديد حياتهم بالعمق حسب كلام الأمم المتحدة. فما العمل؟ إن التحالف المعتاد بين صقور المحافظين الجدد ومن يسمون بقوى التدخل الليبرالي في الغرب يريدون القصف أولاً قبل طرح الأسئلة، أما البقية فيلجأون إلى هز الكتفين جماعياً في مزيج من اللامبالاة والإحباط.
قلة هم المستعدون للذهاب باتجاه قرار حاسم غير مشهور ينص على التفاوض على حلّ ما للأزمة السورية أو، الدخول في هدنةٍ على الأقل، ووقف مؤقت لإطلاق النار إفساحاً في المجال لـ«وصول المساعدات الإنسانية» الملحة إلى اليرموك.
وقال كريس غانيس، المدير الأعلى للأونروا: « تدعو الأونروا أولئك الذين يملكون قوة التأثير على الأحزاب الموجودة على الأرض لجعل ذلك التأثير فاعلاً. يمكن التأثير على الجميع في الشرق الأوسط، حيث كل طرف له من يرعاه». لقد حان الوقت بالنسبة للذين يدعون الاهتمام بالشعب الفلسطيني وصراع الكرامة والعدالة والدولة أن يسمعوا أصواتهم للعالم.
الغضب الانتقائي
إن غضبنا الانتقائي حيال ذبح الفلسطينيين على نحو يومي أمر لا يطاق، على الصعيد الأخلاقي. كثيرون ممن رفعوا الصوت عالياً دعماً للقضية الفلسطينية غضوا الطرف بشكل غير مبرر عن مقتل عشرات آلاف الفلسطينيين على يد العرب أنفسهم، على مدى العقود القليلة الماضية.

آسية
27-04-2015, 09:12 AM
كل الشككر على الخبر!!

مفآهيم آلخجل
27-04-2015, 04:19 PM
كل آلشكر لك على آلخبر!

الرميثي
28-04-2015, 02:04 PM
شكرا لك ع نقل الاخبار اول باول
يعطيك العااااافيه

ملك الوسامه
29-04-2015, 08:09 PM
شكرا على الخبر اختي