اطياف السراب
17-05-2015, 07:09 AM
بعد مرور عام على إطلاق الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي معركة الكرامة العسكرية لتحرير مدينة بنغازي في شرق ليبيا من قبضة الجماعات الإرهابية والمتطرفة، لا يزال الحسم غائبا عن المدينة التي تعد معقل الانتفاضة التي أطاحت بدعم من حلف شمال الأطلنطي (الناتو) بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
وكان مقررا أن يظهر الفريق حفتر في ساعة متأخرة من مساء أمس، لتوجيه كلمة تلفزيونية إلى مواطنيه بمناسبة الذكرى الأولى لإعلانه العام الماضي، عن إطلاق عملية الكرامة العسكرية ضد كل الجماعات الإرهابية في بنغازي ثاني كبريات المدن الليبية.
وبحسب مصادر مقربة من حفتر فإنه كان منتظرا أن يعلن عزم قوات الجيش الموالية له على إعلان تحرير بنغازي بحلول شهر رمضان المبارك خلال الشهر المقبل، بالإضافة إلى إعلان بدء عمليات عسكرية نوعية لتحرير بقية المناطق والمدن الخاضعة لميلشيات فجر ليبيا، وخصوصا العاصمة طرابلس.
في المقابل أعلنت عملية البركان التابعة للجيش الليبي عما وصفته باستعدادات عسكرية وتحشيد لقوات الجيش في المحور الغربي بمدينة بنغازي، تمهيدًا على ما يبدو لاقتحام ميناء المريسة وقطع الإمدادات التي تأتي عبر البحر لدعم المتطرفين بالمدينة.
وشنت طائرات مروحية تابعة للجيش عدة هجمات على علو منخفض بمساندة القوات البرية ضد مواقع وأهداف تابعة للجماعات المتشددة، بينما وقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين بالمحور الغربي بمدينة بنغازي. وتحدثت مصادر عسكرية في الجيش عن وصول مجموعة جديدة من المدرعات والذخائر والأسلحة إلى قوات الجيش التي تخوض منذ أشهر قتالا شبه يومي ضد المتطرفين الذين ينتمون إلى ما يسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي وتنظيمات أخرى مدرجة على لائحة مجلس الأمن الدولي باعتبارها جماعات متطرفة وإرهابية.
ولا يزال ثمة وجود ملموس للمتطرفين في بعض مناطق بنغازي التي يقول الجيش الليبي منذ شهور أنه أحكم سيطرته على معظم ضواحيها، لكن نجاح المتطرفين في استهداف المدنيين بالقصف العشوائي يمثل تهديدا لمصداقية حديث الجيش الموالي للشرعية في البلاد.
وفى شهر مايو (أيار) من العام الماضي، ظهر حفتر الذي كان منبوذا من السلطات الرسمية ومشكوك في توجهاته بالنسبة لغالبية المواطنين، لكي يعلن عن بدء عملية عسكرية طموحة باسم الكرامة لتنظيف بنغازي وليبيا كلها من الإرهاب والجماعات المتطرفة. وبينما ما زالت هذه الجماعات قادرة بين الحين والآخر على إظهار استمرار وجودها على الأرض في بنغازي، فإن حفتر حقق بحسب مراقبين محليين لـ«الشرق الأوسط» عدة مكاسب سياسية وعسكرية مهمة لعل أبرزها وصوله لا منصب القائد العام للجيش الوطني بقرار صادر من مجلس النواب الذي يعتبر أعلى سلطة سياسية وتشريعية في البلاد. ومع ذلك فقد ظهر مؤخرا لدى بعض أعضاء المجلس الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، تململ من إطالة أمد المعارك من دون حسم.
وظهرت شائعات ونظريات توحي بأن حفتر يتعمد تأجيل الحسم لأسباب سياسية أو لحين اقتراب قواته بشكل كاف من العاصمة طرابلس التي باتت الآن على تخومها. لكن حفتر ومعظم القيادات العسكرية الموالية له نفت تعمد التأجيل وقالت في المقابل إن لديها مخاوف حقيقية من حدوث خسائر كبيرة في صفوف المدنيين في حال إقدامها على تحرير العاصمة أو الاقتراب بشكل نهائي من أوكار المتطرفين في مدينة بنغازي.
وردًا على فكرة وجود تململ شعبي أيضا من تأخر تحرير بنغازي، قال ناشطون وسكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن الشعب حسم أمره وشباب بنغازي باتوا على يقين أكثر أنها باتت حربهم وليست حرب حفتر أو أي شخص آخر، بينما زادت مساندة القوات الموجودة ببنغازي عدة أضعاف وباتت الحاضنة الشعبية القليلة لتنظيمي مجلس شورى ثوار بنغازي وأنصار الشريعة منتهية تماما. لكن في المقابل هناك توقعات مع بداية شهر رمضان بعمليات هجومية وانتقال من وضع الهجوم للدفاع وفي المقابل تحاول القوات الموجودة في المحاور الرئيسية وأغلبها قوات نظامية من داخل بنغازي نفسها تعزيز مواقعها لتحقيق مكاسب على الأرض في المحور الغربي.
ومع ذلك لاحظت مصادر عسكرية أن تصريحات قادة المحاور التي قد تكون تكتيكية عن نقص الذخيرة وضعف التسليح تبدو مؤشرًا على أن الحسم سيطول، فيما يزداد الواقع الإنساني سوءا مع القذائف العشوائية الممنهجة مما يؤدى إلى تصاعد أعداد القتلى في صفوف المدنين على نحو يزيد من احتقان سكان بنغازي ورفضهم للمجموعات المسلحة والمتطرفة ورسم السكان صورة قاتمة للوضع الميداني في بنغازي، حيث لفتوا إلى وجود حصار مدني واستخباراتي لأي مشتبه به بعلاقة ما مع المجموعات المتطرفة وكثرة الاعتقالات. وقال صحافي محلى لـ«الشرق الأوسط»: «بالتأكيد هناك تصاعد في الاعتقالات وازدياد نسبة النازحين بالمدارس والمرافق العامة، بالإضافة إلى انهيار الخدمات الصحية بعد خروج أكبر المرافق الصحية عن الخدمة نتيجة لوقوعها بمناطق الاشتباك كمستشفى الجمهورية الذي يغطي احتياجات المنطقة الشرقية في تخصصات الولادة وأمراض النساء.
وثمة ما يصفه السكان بانهيار كامل في الخدمات الصحية العامة بالمدينة، حيث بات مستشفى الهواري العام الذي يوفر خدمات الباطنة والجراحة العامة، فضلا عن مركز الكلى ومستشفى الأنف والأذن والحنجرة والمسالك البولية بالهواري أيضا خارج الخدمة عسكريا الوضع مستقر كما يروي أكثر من مصدر لـ«الشرق الأوسط» على الرغم من وقوع اشتباكات شبه يومية، بيد أن قوات الجيش تحقق تقدما بالمحور الغربي للمدينة.
وأضاف مصدر وسكان في المدينة: «في حي الليثي ما زال الوضع قائما على ما هو عليه، بينما تشهد منطقة حي الصابري ووسط المدينة تقدما جيدا لقوات مشاة البحرية من جهة شارع عمر بن العاص وميدان سوق الحوت ولكنه تقدم غير آمن، حيث ما زالت هذه القوات عرضة لرصاص القناصة والمفخخات والعمليات الانتحارية».
من جهتها أدانت بعثة الأمم المتحدة استمرار قصف المناطق السكنية في ليبيا، بما في ذلك في بنغازي والغريان وما نتج عنه من فقدان للأرواح المدنية البريئة ومن ضمنها أطفال. وأعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون في بيان وزعته البعثة أمس عن أسفه الشديد لوفاة ما لا يقل عن ثمانية أطفال وإصابة أربعة آخرين بجروح نتيجة لقصف المناطق المدنية في بنغازي في مرتين مختلفتين هذا الأسبوع، مشيرًا إلى أن القصف المدفعي للمناطق السكنية في مدينتي غريان والزاوية يعد تذكير مأساوي للخسائر الفادحة التي تكبدها الشعب الليبي أثناء هذا النزاع. وقال البيان إن البعثة الأممية تذكر جميع الأطراف أن القانون الإنساني الدولي يحظر الهجمات ضد المدنيين وأنها يمكن أن تشكل جرائم حرب.
وحث ليون جميع الأطراف على وقف استهداف المدنيين والممتلكات المدنية فورًا ووضع حد لدوامة العنف والانتقام المستمرة. كما أنه لفت انتباه جميع الأطراف العسكرية الليبية إلى التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي بإنهاء هذه الهجمات وتوخي الحذر واستخدام النسبية أثناء القيام بعمليات عسكرية.
وكان مقررا أن يظهر الفريق حفتر في ساعة متأخرة من مساء أمس، لتوجيه كلمة تلفزيونية إلى مواطنيه بمناسبة الذكرى الأولى لإعلانه العام الماضي، عن إطلاق عملية الكرامة العسكرية ضد كل الجماعات الإرهابية في بنغازي ثاني كبريات المدن الليبية.
وبحسب مصادر مقربة من حفتر فإنه كان منتظرا أن يعلن عزم قوات الجيش الموالية له على إعلان تحرير بنغازي بحلول شهر رمضان المبارك خلال الشهر المقبل، بالإضافة إلى إعلان بدء عمليات عسكرية نوعية لتحرير بقية المناطق والمدن الخاضعة لميلشيات فجر ليبيا، وخصوصا العاصمة طرابلس.
في المقابل أعلنت عملية البركان التابعة للجيش الليبي عما وصفته باستعدادات عسكرية وتحشيد لقوات الجيش في المحور الغربي بمدينة بنغازي، تمهيدًا على ما يبدو لاقتحام ميناء المريسة وقطع الإمدادات التي تأتي عبر البحر لدعم المتطرفين بالمدينة.
وشنت طائرات مروحية تابعة للجيش عدة هجمات على علو منخفض بمساندة القوات البرية ضد مواقع وأهداف تابعة للجماعات المتشددة، بينما وقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين بالمحور الغربي بمدينة بنغازي. وتحدثت مصادر عسكرية في الجيش عن وصول مجموعة جديدة من المدرعات والذخائر والأسلحة إلى قوات الجيش التي تخوض منذ أشهر قتالا شبه يومي ضد المتطرفين الذين ينتمون إلى ما يسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي وتنظيمات أخرى مدرجة على لائحة مجلس الأمن الدولي باعتبارها جماعات متطرفة وإرهابية.
ولا يزال ثمة وجود ملموس للمتطرفين في بعض مناطق بنغازي التي يقول الجيش الليبي منذ شهور أنه أحكم سيطرته على معظم ضواحيها، لكن نجاح المتطرفين في استهداف المدنيين بالقصف العشوائي يمثل تهديدا لمصداقية حديث الجيش الموالي للشرعية في البلاد.
وفى شهر مايو (أيار) من العام الماضي، ظهر حفتر الذي كان منبوذا من السلطات الرسمية ومشكوك في توجهاته بالنسبة لغالبية المواطنين، لكي يعلن عن بدء عملية عسكرية طموحة باسم الكرامة لتنظيف بنغازي وليبيا كلها من الإرهاب والجماعات المتطرفة. وبينما ما زالت هذه الجماعات قادرة بين الحين والآخر على إظهار استمرار وجودها على الأرض في بنغازي، فإن حفتر حقق بحسب مراقبين محليين لـ«الشرق الأوسط» عدة مكاسب سياسية وعسكرية مهمة لعل أبرزها وصوله لا منصب القائد العام للجيش الوطني بقرار صادر من مجلس النواب الذي يعتبر أعلى سلطة سياسية وتشريعية في البلاد. ومع ذلك فقد ظهر مؤخرا لدى بعض أعضاء المجلس الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، تململ من إطالة أمد المعارك من دون حسم.
وظهرت شائعات ونظريات توحي بأن حفتر يتعمد تأجيل الحسم لأسباب سياسية أو لحين اقتراب قواته بشكل كاف من العاصمة طرابلس التي باتت الآن على تخومها. لكن حفتر ومعظم القيادات العسكرية الموالية له نفت تعمد التأجيل وقالت في المقابل إن لديها مخاوف حقيقية من حدوث خسائر كبيرة في صفوف المدنيين في حال إقدامها على تحرير العاصمة أو الاقتراب بشكل نهائي من أوكار المتطرفين في مدينة بنغازي.
وردًا على فكرة وجود تململ شعبي أيضا من تأخر تحرير بنغازي، قال ناشطون وسكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن الشعب حسم أمره وشباب بنغازي باتوا على يقين أكثر أنها باتت حربهم وليست حرب حفتر أو أي شخص آخر، بينما زادت مساندة القوات الموجودة ببنغازي عدة أضعاف وباتت الحاضنة الشعبية القليلة لتنظيمي مجلس شورى ثوار بنغازي وأنصار الشريعة منتهية تماما. لكن في المقابل هناك توقعات مع بداية شهر رمضان بعمليات هجومية وانتقال من وضع الهجوم للدفاع وفي المقابل تحاول القوات الموجودة في المحاور الرئيسية وأغلبها قوات نظامية من داخل بنغازي نفسها تعزيز مواقعها لتحقيق مكاسب على الأرض في المحور الغربي.
ومع ذلك لاحظت مصادر عسكرية أن تصريحات قادة المحاور التي قد تكون تكتيكية عن نقص الذخيرة وضعف التسليح تبدو مؤشرًا على أن الحسم سيطول، فيما يزداد الواقع الإنساني سوءا مع القذائف العشوائية الممنهجة مما يؤدى إلى تصاعد أعداد القتلى في صفوف المدنين على نحو يزيد من احتقان سكان بنغازي ورفضهم للمجموعات المسلحة والمتطرفة ورسم السكان صورة قاتمة للوضع الميداني في بنغازي، حيث لفتوا إلى وجود حصار مدني واستخباراتي لأي مشتبه به بعلاقة ما مع المجموعات المتطرفة وكثرة الاعتقالات. وقال صحافي محلى لـ«الشرق الأوسط»: «بالتأكيد هناك تصاعد في الاعتقالات وازدياد نسبة النازحين بالمدارس والمرافق العامة، بالإضافة إلى انهيار الخدمات الصحية بعد خروج أكبر المرافق الصحية عن الخدمة نتيجة لوقوعها بمناطق الاشتباك كمستشفى الجمهورية الذي يغطي احتياجات المنطقة الشرقية في تخصصات الولادة وأمراض النساء.
وثمة ما يصفه السكان بانهيار كامل في الخدمات الصحية العامة بالمدينة، حيث بات مستشفى الهواري العام الذي يوفر خدمات الباطنة والجراحة العامة، فضلا عن مركز الكلى ومستشفى الأنف والأذن والحنجرة والمسالك البولية بالهواري أيضا خارج الخدمة عسكريا الوضع مستقر كما يروي أكثر من مصدر لـ«الشرق الأوسط» على الرغم من وقوع اشتباكات شبه يومية، بيد أن قوات الجيش تحقق تقدما بالمحور الغربي للمدينة.
وأضاف مصدر وسكان في المدينة: «في حي الليثي ما زال الوضع قائما على ما هو عليه، بينما تشهد منطقة حي الصابري ووسط المدينة تقدما جيدا لقوات مشاة البحرية من جهة شارع عمر بن العاص وميدان سوق الحوت ولكنه تقدم غير آمن، حيث ما زالت هذه القوات عرضة لرصاص القناصة والمفخخات والعمليات الانتحارية».
من جهتها أدانت بعثة الأمم المتحدة استمرار قصف المناطق السكنية في ليبيا، بما في ذلك في بنغازي والغريان وما نتج عنه من فقدان للأرواح المدنية البريئة ومن ضمنها أطفال. وأعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون في بيان وزعته البعثة أمس عن أسفه الشديد لوفاة ما لا يقل عن ثمانية أطفال وإصابة أربعة آخرين بجروح نتيجة لقصف المناطق المدنية في بنغازي في مرتين مختلفتين هذا الأسبوع، مشيرًا إلى أن القصف المدفعي للمناطق السكنية في مدينتي غريان والزاوية يعد تذكير مأساوي للخسائر الفادحة التي تكبدها الشعب الليبي أثناء هذا النزاع. وقال البيان إن البعثة الأممية تذكر جميع الأطراف أن القانون الإنساني الدولي يحظر الهجمات ضد المدنيين وأنها يمكن أن تشكل جرائم حرب.
وحث ليون جميع الأطراف على وقف استهداف المدنيين والممتلكات المدنية فورًا ووضع حد لدوامة العنف والانتقام المستمرة. كما أنه لفت انتباه جميع الأطراف العسكرية الليبية إلى التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي بإنهاء هذه الهجمات وتوخي الحذر واستخدام النسبية أثناء القيام بعمليات عسكرية.