نـــــــقــــــــاء
18-05-2015, 08:35 PM
http://arabic.bayynat.org.lb/Client%20Resources/Link%20Pages/607/Ibda3_Fanne.jpg
خلق الله تعالى الإنسان، وجعل فيه خصائص وقدرات جسديَّة وفكريَّة متنوّعة ومتفاوتة، تعمل الظروف على اختلافها على توجيهها وصقلها وإبرازها. ومن الناس من ينظر دوماً إلى ما عند الآخر المختلف عنه نظرة مقارنة وتقليد، نتيجة عقدة أو شعورٍ بالنقص، يحاول أن يملأه عبر محاكاته لقدرات الآخرين وسلوكيّاتهم، وهو ما ينعكس سلباً لدى فئة معيّنة، عندما تشعر بأنّ ما عند الآخرين من مميّزات وقدرات غير موجود لديها، فتنكفئ على ذاتها، وتعيش شعور انعدام الثقة بالشخصيّة، وهذا ما يترك أثراً سلبيّاً مدمّراً في الذات، ويضعها في موقف المرض والسّقوط، لتدخل في مشاكل هنا وهناك.والبعض الآخر يرى أنَّ النّظر إلى ما عند الآخرين، ليس مشكلةً بحدّ ذاتها، بل هو مدعاة لتحفيز الفرد على الإبداع والعطاء والمنافسة، فما دام النّاس يتعاملون مع المسألة ضمن إطارها الطبيعيّ، فهذه المقارنة طبيعيَّة وضروريَّة لتحريك القدرات في خدمة المجتمع بوجهٍ عام.مع ذلك، يذهب آخرون إلى القول، إنّ كثرة المقارنة بالآخرين، تخرج الأمور عن السيطرة، وتجعلها صعبة، بحيث يصبح من الصّعب السّيطرة عليها وتوجيهها الوجهة الصّحيحة، وتتحوّل القصة إلى مصدر إزعاج نفسي وجسدي كبير.وقد يحصل للبعض أن يقارنوا أنفسهم بالآخرين، فلا يقبلوا الدّخول إلا إلى الجامعات الباهظة الثمن، أو ارتداء أفخر الثياب، والحصول على مصروف شخصي كبير، متجاهلين ظروفهم وحدود إمكاناتهم، فقط إشباعاً منهم لعقدة معينة، وهنا، يرهقون أنفسهم بتلك الأعباء، ويرهقون من حولهم، ويوقعون أنفسهم في متاعب ومشاغل كثيرة هم بغنى عنها.ويرى اختصاصيّون أنَّ المقارنة بين الأبناء لها آثار سلبيّة، أبرزها قتل الثقة بالنفس، كما أنها تعمل على توليد الغيرة، مع ما يستتبع ذلك من عواقب وخيمة على نفسية الأطفال وشخصياتهم، وقد تجعلهم مستقبلاً أشخاصاً غير نافعين اجتماعياً.إنَّ على الأهل هنا مسؤولية كبيرة، فمن ضمن التربية الصحيحة لطفلهم، العمل على رعايته كإنسان ذي قناعة، ومتوازن في حياته، ولديه الثقة بنفسه، والإشارة إلى أنَّ ما لديه من إمكانات وقدرات مختلفة عن الآخر، إنما هو شيء طبيعيّ عليه تقبّله، وليس من مانع في أن يبذل الجهد الدّائم في سبيل تطوير أوضاعه، ضمن حدود طاقاته.كما أنَّ تنشئة الأجيال على حبّ القناعة والرّضا بما عندهم، وبما يجعلهم يتكاملون مع الآخرين، هي من مسؤوليَّة المؤسّسات التربويّة والإعلاميّة، عبر برامج توعية اجتماعية وتربوية، تركّز على مثل هذه القضايا الاجتماعيّة والشخصيّة الهامّة التي تتصل بطريق أو بآخر بأمن المجتمع وسلامته ونموّه.واليوم، وفي ظلّ ما تشهده الحياة من مشاكل اجتماعيّة ونفسيّة، تحتّم المسؤوليّة على الجميع نشر التوعية والتوجيه السليم لأجيال تتعرّض لكثير من الضغوطات التي تحاصرها في كل الاتجاهات...
خلق الله تعالى الإنسان، وجعل فيه خصائص وقدرات جسديَّة وفكريَّة متنوّعة ومتفاوتة، تعمل الظروف على اختلافها على توجيهها وصقلها وإبرازها. ومن الناس من ينظر دوماً إلى ما عند الآخر المختلف عنه نظرة مقارنة وتقليد، نتيجة عقدة أو شعورٍ بالنقص، يحاول أن يملأه عبر محاكاته لقدرات الآخرين وسلوكيّاتهم، وهو ما ينعكس سلباً لدى فئة معيّنة، عندما تشعر بأنّ ما عند الآخرين من مميّزات وقدرات غير موجود لديها، فتنكفئ على ذاتها، وتعيش شعور انعدام الثقة بالشخصيّة، وهذا ما يترك أثراً سلبيّاً مدمّراً في الذات، ويضعها في موقف المرض والسّقوط، لتدخل في مشاكل هنا وهناك.والبعض الآخر يرى أنَّ النّظر إلى ما عند الآخرين، ليس مشكلةً بحدّ ذاتها، بل هو مدعاة لتحفيز الفرد على الإبداع والعطاء والمنافسة، فما دام النّاس يتعاملون مع المسألة ضمن إطارها الطبيعيّ، فهذه المقارنة طبيعيَّة وضروريَّة لتحريك القدرات في خدمة المجتمع بوجهٍ عام.مع ذلك، يذهب آخرون إلى القول، إنّ كثرة المقارنة بالآخرين، تخرج الأمور عن السيطرة، وتجعلها صعبة، بحيث يصبح من الصّعب السّيطرة عليها وتوجيهها الوجهة الصّحيحة، وتتحوّل القصة إلى مصدر إزعاج نفسي وجسدي كبير.وقد يحصل للبعض أن يقارنوا أنفسهم بالآخرين، فلا يقبلوا الدّخول إلا إلى الجامعات الباهظة الثمن، أو ارتداء أفخر الثياب، والحصول على مصروف شخصي كبير، متجاهلين ظروفهم وحدود إمكاناتهم، فقط إشباعاً منهم لعقدة معينة، وهنا، يرهقون أنفسهم بتلك الأعباء، ويرهقون من حولهم، ويوقعون أنفسهم في متاعب ومشاغل كثيرة هم بغنى عنها.ويرى اختصاصيّون أنَّ المقارنة بين الأبناء لها آثار سلبيّة، أبرزها قتل الثقة بالنفس، كما أنها تعمل على توليد الغيرة، مع ما يستتبع ذلك من عواقب وخيمة على نفسية الأطفال وشخصياتهم، وقد تجعلهم مستقبلاً أشخاصاً غير نافعين اجتماعياً.إنَّ على الأهل هنا مسؤولية كبيرة، فمن ضمن التربية الصحيحة لطفلهم، العمل على رعايته كإنسان ذي قناعة، ومتوازن في حياته، ولديه الثقة بنفسه، والإشارة إلى أنَّ ما لديه من إمكانات وقدرات مختلفة عن الآخر، إنما هو شيء طبيعيّ عليه تقبّله، وليس من مانع في أن يبذل الجهد الدّائم في سبيل تطوير أوضاعه، ضمن حدود طاقاته.كما أنَّ تنشئة الأجيال على حبّ القناعة والرّضا بما عندهم، وبما يجعلهم يتكاملون مع الآخرين، هي من مسؤوليَّة المؤسّسات التربويّة والإعلاميّة، عبر برامج توعية اجتماعية وتربوية، تركّز على مثل هذه القضايا الاجتماعيّة والشخصيّة الهامّة التي تتصل بطريق أو بآخر بأمن المجتمع وسلامته ونموّه.واليوم، وفي ظلّ ما تشهده الحياة من مشاكل اجتماعيّة ونفسيّة، تحتّم المسؤوليّة على الجميع نشر التوعية والتوجيه السليم لأجيال تتعرّض لكثير من الضغوطات التي تحاصرها في كل الاتجاهات...