المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإعلام بين التبعية والمهنية



القعقــــــاع
29-05-2015, 09:54 PM
الإعلام بين التبعية والمهنية#انا_في_اجازه_طال_عمرك


**أثير - موسى الفرعي

*

*

اﻷمر لا يحتاجُ مُدراءَ عمومٍ أو وزراءَ أو مسؤولينَ بقدرِ ما يَحتاجُ إلى إنسانٍ حقيقي يَحملُ واجبه تجاه الإِنسانِ والوطن أَينما وجد وكيفما كان، وقدْ تَعمدتُ تأجيلَ الكتابةِ حتى هذا اليوم حتى تُوافقَ مقتضى الحال، فليس مهماً أن أَكون مُقيَّداً بساعاتِ عملٍ رسمي كي أقومَ بواجبي، والقتلُ ليس بالضرورةِ حملَ السلاح وقتلَ الإنسان بل ربما يكونُ بوضعِ مسبباتِ الموت كالتقاعسِ والإِهمالِ والتردي وعدمِ الوفاءِ بالوعود، كلُّ هذه الأشياء تَأخذُ شكلاً من أشكال الموت، وخير مثال على ذلك: رجلٌ يَفقدُ عائلته بسببِ الإهمال ورغم ذلك يُقاتلُ من أجل أنْ يضعَ أسبابَ حياة، وآخر يَقرأُ أخبارَ الموتِ ويُدركُ أن بإمكانه أن يُجنبَ الناسَ كلَّ ذلك إلا أنه لا يزالُ مُصرا على الفُرجةِ من بعيد، والآن أجيبوني أيها الناسُ أيهما خير هذا أم ذاك ..!؟*
إن الإعلامَ في الوقتِ الراهنِ يَقعُ بين قوى شرسةٍ تَتصارع عليه وهي التبعية والمهنية، وأما التبعية فهي صورة الإعلام التي يحلم بها كل مريب راجيا أن تكون صورة ثابتة للإعلام التي تُؤسس على الحياد بمعنى أن لا تنحاز لأحد الطرفين، وأما الوصال كمؤسسة إعلامية بشكل فمنذ البدء منحازة للإنسان والوطن، وأما الموضوعية في الإعلام فلا تكون إن لم تنقل الحقائق بدقة كاملة وهذه الضرورة المهنية لا تكون إلا بأخذ الأشياء من مصادرها وليس الأخذ بالأعذار واليوميات، وإنه لمن التناقض أن نطالبَ بحريةِ الإعلام ثم نوجد مخرجا وعذرا لمن نشاء أن ننصله من المسؤولية.*
إن الإعلام - كما نراه - مرآةٌ للمجتمع ومعبِّرٌ ومدافعٌ عن قضاياه، ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى فمن يطلق وعدا يكون قد ألزم نفسه الوفاء بذلك الوعد، ومن لم يكن أهلا لذلك فعليه أن لا يطلقَ الوعود ذات اليمين وذات الشمال، وإننا نرى كمؤسسة إعلامية أن مشاركة أفراد المجتمع في عملية التنمية هي الأساس الذي يقوم عليه الإعلام إلى أن يصبح كلُّ فرد مساهما في عملية التغيير، ذلك هو الإعلام التنموي شاء من شاء أو رفض من رفض بعيدا عن أدلجة المفاهيم التي تطفو دائما من أجل تطويع الإعلام كما يراه أصحاب المصالح والانتفاع، ولا يرفض إلا من يجد لنفسه مصلحةً في غير ذلك، تلك هي مواثيق الشرف والمهنية كما نعرفها.*
لا تقومُ أُمةٌ إنسانُها يرى واجبه مرهونا بوقتٍ وعدد ساعات عمل، ولا خيرَ في أُمةٍ إنسانُها يَرقصُ ويُطبلُ لصغائر الأشياء حتى يضخِّمها من أجل أن تكون له طوقَ نجاة، ولا أملَ في أمةٍ إنسانُها لا يؤمنُ أن الاعتذار صفةٌ من صفات الكرام، والحمدُ لله أننا هنا في هذه الأرضِ الكريمةِ نُمارسُ واجبنا ونُدركُ حدوده إلا من شذَّ، ونُؤمنُ بالاعتذار سواءٌ باللفظ أو بإصلاح الخطأ إلا من شذّ.*
لذلك وجب القول والفعل من أجل أن نرقى دائما ونصعدَ عتبةً جديدة في سلم الرقي بالإنسان والأرض، ألم يقل رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: انصر أخاك ظالما أو مظلوما، ولا نريد إلا أن نلاحقه بالخير لنفسه إلى أن يكفَّ عن الظلم الذي يفعله دون قصد ولكنه الإهمال واللامبالاة التي تلقي بالكثيرين في ذلك البئر المظلم.*
وعودا على بدء أقول لكل من شاء أن يعتذر أو يبرر موقفه بعدم قيامه على رأس عمله، ألم يكن والدنا وقائدنا يقضي إجازته ويمرُّ بحالة صحية - كفاه الله إياها - إلا أنه كان يُصدر المراسيم ويتابع ويستقصي ويقرر ولو شاء لكلِّفَ أحدهم بذلك، إلا أن إحساسه بالمسؤولية الأكبر تجاه وطنه وأبنائه لم يُقيَّد بأوقات وعقارب الساعات.*
الحبُّ والخير لا يحدّهما زمان أو مكان، فهما في كل وقت ومجراهما في كلِّ مكان.*من أجل ذلك أصبح الإنسانُ إنسانا، ولتلك الأسباب أصبحت عُمان هي من هي وجلالته هو من هو، فليكن لنا مثالا، ولنترك مهنة إلقاء التهم ولنعمل معا دون الاهتمام بما لا يُحقق سوى عرقلة سيرنا نحو الأجمل

حائرة بدنيتي
29-05-2015, 10:32 PM
مقال اكثر من رائع
لي عوده يوم الأحد

حائرة بدنيتي
31-05-2015, 08:18 AM
يسعد صباحكم
تعليقي ورأي أحسب ماتداولته وسائل الإعلام
لكل فعل ردة فعل مساويه له في المقدار معاكسه له في الاتجاهه
وبالأخير العقول متفاوته وكل على أحسب تقديره لمفهوم الأمانة والعمل
تحياتي للجميع

shaker
31-05-2015, 08:14 PM
السلام عليكم ..
كل الشكر للاستاذ طارح الموضوع..
قرأت المقال أكثر من رائع ,لكن هناك أمور غفل عنها استاذنا الراقي المبدع " موسى الفرعي" وهي ...
أن يتوق الحذر في جميع المكالمات بالنسبة للمدراء وغيرهم حتى لايقع في اشكالات ربما تحرجه كرجل اعلام ناجح
ثم أن هناك حريات شخصية في مسألة الردود ولا اجبار في ذلك ناهيكم أن هناك مواد وفقرات من قانون الخدمة المدنية والاستاذ موسى بلاشك مطلع عليها , ومع ذلك كله وفي مجمل الحديث شخصيا أحيي هذا الرجل على لباقته وغيرته لهذا الوطن وأعتبر موسى الفرعي أحد الأوفياء الذين لايجاملون ولايساومون .
تقديري