المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من روائع النابغة الذبياني في قصيدة الشهيرة (المتجردة )



حمد نجد
21-09-2014, 10:40 PM
أمِنَ آلِ مَيّة َ رائحٌ، أو مُغْتَدِ،
عجلانَ ، ذا زادٍ ، وغيرَ مزودِ


أَفِل التّرَحّلُ، غير أنّ ركابنا
لما تزلْ برحالنا ، وكأنْ قدِ


زَعَمَ البَوارِحُ أنّ رِحْلَتَنا غَداً،
و بذاكَ تنعاب الغراب الأسود


لا مرحباً بغدٍ ، ولا أهلاً بهِ ،
إنّ كانَ تَفريقُ الأحبّة ِ في غَدِ


حانَ الرّحيلُ، ولم تُوَدِّعْ مهدَداً،
والصّبْحُ والإمساءُ منها مَوْعِدي


في إثْرِ غانِيَة ٍ رَمَتْكَ بسَهَمِها،
فأصابَ قلبَك، غير أنْ لم تُقْصِدِ


غنيتْ بذلك ، غذ همُ لكَ جيرة ٌ ،
منها بعَطْفِ رسالَة ٍ وتَوَدُّدِ


ولقد أصابَتْ قَلبَهُ مِنْ حُبّهَا،
عن ظَهْرِ مِرْنانٍ، بسَهمٍ مُصردِ


نَظَرَتْ بمُقْلَة ِ شادِنٍ مُتَرَبِّبٍ
أحوى ، أحمَّ المقلتينِ ، مقلدِ


و النظمُ في سلكٍ يزينُ نحرها ،
ذهبٌ توقَّدُ، كالشّهابِ المُوقَدِ


صَفراءُ كالسِّيرَاءِ، أكْمِلَ خَلقُها
كالغُصنِ، في غُلَوائِهِ، المتأوِّدِ


والبَطنُ ذو عُكَنٍ، لطيفٌ طَيّهُ،
والإتْبُ تَنْفُجُهُ بثَدْيٍ مُقْعَدِ


محطُوطَة ُ المتنَينِ، غيرُ مُفاضَة ٍ،
ريّا الرّوادِفِ، بَضّة ُ المتَجرَّدِ


قامتْ تراءى بينَ سجفيْ كلة ٍ ،
كالشّمسِ يومَ طُلُوعِها بالأسعُدِ


أوْ دُرّة ٍ صَدَفِيّة ٍ غوّاصُها
بهجٌ متى يرها يهلّ ويسجدِ


أو دُميَة ٍ مِنْ مَرْمَرٍ، مرفوعة ٍ،
بنيتْ بآجرٍ ، تشادُ ، وقرمدِ


سَقَطَ النّصيفُ، ولم تُرِدْ إسقاطَهُ،
فتناولتهُ ، واتقتنا باليدِ


بمُخَضَّبٍ رَخْصٍ، كأنّ بنانَهُ
عنم على اغصانه لم يعقدِ


نظرَتْ إليك بحاجة ٍ لم تَقْضِها،
نظرَ السقيمِ إلى وجوهِ العودِ


تَجْلُو بقادِمَتَيْ حَمامة أيكَة ٍ،
برداً أسفّ لثاتهُ بالإثمدِ


كالأقحوانِ، غَداة َ غِبّ سَمائِه،
جفتْ أعاليهِ ، وأسفلهُ ندي


زَعَمَ الهُمامُ بأنّ فاها بارِدٌ،
عذبٌ مقبلهُ ، شهيُّ الموردِ


زَعَمَ الهُمامُ، ولم أذُقْهُ، أنّهُ
عذبٌ ، غذا ما ذقتهُ قلتَ : ازددِ


زَعَمَ الهُمامُ، ولم أذُقْهُ، أنّهُ
يشفى ، بريا ريقها ، العطشُ الصدي


أخذ العذارى عِقدَها، فنَظَمْنَهُ،
مِن لُؤلُؤٍ مُتتابِعٍ، مُتَسَرِّدِ


لو أنها عرضتْ لأشمطَ راهبٍ ،
عبدَ الإلهِ ، صرورة ٍ ، متعبدِ


لرنا لبهجتها ، وحسنِ حديثها ،
و لخالهُ رشداً وإنْ لم يرشدِ


بتَكَلّمٍ، لو تَستَطيعُ سَماعَهُ،
لدنتْ لهُ أروى الهضابِ الصخدِ


و بفاحمٍ رجلٍ ، أثيثٍ نيتهُ ،
كالكرمِ مالَ على الدعامِ المسندِ

والقصيدة طويلة جدا بوصف فاحش اخترت منها بدايتها لما فيها من وصف جميل رقيق
القصيدة قصتها مشهورة
الهمام نديم الشاعر

ابو فرح
21-09-2014, 11:45 PM
" حمد " طرح موفق
كل الشكر لحضورك الداائم وعطائك المتواصل
دمت بوود

حبي خالص
21-09-2014, 11:57 PM
انتقاء جميل أخي حمد
كلك ذووووق

عملاق الشعر
22-09-2014, 07:55 AM
حمد نجد

نص جميل جدا

سلمت يداك المبدعة وذوقك الراقي