المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تحوّل الإحباط إلى قوة دافعة؟



ورد القرنفل 1
08-06-2015, 10:45 PM
حين كان شاباً صغيراً حاول أن يحفظ الحديث، وحاول وحاول وحاول، لكنّه فشل أن يكون كغيره من الفتيان الذين حفظوا الكثير من الأحاديث عن النّبي (ص)، لقد كاد اليأس أن يتمكن من قلبه وكاد الفشل أن يلاحقه طوال حياته.
قرّر يوماً أن يمشي بين بساتين القرية، فأخذ يمشي طويلاً واليأس قد أحاط بقلبه وعقله، فاقترب من بئر في وسط بستان، فجلس قربها وراح يفكر، وفي أثناء جلوسه قرب البئر لاحظ أن الحبل المعلق في دلو البئر قد أثّر بالصخر الذي يحيط برأس البئر، وقد فتّت الصخر من كثرة الإحتكاك صعوداً ونزولاً، إذن هو التكرار والزمن.

فقرّر هذا الشاب أن يحاول مرّة ثانية في حفظ الحديث، وعاهد نفسه أن يحفظ الحديث حتى لو كرّره 500 مرّة، فمضى يحاول ويحاول ملتزماً بعهده حتى كانت أُمّه تملُ من تكراره وترحم حاله.. ومع مرور الزمن وقوة الإصرار والمثابرة، استطاع أن يحفظ القرآن، ويفتي الناس، ويُدرِّس وعمره دون العشرين، فألّف التصانيف والمؤلّفات الكثيرة، واستحق لقب شيخ الإسلام وإمام الحرمين.. إنّها قصة الفقيه الموسوعي "أحمد بن حجر الهيتمي".




وتأمّل معي تلك الحادثة الغريبة التي بدأت بمزحة ثمّ تحوّلت إلى واقع وحقيقة، فقد ضاق "كيث أرمسترونج" المحب للفن ذرعاً بالأشياء التافهة المعروضة في صالات عرض اللوحات الفنية المحلية في لندن، ولذلك قذف بعض الدهان على قطعة قديمة من الخشب المضغوط وخرج بما يمكن أن يسميه الخبراء تحفه فنّية.
وأخذ "أرمسترنج" لوحاً خشبياً قديماً، وحفر عليه عشرات الأخادية، ثمّ قام بدهنه باللون الأبيض، ثمّ تقدم به لمسابقة في الفنّ الحديث.


وقد أصيب هذا الرجل البالغ من العمر (64) عاماً بالدهشة عندما علم أن هذه المزحة التي دخل بيها المسابقة والتي أسماها "فجر الألفية) قد أختيرت من بين (600) عمل فنّي آخر، وعرضت للبيع بمبلغ (225) ألف دولار، وأعلنت لجنة تحكيم مكونة من خمسة قضاة في مدينة لندن أن هذه اللوحة تعتبر (قطعة حفر قنية تجريدية)، أما أرمسترونج فيقول: "إنّه شيء لا يُصدق، لقد قمت بهذا العمل على سبيل الدعابة" (جريدة الخليج، العدد 8484، بتاريخ 11/8/2002، ص20).




لذا، تعلم بأنّ الإحباط والمعاناة اللذين تتحمّلهما يساعدانك دائماً على التقدُّم إلى الأمام متى اتعظت منهما، فهذا العالم الذي نعيش فيه ما هو في الحقيقة إلا فرصة لك لتطوّر شخصيتك.

واعلم أنّ الإيمان بالله أساس كل نجاح، وهو النور الذي يضيء لصاحبه الطريق، وهو المعيار الحقيقي لإختيار النجاح الحقيقي.. فالإيمان يمنحك القوة وهو بداية ونقطة الإنطلاق نحو النجاح، وهو الوقود الذي يدفعك نحو النجاح، والأمل هو الحلم الذي يصنع لنا النجاح.. فرحلة النجاح تبدأ أملاً ثمّ مع الجهد يتحقّق الأمل، فلا تقف عند الذكريات الأليمة، وتُبقّي نفسك سجين الدمعة والآهات لأن هذا شيء سلبي؛ بل اجعل لك أهدافاً سامية تأمل بإذن الله تحقيقها وتسعى جدّياً لذلك؛ فالطموح – كما قالوا – ينسّيك الجروح.


وعليك بعد ذلك أن تكتشف مواهبك وقواك الداخلية وتعمل على تنميتها، ومن مواهبنا الإبداع والذكاء والتفكير والإستذكار والذاكرة القويّة.. ويمكن العمل على رعاية هذه المواهب والإستفادة منها بدل أن تبقى معطلة في حياتنا.

ثمّ عليك أن تبقى وسط أحداث الحياة ونشاطاتها، فالحياة عبارة عن فصل دراسي تتعرّض فيه للإختبار ويتوقّع منك أن تحقّق تقدّماً مهمّاً خلال فترة زمنية معقولة، وإن لم تستفد في فصل الحياة فإنّها ستعيد لك الدرس تلو الآخر حتى تتعلّم وتنجح، وهذا يشبه إلى حدٍّ كبير الفصول الدراسية، فمتى ما رسب الشخص فإنّه إما أن يُعيد الفصل حتى ينجح أو ينسحب!

فانظر، هل كنت تنظر لحالات الفشل بأنّها فشل كلي، أم كنت تنظر لها بأنّها فشل للمحاولة ذاتها والتي قد قمتَ بها؟ إذ أن هناك فرقاً كبيراً بين الاثنين.

فإن كنت تعتقد بأنّك شخصياً قد فشلت فهذا من شأنه أن يُثنيك عن أداء محاولات أخرى، لأنّك تكون بذلك قد قللت من شأنك، ومن قدراتك الشخصية.

أمّا إن كنت تعتقد أن محاولتك كانت فاشلة، فهذا من شأنه أن يجعلك تقوم بدراسة سبب فشل محاولتك الأولى لتقوم يتجنّب مُسبِّباتها.




وعلى أية حال، لا يوجد هناك فشل حقيقي، فما ندَّعي بأنّه فشل ما هو إلا خبرة قد اكتسبناها من واقع تجاربنا في الحياة، إذ إنّ الشخص الفاشل هو الذي لا يتعظ من تجاربه، بل يعتبر الأمر منتهياً من حيث فشله!

نـــــــقــــــــاء
08-06-2015, 11:01 PM
لا يأس مع الحياة والفشل طريقا إلى النجاح
تشكري للطرح ورد

نورمان
08-06-2015, 11:18 PM
طرح جميل
كانت مجرد مزحه وصارت حقيقه... فقط نحتاج لان نثق بقدراتنا ونتخطى الفشل لننجح

صدى صوت
08-06-2015, 11:48 PM
إذا أراد الإنسان تغيير حاله وتطوير ذاته، فإنه حتماً سيواجه معوقات كبيرة ً وأن أول هذه المعوقات وأشدها هو نفسه، إذ أن أكبر المعوقات هى التى تنبعث من الذات، ولهذا نجد القرآن الكريم ينسب الخلل والقصور إلى النفس الإنسانية {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}، فالمصائب والأخطاء فى غالبها مبعثها من النفس.
أن عملية البناء والهدم تبدأ أولاً من الداخل من النفس {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، وغالب الحال أن التأثير الخارجى لا يكون له أثرا كبيرا ما لم يكن هناك قابلية من الداخل.
أننا عندما ندرك أن أساس التغيير ـ سلباً وإيجاباً ـ هو التغيير الداخلى، وأن العوامل الخارجية ليست أساسية فى التغيير، فإن الاهتمام الأول يكون للداخل سواء كان للفرد أو الأمة، وهذا المسلك ضرورى لمن أراد أن يتغلب على كثير من الإخفاقات ويتخلص من الإحباط أن يتجه إلى نفسه فيقوم بإصلاحها وتهذيبها وتقويمها.

و أن من أراد أن يغير من حاله ويرتقى بها فعليه أن يوطّن نفسه على مواجهة الصعاب، وليعلم أن الطريق لن يكون سهلاً خالياً من الأكدار والمنغصات، ومن أراد التغيير دون أن تواجهه مشاكل فى الطريق فهو لم يعرف حقيقة الحياة وطبيعة التحول والترقى.

العيون الساهرة
09-06-2015, 12:05 AM
طرح قيم
يحكي عن الاصرار والوصول الى الهدف وتحقيق الرغبات
وبالاراده والاصرار نحقق مانرغب به وسنتخطى العتبات
دون ملل
فلابد لنا أن نثابر قليلا
حتى نحقق مانريده

عذووووبه
09-06-2015, 01:25 AM
طرح رائع
يسلمو

سراب الورد
09-06-2015, 10:41 PM
بالاصرار و العزيمه والثقه بالنفس طرييق الى النجااح

شكرا لك

ورد القرنفل 1
09-06-2015, 11:29 PM
لا يأس مع الحياة والفشل طريقا إلى النجاح
تشكري للطرح ورد

اسعدني مرورك الرائع
بالفعل الفشل يقود الى طريق النجاح
مودتي لك

الطموحa
12-06-2015, 10:06 PM
طرح رائع ومميز شكرًا لك ... يجب علينا عدم اليأس فالحياة بحاجة ان ننظر لها بعين الرضى ويجب ان نثق في قدراتنا بعد ثقتنا بالله عزوجل حتى نصل الى ما نرجو الوصول اليه...

أسير أحزاني
13-06-2015, 09:59 AM
طرح جميل جدا..تشكري عليه

بدر الحراصي
13-06-2015, 12:53 PM
موضوع جميل جدا

الاحباط واليأس لا يسيطر الا على النفوس الضعيفه
ذات الاراده الهشه ....من له اراداه قويه يعرف ان
قبل النجاح هنالك عمل وتجربه وقد يكون هنالك فشل
ف لا ينهار من اول مطبك ويترك عمله وطموحه ويقول
والله انا يائس وحبط.

ورد القرنفل 1
13-06-2015, 10:57 PM
طرح جميل
كانت مجرد مزحه وصارت حقيقه... فقط نحتاج لان نثق بقدراتنا ونتخطى الفشل لننجح

اسعدني مرورك الرائع
صحيح مزحة تحولت الى واقع نتيجة الثقة بالقدرات وعدم اليأس عند الفشل
مودتي لك