فيصل الغماري
13-06-2015, 08:34 AM
ملخص "البنيان المرصوص"
للعبد الفقير إلى عفو ربه
"أبو العبادلة "
ج (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،،،
عنوان الدرس : ''البنيان المرصوص''
قال صلى الله عليه وسلم : المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا - وشبك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم.
إن ما يميز كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دقة اختيار الكلمات؛ فالقران الكريم قال عنه أعداءه من زعماء قريش : إن له لحلاوه وعليه لطلاوه وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق.
أيضا في السنة النبوية التي قال الله عن صاحبها : ''وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى''
فهو صلى الله عليه وسلم يشبه الأخوة في الله بالبنيان، والبنيان له مقومات ذاتية كحسن اختيار المواد مثل الاسمنت والتربة والطوب.
كما أن له مقومات خارجية مثل حسن اختيار البناة المهرة.
أيضاً لهذا البنيان عوامل هدم داخلية كضعف في اختيار المواد المعدة للبناء.
وله عوامل هدم خارجية كالتجوية والتعرية.
ومتى ما كان البنيان متيناً كانت فترة وقوفه أمام عوامل الهدم طويلة.
كذلك بنيان الاخوة الإسلامية له مهدمات نذكر منها الآتي :
أولاً : عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إيَّاكُم والظَّنَّ ، فإنَّ الظَّنَّ أَكذَبُ الحديثِ ، ولا تحسَّسوا ، ولا تجسَّسوا ، ولا تَناجَشوا ولا تحاسَدوا ولا تباغَضوا ، ولا تدابَروا ، وَكونوا عِبادَ اللَّهِ إخوانًا ).
* أولاً : سوء الظن وله قسمان :
** الأول : سوء الظن بالله قال تعالى في حديث قدسي : (أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا ، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) .
فالإيمان بالقضاء والقدر أمر محمود لكن الخوف من القضاء والقدر أمر مذموم فكثير من الناس يخافون ويتوجسون من المستقبل وهذا مناقض للحديث القدسي وللحديث النبوي الذي يذكر أركان الإيمان، والتفائل هو من أخلاق المؤمن الكريم.
** ثانياً سوء الظن بالناس فمن أخلاق المؤمن حسن ظنه بأخيه وسوء الظن مدعاة لتفكك اللحمة الأخوية، وإليكم هذا المثال : صلى أثنان صلاة العصر وبعد الصلاة خرج أحدهما وجلس الآخر يتلو كتاب الله، وبعد أن فرغ وعند باب المسجد مر به زميله بسرعة جنونية بل لم يسلم عليه ، فأخذ هذا الرجل يقع في أخيه وينتقص من شأنه وعندما دخل إلى منزله أراد زوجته أن تشاركه ذمه لأخيه.
لكن فوجيء بزوجته تنتظره عند الباب وتقول له أما سمعت ماذا حدث لجارنا لقد اتصل به المستشغى وابنه في غرفة العناية الفائقة بسبب حادث سير، فقال في نفسه لا حول ولا قوة إلا بالله لقد ظلمته وظلمت نفسي.
ولو أحسن الظن كان خيراً له.
للحديث بقية إن شاء الله
للعبد الفقير إلى عفو ربه
"أبو العبادلة "
ج (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،،،
عنوان الدرس : ''البنيان المرصوص''
قال صلى الله عليه وسلم : المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا - وشبك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم.
إن ما يميز كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دقة اختيار الكلمات؛ فالقران الكريم قال عنه أعداءه من زعماء قريش : إن له لحلاوه وعليه لطلاوه وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق.
أيضا في السنة النبوية التي قال الله عن صاحبها : ''وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى''
فهو صلى الله عليه وسلم يشبه الأخوة في الله بالبنيان، والبنيان له مقومات ذاتية كحسن اختيار المواد مثل الاسمنت والتربة والطوب.
كما أن له مقومات خارجية مثل حسن اختيار البناة المهرة.
أيضاً لهذا البنيان عوامل هدم داخلية كضعف في اختيار المواد المعدة للبناء.
وله عوامل هدم خارجية كالتجوية والتعرية.
ومتى ما كان البنيان متيناً كانت فترة وقوفه أمام عوامل الهدم طويلة.
كذلك بنيان الاخوة الإسلامية له مهدمات نذكر منها الآتي :
أولاً : عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إيَّاكُم والظَّنَّ ، فإنَّ الظَّنَّ أَكذَبُ الحديثِ ، ولا تحسَّسوا ، ولا تجسَّسوا ، ولا تَناجَشوا ولا تحاسَدوا ولا تباغَضوا ، ولا تدابَروا ، وَكونوا عِبادَ اللَّهِ إخوانًا ).
* أولاً : سوء الظن وله قسمان :
** الأول : سوء الظن بالله قال تعالى في حديث قدسي : (أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا ، وإن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) .
فالإيمان بالقضاء والقدر أمر محمود لكن الخوف من القضاء والقدر أمر مذموم فكثير من الناس يخافون ويتوجسون من المستقبل وهذا مناقض للحديث القدسي وللحديث النبوي الذي يذكر أركان الإيمان، والتفائل هو من أخلاق المؤمن الكريم.
** ثانياً سوء الظن بالناس فمن أخلاق المؤمن حسن ظنه بأخيه وسوء الظن مدعاة لتفكك اللحمة الأخوية، وإليكم هذا المثال : صلى أثنان صلاة العصر وبعد الصلاة خرج أحدهما وجلس الآخر يتلو كتاب الله، وبعد أن فرغ وعند باب المسجد مر به زميله بسرعة جنونية بل لم يسلم عليه ، فأخذ هذا الرجل يقع في أخيه وينتقص من شأنه وعندما دخل إلى منزله أراد زوجته أن تشاركه ذمه لأخيه.
لكن فوجيء بزوجته تنتظره عند الباب وتقول له أما سمعت ماذا حدث لجارنا لقد اتصل به المستشغى وابنه في غرفة العناية الفائقة بسبب حادث سير، فقال في نفسه لا حول ولا قوة إلا بالله لقد ظلمته وظلمت نفسي.
ولو أحسن الظن كان خيراً له.
للحديث بقية إن شاء الله