المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللقاء الاخير



حنااايا..الروح
14-06-2015, 08:37 AM
خرجت من منزلها سيرا على أطراف أصابعها .. نظرت حولها نظرات

مريبه .. أغلقت خلفها الباب بهدوء و بحركه عفويه و ضعت أصبعها

الشاهد فوق شفتيها و همست لنفسها (( هس )) ... بعدها تنفست الصعداء

شعرت بالنجاح الكبير أثناء إتمام عملية الهروب من المنزل .

لكن بقي أمامها خطوات .. فاختارت لنفسها موقعا بعيدا عن الأعين تحت

ظل شجرة كبيرة في حديقة منزلهم و ترقبت السيارات القادمه و الناس ، و

جميع أنواع المارة حتى قطط الحي . كانت تنظر إلى ساعتها مع كل نبضة

قلب تقريبا . ثم تمد يدها إلى ملابسها لتزيد من ترتيبها .. وتمرر أصابعها

فوق تسريحه شعرها .. أحيانا كانت تخرج المرآة من حقيبتها لتطمئن على

جمالها و أناقتها .. طال إحساسها بالانتظار رغم أن عقارب الساعة لم

تتزحزح إلا قليلا ، فبدأت تحدث نفسها قائلة: هل نسي فؤاد موعدنا ؟ أم أنه

يتجاهلني ؟ أم يريد أن يختبرني ؟ أم ... أم ؟ و ماهي إلا لحظات .. حتى

حضر (( فؤادها )) ... وبخفة ورشاقه قفزت إلى سيارته و أغلقت الباب

خلفها ، ثم اتكأت على الكرسي بجواره و قالت:

- مرت الأمور بسلام ..

أما هو فقد ابتسم لها و نظر إليها نظرة شملتها كلها ، ثم مد يده نحو شريط
المسجل فرفع صوت الشريط وبدأ يدندن معه بينما زاد سرعه سيارته

فانطلق وكأنه في سباق دولي ! حاولت التحدث إليه .. لم يأبه بكلامها أو

نظراتها اليوم ، إن قلبه وعقله مشغولان بشىء ما . نفسها حدثتها .

داخل قلبها شيء من الريبه عندما لاحظته يغير طرقه المعروفة لديها و

التي كان يسلكها سابقا. سألته :

- فؤاد .. ما بك؟ الطريق لم أعهدها من قبل !!

ابتسم و أجابها ببرود :

- اليوم ستكون نزهتنا في مكان لم تألفيه .. مكان بعيد عن أعين المتطفلين من الناس .

- أن أكون بعيدة عن أعين المتطفلين شيء مطمئن ..

ثم أطرقت قليلا و سألته بلهفة :

- وهل المكان موحش ؟

ضحك ومد يده نحوها وسألها: وكيف يكون موحشا و أنا معك؟؟ ها كيف؟..

يا الله لقد توغل في الطرق الجانبية ... لقد أصبح المكان موحشا و مظلما و

مقفزا!!..

صاحت به:

- فؤاد! ما بك؟ إلى أين أنت ذاهب ؟.

وقف فؤاد إلى جوار جبل شامخ و أشار إلى زاوية بعيدة وقال لها:

- هناك .. هناك سنجلس قليلا ثم بعدها إلى الشاطئ!

- ولماذا؟ ولماذا اخترت هذا المكان بالذات ؟

سألته بلهفة ..

- أوه .. قلت لك ألف مرة .. لكي نكون بعيدين عن أعين المتطفلين و

المزعجين ..

ثم أكمل قائلا:

- هيا .. هيا يا قطتي المدللة كوني شجاعة وقومي وسيري معي إلى هناك .. إنها نزهة بسيطة جدا !!

سألته: أأنت مطمئن لهذا المكان؟ ألا يوجد وحوش هنا أو هوام؟

ابتسم وقال: صحيح أنك خفيفة الظل! وهل تشكين برجولتي وقوتي يا حلمي

الغالي !!.. يا آنسة (( أحلام ))؟ أم أنك تشكين بنواياي نحوك؟

فتح باب سيارته و أخرج لها علبة جميلة فتحها أمام عينيها وقال لها:

- انظري أيتها الحبيبة ..!

دهشت وقالت: يا الله , ما هذا؟

- إنها شبكتك التي اخترتها لك و التي سأقدمها لوالديك بعد خطبتك و (( تقبيل أياديهما طبعا )) .

استراح قلبها قليلا ووجدت نفسها تشاركه الضحك و المسيرنحو ذلك المكان.

وصلا إلى ذلك المكان الكئيب – حسب تعبيرها – قالت له معلقة: يشعرني

هذا المكان بالوحشة و التوحش.. أعتقد أن ذئاب الصحراء تفتك بضحاياها

هنا.

ضحك وقال لها: ربما, لكن لا يهمني ذئاب الصحراء . تهمني قططها

المدللة، وتأسرني الفتاة الجميلة الأنقية التي تنبض بالإغراء و الإغواء و

الحيوية !!

مسك يديها ونظر إلى وجهها وقال:

أحلام.. ياحلمي الجميل، الآن سوف أحقق، منذ ومن وأنا أخطط لهذه
اللحظة..
أحلام هيا معا إلى عالم الأحلام .

اقترب منها أكثر وضغط على جسدها ..

نظرت إليه بعينين جاحظتين من هول المفاجأة .. ثم صرخت بصوت مرتفع

فلم تسمع سوى صدى صوتها ..

مع صدى قهقهاته، ركلته بقدميها ..ضربته بيديها .. شتمته كل الشتائم التي

ذكرتها .. بصقت في وجهه. لكنه لم يأبه لكل ذلك، استمر في اللإقدام

على ما عزم عليه ودبر له .

لحظتها أحست أن معسول الكلام ليس إلا علقما مرا عندما يصدر من
شاب، و أن الرقة و الحساسية و الشفافية و العاطفة التي كان

يظهرها لها إنما هي غطاء سميك لأنياب ذب فتاكة ولقلب ثعلب ماكر .

لحظتها .. اهتزت الأرض تحت قدميها فلم تدر أين تضعهما . ودت لو

تتزلزل الأرض كلها ويندثر العالم ويتلاشى الكون ويدمر فوق رأسها كل

المخادعين و الكذابين و المنافقين و الدجالين أمثال فؤاد.. ويستحق هذا

الوجود ويتناثر فوق رأس الأغبياء و السذج و المغفلين أمثالها..

كانت تفكر بهذه الأفكار وعيونها تنهمر كالأنهار... بينما كان فؤاد ينظر

إليها مبتسما ابتسامة النصر!! ساد بينهما صمت كئيب سافر كل منهما خلال

دقائقه القليلة عبر دروب متخبطة من الأفكار، بعد دقائق التفتت حولها..

أحست أن الكون حولها ثابت راسخ راضخ لسنن الله راض بأمر الله، قالت

لنفسها سيبقى الكون كما هو لأنه ائتمربأمر الله أما أنا... أنا التي تستحق

السحق و القتل و الحرق و النسيان لأنني لم أع أوامر ربي ولم ألتزم بها.

شعرت بخجلها الشديد من خالقها وبارئها... لأنها لم ترتد لباس التقوى

فبقيت عابثة عارية من الخير. وسلكت كل الدروب التي أبعدتها عنه

سبحانه.

ابتعد فؤاد قليلا عن ذلك المكان.. وعاد يحمل بين يديه وردة برية ... نظر

إلى أحلام مليا، ثم قطع الوردة إربا إربا وسحقها تحت قدمه، ومشى

خطوات بعيدة عن أحلام..نادته.. إلى أين؟ فقال لها:

- ألم تفهمي بعد؟ لقد قمت بكل خطوة لأوضح لك مكانتك عندي .. و
أشار إلى بقايا الوردة المسحوقة القذرة... وقال لها:

أنت بالنسبة لي مثل هذه الوردة بالظبط .

أحست باللطمات و الصفعات التي وجهت لقلبها المنهك ولجسدها

النازف ، لكنها تمالكت وسألته:

- ماذا تقصد؟

أجاب: أقصد أنني سأتركك هنا.. وحدك!!

قامت بلهفة واتجهت نحوه وقالت: وماذا أفعل هنا؟

أجابها بحزم: ابتعدي عني أيتها القذرةالخائنة! رفعت صوتها وقالت: بل

أنت الخائن،أنت المخادع، أنت الكذاب..

ضحك وقال: أكملي فهذه بعض صفاتك.. أنا لم أخن الأب و الأخ والعشيرة

، ولم أكذب على أمي وأقنعها بأنني ذاهب للدراسة مع زميلاتي.. أنا

أستعمل الهاتف ليلا لأصطاد شابا! أنت صيد أوقع نفسه في الفخ!!

ثم مد يده إلى الشبكة التي كانت معه وقال: أما هذه الشبكة فليست لك.

سألته بهلع: ولمن إذن؟ قال بهدوء: إنها لفتاة نظيفة، إنها لؤلؤة مكنونة..

خطبت طهارتها ونقاءها وعفتها قبل أن أراها بين والدها وإخوتها شامخة

الرأس عزيزة النفس بعيدة المنال، تاقت نفسي لها واشتاق لها قلبي فدفعت

كل ما أملك لها وحدها، فمثلها يستحق ذلك و أكثر.

قالت بانفعال مخنوق: أيها اللص!

اجاب بفتور: نعم! أي خدمة يا أنسة... عفوا..ياسيدة!! أولا تعلمين أن اللص

المحترف يحترم الأمين!

هزت رأسها وقالت بذل قاتل: أعرف... أعرف...

أشاح بوجهه عنها وقال: بعد أيام ستدق الطبول و تضرب الدفوف وتنثر الورود وتقدم الهدايا لأني سوف

أزف إلى لؤلؤتي المكنونة!!.. ثم سار بعيدا عنها.

ركضت خلفه.. تبعته.. نادته .. فؤاد!! فؤاد حرام عليك.. إلى من تتركني ..؟

ربما لامست يدها سيارته المنطلقة بسرعة بعيدا فأحست بقشة الغريق

المنجية تفلت من يديها!! لقد تابع مسيره تاركا صوتها يضج في الفضاء..!

ابتعد أكثر حتى توارى صوتها وشكلها، وتركها نسيا منسيا تنهشها ألسن

المدن و ذئاب الصحارى ...

وهكذا ماتت أحلام ودفنت معها جميع الأحلام الجميلة الآثمة..

ووجدت جثة متعفنة في الصحراء بعد عدة أيام..

ربما توقفت ذئاب الصحارى عن أكلها.. لكن ألسنة المدن اللاهبة

نهشتها وقامت بتشريحها تطوعا!!

رايق البال
15-06-2015, 12:12 AM
هلا فيك حنايا ..
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم قصه جدا مؤلمه
نسأل الله الهداية لنا وللجميع
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل .. كل الود لك مني

زهوور الربيع
15-06-2015, 07:08 AM
قصههء جميله ;
كُل آلششكرْ عَ آلأنتِقآء
يعطيكِ آلله آلععآفيهً

نوارة الكون
15-06-2015, 12:07 PM
يسلمو ع الطرح المتميز خيتو ربي يعطيج العافيه

الشيخه الفلانيه
15-06-2015, 06:44 PM
،







قصههء جميله ;
كُل آلششكرْ عَ آلأنتِقآء
يعطيكِ آلله آلععآفيهً :) !