المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيلي والأرجنتين ـــــ الصراع على كأس كوبا أمريكا



غلاتي ف حلاتي
02-07-2015, 04:02 AM
وأخيرا أقترب موعد انسحاب الجمهور ، واسدال الستار عن كوبا أمريكا ، يوم الأحد القادم ، حيث سيكون ذلك اليوم ، هو يوم حسم البطولة المقامة حاليا في العاصمة سانتياجو ، وقد اختارت الأقدار التي تصنعنا ولا نصنعها في بعض الأحيان ، حين نكون مسيرين ، أن يتواجه منتخبان بين دولتيهما خلافات سياسية على قضايا الحدود
والتي تعكرت منذ سنوات وشهد النزاع حدوث مناوشات بين جيشي البلدين ، لولا تدخل أطراف دولية منها الفاتيكان ، الذي تمكن من تهديئة الأمور بينهما ، وتم الاتفاق على حل الخلاف بينهما قانونيا . فعسى أن تنجح الرياضة في لم الشمل وجبر الخواطر وتقريب وجهات النظر بين البلدين .

ولذلك أتوقعها مباراة نارية بين طرفين يدخلان المباراة النهائية ، وكأنهما يخوضان ساحة حرب ، حيث لن يرضى التشيليون بالهزيمة على أرضهم ، كما لن يرضى الأرجنتينيون بالهزيمة أيضا ، ولكن هكذا هي الكرة .
أنه تم التعرف على طرفي نهائي كوبا أمريكا وهما منتخب البلد المنظم ، وأبناء التانجو الحاضرين بقوة هذه المرة ، إثر فوز تشيلي على البيرو ؛ بهدفين لهدف واحد ؛ وفوز مرعب للأرجنتين على البراجواي بسداسية ؛ مقابل هدف شرفي وحيد للباراجواي ، يكون بذلك أفضل فريقين في الدورة ، قد وصلا بشكل طبيعي ودون مفاجآت للنهائي ، فتشيلي قدمت سلسلة من العروض القوية والمقنعة في البطولة ، ساندها دون شك جمهور وإعلام قوي جدا ، كما حرص المسؤولون هناك على توفير كل الظروف للفوز بالبطولة ، لإسعاد التشيليين ؛ الذين يرغبون في طي صفحات الأحزان والماضي الأليم الذي مروا به خلال السنين الماضية في عهد الجنرال بينوشيه ، ولعل مقابلتهم مع خصمهم الأرجنتين زادت من الحمل على المنتخب .

ولذلك كان أفراد الفريق التشيلي يلعبون بروح عالية وبعزيمة وحماس قويين طيلة البطولة ، لأنهم يعون أسرار الأرض التي يلعبون عليها ، ويعلمون مدى المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، فكانوا يقاتلون على كل كرة في الملعب ، رغم أن لديهم مهارات مميزة ، فالتشيلي باتت تمتلك لاعبين محترفين في أوروبا ، فأصبحت للفريق شخصية وهيبة في الملعب ، وبالتالي هم لا يريدون التفريط بكأس البطولة هذه المرة .
ويعي مدرب الفريق المميز" خورخي سامباولي" ، الذي يعيش لحظات المباراة ، ويجيد قراءة الخصوم بشكل واضح ، الفرصة مواتية هذه المرة ، فكل شيء جاهز ومعد للفوز بالبطولة ، فالتشكيلة التشيلية تضم مجموعة من اللاعبين المحترفين في عدة أندية بأوروبا ، أبرزهم الحارس ، كلاديو برافو (برشلونة الأسباني ) ، وارتورو فيدال ( جوفنتوس الايطالي ) ، وديفيد مارسيلو بيتزارو ( فورنتينا الإيطالي ) ، واليكسس سانشيز ، (الإرسنال الانجليزي ) ، والخطر جدا ادواردو فارغاس( كوينز بارك الانجليزي) ، وغيرهم من اللاعبين المحترفين في البرازيل وهولندا.
وما يميز هؤلاء اللاعبين التجانس ، فهم يلعبون معا في المنتخب التشيلي منذ عدة سنوات ، واكتسبوا العقلية الأروبية في اللعب ، كما أنهم يتمتعون بالحيوية والنشاط لصغر سنهم ، فمتوسط معدلات أعمارهم لاتتجاوز ( 27 عاما ) .
ورغم وصفهم بأنهم اللاعبون الأقصر في البطولة ، إلا أنهم يعوضون ذلك باللعب الأرضي ، كما أنهم قادرون على الارتقاء العالي لتسديد
ضربات الرأس وقت الضرورة .
ويمتاز الفريق التشيلي باللعب الجذاب والسلس ، والذي يرتقي عند الضرورة إلى الأداء القوي المصحوب بالجدية والرجولة ، ويساعدهم في ذلك تمتع أفراده بالأداء القتالي في الملعب ، فهم يحاربون ويقاتلون كثيرا في الملعب ولديهم جمهور ، مجنون للغاية بالتشجيع ، فلا يسكتون أبدا عن الهدير، منذ البداية وحتى النهاية .

أما غريمهم منتخب الأرجنتين ، فهو فريق غني عن التعريف ، فله من الشهرة العالمية الكثير ، والتي اكتسبها من خلال بطولاته العالمية السابقة ، فهو بطل لكأس العالم مرتين ، كما فاز بكوبا أمريكا أكثر من مرة .

ولكن مشكلة الأرجنتين في السنوات الأخيرة ، ارتباطها الوثيق بالنجم السوبر ، فمنذ بزوغ نجمها السابق ديجيو مارادونا ، والحالي ليون ميسي ، والمنتخب يلعب بعقلية الفرد المميز ، كما هو الحال بأفلام رعاة البقر ، حيث تبرز شخصية البطل الوحيد ،

الذي يتجمع حوله بقية الرعاة ، فيقودهم لخوض الحروب والانتصار فيها ، فهكذا هو الحال بأبناء التانجو ، الذين يشتهرون برعي البقر ، فيتمحور اللاعبون الآن حول ميسي ، كما فعلوا مع سابقه مارادونا ، وينظرون له بكونه اللاعب الذي يمكنه الصعود بهم للسماء ، وتعويض الفارق ، ولذا فإن الفريق يلعب وفق امكانيات لاعبيه ، الذين يسخرون امكانياتهم ومهاراتهم لصالح ميسي ، فإن أوقف ميسي تعطلت ماكينة العمل في الفريق ، وبات يحتاج للدعاء للفوز .
ومن هنا يقع العبء على عاتق ميسي ، الذي بات يهرب من الرقابة لمنتصف الملعب والأطراف ، ساحبا معه مراقبيه ، وليتيح المجال لأقرانه للتقدم ، وهو نفس الدور الذي يقوم به في البارشا ، وهذا يفسر ذلك الجهد الذي قام به أمام الباراجواي رغم أنه لم يسجل .

وبالرغم من أن الارجنتين قدمت قبل مباراتها الأخيرة في الدور النصف النهائي ، عروضا غير ثابتة ، إلا أن هذا هو أسلوب الارجنتين ، فهو فريق واقعي ببدأ بدايات ضعيفة ، لكنه يحقق مايريده فيها وهو الفوز ، ثم يتصاعد أداء الفريق والمجموعة كما حدث في اللقاء مع الباراجواي ، التي تفاجأت بمستوى الأجنتين .
لذا يبدو لي أن ما فعلته الأرجنتين في هذه البطولة هو كلاكيت ثاني مرة لمستوياتها التي قدمتها في بطولة كأس العالم بالبرازيل ، حيث بدأت بدايات ضعيفة ، لكنها وصلت للنهائي ، ولكن من يصل أخيرا خيرا من ألا يصل أبدا .

عموما فقد مسح الفريق الأرجنتيني في مباراته أمام البراجواي تلك الصورة القاتمة ، فقدم خلالها مباراة هجومية رائعة توجها بسداسية ، ومع ذلك أرى شخصيا أن تلك المباراة ماهي إلا خدعة للأرجنتينين أنفسهم ، وقد تدفعهم للاسترخاء وربما الغرور ، فالفوز على الباراجواي ، لا يعني أن الأرجنتين في كامل قوتها ، بمقدار أن نعي أن البارجواي كانت منهكة ، وضعيفة في تلك المباراة ، حيث لم تستطع أن تجاري الأرجنتين ، وكان واضحا أن كبر سن معظم لاعبيها أثر على الأداء وقد يكون لعبهم أشواطا إضافية أمام البرازيل ، من الأمور التي أنهكتهم .
ولذلك فمن غير المستبعد أن يعود فوز الأرجنتين على تشيلي بالفائدة ، حيث من الممكن أن يزيد من حذرها ، ويضاعف من خشيتها من الفريق الارجنتيني ، وبالتالي يعمل مدربها على دراسة كافة الاحتمالات الممكنة خلال المباراة ، بما فيها مراقبة مفاتيح اللعب في المنتخب الأرجنتيني ، الذي بات يعاني من مشاكل في منطقة

الوسط الدفاعي " المحاور " ولذلك بات يعتمد على ماسكيرانو ، في قيادة خط الدفاع والتقدم للمحور ، وهو يعد الأبرز حاليا في هذا الخط ، بما يملكه من لياقة وقوة في الأداء ، وعلى جوكر الفريق ميسي اللاعب الحر ، والذي يجيد فن صناعة اللعب ، والانطلاق في كل أرجاء الملعب ، يسانده غافير باستوري ، اللاعب المجتهد جدا ، والمهاجم النشط أجويرو ، والفنان دي ماريا ، في خط الهجوم ، والذي أظهر امكانياته الحقيقية في المباراة الأخيرة للفريق بالإضافة لبقية المجموعة الفعالة ،
من أمثال هوجوين وغيره .
فهل سنشاهد مباراة تليق بنهائيات كوبا أمريكا ، أم سيلعب التكتيك والانصباط ، والرقابة الفردية على مفاتيح اللعب دورا في قفل المباراة ، وتحجيم دور المواهب في الفريقين ، أو يتأثران بالخلفية السياسية وتشهد المباراة توترات وعنف ، وبالتالي يخرج النهائي عن الروح الرياضية ، أوتبقى الكرة في منطقة منتصف الملعب لتحسمها ضربات الترجيح ؟ أم تفعلها تشيلي وتبدأ في مهاجمة الأرجنتين لتفاجيء لاعبيها بقوة الأداء والروح القتالية التي يتمتعون بها ؟
وهل سيكون للأرض والجمهو دورا في حسم البطولة ؟
الإجابة ستكون بعد مباراة النهائي ( يتبع )

تباشيرالأمل
02-07-2015, 04:13 AM
طاب صباحك
شاكرين لك على التقرير
يعطيك العافيه

مفآهيم آلخجل
03-07-2015, 12:31 PM
كل آلشكر لك على آلخبر!