فيصل الغماري
03-07-2015, 03:24 PM
وتزودوا
أبو العبادلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الخلق ورازقهم ، وأصلي وأسلم على خير الخلق أجمعين ، محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعد،،،
فقد مرت بي هذه الآية وشدتني عضاتها ، واستوقفتني مدلولاتها ؛ فالله تعالى يقول في كتابه العزيز : "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى" ، الزاد لفظ يطلق على الطعام عموماً ، وعلى زاد المسافر خصوصًا ، والتزود يكون للمسافرين خاصة ؛ فهم يحملون معهم ما يغذوهم في سفرهم ، وينتفعون به بعد وصول وجهتهم ، والسفر لا يكون مريحاً غالبا فهو قطعة من العذاب كما وصفه صلى الله عليه وسلم .
والمتأمل في الحياة الدنيا هي سفر ، بل من أشق الأسفار ؛ فالسفر يكون شاقاً إذا كان طويلاً ، وليس أطول من الرحلة إلى الدار الآخرة ، والسفر يكون شاقاً بقدر المنغصات التي تعترض المسافرين ، والكدر كل الكدر في هذه الرحلة ، وما يمر بنا فيها من مرض وسهر وقهر وفراق .
الزاد له دور مهم في الترفيه عن المسافرين ، وبقدر توفره يكون له أثر في رفاهية الرحلة ، والله ذكر التقوى ووصفها بأنها خير زاد للمسافرين إلى الدار الآخرة ، والتقوى هي منزلة خاصة مع الله ، ومعناها كما فسر بعض أهل العلم : هي أن تعبد الله كانك تراه ، فإن لم تكن تراه فإن يراك .
سبحان الله ، فالأجير أو العامل أو الموظف عند وجود رب العمل على رأسه فإنه يعمل كعقرب الساعة ، وعند غيابه يقل ذلك الإتقان إلا ما رحم ربي ، أيضاً لو استشعر المسلم رقابة الله واطلاعه على السر وأخفى ، لعظمة منزلة الله في قلبه ولراقب الله في قوله وفعله ، في همسه وحتى خواطره ، هذه التقوى تعين المرﺀ وهي خير زاد له في الرحلة إلى الدار الآخرة ، حيث أن المتزود بها سيصل إلى وجهته وعناية الله تكلؤه ، والتوفيق رفيقه ، ويخالج نفسه المنزلة العظيمة التي سيحظى بها .
هذا ما جال بخاطري فإن كان من توفيق فمن الله وحده، وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله من ذلك وأتوب إليه. * *
-------------------------
العمر يمر مر السحاب ونحن نسوف وقت المتاب ونرجو عفو رب الأرباب إنّ هذا لشيء عجاب. *
أبو العبادلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الخلق ورازقهم ، وأصلي وأسلم على خير الخلق أجمعين ، محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعد،،،
فقد مرت بي هذه الآية وشدتني عضاتها ، واستوقفتني مدلولاتها ؛ فالله تعالى يقول في كتابه العزيز : "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى" ، الزاد لفظ يطلق على الطعام عموماً ، وعلى زاد المسافر خصوصًا ، والتزود يكون للمسافرين خاصة ؛ فهم يحملون معهم ما يغذوهم في سفرهم ، وينتفعون به بعد وصول وجهتهم ، والسفر لا يكون مريحاً غالبا فهو قطعة من العذاب كما وصفه صلى الله عليه وسلم .
والمتأمل في الحياة الدنيا هي سفر ، بل من أشق الأسفار ؛ فالسفر يكون شاقاً إذا كان طويلاً ، وليس أطول من الرحلة إلى الدار الآخرة ، والسفر يكون شاقاً بقدر المنغصات التي تعترض المسافرين ، والكدر كل الكدر في هذه الرحلة ، وما يمر بنا فيها من مرض وسهر وقهر وفراق .
الزاد له دور مهم في الترفيه عن المسافرين ، وبقدر توفره يكون له أثر في رفاهية الرحلة ، والله ذكر التقوى ووصفها بأنها خير زاد للمسافرين إلى الدار الآخرة ، والتقوى هي منزلة خاصة مع الله ، ومعناها كما فسر بعض أهل العلم : هي أن تعبد الله كانك تراه ، فإن لم تكن تراه فإن يراك .
سبحان الله ، فالأجير أو العامل أو الموظف عند وجود رب العمل على رأسه فإنه يعمل كعقرب الساعة ، وعند غيابه يقل ذلك الإتقان إلا ما رحم ربي ، أيضاً لو استشعر المسلم رقابة الله واطلاعه على السر وأخفى ، لعظمة منزلة الله في قلبه ولراقب الله في قوله وفعله ، في همسه وحتى خواطره ، هذه التقوى تعين المرﺀ وهي خير زاد له في الرحلة إلى الدار الآخرة ، حيث أن المتزود بها سيصل إلى وجهته وعناية الله تكلؤه ، والتوفيق رفيقه ، ويخالج نفسه المنزلة العظيمة التي سيحظى بها .
هذا ما جال بخاطري فإن كان من توفيق فمن الله وحده، وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله من ذلك وأتوب إليه. * *
-------------------------
العمر يمر مر السحاب ونحن نسوف وقت المتاب ونرجو عفو رب الأرباب إنّ هذا لشيء عجاب. *