المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يـا رفـيـقــي .. خُـــذ سِـــلاحــكَ واتـبـعــني ( 3 ــ 3 )



ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
06-07-2015, 11:01 PM
يـا رفـيـقــي .. خُـــذ سِـــلاحــكَ واتـبـعــني ( 3 ــ 3 )


... ولو كانت هذه المرأة العربية إبنة هذا الزمان وهذا الواقع المعاصر وأم ذلك الشاب الذي ذهب ( ليجاهد ) ولم يعد ولم يُعرفُ عنه حيا هو أم ميتا ـــ أقول : لو كانت هذه المرأة تعرف عن يقين وإيمان وبصيرة مع من ذهب إبنها الشاب ذاك ليجاهد ؟؟ وضد من يجاهد ؟؟ ولأجل ماذا يجاهد ؟؟ لهان المصاب وخف عليها ثقله ولما حزنت وما انتظرت على أمل أن يعود ، بل لربما سرها خبر إستشهاده وعــدَّته فخرا إن كان إستشهد حقا في معركة جهادية تبتغي الله والحق .. فأين الثرى من الثريا بين موقف خنسائي واضح وموقف عربي راهن نعيشه ونتمزق فيه ونتخبط في ضبابه الكثيف فلا يدري القاتل فيم قَتل ولا المقتول فيما قُتل .. ضباب كثيف نهيم فيه دون أن نعرف أو نرى أقدامنا على أي أرض تقف وبأي درب تسير وإلى أين ولأجل ماذا تسير !!
ألف ألف فرق بين جهاد أربعة أبناء بررة ساروا وهم يعرفون بوضوح تام مع من ساروا وخلف من مشوا ولأجل ماذا سلكوا طريق الجهاد وبأي سلاح ماضٍ تحركوا يقودهم النور والحق والهدى والعزيمة والتمكين الرباني ، وبين ( جهاد ) شاب غــرَّر به وغسل دماغه وبصيرته بالكامل دعاة التضليل وطلاب العروش والدنيا المتنكرين بزي الدين ، فصدقهم المسكين وسار وزج بروحه وبزهرة شبابه في المعمعة أو في تفجير إنتحاري جبان يقتل به نفسه وأبرياء آخرين يصلون في مسجد أو يتسوقون في سوق أو أي مكان مكتظ بالناس .. ألف ألف بون بين أولئك الشهداء الأربعة وهذا الشاب التعيس !!
والغريب في هذه القصة أن رجل الدين ذاك بعدما سافر صديقه الشاب إبن تلك الأم إختفى هو الآخر ولم يعد يجيء لزيارة الأسرة ولم يعد أحد يراه في الحي كما كان سابقا بصورة شبه يومية وانقطعت أخباره تماما ، فكأنه شبح من أشباح الليل ظهر فجأة واختفى فجأة أيضا !!
وإذا كانت أمتنا تمر الآن بأسوأ حالات ضعفها وتخلفها وتمزقها وخذلانها فإن علينا كعرب خاصة وكمسلمين عامة أن نتحد ونتعاون جميعا لإصلاح ما أفسده المفسدون وإحياء ما حاول ويحاول دعاة التضليل أن يقتلوه ويطمسوه من قيم الإسلام في النفوس ، لا بحمل السلاح والتطبيل للجهاد والحرب ( فما هكذا تورد الإبـل ) وهذه الخطوة العنترية المجنونة والمتسرعة والغبية جدا والغير منظمة ليست هي الحل الأمثل ولا هذا وقتها المناسب للخروج بنا من هذا الوضع المتخم بشتى الخلل والضعف والتصدع والإحباط .. وعودوا إلى التاريخ ولا تذهبوا فيه بعيدا بل حسبكم منه التاريخ العربي المعاصر من بداية القرن العشرين الماضي وحتى هذه اللحظة الراهنة واستخرجوا العبر والدروس من الأحداث التي نكبت وعصفت بهذه الأمة وأدت إلى هذه الحالة التي نعيشها اليوم ، وبالتالي حاولوا بهذه الدروس والأحداث والعبر أن تلتمسوا لأنفسكم وبشكل عملي جاد الطريق الصحيح والمضيء نحو مستقبلكم القادم وما يجب أن يكون عليه إن كنتم تريدون فعلا صنع مستقبلكم بيدكم .. أما أهم وأهم خطوة تالية يجب أن نخطوها إذا أردنا حقا أن نحفظ لأنفسنا البقاء ونوجد لنا ( مكان تحت الشمس ) فهي العودة الحقيقية والصادقة إلى النبع .. عد إلى نبعك الأول .. إلى ربك .. كيف أعود ؟! بإصلاح النفس بطريقة إيجابية ؛ واظب على الصلاة وقراءة القرآن ، واحرص على العلم وطلب العلم من أي مصدر كان حتى ولو كنت قد أنهيت تعليمك وأخذت شهادة جامعية .. إقرأ .. إقرأ .. إقرأ .. إقرأ الكتب والمجلات النافعة واهزم بثقافتك المتشبعة مقولة ( أمة إقرأ لا تقرأ ) .. شاهد واستمع للتلفزيون والراديو وشارك في برامجه الهادفة وتابع أحداث العالم ومتغيراته من حولك ولا تفوِّت على نفسك أي برنامج هادف ومفيد .. إعمل أي عمل نافع لك ولبلدك ولو بتنظيف شارع أنت وشباب آخرين مثلك .. بادر دائما في أعمال البر والخير وابتعد عما لا خير منه .. عـلِّم أبناءك وأهل بلدك وهذِّبهم على حسن الأخلاق والقيم الجميلة واغرس في أنفسهم حب الله ورسوله والدين والوطن والناس ووجههم نحو الخير والبر والصلاح والإيثار .. واصلب عودهم بما يجعلهم أقوياء في أجسادهم فتتحقق بذلك المعادلة التي جاءت في وصية رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام حين قال : ( لمؤمن قوي خير من مؤمن ضعيف ) قوة الجسد إلى جانب قوة الروح .. هكذا كان أجدادنا أقوياء في جسومهم وإيمانهم فسادوا الأمم وصنعوا الأمجاد وأناروا الدنيا شرقا وغربا .. وهكذا يجب أن نكون اليوم نحن العرب والمسلمين .. لابد من تشكيل الفرد المسلم بصورة جديدة أجمل وأروع وأقوى ولابد من التركيز عليه بتخطيط تربوي وتوعوي جديد وببرنامج إصلاحي شامل جديد حقيقي وفعال يعيد له هيبته وذاته بعد ضياع وقوته بعد ضعف وحضوره بعد غياب .. ولا سبيل أبدا لعلاج كل هذه المشاكل مجتمعة إلا بالعودة ـــ كما قلت ـــ إلى الله .. صدقوني .. ليست قضيتنا المعاصرة هي قضية جهاد وحرب وتحقيق نصر .. إنما القضية الأساسية الأخطر قبل كل هذا وذاك هي في غياب الروح الإيمانية في القلوب وانشغال الناس بالمادة وجمع الحطام .. هذه هي المشكلة الأساسية في حياة المسلم المعاصر .. ولذلك أعيد وأقول لكم :
ـــ إنشغلوا بجهادكم الأكبر المتمثل في إصلاح أنفسكم وصناعة جنودكم من خلال العودة الحقيقية الصادقة والمخلصة والخالية من أي نوايا دنيوية إلى الله .. العودة إلى الله بيقين وإخلاص .. بهذه العودة يمكنكم بعد ذلك أن تمتلكوا أقوى سلاح على الإطلاق في العالم يخشى الغرب من ظهوره ألا وهو ( الإيمان ) .. الصحوة الإسلامية الحقيقية وليست صحوة داعش والنصرة وبقية البيارق الضالة التي أضرت بصورة ديننا وشوهتنا كمسلمين .. والله ينصر من ينصره .
بقلم / ســــعـيد مصــبـح الـغــافـري

ـــ لطفا .. هذان هما رابطا الجزء الأول والثاني السابقان من هذا المقال لمن أراد القراءة ولكم جزيل الشكر
ـــ رابط الجزء الأول http://omaniaa.co/showthread.php?t=6845&highlight=
ـــ رابط الجزء الثاني http://omaniaa.co/showthread.php?t=7945&highlight=
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

shaker
07-07-2015, 10:13 PM
أحسنت وأجملت أخي العزيز وكاتبنا الراقي( الغافري) هي حقيقة مؤلمة لايعلمها إلا (الله)
تقديري

البروفيسور عيسى
08-07-2015, 10:24 AM
شكراً،لك وبارك الله فيك على مافعلت يديك من تعابير وكتابات راقية بكل صدق يا آخي العزيز.

ف لقد تذكرت إن الإيمان كالقلب، إذا بدأ القلب بالضعف تداع سائر الأعضاء الأخرى بالتعب، وأيضاً مثال آخر وهو الصلاة بلا خشوع أيضاً كالايمان، إذا لن تكن خاشعا في صلاتك فسوف تبطل، الخشوع روح الصلاة،فإذا إنحرف ضاع وفسد، هكذا الإيمان إن لم يكون هناك ترابط وتماسك لن يحدث إطمأنينة ولا إخلاص ولاحتى سلام.

شكراً لك.