المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التعلم من التجارب الشخصية



العيون الساهرة
08-07-2015, 02:52 AM
هناك تجربة شخصية تبرز هذه الفكرة بشكل واضح. *منذ عدة سنوات، كان "ستيف" يقود طائرة في رحلة من دايون في أوهايوإلى شرقي لونج أيلاند. *وبطبيعة الحال، فعندما تقود سيارة أوطائرة يكون هناك احتمال حدوث حادثة، ومن أجل التغلب على هذه المخاوف، نلجأ إلى نفى هذه الأزمة المحتملة بقول إن "هذا الأمرلن يحدث لي" .

وبوصفه طيارًا لطائرة من طرازبيسنا 172، كان"ستيف"مسئولاً عن تسليم خطة طيران وتفقد الطائرة والطيران بها (والهبوط بها بأمان) ، وفيما يلي وصفه للموقف:

*"بدأت الرحلة بشكل جيد، ثم بدأت الأحوال الجوية تسوء. وقد اعتقدت أنه هذا الأمر ممكن لأنني كان بحوزتي تقاريرعن الأحوال الجوية طوال طريقي إلى الوجهة المقصودة.

**

"وبدلاًمن الهبوط، أوالعودة إلى مكان تكوين فيه الأحوال الجويةجيد،ة، استمررت في طريقي من خلال الطيران بين طبقات السحاب. *ونظرًا لتصنيفي كطياريعتمد على قواعد الطيران البصرية، فقد كان الطيران بين طبقات السحاب انتهاكًا لقواعد وكالة الطيران الفيدرالية. *لكني كنت طيارًا شابًّا واجتزت اختبارالطيران بسهولة، وكنت قد سجلت 80 ساعة من الطيران (هذا الأمرليس مثيرًا للإعجاب، لكنه بدا كذلك في ذلك الوقت).

*"وعندما اقتربت من موقع إعادة تزود الطائرة بالوقود، كان الجو قد ازداد سوءًا، فقمت بالاتصال بهم لأعلمهم أنني على وشك الهبوط، خلال 20 دقيقة، فقالوا؛ "لدينا حالة طيران طارئة، من فضلك استمر في الدوران حتىتنتهي" . *بدا هذا الأمرمنطقيا بالنسبة لي؛ حيث إنني لم أكن أرغب في أن أصطدم بالطائرة الأخرى في الجوأثناء؟ الهبوط خلال طبقة السحاب الأدنى من أجل الوصول للمطار.

"وقمت بإبلاغ البرج كل 15 دقيقة تقريبًا عن وضع الوقود قائلاً: *لدى 45 دقيقة من الوقود،30 دقيقة من الوقود،15 دقيقة من الوقود، يجب أن أهبط" . *وكان الرد: "عليك بالانتظار في موقعك, لاتزال لدينا حالة طيران طارئة" . وبعد 15 دقيقة، مع مزيد من الاتصالات اللاسلكية، نفد الوقود. *كانت مروحة الطائرة في وضع مستقيم أمامي. *وطبعًا كنت أهبط ولم يكن بوسعهم إبقائي في الهواء أكثرمن ذلك.

"وقمت بهبوط اضطراري على بعد أربعة أميال من المطار في شارع فيضواحي جونزتاون في بنسلفانيا. *وتمثلت أزمتي- التي تجاوزتها مع زوجتي التي كانت في مقعد مساعد الطيار، والتي ما زالت زوجتي بعد مرورما يزيد على 0 2 سنة- في الهبوط بطائره خالية من الوقود في منطقة جبلية، وقد كان هناك الكثير من الدروس المستفادة من هذه التجربة، معظمها لم أدركه بالكامل إلا بعد ذلك بسنوات. *وكانت أبرز الدروس المستفادة أنه كان يجب ألا أطير بين طبقات السحاب (وهذا هو الخطأ الذيحاسبتني عليه وكالة الطيران الفيدرالية)،وأنني كنت طيارًا ماهرًا, وأن حكمي على الأمور كان سيئًا للغاية.

"وتصدرت الصفحة الأولى من الصحف المحلية بصفتي البطل، وليس الأحمق نظرًا لمهارتي في الهبوط بالطائرة دون إيذاء أيشخص. *وقد خشي اثنان من شهود العيان على حياتهما حيث أوشكت على دخول بيت أحدهما والهبوط تقريبًا على سيارة الآخر؛ لكن كان لتدريب الطيران الذي تلقيته عدة فوائد. *لقد قمت بمحاولة تسمى"انزلاق الطائر"في اللحظة الحاسمة لأتفادى المنزل والسيارة الموجودين على الطريق، كما كان مكان الهبوط ضيقًا للغاية لدرجة أن شركة التأمين على الطائرة اعتقدت أنني كنت أحاول الانتحار (ومن ثم لا تكون الشركة مضطرة بدفع مقابل تعرض الطائرة للضرر), إلى أن أدرك العاملون بها أنني لم أمت نظرًا* لمهارتي في الطيران، وليس بسبب عدم الكفاءة.

"وقد تعلمت الكثير نتيجة لهذه الأزمة: *تعلمت أنني يمكن أن أظل هادئًا بشكل كاف أثناء الأزمة كي أتمكن من الأداء بكفاءة، كما عرفت أنني لم أكن طيارًا حكيمًا، وأنه كان أمامي اكتساب المزيد من الخبرات قبل أن أقوم بكسرالقواعد، وعلمت أنه في وقت الأزمات سوف يساعدك كثيرمن الناس لم تتوقع أبدًا أنهم سوف يهتمون لأمرك، وأيقنت أنني عندما "أغتر بنفسي"وأشعر بالقوة المطلقة يمكن أن يضلني هذا الإحساس ضلالاً بعيدًا علاوة على ذلك، علمت أن الطيارين المتمرسين يطلعون البرج على كمية الوقود المتبقية الكافية للطيران لفترة من الوقت مطروحًا منه ساعة. *لذلك عندما كنت أقول للبرج إن أمامي15 دقيقة كانوا يعتقدون أن أمامي ساعة واحدة و 15 دقيقة. *فمثل هذه الأمور لا يتم تعليمها في كلية الطيران" .

لماذا تحدث الأزمات؟ (لماذا حدثت أزمة "ستيف"؟) إلى حد كبير، يشعر الناس بالارتياح للوضع الحالي،ويعتقدون أن المأساة لن تحدث لهم قائلين: "إذا لم تكن الآلة معطلة، فلا تصلحها"،أو "سوف تتعطل الآلة على أية حالة، لذا لن أقوم بالصيانة الدورية" . *إن شعورنا بالراحة ومعتقداتنا تجاه المستقبل يحدان من تفكيرنا،وبالتالي يصنعان كل أنواع العوائق الذهنية التي يجب التغلب طيها كي نرى الواقف أوالأشخاص بطريقة مختلفة. *علاوة على أن أساس خبرتنا ليس كبير بشكل يسمح باستخدام المعلومات الحالية في استقراء وتخمين موقف غير محتمل. في حين أن بعض المعلومات القليلة المتوافرة لدينا، والتي يمكن أن توحي بمشكلة قادمة، فإنه يتم رفضها باعتبارها احتمالات "مستبعدة"، فهيمعلومات خاطئة لا تنتمي لبقية البيانات لأنها غير مفهومة من وجهة نظر تفكيرنا الحالي؛ وهذا يسفرعن تفكيرضيق النظرة تهزه المفاجآت فحسب.

*في كل مرة يحدث أمرمهم يكون بمثابة خرق جذري لما هومتوقع، يحمل هذا الحدث معه الكثيرمن الدروس المستفادة بالإضافة إلى فرص أخرى للتعلم. *ولا يشترط أن يكون هذا الحدث سلبيًّا، فالأحداث الإيجابية يمكن أن توفرًا قدرًا مساويًا من الدروس المستفادة النافعة. *ويكون للطفرات في أحد الجوانب العلمية صدى على الجوانب الأخرى نظرًا لاستفادة العلماء والمهندسين الآخرين من هذه الاكتشافات الجديدة. *والأمرنفسه تنطبق صحته على المنتجات الجديدة؛ فالتطورات في معظم المجالات الحياتية تمثل نتاج كثير من الطفرات التي تغذى كل منها الأخرى.

وعلى المستوى الشخصي، يمكن أن تبدأ في رؤية مواقف الفوضى والخلاف والارتباك على أنها إجازة مؤقتة من الأمور المتوقعة. *ومن المحتمل أنينطويهذا الموقف على دروس تأخذ منها العبرة إذا انتظرت حتى يتجلى الموقف وتتضح معالمه. فيمكنك أن تعرض عن توقعاتك (التي لا تتحقق على أية حال) لترى ما الذي سوف يتبع الخلاف. *ويطلق أحد معارفنا على هذا الأمر اسم "فن التخلي" . فعليك التخلي عن طريقة التفكير الحالية لفترة قصيرة لترى ما إذ ا كان شيء آخر قد يمثل أمرًا مفهومًا نافعًا؛ فالتخلي عن الأفكاروالافتراضات الحالية يسمح بتدفق أفكار ومفاهيم ومعارف جديدة لنظرتنا للعالم. *إن هذا الأمرلا يتم تعلمه في المدارس، لكنه من الضروري أن ننبذ بعض ما تعلمناه، وأن نتعلم أمورًا أخرى، ونعيد تعلم بعض الأمور الأخرى من أجل أن ننضج ونتطور.


منقوول

نورمان
08-07-2015, 01:25 PM
رافت لي القصه
احيانا ثقتنا الزائده بالنفس او الغرور بمهارتنا قد يؤثر سلبا علينا ولكن بالمقابل يعلمنا دروسا اخرى كما حدث مع الطيار ستيفن

Emtithal
09-07-2015, 08:51 PM
كل آلششكر لك ع آلطرح

الشيخه الفلانيه
13-07-2015, 04:56 AM
،








كُل آلششكرْ عَ آلطرح
يعطيكِ آلله آلععآفيهً :) !

الٍمٍذٍھَہّلٍھَہّ❤️
20-07-2015, 07:10 AM
موضوع رائع
شكرا لك ياملكة اﻷبداع��
لاتحرمينا من الجديد