المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسطينيون يتأهبون ليوم هدم قريتهم في الضفة



اطياف السراب
21-07-2015, 06:23 AM
جلس جهاد نواجعة تحت شجرة تين هرباً من الحر القائظ يتطلع إلى الأرض الوحيدة التي عرفها في حياته على امتداد تلال الخليل القاحلة في جنوب الضفة الغربية. ففي خلال أيام، من المنتظر هدم بيته وطرده هو وزوجته وأولادهما العشرة.
وقال جهاد وهو يمسك بثمرة تين من الشجرة المحملة بالثمار ليختبر مدى نضجها: «يبدو أنها النهاية. سيأتون ويهدمون بيوتنا ولن يكون لنا مكان نذهب إليه. في الأيام التالية سأشاهد تشريد 100 طفل».
وتعيش أسرة نواجعة، مع عدد محدود من الأسر، في خيام وهياكل من ألواح سابقة التجهيز في قرية سوسيا الفلسطينية التي تمتد على جوانب عدة تلال صخرية بين مستوطنة يهودية إلى الجنوب وموقع أثري يهودي إلى الشمال على أرض تحتلها إسرائيل منذ حرب 1967.
وترجع حكاية سوسيا لعشرات السنين، لكنها بلغت ذروتها في أيار (مايو) الماضي، عندما رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية طلباً لوقف هدم القرية. ومع استنفاد سبل الطعن في القرار وانتهاء شهر رمضان، من المتوقع أن يبدأ الهدم في أي يوم. بل إن الجنرال الإسرائيلي المكلف بتنفيذ عملية الهدم أبلغ سكان القرية بذلك الأسبوع الماضي.
وقد نشأت نزاعات عديدة مثل هذا النزاع عن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية على مدى 48 عاماً، حيث توسعت المستوطنات اليهودية بسرعة. ويعتبر معظم القوى العالمية المستوطنات غير قانونية. غير أن سوسيا لها وضع فريد بسبب مدى الظلم الواقع على أهلها في ما يبدو.
ويعتقد كثير من الإسرائيليين، من مسؤولين سابقين بوزارة الدفاع إلى نشطاء المستوطنات وجماعة «حاخامات من أجل حقوق الإنسان»، أن الحكومة الإسرائيلية ترتكب خطأ، ويشيرون إلى وثائق توضح ملكية الفلسطينيين للأرض، وأنهم زرعوها وسكنوها منذ نحو عام 1830.
في الماضي كان الفلسطينيون يعيشون في كهوف، لكنهم طردوا من مساكنهم الأصلية عام 1986 بعد اكتشاف الموقع الأثري وتم تدمير الكهوف في موقعها الحالي في التسعينات وأوائل الألفية الثالثة بعد سلسلة من المواجهات بما في ذلك مقتل أحد المستوطنين.
ونتيجة لذلك بات هؤلاء الفلسطينيين يعيشون في خيام ومبان سابقة التجهيز، غير أن إسرائيل لم تمنحهم أي تصاريح لبناء هذه الهياكل. ولذلك حكمت المحكمة العليا بهدم هذه البيوت.
وفي الأيام الأخيرة زار ديبلوماسيون أميركيون وأوروبيون سوسيا لإبداء تضامنهم مع سكان القرية الذين يبلغ عددهم إجمالاً نحو 350 فرداً يعيشون في حوالى 80 خيمة وهيكل، فيما تبرعت وكالات مساعدات إغاثة عالمية ببعض لعب أطفال أقيمت في ساحة زاهية الألوان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي الخميس الماضي، في تصريح نادر عن هذه القضية: «نحن نتابع التطورات عن كثب، ونحث السلطات الإسرائيلية بقوة على الامتناع عن تنفيذ أي من عمليات الهدم في القرية». وأضاف أن «هدم هذه القرية الفلسطينية أو أجزاء منها وطرد الفلسطينيين من بيوتهم سيكون أمراً ضاراً واستفزازياً».
وتطالب حركة المستوطنين، التي لها نفوذ كبير في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اليمينية، بالمضي قدماً على الفور في عملية الهدم، وتقول إنه لا توجد عراقيل قانونية أخرى. ويشير يوشاي دامري، الزعيم المحلي للمستوطنين، إلى الموقع الأثري وأدلة على وجود معبد قديم، للإصرار على أن اليهود كانوا موجودين في المنطقة أولاً.
وخوفاً من رد الفعل الدولي، قال الميجر جنرال يواف موردخاي المسؤول عن الهدم، إنه يدرس «الحلول البديلة».
لكن سكان سوسيا يقولون إنهم لم يتسلموا أي شيء، ويخشون أن يكون الأمر مسألة وقت. وقال جهاد نواجعة (48 عاماً) ويعيش على رعي الغنم ومحصول التين والزيتون وبيع عسل النحل، ولم يبتعد من التلال: «نحن ننتظر فقط البلدوزرات». وأضاف أن «الحياة في الكهوف والخيام ليست مريحة. لكن الشعور بعدم الراحة سيتفاقم».

بدر الدجى
21-07-2015, 08:20 AM
كل الشكر لك ع الخبر

خجل ❥
21-07-2015, 02:20 PM
شكرآ .. بارك الله فيك

بـــن ظـــآآهـــــــر
21-07-2015, 04:56 PM
كل الشكر لك على نقل الخبر