المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قياديون في «داعش» سيناء «نبذوا العنف» في سجون مبارك



اطياف السراب
25-07-2015, 07:50 AM
في أحد عنابر سجن دمنهور في شمال مصر، اجتمع على مدى شهور بين العامين 2004 و2005 القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية» ناجح إبراهيم مع مئات من الموقوفين من أهالي سيناء، لصلتهم بتفجيرات شهدتها المنتجعات السياحية في محافظة جنوب سيناء أسقطت عشرات القتلى، لعرض تجربة المراجعات الفكرية التي أقرتها جماعته، وكانت إيذاناً ببدء حقبة جديدة من العلاقة بين الدولة والجماعة الأصولية التي خاضت صراعاً مسلحاً ضد الدولة استمر نحو عقدين.
30 محاضرة لقنها إبراهيم للموقوفين، وغالبيتهم من أبناء سيناء، بعد موافقة الأمن المصري الذي رحب في ذلك الوقت بفكر المراجعات في محاولة لإنهاء عنف تلك الجماعات.
كان عدد من أفراد «الجماعة الإسلامية»، رشحهم ناجح إبراهيم، يلتقي كل واحد منهم قبل الغروب مجموعة صغيرة من الموقوفين، قبل أن يجتمعوا مساء بالمئات في عنبر كبير ليناقشهم إبراهيم في أفكار التكفير التي تشبعت بها عقولهم.
وقبل أن يبدأ النقاش، كان شاب يعتلي منصة ليتلو القرآن الكريم مفتتحاً تلك الجلسات، هو هاني أبو شيتة، أحد أهم قيادات تنظيم «ولاية سيناء» الذي بايع «داعش»، وواحد من المتورطين في واقعة خطف سبعة جنود إبان فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي، في محاولة للضغط على الدولة لإطلاق شقيقه المحكوم بالإعدام حمادة أبو شيتة الذي تم توقيفه في العام 2012، لإدانته بالتورط في الهجوم على قسم شرطة العريش في العام 2011 بعد الثورة، وهو ممن أقروا المراجعات أثناء حبسه في سجن دمنهور، وأطلق قبل الثورة.
وألقت الشرطة القبض على مئات المتشددين في سيناء من أعضاء جماعة «التوحيد والجهاد» التي أسسها خالد مساعد والمسؤولة عن تفجيرات طابا في العام 2004، وكانت أول تفجيرات إرهابية تشهدها منتجعات سيناء، وبعدها تفجيرات شرم الشيخ في العام 2005 والتي أسقطت عشرات القتلى غالبيتهم مصريون. وكانت تلك التفجيرات بمثابة فتح جبهة جديدة للمواجهة بين الدولة والجماعات الأصولية، لكن هذه المرة في سيناء، بعدما ظل الصعيد في الجنوب ساحة تقليدية لتلك المواجهات.
وشنت السلطات حملات دهم واسعة في سيناء، وقتلت خالد مساعد ومساعده الأبرز نصر خميس، وألقت القبض على قائد الجناح العسكري للتنظيم أسامة النخلاوي ومئات من أعضاء جماعة «التوحيد والجهاد»، أودع بعضهم سجن دمنهور وآخرون سجن أبو زعبل.
وبعد أن تأكدت الأجهزة الأمنية من القضاء على هذا التنظيم، انطلقت محاضرات فكرية لأعضاء التنظيم الذين نبذوا العنف، في ذلك الوقت، ومن أبرزهم، وفق ناجح إبراهيم، هاني وفايز وحمادة ومحمد أبوشيتة وحمدين أبو فيصل وتوفيق فريج في سجن دمنهور، وشادي المنيعي في سجن أبو زعبل، فيما كان أسامة النخلاوي وصلاح النخلاوي يرفضان حضور تلك المحاضرات في سجن أبو زعبل.
وقُتل فايز أبو شيتة وشقيقه محمد العام الماضي في مواجهات مع الجيش، أما هاني أبو شيتة، فهو فار ويعد من أبرز المرجعيات الفكرية للتنظيم المتطرف الموالي لـ «داعش»، وحمادة أبو شيتة موقوف، وحمدين أبو فيصل ألقي القبض عليه بعد عزل مرسي، وهو معروف بأنه «قاضي التكفيريين»، إذ أشرف على محاكم شرعية أنشأها تنظيم «أنصار بيت المقدس» في الشيخ زويد بعدما استتبت له الأمور في المدينة في أعقاب الثورة.
أما توفيق فريج، فعُرف بأنه قائد تنظيم «أنصار بيت المقدس»، ونعاه التنظيم في بيان أصدره في العام 2014، لكن ناجح إبراهيم شكك في مقتله. وأكد أنه ما زال حياً ومن قيادات التنظيم النشطة. وشادي المنيعي واحد من أبرز العناصر التكفيرية في سيناء، وأعلن الأمن مقتله، قبل أن يظهر في شريط مصور نافياً قتله.
وكل هؤلاء أطلقوا من السجون إبان فترة تولي الرئيس السابق حسني مبارك الحكم بعد أن أقروا «مراجعات فكرية» في السجون بين العامين 2006 و2007.
وقال ناجح إبراهيم لـ «الحياة» إن هؤلاء القياديين «نبذوا العنف صراحة أثناء لقاءاتي معهم في سجني دمنهور وأبو زعبل، حتى أنهم أبلغوني بأن خالد مساعد خدعهم، ونفذ تفجيرات من دون علمهم بالاتفاق مع نصر خميس (الذي قتل في العام 2005) وأسامة النخلاوي (الذي قُتل في العام 2013)». وأضاف: «بعد إطلاقهم من السجون، ابتعدوا من العنف، حتى اندلعت الثورة. وعمل أحدهم وهو هاني أبوشيتة مقرئاً للقرآن في فضائيات دينية عدة، وكان يفتتح جلسات الحوار في السجن بتلاوة القرآن، والآخرون اشتغلوا بالتجارة».
وأشار إلى أنه عقد لقاءات طويلة مع توفيق فريج وأبناء أبو شيتة وحمدين أبو فيصل ونجليه (أحدهم قُتل في مداهمة العام الماضي في الشرقية والثاني موقوف في قضية «أنصار بيت المقدس») ولمس منهم في حينها تراجعاً عن أفكار التكفير. ورجح إبراهيم كذب البيان الذي أعلنت فيه «أنصار بيت المقدس» مقتل فريج، وهو متزوج من شقيقة أبو فيصل «قاضي التكفيريين»، موضحاً أن بين الشخصيات التي خضعت لبرامج المراجعات في سجن أبو زعبل، وأطلقت في وقت لاحق، كمال علام، القيادي الجهادي الذي ظهر مراراً في أشرطة «أنصار بيت المقدس»، وأيضاً شادي المنيعي. لكن أسامة النخلاوي وابن عمه صلاح النخلاوي كانا يرفضان المشاركة في تلك الحلقات، ولم يتم إطلاقهما، وفرا من السجن في الانفلات الأمني الذي أعقب الثورة.
وقال إبراهيم: «أول ما رأيتهم شعرت فيهم البداوة. من بين 500 شخص كان هناك اثنان فقط يحملان مؤهلاً عالياً، والباقون تعليمهم متوسط أو أميون، وكانوا يفتقدون إلى حد كبير إلى ذوقيات التعامل مع الناس، وعلى درجة كبيرة من الجفاء والغلظة في المعاملات، وطلبت من المحاضرين في الجلسات الصباحية التركيز في تعليمهم كيفية التعامل مع الآخرين، ومحاولة تحسين سلوكياتهم، وتهذيب أخلاقهم… كل من أطلقوا بعد تلك المراجعات، نبذوا العنف صراحة، وأكدوا أنهم خُدعوا من خالد مساعد ونصر خميس».
وأشار إبراهيم إلى أن من رفض منهم المراجعات إضافة إلى المحكومين بالإعدام والمؤبد لتورطهم في تفجيرات منتجعات سيناء، وبينهم أسامة وصلاح النخلاوي، أودعوا سجن أبو زعبل، والتقوا في السجن بمجدي الصفتي، وهو المرجعية الفكرية لتنظيم «الناجون من النار»، وهو من أبناء محافظة بني سويف (جنوب القاهرة)، وكان بمثابة «منظّر التكفيريين» في السجن في تلك الفترة، والتف حوله كثيرون.
وأضاف: «بعد اندلاع الثورة، فر المحكومون بالإعدام والمؤبدات، وبينهم الصفتي، وتوجهوا إلى سيناء، وهناك وضعت البذرة الأولى لتنظيم أنصار بيت المقدس التابع للقاعدة، قبل أن يبايعوا داعش. وألقت أجهزة الأمن القبض على الصفتي قبل نحو شهرين في محافظة القليوبية»، موضحاً أنه «بعد الثورة وما تبعها من انفلات أمني في سيناء، التقى التكفيريون مع أصحاب المراجعات السابقة، ولاموهم على تلك المراجعات، ثم وضعوا اللبنات الأولى لتنظيم أنصار بيت المقدس».
وقال: «لا أعتقد بأن المشكلة في فكر المراجعات، لأنه أثمر حقيقة مع أبناء الجماعة الإسلامية الذين تخلوا عن اقتناع عن العنف. بعد إعلان إنشاء تنظيم أنصار بيت المقدس وكشف قياداته في سيناء، استغربت التحول الذي طرأ على أفكار هؤلاء لأنني كنت مقتنعاً بتخليهم الحقيقي عن العنف… ناقشت واحداً ممن شاركوا معي في تلك المحاضرات عن أسباب ارتدادهم عن نبذ العنف، وتفسيري أن حال الانفلات الأمني أغرتهم بالعودة إلى حمل السلاح. هم لمسوا سيطرة حقيقية بعد الثورة على الأرض في سيناء، خصوصاً في قرى في الشيخ زويد تحولت إلى معسكرات لتدريب المسلحين الذين سافر بعضهم إلى سورية والعراق، واستقبلت آخرين من الدولتين، إضافة إلى كميات السلاح التي تم ضخها في سيناء، وبات الاتصال مع قيادة القاعدة لا يحمل أي مخاطر».
وأوضح أنه «في إحدى المرات إبان فترة حكم (الرئيس السابق محمد) مرسي التقاهم القيادي الجهادي محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في معسكر تدريب في الشيخ زويد، وبعد اللقاء أوقفته قوات الأمن، لكنه أطلق حتى قبل استجوابه بعد تدخل رئاسة الجمهورية التي كان خاله (محمد رفاعي الطهطاوي) يشغل منصب رئيس ديوانها… إلى هذه الدرجة كانوا يشعرون بالأمان والحماية، واعتبروا أن حلمهم تحقق».
وأضاف إبراهيم أن «الجيل الثاني من جماعة التوحيد والجهاد أسس تنظيم أنصار بيت المقدس الذي بايع داعش في وقت لاحق. رغم أن كل الجماعات التكفيرية تؤمن بالتقية، إلا أن قيادات داعش التي سبق ونبذت العنف لم تكن في وارد حمل السلاح مجدداً، لولا حال الانفلات الأمني التي أعقبت الثورة وأغرتها بالعودة إلى فكر التكفير».

بـــن ظـــآآهـــــــر
25-07-2015, 10:06 AM
كل الشكر لك على نقل الخبر

مفآهيم آلخجل
25-07-2015, 11:16 AM
كل آلشكر لك على آلخبر!

ツઇ قلبٓ طِفلَةّ ઇ
25-07-2015, 03:13 PM
آلسَلآمُ عَليْككُم
شُككْراً جَزيِلاً لَككْ
بآرككَ الله فَيْككْ



http://www.htoof.com/vb/images/smilies/22.gif

ملك الوسامه
25-07-2015, 08:40 PM
ان شاء الله تتطهر سيناء وجميع المحافظات المصريه من الارهاب

بدر الدجى
26-07-2015, 09:19 AM
كل الشكر لك ع الخبر