المزيون
02-08-2015, 10:17 AM
مدنٌ بلا فرح يا شهداء "قباء"
مدخل /
علموني كيف أكافح التصاق روحي بشهداتكم حين يأتي الموت بلا موعد قريبا من مدارات عطشي إليكم ...
كل الهمس يصدمني بالشوق إليكم وحتى خوار الريح في الطفولة تحكيكم تسألني كيف ستمضي ايام اهلكم من دونكم ...
"فقداء العمرة"
اليوم ابيح للدموع أن تلبس عبائتها السوداء
وللملامح ان تلطمها صرخـــة القلوب
اليوم ابيح للأحزان بالطوفان
اليوم للعبرات والصيحات وقوف على الحناجر
اليوم للطرقات ألف عثرة وعثرة ..
فمن أول الراء
الممتد الى سقف كتفها
الى آخر الهمزة
المتقوّسة كرسم الشفة مازال خبر السواد
يرجّ اللسان ..
ويدفع به الى البكاء
من فسحة العتمة القاتمة
المطرزة بأقواس الفاجعة
في الردهات المظلمة
في انحاء السلطنة
في بقع .. تجمع كل الاجناس
"عفواً أبي .. عفوا أمي والاهل"
لقد رحلت هكذا فجأة
هو لم يطرق بابي
رحلت في لحظة غفلة
هو لم يطلب إذني
أنا مسافرا لأداء العمرة .. إحرامي معي وكل الأمتعة
شوق يشدني .. حيث الطواف وحيث الحرم
حيث الصفا والمروة .. حيث الحطيم والمقام وزمزم
آهٍ يا وطني..
لامستهن بروحي قبل الجسد
وطفت بهن بكياني وبلا عد
وهناك أيضا رحلت حيث المصطفى
حيث صاحبيه والبقيع والخندق وأحد
اخبروهم اني اعتمرت أخبرهم ألا يبكوني
أنا لله وفي الله هاجرت
فقد أدركني الموت ..
يتراكب الشوق فوق الشوق إلى ذكركم وحتى المساء يحتضنني ويبكي معي بدمعات نجومه , فلا أشارة وداع ولا التفاتة تأتي بكم ..
سأترك الرصيف يكتب ..
بعفوية الأيدي المحتضنة
لدفء الامهات وعمق حزنهن
المسقية بريق شفاه الأماني .. مليئة ببكاء الدعوات ..
تلك الامسية الفاجعة
مرت من هنا
لتهدم الاماني
ويعلن الاهالي الحداد .. لا عطلة ربيع بعد اليوم
أرثي نفسي والسلطنة
والكون أجمع
أبكي طويلا وطويلا وطويلا
فلا شيء هنا عاد يبعث الفرح ..
فكلنا نعيش بنفس الوجع
فترتفع تلك الأيادي إلى الغيب ملفوفة بالدعـــاء ..
(اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب ..
وآته برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين ..)
العمـــر بات مرقدهم تحت التراب ..
http://www4.0zz0.com/2015/04/27/09/872951431.gif
مدخل /
علموني كيف أكافح التصاق روحي بشهداتكم حين يأتي الموت بلا موعد قريبا من مدارات عطشي إليكم ...
كل الهمس يصدمني بالشوق إليكم وحتى خوار الريح في الطفولة تحكيكم تسألني كيف ستمضي ايام اهلكم من دونكم ...
"فقداء العمرة"
اليوم ابيح للدموع أن تلبس عبائتها السوداء
وللملامح ان تلطمها صرخـــة القلوب
اليوم ابيح للأحزان بالطوفان
اليوم للعبرات والصيحات وقوف على الحناجر
اليوم للطرقات ألف عثرة وعثرة ..
فمن أول الراء
الممتد الى سقف كتفها
الى آخر الهمزة
المتقوّسة كرسم الشفة مازال خبر السواد
يرجّ اللسان ..
ويدفع به الى البكاء
من فسحة العتمة القاتمة
المطرزة بأقواس الفاجعة
في الردهات المظلمة
في انحاء السلطنة
في بقع .. تجمع كل الاجناس
"عفواً أبي .. عفوا أمي والاهل"
لقد رحلت هكذا فجأة
هو لم يطرق بابي
رحلت في لحظة غفلة
هو لم يطلب إذني
أنا مسافرا لأداء العمرة .. إحرامي معي وكل الأمتعة
شوق يشدني .. حيث الطواف وحيث الحرم
حيث الصفا والمروة .. حيث الحطيم والمقام وزمزم
آهٍ يا وطني..
لامستهن بروحي قبل الجسد
وطفت بهن بكياني وبلا عد
وهناك أيضا رحلت حيث المصطفى
حيث صاحبيه والبقيع والخندق وأحد
اخبروهم اني اعتمرت أخبرهم ألا يبكوني
أنا لله وفي الله هاجرت
فقد أدركني الموت ..
يتراكب الشوق فوق الشوق إلى ذكركم وحتى المساء يحتضنني ويبكي معي بدمعات نجومه , فلا أشارة وداع ولا التفاتة تأتي بكم ..
سأترك الرصيف يكتب ..
بعفوية الأيدي المحتضنة
لدفء الامهات وعمق حزنهن
المسقية بريق شفاه الأماني .. مليئة ببكاء الدعوات ..
تلك الامسية الفاجعة
مرت من هنا
لتهدم الاماني
ويعلن الاهالي الحداد .. لا عطلة ربيع بعد اليوم
أرثي نفسي والسلطنة
والكون أجمع
أبكي طويلا وطويلا وطويلا
فلا شيء هنا عاد يبعث الفرح ..
فكلنا نعيش بنفس الوجع
فترتفع تلك الأيادي إلى الغيب ملفوفة بالدعـــاء ..
(اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب ..
وآته برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين ..)
العمـــر بات مرقدهم تحت التراب ..
http://www4.0zz0.com/2015/04/27/09/872951431.gif