نوارة الكون
02-08-2015, 10:31 AM
رحلة على القارب
جاسم ورفاقه ذهبوا إلى البحر قاصدين الصيد في يوم وقتئذ كان البحر هادئا كريما فلا أمواج ولا عواصف أسماك كثر خيرات ونعم أصطادوا كل ماوقع في شباكهم أصابهم الطمع أكثر راحوا يبحرون في أعماق المحيط غير آبهين بتقلبات البحر وغدره .
بعد أن فنت قناعتهم بكثرة الأسماك التي لديهم مشبعين بذاك جشعهم أخذوا طريقهم في العودة كي يقتسموا مالهم وعليهم لكن مالم يكن في الحسبان قد حدث , إذ أنهم أضاعوا الطريق ولم يعرفوا أين هم ؟ حاولوا هنا هناك دون جدوى كأن البحر أراد أن يرد شيئا من دينه الذي أخذوه, بينما هم ذاعرين تغلبهم الحيرة إذ وصلوا إلى مكان شؤم تملؤه أسماك القرش أكثر وحوش الأرض دموية وشراسة وسفك لدماء بني البشر , عرف (جاسم) ذلك فهو الخبير بينهم في شؤؤن البحر وخباياه صرخ برفاقه قائلا: هذه بقعة خطيرة للغاية فالقروش هنا متوحشة بشكل مخيف ذكية جدا إذ أنها تقلب القارب ثم تنقض على من فيه كي تأكل لحمه وتتشبع به , طالب رفاقه بالهدوء والصبر والدعاء عل معجزة تنجيهم من تلك الورطة , مرت دقائق رأوا ومن معه ثلاثة قروش من بعيد أرتعبوا كثيرا لايدرون ماالعمل , لحظات هجمت تلك القروش عليهم هجومـــا بسيطا كأنها تريد أن تختبر عزمهم وشجاعتهم وصبرهم , بستماتة قاومواحتى تمكنوا من أبعادها , خيم صمت تلك اللحظة في كل مكان أختفت بعدها القروش بشكل يدعو لترقب والحذر كهدوء البحر الذي تسابقه الأمواج , ألا أن ذاك لم يمنعهم من الفرح والأحتفال ولو بشكل مؤقت فمن يلومهم على سعادتهم بعد أن تخلصوا من قروش أو نعوش في لجة البحر .
ظل (جاسم) يفكر لبرهة مستعيدا بذاكرته وقت ما تذكر شيئا قال لرفاقه : الآن عرفت هذه المنطقة جيدا , قد جئت إليها من قبل , أظنني تذكرت طريق العودة , عم القارب سرورا وبهجة ليس كمثلها أستجمعوا قواهم المنهارة حركوا قاربهم بسرعة ألا أن فرحتهم لم تكتمل إذ رأوا جمعا كبيرا من القروش نحوهم متجه كأنها تنتظر صرخات الفرح تعم القارب لتحولوها إلى صرخات ودعوات , لم يحبط ذاك من عزيمتهم قرروا الأسراع في الهرب لكن بعد ماذا؟ حاصرتهم القروش هجمت عليهم كي تقلب قاربهم , هنا عرف (جاسم) بأنه إذ لم يتمكن من الفرار خلال دقائق معدودة سيكون آخر مايسمعه صوت عظامه تتكسر بين فك القروش , قال بعدها لرفاقه : لايوجد أمامنا إلى حلا وحيد , رد رفاقه بسرعة : أخبرنه أرجوك ؟ قال : يرمي أحدنــــــا بنفسه إلى القروش يضحي لأجلنا كي لا نموت جميعا , أصابت الدهشة كل الرفاق , لم ينطق أحدهم بكلمة كأنهم لم يسمعوا شيئا مما قاله جاسم فعاجلهم بقوله : قرروا بسرعة تلاحقوا أنفسكم قبل أن تأكلنا تلك الوحوش اللعينة !
بين مصدقا ومكذب من رفاقه لاحت أعينهم إلى أصغر من كان بينهم إذ هو (شابا مراهقا) كان جاسم صديق لوالده المتوفي , غلب (جاسم) ترددا شديد ماحس بمثله قط فكر وفكر فما كان منه ألا أن أمسك بذلك الشاب بقوة شديدة مهزهزا أياه كأنه يهز محيطا بأسره وقال له: سامحني يابني , ثم رماه في البحر, أحاطته القروش من كل جانب قاموا يتلاقفونه بينهم حتى أكلوه جلدا ولحما وعظما, أستغل (جاسم) الفرصة وفر هارب بسرعة مبتعدا عن تلك البقعة الملعونة مقتربا أكثر من شواطىء مدينته ورفاقه الذين لم يستيقظوا بعد من ذاك الكابوس المرعب كحلم لم يعيشوه .
أتفقوا جميعا بعد أن وصلوا على التكتم عن ماحدث تعاهدوا فيما بينهم أن يحتفظوا بسرهم حتى قبرهم يخبرون الناس بأن الشاب مات غرقا في أعماق البحر, بعد فترة شعر (جاسم) بتأنيب الضمير يحمل ذاك الذنب لو رماه في بحر لفاض من ثقله , يبكي وحيدا في صمت الليل وخجله متحسرا نادما من فعلته .
أيام مرت جاءت والدة الشاب إلى (جاسم) تختزن بداخلها هموما وأحزان وبعض الأمل طلبت منه أن يأخذها إلى مكان غرق أبنها تبكي وتتوسل إليه قائلة: قد لايكون أبني غرق , يحتمل أنه خرج من البحر دون دراية منكم , ربما ينتظر أحدا ما يساعده , وافق (جاسم) على ذلك كي يدخل الفرح قلبها ويكفر شيئا ما عن فعلته رغم معرفته ما حدث في عمق المحيط وأصبح بذاك سره الأعظم , ركبوا القارب أخذ (جاسم) يعوم هنا هناك في البحر موهما والدة الشاب أنه يبحث عن أبنها فعلا , لكن مالم يخطر على باله قد حصل ؟ أظل طريقه مرة أخرى ووصل إلى ذات المكان المشؤؤم الذي رمى فيه الشاب حيث تختبئ تحت جلابيبه وحوش لاتشبع لحما ولادما , دقائق فقط وحاصرتهم تلك القروش , أحتار (جاسم) في أمره ؟ فكر وفكر سيطر عليه الخوف فما كان منه ألا أن أمسك والدة الشاب بقوة شديدة أرعبت وحوش المحيط لشدتها وغدرها وقال لها : سامحيني ارجوك, ثم رماها إلى البحر كما فعل بأبنهـا , هجمت عليها تلك القروش أخذت تأكلها وتستطعم لحمها وتتذوق مرارته الشديدة كمرارة لحم أبنها الذي أكلوه قبل وقت , أستغل (جاسم) الفرصة وفر هارب
جاسم ورفاقه ذهبوا إلى البحر قاصدين الصيد في يوم وقتئذ كان البحر هادئا كريما فلا أمواج ولا عواصف أسماك كثر خيرات ونعم أصطادوا كل ماوقع في شباكهم أصابهم الطمع أكثر راحوا يبحرون في أعماق المحيط غير آبهين بتقلبات البحر وغدره .
بعد أن فنت قناعتهم بكثرة الأسماك التي لديهم مشبعين بذاك جشعهم أخذوا طريقهم في العودة كي يقتسموا مالهم وعليهم لكن مالم يكن في الحسبان قد حدث , إذ أنهم أضاعوا الطريق ولم يعرفوا أين هم ؟ حاولوا هنا هناك دون جدوى كأن البحر أراد أن يرد شيئا من دينه الذي أخذوه, بينما هم ذاعرين تغلبهم الحيرة إذ وصلوا إلى مكان شؤم تملؤه أسماك القرش أكثر وحوش الأرض دموية وشراسة وسفك لدماء بني البشر , عرف (جاسم) ذلك فهو الخبير بينهم في شؤؤن البحر وخباياه صرخ برفاقه قائلا: هذه بقعة خطيرة للغاية فالقروش هنا متوحشة بشكل مخيف ذكية جدا إذ أنها تقلب القارب ثم تنقض على من فيه كي تأكل لحمه وتتشبع به , طالب رفاقه بالهدوء والصبر والدعاء عل معجزة تنجيهم من تلك الورطة , مرت دقائق رأوا ومن معه ثلاثة قروش من بعيد أرتعبوا كثيرا لايدرون ماالعمل , لحظات هجمت تلك القروش عليهم هجومـــا بسيطا كأنها تريد أن تختبر عزمهم وشجاعتهم وصبرهم , بستماتة قاومواحتى تمكنوا من أبعادها , خيم صمت تلك اللحظة في كل مكان أختفت بعدها القروش بشكل يدعو لترقب والحذر كهدوء البحر الذي تسابقه الأمواج , ألا أن ذاك لم يمنعهم من الفرح والأحتفال ولو بشكل مؤقت فمن يلومهم على سعادتهم بعد أن تخلصوا من قروش أو نعوش في لجة البحر .
ظل (جاسم) يفكر لبرهة مستعيدا بذاكرته وقت ما تذكر شيئا قال لرفاقه : الآن عرفت هذه المنطقة جيدا , قد جئت إليها من قبل , أظنني تذكرت طريق العودة , عم القارب سرورا وبهجة ليس كمثلها أستجمعوا قواهم المنهارة حركوا قاربهم بسرعة ألا أن فرحتهم لم تكتمل إذ رأوا جمعا كبيرا من القروش نحوهم متجه كأنها تنتظر صرخات الفرح تعم القارب لتحولوها إلى صرخات ودعوات , لم يحبط ذاك من عزيمتهم قرروا الأسراع في الهرب لكن بعد ماذا؟ حاصرتهم القروش هجمت عليهم كي تقلب قاربهم , هنا عرف (جاسم) بأنه إذ لم يتمكن من الفرار خلال دقائق معدودة سيكون آخر مايسمعه صوت عظامه تتكسر بين فك القروش , قال بعدها لرفاقه : لايوجد أمامنا إلى حلا وحيد , رد رفاقه بسرعة : أخبرنه أرجوك ؟ قال : يرمي أحدنــــــا بنفسه إلى القروش يضحي لأجلنا كي لا نموت جميعا , أصابت الدهشة كل الرفاق , لم ينطق أحدهم بكلمة كأنهم لم يسمعوا شيئا مما قاله جاسم فعاجلهم بقوله : قرروا بسرعة تلاحقوا أنفسكم قبل أن تأكلنا تلك الوحوش اللعينة !
بين مصدقا ومكذب من رفاقه لاحت أعينهم إلى أصغر من كان بينهم إذ هو (شابا مراهقا) كان جاسم صديق لوالده المتوفي , غلب (جاسم) ترددا شديد ماحس بمثله قط فكر وفكر فما كان منه ألا أن أمسك بذلك الشاب بقوة شديدة مهزهزا أياه كأنه يهز محيطا بأسره وقال له: سامحني يابني , ثم رماه في البحر, أحاطته القروش من كل جانب قاموا يتلاقفونه بينهم حتى أكلوه جلدا ولحما وعظما, أستغل (جاسم) الفرصة وفر هارب بسرعة مبتعدا عن تلك البقعة الملعونة مقتربا أكثر من شواطىء مدينته ورفاقه الذين لم يستيقظوا بعد من ذاك الكابوس المرعب كحلم لم يعيشوه .
أتفقوا جميعا بعد أن وصلوا على التكتم عن ماحدث تعاهدوا فيما بينهم أن يحتفظوا بسرهم حتى قبرهم يخبرون الناس بأن الشاب مات غرقا في أعماق البحر, بعد فترة شعر (جاسم) بتأنيب الضمير يحمل ذاك الذنب لو رماه في بحر لفاض من ثقله , يبكي وحيدا في صمت الليل وخجله متحسرا نادما من فعلته .
أيام مرت جاءت والدة الشاب إلى (جاسم) تختزن بداخلها هموما وأحزان وبعض الأمل طلبت منه أن يأخذها إلى مكان غرق أبنها تبكي وتتوسل إليه قائلة: قد لايكون أبني غرق , يحتمل أنه خرج من البحر دون دراية منكم , ربما ينتظر أحدا ما يساعده , وافق (جاسم) على ذلك كي يدخل الفرح قلبها ويكفر شيئا ما عن فعلته رغم معرفته ما حدث في عمق المحيط وأصبح بذاك سره الأعظم , ركبوا القارب أخذ (جاسم) يعوم هنا هناك في البحر موهما والدة الشاب أنه يبحث عن أبنها فعلا , لكن مالم يخطر على باله قد حصل ؟ أظل طريقه مرة أخرى ووصل إلى ذات المكان المشؤؤم الذي رمى فيه الشاب حيث تختبئ تحت جلابيبه وحوش لاتشبع لحما ولادما , دقائق فقط وحاصرتهم تلك القروش , أحتار (جاسم) في أمره ؟ فكر وفكر سيطر عليه الخوف فما كان منه ألا أن أمسك والدة الشاب بقوة شديدة أرعبت وحوش المحيط لشدتها وغدرها وقال لها : سامحيني ارجوك, ثم رماها إلى البحر كما فعل بأبنهـا , هجمت عليها تلك القروش أخذت تأكلها وتستطعم لحمها وتتذوق مرارته الشديدة كمرارة لحم أبنها الذي أكلوه قبل وقت , أستغل (جاسم) الفرصة وفر هارب