تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة أولية في زيارة الرئيس المصري إلى أمريكا بعد ثورة 30 يونيو...]



مفآهيم آلخجل
24-09-2014, 04:10 AM
السيسي إلى نيويورك وليس واشنطن –
القاهرة – إميل أمين –
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يستقل الطائرة الرئاسية المصرية متوجها إلى مدينة نيويورك على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدا إلى مبنى الأمم المتحدة ليترأس وفد مصر في أعمال الجمعية العمومية التاسعة والستين ووقت ظهور هذه الكلمات للنور يكون السيسي واقفا على منصة الأمم المتحدة ليلقي كلمة العالم العربي في قمة المناخ التي دعا إليها الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون، وبعدها كلمة مصر بوصفه رئيسها.والشاهد أن هذه الزيارة تستحق وقفة تأمل وقراءة معمقة نحاول إيجازها دون إخلال بالمعنى والمبنى من ورائها وكذلك تبعاتها لا على مصر فقط بل على المنطقة العربية برمتها.
يمكن القول بداية ان رحلة السيسي ليست إلى واشنطن ولكن إلى نيويورك، وفارق كبير في واقع الحال بين الأمرين، فزيارة واشنطن تعني زيارة أمريكا، والتعاطي مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مباشرة، أما زيارة نيويورك فتكتسب طابعا آخرحيث إن الرجل في هذه الحالة يكون في معية وضيافة المنظمة الأكثر اهمية والتي لها استقلاليتها وحضورها المستقل كهيئة اعتبارية لها شخصيتها المستقلة، حتى لو كانت قائمة على الأراضي الأمريكية، وعليه فإن الزيارة لا تحسب على الرئيس أوباما وإدارته، حتى أيضا لو التقى أوباما بالسيسي على هامش أعمال الجمعية العمومية، كما أن عدم مشاركة السيسي في أعمال القمة الأمريكية – الإفريقية التي عقدت في أغسطس الماضي، كانت إشارة رمزية مصرية، إلى أن المياه لم تعد بعد تجري في قنواتها وجداولها الطبيعية بين القاهرة وواشنطن كما يجب، ولهذا أرسل السيسي رئيس وزرائه المهندس إبراهيم محلب.
ولعل الأمر الآخر الذي يلفت النظر في هذه الزيارة هو ردة الفعل المصرية الداخلية، فللمرة الأولى تعلو الأصوات في الداخل مطالبة السيسي بأن لا يذهب إلى نيويورك، وأن يكتفي بإرسال وزير الخارجية كما جرت الأمور في العام الماضي عندما كلف الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصورنبيل فهمي وزير الخارجية في ذلك الوقت بإلقاء كلمة مصر عوضا عنه.. لماذا ذهب عدد كبير من المصريين في هذا الاتجاه ومنهم رؤساء أحزاب ومفكرون ومثقفون؟ يبدو أن الخوف على حياة الرئيسي السيسي كانت وراء الأمر فلا يزال هناك خوف واضح على حياة الرجل، وهذا يعكس قدر العلاقة المتينة بينه وبين جموع الشعب المصري، الذي باتت أعداد غفيرة منه تؤمن بنظرية المؤامرة وأن الأمريكيين الذين لم يرحبوا بثورة 30 يونيو ولا بالسيسي نفسه، لن يتورعوا عن إلحاق الأذى به. والشاهد أن الأحداث في العام الماضي ربما كانت تدعو بالفعل لغياب الرئيس وعدم تعريضه للإحراج البالغ من قبل القوى المعادية لمصر والرافضة لثورة شعبها، كما أن وضع مصر الدولي اليوم يختلف اختلافا كبيرا جداً عن وضعها العام المنصرم، فهناك حضور مصري بالغ وهناك مرحلتان أساسيتان قد قطعتا من خارطة الطريق وهما الدستور والانتخابات الرئاسية، مما يعطي مصداقية كبرى للرئيس المصري.


فرصة تاريخية


وعليه فإن السيسي الذي قرر الذهاب بنفسه هذه المرة قد وضع في الحسبان أن هذه فرصة تاريخية لكسر الحاجز النفسي أمام مصر، والذهاب «بقلب أسد» إلى عرين العالم برمته، والالتقاء برؤسائه وزعمائه، وتقديم مصر من جديد للعالم، مصر التي تخطو خطوات واثقة ثابتة نحو الدولة المدنية الديمقراطية، والتي تمثل حجر زاوية في استقرار المنطقة والشرق الأوسط، لا سيما في ظل هبوب رياح الإرهاب الأسود الذي أضحى يهدد العالم كله في الآونة الأخيرة.ولعله أيضا من بين الأسباب التي دعت الكثيرين لنصح السيسي بأن لا يذهب إلى نيويورك، الخوف على سلامته الشخصية، وخاصة في ضوء ما هو متوقع من مظاهرات من الإخوان المسلمين وأنصارهم في نيويورك في الأيام التي سيلقي فيها كلماته، وإن كان هذا أيضا لا يعني أن جماهير غفيرة من المصريين المهاجرين ستكون في استقباله والترحيب به، لكن وكما هو معلوم في علم الاقتصاد أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة، وأن الأخبار السيئة هي الأخبار، وهناك من يتوق لتشويه صورة الرجل في وسائل الإعلام المدفوعة الأجر مسبقاً.
على أن زيارة السيسي لنيويورك تحمل لمحة من لمحات التنوير العربية، رغم كافة لحظات الظلام والإظلام التي تعيشها المنطقة، ذلك أنه ألقى السيسي أمس كلمة العرب جميعا بشأن المناخ العالمي، ولا يفوت الناظر للمشهد الإجماع العربي على أن تكون مصر ورئيسها، هي التي تعبر عن الصوت العربي، بدون شوفينية ولا تعالٍ أو غطرسة، بل في مودة وشراكة وإصالة، الجميع يلتئم حول الأخ المصري الذي حمل على كاهله عبء التحدي والتصدي لواحدة من أخطر عواصف الأصولية التي كان يمكن لها أن تفكك وتفتت العالم العربي، وتعيد تقسيم المقسم، وتجزئة المجزأ مرة جديدة، أي تحقيق سيناريو (سايكس بيكو الثانية).


التحديات المناخية


والمقطوع به إنه إذا خلينا جانبا ولو للحظات قليلة الوضع المصري، وزيارة السيسي لنيويورك، فإن كلمته ممثلا للعرب أمام العالم في قمة المناخ هي شأن حيوي وغاية في الأهمية، ذلك أن العدو الأول للبشرية في القرن الحادي والعشرين، والمهدد الأكبر للحياة الإنسانية والنباتية والحيوانية، هو التغيرات المناخية، تلك التي يمكن أن تؤدي بالأرض ومن عليها إلى موارد التهلكة، والمؤكد أن السيسي سوف يعبر عن مطالب حكما ستزعج الدول الكبرى، والدول الصناعية المتقدمة والتي هي الأصل والسبب في هذه التغيرات المناخية، والاحتباس الحراري، وارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضية، لهذا سوف يعبر السيسي عن مطالب الدول النامية في طلب مساندة الدول الصناعية الكبرى للدول النامية لجهة تقديم الدعم الفني والمادي لتطوير قدراتها الصناعية والتنموية باعتبارها تتحمل المسؤولية الأكبر، عن ارتفاع معدلات التلوث التي تسببت في تفاقم الظاهرة الأولى من نوعها عبر التاريخ الإنساني.


كلمة الخميس


على أن التساؤل المهم الذي يبقى في ذهن القارئ ما الذي سيقوله السيسي في كلمة مصر غدا الخميس 25 سبتمبر الجاري والتي ستكون بلا شك عروبية مصرية بامتياز؟ المؤكد أن هناك جانبين، الأول هو مصر بما عاشته السنوات الأربع المنصرمة وما هو آت، والثاني هو المنطقة العربية والتهديدات التي تعيشها في الآونة الأخيرة… ماذا عن ذلك؟فيما خص الإشكال الأول فإن السيسي الذي رفعته الجماهير المصرية إلى موضع القيادة والزعامة والرئاسة لمصر، بعدد أصوات غير مسبوق في تاريخ الانتخابات الرئاسية المصرية (24 مليون صوت تقريبا) سيقدم التجربة الثورية المصرية الرائدة للعالم موضحا ما قدمته وما الذي ينتظرها فيما بعد من خطوات على الأرض، خطوات حقيقية وفاعلة لتعود مصر إلى أخذ موقعها وموضعها الجدير بها، في النمو والتنمية من جهة، وفي الحفاظ على السلام الإقليمي والعالمي من جهة أخرى. والمؤكد أن السيسي سوف يتحدث بصدق وأمانة وبشجاعة الرئيس الذي بدا منتصراً بالفعل في معركة التنمية البشرية الحقيقية، بالاعتماد على جهود المصريين، وبدون انتظار الدعم المالي الدولي، فقد جاءت التجربة المدهشة لتمويل قناة السويس الجديدة، من جيوب المصريين لتؤكد على أن الإرادة المصرية قادرة بالفعل على صنع المعجزات والمثير أنه طوال عام من حكم الإخوان المسلمين في مصر، كان البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي يناوران ويداوران مع مصر من أجل قرض قيمته «4» مليارات دولارات أي 28 مليار جنيه مصري، في حين جمع المصريون لمصر في ثمانية أيام ما نحوه 64 مليار جنيه مصري أي قرابة 9 مليارات دولار، الأمر الذي جعل مؤسسات التمويل الدولية تهرول إلى مصر، عارضة عليها قروضا مختلفة الأشكال والألوان، بعد أن تعززت الثقة العالمية في الاقتصاد المصري.في هذا الإطار كانت وزارة الاستثمار المصرية تؤكد على أن الرئيس السيسي سوف يأخذ من حضوره الدولي هذا فرصة لدعوة رؤساء الدول لحضور مؤتمر شركاء التنمية المقرر في فبراير المقبل في شرم الشيخ، فيما كشف الدكتور محرم هلال، الرئيس التنفيذي للاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، عن اعتزام مستثمرين عرب وأجانب ضخ استثمارات تصل إلى 7.5 مليار دولار في قطاع الطاقة المتجددة خلال الفترة المقبلة.
ولعله من القضايا التى تتماس فيها قضية الإرهاب، في داخل مصر مع قضية الإرهاب في العالم العربي، يأتي الحديث عن إخوان الداخل، والعمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعات الداعمة لهم، والأحدث فيها ما جرى صباح مغادرة السيسي لمصر من انفجار أمام وزارة الخارجية المصرية أودى بحياة عدد من الضباط والجنود الأبرياء. في هذا السياق طالبت القوى الحزبية والحركات الشبابية والثورية الرئيس بضرورة كشف كل الحقائق عن إرهاب الإخوان وجرائمهم في حق الوطن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.. وأن خروج الشعب في 30 يونيو هو الثورة الحقيقية التي أكملت ثورة 25 يناير وأطاحت بأكبر فصيل فاشي في المنطقة العربية.ولعل الأقدار «على مأساويتها» تخدم زيارة السيسي ففي حديث للرجل إلى وكالة اسوشيتدبرس، عشية مغادرته للقاهرة، أطلق تصريحا مثيراً، قال فيه إن عودة الإخوان للحياة السياسية المصرية، بشرط نبذهم للعنف جملة وتفصيلا امر وارد، وهو تصريح آثار الكثير، ومنهم وزير خارجية مصر السابق نبيل فهمي الذي اعتبره تصريحا موقوتا له معناه ومغزاه قبل المغادرة إلى نيويورك، لكن أحداث وزارة الخارجية المصرية أثبتت أن السيسي كان بعيد النظر، فهو يدرك تمام الإدراك أن هذه الجماعة لا تستطيع العيش خارج إطار العنف التقليدي الذي درجت عليه. وفيما يخص الجانب العربي والشرق أوسطي في كلمة السيسي المرتقبة، فإن مواجهة الإرهاب ستكون محورها، لكن من وجهة النظر المصرية لا الأمريكية، بمعنى أنه سيتحدث عن حتمية إيجاد منظومة متكاملة لمواجهة الإرهاب بأبعاده الفكرية والعقائدية بل واللوجستية معا، وعدم التركيز على فصيل واحد بعينه، أي عدم التركيز على «داعش» مثلا فقط في هذه الأوقات، الأمر الذي يعطي لمجالات أخرى كي تنشأ حول العالم في أوقات لاحقة.


السيسي وأوباما


هل سيلتقي السيسي أوباما على هامش أعمال الجمعية العمومية، وهل هذا اللقاء سيغير مسار العلاقات بين واشنطن والقاهرة إلى الأفضل؟الجواب معقد جدا وفي حاجة إلى قراءة تحليلية مفصلة قائمة بذاتها لكن وببساطة ودون أخلال بالجوهر يمكن القول إن السيسي يلتقي أوباما من منطلقات قوة، وليس من منطلق قوة واحد، فالرجل مختار من شعبه اختيارا جماهيريا وديمقراطيا بصورة شهد بها العالم برمته، ثم أنه مدعوم من جماهير الشعوب العربية وقادتها وزعمائها من الشرق إلى الغرب، الأمر الذي يجعله في مواجهة أوباما ممثلا للجماعة العربية التي تحلم عادة بالوحدة العربية، ويلوح أمامها الحلم رغم الإعياء والضعف، إذا اعتبرنا أوقات الأزمات هي أفضل الأوقات أيضا لتصحيح الأوضاع المختلة.
يلتقي أوباما السيسي، والأخير متحرر أيضا من فكرة المورد الوحيد للسلاح للجيش المصري، فقبل بضعة أيام أعلن عن توقيع عقد بالحروف الأولى بين القاهرة وموسكو لتوريد صفقة سلاح روسية متقدمة لمصر تبلغ قيمتها 3.5 مليار دولار، الأمر الذي يبعث برسالة مزدوجة الأولى لإدارة أوباما، ومفادها أن الإرادة المصرية لن تنكسر أمام المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، والتي تعود منافعها في الغالب على الأمريكيين، والثانية للمجمع الصناعي العسكري الأمريكي الذي يمثل قلب أمريكا المالي ـ العسكري، والصفقة تهدد بصفقات عربية أخرى مماثلة.
لماذا تحدث نبيل فهمي وزير خارجية مصر السابق بالقول إن العلاقات المصرية – الأمريكية لن تستقيم طالما بقي أوباما في الإدارة الأمريكية وأن الأمور لن تتحسن إلا بعد مجيء إدارة جديدة بعد عامين من الآن؟
حكما لأن الرجل بخبرته الدبلوماسية أدرك ويدرك أن ما قام به الشعب المصري في اتحاد نادر مع قواته المسلحة قد أبطل استراتيجية أوباما أو على أقل تقدير أفشل بشكل مؤقت تلك الخطط المتطلعة للتوسع شرقا نحو آسيا، وتسليم المنطقة العربية إلى الوكلاء القدامى، وعليه فإن هناك ثأرا أمريكيا سيظل في حلق أوباما، لكن ربما لن يقدر على فعل أي شيء يسبب الضرر لمصر، بسبب الحاجة إليها بشكل فعال جداً في الحرب على الإرهاب، وهي أيضا نقطة تلاق بين مصر وواشنطن، فالأخيرة حكما تريد تحريك الجيش المصري أو وحدات بعينها منه لمواجهة «داعش» وأخواتها، في حين يدرك رجالات العسكرية المصرية أن هذا فخ منصوب للجيش المصري لاستنزاف قدراته، وهو أمر ليس بجديد على الأمريكيين الذين طلبوا من قبل من الرئيس السابق مبارك ووزير دفاعه المشير طنطاوي تحويل الجيش المصري من جيش نظامي دفاعي يدافع عن الحدود والتراب المصريين، إلى مجموعة وحدات تعمل لحساب أمريكا في حربها ضد الإرهاب، الأمر الذي رفض مسبقا، ويرفض الآن، ولهذا تحدث الرئيس السيسي قبل سفره قائلا إن الجيش العراقي قادر على مواجهة داعش، بدون جيوش أخرى من المنطقة، وربما يحتاج للدعم المالي أو المستشارين والخبراء لمواجهة الإرهاب الأسود.
زيارة السيسي لنيويورك حتما زيارة تاريخية وفرصة لمصر وللعالم العربي لإعادة بلورة رؤى وتوازنات في فترة عالمية انتقالية، فالعالم يعيش مرحلة ما بعد أمريكا، وربما نعيش بالفعل عالم ما بعد الأمم المتحدة لا سيما وأن مقررات هذه الدورة اما ستعزز دور المنظمة الدولية واحترامها حول العالم، وأما ستعلن موتها السريري، حال إقدام أمريكا على محاربة «داعش» أو قصف سوريا بدون قرار أممي واضح.. انها فرصة لمراجعة كافة التحالفات العربية وإعادة تقييم المشهد العالمي من جديد.

اطياف السراب
24-09-2014, 06:34 AM
شكرا جزيلا لك على الخبر

مفآهيم آلخجل
24-09-2014, 01:14 PM
كل آلشكر للمرور!

رندويلا
24-09-2014, 02:53 PM
تسلمين بارك الله فيك

والله يعطيك آلعآفيـــةة ع آلخبر

أمآني!
24-09-2014, 03:08 PM
يعطيككِ العآفيةة ع آلطرح❤️!

مفآهيم آلخجل
24-09-2014, 04:18 PM
تسلمين بارك الله فيك

والله يعطيك آلعآفيـــةة ع آلخبر
كل آلشكر للمرور!

مفآهيم آلخجل
24-09-2014, 04:20 PM
يعطيككِ العآفيةة ع آلطرح❤️!
كل آلشكر للمرور!

مفآهيم آلخجل
25-09-2014, 04:03 AM
شكرا جزيلا لك على الخبر
كل آلشكر للمرور!

صخب أنثى
25-09-2014, 07:32 PM
❤️❥ كـل الشكر ع آلخبـر ❤️❥

مفآهيم آلخجل
26-09-2014, 05:11 AM
كل آلشكر للمرور!