بدر الدجى
13-08-2015, 07:24 AM
من الذي خسر تونس؟ قد يظل هذا السؤال يطارد قادة أوروبا مستقبلا، وحذر هيرفيه موران وزير الدفاع الفرنسي الأسبق، أخيرا، أوروبا، وفرنسا على وجه التحديد، من أنه لا يمكنها الانتظار حتى يأتي الوقت الذي يرفع فيه تنظيم "داعش" علمه الأسود فوق القصر الرئاسي في تونس.
وللأسف، فإن مثل هذا السيناريو الكئيب لم يعد بالإمكان أن يوصف بأنه من قبيل المبالغة.
عجز السلطات التونسية
وكشفت مذبحة سوسة عن عجز السلطات التونسية عن مواجهة تحديات بلادها المتنامية. ولن يكفي التحول التونسي الناجح نحو الديمقراطية وشرعية حكوماتها وشجاعة قواتها المسلحة في إنقاذ البلاد من هذه التحديات. ولا ينبغي لأي طرف سواء في أوروبا أو الغرب تأكيد فكرة أن الحركة المتطرفة ستقضي على ذاتها في نهاية المطاف.
ومن مسرح العمليات الجديد في تونس سعى الإرهابيون إلى توسيع خلافتهم نحو أوروبا وما بعدها، وهو ما يطمح إليه تنظيم "داعش".
ويعي الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي تماما المخاطر المميتة التي تواجهها بلاده في أعقاب هجوم سوسة. وبإعلانه حالة الطوارئ، أخيرا، كشف عن أن بلاده قد تواجه هجمة إرهابية متطرفة مقبلة قد تتسبب بانهيار الدولة.
ويضرب الضعف الذي تعاني منه تونس اليوم جذوره في فترة ما بعد الاستعمار. وكان الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة أول رئيس سعى إلى تحديث بلاده عقب نيلها الاستقلال عام 1956. إلا أنه كان يخشى الانقلابات العسكرية التي انتشرت في دول أخرى مجاورة. ولذلك فقد خصص جانبا كبيرا من الميزانية الوطنية للتعليم على حساب موارد الجيش. وواصل خلفه زين العابدين بن علي النهج ذاته، وعندما تحولت سلطته إلى الدكتاتورية عمل على تطوير قوات الشرطة. ونتيجة لذلك، ورثت تونس بعد ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس بن علي قوات شرطة تفتقر للكفاءة وجيشا صغيرا، يفتقر إلى التمويل والتسليح اللازمين.
تعدد التهديدات
وتواجه تونس أيضا تهديدا من داخلها بعد عقود من الاضطهاد، فالشباب يواجهون نسبة عالية من البطالة وضيقا في الأفق، وبعضهم عرضة لحملات المتطرفين الإعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتوجه نحو 3000 تونسي إلى سوريا للمشاركة في الحرب الأهلية، وأصبح بضع مئات منهم مقاتلين في ليبيا. وعاد بعض هؤلاء المقاتلين إلى تونس لنشر الدمار.
ومن جهة أخرى، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عقب اللقاء الذي جمعه مع نظيره التونسي في واشنطن عن أن تونس تعتبر حليفا رئيسيا لبلاده. وتقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية للجيش التونسي، إلا أن السبسي أكد حاجة بلاده لمزيد من المساعدات. وأعاد المجلس الأوروبي، أخيرا، التأكيد على دعمه ديمقراطية تونس الحديثة.
ولأوروبا مصلحة كبيرة في تأمين الديمقراطية في تونس، ويتوجب عليها مساعدتها. وفقط في حال تمكنت من تأمين ذلك فلن يكون من الضروري الإجابة عن السؤال "من الذي خسر تونس؟".
استجابة
أشار استبيان حديث إلى أن ثلاثة أرباع التونسيين وافقوا على استجابة الحكومة الائتلافية على الأزمة. وهناك إجماع على ضرورة وضع تدابير احترازية جديدة، مثل شن حملات على المساجد التي يوجد بها أئمة سلفيون، أو وضع عقبات على سفر الشبان التونسيين إلى بعض دول الشرق الأوسط.
وللأسف، فإن مثل هذا السيناريو الكئيب لم يعد بالإمكان أن يوصف بأنه من قبيل المبالغة.
عجز السلطات التونسية
وكشفت مذبحة سوسة عن عجز السلطات التونسية عن مواجهة تحديات بلادها المتنامية. ولن يكفي التحول التونسي الناجح نحو الديمقراطية وشرعية حكوماتها وشجاعة قواتها المسلحة في إنقاذ البلاد من هذه التحديات. ولا ينبغي لأي طرف سواء في أوروبا أو الغرب تأكيد فكرة أن الحركة المتطرفة ستقضي على ذاتها في نهاية المطاف.
ومن مسرح العمليات الجديد في تونس سعى الإرهابيون إلى توسيع خلافتهم نحو أوروبا وما بعدها، وهو ما يطمح إليه تنظيم "داعش".
ويعي الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي تماما المخاطر المميتة التي تواجهها بلاده في أعقاب هجوم سوسة. وبإعلانه حالة الطوارئ، أخيرا، كشف عن أن بلاده قد تواجه هجمة إرهابية متطرفة مقبلة قد تتسبب بانهيار الدولة.
ويضرب الضعف الذي تعاني منه تونس اليوم جذوره في فترة ما بعد الاستعمار. وكان الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة أول رئيس سعى إلى تحديث بلاده عقب نيلها الاستقلال عام 1956. إلا أنه كان يخشى الانقلابات العسكرية التي انتشرت في دول أخرى مجاورة. ولذلك فقد خصص جانبا كبيرا من الميزانية الوطنية للتعليم على حساب موارد الجيش. وواصل خلفه زين العابدين بن علي النهج ذاته، وعندما تحولت سلطته إلى الدكتاتورية عمل على تطوير قوات الشرطة. ونتيجة لذلك، ورثت تونس بعد ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس بن علي قوات شرطة تفتقر للكفاءة وجيشا صغيرا، يفتقر إلى التمويل والتسليح اللازمين.
تعدد التهديدات
وتواجه تونس أيضا تهديدا من داخلها بعد عقود من الاضطهاد، فالشباب يواجهون نسبة عالية من البطالة وضيقا في الأفق، وبعضهم عرضة لحملات المتطرفين الإعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتوجه نحو 3000 تونسي إلى سوريا للمشاركة في الحرب الأهلية، وأصبح بضع مئات منهم مقاتلين في ليبيا. وعاد بعض هؤلاء المقاتلين إلى تونس لنشر الدمار.
ومن جهة أخرى، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عقب اللقاء الذي جمعه مع نظيره التونسي في واشنطن عن أن تونس تعتبر حليفا رئيسيا لبلاده. وتقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية للجيش التونسي، إلا أن السبسي أكد حاجة بلاده لمزيد من المساعدات. وأعاد المجلس الأوروبي، أخيرا، التأكيد على دعمه ديمقراطية تونس الحديثة.
ولأوروبا مصلحة كبيرة في تأمين الديمقراطية في تونس، ويتوجب عليها مساعدتها. وفقط في حال تمكنت من تأمين ذلك فلن يكون من الضروري الإجابة عن السؤال "من الذي خسر تونس؟".
استجابة
أشار استبيان حديث إلى أن ثلاثة أرباع التونسيين وافقوا على استجابة الحكومة الائتلافية على الأزمة. وهناك إجماع على ضرورة وضع تدابير احترازية جديدة، مثل شن حملات على المساجد التي يوجد بها أئمة سلفيون، أو وضع عقبات على سفر الشبان التونسيين إلى بعض دول الشرق الأوسط.