المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العائدون إلى عدن بعد الحرب بين فرحة الرجوع والحسرة على الخراب



اطياف السراب
19-08-2015, 09:10 AM
بين جرح المعاناة وانتظار لحظات الأمل، قد يكون هذا الصيف هو الأكثر قساوة، والأشد حرارة، والأصعب على أهالي وسكان محافظة عدن، جنوب شرقي الجمهورية اليمنية، التي عاشت ظروفاً استثنائية، وأوضاعاً معيشية صعبة، إبان الحرب التي شُنت عليها وعلى عدد من المحافظات، من ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح منذ بداية آذار (مارس) الماضي.
تركت الحرب تبعات ثقيلة على أوضاعهم، وضاعفت معاناتهم. ورأوا بأنفسهم مدى تدهور أوضاعهم، وانعكاسها على حياتهم اليومية، وافتقادهم أبسط مقومات الحياة الأساسية مثل مياه الشرب التي انقطعت في معظم المناطق، وفي ظل انقطاع تام للتيار الكهربائي، وانعدام الخبز، والألبان، وغاز الطبخ، وعدم توافر بعض الأدوية وغيرها من الأشياء الضرورية. وشاهد كثيرون من السكان أرفف البقالات شبه فارغة من المواد الغذائية، في حين أُغلق بعضها، في ظل الرعب من القصف والقتل وقصص النزوح.
وبعد أن شهدت المحافظات الجنوبية في الأيام الماضية عمليات تمشيط واسعة شملت عدن ولحج وأبين وشبوة، بقيادة المقاومة الشعبية اليمنية الخاضعة لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي المدعومة من قوات التحالف العربي، في عملية أطلق عليها «السهم الذهبي» مطلع الشهر الماضي، استطاعت المقاومة إخراج ميليشيات الحوثي الانقلابية في شكل كامل. وبدأ السكان يتهيأون لعودة الحياة إلى إيقاعها الطبيعي.
في عدن، وبعد مضي أكثر من 6 أشهر منذ بدء الصراع، عاد الكثيرون من أبناء المحافظة، والسعادة تشع من وجوههم، على رغم الحُزن على حال بلادهم، لما أصابها من دمار غيّر ملامحها المحفوظة في ذاكرتهم.
يقول العم أبو بكر باجنيد العائد لتوّه من حضرموت، حيث يقيم: «دخلت عدن بقلب مكلوم تملؤه الفرحة والحسرة معاً، فرحة العودة، وحسرة هذا الدمار الذي حلّ بنّا». وأضاف: «عند وصولي إلى نقطة العَلَمْ كنت أحاول، كأني ألفظ آخر حسراتي، أن أشبع عيني من منظر هذه الحسناء المفروشة بين جبال شمسان والبحر الذي يُنسيك مرارة الفقد والحرمان». وزاد: «عشنا أياماً صعبة، بعيداً من هذا المكان الدافئ، ثلاثة أشهر ويوملن وأنا بعيد عن بيتي وحارتي، حتى كرسي المقهى الذي أجلس عليه يحّن إليّ كثيراً، فقد أطلت الغياب عنه، وافتقدته فقداً شديداً. افتقدتُ شوارع كريتر وأسواقها التي أتجول فيها يومياً، اشتقت إلى زحمة المارة، ومنظر الأطفال وهم يلعبون بين الأزقة».
وقالت سهى علوي لـ «الحياة»، وهي طالبة جامعية تبلغ من العمر21 سنة (نازحة من مدينة كريتر إلى مدينة المنصورة): «عدن روعة من دون حرب... في تلك الليلة المأسوية سقطت على عمارتنا قذيفتان وتحول كل شيء حولي إلى الأحمر والأسود، رأيت ابن جيراننا الصغير مغطى بالدماء، ورأيت أهله يهربون من بيتهم تاركينه جثة وراءهم». وزادت: «نزحنا عبر الطريق البحري إلى مدينة المنصورة التي كانت تحت سيطرة المقاومة، وتشاركنا شقة صغيرة لأحد أقاربنا مع أربع عائلات طوال فترة الحرب، كانت الشقة تحوي 3 غرف، وكنا أكثر من 20 شخصاً، عشنا أوضاعاً صعبة للغاية، تقاسمنا القليل من الأكل والماء. والكهرباء كانت تأتي ثلاث ساعات في اليوم فقط، والاتصالات مقطوعة في شكل شبه كلي».
وأردفت: «قبل يومين عدنا إلى بيتنا. وجدناه أطلالاً كمعظم البيوت المجاورة له. اختلطت علينا مشاعر فرحة العودة وألم الفقد والخراب، في ثلاثة أشهر فقط فقدنا بيتنا وأحباءنا وحياتنا... أشعر وكأنني في كابوس مخيف».
وقالت الناشطة الحقوقية ضياء حسن لـ «الحياة»، معلقة على الوضع الإنساني والخدماتي في عدن: «الأوضاع الإنسانية هنا يمارس ضُدها تجاهل كبير لمعاناة المواطن ومحاربته من كل الاتجاهات لحاجاته الأساسية. وإن تجاهل المعنيين بالأمر هذه الجوانب الإنسانية سبب نقص المواد الغذائية التي بدأت تدخل بكميات لا بأس بها، وأيضاً سبب لتخبط وتعثر وصول المواد الإغاثية إلى الأسر الأكثر حاجة».
وأضافت: «الكهرباء عادت إلى بعض مناطق في كريتر لكن غالبية المناطق لم تصلها الكهرباء بعد، نتيجةً لتدمير الشبكة بأكملها. أما الماء فيأتي يوماً بعد يوم للبيوت الأرضية، مدة ساعتين، وبعدها ينقطع، أما المناطق المرتفعة فلا يصل إليها الماء». وطالبت السلطات المعنية في عدن بتشديد الرقابة على الأسعار، والإسراع بإعطاء الناس رواتبهم في وقتها، لتعينهم على قضاء حاجاتهم، حتى تتسنى عودة الحياة إلى طبيعتها. وحذرت «من أن عدن تتجه إلى كارثة بيئية أخرى إن تم إهمال النظافة وإزالة المخلفات التي تتكدس في الشوارع والطرقات».
وقال مسؤول في السلطة المحلية: «إن عملية تطبيع الحياة جارية على قدم وساق، إذ بدأت منذ يومين عودة الكهرباء إلى كثير من الأحياء في المحافظة، وعودة إمدادات الماء، وتوفير المشتقات النفطية، وخدمة الاتصالات»، مشيراً إلى أن المؤن الإغاثية التي وصلت بدعم من التحالف العربي غطت الكثير من المناطق في عدن، وساهمت في تخفيف معاناة كثير من الأسر المتضررة. وأشار إلى أن الإصلاحات في البنى التحتية والمشاريع سيتم تجهيزها خلال الفترة المقبلة.

Emtithal
19-08-2015, 12:25 PM
كل آلشكر لك ع آلخبر

ツઇ قلبٓ طِفلَةّ ઇ
19-08-2015, 06:30 PM
آلسَلآمُ عَليْككُم
شُككْراً جَزيِلاً لَككْ
بآرككَ الله فَيْككْ


http://www.htoof.com/vb/images/smilies/22.gif

مفآهيم آلخجل
19-08-2015, 07:11 PM
كل آلشكر لك على آلخبر!

بـــن ظـــآآهـــــــر
19-08-2015, 10:38 PM
كل الشكر لك على نقل الخبر

الرميثي
20-08-2015, 12:02 AM
شكرا ع الخبر ...

اطياف السراب
20-08-2015, 09:37 PM
شكرا جزيلا لكم جميعا على المرور العطر