المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأَسْئِلَةُ مَفَاتِيْحُ حِوَارَاتِكُمْ مَع أَولادِكُمْ وتَوَجُّهٌ تَرْبُويٌّ نَاجِحٌ



نـــــــقــــــــاء
14-09-2015, 10:43 AM
أتيحوا لأولادِكم ولأحفادكم من بنين وبنات أن يطرحوا عليكم كثيرا من الأسئلة الفكريَّة والاجتماعيَّة التي تدور في أنفسهم وفي أذهانهم، وحفِّزوهم بصورة أكبر على طرح ما يتعلَّقُ منها بعمل العقل، وبتنمية التفكير واتِّجاهاتها، وبميادين الفلسفة والمنطق ومنطلقاتها، وبنظريَّات علم النفس وعلم الاجتماع ودراساتها، وأجيبوا على أسئلتهم بمصداقيَّة وبموضوعيَّة، ولا تستعيبوا ظهوركم أمامهم غير قادرين على إجابات كلِّ تساؤلاتهم، ولكن لا تتركوهم حيارى فأرشدوهم لمصادر معرفتها، أو دلُّوهم على كيفيَّة البحث عنها والوصول إليها، واطلبوا منهم أن يطلعوكم على ما يتوصَّلون إليه، وتحاوروا معهم في ذلك لتتأكَّدوا من تمكُّنهم من منجزاتهم بالبحث والتَّقصِّي ومن سلامة فهم موضوعات أسئلتهم وإدراكها فكريّاً وثقافيّاً، ولتُعطوهم مجالاً للتعلُّم الذاتي وللثقة بالنفس ولتقدير الذات، درِّبوهم على التبصُّر وتشخيص الواقع والظاهرات الاجتماعيَّة والثقافيَّة من حولهم وعلى التحليل والاستنتاج وتوثيق اقتباساتهم الفكريَّة والعلميَّة، وحبِّبوا لهم إعداد البحوث القصيرة وكتابة الخاطرة والمقالة في موضوعات تهمُّهم فتثير فضولهم وتستثير أسئلتهم وحبَّ الاستطلاع لديهم.
بادروا أولادكم وأحفادكم من بنين وبنات بأسئلتكم طارحين أسئلةً حافزةً للتفكير ومحفِّزة للتقصِّي وللبحث، ولْتُوحِ أسئلتكم لهم بما ينقصهم من خلال معرفتكم بهم وبتكوينهم الدراسيِّ والثقافيِّ دون إشعارهم بما ينقصهم دائماً، ليكن ذلك من توجُّهاتكم في تربيتهم تفكيراً وثقافةً، وستسنح لكم الفرص والظروف المناسبة لذلك بجلسات مختصرة أو بوقفات طارئة أثناء مجريات الحياة، ولا تُمْلُوا عليهم توجُّهاتكم وأفكاركم ولكن دعوهم يكتشفوها فيتوجَّهوا إليها قبولاً وقناعة منهم بها، ولا تحدِّثوهم عن تجاربكم ونجاحاتكم تأهيلاً وعملاً وتكويناً ثقافيّاً على أنَّها أفضل جهودكم وأقصى طموحاتكم، ولكلٍّ نجاحاته وإخفاقاته، ولتكن تجاربكم التي تحدِّثونهم عنها ممَّا يعلمونه عنكم أو تستطيعون أن تبرهنوا عليها بوثائقها أو بأدلَّتها حتَّى لا يحسبوها استعراضاً ومجرَّد تجمُّل وادِّعاءات وقتيَّة، ولا تحاولوا تشكيلهم وعياً وفكراً وثقافةً وفق مساراتكم فأنتم جيل وهم جيل ولكلٍّ طموحاته وتطلُّعاته وعصره بمؤثِّراته وعوامله، فالفكر والثقافة متغيِّراتٌ بين الجيلين وبين العصرين أو في معظمها، ولا تسعدوا بأن يكونوا نسخاً منكم، بل أحفزوهم ليحقِّقوا الأفضل وأن يتجاوزوكم نجاحاً وتأهيلاً وثقافة وفكراً وعملاً وتجارب حياتيَّة اجتماعيَّة وتربويَّة؛ فالأب هو من يتمنَّى بأن يكون أبناؤه أفضل منه سيرة علميَّة وعمليَّة، حدِّثوهم عن عقبات ومعوِّقات لاقيتموها فأخَّرت نجاحاتكم أو أضعفتها، وسلوهم كيف يمكنهم تجاوزها لو اعترضت مساراتهم نحو طموحاتهم وتطلُّعاتهم؟!، ثمَّ اكشفوا لهم كيف تجاوزتموها وتلافيتموها إن كنتم تمكَّنتم من ذلك، واجعلوهم يقارنون بين ما طرحوه نظريّاً وبين جهودكم تجاهها.
ليشارك الآباءُ أولادهم وأحفادهم بحسب أعمارهم اهتماماتِهم الثقافيَّة والفكريَّة والاجتماعيَّة، شاركوهم قراءة مقالة أو كتابٍ تختارونهما مرَّة ويختارونهما أخرى، وتحاوروا فيما فيهما من أفكار وتساؤلات وطروحات اجتماعيَّة، وحدِّدوا نقاط توافقاتكم واختلافاتكم معهم دون أن تتنازلوا عن قناعاتكم تشجيعاً ومجاملةً، ودون أن تجدوا في أنفسكم غضاضة من موافقتهم على ما استبانوه حقاً وحقيقة وبأنَّه أسلم ممَّا لديكم رأياً وفكراً، واكتبوا معاً وفي وقت واحد عن فكرة أو موضوع من موضوعات الساحة الفكريَّة في ضوء أسئلة محدَّدة، وليقرأْ كلٌّ منكم ما كتبه ولتتحاوروا فيه ولتعيدوا صياغات كتاباتكم وفق نتائج الحوار وما استجدَّ من أسئلة، ولتحتفظوا بمنجزاتكم ومنجزاتهم فاطِّلاعهم عليها في مرحلة مقبلة بعد أن يكونوا شبُّوا عن الطوق له تأثيرات إيجابيَّة عليهم.
ومن خلال تفاعلكم مع أولادكم وأحفادكم لا تحفِّزوهم دون أن يحقِّقوا نجاحات حقيقيَّة، ولكن لا تثبِّطوهم ولا تحبطوهم بملحوظاتكم كلَّها في آن واحد، فأجِّلوا بعضها مع إشعارهم بالتأجيل وكتابته إن كانت التفاعلات مكتوبة، واهتمُّوا بأحكامهم على الآخرين وعلى مجتمعهم أو على مدارسهم وجامعاتهم، ونبِّهوهم بطرق عمليَّة أو إيحائيَّة إلى عدم الاستعجال بإصدار أحكامهم دون محاكمات عقليَّة لأفكارهم وآرائهم، وإعادة الحوار فيما أصدروا فيه أحكاماً مستعجلة في جلسة الحوار أو فيما بعدها بأيَّام طريقةٌ عمليَّة ليقوِّموا أحكامهم وفق تجليَّات الحوار اللاحق، وليسأل الآباءُ أولادَهم وأحفادَهم بعد كلِّ حوار هل وجدوا إجابات أسئلتهم أم ما زال بعضها قائماً في أذهانهم؟، وما مدى قناعاتهم بما توصَّلوا إليه؟، وهل استجدَّت لديهم أسئلة عن موضوع الحوار؟.
وليتحْ الآباءُ لأولادهم بنين وبنات مشاركتهم الجلسات العائليَّة مع أعمامهم وأخوالهم وأصهارهم بحسب المناسبة وإمكانيَّة مشاركة البنات منذ أن يتقنوا فنَّ الاستماع والحديث، وأن تدار الحوارات في مثل هذه الجلسات بما يتناسب مع اهتماماتهم، ففي ذلك تدريبٌ أوليٌّ على فنون الاستماع والحديث وآدابهما، وتدريب على الثقة بالنفس وتقدير الذات والجرأة الأدبيَّة، وليشارك الأبناءُ آباءهم جلساتهم المنزليَّة مع أصدقائهم وزملائهم ولو جزئيّاً بخاصَّة إذا كانت أحاديثهم جادَّة بعيدة عن المزاح غير المنضبط، فمنع صغار الأبناء حضور مجالس آبائهم عادة اجتماعيَّة سلبيَّة لعلَّها انقرضت مع الوعي المعاصر، وليرافق الأبناء آباءهم إلى بعض جلساتهم الجادَّة خارج منازلهم وإلى صالوناتٍ ثقافيَّة يرتادونها بعد توجيههم إلى ما ينبغي التنبُّه إليه من آداب لتلك المجالس والصالونات، وليحفَّزوهم على حسن الاستماع وعلى المشاركة في الحديث والحوار فيما يتناسب مع مراحلهم العمريَّة، وحين انفضاض السامر وأثناء رحلة العودة للمنازل ليستمع الآباء لأسئلة أبنائهم التي استثارها حضورهم وسماعهم المتحدِّثين والمتحاورين، وليطرحوا عليهم أسئلة استكشافيَّة لمستوى متابعاتهم وباعتبارها تغذية راجعة عن موضوعات الحوارات وأفكارها، وليُشرك الآباءُ أبناءهم جلساتهم المنزليَّة مع أصدقائهم وزائريهم وليرافقوا أبناءهم إلى جلساتهم مع أصدقائهم في منازلهم واستراحاتهم، وعليهم ألاَّ يستأثروا بالحديث وألاَّ يمارسوا أدوار الموجِّهين وألا يطيلوا الجلوس معهم، وألاَّ يلحُّوا بأسئلتهم الاستكشافيَّة، وألاَّ يتحدَّثوا لاحقاً مع أبنائهم عن زملائهم بأحاديث سلبيَّة يمكن تجاوزها وتركها للزمن.
ما طرحتُه أعلاه من توجُّهاتٍ تربويَّة طبَّقتُها فوجدتُ لها آثاراً إيجابيَّة دعتني للكتابة عنها، وأنا لا أدعو القرَّاء الآباء إلى ممارستها وتطبيقها يوميّاً بل ولا بشكلٍ دوريٍّ متقارب زمناً في دورانه، ولكن لتكن توجُّهاتٍ تربويَّة يأخذها الآباء بحسبانهم مساراتٍ يرتِّبون لها بحسب أعمار أولادهم وبحسب ظروفهم كآباء وظروف أولادهم وأحفادهم، وألاَّ يكون ذلك معطِّلاً لنشاطاتهم الدراسيَّة والاجتماعيَّة ولا مفروضاً عليهم فيولِّد مللاً لديهم.

عبد الرحمن الواصل

نورمان
14-09-2015, 10:53 AM
طرح جميل
التحاور والتجاوب مع الابناء له اثار كبيره بحياتهم مستقبلا قد يجد الاباء احيانا صعوبه في الاجابه على اساله ابنائهم وقد يتضايقون وينزعجون لكثرتها واحيانا تفاهتها مما يؤدي الى كبت الاكتشاف والبحث لدى الابناء فيجب اجابه كل تساؤلاتهم والتحاور معهم بكل شفافيه وبساطه لتحفيزهم للحياه واعطائهم دافعا لها من خلال سرد تجاربنا
مقال رائع ومفيد

بقايا طيف
14-09-2015, 10:57 PM
سلمت الآنآمل لهذآ الانتقآء الرآقي
ابدعت في الآختيآر
لاحرمنآ جمآل عطآئك
دمت وسلمت

نـــــــقــــــــاء
18-09-2015, 08:39 AM
طرح جميل
التحاور والتجاوب مع الابناء له اثار كبيره بحياتهم مستقبلا قد يجد الاباء احيانا صعوبه في الاجابه على اساله ابنائهم وقد يتضايقون وينزعجون لكثرتها واحيانا تفاهتها مما يؤدي الى كبت الاكتشاف والبحث لدى الابناء فيجب اجابه كل تساؤلاتهم والتحاور معهم بكل شفافيه وبساطه لتحفيزهم للحياه واعطائهم دافعا لها من خلال سرد تجاربنا
مقال رائع ومفيد

مداخلة رائعة نورمان
تسلمي للمرور

نـــــــقــــــــاء
18-09-2015, 08:39 AM
سلمت الآنآمل لهذآ الانتقآء الرآقي
ابدعت في الآختيآر
لاحرمنآ جمآل عطآئك
دمت وسلمت

رب يسلمك طيف
شكرا للمرور

صدى صوت
19-09-2015, 10:32 AM
جميل جدا .. الاسئلة هي مفاتيح المعرفة .. ليس فقط للابناء انما للطلبة في المدارس والمعاهد والكليات ايضا .. احيانا ااشرح لا يمفي لايصال المعلومه ولكن نترك مساحة للطالب لان يسأل فعنجما يسأل تبقى المعلومه عالقه في ذهنه اكثر من مجرد شرح .
شكرا للطرح المفيد