المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من سلسلة النكاح "أُسُسِ اخْتِيَارِ شَرِيْكِ الحَيَاةِ (1)"



محمد255
20-09-2015, 10:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من سلسلة النكاح
أُسُسِ اخْتِيَارِ شَرِيْكِ الحَيَاةِ (1)
(أُسُسِ اخْتِيَارِ الزَّوْجَةِ)
جاءت روايات عدة عن المصطفى المختار  تبين الأسس المعتبرة شرعا في اختيار الزوجة، فمن تلك الأسسِ الأسسُ الأربعةُ التي نص عليها حديث أبي هريرة عَنِ النَّبِيِّ  حيث قَالَ: "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ"، إضافة إلى أسس واعتبارات أخرى جاءت بها أحاديث أخرى، وذلك كالآتي:
الأَسَاسُ الأَوَّلُ/ المَالُ:
جُبلتِ النفوسُ البشرية والطبائع الإنسانية على حب المال بجميع أشكاله وألوانه؛ وذلك ليس بغريب على تالي الكتاب العزيز؛ يقول تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ، وليس ذلك بمعيب فقد أكد صدقه الخالق  حينما قال مخبرا: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ، وقوله  مخاطبا: وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً.
ومن منطلق هذه الدوافع يرغب بعضُ المُقدمين على الزواج في الاقتران بالمرأة ذات المال؛ لأن المرأة إن كانت ذات بسطة في المال وسخاء في النفس أغنت زوجها عن تحمل كثير من المغارم المترتبة على اقتنائها الكثير من كمالات الحياة.
وإذا تحقَّق مطلب الدِّين في المرأة فلا مانع من أن يجتمع معه المال، مع الأخذ في الاعتبار أن المرأة لها ملكيتها المالية الخاصة والمستقلة فـــلِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ، ولكن لا مانع من أن ينتفع الرجل أو يستمتع بمال امرأته إن طابت بذلك نفسها من غير إكراه ولا استحياء وبقدر ما تأذن به وتسخو عليه فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً.

الأَسَاسُ الثَّانِي/ الحَسَبُ:
الحسب هو الشرف الناتج من النسب الرفيع، ذي الأصل الكريم، وأصل كلمة الحسب مأخوذة من الحساب؛ لأنه كان من عادة العرب في الجاهلية أنهم يفخرون بالآباء والأجداد ويعددون ما لهم من مناقب ويحسبون ما فيهم من محاسن.
وقد جاء الإسلام مقرًّا كل ما يدعو النسل إلى التمسك بالفضائل والترفع عن الرذائل فوصى بحسن الاختيار من جهة الأنساب فقال  - كما في زوائد المسند -: "تَخَيَّرُوا لإِمَامَتِكُمْ، وَتَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ"، وفي رواية ابن ماجه: "تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَانْكِحُوا الأَكْفَاءَ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ".
وما ذلك إلاَّ لأنَّ "العرق دسَّاس" فالأبناء يتأثرون بشرف الآباء لا سيما الأمهات الشريفات اللائي يرضعنهم مكارم الأخلاق ومعالي الصفات، واللائي يربأْن بهم عن دنايا الأمور وسفاسف الأخلاق التي تَشين زينَ النسب وكرمَ المحتدِ الأصيل، وَرُوِيَ أَنَّ أَكْثَمَ بْنَ صَيْفِيٍّ - وهو من حكماء العرب - قَالَ لِوَلَدِهِ موصيًا إياهم: "يَا بَنِيَّ لا يَحْمِلَنَّكُمْ جَمَالُ النِّسَاءِ عَنْ صَرَاحَةِ النَّسَبِ، فَإِنَّ الْمَنَاكِحَ الْكَرِيمَةَ مَدْرَجَةٌ لِلشَّرَفِ".
وَقَالَ أَبُو الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ لِبَنِيهِ: "قَدْ أَحْسَنْت إلَيْكُمْ صِغَارًا وَكِبَارًا وَقَبْلَ أَنْ تُولَدُوا، قَالُوا: وَكَيْفَ أَحْسَنْتَ إلَيْنَا قَبْلَ أَنْ نُولَدَ؟ قَالَ: اخْتَرْتُ لَكُمْ مِنَ الأُمَّهَاتِ مَنْ لا تُسَبُّونَ بِهَا".
تَنْبِيْهٌ: ولا يعني ما تقدم أن حسن النسب مقصور على العرب، ومن عداهم وضيعون من حيث النسب؛ فإن الله تعالى قد خلق الناس شعوبا وقبائل، وفضل بعضهم على بعض بالتقوى، وقد تزوج النبي  صفية بنت حيي بن أخطب الإسرائيلية، وتسرى مارية القبطية، وأولدها ابنَه إبراهيم الذي دمعت عينه وحزن قلبه  لوفاته.

(المصدر/ كتاب المعتمد في فقه النكاح)

(أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)

مع تحيات :
حملة شباب ولاية المضيبي للأعمال الخيرية
شاركنا الأجر وساهم في نشر رسائلنا

ضياء القرآن
22-09-2015, 10:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاك الله خيراً ونفع بك الأمة

بدر الدجى
11-10-2015, 10:10 AM
شكراً لك أخي...بارك الله فيك