المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حلمي اصبح سراب



حنااايا..الروح
06-10-2015, 11:02 AM
حاتم :ـ هل انتهيتِ لنذهب إلى الطبيب ....؟

سحر :ـ لا أيد أن أذهب ، عدى الآن خمس سنوات

ونحن على هذا الحال ، وكل يوم نذهب إلى الطبيب

وكل طبيب يقول نفس كلام الطبيب الآخر

و جميعهم اتفقوا أن الطلاق هو الحل الوحيد للإنجاب

و أنا موافقة لقرارك ، ولكن لا أريد أن أذهب إلى الطبيب ..

حاتم :ـ سحر انسي الطلاق ، فأنا لا أريد الطلاق أريد سحر زوجتي التي تخاف الله

لكن أعدك بأن هذا الطبيب آخر طبيب نذهب إليه

و أنتِ تعلمين أن هذا الموعد ننتظره من شهور ... هيا ياسحر

نأخذ رأي هذا الطبيب و إن كان مشابهاً

لجميع الأطباء لن نعود إليه مره أخرى ..

سحر :ـ إن شاءالله ، سألبس لأذهب معك .


ذهب حاتم وسحر إلى الطبيب

كان أمل حاتم في الله ثم في هذا الطبيب

الذي كان قادماً من دولة أخرى لأن كان السبب بعد الله

في علاج صديقه .

أعطى حاتم الطبيب جميع الفحوصات السابقة لكن الطبيب رفض

و طلب من حاتم أن يبدأ كل الفحوصات من جديد

أرتاح حاتم وسحر كثيراً لهذا الطبيب

و بعد خمسة أشهر بفضل الله صار مالم يكن حاتم وسحر يتوقعانه

حملت سحر وفرح حاتم كثيراً

وطلب الطبيب من سحر الراحة التامة لأن صحتها وتعبها

قد تسبب في إجهاض الجنين ،

نفذت سحر كلام الطبيب ...

عدت الشهور ثقيلة على حاتم وسحر و هما ينتظران ابنهما بفارغ الصبر

و عندما دخلت سحر في الشهر التاسع

كانت تشعر بالآلام و التعب أكثر من الشهور الماضية

وكان حاتم يحرص كثيراً على راحتها .

و عندما كان حاتم في العمل اتصلت سحر عليه تشتكي من آلام بطنها

اتصل حاتم على جاره وطلب منه أن تذهب زوجته

عند سحر حتى يعود من عمله

كان حاتم يشعر بالقلق و استأذن من عمله

و ركب سيارته مسرعاً متجهاً إلى سحر

و في أثناء سيره لم ينتبه للشاحنة كبيرة

التي كانت تقطع الطريق فاصطدم بالشاحنة ......

أزداد ألم سحر و طلبت جارتها من زوجها أن يتصل على حاتم

و يبلغه بأننا سنأخذ زوجته للمستشفى لأنها تلد

و لابد أن تكون تحت رعاية الطبيب

أخذ الجار أبوناصر زوجته و جارتهم للمستشفى

و عندما وصلوا للمستشفى اتصل على حاتم

و لكن رد عليه رجل الإسعاف و أخبره بأن صاحب هذا الجوال

نقلوه للمستشفى بسبب الحادث الذي تعرض له

و سبحان الله كانت الأقدار تجمع بين سحر و حاتم

في نفس المستشفى

سحر في حالة خطيرة لأن ولادتها متعسرة

و حاتم حالته خطيرة بسبب الحادث

و كلاهما لا يعرفان عن الآخر

ظل أبو ناصر مع حاتم وأم ناصر مع سحر

وماهي إلا ساعات حتى يأتي محمد إلى الدنيا

الذي انتظره والده سنين

و في نفس الساعة صعدت روح والده إلى ربها

و لم يراه ...

لم يرى حلمه الذي انتظره من سنين طويلة

احتار أبو ناصر كيف يبلغ أهل حاتم بهذا الخبر

و لم يستطع سوى إبلاغ زوجته

التي حزنت كثيراً على جارتها و تيتم ولدها ...

و عندما فاقت سحر سألت عن زوجها قبل ابنها

و اضطر الطبيب أن يخبرها بالوضع لأن لابد أن يغسل حاتم و يصلى عليه ويدفن

كانت سحر امراءه صابرة فرضيت بقضاء الله وقدره

و ذهبت وسلمت على زوجها ولم تتحدث بأي كلمة

سوى عينيها التي تدمع على فراق قلب أحبها بكل صدق

خرجت من المستشفى وهي تحمل محمد ابنها

الذي حلمت هي وزوجها بأن يكون معهم

تذكرت الأدوية و العلاج و صبر زوجها عليها لقد كانت في نعمة

سحر :ـ يارب لك الحمد أخذت زوجي ورزقتني بمحمد

هو ابني و سندي سأسعى بكل ما بوسعي لأربيه أحسن تربية

سأجعله طبيباً بإذن الله كما كان يتمنى حاتم

كان الحمل ثقيل على سحر و لكن سخر الله لها في قلب جيرانها

الذين لم يتركوها و حيدة أبداً

مرت الأيام و السنين و كبرت سحرفي السن وكبر محمد

و تخرج من الجامعة و أصبح طبيباً ناجحاً باراً بوالدته

التي تعبت من أجله و ضحت الكثير من أجل رعايته وتربيته

قرر محمد أن يتزوج طبيبة تعمل معه في نفس المكان

وافقت والدته وخطبتها وكانت فرحة جداً

وافقت الطبيبة أحلام بالزواج من محمد

لما عرفته من شخصيته و إلتزامه و أدبه

و لكن بعد الملكة و تعرفها على محمد أكثر

عرفت أنه لم يعرف أي بنت في هذه الحياة سوى والدته

فغارت منها كثيراً

و قررت أن تعمل المستحيل لتفرق بينهما ليكون الحب لها وحدها


و في يوم من الأيام كانت أحلام مع محمد في السيارة

ذاهبان إلى المطعم و استأذن منها محمد قليلاً ليذهب ليسلم على والدته

ثم يذهب إلى المطعم

تفاجأت أحلام من المكان الذي يسكن فيه الدكتور محمد

فهو مكان شعبي

و تذكرت أنها أتت مره لتعالج امراءه مسنة هنا

و عندما عاد أخبرته أحلام أنها زارت هذا المكان من قبل

و نفس هذه العمارة فهي تعالج امراءه مسنة في الدور الثالث

تسمى أم ناصر فأخبرها محمد بأن هذه جارتهم منذ القدم

لكن أحلام صدمته بخبر لم يكن محمد يتوقع أن يسمعه في يوم من الأيام

أخبرته أحلام أن الجارة التي تسكن أمامها دائماً يأتي إليها رجل

و يتحدث معها

محمد أخبرها أن الشقة التي أمام أبو ناصر هو منزله

ولكن هي أكدت أن الرجل دائماً تشاهده

بدأ يدخل القلق و الشك في قلب محمد

من هذا الرجل الذي يأتي عند والدته ؟؟

مرت الأيام ومحمد محتار هل يواجه والدته أم يترك الأيام هي التي تكشف نفسها

شعر محمد بالتعب من التفكير

ترك عمله وتوجه إلى منزله فرأى ما سمع

رجلاً يقف أمام الباب و يتحدث مع والدته و والدته تلبس فقط حجابها

و لم تستر حتى وجهها أو جسمها

صعد الدرج و وقف يشاهد المنظر و عينه تدمع

و تجرأ وقرب إلى والدته وصفق بحرارة

دخلت والدته مسرعة ودخل خلفها

محمد :ـ أنتِ أمي قدوتي بعد هذا العمر أراكِ مع رجل غريب تتحدثين معه

و لا تسترين نفسك

أنتِ خاينة خاينة

حاولت سحر أن تدافع عن نفسها

لكن محمد لم يعطيها فرصة أن تتحدث

قرر محمد أن يترك المنزل ، ترجته سحر لكن رفض

و طلب منها أن لا تتصل أو تسأل عنه ...

ظل قلب سحر محروق على ابنها و قسوته عليها

بدأت في الاتصال عليه لكن وجدته غير رقمه

طلبت من جارها أبو ناصر أن يذهب إلى مكان عمله

لكن وجده نقل من عمله

أغلقت الأبواب في وجه سحر

رحل ابنها الذي وضعت حلمها فيه

رحل ابنها سندها و لن يعود مره أخرى

تدهورت حالتها الصحية

و تألمت أكثر على الفراق و لم يقف بجانبها سوى جارتها أم ناصر


علمت سحر من بعض جاراتها أن محمد زواجه غداً

انصدمت صدمة كبيرة

لأن محمد باعها في أول منعطف في حياته

دون أن يعطيها فرصة أن تدافع عن نفسها

اليوم الزواج كانت تصلي وتدعي ربها

و بعد أن انتهت

طلبت منها أم ناصر أن تذهب إلى زواج ابنها

لكن سحر رفضت وبشدة

وقالت لها :ـ

كيف أذهب إلى الزواج وهو لم يخبرني بزواجه

وببكاء شديد قالت :ـ ليته يعلم كم تعبت أنا و والده لننجبه

كم تعبت وقت ولادتي

و أنا اتحمل فراق زوجي مع ألم ولادتي

تعبت وربيت وعانيت الكثير لأربيه

و أعلمه و في النهاية يبيعني عندما يكبر

و أنا في أمس الحاجة له ، هو الحلم الذي انتظرته سنين

و أصبح الآن سراب

رحل محمد و هو على قيد الحياة

و اتهمني بتهمة كبيرة لم أفعلها

بكيت كثيراً ثم نامت

طلبت أم ناصر من زوجها أن تظل معها لأنها بحاجة لشخص يقف بجانبها

انتهت مراسم الزواج و ذهب محمد لحياته الجديدة تاركاً خلفه جنته

أما سحر كانت نائمة حزينة وعينها لم تجف من الدموع

استيقظت أم ناصر وشاهدت سحر لم تستيقظ على الصلاة

فنادتها و لكن لم ترد ...........

لقد ماتت سحر و رحلت بعد أن انحرق قلبها على ابنها

الذي انتظرته سنين ليعوضها عن كل ألمها

وجدت أم ناصر تحت مخدة سحر وصيتها

( إن انتقلت لرحمة ربي ابني محمد لا يأتي يسلم علي

و لا يكفني و لا يصلى علي )

نفذت أم ناصر الوصية وهي تبكي

و غسلتها و كفنتها وانتظروا لصلاة الظهر ليصلوا عليها

في هذه الأثناء استيقظ محمد و شعر برغبة لرؤية والدته

فذهب إليها

و عندما وصل خرج من سيارته وشاهد جنازة يتبعها كل الرجال

و لم يجد أحد يسأل من المتوفي

ثم شاهد طفلاً صغيراً

أخبره الطفل أم محمد هي التي توفت

صرخ محمد لأنه لم يكن يتوقع أن يحدث هذا الأمر

و جري خلف الجنازة وكل ما أقترب إليها كانت تبعد

فركب سيارته و إلى أن بحث في أي طريق ساروا

وجد أن التراب غطى والدته

أقترب من المقبرة و هو يشعر بأن حياته انتهت

جلس على ركبتيه و رأسه على التراب وهو يصرخ

كطفل صغير

طب منها أن تعود لتسامحه و أن تعود ليقبلها

موقف أثار حزن الجميع لكنها وصية الأم أن لا يراها

أخذه أبو ناصر في حضنه وظل يبكي كثيراً

و إن بكي لنهاية عمره لن يسعد طالما والدته غاضبه عليه

مع الأيام جلس محمد مع أبو ناصر و عرف من هو الرجل

و هنا كانت الصدمة لمحمد

أخبره أبو ناصر أن الرجل هو ضرير و فقير لا يعمل

و سحر كانت تعطيه من راتب زوجها

المصروف الذي تصرفه على نفسها

ليبارك الله لها في المال لتستطيع أن تربيك

و لم تصل لهذا المستوى بعد الله إلا بعد والدتك

و أعمال الخير التي تعملها في الخفية ......


همسة /

اسمع ما يقال عن كل الناس إلا الأم لا تسمع عنها أي شيء

حتى إن كان صحيحاً ، لأن هناك أشخاص

لا يحبون أن يروا السعادة بين الأم وأبناءها

فلا تفتح لهم الطريق ، و أغلق كل الطرق التي يمكن

أن تغضب والدتك لأنها جنة الدنيا و الآخرة

قائد الغزلان
06-10-2015, 07:11 PM
مساء ورد اريج
جميل جدا حنايا
بارك الله فيك

حمد نجد
06-10-2015, 11:07 PM
قصة رائعة ابكتني بفصولها .. قصة فيها الكثييير الكثييير من العبر ..لقد استنتجت منها ان الانسان يجب ان لاييأس بل يحاول حتى لو فشل مرة ومرتين وثلاث . استنتجت منها انه يجب ان لا تسيء الظن بأحد حتى تجزم بما ظننت به . ماذا كان يضر محمد لو استمع الى والدته واستوضح منها من يكون ذلك الرجل . يجب ان تسمع ثم تحكم .
شكرا لك على ذلك النقل الرائع والمجهود المميز

نوارة الكون
07-10-2015, 08:23 AM
سلمت يمناج غاليتي
انتقاء جميل وتواجد اجمل
دمتي في حفظ الرحمن ورعايته

رايق البال
07-10-2015, 08:33 AM
هلا فيك حنايا ..
قصه جدا رائعه ومعبره كما تعودنا منك
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
طابت لياليك ..

حنااايا..الروح
07-10-2015, 08:47 AM
مساء ورد اريج
جميل جدا حنايا
بارك الله فيك
يسعد صباحك
شكرا لك على المرور
تقبلي تحياتي

حنااايا..الروح
07-10-2015, 08:49 AM
قصة رائعة ابكتني بفصولها .. قصة فيها الكثييير الكثييير من العبر ..لقد استنتجت منها ان الانسان يجب ان لاييأس بل يحاول حتى لو فشل مرة ومرتين وثلاث . استنتجت منها انه يجب ان لا تسيء الظن بأحد حتى تجزم بما ظننت به . ماذا كان يضر محمد لو استمع الى والدته واستوضح منها من يكون ذلك الرجل . يجب ان تسمع ثم تحكم .
شكرا لك على ذلك النقل الرائع والمجهود المميز
أستاذ حمد أشكر مرورك الندي**اسعدتني أطلالتك على صفحتي
كل الشكر والتقدير لك على المرور

حنااايا..الروح
07-10-2015, 08:50 AM
سلمت يمناج غاليتي
انتقاء جميل وتواجد اجمل
دمتي في حفظ الرحمن ورعايته

هلا فيك نوارة كل الشكر لك على المرور
ربي يسعدك

حنااايا..الروح
07-10-2015, 08:51 AM
هلا فيك حنايا ..
قصه جدا رائعه ومعبره كما تعودنا منك
الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
طابت لياليك ..

هلا فيك أستاذنا
اشكر مرورك العطر
الله يعطيك العافية

نديم الماضي
09-10-2015, 04:59 PM
قصه جميله
واصلي اختي الكريمه يعطيك العافيه

القيصـــــر
11-10-2015, 11:51 AM
قصه مؤلمه معبره
كل الشكر لك على الإنتقاء الجميل ،،