تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قضايا عالمية – الحكمة العمانية المعتدلة



عبدالرحمن الهطالي
06-10-2015, 12:30 PM
قضايا عالمية – الحكمة العمانية المعتدلة

ناصر أبو عون –

لقد أصبح العالم من أقصاه إلى أقصاه الآن مؤمنًا بدور سلطنة عُمان في الساحة الدولية وعلى صعيد التقارب الثقافي بين الشعوب، والمساهمة في دعم السلام العالمي، والدفاع عن قضايا الشعوب، ولعب دور فاعل في تبريد المناطق الساخنة حول العالم، وإنَّ المتابع لدور عُمان عبر قنواتها الدبلوماسية، وعلاقاتها الاستراتيجية إقليميا وعالميا في مختلف القضايا وعلى الأصعدة كافة يمكنه التعرف على مكامن القوة الدبلوماسية للسلطنة في محيطها الإقليمي وعلاقاتها الدولية، ولكن ما مغزى أن تملك السلطنة مقومات القبول مع الآخر؟ وما الأعمال المخططة التي تشتمل عليها؟
إنَّ (القوة الناعمة) في الاصطلاح السياسي سجال عقلي وقيمي يهدف إلى التأثير على الرأي العام في داخل الدولة وخارجها، وهي مصطلح سياسي حديث العهد، إلا أنّ الفلاسفة والسياسيين القدماء تناولوه بتعابير متعددة من أهمها: (التأثير والإقناع والثقافة والنموذج) ويرى ميشيل فوكو، (أن القوة الناعمة تتضمن إجباراً وإلزاماً غير مباشرين، وتعتمد في ظهورها على القوة الخشنة أو الصلدة. وتقوم بأعمال تعجز القوة الصلدة عن القيام بها).
وأمام هذا الفيض من المخاطر التي تواجهها الأمة العربية والسلطنة جزء أصيل من هذا المكوِّن (الجغرافي والعقائدي والاقتصادي)؛ ونتيجة الأزمات التي تولّدها النيوليبرالية – ولا سيما بعد محاولة فصل السياسة عن الاقتصاد وما ترتب عليه من تسارع متضمنات السوق وآلياته في اتجاه تزايد معدل نمو رأس المال وتراكمه بعيدا عن سياسات الرفاهية الاجتماعية – بدأت السلطنة مطلع السبعينات من القرن العشرين وبقيادة حضرة صاحب الجلالة حفظه الله ، الاتجاه نحو خيار واحد هو (مشروع نهضوي جديد) يعتمد على (القوة الناعمة).
ويصبح السؤال الأكثر إلحاحا ما ملامح مشروع القوة الناعمة العُمانية؟ وما هي محتوياته، وآلياته والنتائج المتوقعة منه؟ وقبل الإجابة على السؤال تفصيليا فإن الحالة السياسية الراهنة التي يعيشها العالم العربي استوجبت من السلطنة الانطلاق من قاعدة معرفية إنسانية وعلمية وتكنولوجية راسخة تتيح لها – طبقا لماكهايل (McHale) – قدرة هائلة «لاختيار مستقبلها الجماعي والفردي» ومن ثَمَّ بناء قوة ناعمة عمانية تقوم على أربعة موارد: (ثقافتها: (اللغة العربية، الأدب العُماني المعاصر والقديم، التراث الشعبي، نبذ الطائفية وإقرار التسامح الديني كمبدأ وطني)، (قيمها السياسية: (إقرار مبدأ الشورى، الانتخابات، بناء دولة المؤسسات، تمكين المرأة، تطبيق مبدأ سيادة القانون، المجتمع المدني)، (سلطة تستطيع تنفيذ الأحكام، وهذا ممكن أيضا لأن من سيملك السلطة هي قوة مشتركة مكونة من كل الجسم الاجتماعي)، (سياساتها الخارجية: (تحتفظ السلطنة بعلاقات صداقة مع دول العالم كافة، وبرؤية حيادية على المستوى الدولي، بعيدا عن المهاترات السياسية والصراعات والتكتلات وتتحلى عُمان بسلطة أخلاقية).
أمّا عن أنماط القوة الناعمة العُمانية التي أمكننا رصدها عبر العديد من المواقف العمانية في كثير من القضايا العالمية والإقليمية فهي تتوزّع على ثلاثة أنماط: (نمط الجاذبية Attraction)، ويشير إلي جذب الانتباه بطريقة إيجابية مثل (العلاقات العُمانية الإيرانية)، أما النمط الثاني فيتمثل في (الإقناع Persuasion)، ويستخدم للتأثير في معتقدات الآخرين وردود أفعالهم، مثل العلاقات (العُمانية الأمريكية) وقوة الإقناع لدى السلطنة توفرت لأن للسلطنة (شرعية)، و(أهدافها واضحة)، و(القيادة العُمانية ممثلة في حضرة صاحب الجلالة تمتلك شخصية كاريزمية).
وأخيرا النمط الثالث ويسمى في الاصطلاح بـ(جدول أعمال Agenda Setting) متمثل في (خطة السلطنة الخمسية) موازٍ لأولويات الدول الأخرى، بما يخدم أو يتفق مع أولويات السلطنة.
كما يمكننا اكتشاف الأهداف الاستراتيجية للقوة الناعمة العُمانية، وهي غير مدونة أو مكتوبة ولكنها تستبين للدارس من مواقف السلطنة في العديد من القضايا الدولية ويمكن إيجازها في نقاط خمس هي: (تنشيط العلاقات (التاريخية/ الأبوية) للسلطنة في الدول التي كانت خاضعة للإمبراطورية العُمانية قديما في منطقة الخليج العربي وشرق إفريقيا والدول المطلة على المحيط الهندي وبحر عُمان)، (التأكيد على استمرار السلطنة في انتهاج سياسة خارجية قائمة على (التوازن والاعتدال) في العلاقات الدولية، من أجل حماية مصالحها في العالم)، (استخدام (الدراسات المستقبلية) و(علاقات الصداقة)، و(التقارير الاستخبارية)، و(السبل الوقائية) في التعامل مع المشكلات المتوقعة قبل حصولها) مع (التأكيد على فكرة أن (أساليب الحروب التقليدية) لم تعد كافية، وأنه لابد من استخدام (منظومة القوة الناعمة) بديلا عن منظومة المواجهة بين الجيوش التقليدية)، إضافةً إلى التحديد الواضح للتحديات والمخاطر التي تتهدد السلطنة، كالإرهاب، والتهديدات الاقتصادية، والمشكلات الصحية والبيئية).

سجن مؤبد
06-10-2015, 12:43 PM
السلام عليكم..

قد يفسر الواقع العُماني الداخلي الدقيق ذلك الانغلاق الذي يؤخذ على السلطنة ولكنه انغلاق جدير بالتوقف عنده إذ ينطوي على حذر وتحفظ من الذهاب بعيداً عن الحدود والسقوط في حقول ألغام الدول العربية، لذا رأينا الانكفاء العُماني عن التدخل في كثير من الأزمات من كامب ديفيد المصرية إلى تجنب الحرب الايرانية العراقية وصولاً إلى تجنب تعقيدات الأزمة السورية. و عن أزمة النووي الإيراني التي ساهمت السلطنة به الى توافق ايراني امريكي و جنب العالم حربا نووية ، و ايضا السلطان بحكمته جنب البلد للدخول في مستنقع عاصفة الحزم التي تشن بها السعودية و حلفاؤها حربا خاسرة ضد يمن التاريخ .

فعمان دائما بحكمة سلطانها و قيادتها الواعية لما حولها و حول كل دولة شقيقة و صديقة تحاول ان تقوم بحل الخلافات بحوارات و مفاوضات بعيدا عن سيناريوهات العنف و التحريض السياسي و الاعلامي .

حمد نجد
10-10-2015, 11:08 AM
السلطان قابوس حفظه الله انا اسميه حكيم الحكام .. اذ نأى بوطنه عن التجاذبات السياسية والتقلبات التي تعصف بالعالم حوله ووقف على مسافة واحدة من الجميع مما أكسبه احترام العالم

أفتخر عمانيه
10-10-2015, 05:16 PM
الله يحفظ قائدنا

قائد الحكمة والسلام


شكرا على الموضوع


تحياتي لكم

shaker
10-10-2015, 09:08 PM
(( وما بكم من نعمة فمن الله )) صدق الله العظيم
نسأله جل جلاله أن يطعمنا من جوع وأن يآمنا من خوف" ونسأله أن يحفظ أوطاننا وسلطاننا
تقديري