المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [مكتبــــة] سبلة القصص والروايات ( للنصوص المميزه ) نتاج فكري + منقول



رايق البال
12-09-2014, 02:35 AM
​​​يسعد مساكم / صباحكم


هلا بالجميع ...

الف شكر ولاتكفي لكل الأخوه والاخوات على التفاعل الرائع مع الموضوع الذي طرحته منذ فتره بسيطه ( عزيزي الإداري والعضو .. نرحب بمقترحك هنا ) والذي تم تثبيته بسبلات الرواق الاربع ..
1- سبلة كتاب الشعر
(http://omaniaa.co/forumdisplay.php?41-%D3%C8%E1%C9-%DF%CA%C7%C8-%C7%E1%D4%DA%D1)






2 - سبلة كتاب الخواطر
(http://omaniaa.co/forumdisplay.php?42-%D3%C8%E1%C9-%DF%CA%C7%C8-%C7%E1%CE%E6%C7%D8%D1)







3 - سبلة الشعر والخواطر المنقوله
(http://omaniaa.co/forumdisplay.php?40-%D3%C8%E1%C9-%C7%E1%D4%DA%D1-%E6%C7%E1%CE%E6%C7%D8%D1-%C7%E1%E3%E4%DE%E6%E1%C9)






4 - سبلة القصص والروايات
(http://omaniaa.co/forumdisplay.php?43-%D3%C8%E1%C9-%C7%E1%DE%D5%D5-%E6%C7%E1%D1%E6%C7%ED%C7%CA)






بأمانه شديده سعدنا جدا بالإقتراحات الرائعه التي قام الأعضاء والعضوات بتقديمها في شراكة رائعه وتلاحم اروع بين الإداره والأعضاء من منطلق اننا اسره واحده ...
العديد من الإقتراحات الرائعه طرحت والتي البعض منها سيتم تنفيذها من خلال ادارة الرواق اما مايحتاج منها لقرار معين نظرا لتطلبّها توافر عناصر معينه سيتم رفعها لقيادات الإداره العليا والتي لن تدخر وسعا في تنفيذها متى ماسمحت الظروف والإمكانيات بذلك ...
اليوم سوف نبدأ في تحقيق احد اهم الإقتراحات وهو افتتاح مكتبة للنصوص المميزه وسوف يتم تثبيت هذا الموضوع بسبلات الرواق لتكون هذه المكتبه مرجع للنصوص المميزه لجميع مرتادي هذا المنتدى الرائع بشكل عام والرواق بشكل خاص سواء كانت نتاج فكري كالتي ستكون في سبلة كتاب الخواطر وسبلة كتاب الشعر او ذائقه راقيه من العضو كالتي ستكون في سبلة الشعر والخواطر المنقوله وسبلة القصص والروايات ..
سيكون الوضع كالتالي في كل سبلات الرواق بالنسبه لهذا الموضوع :
1 - اغلاق هذا الموضوع من بداية نزوله وفتحه فقط في حالة اضافة نص به من قبل الطاقم المختص .
2 - اختيار النص المميز من قبل الطاقم واضافته بالمكتبه ( النص + رابط الموضوع ) .
3 - التواصل مع العضو لكتابة كلمه بهذه المناسبه .
4 - اغلاق المكتبه وفتحها متى ماتوفر النص المميز بنفس ماذكرت اعلاه من توضيح .
5 - على الأخوه والأخوات من طاقم الرواق اتخاذ مايلزم كلا حسب السبله الخاصه به .
للجميع مني ومن كل طاقم الرواق اجمل المنى وعظيم الحب والتقدير .. كل الود لكم مني
اخوكم / رايق البال

قائد الغزلان
18-09-2014, 08:57 AM
القصة (1)
قصة بعنوان:.بالحب نربي أبنائنا♡
للمتذوقة:.هدوء المطر

رابط القصة:.

http://omaniaa.co/showthread.php?t=2734



تأثير قلم رصاص في مسقبل طفلين:

الأول:اصبح سارقاً
اما الثاني: فأصبح مسؤل اكبر جمعية خيرية في مدينته

1- كنت ذات يوم جالسا في مكتب المحامين، وهناك تعرفت على رجل مسجل انه شقي خطر سرقات (حرامي كبير)، وله قضية عند هذا المحامي، فسألت الرجل: كيف اصبحت ما انت عليه?(اقصد حراميا.. لكنني احترمت الرجل)
فقال مبتسما: امي هي السبب، فقلت:وكيف ذلك? فازدادت ابتسامته وقال:
كنت في الصف الرابع الابتدائي وذات يوم رجعت من المدرسة وقد ضاع قلمي الرصاص، وعندما علمت امي بالخبر ضربتني بانتقام وشتمتني بابشع الشتائم ووصفتتي بالعبط، وعدم تحمل المسؤولية وغيرها، ونتيجة لقسوة امي الزائذة عن الحد قررت الا اعود لأمي فارغ اليدين، لقد قررت ان اسرق اقلام زملائي، وفي اليوم التالي نفذت الخطة ولم اكتفِ بسرقة قلم او قلمين، بل سرقت جميع زملائي في الفصل، في بادئ الامر كنت اسرق خائفا، وشيئا فشيئا تشجعت ولم يعد للخوف في قلبي مكان، واستخدمت في ذلك حيلا كثيرة، ومن الطرائف انني كنت اسرق الاقلام من زملائي وأبيعها لهم، وبعد شهر كامل من سرقة زملائي في الفصل لم يعد للأمر تلك اللذة الأولى، قررت ان انطلق نحو الفصول المجاورة، ومن فصل الى اخر انتهى بي المطاف في حجرة مدير المدرسة لأسرقها، وذلك العام كان عام التدريب الميداني، تعلمت فيه السرقة نظريا وعمليا، ثم انطلقت بعد ذلك وصرت محترفا.

2- عندما كان ابني في الصف الثاني الابتدائي رجع يوما من المدرسة وقد ضاع قلمه الرصاص، فقلت له: وماذا فعلت? قال:اخذت قلما من زميلي، فقلت له: تصرف جيد، ولكن ماذا كسب زميلك عندما اعطاك قلما لتكتب به? هل اخذ منك طعاما او شرابا او مالا? قال ابني: لا، لم يفعل، فقلت له: اذا لقد ربح منك الكثير من الحسنات، يابني، لماذا يكون هو اذكى منك? لماذا لا تكسب انت الحسنات? قال: وكيف ذلك? فقلت:سنشتري لك قلمين: قلما تكتب به والقلم الاخر نسميه ((قلم الحسنات))، وهذا لأنك ستعطيها من نسي قلمه او ضاع منه، طبعا ستعطيه له ثم تأخذه بعدما تنتهي الحصة، وكم فرح ابني بتلك الفكرة، وزادت سعادته بعدما طبقها عمليا، لدرجة انه اصبح يحمل في حقيبته قلما يكتب به وستة اقلام للحسنات، والعجيب في الامر ان ابني هذا كان يكره المدرسة، ومستواه الدراسي ضعيف، وبعد ان جربت معه الفكرة فوجئت بانه بدأ يحب المدرسة، وهذا لأنه أصبح نجم الفصل في شيء ما، فكل المعلمين أبحوا يعرفونه، وزملاؤه يقصدونه في الأزمات، كل واحدٍ قلمه ضائع يأخذ منه واحدا، وكل معلم يكتشف ان احدهم لا يكتب، لأن قلمه ليس معه فيقول: اين فلان صاحب الاقلام الاحتياطية? ونتيجة لان ابني احب الدراسة بدأ مستواه الدراسي يتحسن شيئا فشيئا، والعجيب انه اليوم قد تخرج من الجامعة وتزوج ورزقه الله بالاولاد، ولم ينس يوما قلم الحسنات، لدرجة انه اليوم مسؤول عن اكبر جمعية خيرية في مدينتنا.

فلنحذر في تربيتنا لابنائنا ولنعاملهم بالرحمة ولنحول المواقف السلبية الى موقف تربوي ثمين

من كتاب: بالحب نربي ابناءنا
د. عبدالله محمد عبدالمعطي
مما أعجبني

تباشيرالأمل
18-09-2014, 10:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصة وسيلة لتعليم والتوعيه
واسلوب قرائني
نستفيد منها ونرويها للغيرنا لأخذالعبره
اشكرلله ثم لكاتبها على مااقدم
وأشكرقسم القصص والروايات على اختيارهم لها ضمن المكتبه
أسال الله أن ينفع بها من يقرائها
شكرالكم بمداد من الود والتقدير

نوارة الكون
18-09-2014, 10:45 AM
القصه الثانيه بعنوان

ذاكـــرة السقـــوط
للعضو المتميز
alhaer92809
على الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=731


رواية بقلمي: ذاكـــرة السقـــوط

http://im61.gulfup.com/oaUeAr.jpg

اسامه وحسام وسارة اخوة من أسرة عربية كل واحد منهم حصل على بعثة حكومية، لا يملكون سوى بيت متواضع، اسرتهم مكونه من أبيهم المقعد على كرسيه المتحرك واخيهم هيثم ذو السادسة عشر من عمره وأختهم آخر العنقود هند ذو العشر سنوات.
هيثم كان شديد الحرص على الأهتمام بأبيه وأخته, كثير الصمت دائم الأنطواء على نفسه، لا يحب الخروج كثيرا من بيته، لم يكن راضيا عن سفر أخوته الى الولايات المتحدة، تاركين أباهم دون رعاية أو مال يقضي به حاجة البيت، فأبيهم يحتاج الى المال الكثير لعلاج عموده الفقري نتيجة حادث السير الذي تعرض له، كما أن اختهم الصغيرة بحاجة الى رعاية خاصة بعد وفاة أمهم، فهي دائمة السؤال عن امها، لا يكفيهم ذلك المال الذي يأخذونه من تقاعد أبيهم فهو بالكاد يلبي حاجة طعامهم.
حكايات الأيام تربط بينهم في أراضي الولايات المتحدة حيث نجد أنفسنا مع اسامه وتارة مع سارة وتارة اخرى مع حسام لتتشكل معالم ذاكرة جديدة نسقط بها في مكان وزمان مختلف، لن نتوغل في تفاصيل حياتهم بعمق ولكن سنكتب قدر ما نستطيع مشاهدته أما الباقي فلابد لكم ان تتخيلوا كيف سيكون السيناريو المحتمل.

الاسم: اسامه
العمر: 22
المكان: كالفورنيا, لوس أنجلس_East Los Angles

الاسم: سارة
العمر: 21
المكان: كالفورنيا, لوس أنجلس_ El Monte

الاسم: حسام
العمر: 23
المكان: نيفادا, لاس فيجاس_Las Vegas

alhaer92809
18-09-2014, 11:54 AM
أشكركم كل الشكر بدأ من الأدارة المكونة من ( رايق البال؛ قائد الغزلان؛ نوارة الكون؛ عابر سبيل) والأعضاء المتميزين والزوار ♡~`

سأبذل مزيداً من الجهد والعطاء من أجل أن أنال شرف إعجابكم لفصول الرواية♧~`

و القادم أجمل بأذن الله؛ دمتم في حفظ الرحمن ♡~`

قائد الغزلان
19-09-2014, 01:59 PM
القصة (3)
بعنوان:.حكاية المنديل السحري

للمتذوقة:.عطر الاحساس

رابط القصة:.

http://omaniaa.co/showthread.php?t=3374

حكاية المنديل السحري
كان يا مكان...
فلاَّح ميسور يعيش في حقله مع زوجته وأولاده الخمسة. وذات موسم انحبس المطر فحزن الفلاَّح،
وكان قد بذر الحب، فتوجَّه إلى حقله العطشان، ناظراً إلى الغيم، منشداً:
تعال يا مطر تعالْ
كي تكبر البذورْ
ونقطفَ الغلالْ
تعال لتضحكَ الحقولْ
وننشدَ الموّالْ
مضت الغيوم.. غير آبهة بنداء الفلاّح، فزاد حزنه، واعتكف في بيته مهموماً حزيناً.
اقتربت منه زوجته مواسية:
-صلِّ على النَّبي يا رجل، هوّن عليك، مالك تصنع من الحبّة قبّة؟
-دعيني يا أمّ العيال –الله يرضى عليكِ- ولا تزيدي همّي.
-طيّب.. إلى متى ستبقى جالساً هكذا، تسند الحيطان، قم.. اخرج، اسعَ في مناكبها.
-أسعى!؟ ألا ترين أنّ الأرض قد تشقّقت لكثرة العطش، والحَبَّ الذي بذرته أكلته العصافير،
دعيني بالله عليكِ فأنا لم أعد أحتمل.
-لكنّك إذا بقيت جالساً فسنموت جوعاً، لم يبقَ لدينا حفنة طحين، قم.. واقصد الكريم، فبلاد الله واسعة.
اقتنع الرّجل بكلام زوجته، فحمل زاده، وودّع أهله، ثمّ مضى.
كانت هذه الرّحلة هي الأولى لـه، لذا كابد مشقات وأهوالاً، فأحياناً يظهر لـه وحش فيهجم عليه بعصاه الغليظة
ويطرحه أرضاً، وأحياناً يعترضه جبل عال فيصعده، وهكذا..
إلى أن وصل إلى قصر فخم تحيط به الأشجار وتعرّش على جدرانه الورود.
وما إن اقترب الفلاَّح من باب القصر، حتّى صاح به الحارس:
-هيه.. أنت، إلى أين؟
-أريد أن أجتمع بصاحب القصر.
-ماذا..؟! تريد أن تجتمع بالسلطان؟
وسمع السلطان الجالس على الشرفة حوارهما، فأشار للحارس أن يُدخل الرجل، وفور مثوله أمامه قال:
-السَّلام على جناب السّلطان.
-وعليك السلام.. ماذا تريد؟
-أريد أن أعمل.
-وما هي مهنتك؟
-فلاَّح.. أفهم بالزراعة. ثمّ سرد له قصّته.
-إيه.. طيّب، اسمع ما سأقوله، أمّا العمل بالزراعة فهذا مالا أحتاجه، عندي مزارعون،
لكن إذا رغبت في تكسير الصخور، فلا مانع، الأرض مليئة بالصّخور، وأنا أفكر باقتلاعها والاستفادة من مكانها.
-موافق.
-إذاً اتفقنا على الأمر الأوّل، بقي الأمر الثاني.
-ما هو؟
-الأجر، أنا أدفع للعامل ديناراً ذهبياً كل أسبوع، فهل يوافقك هذا المبلغ؟
-حكّ الفلاّح رأسه مفكراً، قال:
-عندي اقتراح، ما رأيك أن تزن لي هذا المنديل في نهاية الأسبوع، وتعطيني وزنه ذهباً.
وأخرج الفلاّح من جيبه منديلاً صغيراً مطرزاً بخيوط خضراء.
وفور مشاهدة السلطان المنديل، شرع يضحك، حتّى كاد ينقلب من فوق كرسيّه الوثير. ثمّ قال:
-منـ.. منديل، يا لك من رجل أبله، وكم سيبلغ وزن هذه الخرقة؟
أكيد أنّ وزنها لن يتجاوز وزن قرش من الفضّة، ها.. ها.. ها.. أحمق.. مؤكد أنك أحمق.
بلع الفلاّح ريقه وقال:
-يا سيّدي ما دام الرّبح سيكون في صالحك فلا تمانع، أنا موافق.. حتّى لو كان وزنه وزنَ نصف قرش.
لمس السّلطان جدّية كلام الفلاّح، فاستوى في جلسته، وقال:
-توكَّلنا على الله، هاك المطرقة، وتلك الصّخور، شمّر عن زنديك وابدأ العمل، وبعد أسبوع لكل حادث حديث.
أمسك الفلاّح الفأس بزندين فولاذيين، مشى باتجاه الصّخور بخطا واثقة. نظر إليها نظرة المتحدِّي.
ثمّ.. وببسالة الباشق هوى عليها بمطرقته فتفتّتت تحت تأثير ضرباته العنيفة، متحوّلة إلى حجارة صغيرة،
وكلّما نزَّ من جبينه عرق الجهد والتعب، أخرج منديله الصّغير.. ومسحه.
عَمِلَ الفلاّح بجدّ وتفانٍ، حتّى إنّه في تمام الأسبوع أتى على آخر صخرة،
صحيح أنّ العرق تصبّب من جبينه كحبّات المطر، لكن ذلك لم يمنعه من المثابرة والعمل.
انقضى أسبوع العمل، وحان موعد الحساب.
-عافاك الله أيُّها الفلاّح، لقد عملت بإخلاص، هاتِ منديلك كي أزنه لك.
ناولـه الفلاّح منديله الرّطب، وضعه في كفّة، ووضع قرشاً فضيَّاً في الكفّة الأخرى،
فرجحت كفّة المنديل. أمسك السلطان عدّة قروش، وأضافها، فبقيت كفّة المنديل راجحة.
امتعض ، أزاح القروش الفضيّة، ووضع ديناراً ذهبياً فبقيت النتيجة كما هي.
احتار ، طلب من الحاجب منديلاً، غمسه في الماء ووضعه مكان منديل الفلاّح،
فرجحت كفّة الدّينار.
زَفَرَ ، نظر إلى الفلاّح غاضباً، قال:
-أفّ.. ما سرّ منديلك.. أهو مسحور؟ ظننت أن الميزان خَرب، لكن وزنه لمنديل الماء صحيح.
ابتسم الفلاّح.
وشرع السلطان يزن المنديل من جديد، فوضع دينارين ذهبيين.. ثلاثة.. أربعة..
حتى وصل إلى العشرة حينها توازنت الكفّتان.
كاد السلطان يجن، ماذا يحدث؟ أيعقل هذا؟ عشرة.. عشرة دنانير، نهض محموماً، أمسك بياقة الفلاّح وقال:
-تكلّم أيُّها المعتوه.. اعترف، من سحر لك هذا المنديل.
وبهدوء شديد، أجابه الفلاّح:
-أصلح الله مولاي السلطان، القصّة ليست قصّة سحر، فأنا لا أؤمن به،
القصّة باختصار هي أنّ الرّجل عندما يعمل عملاً شريفاً يهدف من ورائه إلى اللقمة الطّاهرة، ينزّ جبينه عرقاً..
هذا العرق يكون ثقيلاً.. أثقل من الماء بكثير.
هزَّ السلطان رأسه وابتسم راضياً، قال:
-سلّم الله فمك، وبارك لك بمالك وجهدك وعرقك، تفضل خذ دنانيرك العشرة، واقصد أهلك غانماً.
قصد الفلاّح أهله مسروراً، وأخبرهم بما جرى، ففرحوا وهللوا وتبدلت معيشتهم فنعموا ورفلوا.

عطر الاحساس
22-09-2014, 10:49 PM
للقصه نحتاج إلى خيال و قدرة على التصوير.يعتمد على اسلوب
قراءتها نستفيد منها
أهديكم همسة شكر من صميم قلبي
مع دعائي لكم بالخير والتوفيق ..
لا أجد عبارات توازي الشكر والتقدير لقسم سبلة القصص والروايات
وهنا أخص بالشكر لكل من



رايق البال,
قائد الغزلان,

نوارة الكون,
عَــابِرْ سَبيِــلْ

وكذلك أشكر كل من مر على جميع المواضيع التي طرحتها وترك بصمه رآئعه
جزاكم الله خيراً على ماقدمتم وبارك في أعمالكم

نوارة الكون
24-09-2014, 08:45 AM
القصه رقم (4)
للعضوه المتألقه حنايا روح عابر
بعنوان (
قصه يرويها الشيخ نبيل العوضي
)

على الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=4572



قبل ذهابي إلى الاستديو لبرنامج بكل صراحة توجهت إلى (مجمع البستان) لإلقاء كلمة عن (حب الله) ضمن مشروع درر الذي تقيمه الأمانة العامة للأوقاف بالتعاون مع مبرة طريق الإيمان.
وأنا في الطريق اتصلت عليَّ الأخت الفاضلة (أم عبدالله المطوع)، وبما أن حلقة البرنامج كانت عن (المعاقين) أو (ذوي الاحتياجات الخاصة)، أخبرتني أم عبدالله عن قصة ابنها عبد الله.
تقول (أم عبدالله) أنها رزقت قبل سنوات بطفل مريض، وضع مباشرة في العناية المركزة منذ ولادته، وشخّص الأطباء حالته أنه يعاني (شللاً دماغياً) وان كل أطرافه لا تتحرك، بل الرئة لا تتحرك فهو يتنفس بجهاز صناعي، وينكسر قلب الأم على طفلها الذي انتظرته تسعة شهور لتراه على السرير طريحا، الأجهزة تحيط به، الأنابيب توصل له الغذاء والهواء!! لا يفتح عينيه بل لا يتحرك شيء من عضلات جسده عدا قلبه!!
يا الله.. كيف تحملت الأم هذا المنظر!.. يأتيها الأطباء كل يوم يحاولون إقناعها بإزالة الأجهزة وتركه ليموت، فهذا سيكون مصيره حتما!! أو انه سيعيش مشلولا شللا كاملا!!.. ومع هذا تصر الأم على إبقائه!! فوالله لو اخرجوا قلبها من جسدها لكان أهون عندها من إيقاف الأجهزة عن طفلها !
ظلت (أم عبدالله) أربعين يوما عند طفلها، تدعو له وتقرأ القرآن وتمسح بخرقة مبللة بماء (زمزم) وجهه وتبل شفتيه وترطب لسانه!!.. ولكم أن تتصوروا هذا المشهد الحزين، والأطباء يستغربون من فعلها !!
بعد أربعين يومًا.. حدثت المفاجأة!.. الطفل بدأ يتنفس!!.. الأطباء يستغربون!!.. الفريق الطبي يجتمع، ماذا حدث؟!.. أمر مستغرب!!.. إنها قدرة الله.. الطفل يتنفس وحده!! وبعد أيام تبشر الممرضة الأم عند قدومها.. ابنك فتح عينيه!!.. يا الله!!.. أزالوا الأجهزة عنه.. ولكنه لا يحرك شيئا من أطرافه !! سيظل الطفل بشلله الكامل أبد الدهر!.. هذا كلام الأطباء، مع هذا أحضرت أمه كل ما يحتاج إليه من أجهزة وممرضات إلى البيت وظلت تعتني به سنوات وسنوات، من علاج طبيعي.. إلى عمليات، من بلد إلى بلد.. تقول (أم عبدالله) أنها ذهبت به إلى الحرم في رمضان، وكان (الجبس) يلفه اثر عملية أجريت له، وحملته وهو ثقيل وكان بجنبها في صلاة التراويح.
كانت سنوات صعبة للغاية مع طفل مصاب بالشلل في جسده كله.. والآن بلغ الطفل (15) سنة، سألت (أم عبدالله) عن وضعه الآن، وكيف يأكل وكيف يعيش؟ قالت لي وهي (فرحة).. يا شيخ (نبيل..) ابني يحبك كثيرًا.. وهو ينتظرك منذ ساعتين في مجمع (البستان) لسماع محاضرتك !!
قلت لها: ما شاء الله كيف جاء للمجمع؟! قالت: يا شيخ أنعم الله علينا بعافية الولد، هو الآن يمشي ويركض ويلعب ويدرس، ليس بينه وبين الأولاد فرق يذكر!!.. سبحان الله!!.. كيف حصل هذا يا (أم عبدالله)؟!.. قالت: انه فضل الله علينا، وشفاؤه.. مازلت أتذكر كلام الأطباء.. (اتركينا نزيل الأجهزة عنه.. فهو ميت لا محالة !!).
جاءني (عبدالله) في المجمع وقبل رأسي وسلم عليَّ، والله لقد دمعت عيني وأنا أراه!!.. تذكرت رحمة الله تعالى، وصبر هذه الأم الصالحة على ابنها، فالحمد لله أولا وأخيرًا، وحفظ الله (عبدالله) من كل سوء وجعله قرة عين لوالديه، وشفى الله مرضى المسلمين من كل داء.
سبحان الله

( اللهم اشفنا واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين ، وداونا وداو جرحانا وجرحى المسلمين ، واغفر لنا وارحمنا وارحم موتانا وموتى المسلمين ).

نوارة الكون
24-09-2014, 09:07 AM
قصه رقم (5)
للاداريه المتألقه طهر مقدس
بعنوان ( مفأجأة القدر )

على الرابط التالي



http://omaniaa.co/showthread.php?t=5253


مســــــــآاإئكم
آنفآس
طهـــــــــر


آطرح بين أيديكم هذه آلقصة وهي آول مشآركة بقلمي هنآأإ

أتمنى أن تنـــــــــــآل على إعجآبكم~









هي طآلبة بآلكلية..تعرفآ صدفة حيث كآنت ميس تكتب في آلجريدة آلتي يكتب محمود فيهآ لم يلتقيآ يومآ..في كل نهآية إسبوع تطرح لميس مقالها وكآن محمود كآتب ومصمم يمرعليه إسمهآ دآئمآ وﻵيكترث مرت سنة كآملة بعدهآ تم إغلآق آلجريدة ﻵسبآب كثيرة ...ميستفأجآت بهذآ آلخبر ولم تعرف كيف تصل لرئيس آلتحرير.. تذكرت فجأه انها كآنت تحتفظ بقصآصآت مقآﻵتهآ في صندوق خآص وبتلك القصاصات آرقآم فذهبت مسرعة تبحث عنها لعلهآ تجد مآ تبحث عنه.. وبعد تفتيش دقيق وسريع فعلا وجدت رقمين فآسرعت بآﻵتصآل ...
كان الرقم آﻵول جهازه مغلق فحآولت بآلثآني وأخذ يرن ويرن وبعد طول انتظار رد آحدهم ..
ميس : مرحبآ جريدة ....؟ من آلعجلة ميس لم تعرف مآذآ تقول ..!
رد متلقي الاتصال : نعم ولكن آلجريدة لم تعد موجودة ..
ميس : آنآ وآحدة من آللاتي كن يكتبن معكم..
الطرف الآخر :من تكوني؟
ميس : ﻵدآعي آن تعرف من أكون .. كل مآآريده منك معرفة لمآذآ تم غلق آلجريدة وهل ستفتح؟
الطرف الآخر : لن تفتح ﻵن هنآك آسبآب كثيره أدت الى غلقها ..
ميس : ومآهي آﻵسبآب؟
الطرف الآخر : إذهبي لرئيس آلجريدة لعله يخبرك بآﻵسبآب..
ميس : ﻵ آريد معرفة آﻵسبآب منك لو سمحت ..
الطرف الآخر : إنني مشغول آﻵتعلمين كم آلسآعة آﻵن ..!!؟ إنه وقت صلآة آلمغرب إلى اللقآء ..

آغلق سمآعة هآتفه في وجهها بسرعه دونما انتظار لما قد تقوله ..فتحسست ميس من هذآ آلموقف..وذهبت كعآدتهآ تكتب خوآطرهآ ..وبينمآ هي غآرقة في آلكتآبة فإذآ برسآلة على هآتفهآ لم تهتم بهآ من نفس الرقم الذي اتصلت به قبل قليل ..
كآن آلمرسل محمود ..
وكآنت رسآلة إعتذآر منه على إغلآقه سمآعه آلهآتف في وجهها..قرآت ميس آلرسآلة ولم ترد ..
وفي صبآح آليوم آلتآلي وفي تمام آلسآعة 5 فجرآ تقريبا .. إذآ بمحمود يرسل رسآلة صبآحية..
ردت عليه ميس بكلمة صبآح آلخير وتوآلت آلرسآئل بينهم وكانت ﻵتتعدى عبارات الصباح المعتاده ك صبآح آلخير آومآشآبها..
وبمرور الأيام بدأ محمود يسأل ميس من تكون وكم عمرهآ وعن عآئلتهآ .. الخ لكنها كآنت متحفظة كثيرآ .. ﻵتثق بأحد رغم إرتيآحهآ لمحمود آﻵ إنهآ لم تخبره آي شي عنهآ..ومرت آﻵيآم والشهور ويزدآد آلتوآصل بينهم. وكآن محمود يسآعد ميس في تعليمهآ آلتصوير وآلتصميم وكآنآ يلتقيآن كثيرآ فدعاهآ يومآ لزيآرة مكتبه آول آﻵمر رفضت دعوته ولكن بعد إصرار كبير منه بعد وآفقت..آخذت ميس عنوآن آلمكتب..وآحبت آن تفأجأ محمود بزيآرتهآ ..
وبعد عدة لقاءات توطدت علاقتهما مع بعض ..
ووقع محمود في حب ميس ..واخبرهآ بمشآعره ومايجيش بقلبه..
محمود.:ميس آود آن آخبرك شيئآ ..
ميس:تفضل ؟
محمود: آود آن آقول لك آن وجودك في حيآتي له طعم آخر..ﻵآعلم سر تعلقي بك..آصبحت ﻵآقوى على فرآقك..آحب آن تكوني معي إلى آﻵبد..ميس آنآ آحبك ..
ميس تتفأجأ من هذآ آلكلآم ولم تعرف بمآذآ ترد عليه .!
جلست تقرأ آلرسآلة آكثر من مرة وتبتسم ومحمود يرسل علآمآت تعجب وميس ﻵترد عليه..رآود محمود شعور بآليأس ظنآ منه إنهآﻵتبآدله نفس آلمشآعر ..
مرت سآعة وميس لم ترد..ومحمود ينتظر
بعدهآ ارسلت ميس: آريد آعرف آمرآ منك .. لمآذآ آحببتني ؟
هل ﻵني جميله آو ﻵنك آحببت شخصيتي آو مآذآ بالضبط ؟
محمود.: آممم لقد مر بحيآتي آلكثير من آلفتيآت بحكم عملي لكني لم آرى مثل شخصيتك وروحك اضافة لجمآلك آلبآهر آلذي يسحر آﻵعين..ميس هل تقبلين بي زوجآ ؟ لقد تعبت وآنآ آكتم مشآعري نحوك..كنت آلمح لك ولكن ﻵفآئدة..آحبك وآعشق وجودك في حيآتي
أجيبي آقبل آلزوآج وأعدك سأكون لك كل شي كما انتي لي كل شي جميل في حياتي ..
ميس يحمر وجههآ خجلا من كلآم محمود ولم ترد عليه..وذهبت إلى آلنوم وآﻷبتسآمة ﻵتفآرقهآ ..
وفي آلصبآح آرسلت ميس رسآلة لمحمود كتبت آحبك..وعندمآ قرأ محمود آلرسآلة طآر فرحآ ولم يصدق آن ميس آخيرآ تبآدله آلمشآعر..ومرت آﻵيآم ويزآد تعلق آﻵتثنين ببعض وخطب محمود ميس وتم كل شي وآتفقآ آن يكون آلزوآج عندمآ تنتهي ميس من درآستهآ آلجآمعية.
وفي يوم من آﻵيآم يصآدف تآريخ ذكرى ميلآد محمود آحبت ميس آن تفأجآ محمودبحفلة عيد ميلآد فجهزت كل شي من شموع وبآلونآت وورود وكعكة وحضور ومكآن فخم للاقآمة آلحفلة..كآن هذآ آليوم مآطرآ وبينمآ ميس في طريقهآ ﻵحضآر هديةمحمود مع صديقتهآ كآنت تتحدث مع محمود في آلهآتف وتخبره آن يحضر في مكآن مآ فإذآ بسيآرة مسرعة تصطدم بسيآرة ميس ..
محمود سمع صوت قوي وقام ينآدي بأعلى صوته .. ميس ميس ولكن لا مجيب ..!
حضرت سيارة آﻵسعآف في آلمكآن وتم نقلها وصديقتها إلى آلمستشفى وآﻵتصآل بعآئلة ميس ﻵخبآرهم عن آلحآدث ومآذآ حدث لها ..
وصل آلخبر لمحمود .. لم يصدق ماسمعه ولكنه هرع إلى آلمستشفى ليطمن على حآلةميس فرآى آلجميع يبكي هناك ..يمشي محمود بخطوآت متثآقله ويسأل كيف ميس..!؟ كيف ميس ..!!؟ وآلكل ينظر له ويبكي ..ومحمود يكرر آلسؤآل وبعد عناء طويل أخبرته إحدى قريبآتها إنهآ قد توفت
صعق محمود من هول هذآ آلخبر ولم يصدقه وأغمي عليه وتم إدخآله آلى إحدى آلغرف لإسعافه ولكن بعد وقت قصير خرج الطبيب ليخبر الجميع بأن أصيب بسكته قلبيه وفارق الحياه من هول الصدمه التي ألمت به لموت حبيبته ..
وهكذآ إنتهت حيآة شخصين آحبآ بعضهمآ آلبعض ولم يشاءا آن يفترقى عن بعضهما للأبد .

مفآهيم آلخجل
24-09-2014, 09:27 PM
مسآء آلخير
شكرآ ﻹدآرة آلقسم على إختيآرهم قصتي من آلقصص آلمميزة
آول قصة لي بهآلقسم وهآلشي بيعطيني دآفع للإستمرآر بطرح آلمزيد من آلقصص بقلمي
شكرآ ﻵتوفي حقكم
وفقكم الله!

نوارة الكون
25-09-2014, 08:57 AM
القصه رقم (6)

للعضو المتألق الكاتب عملاق الشعر
بعنوان (آخر ظهور )

على الرابط التالي


http://omaniaa.co/showthread.php?t=5514


اخر ظهور


قصة بقلمي وهي اول محاولة لي في كتابة القصص
مع العلم باني لست كاتبا للقصص
عاد انتو سايروني قولو حلو ههههههههههه


قصة واقعية
في صغري كان لدي صديق اسمه "

هارون

" كان جاري وكنا ندرس في نفس المدرسة
نذهب الى المدرسة سويا وفي العصر نلعب سويا
عشنا طفولتنا وصداقتنا اياما جميلة
كنا نذهب للصلاة سويا وكنا حريصين لأداء الصلاة جماعة
يُعاتب بعضنا الاخر عند تاخره للصلاة
وبعد فترة انتقلت انا من تلك المنطقة الى منطقة اخرى فقل تواصلنا فقط نلتقي في المدرسة
وعلمت ان

هارون

اصبح مؤذنا في نفس المسجد الذي كنا نصلي فيه وفرحت بذلك
وبعد تخرجنا درسنا في نفس الجامعة انا و "

هارون

"
اذكر في يومٍ من الايام قال لي

هارون

: عملاق اعجبت بفتاة في صفي وانا اريد ان

اتزوجها


عملاق

:ماشاء الله جميل جدا ولكن الا تعتقد بان الوقت لازال مبكرا فانت ما زلت طالبا وليس لديك مصروف شهري

هارون

:ساتدبر امري فانا جاد واريد

الزواج

منها فهي فتاةٌ جميلة خلوقة

عملاق

: هارون لا يغرك جمالها فربما هو مجرد اعجاب لانك دخلت عالما جديدا فلم يسبق لك ان تكون في نفس الصف مع الجنس الاخر.

ثم اغلقلنا الموضوع
وبعد فترة تخرجت انا قبل هارون
وجائني اتصال من هارون

هارون

:عملاق استعد سادعوك لعقد قراني بعد حوالي شهرين

عملاق

:ما شاء الله متى وكيف

هارون

:لقد تركت الدراسة وحصلت على وظيفة بسيطة حتى "اتزوج"

عملاق

:جميل جدا اسأل الله ان يوفقك ويرزقني زوجة صالحة
وبعد شهر او شهرين تقريبا
كنت في عملي في تلك الفترة كان لدي ضغط في العمل اعمل الى ساعاتٍ متاخرة
وفجأة جائتني رسالة من

هارون

يدعوني لحضور

عقد قرانه

يوم

الخميس

بعد صلاة العشاء
ففرحت عندما رأيت رسالته واخبرت زملائي في العمل هذا صاحبي "

هارون

"وهو اصغر مني سنا

سيتزوج

وانا لازت انظر الى وجوهكم الى الان هههههههه
فأخبرت المشرف إن

هارون اعز اصدقائي

ومهم جدا ان احضر

عقد قرانه يوم الخميس

لذلك لن أأتي الى العمل في ذلك اليوم
فرفض المشرف بسبب ان العمل الذي كنت اقوم به لا يستطيع شخص اخر ان يعمله
..وفي يوم

الخميس

وهو يوم

عقد القران

طبعا انا في العمل واحدث زملائي ان اليوم فرح

هارون

وانا لم اذهب
فقلت لا بأس سوف اتصل به صباح

الجمعة

لأهنيه
وبعد عودتي الى المنزل كالعادة مباشرة اخلد للنوم وفي بالي بأني سأتصل

بهارون

صباحا
وفي الصباح تقريبا في الساعة

السابعة


استقبلت

اتصالا

من صاحبي ويتكلم بكل برود

عبدالله

: عملاق كيف حالك

عملاق

:بخير الحمدلله "وانا متعجب من اتصاله مبكرا وفي يوم

عطلة

"

عبدالله

:هل وصلك خبر عن

عزاء

"

هارون

"

عملاق

:ههههه تقصد

عقد قرانه

اعلم ان الكل متعجب من عدم حضوري ولكن ظروف العمل اجبرتني

عبدالله

:لا انا اقصد

عزاء

وليس عقد قران

عملاق

:ومن اللذي توفى

عبدالله

:هارون توفى

عملاق

: عبدالله دع عنك هذا المزاح وتحدث معي بجدية

انت تقصد ان هاورن عقد قرانه يوم امس


عبدالله

:نعم

عقد قرانه وتوفي

في النفس اليوم والخبر وصلنا من الفجر

عملاق

:عبدالله هل انت واثق من كلامك؟

عبدالله

: نعم انا متأكد والدفن الساعة كذا.

عملاق

:وعقد القران؟

عبدالله

:
لقد عقد قرانه في المسجد وتجمعنا جميعا وبعد التهنئة ذهب الى بيت العروس حتى يقرأ عليها
وعند عودته الى منزله تعرض لحادث وتوفى.

ثم اقفلت الخط مباشرة ولم استطع التحدث ويداي ترتجفان لا اعلم ما حل بجسدي
فدموعي بدات تتساقط على خدي والخبر لازلت لا استوعبه
كيف عقد قرانه وتوفى في نفس اليوم
واتذكر كلامه واصراره وعزمه على الزواج
اتذكر انه كان يعمل بجد حتى يحقق حلمه ويتزوج
اتذكر صورته في الجامعة عندما كان يحدثني عن رغبته في الزواج
اتذكر اتصاله رسالته كل شئٍ حدثني فيه في الفترة الاخيرة.
بعدها
خرجت من غرفتي والدموع ما زلات في خدي والكل يسألني ما بك
فالجميع في بيتي يعرفون هارون ويعرفون انه عقد قرانه يوم امس
فاخبرتهم بالخبر وحتى انني لم استطع اكمال حديثي
كنت اعاتب نفسي كثيرا لانني لم احضر عقد قرانه لانظر الى وجهه المشرق بالنور نظرة اخيرة
كل اهالي المنطقة حزنوا عند سماع هذا الخبر
وحتى المصلين في المسجد فقد اعتادوا على سماع صوت اذانه

وانا بشكل دائم اراقب هاتفه "اخر ظهور"
واعجب حين ارى شخصا يتضايق من زميله من اخر ظهور ولم يرد على رسالته

وانا ارى في رقم هارون اخر ظهور لا يتجدد هو نفسه اخر ظهور من عقد قرانه واخر ظهور له في هذه الارض

اسأل الله ان يغفر له ويرحمه ويسكنه في الفردوس الاعلى
واسال الله ان يجمعني واياه في جنات الخلد


هذه قصتي مع هارون واخر ظهور له

تقبلوا قلمي المتواضع

عملاق الشعر
25-09-2014, 09:44 AM
صباحكم/مسائكم ورد


اولا اشكر ادارة القصص والروايات
على تقيمهم لقلمي المتواضع الذي لم اتوقع ان يُقَيم

لكم جزيل الشكر لاختيار قصتي
وهذا من ذوقكم الراقي


شكرا لكِ نوارة جزيل الشكر

قائد الغزلان
29-09-2014, 09:58 AM
القصة (7)
بعنوان:.
مرقة رقبة بقرة علي القرقبي قصة أكثر من رااااااااائعة
للمتذوق:.نديم الماضي

رابط القصة:.

http://omaniaa.co/showthread.php?t=6862

http://im63.gulfup.com/0jvLB0.jpg



من أعجب ما سمعت
: مرقة رقبة بقرة علي القرقبي بقلم د/ محمد بن أحمد الرشيد قال
: بداية القصة كانت حين كلفت بتدريس مادة القرآن الكريم والتوحيد للصف الثالث الابتدائي قبل نهاية الفصل الدراسي الأول بشهر واحد، حينها طلبت من كل تلميذ أن يقرأ، حتى أعرف مستواهم، وبعدها أضع خطتي حسب المستوى الذي أجده عندهم. فلما وصل الدور إلى أحد التلاميذ وكان قابعاً في آخر زاوية في الصف، قلت له اقرأ.. قال الجميع بصوت واحد (ما يعرف، ما يعرف يا أستاذ)؛ فآلمني الكلام، وأوجعني منظر الطفل البريء الذي احمر وجهه، وأخذ العرق يتصبب منه، دق الجرس وخرج التلاميذ للفسحة، وبقيتُ مع هذا الطفل الذي آلمني وضعه، وتكلمت معه، أناقشه، لعلي أساعده، فاتضح لي أنه محبط، وغير واثق من قدراته، حتى هانت عليه نفسه؛ لأنه يرى أن جميع التلاميذ أحسن منه، وأنه لا يستطيع أن يقرأ مثلهم، ذهبت من فوري، وطلبت ملف هذا الطفل؛ لأطلع على حالته الأسرية، فوجدته من أسرة ميسورة، ويعيش مع أمه، وأبيه، وإخوته، وبيته مستقر، واستنتجت بعدها أن الدمار النفسي الذي يسيطر عليه ليس من البيت والأسرة، بل إنه من المدرسة، ويرجع السبب حتماً إلى موقف محرج عرض له من معلم، أو زميل صده بعنف، أو تهكم على إجابته، أو قراءته، شعر بعدها بهوان النفس والإحباط، وأخذت المواقف المحرجة والإحباطات تتراكم عليه في كل حصة من المعلمين والزملاء، عندها فكرت جدياً في انتشال هذا الطفل مما هو فيه، خاصة وأنني أعرف بحكم الخبرة مع الأطفال أن كل ذكي حساس، وكل ذكي مرهف المشاعر، ولا يدافع عن نفسه، ولا يدخل في مهاترات قد يكون بعدها أكثر خسارة. وبدأت معه خطتي، بأن غيرت مكان جلوسه، وأجلسته أمامي في الصف الأول، وقررت أن أعطي هذا التلميذ تميزاً لا يوجد إلا فيه وحده، ليتحدى به الجميع، وعندها تعود له ثقته بنفسه، ويشعر بقيمته وإنسانيته بين زملائه، خاصة بعد أن عرفت قوة ذكائه. كتبت له جملة صعبة النطق، وأفهمته معاني كلماتها، حتى يتخيلها فيسهل عليه حفظها. كنا نرددها ونحن صغار، كتبتها على ورقة صغيرة، ووضعت عليها الحركات، وقلت له: احفظ هذه الجملة غيباً بسرعة، ولا يطَّلع عليها أحد من أسرتك، ولا من زملائك، وراجعتها معه خلسة عن أعين التلاميذ حين خرجوا إلى الفسحة، إذ لم يكن هو حريصاً على الفسحة، لأنه ليس له صاحب ولا رفيق، وكنت قد عودت تلاميذي على أن أروي لهم قصة في نهاية كل حصة شريطة أن يؤدوا كل ما أكلفهم به من حفظ وواجبات، وإذا تعثر بعضهم أو أحدهم في الحفظ أو الواجب منعت عنهم القصة، ليساعدوا زميلهم المتعثر في حفظه، أو واجبه، ويعاتبوه لأنه ضيَّع عليهم القصة. بعدها التزم الجميع بواجباتي لهم؛ حفاظاً على رضاي، وتشوقاً إلى استمرار القصة. وفي أحد الأيام، وبعد أن قام الجميع بالتسميع طلبوا مني إكمال قصة الأمس، فقلت لهم: إلى أين وصلنا فيها؟ قالوا: وصلنا عند السيدة حليمة السعدية مرضعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ديار بني سعد، ماذا حدث بعد ذلك؟ فقلت لهم: لن أكملها لكم اليوم، فتساءلوا جميعاً: لماذا يا أستاذ؟ كلنا أدينا التسميع والواجبات! قلت لهم: عندي قصة جديدة، أرويها لكم اليوم فقط، وغداً نعود لإكمال قصة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - قالوا وما هي؟ فسردت عليهم قصة من خيالي، من أجل أن أُدخل فيها الجملة الصعبة التي حفظها ذلك الطالب وفهمها سلفاً، وقلت لهم: إن هناك جماعة يسكنون قرية واحدة يقال لهم (القراقبة)، كانوا يحتفلون بعيد الأضحى، ويذبحون فيه البقر، ويتفاخرون بذبائحهم، حتى أن كل واحد منهم يربي بقرته من شهر الحج إلى شهر الحج سنة كاملة، يغذيها بأجود الأعلاف، حتى تكون سمينة، وكان عند (علي القرقبي) بقرة يربطها أمام باب بيته في القرية، وكانت أكبر وأسمن بقرة في القرية كلها، والكل يتمنون متى يأتي الحج، وتذبح هذه البقرة، ليشربوا من مرقها، ويأكلوا من لحمها. ولكن المشكلة أن أهل القرية عندهم عادة هي أنهم إذا ذبحوا الأضاحي يطبخون رقابها، ويضعون المرق في أوانٍ، تجمع في المكان الذي يتعايدون فيه، فدخل الشباب وأخذوا يتذوقون المرق من كل إناء، فصاح أحدهم مفتخراً بذكائه: عرفتها، عرفتها، فقالوا له: ماذا عرفت؟ قال: ( أنا عرفت مرقة رقبة بقرة علي القرقبي من بين مراق رقاب أبقار القراقبة ) وبعد هذه العبارة قلت لتلاميذي: من الذكي الذي يعيد هذه العبارة، فتفاجأوا جميعاً، وطلبوا مني إعادتها، فأعدتها لهم، وقلت: من الذكي الذي يعيدها؟ فحاول رائد الصف، والذين يشعرون في أنفسهم بالتميز، فلم يستطيعوا إعادة حتى ثلاث كلمات منها، فقلت لهم: هذه لا يستطيع أن يقولها إلا ذكي فهم معناها، أين الذكي فيكم؟ والذي يريد المشاركة أطلب منه الخروج عند السبورة ومواجهة زملائه، وأنا أنظر إلى هذا التلميذ، فإذا نظرت إليه يخفض يده؛ لأنه يخشى الإخفاق، فثقته بنفسه معدومة، خاصة أنه رأى فلاناً وفلاناً من الذين يشار إليهم بالبنان يتعثرون، وأين هو من هؤلاء الذين أخفقوا؟ وإذا أعرضت عنه ألمحُ أنه يرفع إصبعه عالياً. وبعد أن عجز الجميع طلبت من هذا الصبي

1- أن يقول الجملة وهو جالس في مكانه، وذلك لخوفي عليه إذا خرج ونظر إلى التلاميذ أن يصيبه البكم الاختياري، من شدة خجله وحساسيته، فقالها وهو جالس على كرسيه؛ فصفقت له، وإذا بي أنا الوحيد المصفق، وكأن التلاميذ لم يصدقوني، لأنه قالها بصوت خافت، علاوة على أن التلاميذ لم يلقوا له بالاً

2- طلبت منه إعادتها مرة ثانية، ولكن أمرته بالوقوف في مكانه، مع رفع الصوت، وابتسمت في وجهه، وقلت له: أنت البطل، أنت أذكى من في الفصل، فقام وأعاد الجملة، ورفع صوته، فصفقت له أنا ومن حوله من التلاميذ، فقال الآخرون: قالها يا أستاذ! قلت نعم، لأنه ذكي

3- الآن وثقت من هذا التلميذ العجيب بعد أن حمسته، وشجعته، وظهر لي ذلك في نبرات صوته. فقلت: أخرج أمام السبورة، وقلها مرة أخرى، وأخذت أشحذ همته وشجاعته، أنت الذكي، أنت البطل، فخرج وقالها والجميع منصتون، ويستمعون في ذهول

4- ثم طلب مني التلاميذ أن آمره بأن يعيدها لهم.. فرفضت طلبهم، ، وقلت لهم: اطلبوا أنتم منه. وهدفي من ذلك : أولاً: أن أشعرهم أنه أحسن منهم، وأنه ذكي وثانياً: حتى يثق هو بنفسه، وأن التلاميذ يخطبون وده، وأنه مهم بينهم وثالثاً: أن الفهم الذي عنده ليس عند غيره، وأن التلعثم وتقطيع الكلام الذي كان يصيبه أصاب جميع زملائه في هذا الموقف

. 5- وطلبوا منه الإعادة مرة أخرى، فأخذت بيده، وقلت لهم أتعبتموه وهو يعيد لكم وأنتم لا تحفظون، ولا تفهمون، لأنني على ثقة أنهم سيطلبون إعادتها منه مرات كثيرة، فتركت ذلك له حتى يزداد ثقة بنفسه

. 6- دق جرس انتهاء الحصة، وجاء وقت النزول إلى فناء المدرسة للفسحة، فلم يخرجوا من الصف إلا بهذا الطالب معهم، وأخذوا ينادونه باسمه، وكوّنوا كوكبة تمشي وهو يمشي بينهم كأنه قائد، أو لاعب كرة يحمل الكأس، والفريق من حوله، فخرجت خلفهم، وشاهدت التلاميذ ينادون إخوانهم وأصدقاءهم في الصفوف العليا، ويجتمعون حول هذا الطالب النجيب وهو يعيد لهم، وهم يرددون خلفه، وهو يصحح لهم، وكثر أصدقاء هذا الولد وجلساؤه بعد أن كان نسياً منسياً، ووثق بنفسه، وفي هذا اليوم نفسه طلبت منه أن يعرض هذه الجملة على أبيه وأمه، وإخوته، وجميع معارفه، وأن يتحداهم بإعادتها، وما هو إلا أسبوع واحد وجاءت إجازة نصف العام، وهنا ينبغي التنويه إلى أن حفظ تلك العبارة جاء نتيجة الفهم لمعناها. إذ إن عدم إدراك مفهوم كل كلمة فيها سيجعل حفظها حفظاً ببغاوياً، وهو ما ليس ينشده التربويون. وبعد الإجازة جاء والده إلى المدرسة، ولأول مرة أقابله، فقال: جزاك الله خيراً يا أستاذ، بارك الله لك في أولادك، جزاء ما فعلت مع ولدي، وقال: لقد سألني الأقارب الذين زارونا في الإجازة: من هو الطبيب الذي عالجت عنده ولدك، إذ كنا نعرفه يتهته في كلامه، خجولاً منطوياً على نفسه، والآن تحدى الكبار والصغار رجالاً ونساءً، وتحداهم بإعادة جملة صعبة، عجزنا نحن أن نرددها بعده، فقلت لهم إنه معلمه عوض الزايدي، جزاه الله خيراً. واستمرت علاقتي بالأب حتى الآن، وأخذ يخبرني عن ولده، وأنه انطلق بعد هذه القصة العلاجية وحقق ما لم يكن متوقعاً أبداً

: 1- حفظ القرآن الكريم كاملاً، وأصبح عضواً فاعلاً في نشاطات الجماعة ورحلاتها

. 2- تخرج في الثانوية العامة القسم العلمي بامتياز، حيث حقق 96% في المجموع الكلي للدرجات

. 3- التحق بالجامعة قسم الرياضيات، وفي كل سنة دراسية كان ينال الكثير من شهادات الشكر والثناء والتميز، حتى أنه تخرج بامتياز مع مرتبة شرف

. 4- عُين معيداً في إحدى الكليات بجامعاتنا.. وعلمت أنه حصل على قبول للدراسات العليا في واحدة من أعرق الجامعات العالمية، ولا يزال المستقبل الواعد ينتظره بالكثير، خاصة أنه ذاق حلاوة تميزه. هذا ...

وإني لعلى يقين من أن أحداث هذه القصة الكبيرة جداً.. العظيمة أثراً لا تحتاج إلى تعليق، أو في حاجة إلى ثناء وتقدير للمعلم الذي هو بطلها، وفاعل حقيقي لأحداثها، وإني لأدعو الكُتَّاب إلى تلمس مثل هذه النجاحات وإبرازها، وعدم الإقلال من شأنها؛ لأن لها مردودها العظيم على الأجيال كلها، كما عرفنا. هكذا تكون التربية الناجعة، وهكذا المربي المحلق الناجح الأعمال الكبيرة تحتاج إلى همم كبيرة، مع رغبة صادقة في التعامل مع المواقف بصدق وإخلاص .

نديم الماضي
29-09-2014, 10:33 AM
http://www13.0zz0.com/2013/07/22/06/932399246.gif (http://www.0zz0.com)
أتقدم بالشكر والتقدير إلى كل من له بصمه في هذا المنتدى : السبلة العمانية
وهو المنتدى المتميز من جميع النواحي المتميز بمعلوماته بمصداقيته المتميز بشفافيته
المتميز بالشموع المضيئه التي دائمآ ماتضئ هذا المنتدى بالمعلومات الهادفه والمفيده
سخروا جميع أوقاتهم إلى الرقي به وجلب جميع المعلومات من مصادرها الحقيقيه
أو من مخيلتهم حتى يستفيد بها الجميع سواء
الزائر للمنتدى أو الأعضاء أنفسهم ..
وأتمنى لهذا المنتدى الرقي دائماً وأن يعلوا أسمه كعلو النجوم في السماء
]http://www10.0zz0.com/2013/07/23/19/289650583.gif
كما أتقدم بالشكر والتقدير: إلى أداريين ومشرفين وأعضاء
سبلة القصص والروايات على جهدهم المتواصل وتشجيعهم لي وأختيارهم
قصتي : من ضمن القصص المميزه
http://www7.0zz0.com/2013/08/21/08/603028911.gif (http://www.0zz0.com)

تقبلوا تحياتي وتقديري لكم:
أخيــــكم نــــديم الماضي

رايق البال
17-10-2014, 11:11 PM
النص رقم ( 8 )
للرائع : نديم الماضي
رابط النص

http://omaniaa.co/showthread.php?t=12354


النص: سعيد العماني ..قصه مؤثره


قصة للكاتب السعودي سعود الفوزان سعيد العماني الأصيل 2014/10/16 في بداية السبعينات من القرن الماضي
توافد عديد من أشقائنا العرب لطلب الرزق وللمساهمة في نهضة مملكتنا الحبيبة في جميع القطاعات، وهذا أمر يشكرون عليه، وبالتالي ورثنا عنهم قصصا كثيرة وبعضها مازال متداولا حتى اليوم،

خاصة قصة هذا الرجل النبيل الذي يلقب باسم سعيد العماني، الذي وصل إلى المملكة في أوائل السبعينات للعمل في أحد القطاعات الحكومية. وصل شاب إلى إحدى المدن شمال المملكة للعمل وأخذ يفتش عن بيت يستأجره، حيث وجد غرفة صغيرة محاذية لمنزل رجل كبير في السن وزوجته. استقر سعيد في هذه الغرفة وبدا بالتعرف والتقرب لأهل الحي حتى صار واحدا منهم، ولقب باسم (سعيد العماني).

أخذ هذا الرجل الطاعن في السن وزوجته يعطفان عليه، خاصة أن الله لم يرزقهما ذرية، فأخذ سعيد يبادلهما نفس الشعور لمدة تجاوزت الـ 4 سنوات، وعندما اشتاق سعيد لأهله ووطنه قرر الرحيل، ثم ودع جيرانه وأهل الحي وسافر لوطنه (عمان). بعد 22 عاما عاد صاحبنا سعيد وذهب مباشرة إلى منزل الرجل الذي أحبه، وأخذ يطرق الباب وينادي، فشاهده أحد المارة وقال له ماذا تريد ياأخي، قال سعيد أريد صاحب هذا البيت. قال الآخر- يرحمه الله- ثم تنهد سعيد وقال: أين زوجته؟ قال -يرحمها الله-.

جلس سعيد على عتبة الباب إلى جوار حقيبته يبكي ويترحم عليهما، شاهده أحد الجيران وأخذه إلى بيته ثم رفع سعيد رأسه، وقال من المسؤول عن هذا البيت؟ قال الجار:أنا. قال سعيد هل أستطيع شراءه؟ قال الرجل: ولكن القوانين لا تسمح بذلك لأنك غير سعودي. قال سعيد: سوف يكون باسمك. اتفقوا على ذلك وتمت البيعة ثم قام سعيد بهدم المنزل وتحويله إلى مسجد،


وصلى الصلاة الأخيرة فيه، ثم كتب لافتة صغيرة على مدخل المسجد (مسجد فلان وفلانة) ثم غادر النبيل صاحب الأخلاق الرفيعة إلى بلده عمان ولم يعد ثانية، طوبى له حيا أو ميتا، ليس غريبا على سعيد هذه الأخلاق الرفيعة ،لأن أجداده هم من رسخوا القيم العربية الأصيلة، في إفريقيا وآسيا.


http://m.alsharq.net.sa/2014/10/16/1234150 (http://m.alsharq.net.sa/2014/10/16/1234150)

رايق البال
22-10-2014, 09:19 AM
النص رقم ( 9 )
للمتألق : عملاق الشعر
النص : قصة توبة الشيخ خالد الراشد
رابط النص

http://omaniaa.co/showthread.php?t=13570


النص ..


اهلا بكم احبتي منتادي سبلة القصص والروايات
اخترت لكم اليوم قصة توبة الشيخ خالد الراشد التي جدا اثرت في نفسي عندما قرأتها
اترككم مع القصة بلسان الشيخ خالد الراشد"منقول"




لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة .. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون .

أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد .. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.. أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني .

أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق... والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق ..

عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة يرثى لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟

قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع ..

كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها : راشد... أنا تعبة جداً .. الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ..

سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي .. خاصة أنّها في شهرها التاسع .

حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الولادة .. جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها .. فانتظرت طويلاً حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني .

بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً.. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي .

صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم .

قالوا، أولاً راجع الطبيبة ..

دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب .. والرضى بالأقدار .. ثم قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!

خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي .. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس .

سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول.. ثم تذكرت زوجتي وولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي ..

لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس ..

خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً. اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها . كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني لم أستطع أن أحبّه !

كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي.. فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً .

مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت . دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ..

لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته .

كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء .. عمل ونوم وطعام وسهر .

في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي. كنت مدعواً إلى وليمة . لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة ! إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة. التفت ... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟ !

حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!! وكأنه يقول: الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه . حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض .

أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد. ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر.. ونادى والدته.. ولكن لا مجيب .. فبكى .

أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!..

قال: نعم ..

نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟ قال: أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائماً ..

قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك ..

دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب... أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك .

لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..

بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف ... طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها .

أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة ... وعيناه مغمضتان ... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة !!

خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ... أحسست برعشة في أوصالي... قرأت وقرأت.. دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ... فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ... خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ...

لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !! ضممته إلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار .

عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم ..

من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله كثيراً على نعمه . ذات يوم ... قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض... لكن حدث العكس !

فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً . توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً ...

تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً ... آآآه كم اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.

كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها ..

قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت ...

أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب . تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت .

استعذت بالله من الشيطان الرجيم ..

أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح .

تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟

قالت: لا شيء .

فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟

خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها ...

صرخت بها ... سالم! أين سالم .. ؟

لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا ... ثالم لاح الجنّة ... عند الله ...

لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من الغرفة .

عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه ... حين فارقت روحه جسده ..

إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله

إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله

لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم

نوارة الكون
05-11-2014, 10:29 AM
القصه رقم (10)

للاداري المتميز عابر سبيل
القصه بعنوان


طبيب يبحث عن وجبة عشاء
على الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=16617&p=221022#post221022







http://im63.gulfup.com/0jvLB0.jpg





مَـا عرف الراحةَ يوماً، وما هَدَأَتْ نفسه سَاعَةً واحدةً منذ أَنْ خرج من رَحِم الأحزان، وتقاذفته صروف الزمان؛ فقد نَحَتَ الصخرَ بأظافره، وَمَشَى على الشوك حافيَ القَدَمَيْن في سبيل مواصلة دراسته للطب.


في يـومٍ ذي مَسْـغَبَة طَافَ يميناً وشِمالاً عساه أنْ يَجِدَ عملاً، فَلَمْ يجدْ فَتَسلَّلَ إليه شعور بالإحباط أكثر من ذي قبل، وَأَصَابَه من الهَمِّ والحزن ما أصابه؛ لِسَطْوَةِ الدَّيْنِ وتراكمه، وشبح الضَّيَاع الذي نَسَجَ خيوطه في طريقه.


فَقَرَّرَ أَنْ يقترض ما يكفيه للغد، فسأل أحد زملائه فاعْتَذَرَ إليه. وذهب إلى آخَر، فَعَلِمَ أنه سافر إلى أهله. فبلغ به اليأس مبلغه لعجزه عن تحقيق مطلبٍ بسيط كهذا. فَتَحَامَلَ على نفسه أكثر، وقام بمحاولةٍ أخيرة، فَتَوَجَّه إلى صَدِيقٍ في قريةٍ نائية، فَلَمَّا وَصَلَ إلى هناك لَمْ يجده!


فَضَاقَتْ نفسه من نفسِه، واسْتَبَدَّتْ به الحَيْرَة، وَأََحَسَّ بأنَّ الدنيا أَوْصَدَتْ أبوابها في وجهه؛ بعدما أعياه البحث عن ثمن وجبة عشاء! فَتَمْتَمَ يائساً: ليس هناك من خَيْرٍ يرْتَجَى في هذا الزمان! وراودته نفسه الأَمَّارَة بالانتحار ابتغاء الخلاص من غَلَبَة الدَّيْن وقهر الرِّجَال.


ظَلَّ سائراً بين الحقول الشاسعة، يجوب الآفاق بنظراته القَلِقَة، فاقداً الأمل في إكمال دراسته، بَلْ كارهاً البقاء في الدنيا كلها! وبينما هو كذلك فإذا به يبْصِر من بين النَّخِيل رَجلاً نحيلاً، تكاد قِرْبَة الماء التي على كَتِفِهِ ترْدِيه على الأرض، فانْطَلَقَ نحوه ليحملها عنه.


وما إِنْ وَصَلَ إليه حتى تَهلَّلَ وجه الرجل بالسرور، فَرَحَّبَ به بشدة وَقَدَّمَ له في الحال طَبَقاً مملوءاً رطَباً جَنيّاً، فَأَكَلَ بِنَهَمٍ حتى شبع.


ثمَّ مَا لَبِثَ أَنْ قَصَّ عليه مَأْساته، فَمَسَحَ الرجل على كَتفِه برفقٍ، وقال: اعلَم أنَّ دوام الحال من المحال، وما دامَ رِزْقكَ على الله فلا تَحْزَنْ، والأَجْر على قدر المَشَقَّة؛ فـ (إدريـس) عَمِلَ خَيَّاطَاً، و (نـوح) نَجَّاراً، و (موسَـى) رَاعِياً، و (داود) حَدَّاداً، و (محَمَّـد) تَاجِراً، عليهم الصلاة والسلام جميعاً.


ثمَّ استدارَ الرَّجل، وتناول جرعة ماء، وَأَرْدَفَ قائلاً: تفاءل - يا ولدي - ولا تَقْنَط أبداً؛ فإِنَّه عندما يَجِيء أََوَان الفَرَج، فلا قِيمَةَ للأسباب؛ فقدْ خَرَجَ (يهـودا) بالقميص، فسبقته الرياح بالبشْرَى {إنِّي لأَجِد رِيحَ يوسفَ} [يوسف: 94]، ومَرْيَـم التي {كَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} كانت {كلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْـمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا} [آل عمران: 37].


تَسَلَّلَتْ هذه الكلمات إلى أذنِ الشاب كاللَّحْنِ العذب الجميل، فَظَلَّ يستمِع ويستمتِع بتلك الوصايا الغالية، حتى أَرْخَى اللَّيْل أَسْدَالَه، وتَلأْلأَتْ نجوم السماء، وَغَطَّتْ الحقولَ قطرات النَّدَى، فَتَمَنَّى أَلاَّ يغادِر المكان بعدما اسْتَهْوَتْ مسامعه الحِكَم الرفيعة، وَهَزَّتْ قلبَه المواعظ الجميلة.


وقبل أنْ يقوم من مقامه سأل الشيخ: هَلْ تَمْتَلِك كل هذه الزروع والأشجار والنخيل؟.


فابْتَسَمَ الشيخ، وقال: الملْك لله وحده، والمؤمن الحق مَنْ يَنْسِب كل خيرٍ لله، كما قال ذو القَرْنَيْن: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ} [الكهف: 95]، وكما قال سلَيْمَـان - عليه السلام -: {فَمَا آتَانِيَ اللَّه خَيْرٌ} [النمل: 36].


ثمَّ أَرْدَفَ قائلاً: لا أخفي عليكَ سراً؛ أنَّنِي لَمْ يكن لَدَيَّ سوى نخلة واحدة، فكنت أََتَصَدَّق بنصف طَلْعِهَا، فرزقني الله هذا الرزق الكبير، فَزِدْت في الصدقة، فزادني أضعافاً مضاعفة. ففي النَّاموس الإلهي {مَن جَاءَ بِالْـحَسَنَةِ فَلَه خَيْرٌ مِّنْهَا} [النمل: 89].


سأله مرةً أخرى: كيف تسمح لَكَ صحتكَ بصعود النخيل وأنْتَ في شيخوختك هذه؟.


أَجَلْ! حفظناها في الصِّغَر، فَحَفِظَها الله لنا في الكِبَر.


تَعَجَّبَ الشاب من يقين الشيخ، كَتَعَجّب موسَـى - عليه السلام - من الخضــر! فَزَالَ عنه القنوط الذي كان يغشاه، وَتَبَخَّرَ اليأس الذي كاد يقتله. ثمَّ قال وهو يَهِمّ بالرحيل: لَوْ ضاقت بيَ السبل، هَلْ تأذن لي أَنْ قِيمَ في خيمتكَ الصغيرة؟


الشيخ: لا مانع مَا دمْتَ تؤمن بأنه {مَن جَاءَ بِالْـحَسَنَةِ فَلَه خَيْرٌ مِّنْهَا} [النمل: 89].


ازداد تَعَجّبه من إيمان الشيخ ويقينه! فتنزَّلَتْ عليه السكينة، وغشيته الرحمة، ثمَّ وَدَّعَه قائلاً: أَشْكركَ يا سَيِّدي على كرمك، وعسى أَنْ نلتقي. أنا خادمك " رشــاد فــؤاد " طالب بكلية الطب.


فقال: لا شكْرَ على واجب يا بنيَّ! جَعَلَكَ الله عَوناً لعباده، وَسِلْمَاً لأوليائِه.


مَرَّتْ الأعوام سِرَاعاً، وأصبح طالب الطب أحدَ الجَرَّاحِين الذين يشَار إليهم بالبَنَان.


وفي إحدى الليالي، تَمَّ استدعاؤه فوراً إلى (المستشفى الجامعي) لوصول حَالَةٍ حَرِجَةٍ للغاية، اعتذرَ عنها (المستشفى الدولي) لأنَّها ميئوسٌ منها، كما رَفَضَ استقبالها (المستشفى الاستثماري) بِحجَّة أنهَا حالة شبه ميتة!


وبمجرد أَنْ اطَّلَعَ الدكتـور على اسم المريض واسم القرية التي ينتمي إليها تَذَكَّرَه على الفور! فقرَّرَ أنْ يفعلَ ما في وسْعِهِ لعلاجه.


وبالفعل، فَلَمْ تمضِ ساعاتٌ قلائل حتى نَجَحَ في علاجه بمهارةٍ فائقة، مخَيِّباً ظن الآخَرين الذين توقعوا خِلاف ذلك. ثمَّ مَا لَبِثَ أنْ اشترى له الدواء اللازم، وكتب عليه: هذه هديتي إليك؛ لأنه {مَن جَاءَ بِالْـحَسَنَةِ فَلَه خَيْرٌ مِّنْهَا}. [النمل: 89]

التوقيع: خادمكَ القديم (رشــاد فــؤاد) طالب كلية الطب.


في تلك الأثناء، كانت الظنون تحيط بالرجل من كل جانب؛ إذْ تَوَقَّعَ أنه سيبيع أرضه، بَلْ سيقضي حياته كلها ليسَدِّدَ أجر العملية الجراحية! فَلَمَّا قرأ الورقة المرفقة بالدواء غمرته البهجة، وراح يَضمّها بشوقٍ وَيقَبِّلها؛ كأنَّها قَمِيص يوسـفَ في أجفانِ يعقـوبِ! فَتَدَفَّقَتْ دموع الفرح من عينيه، ورفع يَدَيْهِ إلى السماء قائلاً بصوتٍ خاشع: سبحانك! سبحانك! إذا كان المعــروف لا يَضِيع في الدنيا، فكيفَ يَضِيع في الآخرة؟ آمَنْت أَنَّه {مَن جَاءَ بِالْـحَسَنَةِ فَلَه خَيْرٌ مِّنْهَا} [النمل: 89].



يا له من دين

نوارة الكون
20-11-2014, 08:51 AM
القصه رقم (11)


للعضو المتميز الجليك المتحرك
بعنوان ( التاجر علي )
على الرابط التالي



http://omaniaa.co/showthread.php?t=19694




التاجرعلي-قصة واقعية



كعادته دايما يستيقظ من النوم قبل صلاة الفجر، يخرج الى حوش الدار يتجه للبئر يبحث عن الدلو، ويتمتم بكلمات هي نفس الكلمات كل يوم ، أين أخفيتم الدلو، يحرك رأسه كعلامةعلى الضيق من تصرفات أهل البيت الذين يحركون الدلو عن مكانه المعتاد،يمسك به ثم يلقيه ليترتطم بصفحة الماء ليحدث ذلك الصوت الشجي صوت ماء البئر الذي لم نعد نسمعه الآن.انتقل التاجر على مع بقية التجار من السوق القديم بجوار قصر السلطان غرب مدينة الحافة ،في العام 1970 بعد ان أبلغهم العسكري أن السلطان أمر بإزالة هذا السوق لتوسيع الساحة الأمامية للقصر، وأتخذ التاجر علي مكانا له في شارع الشروق لممارسة تجارته في بيع العطور. كان أثناء خروجه في الصباح من بيته المجاورلشاطيء البحر ( بحر العرب)أو ما يعرف بالمحيط الهندي ، ينظر لطيور النورس تحلق فوق رأسه ومن أمامه ومن خلفه ويقول في نفسه مخاطبا لطيور النورس ليتني أحلق مثلك لأصل الى الهند لأبتاع مزيدا من العطور.كان هذا الحلم يرواده بين الحين والآخر، ظل يعمل بهمة لا تعرف الكلل وبعد سنوات من البيع وشراء العطور من التجار القادمين من الهند ومدينة عدن في اليمن ، استطاع تجميع مبلغا من المال ، في أحد الايام بينما هو بدكانه ينظرالى بعض الرفوف الخالية وقد علاها التراب ، تذكر الصندوق الصغير الذي لا يعرف احدا مكانه غيره ، سحبه ووضعه في حجره بعد أن مسح التراب الذي علاه. فتح الصندق ، نظر الى المال بين يديه وفغر فاه عن ابتسامة رضى وبرقت عيناه وجال بنظره في دكانه وتخيله وقد أمتلأ بأصناف العطور الهندية ، ثم حمله خياله الى شواطيء الهند وبدأ يتنقل في حلم اليقظة من دكان الى آخر ،ثم عاد سريعا من حلمه الى دكانه حيث لا زال قابعا ينتظر احد يدخل دكانه لشراء شيئا من العطور،في مساء هذا اليوم عاد الى البيت بعد أن أغلق دكانه الصغير متأخرا عن الوقت المعتاد ،و حمل معه صرة المال الذي جمعه طوال تلك السنين ، لم يكن مبلغا كبيرا لكنه كان يكفي لشراء صنفين أو ثلاثة اصناف اخرى تملاء تلك الارفف الخالية التي علاها التراب منذ فترة طويلة ، قال في نفسه لقد اتى اليوم الذي كنت انتظره طوال السنين الماضية ، وجاء اليوم الذي ودع فيه أهله وذهب يحمل السحّارة وهو صندوقا من الحديد قد وضع داخله ملابسه ومجموعة من أقراص الخبز الرقيق والثخين وتوجه الى مكان حمل المسافرين وهو ما يعرف (بالفرضة)وأقترب من (الصنبوق) القارب الذي سوف يحمله من الشاطئ مع مجموعة من المسافرين الى ( الخشبة) وهي السفينة المحلية التي تصنع في مدينة صور الساحلية ، كانت هذه السفن هي وسيلة التواصل بين شواطئ الهند وشواطيءعمان.أبحرت الخشبة بمجموعة من التجار تحملها رياحا هادئة ، كان ينظر الى بيته يصغر أمام عينيه قليلا قليلا الى أن اختفى عن الأنظار .

كانت الخشبة قد أبتعدت الى المياه العميقة ، قام من مكانه وجلس بجوارمجموعة من التجار ، بدأ الليل يسدل أستاره والظلام يحلل رويدا رويدا حتى تحول البحر الى لجة سوداء ، ثم ما لبث أن تبدد ذلك الظلام الكثيف سريعا عن بزوغ القمرالتي أحالت صفحة البحر بتموجاته الى ذلك الضوء الحالم التي يتغنى به الشعراء والى تلك اللوحة الرائعة التي رسمتها ريشة فنان.استمرت الخشبة تبحر أياما وليال في راحة وهناء الى أن هبت رياحا شديده في اليوم السابع من الرحلة وجاء الموج من كل مكان ليرتطم بالخشبة من الأمام ومن الخلف ومن كل جانب وترنحت بين تلك الأمواج التي يكسر بعضها بعضا وبعض الأمواج العالية تصب جام غضبها داخل الخشبة لتحل الفوضى بكل شئ ، الخشبة تظهر حينا وتختفي حينا بين تلك الأمواج العاتية، والركاب كلا منهم قد تشبث بجزء من الخشبة والسنتهم تلهج بالدعاء لله أن ينجيهم من هذه العاصفة ، الأمواج تكاد تبتلع الخشبة الى أعماق سحيقه . صاح الربان بأعلى صوته على معاونية مبارك وسعيد ، أنزلا الشراع الآن ، لم يقويا على الامساك به ، كانت الرياح شديدة والأمواج عاتية تصفع وجوهم وأجسامهم من كل جانب . قام اليهم بعض الركاب لمساعدتهم واستطاعوا بعد صعوبة بالغة من انزال الشراع. هدأت حركة الخشبة قليلا لكن الأمواج لم تهدأ بعد ، الخشبة تتأرجح تحت قصف الأمواج العاتية ، رفعوا اياديهم الى السماء يدعون الله وعيونهم تذرف الدموع لله أن يكتب لهم النجاة. التاجر على ينظر تارة الى السحارة التي تظم صرة المال الذي جمعه كل تلك السنين وهو يظن أنه سيذهب مع ماله الى قاع المحيط لا محالة، وتارة ينظرالى السماء ويضهر وجهه بوضوح والدموع تسيل على خديه عندما يلمع ضؤ البرق وقد اختلطت دموعه مع المطر الذي يواصل انسكابه على سطح السفينة ، ارفعت الأكف الى السماء القلوب تبكي والعيون تدمع فكانت الاستجابه من الله الذي أمر الرياح أن تخف والأمواج أن تهدأ ، وقام الركاب يتفقدون أغراضهم وينزحون الماء من قاع الخشبة . حمدوا الله على سلامتهم وبقت الخشبة في مكانها لم تتحرك الى أن بزغ الفجر ، قام الربان ومعاونية برفع الشراع مرة اخرى وابحرت الخشبة في رياح هادئة الى أن وصلوا بعد يومين من الأعياء الشديد الى ميناء حيدرأباد.

نزل التاجر على ومن معه من التجار ، استاجروا نزلا قريبا من السوق ، في صباح اليوم ا لتالي تجول التاجرعلي في السوق يدخل دكانا ويخرج الى الآخر،يبدوا على وجهه الدهشة والحيرة لأنواع العطور التي لا يحتوي دكانه الصغير على مثلها ، تمنى لويستطيع شراء ما تراه عيناه ، لكن أنا له ذلك ونقوده القليلة لا تكفي الا لكرتونين أو ثلاثة من العطور المتوسطة والرخيصة . وبينماهو في تجواله يفكر كيف وماذا يشتري ، اذا به يلمح أحدهم داخل دكانه ويبدوا على وجهه سمات الصلاح والإيمان ذو لحية بيضاء تزيد وجهه بهاءا ونورا. دخل الى المحل وسلم عليه، وأخبره أن قادم من عمان ويريد شراء بعضا من العطورليتاجر بها في بلده . قال التاجر الهندي ، مرحبا بك ، هذه العطور أمامك فاختر منها ما تريد. كان يجيد التحدث باللغة العربية.تجول التاجر علي في المحل ، واختار مجموعة قليلة من العطور التي يستطيع شراءها بالمبلغ الذي لديه. نظراليه التاجر الهندي باستغراب . وقال له - ماهذا يا أخ على ، ألم تعجبك بضاعتنا ؟ -بلى أعجبتني كثيرا ولن أجد أفضل من هذه البضاعة لكنني أشتري بالمبلغ الذي لدي.- وهل طلبت منك مالا؟ ، خذ ما تريد ، أنك لم تأتي من بلاد بعيدة للتجارة ، ثم تكتفي بهذا العدد القليل من العطور ، يجب أن تأخذ كميات أكبر وأصنافا أخرى إذا كنت تريد الربح. هذه الكمية التي اخذتها لن تغطي تكلفة رحلتك للهند . - خذ يا أخي كمية أكبر وعندما تبيعها في بلدك ارسل لي قيمتها.- وكيف تضمن أن ارسل لك قيمتها وانت لا تعرفني الا أنني قادم من عمان.- رد عليه التاجر بكل ثقة فلوسي سوف تأتيني رضيت أم أبيت .شعرالتاجر علي بشي من الخوف من التاجر الهندي ، وقال في نفسه ، لما هو متأكد هكذا ،لا يكون ..... لا لا لايمكن أن يكون كذلك . هذا الوجه الوقور لا يمكن يتعامل بالشعوذة ، استغفر الله . - مالك ساكت يا أخ علي، الا تريد شراء المزيد من العطور .-
نعم أريد .
-
اذا أختر منها ماتريد .
قام التاجر علي باختيار أنواع أخرى من العطور وكميات أكبر . قال له التاجر الهندي تعال غدا لتستلمها في كراتين مربطة وجاهزة لتشحنها في السفينة التي ستعود بك الى بلدك.شكرالتاجر على صاحبه وذهب الى الفندق وهو غير مصدق أن هذا التاجر سوف يعطيه كل تلك الاصناف من العطور دون أن يدفع قيمتها بالكامل.


في
صباح اليوم التالي عاد التاجر علي الى دكان التاجر الهندي وأندهش عندما رأي مجموعة من الكراتين مسجل عليها اسمه ، قال في نفسه هل أنا في حلم ام في علم ، أيعقل أن آخذ كل هذه البضاعة دون أدفع قيمتها في الحال ، حتى أقرب الناس لي لا يمكن أن يقوم بذلك . عند دخوله للدكان رحب به التاجر الهندي ، ودعاه لمشاركته وجبة الفطور وأخبره أن البضاعة جاهزة لحملها على ظهر الباخرة التي سوف تتوجه الى عمان.شكرالتاجر علي صاحبه على كرمه وثقته وطلب منه إحضار دفتره لتسجيل المبلغ الذي عليه . لم تكن دهشة التاجر علي الثانية أقل من دهشته الأولى عندما رد عليه التاجر الهندي، لن أسجل شئ عليك ، عندما تبيع البضاعة أرسل لي فلوسي ، هذا كل ما في الأمر.-
جزاك الله خير وباركلك في أموالك ولكن أنت لا تعرف الا اسمي وبلدي التي أتيت منها كيف تثق أنني سوف ارسل لك اموالك وليس بيننا أي مكاتبات.
-
اموالي سوف تأتيني شيئت أم ابيت . وهذا ما أخبرتك به سابقا.
هنا بدأ القلق يتولد مرة أخرى لدى التاجر علي ، من يكون هذا الرجل ، لعله مخادعا أو وراءه امر ما، وإن كان يستبعد الأمر الأول لما يرى على وجهه من علامات الصلاح ، وكذلك ذكر الله الذي لايفارق شفتاه. -
مالذي يجعلك متأكداهكذا أن فلوسك سوف تصلك وأنت لا تعرفني من قبل .
-
يا أخ على أذ لم ترسللي فلوسي في الدنيا سوف تأتيني في الآخرة، هذا كل ما في الأمر.
نظراليه التاجر علي نظرة رضى وقال له زادك الله من الأيمان.


أطمأن التاجر على وسافر الى بلده بعد أن شكر التاجر لصنيعه. وكان صادقا مع صاحبه الذي وثق به ، فكلما باع ارسل اليه النقود ، وأستمر الحال بينهماهكذا سنواتوراجت تجارته وأصبح من التجارالمشهورين في ظفار في بيع العطور. وفي أحد الأيام بينما هو في محله اذ تلقى اتصالا من الهند من أبناء التاجر يخبروه بأن والدهم توفاه الله وأنه كتب وصية وأمر ان لا يفتحها أحدا إلا أخيه علي التاجر العماني . حزن التاجر على لخبر وفاة صديقه الوفي ، وسافر للفور الى الهند ،وبعد أن قدم العزاء لأسرته ، أتوا اليه بالوصية وفتحها وقرأ ما بها وبكى بكاءا شديدا وسط دهشة أبناءه الذين لا يعلمون الى الآن ماذا كتب والدهم في هذه الوصية التي جعلت العم علي أو التاجر علي يبكي هذا البكاء الشديد ، بعد أن ترحم عليه قرأ عليهم الوصية ، والتي كان فيها من العجب مافيها ، لقد كتب في وصيته نصف ثروتي لأخي وصديقي علي التاجر العماني والنصف الأخر أطلب من أخي على أن يوزعها بين أبنائي . غطى التاجر على وجهه بشماغه وبكى وعلا نحيبه ، بعد أن هدأ قليلا توجه الى أبناء التاجر مترحما على أبوهم الذي كان له نعم الأخ ونعم الصديق وقال لهم رحم الله والدكم وبارك الله لكم في اموالكم ،أن كان أحدا عليه أن يوزع نصف ثروته ، كان أنا الأولى أن أوزع نصف ثروتي عليكم وبدأ التأثر عليه مرة اخرى وأسهب في البكاء ، وبكى أبناء التاجر الهندي واسرته فقد أثار شجونهم وحزنهم ، حاول أن يتماسك قليلا وبكلمات متقطعة ودموع تسيل على خديه ،قال لهم هذه الثروة التي أمتلكها هي بفضل الله أولا ثم بفضل والدكم رحمه الله. ثم قام الى المال ووزعه عليهم بالتساوي كما حدده الشرع. ومكث عندهم فترة من الزمن يطمأن على أحوالهم ثم أستأذنهم في العودة الى بلده وهو يحمل بين جنبية صداقة واخوة لا يمكن أن يمحوها الزمن.وأستمر يتواصل معهم ويزورهم بين فترة وأخرى حتى توفاه الله. وبقى دكانه قائما في شارع الشروق بالحافة شاهدا على هذه الصداقة التي جمعت بينه وبين صديقه الهندي. انتهت

القيصـــــر
09-12-2014, 09:39 AM
القصه رقم (12)
للعضوه / حلم يرتجي التحقق

رابط النص / http://omaniaa.co/showthread.php?t=23261


(قمر) فتاة صغيرة في سنها ، لكن مشقات الحياة واحتلال الصهاينة لبلادها الغالية القدس جعلها تعيش عمراً أكبر من عمرها ، هي لا تتجاوز سن التاسعة ، إنها طفلة صغيرة تمنت أن تعيش في بيت جميل وبين حنايا الأسرة الدافئة تمنت أن يكون إخوتها بجانبها ، و أن يكون عطف والديها يلفها ، لكن لم تجرِ الأمور بما تشتهي (قمر) بل إنها قاست وعانت مع جدتها المسكينة التي أنهكها مرضها المزمن الذي لا علاج له سوى المهدئات التي تسعى قمر دائما للحصول عليها من المستشفيات لتستقر حالة جدتها
مر تدخل البيت الأشبه بكومة من الحطام والذي يحميهم من غدر اليهود لعنة الله عليهم
وقالت لجدتها بفرح : جدتي ، جدتي لقد أحضرت لك دواءك هيا تناوليه لتزول نوبة الربو عنك
الجدة بحال كسيرة ودمعة أبت إلا أن تنزل على خدها : يا بنتي يا قمر، دعيني أموت لأُريحك من همي ...قمر بخوف وهي ترمي نفسها بأحضان جدتها : لا تقولي هذا يا جدتي أنا أحبك لا تتركيني .. الجدة اكتفت بالسكوت مع بكائها الصامت كي لا تقلق قمر عليها .
في صباح يوم آخر كانت الجدة تحضر الفطور المكون من خبز يابس بسبب برودة الطقس وبعض الزيتون وهي تنادي قمر لتتناول الفطور : قمر عزيزتي تعالي لنتناول الفطور
قمر ترتدي معطفها المتقطع : لا يا جدتي سوف أذهب الآن للقيام بعمل مهم ( وهي تنوي الحصول على مبلغ مناسب لشراء هدية لجدتها الغالية )
الجدة في دهشة : تعالي تعالي لتناول الفطور وبعدها اذهبي
قمر : خرجت مسرعة دون تناول الفطور ( فهي تشعر أن شراء الهدية أمر مهم )
تعمل قمر المسكينة في بناء منزل يعمل فيه أناس آخرون وهو يخص اليهود وهي تنقل الماء من البئر إلى مقر البناء << هم مضطرون للعمل في ذلك المكان لكي يؤمنوا حياة طيبة لهم وأبنائهم وكان عمل قمر شاقاً بالنسبة لفتاة من عمرها
صديقة قمر ( رغد ) : دعيني أرى الهدية التي اشتريتها لجدتك ... قمر بابتسامة طفولية عذبة مع ضحكة لطيفة : سأجعلها مفاجئة ... رغد بادلتها نفس الابتسامة : حسناً ، لكن أريد أن أسألك سؤالاً يا قمر ... قمر : تفضلي ... رغد : ما هي أمنيتك ؟
قمر بكدر : رغد أنا أمنيتي بسيطة ولكنها مستحيلة ، أمنيتي أن أعيش في بيت آمن مع أخوتي ووالدي (رحمة الله عليهم ) أمنيتي بأن يكون لدينا منزل فيه مزرعة أزرع فيها شجر الزيتون والزهور الجميلة حلمي أن أستيقظ كل صباح على صوت أمي الدافئ حلمي أن أقطع هذا الكابوس المرعب الذي نعيشه وأن تتبدل هذه المأساة إلى واقع أجمل ...رغد بصوت منكسر يحمل معنى الأمل : ثقي بالله وأحسني الظن به ... قمر بتفاؤل : لن أحزن ما دمتِ أنتِ وجدتي معي ... صوت من بعيد : اهربوا ، اهربوا هناك صوت إطلاق نار
رغد تمسك بيد قمر و هما تركضان في خوف وذعر : هيا هيا بسرعة ... كانت قمر تمسك بيد صديقتها بإحكام وتمسك الحقيبة التي بها هدية جدتها ... وأصيبت رغد بطلقة نارية .. قمر بصوت يعتريه الذعر : لا يا رغد
رغد بصوت خافت وهي تلقط أنفاسها الأخيرة : ارحلي من هنا قبل أن يطلقوا عليك النار
قمر : صديقتي تحملي سوف آخذك إلى المستوصف ... رغد : لا جدوى يا قمر ... قمر تبكي بحرقة وصوتها تكسوه براءة الطفولة : لا أرجوك يا رغد لا تتركيني أنا أريدك أن تبقي معي
رغد : سوف نلتقي فالجنة يا قمــر...... أش ه د أن لا إ ل ه إل ا اللــه
قمر تصرخ بأعلى صوتها : رغــــــــــــــــــــــــــد
أخذت قمر تسحب صديقتها رغد تارة وتحملها تارة أخرى إلى أن اقتربت من منزل الجدة
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ............
سلبوني حريتي وحــــياتي وسعادتي ،يا رباه ارفق بحالي ... أين المـفر
سلبوني صديــقتي وأغلى أمنــــياتي ،ياترى متى يأتـــــي ذاك الفـــــــجر
من يسمع بكائي من يسمع صرخاتـي ،أين المسامع أين البصائر أين البشر
من يرفق بحزني من يـداوي أهـــاتي ،من يطفئ لهيب قلبٍ بالنار أستـــــعر
هل أودع أحلامي وامحــي بسمـــاتي ،هل اترك حلمي واطلبه أن ينتحــــــر
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ............
ذهبت تسحب رفيقتها بحزن شديد وجسم منهك إلى أن وصلت إلى منزل جدتها وهي تضع صديقتها في فراش بالٍ كاد طول الدهر أن يفنيه ، وذهبت تنادي جدتها بصوت حزين منكسر بسبب فراق أعز صديقتها .. قمر بتعب : جدتي ، جدتي .. الجدة وهي تخفي تعبها : أجل يا بنتي ... لم تستطع قمر الكلام فقط أمسكت بيد جدتها وأخذتها إلى جثمان صديقتها
الجدة لم تستطع الكلام ومن شدة تعبها وآثار الصدمة سقطت مغشياً عليها
قمر بخوف وهي تصرخ وتبكي بحرقة : جدتي .. استيقظي ، جدتي أحضرت لك شيئا استيقظي استيقظي....
(فجأة توقفت عن البكاء ، قمر بدهشة وهي تدقق النظر في جدتها ) .. قمر بصوت متقطع :.....
ج د ت ي مابك ِ؟ وأخذت تتحسسها لاحظت لا حراك ولا نفس .... قمر بحزن : لا ، لا أحتمل فقدان صديقتي وجدتي في يوم واحد
أخرجت قمر مصحفاً من حقيبتها كانت تود أن تهديه لجدتها ... قمر وهي لا تزال تبكي : جدتي هاهو المصحف اقرئيه بصوتك العذب هيا ....هيا اقرئيه
قمر يئست وهي تعزي نفسها بقوله تعالى : { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي } أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
وبعدها سقطت قمر وعلى وجهها ابتسامة عظيمة جدا تبشر بجنات خلد تجري من تحتها الأنهار.
.................................................. .................................................. ......
النهاية ...

قائد الغزلان
17-12-2014, 08:33 PM
القصة (13)
بعنوان:.
http://omaniaa.co/images/icons/icon14.png !!قالت القرآن لم يامرنا بالحجاب..

للمتذوق الراائع:.نديم الماضي

رابط القصة:.

http://omaniaa.co/showthread.php?t=24761



..
قالت: القرآن لم يأمرنا بالحجاب..

كان هذا جوابي
د. جاسم المطوع

قالت: هل في القرآن آية تدل على الزام المرأة بالحجاب؟ قلت لها: عرفيني بنفسك أولا: قالت أنا طالبة في السنة الأخيرة بالجامعة، وحسب معرفتي أن الحجاب لم يأمر الله به، ولهذا أنا غير محجبة ولكني أصلي والحمد لله، قلت: طيب دعيني أسألك سؤالا، قالت: تفضل، قلت: إذا كررت عليك معنى واحد ولكني عبرت عنه بثلاث كلمات مختلفة فماذا تفهمين؟ قالت: كيف يعني؟ قلت: لو قلت لك أحضري (شهادتك) الجامعية، ثم قلت لك مرة ثانية: أحضري (الورقة) التي تفيد تخرجك من الجامعة، ثم قلت لك مرة ثالثة: أحضري (تقرير) العلامات النهائية من الجامعة، فماذا تفهمين؟ قالت: أفهم أني لا بد أن أحضر شهادتي الجامعية ولا مجال لسوء فهم كلامك لانك استخدمت أكثر من مصطلح لنفس المعنى (شهادة، ورقة، تقرير)، قلت لها: صحيح وهذا ما قصدته بالضبط.

قالت: ولكن ما علاقة هذا بالحجاب؟ قلت لها: إن الله تعالى استخدم ثلاثة مصطلحات في القرآن يعبر بها عن حجاب المرأة، فنظرت إلي باستغراب وقالت: كيف ذلك؟ قلت: لقد وصف الله اللبس الساتر للمرأة بـ (الحجاب، والجلباب، والخمار) فاستخدم ثلاث كلمات لمعنى واحد فماذا تفهمين من ذلك؟ فسكتت، قلت لها: تفهمين أن الموضوع ينبغي أن لا نختلف عليه مثل تحليلك للشهادة الجامعية أليس كذلك؟ قالت: لقد فاجأتني بطريقتك بالنقاش.

قلت والأوصاف هي قال تعالى (وليضربن بخمرهن على جيوبهن)، وقال في الثانية (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن)، وقال في الثالثة (وإذا سألتموهن متاعا فأسالوهن من وراء حجاب) ألا يدل هذا على تستر المرأة؟ قالت: لقد صدمتني بهذا الكلام، قلت لها: دعيني أشرح لك المعاني الثلاثة باللغة العربية، فالخمار هو ثوب تغطي به المرأة رأسها، والضرب على الجيوب يعني أن ترخيه ليستر الرقبة والصدر، والجلباب هو قميص واسع طويل له أكمام وغطاء للرأس وهو من الملابس الشائعة بالمغرب، أما الحجاب فهو الساتر.

قالت: أفهم من هذا أني لا بد أن أتحجب، قلت لها: نعم لو كان قلبك عامرا بمحبة الله ورسوله، فاللباس نوعان: الأول ساتر للجسد وهو فرض أمر الله ورسوله به، والثاني لباس ساتر للروح والقلب وهو خير من الأول كما قال تعالى (ولباس التقوى ذلك خير)، لأن المرأة قد تكون محجبة جسديا ولكنها فاقدة للباس التقوي، والصواب أن تلبس المرأة اللباسين، وهذا الكلام ينطبق على لباس الرجل كذلك.

قالت: كنت أعتقد بأن الحجاب لم يذكر بالقرآن، قلت: بل ذكر بالقرآن وفي السنة كذلك أحاديث كثيرة لم أذكرها لك، وقد أجمع علماء المسلمين عليه، وينبغي أن تكوني حريصة على التقرب إلى الله تعالى بطاعته، لأن العري من أهداف الشيطان تجاه البشر وهو ما حققه مع أبينا آدم وأمنا حواء، قالت: ماذا تقصد؟ قلت: لما أمر الله آدم وحواء بالأكل من أشجار الجنة عدا شجرة واحدة، وسوس لهما الشيطان «فدلاهما بغرور» أي الشيطان «فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة» فلما عصوا أمر الله بأكل الثمرة انكشفت عورتهما، وهذا هو هدف الشيطان بأن يوصل الناس للعري التام، فلهذا آدم وحواء تابا وأسرعا في ستر عورتهما بورق الشجر، فمسألة اللباس مسألة قديمة بدأت مع بداية خلق آدم، وأنصحك بقراءة كتاب «سيكولوجية اللباس» لتعرفي أثر اللباس على شخصية الإنسان، لأن اللباس لغة ورسالة وهوية.

قالت: صراحة لم أتوقع مسألة الحجاب واللباس كبيرة لهذه الدرجة، قلت لها مازحا: هل قررت أن تتحجبي أم تتجلببي أم تتخمري؟ فابتسمت وقالت: لقد فهمت الدرس جيدا، ولكني سأتحجب عندما أكبر، قلت لها: أنت تفكرين وتخططين بطريقة هي عكس ما أمرك الله به، فاستغربت وقالت: كيف؟ قلت: إن الله خفف على النساء العجائز أمر الحجاب قال تعالى «والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن» و«القواعد» هن العجائز اللاتي قعدن في البيوت، فلها أن تتهاون باللباس قليلا بشرط أن لا تتبرج بزينة، فقاطعتني قائلة: طالما أن الله خفف على العجائز أمر الحجاب فمن باب أولى نحن الصغيرات نلتزم به، فابتسمت وقلت لها: ما شاء الله عليك ذكية، ثم بادرتها بسؤال: لقد قلت لي في بداية حديثنا إنك تحافظين على الصلاة، قالت: نعم، قلت: هل تتحجبين بالصلاة؟ قالت: طبعا، قلت: لماذا؟ فسكتت فترة ثم قالت: لا أعرف، فابتسمت وقلت لها: وهل تعتقدين أن الإسلام يأمر المرأة بلباس تقابل فيه ربها ولباس أقل سترا تقابل فيه الناس؟ فاستغربت من سؤالي ثم قلت لها: إن الصلاة عبادة وهي جزء من حياتنا، وحياتنا كذلك عبادة نتعبد الله فيها فلباس المرأة في صلاتها هو لباسها في حياتها، وانتهى الحوار

نديم الماضي
17-12-2014, 10:41 PM
السلا عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بالجميع من أداريين واعضاء
كم هو جميل أن نترك بصمه جميله وتكون ذكره للشخص
للقصص حكايه والتميز مشاعر لاتوصف
ومن هنا أرفع شكري وتقديري للاخوه الذين ضحوا بوقتهم
من أجل الرقي بهذا القسم
واشكرهم ع أختيارهم قصتي من ضمن القصص المميزه

فلهم كل الشكر والتقدير..



http://im60.gulfup.com/GYSJcy.gif (http://www.gulfup.com/?oQxXu4)

رايق البال
10-02-2015, 09:58 PM
القصه رقم ( 14 )
للمتألقه : سحابه ممطره
رابط القصه :

http://omaniaa.co/showthread.php?t=33902


القصه : الثقه بالنفس




الثقة بالنفس

لم يجد رجل اﻷ‌عمال الغارق في ديونه وسيلة للخروج منها سوى بأن يجلس على
كرسي بالحديقة العامة وهو في قمة الحزن والهمّ متسائﻼ‌ً إن كان هناك من ينقذه،
وينقذ شركته من اﻹ‌فﻼ‌س؟ فجأة! ظهر له رجل عجوز وقال له: "أرى أن هناك ما يزعجك"،
فحكى له رجل اﻷ‌عمال ما أصابه، فرد عليه العجوز قائﻼ‌: "أعتقد أن بإمكاني مساعدتك"
ثم سأل الرجل عن اسمه وكتب له " شيكاً " وسلّمهُ له قائﻼ‌ً: "خذ هذه النقود وقابلني
بعد سنة بهذا المكان لتعيد المبلغ"، وبعدها رحل العجوز وبقي رجل اﻷ‌عمال مشدوهاً
يقلب بين يديه شيكاً بمبلغ نصف مليون دوﻻ‌ر عليه توقيع ( جون دي روكفلر)رجل أعمال
أمريكي كان أكثر رجال العالم ثراء فترة 1839م – 1937م. جمع ثروته من عمله في مجال
البترول، وفي وقت ﻻ‌حق أصبح من المشهورين. أنفق روكفلر خﻼ‌ل حياته مبلغ 550 مليون
دوﻻ‌ر أمريكي تقريبًا في مشروعات خيرية.

أفاق الرجل من ذهوله وقال بحماسة: اﻵ‌ن أستطيع أن أمحو بهذه النقود كل ما يقلقني،
ثم فكر لوهلة وقرر أن يسعى لحفظ شركته من اﻹ‌فﻼ‌س دون أن يلجأ لصرف الشيك الذي
أتخذه مصدر أمان وقوة له. وانطلق بتفاؤل نحو شركته وبدأ أعماله ودخل بمفاوضات ناجحة
مع الدائنين لتأجيل تاريخ الدفع. واستطاع تحقيق عمليات بيع كبيرة لصالح شركته.
وخﻼ‌ل بضعة شهور استطاع أن يسدد ديونه. وبدأ يربح من جديد.

وبعد انتهاء السنة المحددة من قبل ذلك العجوز، ذهب الرجل إلى الحديقة متحمساً
فوجد ذلك الرجل العجوز بانتظاره على نفس الكرسي، فلم يستطيع أن يتمالك نفسه
فأعطاه الشيك الذي لم يصرفه، وبدأ يقص عليه قصة النجاحات التي حققها دون أن
يصرف الشيك. وفجأة قاطعته ممرضة مسرعة باتجاه العجوز قائلة: الحمدلله أني وجدتك
هنا، فأخذته من يده، وقالت لرجل اﻷ‌عمال: أرجو أﻻ‌ يكون قد أزعجك، فهو دائم الهروب
من مستشفى المجانين المجاور لهذه الحديقة، ويدّعي للناس بأنه " جون دي روكفلر".

وقف رجل اﻷ‌عمال تغمره الدهشة ويفكر في تلك السنة الكاملة التي مرت وهو ينتزع
شركته من خطر اﻹ‌فﻼ‌س ويعقد صفقات البيع والشراء ويفاوض بقوة ﻻ‌قتناعه
بأن هناك نصف مليون دوﻻ‌ر خلفه!

حينها أدرك أنّ النقود لم تكن هي التي غيَّرت حياته وأنقذت شركته،
بل الذي غيرها هو اكتشافه الجديد المتمثل في(الثقة بالنفس ) .
,
.
و انت عزيزى القارىء:
ما هو مقدار ثقتك بنفسك و فهمك ﻻ‌مكانياتك
عزز ثقتك بنفسك و طور من امكانياتك فهي التي تمنحك قوة
تجعلك تتخطى كل الصعوبات في حياتك !




اعجبتي القصة مما لهااا ايجابيات جميلة
فـــ اتمنى ان تعجبكم وتروق لكم ...

رايق البال
10-03-2015, 11:46 PM
النص رقم ( 15 )
للمبدع : نديم الماضي
رابط النص :

http://omaniaa.co/showthread.php?t=37290

النص : هل انا حرامي ؟



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة أول الصباح..


قصه " هل أنا حرامي "



يرويها الصحفي السوداني مؤمن غالي بعنوان

هل أنا حرامي ؟؟؟



يحكى إن طبيباً سودانياً.. كان قد سافر إلى «دبلن» لامتحان الجزء الأول من تخصصه الطبي.. وكانت رسوم... ذاك الامتحان هي 309 جنيهاً استرلينياً.. ولأن الطبيب لم يجد «فكة» فقد دفع 310 جنيهاً..

وفجأة جاءه خطاب من الكلية في السودان.. بعد أن عاد من «إيرلندا» وفي طي الخطاب شيك بواحد جنيه.. مع الإيضاح للطبيب.. أنه كان قد دفع للكلية 310 جنيهاً.. مع أن الرسوم.. هي 309 جنيهاً

والحق.. فقد أعادتني هذه القصة لأحداث شخصية حدثت معي شخصياً أولها.. أنه وفي العام 1968 كنت قد اشتريت لوري.. بدفورد صنع انجلترا.. من وكيل الشركة هنا في الخرطوم.. بملبغ ألفين وأربعمائة جنيه سوداني.. لا تدهشوا.. ولا تعجبوا.. فقد كان ذلك أوان «العز» والترف الذي ذرته الرياح وتبددت أيامه كما الدخان ..

المهم .. وبعد أربعة أو ستة أشهر لا أذكر فقد وصلني خطاب.. من الشركة يبلغني بأن المصنع الانجليزي.. قد أفادهم.. بخطاب.. به من الاعتذار.. ما يخجل.. حتى ذاك الذي لا يخجل... معتذراً المصنع بأن هناك خطأ في تكلفة التصنيع وأن الثمن الحقيقي للوري .. هو فقط .. 2370 جنيهاً.. وعليه.. ترجو إدارة المصنع في الاتصال.. بالشركة حتى استرد منها ثلاثين جنيهاً.

سعدت حد الطرب.. ليس لذاك الفرق لصالحي.. ولا لثلاثين جنيهاً هبطت فجأة في «جيبي» كانت سعادتي.. لتلك الروح والأخلاق العالية والأمانة النادرة.. والإنسانية الشاسعة.. والدقة المتناهية.. التي يتمتع بها المواطن البريطاني..

وحزنت حد البكاء والغضب.. وأنا انظر حولي.. لأقيس وأقارن.. وكيف.. أن السواد الأعظم من بني وطني.. ومن جماهير شعبي.. الذين يعملون بالتجارة.. والتعامل.. المباشر مع بني وطنهم.. كيف أنهم.. يجافون.. تعاليم دينهم.. الذي يحث على الأمانة والصدق.. وكيف يحرم.. أكل أموال الناس بالباطل..

وحادثة أخرى.. كنت أنا بالأسف كله .. بطلها الأوحد.. وكان ذلك .. في العام 1978م وأيضاً كان ذلك في أيام العز.. بل الترف.. والثراء العريض.. عندما كانت زيارة لندن بالنسبة لي.. تماماً مثل زيارة أي مدينة داخل السودان. فقد كنت دائم التردد على لندن.. المهم كنت أقيم في منطقة «بادنجتون» .. استقل يومياً قطار الأنفاق.. من تلك المحطة.. ويومياً.. كنت أمر على «كشك» سيدة انجليزية عجوز.. أثرثر معها .. كثيراً و«أتونس» معها.. يومياً .. ثم اشتري «لوح» شيكولاته .. بمبلغ ثمانية عشر بنساً..
كانت تلك العجوز.. «ترص» الواح الشيكولاته على «الرف» مع وضع ديباجة تعلن ثمن السلعة.. جئتها يوماً وكالعادة .. وفي أثناء «الونسة» لمحت.. أنها قد وضعت على «رف» آخر.. الواحاً من الشيكولاتة.. ولكنها تحمل ديباجة السعر وهو عشرون بنساً وهي ترقد جنباً إلى جنب.. الرف الآخر المكتوب عليه ديباجة الثمن.. ثمانية عشر بنساً..

سألت المرأة.. اليوم أرى عندك.. نوع جديد .. أجابت في اقتضاب.. نفس النوع.. واصلت متسائلاً . إذن وزن وحجم جديد.. أجابت نفس الوزن والحجم.. واصلت «ثقالتي» وأنا أقول.. إذن هو مصنع آخر أجابت.. نفس المصنع.. هنا سألتها: إذن لماذا والحال هكذا.. هناك ثمنان أحد الأرفف يحمل 18 بنساً.. ورف آخر يحمل 20 بنساً ؟

أجابتني.. شارحة الوضع.. قائلة.. هناك مشاكل في نيجيريا.. التي يأتي منها الكاكاو وهذا هو الثمن الجديد.. هنا سألت المرأة.. قائلاً ترى من يشتري منك بعشرين بنساً مادام أنت تبيعين نفس النوع بثمانية عشر بنساً ؟ فقالت نعم أنا أعمل ذلك.. ولكن بعد أن ينفد ذاك الذي هو بالسعر القديم.. سوف يشتري الناس بالسعر الجديد..

هنا قلت لها في غفلة وبلادة ولا مبالاة وإهمال.. لماذا لا تخلطين النوعـين معاً وتبيعين بالسعر الجديد.. أي بعشرين بنساً ؟؟

فجحظت عينا المرأة.. وبات وجهها في صفرة الموت.. ثم مالت نحوي.. وهي تهمس في فزع.. هل أنت حرامي؟؟
ولا زلت.. ومنذ ذاك التاريخ.. أسأل نفسي.

هل أنا حرامي؟؟ أم هي غشيمة.. بهيمة تلك المرأة..
طيب .. إذا كنت أنا حرامي كيف هم أولئك الذين يشترون آلاف الجوالات من الدقيق... وعندما يرتفع السعر يبيعون.. بالسعر الجديد !!

وفي أي «سقر» أو «جحيم» أو «سعير» يتقلب فيها «محروقاً» من يزيد فجأة سعر «البصل» في مخازنه.. ويبيعه بالسعر الجديد رغم أنه قد اشتراه بالسعر البائس الزهيد القديم !!!

ولن أكتب حرفاً واحداً عن «مخزني» السكر

فهؤلاء .. سيواجهون.. أمراً «مراً» في ذاك اليوم الرهيب.

بقلم / مؤمن غالي

نوارة الكون
13-03-2015, 08:57 AM
قصه رقم (16)
بعنوان
حين قالت أنتي بلا مخ



للمتميزه حنايا روح عابر
على الرتابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=37528






حين كانت أستاذة منيرة تكتب درسها الممل على السبورة كنت أول من يقوم بقذف
الطائرات في اتجاهها . .
وكان هذا العمل يعد بطولياً بالنظر إلى عصبية أبله منيرة وحدتها . . لذا كانت
الطالبات يحاولن كتم ضحكاتهن التي لا تحتمل حين تضرب إحدى طائراتي الهدف مباشرة!
كانت تشتعل غضباً وصراخاً باحثة عمن قام بهذا لكنها عبثاً لا تملك أي دليل عليّ فقد
كنت ممثلة ماهرة جداً . .

لذا كانت تصب جام غضبها على الطائرات فتقطعها إرباً وهي تتوعدنا بنقص الدرجات التي كانت آخر ما يهمنا.. أو يهمني أنا شخصياً..

كنت الطالبة المهملة المثالية في تلك المدرسة الابتدائية.. وكان بالإمكان تقليدي وسام (أكسل) طالبة في المدرسة.. كل المدرسات كن يمقتنني وينفرن من تصرفاتي الهوجاء وإهمالي الدراسي.. كما أن أمي لم تكن تعتني بنظافتي وترتيبي كثيراً فاكتملت المأساة..

وفي كل مرة كانت المشرفة الاجتماعية تعطيني ورقة لأمي كنت أمزقها وأرميها في طريق عودتي للبيت.. أمي لم تكن تقرأ وحتى لو كانت تقرأ فهي لا تهتم أصلاً بهذه الأمور..

وذات يوم في حصة الرياضيات قالت لي أبله سلمى: (أنت لا تفهمين لأنك لا تملكين مخاً أصلاً مثل باقي البشر!!) كانت كلمتها قاسية جداً وجرحتني، لكني أبديت اللامبالاة ووقفت في صمت خلف باب الفصل لأكمل عقابي لعدم حل الواجب وأيضاً بسبب إضحاكي لزميلاتي طوال الوقت..

كنت مقتنعة تماماً أني لا أصلح لشيء.. وأن هذه المدرسة ليست لي ولا لأمثالي.. إنها للفتيات اللاتي يعشن مع أسرة طبيعية ويخرجن للنزهات مع أهاليهن.. إنها للفتيات المرفهات وليس المعذبات والمهمَلات أمثالي..

لذا لم أكن أهتم بأي شيء.. ورسبت للعام الثالث على التوالي في الصف السادس..

وفي السنة الأخيرة زاد شغبي وإهمالي حتى قررت المدرسة فصلي تماماً من المدرسة.. وعدت إلى البيت لأخبر أمي بأني يجب أن أذهب لمدرسة أخرى..

وبالطبع لم يكن لأمي أي تعليق حول ذلك.. فقد كان في مجلسها عدد من النساء وكانت مشغولة بالحديث والضحك معهن..

لذا طلبت من ابنة عمي المتزوجة أن تأتي معي لأسجل في مدرسة أخرى.. وذهبت معي وحاولنا.. لكن المديرة رفضت فقد كان سجلي حافلاً ولا يشجع على القبول بي في أي مدرسة..

ثم حاولنا في مدرسة أخرى وتم الرفض أيضاً.. ولم يكن أمامي سوى أن أعرض على والدي تسجيلي في مدرسة أهلية، لكنه رفض تماماً.. فقد كان مشغولاً بتكاليف زواجه المقبل.. ولم يكن يستطيع تحمل مصاريف جديدة..

عندها أيقنت أني يجب أن أجلس في البيت حتى يقضي الله أمره..

وبقيت في المنزل عامين كاملين.. لم أشعر خلالهما بأي شيء.. كنت أزور بنات عمي ويزرنني بدورهن أحياناً.. وفي الربيع كنا نخرج للبر.. ولم يكن هناك أشياء جديدة..

طوال تلك المدة كان هناك جرح يؤلمني رغم محاولتي لتجاهله.. إنه تيقني التام.. أني إنسانة فاشلة.. ولا فائدة لها في الحياة.. كانت كلمة أبلة الرياضيات لا تزال ترن في ذهني.. أنت لا تملكين مخاً مثل باقي البشر.. أنت لا تملكين مخاً..!

لذا برمجت حياتي كلها على هذا الأساس.. وهو أني انسانة بلا مخ.. بلا عقل.. همها فقط الضحك واللعب والحديث..

وكنت أعرف منذ طفولتي أني محجوزة لابن عمي مساعد.. صديق طفولتي.. والشاب العاقل الوسيم الذي تتمناه كل فتيات أسرتنا.. لكن لسببٍ لا أعرفه لم يتم الحديث حول هذا الموضوع أبداً رغم أني أصبحت أبلغ من العمر 17عاماً وهو عمر مناسب للزواج في نطاقنا العائلي..

وذات مرة سمعت همسات بين أمي وزوجة عمي، وبدت أمي غاضبة بعض الشيء.. ثم جاء دور أبي الذي ظهر غضبه جلياً.. وسمعت صراخاً بينه وبين عمي في المجلس.. لكن دون أن أعرف حول ماذا..

وبعد يومين.. عرفت الحقيقة من ابنة عمي.. لقد كانت المسألة كلها حولي أنا.. ومساعد..

فمساعد الذي بنيت أحلامي عليه.. لا يريدني.. مساعد الذي تخرج الآن من الكلية الأمنية لا يريد فتاة محدودة الأفق والتفكير مثلي.. إنه لا يريد فتاة ناقصة.. أو بلا مخ كما أخبرتني معلمة الرياضيات..!

وكانت هذه قاصمة الظهر بالنسبة لي..

لقد أصبت هذه المرة بشدة.. وفي صميم كبريائي..

استطعت تحمل الصدمة.. وتجاوزت الموضوع رغم الانقطاع الكبير الذي حدث بين أهلي وبين بيت عمي.. لكني أيقنت حينها أني يجب أن أتغير..
يجب أن أفعل شيئاً لنفسي..

واتخذت قراري بإكمال تعليمي عن طريق المنازل..

كان القرار صعباً في البداية.. وكنت مشتتة لأني أعود للدراسة بعد ثلاثة أعوام من نسيانها.. لكن عزيمتي كانت أقوى من أي صعوبات.. توكلت على الله.. وعزمت على التفوق وليس النجاح فقط في دراستي..

وبالفعل استطعت سنة بعد سنة اجتياز الصف الأول ثانوي وبتقدير جيد جداً.. وهو ما لم أحلم به في حياتي..

وبعد ذلك شعرت أني بحاجة لشيء يشغل وقت فراغي طوال العام.. فقررت الالتحاق بدار التحفيظ الجديدة التي فتحت قرب بيتنا..
وبالفعل التحقت بها وانسجمت مع المدرسات والطالبات وشعرت أني بدأت حياة جديدة.. فقد كان الجو ودوداً جداً.. وتحمست جداً لحفظ القرآن الكريم..

وذات مرة.. أشادت بي المعلمة وقالت أن لي حافظة قوية.. فطأطأت رأسي وقلت لها بخجل.. (أنت تجاملينني فأنا طوال عمري كسولة ولا أملك قدرات عقلية مثل غيري..)
نظرت إلي أبله هناء باستغراب وقالت.. (ومن قال لك ذلك؟)

قلت لها: (معلمة الرياضيات قبل ثمان سنوات)

عندها قالت لي وهي تبتسم : (على العكس تماماً أنت إنسانة ذكية ونبيهة جداً.. ربما كانت فقط ظروفك هي المؤثرة سلباً عليك، وحينما كبرت واستطعت تجاوز هذه الظروف؛ ظهرت قدراتك العقلية التي كانت خافية بسبب الإهمال وبسبب الظروف القاسية).

لم أستطع حبس دمعة ساخنة في عيني.. فطوال عمري لم أشكو لأحد معاناتي الحقيقية التي كنت أحاول اعتبارها أمراً عادياً.. لذا لم أشعر بنفسي إلا وأنا أسرد لمعلمتي شريط حياتي بكل آلامه..
حكيت لها عن قسوة أمي وعدم اهتمامها بي ولا بنظافتي ولا تعليمي وتربيتي منذ الطفولة، وحكيت عن أبي الذي لا نراه إلا نادراً بسبب انشغاله بزوجته الجديدة ثم طلاقه وزواجه من جديد.. حكيت لها عن تقتير أبي علينا وحرماننا من أبسط احتياجاتنا.. وعن أسرتنا حيث المشاعر لا أهمية لها ولا مكان سوى للقسوة والحدة في التعامل.. وحكيت كيف شاهدت أمي تضرب عدة مرات من قبل أبي.. وكيف سجن أخي عدة مرات بسبب العصابة الفاسدة التي يصاحبها، وعن الديون التي أغرقت كاهل أبي ودفعته لخلافات كثيرة مع إخوته.. حكيت لها كل ما كان يعتمر قلبي ويكبت أنفاسي منذ سنوات.. ثم حكيت لها عن قصة مساعد وكيف رفضني بسبب كسلي وغبائي..

وشعرت بالحرج.. كيف أخبرتها عن كل ذلك..

لكنها ابتسمت لي ربتت على كتفي وقالت.. (عزيزتي نفلة.. الإنسان هو ما يطمح أن يكون.. مهما كانت ظروفه.. أنت الآن على أعتاب طريقك الصحيح فاستمري به وسوف تصلين بإذن الله وتصبحين الإنسانة المحترمة التي تطمحين لأن تكوني إياها.. ثم.. انظري دائماً للجانب الأفضل.. أنت رغم كل تلك الظروف كنت وما زلت نفلة الطيبة المحبوبة التي يحبها الجميع لطيبتها ومرحها.. كما كنت نفلة الخلوقة الصالحة التي لم تنسق وراء المغريات أو تنحرف كما تعلل الكثيرات أسباب انحرافهن بظروف الأسرة.. أنت استطعت مقاومة كل ذلك.. وبالإضافة إليه طورت نفسك وشققت طريقك نحو النجاح في الدنيا والآخرة.. لقد نجحت في الدراسة ونجحت في حفظ نصف القرآن في سنة واحدة وهذا إنجاز كبير جداً ورائع يا نفلة.. أنت إنسانة رائعة وموهوبة ما شاء الله)

نظرت إلي مرة أخرى ثم قالت وهي تبتسم: (وسيعوضك الله من هو خير من مساعد فلا تقنطي من رحمة الله واستمري في طريقك).

انسابت كلمات معلمتي كالماء الزلال على الأرض العطشى المتشققة فتشربتها بعطش وارتاحت لها نفسي وشعرت أني أعطيت دافعاً قوياً للسير نحو النجاح..

والحمد لله بعد عام آخر تخرجت من الثانوية بتقدير لم يتوقعه أحد، كما أتممت ختم كتاب الله في نفس السنة. وفي نفس السنة أيضاً.. تقدم لخطبتي أحد أقاربنا الذي لم أتوقع يوماً أن يخطبني.. لقد كان مهندساً وقادماً للتو من الخارج بعد إكمال دراسته وكان يبحث عن فتاة صالحة.. لقد شعرت لوهلة أن هذا كثيرٌ عليّ.. بعد هذه السنوات كنت أتوقع أن أحظى بأقل من هذا بكثير.. لكن الحمد لله الذي وسعت رحمته كل شيء..

وتزوجت وعشت في سعادة ولله الحمد.. وشجعني زوجي على إكمال دراستي الجامعية بالانتساب..

وفي حفل تخريج الخاتمات لكتاب الله.. كنت أتهادى في سيري وأنا حامل في شهري الأخير.. وقد اجتزت السنة الجامعية الأولى في كلية الدعوة وبتقدير امتياز..

وفي لحظة تسلمي للشهادة شعرت بدموعي الساخنة تترقرق في عيني، وتمنيت لو ألتفت فأرى معلمتي في الرياضيات هنا بين صفوف الحاضرات..

قائد الغزلان
28-03-2015, 07:48 PM
الرواية(17)
بعنوان:.
" بقايا أنثى"

للكاتبة المميزه. احساس روح
رابط القصة:


http://omaniaa.co/showthread.php?t=38010








بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" مقدمة القصة"
ان شاء الله من هالمنبر بقدملكم قصة بقلمي هي قصة حقيقية حدثت لأحدى البنات ولكني بصيغها بقلمي وسأغير من الاحداث الثانويه قليلا
هي قصة تحمل في طياتها مشاعر الانثى عندما تعشق
بفرحها بحزنها بأشواقها بغيرتها وبغضبها
في هذي القصة ستعيشون وستعرفون المشاعر المختلطه لقلب الانثى عندما تحب
ستعلمون ما في قلب الانثى من حب وغيره وتسامح وعشق
هي انثى تراكمت لديها كل تلك المشاعر
بإختصار القصة عبارة عن " قصة انثى تلاطمتها امواج الزمن لتصبح بقايا انثى"
وان شاء الله انتظروا الجزء الاول او بالاحرى نقول السنة الأولى
ولكم خالص مودتي واحترامي

نوارة الكون
24-05-2015, 12:21 PM
قصه رقم (18)
الأمير والحمال







للمتميزه حنايا روح عابر

على الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=45140









خرج الأمير علي إبن الخليفة العباسي المأمون إلى شرفة القصر العاجية ذات يوم .. وراح ينظر إلى سوق بغداد يتابع الناس في السوق .. فلفت نظر الأمير حمّال يحمل للناس بالأجرة وكان يظهر عليه الصلاح .. فكانت حباله على كتفه .. والحمل على ظهره ينقل الحمولة من دكان لآخر .. ومن مكان إلى مكان .. فأخذ الأمير يتابع حركاته في السوق .. وعندما إنتصف الضحى .. ترك الحمّال السوق وخرج إلى ضفاف نهر دجلة .. وتوضأ وصلى ركعتين .. ثم رفع يديه وأخذ يدعو .. ثم عاد إلى السوق فعمل إلى قبيل الظهر .. ثم إشترى خبزا فأخذه إلى النهر .. فبله بالماء وأكل .. ولما إنتهى توضأ للظهر وصلى .. ثم نام ساعة وبعدها ينزل للسوق للعمل .. وفي اليوم التالي .. عاد وراقبه الأمير علي .. وإذ به نفس البرنامج السابق .. والجدول الذي لا يتغير .. وهكذا اليوم الثالث والرابع .. فأرسل الأمير جنديا من جنوده إلى ذلك الحمّال يستدعيه لديه في القصر .. فذهب الجندي وإستدعاه .. فدخل الحمّال الفقير على الأمير وسلم عليه ..

فقال الأمير: ألا تعرفني؟

فقال: ما رأيتك حتى أعرفك.

قال: أنا ابن الخليفة.

فقال: يقولون ذلك!

قال: ماذا تعمل أنت؟

فقال: أعمل مع عباد الله .. في بلاد الله.

قال الأمير: قد رأيتك أياما .. ورأيتُ المشقة التي أصابتك .. فأريد أن أخفف عنك المشقة.

فقال: بماذا؟

قال الأمير: اسكن معي وأهلك بالقصر .. آكلا شاربا مستريحا .. لا همّ ولا حزن ولا غمّ.

فقال الفقير: يا ابن الخليفة .. لا همّ على من لم يذنب, ولا غمّ على من لم يعص، ولا حزن على من لم يُسيء؛ أما من أمسى في غضب الله، وأصبح في معاصي الله، فهو صاحب الغمّ والهمّ والحزن.

فسأله عن أهله .. فأجابه قائلا: أمي عجوز كبيرة .. وأختي عمياء حسيرة .. وهما تصومان كل يوم وآتي لهما بالإفطار .. ثم نفطر جميعا ثم ننام.

فقال الأمير: ومتى تستيقظ؟

فقال: إذا نزل الحي القيوم إلى السماء الدنيا - يقصد أنه يقوم الليل.

فقال: هل عليك من دين؟

فقال: ذنوبٌ سلفتْ بيني وبين ربي.

فقال: ألا تريد معيشتنا؟

فقال: لا والله .. لا أريدها.

فقال: ولم؟

فقال: أخاف أنْ يقسو قلبي وأن يضيع ديني.

فقال الأمير: هل تفضل أن تكون حمّالا على أن تكون معي في القصر؟

فقال: نعم والله.

فأخذ الأمير يتأمله وينظر إليه مشدوها .. وراح الحمّال يلقى عليه مواعظ عن الإيمان والتوحيد .. ثم تركه وذهب. وفي ليلة من الليالي .. شاء الله أن يستيقظ الأمير .. وأن يستفيق من غيبوبته .. وأدرك أنه كان في سبات عميق .. وأن داعي الله يدعوه لينتبه.

فاستيقظ الأمير وسط الليل وقال لحاشيته: أنا ذاهب إلى مكان بعيد .. أخبروا أبي الخليفة المأمون أني ذهبت .. وقولوا له بأنّي وإياه سنلتقي يوم العرض الأكبر.

قالوا: ولم؟

فقال: نظرتُ لنفسي .. وإذ بي في سبات وضياع وضلال .. وأريدُ أن أُهاجر بروحي إلى الله. فخرج وسط الليل .. وقد خلع لباس الأمراء ولبس لباس الفقراء .. ومشى واختفى عن الأنظار .. ولم يعلم الخليفة ولا أهل بغداد أين ذهب الأمير؟! وعهد الخدم به يوم ترك القصر أنه راكب إلى مدينة واسط، كما تقول كتب التاريخ، وقد غير هيئته كهيئة الفقراء .. وعمل مع تاجر في صنع الآجر (الفخار). فكان له ورد في الصباح يحفظ القرآن الكريم .. ويصوم الأثنين والخميس .. ويقوم الليل ويدعو الله عز وجل .. وما عنده من مال يكفيه يوما واحدا فقط. فذهب همه وغمه .. وذهب حزنه وذهب الكبر والعجب من قلبه. ولما أتته الوفاة .. أعطى خاتمه للتاجر الذي كان يعمل لديه .. وقال: أنا ابن الخليفة المأمون .. إذا متُ فغسلني وكفني واقبرني .. ثم اذهب لأبي وسلمهُ الخاتم. فغسله وكفنه وصلى عليه وقبره .. وأتى بالخاتم للمأمون .. وأخبرهُ خبره وحاله .. فلما رأى الخاتم شهق وبكى الخليفة المأمون .. وارتفع صوته .. وبكى الوزراء .. وعرفوا أنه أحسن اختيار الطريق...؟!

رايق البال
06-06-2015, 12:01 AM
النص رقم ( 19 )

للمبدعه : طبيبة الاحساس

رابط القصه

http://omaniaa.co/showthread.php?t=46608

عنوان النص .. الشاب المسلم والنصرانيه


قصة قامت على الحب في ربوع ‏الشام حيث نجد الكثير من العوائل المسلمة والنصرانية في حياة طبيعية .....فكلهم أهل ‏قرية واحدة وحدث أن صعد شاب مسلم إلى سطح منزلهم وكان بالجوار بيت نصراني ...فلمح ‏الشاب بنتآ كالقمر في باحة البيت..وخفق قلبه لها..*

‏وعلى الفور أسرع وخرج إلى ذلك ‏البيت ......وطرق الباب .... ففتحت الفتاة باب الدار قليلآ لترى ماذا يريد..؟*
فيخبرها ‏عن حبه وهيامه بها وانه يريد ان يتزوجها..فتر د عليه بأنها لاتتزوج مسلمآ لأنها ‏نصرانيه ...وانه اذا كان جادآ في حبه لها فعليه ان يتنصر ثم يتقدم لها ...وعندها ‏ستقبل به زوجآ واحتار الشاب
‏أيغير دينه لأجلها...!!*

‏ولكن ....يبدو أن الحب ‏جنون..حيث حسم الشاب أمره في النهاية وعاد إلى الفتاة وأخبرها أنه موافق أن يغير ‏دينه الى النصرانيه لكي يتزوجها .....ففرحت الفتاة..وذهبت وإياه الى الخوري وهو رجل ‏الدين النصراني

الكنيسة ......واستقبلهما بكل ترحاب مستفسرآ عن مجئ الشاب ‏لعلمه بأنه غيرنصراني...فتخبره الفتاة بأنه يريد أن يتزوجها وليس لديه مانع في ان ‏يغير دينه لأجل ذلك..

‏رحب الخوري بالشاب مثنيآ على شجاعته في أتباع الحق ...ثم ‏أخذه إلى حوض به ماء يعرف عند النصارى بانه ماء التعميد ...أمسك الخوري برأس الشاب ‏من شعره وقام بتغطيس رأسه في الماء ثلاث مرات وهو يقول في كل مرة ((‏أدخل مسلم ‏أخرج نصراني)) ثم أطلقه وقال له : ((اذهب الآن لقد أصبحت نصرانيآ))

‏تعجب الشاب ‏من هذه الطريقة في تغيير الديانة . ولكنه لم يتعب نفسه في التفكير فقد أصبح ‏بإمكانه أن يتزوج بالفتاة التي أحب*

‏وفعلآ تقدم لها وتزوجها ومرت الأيام..وأتت ‏فترة الصوم عند النصارى ..
‏وهذه الفترة ليست كشهر رمضان عند المسلمين بل هي صوم عن ‏اللحوم والألبان ومنتجات الحيوانات فقط وتستمر لمدة اربعينيومآ..‏وبينما ‏الزوجة جالسة في بيتها إذ فوجئت بزوجها يدخل الدار ومعه دجاجة مشوية وجلس واكلها بكل ‏تلذذ وبرود*
‏صدمت الفتاة لهذا المنكر العظيم غضبت بشدة ورفعت صوتها على ‏زوجها ثم خرجت وهي تتوعده بانها ستخبر الخوري عن إثمه العظيم*

‏وغضب الخوري لما ‏فعل الشاب واستدعاه على الفور..وقال له : كيف تخالف تعاليم ديننا وتأكل دجاجة في ‏فترة الصوم ؟*

وفوجئت الفتاة عندما رد زوجها بقوله :*

(( ولكنني لم أكل أي ‏دجاجه؟ ))
‏هتفت الفتاة 'أو تكذب..؟؟ ايضا*

‏ولكن الشاب لم يغير موقفه أنا لم ‏أكل أي دجاجه ..*

ولم اقترف ذنبا*

‏أخذت الفتاة تصرخ وتقسم بأنها رأته ‏بعينيها وهو يأكل الدجاجة ..*

‏واخيرآ قام الخوري بتهدئة الوضع وخاطب الشاب بكل ‏هدوء ((يابني ... زوجتك تقسم بالرب أنها رأتك تأكل الدجاجة وانت تنكر فكيف ‏ذلك))*

‏فقال...!!!الشاب بكل برود : أنا لم أكل دجاجه أنا أكلت عنبا*

‏فرد ‏عليه الخوري : ولكنها تقسم أنك أكلت دجاجة.. !!؟؟*

فقال الشاب :*

لقد كانت دجاجه ... ‏ولكنني احضرتها*

و غطستها بالماء ثلاثآ وأنا أقول لها : أدخلي دجاجة واخرجي....!!! ‏عنبا*

‏دهش الخوري لهذا الكلام الذي لامنطق له
‏وقال في استنكار ساخر : ‏أيها الأحمق أتتحول الدجاجة إلى عنب بمجرد تغطيسها بالماء...؟؟؟؟!!!))*

‏فقال ‏الشاب بكل سخرية : ((وتظنني سأترك الإسلام وأصبح نصرانيآ بمجرد أن قمت بتغطيسي بماء ‏الكنيسة....)))

رايق البال
19-06-2015, 12:20 AM
النص رقم ( 20 )

للمبدعه : فزة خفوق
رابط الروايه

http://omaniaa.co/showthread.php?t=46686

عنوان الروايه وهي من 10 بارتات ( 1 - 10 )

رواية رعب طويلة وحقيقيه :~

بسم الله الرحمن الرحيم


اسلآآمن عليكم يالربع :~
شحالكم ؟؟


أول روااايه كوووويتيه رعب

للكااااتبه ::

ReRez

والكلام اللي على لسااانها :~


بقول هالكلمتين والله من حبي لكم
تره انا ماكتبت القصه بس لمجرد اني استانس اخرعكم او اخليكم ماتعرفون تنامون عدل بالليل لا والله انا كتبتها لأن بإذن الله القصه بتساعد وايد ناس يمكن يكونون مرو حتى لو بربع من اللي مرت فيه فجر او عالأقل يعرفون ناس صارتلهم احداث شبيهه من احداثنا

و تره فجر وايد قريبه مني بس ماراح اقول صلة القرابه و الاحداث كلها واقعيه 100% بس غيرت الاماكن اللي احصلت فيها الاحداث

و بعيد تره القصه تتكلم عن ( العالم الآخر ) و اللي تخاف امنتها الله لا تقراها لأني مو مسؤوله عن اي شي

ومره اخيره اقول لحد يدعي علي و لا حتى بكلمة حسبي الله عليج ماخليتني انام حتى لو قلتيها على غشمره انا بتضايق وايد لأن مابي دعوات من هالنوع


هالمره روايتي من نوع مختلف .. هالروايه بتكون واقعيه 100% و أحداثها تتعلق بالعالم المجهول ..
و لأن روايتي هالمره غير .. ماراح ارويها انا .. راح ترويها لكم فجر
بسم الله .. نبدي
--




البآآآرت الأول :~

انا فجر .. عمري 24 سنة صارتلي وايد اشياء بحياتي كبرتني 20 سنة زياده على عمري .. راح تعرفون كل شي بوقته .. بس قبل لا ابدي قصتي .. بعرفكم على بيتنا واللي فيه .. و ماراح تضيعون لأن كل اللي بالبيت 5 اشخاص

- انا ( فجر ) ببداية قصتي كانت سنة 2004 كان عمري وقتها 18 سنة .. كنت توني متخرجة من الثانوية
مواصفاتي : بيضه حيل لدرجة ان العروج تبين بارقبتي و ايدي و كل مكان بجسمي ماحب بياضي لأن اوفر و جسمي صاير يخرع جنه شفاف .. شعري كستنائي فاتح لي بداية جتفي .. عيوني سود عاديه لا كبيره ولا صغيره و خشمي مرسوم ( طالعه على امي ) .. حلجي عادي .. ماقدر اقول عن نفسي حلوه بس الناس يقولون عني ناعمه .. و يسموني بنت غزة ( لأني بيضة حيل و شعري فاتح )
- اختي ( فاطمة ) اصغر مني ب سنتين يعني وقتها عمرها 16 سنة .. اهي عكسي سمره سمارها حلو .. عيونها كبار و خشمها بعد مرسوم شعرها قصير لونه اسوود .. انا اشوفها احلى مني بس الناس تقول اني انعم منها
- امي الغالية ( سعاد ) : ربة بيت ( ماتشتغل ) طيبة و حنونه و اهي بالنسبة لنا الأم والأبو اللي ماعرفناه عدل من يوم ما طلق امي يعني بالضبط من بعد ولادة فاطمة الا اللهم جم مره زارنا فيها وماخذت اكثر من ربع ساعه من وقته الثمين
- يدتي ( ماما آمنة ) : أم أمي و عايشة معانا لأن امي موراضية تخليها تعيش عند خوالي ماترتاح تخليها عند حريمهم لأن يدتي مره عوده و يمكن يتمللون منها .. و هم لأنها امها وماتبي تكون بعيده عنها
- سوما : خدامتنا الهندية ..

- احنا ساكنين بمنطقة الصليبيخات .. قاعدين ب دور أرضي ( ايجار ) .. مع العلم ان ابوي غني حيل عنده خير بالكويت و بره الكويت بعد - و اهو ريال معروف بالديره - بس للأسف لأن امي بنت ناس على قد حالهم ماقدرت تاخذ منه شي بعد طلاقهم .. غير جم دينار بدل اجار و نفقه .. بس الحمدلله على كل حال .. ناكل ونشرب و ننام -

~ سنة 2004 ~
- الصليبيخات -

كانت عطلة الصيف .. طلعت من داري العصر كان الكل نايم ماعدا امي لقيتها قاعده بالصالة .. رحت قعدت يمها و كلمتها

فجر : يمه ابي اسوق
سعاد : اي والله انا ابيج تسوقين اليوم قبل باجر .. عشان يخف الحمل عني
فجر : أي حمل ؟
سعاد : اغراض البيت ماجله .. دوام اختج .. مواعيد يدتج بالمستوصف كل شي
فجر : اوله .. اذا سقت بتخليني اصير كومار البيت .. خلاص هونت مابي اسوق
سعاد : الحين انا صارلي سنييين كومار البيت وماقلت شي يعني ماستاهل تشيلين الحمل عني ؟
فجر : اوو يمه اشفييج ؟؟ انتي امنا شي طبيعي بتسوين اشغالنا بس انا بنتج اذا سقت بسوق عشان اصير مثل غيري بفتح لي سياره بستانس بطلع بتمشى بشوف الدنيا
سعاد : و عسى ان شاءالله بفتح لج سياره بالمليون اللي ينزلي شهريا ؟؟ احنا على الله وعلى هالسياره اللي عندي .. يعني اذا بتاخذينها اخذيها بس سوي شغل البيت فيها
فجر : لا والله مالي شغل راح افتح سياره يعني راح افتح سياره
سعاد : ( كلمتني بصراخ ) من وييين افتحلج ؟؟ شايفتني قاعده على كنز
فجر : يمه انا بنت سالم ال... وكل رفيجاتي يدرون اني بنته والله فشله اذا مافتحت سياره يمه حرام علييج
سعاد : حرام علي انا ؟؟؟ انااا يا فجر؟؟؟؟
فجر : ( قعدت ابجي و اصرخ ) اي حرام عليج انتي .. لو ما تزوجتي واحد متزوج و عنده عيال جان ما يينا على هالدنيا

( بهالوقت حسيت اني مختنقه .. قمت ركضت غرفتي و قطيت نفسي على فراشي وقعدت ابجي حييل .. ابجي على ابوي اللي تركني من كان عمري سنتين و ترك فاطمة اللي توها مولوده .. ابجي على امي اللي طلقها لأن مرته درت عن زواجه و خيرته بينها وبين امي .. واهو طبعا ماقدر يطلقها لأنها بنت عمه و مايصير يطلق بنت عمه عشان وحده ماتزوجها الا عشان يشبع نزواته مو اكثر )

بالصاله خليت امي بروحها .. كانت تبجي بسبتي .. تبجي من قسوة كلامي عليها .. تبجي من هالزمن اللي ظلمها و ظلمنا معاها
سعاد : ( تبجي ) الله يرد لكم حقكم
- اطلعت يدتي من غرفتها -

ماما آمنة : اشفيج سعاد ليش تبجين ؟
سعاد : ( تمسح دموعها ) مافيني الا كل خير
ماما آمنة : شلون مافيج الا كل خير وصوت البجي واصل لي داري
سعاد : فجر تبيني افتح لها سياره و يوم قلتلها اني ماقدر اقعدت تلومني وتبجي
ماما آمنة : عادي ياهل خليها الحين وباجر بروحها تعرف ان انتي مالج أي ذنب .. وكل الذنب على ابوها هاللي مايخاف ربه
سعاد : ( انزلت دمعتها ) الله ياخذ حقهم منك يا سالم
ماما آمنة : لا تبجين و ميخالف هذي ياهل قلتلج باجر تكبر و تنسى
سعاد : تنسى ؟ اشتنسى .. الله كريم بس

- بعد اسبوعين فاطمة قعدتني من النوم الساعه 11 الظهر و يابت معاها خبر تعب نفسيتي اكثر -

فاطمة : ( تقعدني ) فجر فجوووور قوومي بقووولج شي مهم
فجر : ( غصب فتحت عيني ) اشتبييين ؟
فاطمة : نوف ساقت و خذت بي ام موديل السنه
فجر : ( ما استوعبت عدل ) أي نوف ؟
فاطمة : نوف اختج
فجر : ( فزيت من مكاني ) نوف ؟؟؟ اشدراج ؟
فاطمة : ريم قالتلي (( ريم رفيجة فاطمة .. و اخت ريم تصير رفيجة نوف - اختنا من ابونا - ))
فجر : انتي متأكدة ؟
فاطمة : اي والله متأكده .. ريم قالتلي ان نوف امس خذت السياره من الوكاله و راحت بيتهم توري اختها النيوو كاار على قولتها
( بهاللحظة حسيت بحقد .. حسيت بنااار تاكل صدري .. وتذكرت قبل 3 سنين كان عيد الفطر و حبيت ادق على ابوي و اقوله كل عام واهو بخير .. بعد معاناة وافقت امي اني ادق عليه .. كانت خايفه ان ابوي مايعاملني عدل اذا دقيت .. و فعلا دقيت و كان الحوار كالآتي )

فجر : ( بصوت متردد غصب طلعته ) أأ لو ؟
وحده من خواتي ردت علي ماعرف منو اهي بالظبط ( للعلم انا عندي وايد خوات و اخوان ماعرفهم ) : منو ؟؟
فجر : السلام عليكم
اختي ( والله تضحكني هالكلمه لأني للحين ماعرفت اهي أي اخت بالضبط ) : وعليكم السلام منو ؟
فجر : ابوي موجود ؟
اختي : ابوج ؟؟ منو انتي ؟
فجر : أ.. أنا فجر
اختي : فجر بنت سعاد ؟
فجر : ( حسيت من اسلوبها انها مستحقرتني ) اي ممكن اكلم ابوي ؟
اختي : اشتبين فيه ؟
فجر : ابي اكلمه
اختي : ابوي مو فاضيلج هذا عيد و شي طبيعي بيكون مشغول انا راح اقوله انج دقيتي باي ( وسكرت التلفون بويهي )

ماراح اوصف لكم اللي صار فيني بعد هالمكالمة .. وامي لامتني وايد لأني دقيت .. بس انا كنت ملزمه اني اكلمه .. كنت عنيده .. و فعلا بالليل نطرت امي تنام و رحت الصاله خذيت دفتر الارقام من الدرج و دقيت على بيت ابوي مره ثانيه .. وهالمره رد علي اهو

ابوي : ( بصوت يخرع ) الو
فجر : ( خفت اول ماسمعت نبرة صوته وماقدرت اتكلم )
ابوي : الوو ؟؟ منو
فجر : انا فجر
ابوي : منو فجر ؟
فجر : انت ابوي ؟
ابوي : ( سكت مده بعدها قال ) اشلونج فجر
فجر : ( وايد فرحت لأن سأل عني ) الحمدلله انا بخير وانت يبه اشلونك ؟
ابوي : بخير .. ها ليش داقه هالحزه ؟
فجر : ( استحيت من سؤاله و حاولت ارقع موقفي ) يبه اليوم عيد و..
ابوي : ( قاطعني ) اييي يعني تبون عيديه ؟؟
فجر : ( جملته اقطعت آخر اشعرة أمل كنت بانيتها على هالاتصال .. سكت وماقدرت ارد عليه )
ابوي : الوو
فجر : ( دمعتي انزلت من الصدمه ) كل عام وانت بخير يبه ( و سكرت التلفون مانطرت اسمع منه شي اكثر )
--
بعد هالذكرى رجعني صوت فاطمة للواقع
فاطمة : فجووور وين سرحتي .. منقهره صح ؟؟ والله انا بعد انقهرت شكو تاخذ سياره و انتي لأ

( مارديت عليها كان دمي يغلي من القهر .. خليتها و طلعت من الغرفه ادور امي لقيتها بالمطبخ تقطع دياي حق الغدى )

سعاد : ( ابتسمت لي ) ها يمه صباح الخير اليوم بسويلكم مجبوس دياي والعيش أحمر مثل ماتحبينه
فجر : ( ماكنت اقدر اسيطر على اعصابي .. كنت ميته من القهر ) ابي اروح حق ابوي
سعاد : ( هدت الدياي من ايدها ) شنو ؟
فجر : ( دموعي انزلت و قعدت اتكلم بانفعال ) قلت ابي ارووح حق ابوووي وديني الحين حق ابوي
سعاد : يمه فجر اشفيج
فجر : ( قعدت اصارخ ) ابووي شرى حق بنته نوف بي ام مديل السنه .. وانا حتى كورولا مو يايب لي ولا سأل فيني .. وديني له بواجهه
سعاد : ( قربت مني قصدها تواسيني ) يمه فجر..
فجر : ( كنت حيل معصبه ) والله اذا ماوديتيني انا بنفسي راح آخذ تاكسي و اروح له
سعاد : خلاص يمه اهدي شوي .. وانا العصر راح اوديج

( طلعت من المطبخ بروح غرفتي .. بس وقفني صوت يدتي بالصالة وكانت يمها فاطمة )

ماما آمنة : فجر ؟؟
فجر : ( وقفت عند باب الصالة ) هلا يمه
ماما آمنة : تعالي يمي ابي اكلمج
فجر : ( قعدت يمها وانا ماسكه دموعي غصب )
ماما آمنة : يمه فاطمة قالتلي عن اللي صار وتره الله ماينساكم .. اذا ماخذتو حقكم اليوم تاخذونه يوم الحساب ولا تزعلين صدقيني حقكم راح يرجع
فجر : انا اليوم برجع حقنا
ماما آمنة : اشلون ؟
فجر : اليوم بروح له و أكلمه
فاطمة و ماما آمنة : شنوو؟؟
فجر : اي راح اروحله اليوم العصر واكلمه .. فاطمة تعالي معاي خل يشوف ان عنده بنتين يمكن ناسي
فاطمة : لا ماروح لو شنو والله
ماما آمنة : لا تروحين حبيبتي والله ربج بيرد حقكم لا تروحين له اهو مايستاهل روحتج
فجر : لا بروح .. و بتهاوش معاه بعد

- اشكثر حاولوا يقنعوني اني ما اروح بس انا كنت ملزمة على قراري .. و بعد الغدى لبست وطلعت حق امي بالصالة -

فجر : يللا يمه انا جاهزه
ماما آمنة : حبيبتي فجر ..
فجر : ( قاطعتها ) يمه الله يخليج بتوديني ولا اروح بروحي
سعاد : ( قامت ) استغفرالله يارب ( البست عباتها و اطلعت و انا لحقتها )

( كنت عنيده و امشي اللي براسي .. و رحت حق ابوي .. بس ياليتني مارحت )




.
.
.
وأبي رأأأيـــــــــــــــــــــكم أكمل النقل ولآآآ :~
تحيآآآتي لكم :~

رايق البال
12-07-2015, 01:22 AM
النص رقم ( 21 )
للمبدع : نديم الماضي
رابط النص :

http://omaniaa.co/showthread.php?t=50809


النص :
الكل يعرف "ماجلان" !!!!*ولكن هل تعرفون "لابو لابو" الذي قتل "ماجلان" ؟؟؟



تعالو لنتعرف على*كامل القصة:

عرف العرب والمسلمون منذ القدم جزر الفلبين وأطلقوا عليها اسم "جزر المهراج" وانتشر فيها الإسلام على يد التجار العرب والدعاة القادمين من الصين وسومطرة وكان ذلك في عام 1380م، وقبل مجيء الأسبان كان الإسلام قد وصل إلى حدود "مانيلا"، ونظرًا لأن الفلبين تتألف من أكثر من 7000 جزيرة فقد أسلم بعضها والبعض الآخر لم يصله نور الإسلام.

*

في عام 1521 م وصل الأسبان* بقيادة "فرديناند ماجلان" للفلبين وأقام علاقة مع حاكم جزيرة "سيبو" وتم عقد اتفاق يقضي بأن يوليه ملك الجزر المجاورة تحت التاج الأسباني مقابل أن يساعده على تنصير الشعب الفلبيني وانتقل الأسبان إلى جزيرة صغيرة بالقرب منها على بعد كيلومترات تدعى جزيرة "ماكتان" عليها سلطان مسلم يدعى "لابو لابو"علم الأسبان بإسلام حاكم الجزيرة فطاردوا نساءها وسطوا على طعام أهلها فقاومهم الأهالي فأضرم الأسبان في أكواخ السكان النار وفروا هاربين. رفض "لابو لابو" الخضوع ل"ماجلان" وحرض سكان الجزر المجاورة عليه، ورأى "ماجلان"*الفرصة مناسبة لإظهار قوته وأسلحته الحديثة فذهب مع بعض جنوده لتأديبه طلب "ماجلان" من "لابو لابو" التسليم قائلًا: (إنني باسم المسيح أطلب إليك التسليم ونحن العرق الأبيض أصحاب الحضارة أولى منكم بحكم هذه البلاد)، فأجابه "لابو لابو": (إن الدين لله وإن الإله الذي نعبده هو إله جميع البشر على اختلاف ألوانهم).

*

تعالوا معى نشاهد المشهد الأخير فى حياة هذا الرحالة...
"عندما كانت الشمس في منتصف السماء..كانت سفن "ماجلان" تقترب من سواحل إحدى جزر المسلمين في الفلبين.. وكان ذلك أحد أيام عام 1521م..أعلن سكان الجزيرة تصميمهم على الوقوف في وجه الغزاة..وتجمعوا تحت قيادة زعيمهم الشاب "لابو لابو" واستعدوا للمواجهة المرتقبة...في حين توقفت سفن "ماجلان" غير بعيدة عن الشاطئ..أنزلت القوارب الصغيرة وعليها الرجال المدججون بالسلاح والخوذ والتروس والدروع...في حين وقف أهالي الجزيرة و معهم سهام مصنوعة من البامبو المنتشر في الجزيرة وبعض الرماح والسيوف القصيرة القديمة..وتقدم جنود "ماجلان" متدافعين.. ونزلوا من قواربهم الصغيرة عندما اقتربوا من الشاطئ..والتقى الجمعان..وانقض جنود "ماجلان" ليمزقوا الأجساد نصف العارية بسيوفهم الحادة ويضربوا الرؤوس بالتروس و مقاليع الحديد، ولم يهتموا بسهام البامبو المدببة وهى تنهال عليهم من كل صوب، فقد كانوا يصدونها ساخرين بالخوذ والدروع..وتلاحمت الرماح والسيوف..وكان لابد من لقاء المواجهة..اللقاء الشرس والفاصل..بين"لابو لابو" و"ماجلان".


بدأت المواجهة بحذر شديد..والتفاف كلًا حول الآخر ثم فجأة انقض "ماجلان" بسيفه -وهو يحمى صدره بدرعه الثقيل- على الفتى المسلم عاري الصدر "لابو لابو"، ووجه إليه ضربة صاعقة، وانحرف الفتى بسرعة وتفادى الضربة بينما الرمح في يده يتجه في حركة خاطفة إلى عنق "ماجلان"..لم تكن الإصابة قاتلة، ولكن انبثاق الدم كان كافيًا لتصطك ساقا القائد المغمورتان في الماء وهو يتراجع إلى الخلف وينقض بالترس الحديد على رأس الزعيم الشاب..وللمرة الثانية يتفادى "لابو لابو" ضربة "ماجلان"..في نفس اللحظة ينقض بكل قوه بسيفه القصير فيشق رأس "ماجلان"..الذي سقط مضرجا بدمائه..بينما ارتفعت صيحات الصيادين..لابو...لابو..وكان سقوط القائد الرحالة "ماجلان" كفيلًا بهز كيان من بقى حياً من رجاله..فأسرعوا يتراجعون عائدين إلى سفن الأسطول الذي لم يكن أمامه إلا إن يبتعد هاربًا تاركًا خلفه جثة قائده "ماجلان"..ولا يزال قبره شاهدًا على ذلك هناك حتى الآن.

*

الفلبينيون يعتبرون "لابو لابو" بطلا قوميًا قاوم الاستعمار وحفظ لهم كرامتهم وسطر لهم من المجد تاريخاً، وبكل فخر أطلق الفلبينيون اسم "لابو لابو" على سمك الهامور الأحمر الكبير ذو الفم الكبير، ويقول أحد من زاروا الفلبين:

عند تجوالي بالفلبين ذهبت لشراء السمك فدلني البائع على سمك "لابولابو" ثم سألني هل تعرف لماذا ل"لابولابو" له فم كبير وأسنان حادة؟ نظرت للسمكة ولم أستطع إجابته، فضحك البائع ضحكة هستيرية وقال بكل فخر* وكبرياء: كي يأكل "ماجلان" وضحك معه بقية الزبائن.

*

للأسف الشديد قليل من العرب والمسلمين يعرفون "لابولابو" ولكن الكثير يعرف*"ماجلان"، يجب أن نقوم بتسليط الضوء على هذا البطل المسلم الذي لا يقل عن الأبطال الآخرين الذين قاوموا الاستعمار كما أن "ماجلان" يحظى بسمعة حسنة في مناهجنا الدراسية على رحلته لإثبات كروية الأرض مع أن الحقيقة المؤلمة أنه شارك في إرغام كثير من أبناء الفلبين على النصرانية وحارب الإسلام والمسلمين.


رحم الله "لابو لابو" وأسكنه فسيح جناته.



رابط الموضوع:http://www.alukah.net/culture/0/26294/#ixzz3fXfEgYAP (http://www.alukah.net/culture/0/26294/#ixzz3fXfEgYAP)

رايق البال
25-07-2015, 09:33 PM
النص رقم ( 22 )
للكاتبه المبدعه : احساس روح
رابط الروايه :

http://omaniaa.co/showthread.php?t=49177


عنوان الروايه : انها انثاي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم???
"ان شاء الله سأقوم بطرح رواية جديدة أسمها" انها أنثاي"
قبل فكرت اطرح رواية اسمها " أبي...خذ بيدي"
ولكني أجلتها وسأطرح هذه قبل
واتمنى ان اوفق فيها ....
الرواية خيالية من تأليفي ولا تمت للواقع لا هي ولا شخصياتها.........
توقعاتي بتقولوا تعبنا من قصص الحب .... وكل المواضيع حب وحب.......ولكن انا اقول كلنا نبحث عن الحب في كل تفاصيل حياتنا ........والحب جزء اساسي من حياتنا .....
لا نستطيع العيش بدونه .......كما قال استاذنا نزار.." الحب في الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لأخترعناه"
الرواية عباره عن قصة شاب ...... يبحث عن الحب ......
ويعشق ويشرب من العشق حتى الثماله ...... ولا يريد ان يرجع للوراء بل سيستمر بالمضي قدما ...... للشرب من هذا العشق..."
واتمنى ان اوفق في تصوير الافكار والمشاعر التي تجول ف خواطر العاشقين ......
واتمنى لكم متابعه ممتعه ......
اختكم" احساس روح"
ملاحظة/
بطل الرواية اسمه احمد والي يعلق من الترويحين سأمر بقطع عنقه
الاهداء/
وهذه الرواية مهداه لأحمد.........

القيصـــــر
14-09-2015, 11:43 AM
القصه رقم (23)
للمتذوقه المبدعه الإستاذه : نوارة الكون

عنوان القصه :اغلى الحبايب
الرابط : http://omaniaa.co/showthread.php?t=57364

((( بـدأت أخـرج مع امـرأة غـيـر زوجـتـي )))

بعد 21 سنة من زواجي, وجدت بريقاً جديداً من الحب .

قبل فترة بدأت أخرج مع امرأة غير زوجتي, وكانت فكرة زوجتي

حيث بادرتني بقولها: 'أعلم جيداً كم تحبها '...

المرأة التي أرادت زوجتي ان أخرج معها وأقضي وقتاً معها كانت

أمي التي ترملت منذ 19 سنة ,


ولكن مشاغل العمل وحياتي اليومية 3 أطفال ومسؤوليات جعلتني لا أزورها إلا نادراً .
في يوم اتصلت بها ودعوتها إلى العشاء سألتني: 'هل أنت بخير ؟ '

لأنها غير معتادة على مكالمات متأخرة نوعاً ما وتقلق. فقلت لها :

' نعم أنا ممتاز ولكني أريد أن أقضي وقت معك يا أمي '. قالت: 'نحن فقط؟ ! '

فكرت قليلاً ثم قالت: 'أحب ذلك كثيراً '.

في يوم الخميس وبعد العمل , مررت عليها وأخذتها, كنت مضطرب قليلاً ,

وعندما وصلت وجدتها هي أيضاً قلقة .

كانت تنتظر عند الباب مرتدية ملابس جميلة ويبدو أنه آخر فستنان قد اشتراه أبي قبل وفاته ..

ابتسمت أمي كملاك وقالت :

' قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع إبني, والجميع

فرح, ولا يستطيعون انتظار الأخبار التي سأقصها عليهم بعد عودتي '

ذهبنا إلى مطعم غير عادي ولكنه جميل وهادئ تمسكت أمي بذراعي وكأنها السيدة الأولى ,

بعد أن جلسنا بدأت أقرأ قائمة الطعام حيث أنها لا تستطيع قراءة إلا الأحرف الكبيرة .

وبينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي بابتسامة عريضة على شفتاها المجعدتان وقاطعتني قائلة :

' كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير '.



أجبتها: 'حان الآن موعد تسديد شيء من ديني بهذا الشيء .. ارتاحي أنت يا أماه '.

تحدثنا كثيراً أثناء العشاء لم يكن هناك أي شيء غير عادي, ولكن قصص

قديمة و قصص جديدة لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل

وعندما رجعنا ووصلنا إلى باب بيتها قالت :

' أوافق أن نخرج سوياً مرة أخرى , ولكن على حسابي'. فقبلت يدها وودعتها '.

بعد أيام قليلة توفيت أمي بنوبة قلبية. حدث ذلك بسرعة كبيرة لم أستطع عمل أي شيء لها .
وبعد عدة أيام وصلني عبر البريد ورقة من المطعم الذي تعشينا به أنا وهي مع ملاحظة مكتوبة بخطها :

' دفعت الفاتورة مقدماً كنت أعلم أنني لن أكون موجودة, المهم دفعت العشاء لشخصين لك ولزوجتك .

لأنك لن تقدر ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي......أحبك ياولدي '.
في هذه اللحظة فهمت وقدرت معنى كلمة 'حب' أو 'أحبك '



وما معنى أن نجعل الطرف الآخر يشعر بحبنا ومحبتنا هذه .


لا شيء أهم من الوالدين وبخاصة الأم ... إمنحهم الوقت الذي يستحقونه ..
فهو حق الله وحقهم وهذه الأمور لا تؤجل .
---

بعد قراءة القصة تذكرت قصة من سأل عبدالله بن عمر وهو يقول :

أمي عجوز لا تقوى على الحراك وأصبحت أحملها إلى كل مكان حتى لتقضي حاجتها

... وأحياناً لا تملك نفسها وتقضيها علي وأنا أحملها ... أتراني قد أديت حقها ؟. فأجابه ابن عمر: ولا بطلقة واحدة حين ولادتك ... تفعل هذا وتتمنى لها الموت حتى ترتاح أنت وكنت تفعلها وأنت صغير وكانت تتمنى لك الحياة '

رايق البال
30-09-2015, 01:36 AM
قصه رقم ( 24 )
للمبدع دائما : نديم الماضي
رابط القصه

http://omaniaa.co/showthread.php?t=58407


القصه .. بئر يرهوت


بئر برهوت ) أسطورة نائمة .. في البر الموحش المترامي لوادي برهوت بحضرموت اليمن قيل هي أبغض البقاع إلى الله ومنها سيكون دمار الأرض .. وفيها شر ماءٍ على وجه الارض!!

http://cdn.*******.co/i_c09f7a0db81.jpg (http://up.*******.net/)

وادي بَرَهُوت : بفتح الباء والراء وضم الهاء .. هو وادٍ قفر يقع في منطقة ( فيجوت ـ مديرية شحن ـ محافظة المهرة ) .

وفيه فتحة كبيرة يصل اتساعها إلى أكثر من 100مترمربع .. وتهوي إلى القاع المظلم لأكثر من 250 متراً .. فهي كالبئر لكنها ليست من صنع البشر ..

لذا فإن البعض يحكي أن الجن هم من حفروها لأحد ملوك البراهيت الحميريين الذين حكموا المنطقة في زمنٍ غابر ليخفي فيها كنوزه ..وآخرون يرون أنها حفرت لتكون سجن محكماً لمردة الجن الذين خرجوا عن السيطرة ..

ويحكي أهل المنطقة أنه في زمن مضى مرت على الناس فترة جفاف وجدب ، فأدلوا برجل لينزل ويأتيهم بالماء من البئر وحين صار في منتصف الهوة صاح بهم برعب أن يرفعوه .. وحين رفعوه لم يجدوا غير نصف جثته فقط ..

كما يحكون عن راعية غنم تركت طفلها هناك فاختفى في غمضة عين .. وبعيدا عن الأساطير التي تحكى عن تلك البئر .. فإن الحقائق أكثر إفزاعاً مما قد تتخيلوا

يقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( خير ماءٍ على وجه الأرض ، ماء زمزم ، وشر ماءٍ على وجه الأرض ، ماء بوادٍ في حضرموت يقال له برهوت ماؤها أسود منتن ) يحكى أن هذه البئر العميقة تصدر منها روائح كريهة وتتصاعد أدخنة سامة في بعض الأوقات ..


وهناك مقولات تؤكد أن أحد ملوك الدولة الحميرية القديمة استعان بالجن في حفر هذه البئر من أجل إخفاء كنوزه، وعندما مات الملك استوطن أتباعه من الجن البئر؛ ولهذا السبب أطلق عليها "برهوت"؛ حيث إن اسم برهوت في اللغة الحميرية القديمة معناه "أرض الجن أو مدينة الجن".

وبيَّنت دراسة لأحد الباحثين اليمنيين ناقش خلالها الأساطير المتداولة عن البئر منذ زمن سحيق، حيث تكلم أهل العلم قديماً عن البئر وأفاضوا كثيراً.
وتضمنت الدراسة ما نُسج حول البئر من أساطير وحكايات، حيث وُصف بأنه بئر عميقة لا قعر لها، وأبطالها من الجان ومردة الشياطين، وقيل: إن امرأة كانت ترعى الأغنام وضعت وليدها على مقربة من البئر، فاختفى فجأة.، بينما أشارت أقاويل أخرى إلى أن "فتحة البئر" سيخرج منها يوم القيامة المعذبون في الآخرة.
وتقع "بئر برهوت" العجيبة والغريبة، أو "بئر قعر جهنم"، أو "البئر السوداء" في محافظة المهرة باليمن، ويصل عمقها لأكثر من 250 متراً، ولا تُرى إلا عندما تكون أشعة الشمس متعامدة تماماً عليها، وتسكنها الحيات والأفاعي الكبيرة النادرة.

http://cdn.*******.co/i_9b2f56c6ce0.jpg (http://up.*******.net/)

ويقول أحد الشهود في وصف بئر "برهوت" بمحافظة المهرة: "إن المفاجأة الحقيقية والمذهلة، والتي لم أكن لأصدقها لولا أنني رأيتها بأم عيني أنا وزميلي، هي رؤيتي لقاع هذه البئر، والخضرة تحيط بها من كل جانب، وهدير ماء متدفق، وكأنه نهر جارٍ، يُسمع بوضوح ومن دون تشويش".
وأضاف: "بدأت أتساءل: هل ما أشاهده وأسمعه هو حقيقة واضحة أم أنني في حلم من أحلام اليقظة الوردية؟ إلا أننا سرعان ما تنبهنا أننا أمام ظاهرة حقيقية وطبيعية موجودة في منطقة قاحلة لا ماء فيها ولا خضرة، على الرغم من أننا سمعنا هدير الماء المتدفق، وكأنه شلال في باطن هذه الصحراء".
كما أكد باحثون أن هناك أحاديث نبوية شريفة عن هذا البئر، ومنها قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في "بئر برهوت"‏:‏ "إن فيها أرواح الكفار والمنافقين، وهي بئر عادية قديمة عميقة في فلاة عميقة في فلاة وواد مظلم"‏.
وعن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال‏:‏ "أبغض البقاع إلى الله تعالى وادي برهوت بحضرموت؛ فيه بئر ماؤها أسود منتن يأوي إليه أرواح الكفار‏".
ولا تزال هذه البئر سراً من أسرار الطبيعة، ويتساءل كثيرون متى سيكشف الستار عن حقيقتها؟

http://cdn.*******.co/i_c09f7a0db82.jpg (http://up.*******.net/)

نوارة الكون
04-10-2015, 08:02 AM
قصه رقم 26

للاداريه نوارة الكون

على الرابط التالي
http://omaniaa.co/showthread.php?t=58147
بعنوان اصحاب الرس










قصة أصحاب الرس
http://www12.0zz0.com/2013/05/26/18/885492866.png

موقع القصة في القرآن الكريم:
قال تعالى في سورة الفرقان :
(( وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا )).

وقال تعالى في سورة ق:
(( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ))

القصة:
كان من قصتهم : أنهم كانوا يعبدون شجرة صنوبر , يقال لها ( شاهدرخت ) كان يافث بن نوح غرسها على شفير عين يقال لها ( روشنا آب ).
وإنما سموا أصحاب الرس لأنهم رسوا نبيهم في الأرض , وذلك بعد سليمان عليه السلام وكانت لهم اثنتا عشرة قرية على شاطيء نهر يقال له الرس من بلاد المشرق , وبهم سمي النهر , ولم يكن يومئذ في الأرض نهر أغزر منه ولا أعذب منه ولا قرى أكثر ولا أعمر منها . وذكر عليه السلام أسماءها , وكان أعظم مداينهم اسفندار وهي التي ينزلها ملكهم , وكان يسمى تركوذ بن غابور بن يارش بن ساذن بن نمرود بن كنعان فرعون إ براهيم عليه السلام , وبها العين الصنوبرة وقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة وأجروا إليها نهراً من العين التي عند الصنوبرة , فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة وحرموا ماء العين والأنهار , فلا يشربون منها ولا أنعامهم , ومن فعل ذلك قتلوه , ويقولون هو حياة آلهتنا فلا ينبغي لأحد أن ينقص من حياتنا ويشربون هم وأنعامهم من نهر الرس الذي عليه قراهم , وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيداً يجتمع إليه أهلها فيضربون على الشجرة التي بها كلة من حرير فيها من أنواع الصور ثم يأتون بشاة وبقر فيذبحونها قرباناً للشجرة , ويشعلون فيها النيران بالحطب , فإذا سطع دخان تلك الذبائح وقتارها في الهواء وحال بينهم وبين النظر إلى السماء خرو سجداً يبكون ويتضرعون إليها أن ترضى عنهم.
فكان الشيطان يجيء فيحرك أغصانها ويصيح من ساقها صياح الصبي أن قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا نفساً وقروا عيناً. فيرفعون رؤوسهم عند ذلك ويشربون الخمر ويضربون بالمعازف ويأخذون الدستبند – يعني الصنج – فيكونون على ذلك يومهم وليلتهم ثم ينصرفون. وسميت العجم شهورها إشتقاقاً من تلك القرى.
حتى إذا كان عيد قريتهم العظمى إجتمع إليها صغيرهم وكبيرهم فضربواعند الصنوبرة والعين سرادقاً من ديباج عليه من أنواع الصور وجعلوا له اثنا عشر باباً كل باب لأهل قرية منهم ويسجدون للصنوبرة خارجاً من السرادق ويقربون لها الذبائح أضعاف ما قربوا للشجرة التي في قراهم.
فيجيء إبليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكاً شديداً ويتكلم من جوفها كلاماً جهورياً ويعدهم ويمنيهم بأكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين كلها فيحركون رؤوسهم من السجود وبهم من الفرح والنشاط ما لا يعيقون ولا يتكلمون من الشرب والعزف فيكونون على ذلك اثنا عشر يوماً لياليها بعدد أعيادهم سائر السنة ثم ينصرفون. فلما طال كفرهم بالله عز وجل وعبادتهم غيره , بعث الله نبياً من بني إسرائيل من ولد يهودا بن يعقوب , فلبث فيهم زماناً طويلا يدعوهم إلى عبادة الله عز وجل ومعرفة ربوبيته , فلا يتبعونه.
فلما رأى شدة تماديهم في الغي وحضر عيد قريتهم العظمى , قال: يا رب ان عبادك أبوا إلا تكذيبي وغدوا يعبدون شجرة لا تضر ولا تنفع , فأيبس شجرهم اجمع وأرهم قدرتك وسلطانك. فأصبح القوم وقد أيبس شجرهم كلها , فهالهم ذلك , فصاروا فرقتين , فرقة قالت: سحر آلهتكم هذا الرجل الذي زعم أنه رسول رب السماء والأرض إليكم ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى إلهه. وفرقة قالت: لا , بل غضبت آلهتكم حين رأت هذا الرجل يعيبها ويدعوكم إلى عبادة غيرها فحجب حسنها وبهاؤها لكي تغضبوا لها. فتنصروا منه وأجمع رأيهم على قتله , فاتخذوا أنابيب طوالا ونزحوا ما فيها من الماء , ثم حفروا في قرارها بئراً ضيقة المدخل عميقة وأرسلوا فيها نبيهم , وألقموا فاها صخرة عظيمة , ثم أخرجوا الأنابيب من الماء وقالوا: نرجوا الآن أن ترضى عنا آلهتنا إذا رأت إنا قد قتلنا من يقع فيها ويصد عن عبادتها ودفناه تحت كبيرها يتشفى منه فيعود لنا نورها ونضرتها كما كان.
فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم عليه السلام وهو يقول: سيدي قد ترى ضيق مكاني وشدة كربي , فارحم ضعف ركني , وقلة حيلتي , وعجل بقبض روحي ولا تؤخر إجابة دعوتي , حتى مات. فقال الله جل جلاله لجبرئيل عليه السلام : أيظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي وأمنوا مكري وعبدوا غيري وقتلوا رسولي أن يقوموا لغضبي أو يخرجوا من سلطاني كيف وأنا المنتقم ممن عصاني ولم يخش عقابي , وإني حلفت بعزتي لأجعلنهم نكالاً وعبرة للعالمين.
فلم يرعهم وهم في عيدهم ذلك إلا بريح عاصف شديد الحمرة , فتحيروا فيها وذعروا منها وتضام بعضهم إلى بعض , ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد وأظلتهم سحابة سوداء , فألقت عليهم كالقبة جمراً يلتهب , فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص بالنار. فنعوذ بالله تعالى من غضبه ونزول نقمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

وفي كتاب ( العرائس ) : أهل الرس كان لهم نبي يقال له حنظلة بن صفوان وكان بأرضهم جبل يقال له فتح مصعدا في السماء سيلا , وكانت العنقا تتشابه وهي أعظم ما يكون من الطير وفيها من كل لون. وسموها العنقا لطول عنقها وكانت تكون في ذلك الجبل تنقض على الطير تأكل , فجاءت ذات يوم , فأعوزها الطير , فانقضت على صبي فذهبت به , ثم إنها انقضت على جارية فأخذتها فضمتها إلى جناحين لها صغيرين سوى الجناحين الكبيرين. فشكوا إلى نبيهم , فقال: اللهم خذها واقطع نسلها فأصابتها صاعقة فاحترقت فلم ير لها أثر , فضربتها العرب مثلا في أشعارها وحكمها وأمثالها.
ثم أن أصحاب الرس قتلوا نبيهم , فأهلكهم الله تعالى , وبقي نهرهم ومنازلهم مائتي عام لا يسكنها أحد. ثم أتى الله بقرن بعد ذلك فنزلوها , وكانوا صالحين سنين , ثم أحدثوا فاحشة جعل الرجل يدعوا ابنته وأخته وزوجته فيعطيها جاره وأخاه وصديقه يلتمس بذلك البر والصلة. ثم ارتفعوا من ذلك إلى نوع أخزى , ترك الرجال للنساء حتى شبقن واستغنوا بالرجال , فجاءت شيطانتهن في صورة امرأة وهي الدلهات كانتا في بيضة واحدة فشهت إلى النساء ركوب بعضهن بعضاً وعلمتهن كيف يضعن , فأصل ركوب النساء بعضهن بعضاً من الدلهات.
فسلط الله على ذلك القرن صاعقة في أول الليل وخسفاً في آخر الليل وخسفاً مع الشمس , فلم يبق منهم باقية وبادت مساكنهم , وأحسبها اليوم لا تسكن.

نوارة الكون
04-10-2015, 08:07 AM
قصه رقم 26

للاداريه نوارة الكون

على الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=58262





قصة أصحاب الأخدود

http://www3.0zz0.com/2013/05/26/16/445836815.jpg
موقع القصة في القرآن الكريم:



http://www.rewity.com/forum/mwaextraedit2/frames/br4.gif

http://www.rewity.com/forum/mwaextraedit2/frames/bl4.gif







http://www.rewity.com/forum/mwaextraedit2/frames/tr4.gif

http://www.rewity.com/forum/mwaextraedit2/frames/tl4.gif






ورد ذكر القصة في سورة البروج الآيات 4-9، وتفصيلها في صحيح الإمام مسلم.
قال الله تعالى(( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ))



القصة:
إنها قصة فتاً آمن، فصبر وثبت، فآمنت معه قريته.
لقد كان غلاما نبيها، ولم يكن قد آمن بعد. وكان يعيش في قرية ملكها كافر يدّعي الألوهية. وكان للملك ساحر يستعين به. وعندما تقدّم العمر بالساحر، طلب من الملك أن يبعث له غلاما يعلّمه السحر ليحلّ محله بعد موته. فاختير هذا الغلام وأُرسل للساحر.
فكان الغلام يذهب للساحر ليتعلم منه، وفي طريقه كان يمرّ على راهب. فجلس معه مرة وأعجبه كلامه. فصار يجلس مع الراهب في كل مرة يتوجه فيها إلى الساحر. وكان الساحر يضربه إن لم يحضر. فشكى ذلك للراهب. فقال له الراهب: إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر.
وكان في طريقه في أحد الأيام، فإذا بحيوان عظيم يسدّ طريق الناس. فقال الغلام في نفسه، اليوم أعلم أيهم أفضل، الساحر أم الراهب. ثم أخذ حجرا وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس. ثم رمى الحيوان فقلته، ومضى الناس في طريقهم. فتوجه الغلام للراهب وأخبره بما حدث. فقال له الراهب: يا بنى، أنت اليوم أفضل مني، وإنك ستبتلى، فإذا ابتليت فلا تدلّ عليّ.
وكان الغلام بتوفيق من الله يبرئ الأكمه والأبرص ويعالج الناس من جميع الأمراض. فسمع به أحد جلساء الملك، وكان قد فَقَدَ بصره. فجمع هدايا كثرة وتوجه بها للغلام وقال له: أعطيك جميع هذه الهداية إن شفيتني. فأجاب الغلام: أنا لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك. فآمن جليس الملك، فشفاه الله تعالى.
فذهب جليس الملجس، وقعد بجوار الملك كما كان يقعد قبل أن يفقد بصره. فقال له الملك: من ردّ عليك بصرك؟ فأجاب الجليس بثقة المؤمن: ربّي. فغضب الملك وقال: ولك ربّ غيري؟ فأجاب المؤمن دون تردد: ربّي وربّك الله. فثار الملك، وأمر بتعذيبه. فلم يزالوا يعذّبونه حتى دلّ على الغلام.
أمر الملك بإحضار الغلام، ثم قال له مخاطبا: يا بني، لقد بلغت من السحر مبلغا عظيما، حتى أصبحت تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. فقال الغلام: إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى. فأمر الملك بتعذيبه. فعذّبوه حتى دلّ على الراهب.
فأُحضر الراهب وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الراهب ذلك. وجيئ بمشار، ووضع على مفرق رأسه، ثم نُشِرَ فوقع نصفين. ثم أحضر جليس الملك، وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فَفُعِلَ به كما فُعِلَ بالراهب. ثم جيئ بالغلام وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الغلام. فأمر الملك بأخذ الغلام لقمة جبل، وتخييره هناك، فإما أن يترك دينه أو أن يطرحوه من قمة الجبل.
فأخذ الجنود الغلام، وصعدوا به الجبل، فدعى الفتى ربه: اللهم اكفنيهم بما شئت. فاهتزّ الجبل وسقط الجنود. ورجع الغلام يمشي إلى الملك. فقال الملك: أين من كان معك؟ فأجاب: كفانيهم الله تعالى. فأمر الملك جنوده بحمل الغلام في سفينة، والذهاب به لوسط البحر، ثم تخييره هناك بالرجوع عن دينه أو إلقاءه.
فذهبوا به، فدعى الغلام الله: اللهم اكفنيهم بما شئت. فانقلبت بهم السفينة وغرق من كان عليها إلا الغلام. ثم رجع إلى الملك. فسأله الملك باستغراب: أين من كان معك؟ فأجاب الغلام المتوكل على الله: كفانيهم الله تعالى. ثم قال للملك: إنك لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك به. فقال الملك: ما هو؟ فقال الفتى المؤمن: أن تجمع الناس في مكان واحد، وتصلبي على جذع، ثم تأخذ سهما من كنانتي، وتضع السهم في القوس، وتقول "بسم الله ربّ الغلام" ثم ارمني، فإن فعلت ذلك قتلتني.
استبشر الملك بهذا الأمر. فأمر على الفور بجمع الناس، وصلب الفتى أمامهم. ثم أخذ سهما من كنانته، ووضع السهم في القوس، وقال: باسم الله ربّ الغلام، ثم رماه فأصابه فقتله.
فصرخ الناس: آمنا بربّ الغلام. فهرع أصحاب الملك إليه وقالوا: أرأيت ما كنت تخشاه! لقد وقع، لقد آمن الناس.
فأمر الملك بحفر شقّ في الأرض، وإشعال النار فيها. ثم أمر جنوده، بتخيير الناس، فإما الرجوع عن الإيمان، أو إلقائهم في النار. ففعل الجنود ذلك، حتى جاء دور امرأة ومعها صبي لها، فخافت أن تُرمى في النار. فألهم الله الصبي أن يقول لها: يا أمّاه اصبري فإنك على الحق.

نوارة الكون
04-10-2015, 08:11 AM
قصه رقم 27

للاداريه نوارة الكون


على الرابط التالي
http://omaniaa.co/showthread.php?t=58349







قصة ذو القرنين

http://www3.0zz0.com/2013/05/26/17/559958105.jpg





http://www.rewity.com/forum/mwaextraedit2/frames/br12.gif

http://www.rewity.com/forum/mwaextraedit2/frames/bl12.gif







http://www.rewity.com/forum/mwaextraedit2/frames/tr12.gif

http://www.rewity.com/forum/mwaextraedit2/frames/tl12.gif




موقع القصة في القرآن الكريم:

ورد ذكر القصة في سورة الكهف الآيات 83-98.
قال الله تعالىhttp://www.rewity.com/forum/images/smilies/frown.gif( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ))





القصة:
لا نعلم قطعا من هو ذو القرنين. كل ما يخبرنا القرآن عنه أنه ملك صالح، آمن بالله وبالبعث وبالحساب، فمكّن الله له في الأرض، وقوّى ملكه، ويسر له فتوحاته.
بدأ ذو القرنين التجوال بجيشه في الأرض، داعيا إلى الله. فاتجه غربا، حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من وراءه. وربما يكون هذا المكان هو شاطئ المحيط الأطلسي، حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه. فألهمه الله – أو أوحى إليه- أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما أن يعذهم أو أن يحسن إليهم.
فما كان من الملك الصالح، إلا أن وضّح منهجه في الحكم. فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة. أما من آمن، فسيكرمه ويحسن إليه.
بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق. فوصل لأول منطقة تطلع عليها الشمس. وكانت أرضا مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفات تحجب الشمس عن أهلها. فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق.
وصل ذو القرنين في رحلته، لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما فجوة. وكانوا يتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها. وعندما وجدوه ملكا قويا طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة، مقابل خراج من المال يدفعونه له.
فوافق الملك الصالح على بناء السد، لكنه زهد في مالهم، واكتفى بطلب مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين.
استخدم ذو القرنين وسيلة هندسية مميزة لبناء السّد. فقام أولا بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي الجبلين. ثم أوقد النار على الحديد، وسكب عليه نحاسا مذابا ليلتحم وتشتد صلابته. فسدّت الفجوة، وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج، فلم يتمكنوا من هدم السّد ولا تسوّره. وأمن القوم الضعفاء من شرّهم.
بعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار، نظر للسّد، وحمد الله على نعمته، وردّ الفضل والتوفيق في هذا العمل لله سبحانه وتعالى، فلم تأخذه العزة، ولم يسكن الغرور قلبه.
يقول سيّد قطب رحمه الله: "وبذلك تنتهي هذه الحلقة من سيرة ذي القرنين. النموذج الطيب للحاكم الصالح. يمكنه الله في الأرض, وييسر له الأسباب; فيجتاح الأرض شرقا وغربا; ولكنه لا يتجبر ولا يتكبر, ولا يطغى ولا يتبطر, ولا يتخذ من الفتوح وسيلة للغنم المادي، واستغلال الأفراد والجماعات والأوطان, ولا يعامل البلاد المفتوحة معاملة الرقيق; ولا يسخر أهلها في أغراضه وأطماعه.. إنما ينشر العدل في كل مكان يحل به, ويساعد المتخلفين, ويدرأ عنهم العدوان دون مقابل; ويستخدم القوة التي يسرها الله له في التعمير والإصلاح, ودفع العدوان وإحقاق الحق. ثم يرجع كل خير يحققه الله على يديه إلى رحمة الله وفضل الله, ولا ينسى وهو في إبان سطوته قدرة الله وجبروته, وأنه راجع إلى الله." (في ظلال القرآن).
يأجوج ومأجوج :

يأجوج ومأجوج اسمان أعجميان ، وقيل : عربيان

وعلى هذا يكون اشتقاقهما من أجت النار أجيجا : إذا التهبت . أو من الأجاج : وهو الماء الشديد الملوحة ، المحرق من ملوحته ، وقيل عن الأج : وهو سرعة العدو. وقيل : مأجوج من ماج إذا اضطرب،ويؤيد هذا الاشتقاق قوله تعالى ( وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ) ، وهما على وزن يفعول في ( يأجوج ) ، ومفعول في ( مأجوج ) أو على وزن فاعول فيهما

هذا إذا كان الاسمان عربيان ، أما إذا كانا أعجميين فليس لهما اشتقاق ، لأن الأعجمية لا تشتق

وأصل يأجوج ومأجوج من البشر من ذرية آدم وحواء عليهما السلام . وهما من ذرية يافث أبي الترك ، ويافث من ولد نوح عليه السلام . والذي يدل على أنهم من ذرية آدم عليه السلام ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يقول الله تعالى : يا آدم ! فيقول لبيك وسعديك ، والخير في يديك . فيقول اخرج بعث النار . قال : وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين . فعنده يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد ). قالوا : وأينا ذلك الواحد ؟ قال : ( ابشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألف) رواه البخاري

وعن عبدالله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ، وأنهم لو أرسلوا إلى الناس لأفسدوا عليهم معايشهم، ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا )

صفتهم

هم يشبهون أبناء جنسهم من الترك المغول، صغار العيون ، ذلف الأنوف ، صهب الشعور، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة ، على أشكال الترك وألوانهم . وروى الإمام أحمد : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب أصبعه من لدغة عقرب ، فقال ( إنكم تقولون لا عدو ، وإنكم لا تزالون تقاتلون عدوا حتى يأتي يأجوج ومأجوج : عراض الوجوه ، صغار العيون ، شهب الشعاف ( الشعور ) ، من كل حدب ينسلون ، كأن وجوههم المجان المطرقة) .

وقد ذكر ابن حجر بعض الاثار في صفتهم ولكنها كلها روايات ضعيفة ، ومما جاء فيها أنهم ثلاثة أصناف

صنف أجسادهم كالأرز وهو شجر كبار جدا

وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع

وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى

وجاء أيضا أن طولهم شبر وشبرين ، وأطولهم ثلاثة أشبار

والذي تدل عليه الروايات الصحيحة أنهم رجال أقوياء ، لا طاقة لأحد بقتالهم، ويبعد أن يكون طول أحدهم شبر أو شبرين. ففي حديث النواس بن سمعان أن الله تعالى يوحي إلى عيسى عليه السلام بخروج يأجوج ومأجوج ، وأنه لا يدان لأحد بقتالهم، ويأمره بإبعاد المؤمنين من طريقهم ، فيقول لهم ( حرز عبادي إلى الطور)

أدلة خروجهم

قال تعالى ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون . واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين ) الأنبياء:96-97

وقال تعالى في قصة ذي القرنين ( ثم أتبع سببا . حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا. قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا . قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما . آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا . فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا. قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا . وتركنا بعضهم يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا ) الكهف : 92- 99

وهذه الآيات تدل على خروجهم ، وأن هذا علامة على قرب النفخ في الصور وخراب الدنيا، وقيام الساعة

وعن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا يقول ( لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ( وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها ) قالت زينب بنت جحش : فقلت يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : ( نعم ، إذا كثر الخبث )

وجاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه وفيه ( إذا أوحى الله على عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم ، فحرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حدب ينسلون ، فيمر أولئك على بحيرة طبرية ، فيشربون ما فيها ، ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء ، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مئة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب إلى الله عيسى وأصحابه ، فيرسل الله عليهم النغف( دود يكون في أنوف الإبل والغنم ) في رقابهم فيصبحون فرسى ( أي قتلى ) كموت نفس واحدة ، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت ، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ) رواه مسلم وزاد في رواية – بعد قوله ( لقد كان بهذه مرة ماء ) – ( ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر ، وهو جبل بيت المقدس فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض ، هلم فلنقتل من في السماء ، فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما )

وجاء في حديث حذيفة رضي الله عنه في ذكر أشراط الساعة فذكر منها ( يأجوج ومأجوج ) رواه مسلم

سد يأجوج ومأجوج

بنى ذو القرنين سد يأجوج ومأجوج ، ليحجز بينهم وبين جيرانهم الذين استغاثوا به منهم. كما قال تعالى ( قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا. قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما) الكهف

هذا ما جاء به الكلام على بناء السد ، أما مكانه ففي جهة المشرق لقوله تعالى ( حتى إذا بلغ مطلع الشمس ) ولا يعرف مكان هذا السد بالتحديد

والذي تدل عليه الآيات أن السد بني بين جبلين ، لقوله تعالى ( حتى إذا بلغ بين السدين ) والسدان : هما جبلان متقابلان. ثم قال ( حتى إذا ساوى بين الصدفين) ، أي : حاذى به رؤوس الجبلين وذلك بزبر الحديد، ثم أفرغ عليه نحاس مذابا ، فكان السد محكما

وهذا السد موجود إلى أن يأتي الوقت المحدد لدك هذا السد ، وخروج يأجوج ومأجوج، وذلك عند دنو الساعة، كما قال تعالى ( قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا . وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا ) الكهف

والذي يدل على أن هذا السد موجود لم يندك ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه، قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا . قال : فيعيده الله عز وجل كأشد ما كان ، حتى إذا بلغوا مدتهم، وأراد الله تعالى أن يبعثهم على الناس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله تعالى، واستثنى. قال : فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه ، فيخرقونه ويخرجون على الناس ، فيستقون المياه ، ويفر الناس منهم ) رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم

نوارة الكون
04-10-2015, 08:17 AM
قصه رقم 28

للاداريه نوارة الكون


على الرابط التالي


http://omaniaa.co/showthread.php?t=58351





قصة الخضر عليه السلام






http://www3.0zz0.com/2013/05/26/17/350302069.jpg






موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة الكهف الآيات 60-82.
القصة:
قال تعالى:
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) (الكهف)
كان لموسى -عليه السلام- هدف من رحلته هذه التي اعتزمها،, وأنه كان يقصد من ورائها امرا، فهو يعلن عن تصميمه على بلوغ مجمع البحرين مهما تكن المشقة، ومهما يكن الزمن الذي ينفه في الوصول. فيعبر عن هذا التصميم قائلا (أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا).
نرى أن القرآن الكريم لا يحدد لنا المكان الذي وقت فيه الحوادث، ولا يحدد لنا التاريخ، كما أنه لم يصرح بالأسماء. ولم يبين ماهية العبد الصالح الذي التقاه موسى، هل هو نبي أو رسول؟ أم عالم؟ أم ولي؟
اختلف المفسرون في تحديد المكان، فقيل إنه بحر فارس والروم، وقيل بل بحر الأردن أو القلزم، وقيل عند طنجة، وقيل في أفريقيا، وقيل هو بحر الأندلس.. ولا يقوم الدليل على صحة مكان من هذه الأمكنة، ولو كان تحديد المكان مطلوبا لحدده الله تعالى.. وإنما أبهم السياق القرآني المكان، كما أبهم تحديد الزمان، كما ضبب أسماء الأشخاص لحكمة عليا.
إن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب.. وليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي.. إنما نحن أمام علم من طبيعة غامضة أشد الغموض.. علم القدر الأعلى، وذلك علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة.. مكان اللقاء مجهول كما رأينا.. وزمان اللقاء غير معروف هو الآخر.. لا نعرف متى تم لقاء موسى بهذا العبد.
وهكذا تمضي القصة بغير أن تحدد لك سطورها مكان وقوع الأحداث، ولا زمانه، يخفي السياق القرآني أيضا اسم أهم أبطالها.. يشير إليه الحق تبارك وتعالى بقوله: (عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) هو عبد أخفى السياق القرآني اسمه.. هذا العبد هو الذي يبحث عنه موسى ليتعلم منه.
لقد خص الله تعالى نبيه الكريم موسى -عليه السلام- بأمور كثيرة. فهو كليم الله عز وجل، وأحد أولى العزم من الرسل، وصاحب معجزة العصا واليد، والنبي الذي أنزلت عليه التوراة دون واسطة، وإنما كلمه الله تكليما.. هذا النبي العظيم يتحول في القصة إلى طالب علم متواضع يحتمل أستاذه ليتعلم.. ومن يكون معلمه غير هذا العبد الذي يتجاوز السياق القرآني اسمه، وإن حدثتنا السنة المطهرة أنه هو الخضر -عليه السلام- كما حدثتنا أن الفتى هو يوشع بن نون ، ويسير موسى مع العبد الذي يتلقى علمه من الله بغير أسباب التلقي الني نعرفها.
ومع منزلة موسى العظيمة إلا أن الخضر يرفض صحبة موسى.. يفهمه أنه لن يستطيع معه صبرا.. ثم يوافق على صحبته بشرط.. ألا يسأله موسى عن شيء حتى يحدثه الخضر عنه.
والخضر هو الصمت المبهم ذاته، إنه لا يتحدث، وتصرفاته تثير دهشة موسى العميقة.. إن هناك تصرفات يأتيها الخضر وترتفع أمام عيني موسى حتى لتصل إلى مرتبة الجرائم والكوارث.. وهناك تصرفات تبدو لموسى بلا معنى.. وتثير تصرفات الخضر دهشة موسى ومعارضته.. ورغم علم موسى ومرتبته، فإنه يجد نفسه في حيرة عميقة من تصرفات هذا العبد الذي آتاه الله من لدنه علما.
وقد اختلف العلماء في الخضر: فيهم من يعتبره وليا من أولياء الله، وفيهم من يعتبره نبيا.. وقد نسجت الأساطير نفسها حول حياته ووجوده، فقيل إنه لا يزال حيا إلى يوم القيامة، وهي قضية لم ترد بها نصوص أو آثار يوثق فيها، فلا نقول فيها إلا أنه مات كما يموت عباد الله.. وتبقى قضية ولايته، أو نبوته.. وسنرجئ الحديث في هذه القضية حتى ننظر في قصته كما أوردها القرآن الكريم.
قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، يدعوهم إلى الله ويحدثهم عن الحق، ويبدو أن حديثه جاء جامعا مانعا رائعا.. بعد أن انتهى من خطابه سأله أحد المستمعين من بني إسرائيل: هل على وجه الأرض أحد اعلم منك يا نبي الله؟
قال موسى مندفعا: لا..
وساق الله تعالى عتابه لموسى حين لم يرد العلم إليه، فبعث إليه جبريل يسأله: يا موسى ما يدريك أين يضع الله علمه؟
أدرك موسى أنه تسرع.. وعاد جبريل، عليه السلام، يقول له: إن لله عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك.
تاقت نفس موسى الكريمة إلى زيادة العلم، وانعقدت نيته على الرحيل لمصاحبة هذا العبد العالم.. سأل كيف السبيل إليه.. فأمر أن يرحل، وأن يحمل معه حوتا في مكتل، أي سمكة في سلة.. وفي هذا المكان الذي ترتد فيه الحياة لهذا الحوت ويتسرب في البحر، سيجد العبد العالم.. انطلق موسى -طالب العلم- ومعه فتاه.. وقد حمل الفتى حوتا في سلة.. انطلقا بحثا عن العبد الصالح العالم.. وليست لديهم أي علامة على المكان الذي يوجد فيه إلا معجزة ارتداد الحياة للسمكة القابعة في السلة وتسربها إلى البحر.
ويظهر عزم موسى -عليه السلام- على العثور على هذا العبد العالم ولو اضطره الأمر إلى أن يسير أحقابا وأحقابا. قيل أن الحقب عام، وقيل ثمانون عاما. على أية حال فهو تعبير عن التصميم، لا عن المدة على وجه التحديد.
وصل الاثنان إلى صخرة جوار البحر.. رقد موسى واستسلم للنعاس، وبقي الفتى ساهرا.. وألقت الرياح إحدى الأمواج على الشاطئ فأصاب الحوت رذاذ فدبت فيه الحياة وقفز إلى البحر.. (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا).. وكان تسرب الحوت إلى البحر علامة أعلم الله بها موسى لتحديد مكان لقائه بالرجل الحكيم الذي جاء موسى يتعلم منه.
نهض موسى من نومه فلم يلاحظ أن الحوت تسرب إلى البحر.. ونسي فتاه الذي يصحبه أن يحدثه عما وقع للحوت.. وسار موسى مع فتاه بقية يومهما وليلتهما وقد نسيا حوتهما.. ثم تذكر موسى غداءه وحل عليه التعب.. (قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا).. ولمع في ذهن الفتى ما وقع.
ساعتئذ تذكر الفتى كيف تسرب الحوت إلى البحر هناك.. وأخبر موسى بما وقع، واعتذر إليه بأن الشيطان أنساه أن يذكر له ما وقع، رغم غرابة ما وقع، فقد اتخذ الحوت (سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا).. كان أمرا عجيبا ما رآه يوشع بن نون ، لقد رأى الحوت يشق الماء فيترك علامة وكأنه طير يتلوى على الرمال.
سعد موسى من مروق الحوت إلى البحر و(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ).. هذا ما كنا نريده.. إن تسرب الحوت يحدد المكان الذي سنلتقي فيه بالرجل العالم.. ويرتد موسى وفتاه يقصان أثرهما عائدين.. انظر إلى بداية القصة، وكيف تجيء غامضة أشد الغموض، مبهمة أعظم الإبهام.
أخيرا وصل موسى إلى المكان الذي تسرب منه الحوت.. وصلا إلى الصخرة التي ناما عندها، وتسرب عندها الحوت من السلة إلى البحر.. وهناك وجدا رجلا.
يقول البخاري إن موسى وفتاه وجدا الخضر مسجى بثوبه.. وقد جعل طرفه تحت رجليه وطرف تحت رأسه.
فسلم عليه موسى، فكشف عن وجهه وقال: هل بأرضك سلام..؟ من أنت؟
قال موسى: أنا موسى.
قال الخضر: موسى بني إسرائيل.. عليك السلام يا نبي إسرائيل.
قال موسى: وما أدراك بي..؟
قال الخضر: الذي أدراك بي ودلك علي.. ماذا تريد يا موسى..؟
قال موسى ملاطفا مبالغا في التوقير: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا).
قال الخضر: أما يكفيك أن التوراة بيديك.. وأن الوحي يأتيك..؟ يا موسى (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا).
نريد أن نتوقف لحظة لنلاحظ الفرق بين سؤال موسى الملاطف المغالي في الأدب.. ورد الخضر الحاسم، الذي يفهم موسى أن علمه لا ينبغي لموسى أن يعرفه، كما أن علم موسى هو علم لا يعرفه الخضر.. يقول المفسرون إن الخضر قال لموسى: إن علمي أنت تجهله.. ولن تطيق عليه صبرا، لأن الظواهر التي ستحكم بها على علمي لن تشفي قلبك ولن تعطيك تفسيرا، وربما رأيت في تصرفاتي ما لا تفهم له سببا أو تدري له علة.. وإذن لن تصبر على علمي يا موسى.
احتمل موسى كلمات الصد القاسية وعاد يرجوه أن يسمح له بمصاحبته والتعلم منه.. وقال له موسى فيما قال إنه سيجده إن شاء الله صابرا ولا يعصي له أمرا.
تأمل كيف يتواضع كليم الله ويؤكد للعبد المدثر بالخفاء أنه لن يعصي له أمرا.
قال الخضر لموسى -عليهما السلام- إن هناك شرطا يشترطه لقبول أن يصاحبه موسى ويتعلم منه هو ألا يسأله عن شيء حتى يحدثه هو عنه.. فوافق موسى على الشرط وانطلقا..
انطلق موسى مع الخضر يمشيان على ساحل البحر.. مرت سفينة، فطلب الخضر وموسى من أصحابها أن يحملوهما، وعرف أصحاب السفينة الخضر فحملوه وحملوا موسى بدون أجر، إكراما للخضر، وفوجئ موسى حين رست السفينة وغادرها أصحابها وركابها.. فوجئ بأن الخضر يتخلف فيها، لم يكد أصحابها يبتعدون حتى بدأ الخضر يخرق السفينة.. اقتلع لوحا من ألواحها وألقاه في البحر فحملته الأمواج بعيدا.
فاستنكر موسى فعلة الخضر. لقد حملنا أصحاب السفينة بغير أجر.. أكرمونا.. وها هو ذا يخرق سفينتهم ويفسدها.. كان التصرف من وجهة نظر موسى معيبا.. وغلبت طبيعة موسى المندفعة عليه، كما حركته غيرته على الحق، فاندفع يحدث أستاذه ومعلمه وقد نسي شرطه الذي اشترطه عليه: (قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا).
وهنا يلفت العبد الرباني نظر موسى إلى عبث محاولة التعليم منه، لأنه لن يستطيع الصبر عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)، ويعتذر موسى بالنسيان ويرجوه ألا يؤاخذه وألا يرهقه (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا).
سارا معا.. فمرا على حديقة يلعب فيها الصبيان.. حتى إذا تعبوا من اللعب انتحى كل واحد منهم ناحية واستسلم للنعاس.. فوجئ موسى بأن العبد الرباني يقتل غلاما.. ويثور موسى سائلا عن الجريمة التي ارتكبها هذا الصبي ليقتله هكذا.. يعاود العبد الرباني تذكيره بأنه أفهمه أنه لن يستطيع الصبر عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا).. ويعتذر موسى بأنه نسي ولن يعاود الأسئلة وإذا سأله مرة أخرى سيكون من حقه أن يفارقه (قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا).
ومضى موسى مع الخضر.. فدخلا قرية بخيلة.. لا يعرف موسى لماذا ذهبا إلى القرية، ولا يعرف لماذا يبيتان فيها، نفذ ما معهما من الطعام، فاستطعما أهل القرية فأبوا أن يضيفوهما.. وجاء عليهما المساء، وأوى الاثنان إلى خلاء فيه جدار يريد أن ينقض.. جدار يتهاوى ويكاد يهم بالسقوط.. وفوجئ موسى بأن الرجل العابد ينهض ليقضي الليل كله في إصلاح الجدار وبنائه من جديد.. ويندهش موسى من تصرف رفيقه ومعلمه، إن القرية بخيلة، لا يستحق من فيها هذا العمل المجاني (قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا).. انتهى الأمر بهذه العبارة.. قال عبد الله لموسى: (هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ).
لقد حذر العبد الرباني موسى من مغبة السؤال. وجاء دور التفسير الآن..
إن كل تصرفات العبد الرباني التي أثارت موسى وحيرته لم يكن حين فعلها تصدر عن أمره.. كان ينفذ إرادة عليا.. وكانت لهذه الإرادة العليا حكمتها الخافية، وكانت التصرفات تشي بالقسوة الظاهرة، بينما تخفي حقيقتها رحمة حانية.. وهكذا تخفي الكوارث أحيانا في الدنيا جوهر الرحمة، وترتدي النعم ثياب المصائب وتجيد التنكر، وهكذا يتناقض ظاهر الأمر وباطنه، ولا يعلم موسى، رغم علمه الهائل غير قطرة من علم العبد الرباني، ولا يعلم العبد الرباني من علم الله إلا بمقدار ما يأخذ العصفور الذي يبلل منقاره في البحر، من ماء البحر..
كشف العبد الرباني لموسى شيئين في الوقت نفسه.. كشف له أن علمه -أي علم موسى- محدود.. كما كشف له أن كثيرا من المصائب التي تقع على الأرض تخفي في ردائها الأسود الكئيب رحمة عظمى.
إن أصحاب السفينة سيعتبرون خرق سفينتهم مصيبة جاءتهم، بينما هي نعمة تتخفى في زي المصيبة.. نعمة لن تكشف النقاب عن وجهها إلا بعد أن تنشب الحرب ويصادر الملك كل السفن الموجودة غصبا، ثم يفلت هذه السفينة التالفة المعيبة.. وبذلك يبقى مصدر رزق الأسرة عندهم كما هو، فلا يموتون جوعا.
أيضا سيعتبر والد الطفل المقتول وأمه أن كارثة قد دهمتهما لقتل وحيدهما الصغير البريء.. غير أن موته يمثل بالنسبة لهما رحمة عظمى، فإن الله سيعطيهما بدلا منه غلاما يرعاهما في شيخوختهما ولا يرهقهما طغيانا وكفرا كالغلام المقتول.
وهكذا تختفي النعمة في ثياب المحنة، وترتدي الرحمة قناع الكارثة، ويختلف ظاهر الأشياء عن باطنها حتى ليحتج نبي الله موسى إلى تصرف يجري أمامه، ثم يستلفته عبد من عباد الله إلى حكمة التصرف ومغزاه ورحمة الله الكلية التي تخفي نفسها وراء أقنعة عديدة.
أما الجدار الذي أتعب نفسه بإقامته، من غير أن يطلب أجرا من أهل القرية، كان يخبئ تحته كنزا لغلامين يتيمين ضعيفين في المدينة. ولو ترك الجدار ينقض لظهر من تحته الكنز فلم يستطع الصغيران أن يدفعا عنه.. ولما كان أبوهما صالحا فقد نفعهما الله بصلاحه في طفولتهما وضعفهما، فأراد أن يكبرا ويشتد عودهما ويستخرجا كنزهما وهما قادران على حمايته.
ثم ينفض الرجل يده من الأمر. فهي رحمة الله التي اقتضت هذا التصرف. وهو أمر الله لا أمره. فقد أطلعه على الغيب في هذه المسألة وفيما قبلها، ووجهه إلى التصرف فيها وفق ما أطلعه عليه من غيبه.
واختفى هذا العبد الصالح.. لقد مضى في المجهول كما خرج من المجهول.. إلا أن موسى تعلم من صحبته درسين مهمين:
تعلم ألا يغتر بعلمه في الشريعة، فهناك علم الحقيقة.
وتعلم ألا يتجهم قلبه لمصائب البشر، فربما تكون يد الرحمة الخالقة تخفي سرها من اللطف والإنقاذ، والإيناس وراء أقنعة الحزن والآلام والموت.
هذه هي الدروس التي تعلمها موسى كليم الله عز وجل ورسوله من هذا العبد المدثر بالخفاء.
والآن من يكون صاحب هذا العلم إذن..؟ أهو ولي أم نبي..؟
يرى كثير من الصوفية أن هذا العبد الرباني ولي من أولياء الله تعالى، أطلعه الله على جزء من علمه اللدني بغير أسباب انتقال العلم المعروفة.. ويرى بعض العلماء أن هذا العبد الصالح كان نبيا.. ويحتج أصحاب هذا الرأي بأن سياق القصة يدل على نبوته من وجوه:
1. أحدها قوله تعالى:
فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) (الكهف)
2. والثاني قول موسى له:
قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) (الكهف)
فلو كان وليا ولم يكن نبي، لم يخاطبه موسى بهذه المخاطبة، ولم يرد على موسى هذا الرد. ولو أنه كان غير نبي، لكان هذا معناه أنه ليس معصوما، ولم يكن هناك دافع لموسى، وهو النبي العظيم، وصاحب العصمة، أن يلتمس علما من ولي غير واجب العصمة.
3. والثالث أن الخضر أقدم على قتل ذلك الغلام بوحي من الله وأمر منه.. وهذا دليل مستقل على نبوته، وبرهان ظاهر على عصمته، لأن الولي لا يجوز له الإقدام على قتل النفوس بمجرد ما يلقى في خلده، لأن خاطره ليس بواجب العصمة.. إذ يجوز عليه الخطأ بالاتفاق.. وإذن ففي إقدام الخضر على قتل الغلام دليل نبوته.
4. والرابع قول الخضر لموسى:
رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي
يعني أن ما فعلته لم أفعله من تلقاء نفسي، بل أمر أمرت به من الله وأوحي إلي فيه.
فرأى العلماء أن الخضر نبيا، أما العباد والصوفية رأوا أنه وليا من أولياء الله.
ومن كلمات الخضر التي أوردها الصوفية عنه.. قول وهب بن منبه: قال الخضر: يا موسى إن الناس معذبون في الدنيا على قدر همومهم بها. وقول بشر بن الحارث الحافي.. قال موسى للخضر: أوصني.. قال الخضر: يسر الله عليك طاعته.
ونحن نميل إلى اعتباره نبيا لعلمه اللدني، غير أننا لا نجد نصا في سياق القرآن على نبوته، ولا نجد نصا مانعا من اعتباره وليا آتاه الله بعض علمه اللدني.. ولعل هذا الغموض حول شخصه الكريم جاء متعمدا، ليخدم الهدف الأصلي للقصة.. ولسوف نلزم مكاننا فلا نتعداه ونختصم حول نبوته أو ولايته.. وإن أوردناه في سياق أنبياء الله، لكونه معلما لموسى.. وأستاذا له فترة من الزمن.

نوارة الكون
04-10-2015, 08:23 AM
قصه رقم 29

للاداريه نوارة الكون ع الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=58146




قصة الملكين هاروت و ماروت




http://www9.0zz0.com/2013/05/26/19/562936028.jpg

موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة البقرة
قال الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 102].
القصة:
والقصة: أن اليهود نبذوا كتاب الله واتبعوا كتب السحرة والشعوذة التي كانت تُقْرَأ في زمن ملك سليمان عليه السلام. وذلك أن الشياطين كانوا يسترقون السمع ثم يضمون إلى ما سمعوا أكاذيب يلفقونها ويلقونها إلى الكهنة، وقد دونوها في كتب يقرؤونها ويعلمونها الناس وفشا ذلك في زمان سليمان عليه السلام، حتى قالوا إن الجن تعلم الغيب، وكانوا يقولون هذا علم سليمان عليه السلام، وما تمَّ لسليمان ملكه إلا بهذا العلم وبه سخر الجن والإنس والطير والريح، فأنزل الله هذين الملكين هاروت وماروت لتعليم الناس السحر ابتلاءً من الله وللتمييز بين السحر والمعجزة وظهور الفرق بين كلام الأنبياء عليهم السلام وبين كلام السحرة.
وما يُعلِّم هاروت وماروت من أحدٍ حتى ينصحاه، ويقولا له إنما نحن ابتلاء من الله، فمن تعلم منا السحر واعتقده وعمل به كفر، ومن تعلَّم وتوقَّى عمله ثبت على الإيمان.
فيتعلم الناس من هاروت وماروت علم السحر الذي يكون سبباً في التفريق بين الزوجين، بأن يخلق الله تعالى عند ذلك النفرة والخلاف بين الزوجين، ولكن لا يستطيعون أن يضروا بالسحر أحداً إلا بإذن الله تعالى، لأن السحر من الأسباب التي لا تؤثر بنفسها بل بأمره تعالى ومشيئته وخلقه.
فيتعلم الناس الذي يضرهم ولا ينفعهم في الآخرة لأنهم سخروا هذا العلم لمضرة الأشخاص.
ولقد علم اليهود أن من استبدل الذي تتلوه الشياطين من كتاب الله ليس له نصيب من الجنة في الآخرة، فبئس هذا العمل الذي فعلوه.
والخلاصة: أن الله تعالى إنما أنزلهما ليحصل بسبب إرشادهما الفرق بين الحق الذي جاء به سليمان وأتم له الله به ملكه، وبين الباطل الذي جاءت الكهنة به من السحر، ليفرق بين المعجزة والسحر.
وإن ورد غير ذلك في شأن هذه القصة فلا يبعد أن يكون من الروايات الإسرائيلية.

نوارة الكون
04-10-2015, 08:26 AM
قصه رقم 30

للاداريه نوارة الكون ع الرابط التالي
http://omaniaa.co/showthread.php?t=58434



قصة أصحاب السبت


http://www3.0zz0.com/2013/05/26/15/926341140.jpg



موقع القصة في القرآن الكريم:



ورد ذكر القصة في سورة البقرة. كما ورد ذكرها بتفصيل أكثر في سورة الأعرف الآيات 163-166.




قال الله تعالى، في سورة "الأعراف":
"وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ .
وقال تعالى في سورة "البقرة": وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ" .




وقال تعالى في سورة "النساء":



" أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا"

القصة:

أبطال هذه الحادثة، جماعة من اليهود، كانوا يسكنون في قرية ساحلية. اختلف المفسّرون في اسمها، ودار حولها جدل كثير. أما القرآن الكريم، فلا يذكر الاسم ويكتفي بعرض القصة لأخذ العبرة منها.




وكان اليهود لا يعملون يوم السبت، وإنما يتفرغون فيه لعبادة الله. فقد فرض الله عليهم عدم الانشغال بأمور الدنيا يوم السبت بعد أن طلبوا منه سبحانه أن يخصص لهم يوما للراحة والعبادة، لا عمل فيه سوى التقرب لله بأنواع العبادة المختلفة.
وجرت سنّة الله في خلقه. وحان موعد الاختبار والابتلاء. اختبار لمدى صبرهم واتباعهم لشرع الله. وابتلاء يخرجون بعده أقوى عزما، وأشد إرادة. تتربى نفوسهم فيه على ترك الجشع والطمع، والصمود أمام المغريات.
لقد ابتلاهم الله عز وجل، بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت للساحل، وتتراءى لأهل القرية، بحيث يسهل صيدها. ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع. فانهارت عزائم فرقة من القوم، واحتالوا الحيل –على شيمة اليهود- وبدوا بالصيد يوم السبت. لم يصطادوا السمك مباشرة، وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت، ثم اصطادوها يوم الأحد. كان هذا الاحتيال بمثابة صيد، وهو محرّم عليهم.
فانقسم أهل القرية لثلاث فرق. فرقة عاصية، تصطاد بالحيلة. وفرقة لا تعصي الله، وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث، فتأمر بالمعروف وتنهى عن المكر، وتحذّر المخالفين من غضب الله. وفرقة ثالثة، سلبية، لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن المكر.
وكانت الفرقة الثالثة، تتجادل مع الفرقة الناهية عن المنكر وتقول لهم: ما فائدة نصحكم لهؤلاء العصاة؟ إنهم لن يتوفقوا عن احتيالهم، وسيصبهم من الله عذاب أليم بسبب أفعالهم. فلا جدة من تحذيرهم بعدما كتب الله عليهم الهلاك لانتهاكهم حرماته.
وبصرامة المؤمن الذي يعرف واجباته، كان الناهون عن المكر يجيبون: إننا نقوم بواجبنا في الأمر بالمعروف وإنكار المنكر، لنرضي الله سبحانه، ولا تكون علينا حجة يوم القيامة. وربما تفيد هذه الكلمات، فيعودون إلى رشدهم، ويتركون عصيانهم.
بعدما استكبر العصاة المحتالوا، ولم تجد كلمات المؤمنين نفعا معهم، جاء أمر الله، وحل بالعصاة العذاب. لقد عذّب الله العصاة وأنجى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. أما الفرقة الثالثة، التي لم تعص الله لكنها لم تنه عن المكر، فقد سكت النصّ القرآني عنها. يقول سيّد قطب رحمه الله: "ربما تهوينا لشأنها -وإن كانت لم تؤخذ بالعذاب- إذ أنها قعدت عن الإنكار الإيجابي, ووقفت عند حدود الإنكار السلبي. فاستحقت الإهمال وإن لم تستحق العذاب" (في ظلال القرآن).
لقد كان العذاب شديدا. لقد مسخهم الله، وحوّلهم لقردة عقابا لهم لإمعانهم في المعصية.
وتحكي بعض الروايات أن الناهون أصبحوا ذات يوم في مجالسهم ولم يخرج من المعتدين أحد. فتعجبوا وذهبوا لينظرون ما الأمر. فوجودا المعتدين وقد أصبحوا قردة. فعرفت القردة أنسابها من الإنس, ولم تعرف الإنس أنسابهم من القردة; فجعلت القردة تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي; فيقول: ألم ننهكم! فتقول برأسها نعم.
الروايات في هذا الشأن كثيرة، ولم تصح الكثير من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنها. لذا نتوقف هنا دون الخوض في مصير القردة، وكيف عاشوا حياتهم بعد خسفهم.

نوارة الكون
04-10-2015, 08:28 AM
قصه رقم 31


للاداريه نوارة الكون ع الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=58432






قصة سبأ
http://www9.0zz0.com/2013/05/26/20/215294053.jpg

موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورةسبأ الآيات 15-19.
قال الله تعالى، في سورة "سبأ":

" لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ".
القصة:
قال علماء النسب منهم محمد بن إسحاق : اسم سبأ عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان قالوا : وكان أول من سبى من العرب فسمي سبأ لذلك ، وكان يقال له : الرائش لأنه كان يعطي الناس الأموال من متاعه. قال السهيلي : ويقال : إنه أول من تتوج. وذكر بعضهم أنه كان مسلما وكان له شعر بشر فيه بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن ذلك قوله :

ســيملك بعدنــا ملكــا عظيمـا نبــي لا يرخــص فـي الحـرام
ويملــك بعــده منهــم ملــوك يدينـــون العبـــاد بغــير ذام
ويملــك بعـدهم منـا مـا ملـوك يصــير الملــك فينــا باقتسـام
ويملــك بعــد قحطــان نبــي تقـــي جبينــه خــير الأنــام
يســمى أحــمدا يــا ليـت أنـي أعمـــر بعــد مبعثــه بعــام
فـــأعضده وأحــبوه بنصــري بكـــل مدجـــج وبكـــل رام
متــى يظهــر فكونـوا ناصريـه ومــن يلقــاه يبلغــه ســلامي

حكاه ابن دحية في كتابه " التنوير في مولد البشير النذير ".
وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن عبد الرحمن بن وعلة سمعت عبد الله بن العباس يقول : إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو ؟ أرجل أم امرأة أم أرض ؟ قال : بل هو رجل ، ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة وبالشام منهم أربعة ، فأما اليمانيون فمذحج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وحمير وأما الشامية فلخم وجذام وعاملة وغسان ، وقد ذكرنا في التفسير أن فروة بن مسيك الغطيفي هو السائل عن ذلك كما استقصينا طرق هذا الحديث وألفاظهن هناك ولله الحمد.
والمقصود أن سبأ يجمع هذه القبائل كلها ، وقد كان فيهم التبابعة بأرض اليمن واحدهم تبع وكان لملوكهم تيجان يلبسونها وقت الحكم كما كانت الأكاسرة ملوك الفرس يفعلون ذلك ، وكانت العرب تسمي كل من ملك اليمن مع الشحر وحضرموت تبعا ، كما يسمون من ملك الشام مع الجزيرة قيصر ، ومن ملك الفرس كسرى ومن ملك مصر فرعون ، ومن ملك الحبشة النجاشي ومن ملك الهند بطليموس ، وقد كان من جملة ملوك حمير بأرض اليمن بلقيس ، وقد قدمنا قصتها مع سليمان عليه السلام وقد كانوا في غبطة عظيمة وأرزاق دارة وثمار وزروع كثيرة وكانوا مع ذلك على الاستقامة والسداد وطريق الرشاد فلما بدلوا نعمة الله كفرا أحلوا قومهم دار البوار .
قال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه أرسل الله إليهم ثلاثة عشر نبيا ، وزعم السدي أنه أرسل إليهم اثني عشر ألف نبي ، فالله أعلم.
والمقصود أنهم لما عدلوا عن الهدى إلى الضلال ، وسجدوا للشمس من دون الله ، وكان ذلك في زمان بلقيس وقبلها أيضا ، واستمر ذلك فيهم حتى أرسل الله عليهم سيل العرم كما قال تعالى فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ .
ذكر غير واحد من علماء السلف والخلف من المفسرين وغيرهم أن سد مأرب كان صنعته أن المياه تجري من بين جبلين فعمدوا في قديم الزمان فسدوا ما بينهما ببناء محكم جدا حتى ارتفع الماء فحكم على أعالي الجبلين وغرسوا فيهما البساتين والأشجار المثمرة الأنيقة ، وزرعوا الزروع الكثيرة ، ويقال كان أول من بناه سبأ بن يعرب وسلط إليه سبعين واديا يفد إليه وجعل له ثلاثين فرضة يخرج منها الماء ومات ولم يكمل بناؤه فكملته حمير بعده ، وكان اتساعه فرسخا في فرسخ وكانوا في غبطة عظيمة وعيش رغيد وأيام طيبة حتى ذكر قتادة وغيره أن المرأة كانت تمر بالمكتل على رأسها فيمتلئ من الثمار ما يتساقط فيه من نضجه وكثرته وذكروا أنه لم يكن في بلادهم شيء من البراغيث ولا الدواب الموذية لصحة هوائهم وطيب فنائهم
كما قال تعالى
(( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ))
وكما قال تعالى(( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ))

فلما عبدوا غير الله وبطروا نعمته وسألوا بعد تقارب ما بين قراهم وطيب ما بينها من البساتين وأمن الطرقات سألوا أن يباعد بين أسفارهم وأن يكون سفرهم في مشاق وتعب وطلبوا أن يبدلوا بالخير شرا كما سأل بنو إسرائيل بدل المن والسلوى البقول والقثاء والفوم والعدس والبصل فسلبوا تلك النعمة العظيمة والحسنة العميمة بتخريب البلاد والشتات على وجوه العباد كما قال تعالى فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ قال غير واحد : أرسل الله على أصل السد الفار ، وهو الجرذ ويقال : الخلد . فلما فطنوا لذلك أرصدوا عندها السنانير فلم تغن شيئا إذ قد حم القدر ولم ينفع الحذر كلا لا وزر ، فلما تحكم في أصله الفساد سقط وانهار فسلك الماء القرار ، فقطعت تلك الجداول والأنهار ، وانقطعت تلك الثمار ، وبادت تلك الزروع والأشجار ، وتبدلوا بعدها برديء الأشجار والأثمار
كما قال العزيز الجبار وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد : هو الأراك وثمره البرير ، وأثل وهو الطرفاء وقيل : يشبهه وهو حطب لأثمر له وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ وذلك لأنه لما كان يثمر النبق كان قليلا مع أنه ذو شوك كثير ، وثمره بالنسبة إليه كما يقال في المثل : لحم جمل غث على رأس جبل وعر لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقى ، ولهذا قال تعالى ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُور
َ أي : إنما نعاقب هذه العقوبة الشديدة من كفر بنا وكذب رسلنا وخالف أمرنا وانتهك محارمنا وقال تعالى فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ وذلك أنهم لما هلكت أموالهم وخربت بلادهم احتاجوا أن يرتجلوا منها وينتقلوا عنها فتفرقوا في غور البلاد ونجدها أيدي سبأ شذر مذر ، فنزلت طوائف منهم الحجاز وهم خزاعة نزلوا ظاهر مكة وكان من أمرهم ما سنذكره ، ومنهم المدينة المنورة اليوم ، فكانوا أول من سكنها ثم نزلت عندهم ثلاث قبائل من اليهود : بنو قينقاع وبنو قريظة وبنو النضير فحالفوا الأوس والخزرج وأقاموا عندهم ، وكان من أمرهم ما سنذكره ، ونزلت طائفة أخرى منهم الشام وهم الذين تنصروا فيما بعد وهم غسان وعاملة وبهراء ولخم وجذام وتنوخ وتغلب وغيرهم وسنذكرهم عند ذكر فتوح الشام في زمن الشيخين رضي الله عنهما.
قال محمد بن إسحاق : حدثني أبو عبيدة قال : قال الأعشى بن قيس بن ثعلبة وهو ميمون بن قيس
وفـــي ذاك للمؤتســى أســوة

ومــأرم عفــي عليهــا العـرم

رخـــام بنتــه لهــم حــمير

إذا جـــاء مــواره لــم يــرم

فـــأروى الـــزرع وأعنانهــا

عــلى ســعة مــاءهم إذ قسـم

فصـــاروا أيــادي لا يقــدرون

عـلى شـرب طفـل إذا مـا فطـم

وقد ذكر محمد بن إسحاق في كتاب " السيرة " أن أول من خرج من اليمن قبل سيل العرم عمرو بن عامر اللخمي ولخم هو ابن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ ويقال : لخم بن عدي بن عمرو بن سبأ قاله ابن هشام قال ابن إسحاق وكان سبب خروجه من اليمن ، فيما حدثني أبو زيد الأنصاري أنه رأى جرذا يحفر في سد مأرب الذي كان يحبس عليهم الماء فيصرفونه حيث شاءوا من أرضهم
فعلم أنه لا بقاء للسد على ذلك ، فاعتزم على النقلة عن اليمن فكاد قومه فأمر أصغر ولده إذا أغلظ عليه ولطمه أن يقوم إليه فيلطمه ففعل ابنه ما أمره به فقال عمرو : لا أقيم ببلد لطم وجهي فيه أصغر ولدي وعرض أمواله فقال أشراف من أشراف اليمن : اغتنموا غضبة عمرو فاشتروا منه أمواله وانتقل في ولده ، وولد ولده وقالت الأزد : لا نتخلف عن عمرو بن عامر ، فباعوا أموالهم وخرجوا معه فساروا حتى نزلوا بلاد عك مجتازين يرتادون البلدان فحاربتهم عك فكانت حربهم سجالا ففي ذلك قال عباس بن مرداس
وعـك بـن عدنـان الـذين تلعبـوا
بغسـان حـتى طـردوا كـل مطرد

قال : فارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلاد فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشام ونزل الأوس والخزرج يثرب ونزلت خزاعة مرا ونزلت أزد السراة السراة ونزلت أزد عمان عمان ثم أرسل الله تعالى على السد السيل فهدمه وفي ذلك أنزل الله هذه الآيات وقد روي عن السدي قريب من هذا وعن محمد بن إسحاق في رواية أن عمرو بن عامر كان كاهنا ، وقال غيره كانت امرأته طريفة بنت الخير الحميرية كاهنة فأخبرت بقرب هلاك بلادهم وكأنهم رأوا شاهد ذلك في الفأر الذي سلط على سدهم ، ففعلوا ما فعلوا والله أعلم وقد ذكرت قصته مطولة عن عكرمة فيما رواه ابن أبي حاتم في " التفسير ".

القيصـــــر
28-10-2015, 11:20 AM
قصه رقم 32
للمميزه / روح الحلا1
قصة : كم تدين لزوجتك ؟
http://omaniaa.co/showthread.php?t=61279

مهندس بترول توفّيت زوجته وتركت له ثلاثة من الأبناء أكبرهم في ثالث إبتدائي وأصغرهم عامين .... وبعد ضغط من الأسرة للزّواج، دخل أكثر من بيت ولم توافقْ عليه واحدة للمسؤوليّة الكبيرة الّتي في انتظارها، وخاصّة أنه غير موجود في البيت معظم الشّهر نظراً لظروف عمله .... وبعد فشله في أنه يتزوّج وفشله في أنّه يأخذ إجازات أكثر من شغله، قرّر أن يجلب مربّية للأولاد تجلس معهم، وفعلاً بدأ يضع المواصفات بأن تكون جامعيّة وتعرف إنجليزي ولا يزيد عمرها عن 45 لتقدر على خدمتهم، وتكون ... وتكون وتكون .....إلخ...
وبالفعل تقدّمت واحدة للوظيفة، عمرها في منتصف الثّلاثينيّات جامعيّة : أتكلم إنجليزي وفرنسي بطلاقة ... أنا وجدت أولادك و سأقبل الوظيفة لأنّي محتاجة للمال وتلك شروطي:
أنا مرتّبي 2000 جنيه قي الشّهر لرعاية 3 أولاد منهم طفل رضيع.
أنا مسؤوله عن الأولاد فقط، عن نومهم وصحوتهم وأكلهم ونظافتهم الشّخصية، أمّا إذا أردت أن أدرّسهم فعليك أن تزيد مرتّبي 300 جنيه، وإذا أردت أن أطبخ للأولاد فعليك أن تزيد لي 400 جنيه بشرط أن تجلب اللّوازم من السّوق، وإذا أردت أن أغسل ملابس الرّضيع فقط فعليك أن تزيد لي200 جنيه،وإذا كان أحد أطفالك يعاني من مرض معين ويحتاج رعاية خاصّة فستضطر لزيادة 300 جنيه،أمّا تنظيف المنزل ورعايتك ورعاية الأولاد الكبار فأنا لست مسؤولة عن ذلك وستضطّرّ أن تجلب خادمة.
يوم الجمعه إجازتي وعطلتي الأسبوعيّة وهو من حقّي وغير مسموح حتّى الإتّصال التّليفونيّ بي إلّا في حالات الضّرورة القصوى...
السؤال الآن بكم تدين لزوجتك؟ هل عرفت لماذا ربّنا سبحانه وتعالى أخذ منك ميثاقاً غليظاً من أجلها؟ زوجتك لا تأخذ منك مرتّباً نظير خدمتك وخدمة أولادك، وإن أخذت منك فهو لصرفه على البيت والأبناء وقد تصرف من مالها الخاص .. فهي تعمل هكذا وأكثر بكثير، وبحبّ ورضى وطيب خاطر،
خذ بوصيّة حبيبك المصطفى 'صلّى الله عليه وسلّم' حينما أوصى عليها في خطبة الوداع: "أوصيكم بالنّساء خيراً، وحين قال: رفقاً بالقوارير، وحين قال: "خيركم خيركم ﻷهله وأنا خيركم ﻷهلي". صدق رسول الله...


"ربنا هب لنا من أزواجنا وذريّاتنا قُرّة أعين واجعلنا للمتّقين إماما".


لكل الزوجات والأمهات الرائعات����

القيصـــــر
23-12-2015, 10:22 AM
قصه رقم 33
للمبدعه / روح الحلا1
قصة : الرفقة في اللهـ..

http://omaniaa.co/showthread.php?t=66364

قصة رووووووعة ��


هكذا تكون الرفقه ف الله ��


انا ليلى ابلغ من العمر 40 عاما
ولدت في اسرة راقيه فاحشة الثراء
كل ماكنت اطلبه ياتي في التو واللحظه
كنت الابنة الثالثه من بين اخواتي اي انني كنت الصغرى
درست ف مدارس خاصه تقدم كافة انواع الدلال ف الدروس واللبس
وكنت ارى الدنيا ملكا لي اين ماتوجهت افعل مااشاء
وعندما اصبحت ف العشرين وكنت ف زهرة الشباب وكنت ف غاية الجمال والدلال والتحقت بالجامعه
ف السنة الاولى التقيت بفتاة تكبرني بعامين وكانت ف منتهى الاخلاق معي وهادئه وكانت تميل الى الوحده بعيدة عن ضجيج وضحكات الشباب والفتيات
وكنت اراها تمسك بمصحف صغير تحمله معها ف الحقيبه
وكنت اراها منهمكة ف القراءة لدرجة انها لاتشعر بوجودي حين احدثها
فبدات اتعجب منها فسالتها ماالذي يلهيك هكذا ؟؟!!
فنظرت الي وابتسمت واومات براسها وكانها تقول انتظري وساخبرك
وعندما انهت القراءه توجهت الي وقالت لما لاتجربين ��
فقلت انا اقرا القران ولكن ليس بانتظام ولا احفظ
فقالت احفظي سورة صغيره اليوم وغدا تعالي اقرئيها غيبا امامي
قلت ولما ؟
قالت الا تريدين ان تعرفي مايلهيني مع القران هيا وساجيبك
وفعلا بدات احفظ السور الصغيره ويوما بعد يوم ازداد حماسا للحفظ


وهكذا حتى صرت مثلها انهمك ولا اكاد اشعر بمن حولي
ولكن كانت هناك عقبة ف طريقي وهي والداي واخواتي حيث اعتدنا ان نقيم حفلة كل اسبوع نرقص ونغني فلما راوني هكذا وبدات اتجنب الحفلات غضبت امي وقالت لماذا تنعزلين لا اريدك ان تصبحي معقده وكنت اسال الله ان يعينني
حتى تزوجت من رجل ميسور الحال ملتزم بعد رفض اهلي له وبذل الكثير من الجهد لاقناعهم
ورزقني الله بصبي وفتاة اصبحا هماا حياتي وتعليهم همي وتربيتهم وتحفيظهم القران شغلي الشاغل
ومازلت احفظ القران
دون كلل او ملل وف يوم ما التقيت بزميلتي التي اعانتني ونبهتني للحفظ وفرحت كثيرا واحتضنتها وعبرت لها عن اشتياقي لها وامتناني
فقالت هاتي يدك الى الجنه
قلت حسنا معك يدي وسنشد بعضنا
وتفرقنا كل ذهبت لوجهتها
وما هي الا لحظات حتى سمعت صوت حادث مريع ثم اصوات سيارات الاسعاف
فدب الخوف الى قلبي
فرجعت الى الخلف الى المكان الذي تركت فيه حبيبة عمري لاجدها محمولة ع سرير خشبي
وتنهمر منها الدماء
فهرعت اليها وقدامايا لاتكاداني تحملاني ودموعي اغرقت وجنتي
عندما وصلت اليها نظرت الي بحسره وقالت بصوت مختنق سامحيني
قلت علاما ؟؟
قالت لاني امسكت بيدك وقلت معا الى الجنه وها انا اسبقك اليها اني اشم ريحها
ونسيمها يكاد يقتلع قلبي ولم تكمل واخذت بالتشهد
ولفظت انفاسها
ادركت عندها انه لا امان ولا طمانينه من غدر الموت
مرت سنوات ولم تفارق مخيلتي ومازالت كلماتها يتردد صداها ف قلبي
عندها عاهدت نفسي وعاهدتها ان ابذل قصارى جهدي ان اعمل واسعى واجتهد كي اكون معها ف الجنه
وادعو الله ان يجمعني بها
قال صل الله عليه وسلم
��المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ��
وصية غالية يا حبيباتي استكثروا من الصديقات الصالحات فهن نور للطريق وبركة على الطريق بصحبتهن تتغير الحياة��

نوارة الكون
01-03-2016, 07:35 AM
قصه رقم (34)


الملكة نفرتيتى
على الرابط التالي


http://omaniaa.co/showthread.php?t=74694



الجمال
&&&&


* * *


بنظرتها الفخورة ووجهها المتناسق الرقيق ذي الخدّين العاليين والحاجبين المقوّسين الرقيقين والأنف الأهيف والشفتين المكتنزتين والعنق الارستقراطي الطويل كانتنفرتيتي (https://www.hawaalive.com/brooonzyah/t61616.html) ولا غرو ذات طلعة فاتنة بهية. فاسمها، الذي من المرجّح أنه كان يُنطق "نافتيتا" كان يعني "الجميلة قد أقبلت".


لقي جمال نفرتيتي المتألق توثيقاً في العديد من اللوحات، وُجد بعضها في تل العمارنة التي كانت يوماً ما حاضرة عرش اخناتون.


ومن أبدع تلك التحف الفنية تمثال جيري نصفي يعرض في المتحف المصري ببرلين منذ 1924. وقد اكتشف هذا التمثال، الذي لا يزيد طوله عن خمسين سنتمتراً (20 بوصة) والذي يعتبر الآن من أشهر الآثار الفنية المصرية من عصر الفراعنة، عالم الآثار الألماني لودفيك بورخاردت. وقد قام بهذا الاكتشاف في السادس من ديسمبر 1912 أثناء تنقيبه في تل العمارنة.


ولا يزال موضوع صدر التمثال حتى الآن مثارً للجدل عمّا إذا كان لنفرتيتي أو أنه ينتسب إلى ثتموسيس. غير أن تمثال نفرتيتي به عين واحدة فقط مكتملة الرسم، وهذا يشير إلى أن صدر التمثال ربما يكون نموذجاً فقط يمثل قاعدة للعمل الفني الخالد.


كما تم العثور على تمثال نصفي آخر للملكة الفاتنة من قبل الباحث البريطاني جون بندلبيري في نحو عام 1932 أثناء حفريات جرت في تل العمارنة. وهذا الرأس، الذي كان يعتزم المثّال وضعه على نصب تذكاري، لا يحمل أي نقوش. لكن مثله مثل بقية الأعمال الفنية الخاصة بنفرتيتي، تم قبوله على أنه يمثلها. واليوم يمكن إلقاء نظرة على هذا العمل الفني بالمتحف القومي المصري في القاهرة.


أحب الزوجات


لابد أن اخناتون كان يكن كل الود والاحترام لزوجته وشريكته بصورة استثنائية. فقد حملت أعمدة مدينته نقوشاً وكتابات تعبّر عن سعيه لانتزاع حبها:


"جميلة المُحيّا، مالكة السعادة، يا من وُهبت بالمقدرة على الاستماع، ويجلب صوتها الحبور، ملكة كل الحسان، من رُزقت بكل الحب، جالبة السعادة لملك البرّين".


مظهر ملكي


كانت نفرتيتي تتحلى في السنوات الأولى من حكمها بشارة الشرف التقليدية التي تتحلى بها الملكات. وقد رُسمت وهي ترتدي تيجاناً وشعراً مستعاراً مزيناً بقرني بقرة وريش وقرص شمس، وكلها سمات ذات علاقة بطائفة الإلهة (هاثور). وتزينت الملكة (https://www.hawaalive.com/brooonzyah/t61616.html)عقب ذلك في العمارنة، العاصمة الملكية الجديدة، بتاج أزرق ذا قمة مسطحة يشبه في شكله تاج الحرب الخاص باخناتون؛ وهو ذاك التاج الذي يجسّده تمثال متحف برلين والذي أصبح معروفاً على نطاق العالم أجمع. وفي بعض الأحيان كانت تظهر في الرسوم وهي ترتدي تاجاً ضيقاً يشبه القلنسوة. كما كانت الملكة الجميلة ترتدي في أحيان أخرى لباساً في الرأس يشبه المنديل وكان يعرف بالخات.


وكانت نفرتيتي تبدو في رسومات قديمة أخرى وقد صفف شعرها بما يوصف بأنه "باروكة الشمعة النوبية". وهي مكونة من مجموعة من طبقات خصلات الشعر والضفائر التي ترقد فوق بعضها البعض، وتلك الباروكة لا يرتديها سوى الرجال المنتمين للجيش الملكي.


وكان حاجبا الملكة كثيراً ما يزينهما ثعبانا الكوبرا من كل جانب، وهما يرمزان لسيادتها على البرّين، مصر العليا ومصر السفلى.


وتظهر النقوش والرسومات التي وجدت على تابوت اخناتون الشريكة الملكية وهي ترتدي ثوباً مطوياً. كما كانت أيضاً تضع على رأسها باروكة ذات شعر مجعّد ويظهر الثعبانان وفوقهما تاج قرص الشمس المحكم وإفريز الكوبرا وريشتان طويلتان.





وكما هو الحال بالنسبة لبقية أفراد الطبقة الأرستقراطية، لم تكن نفرتيتي تتحلى بالمجوهرات والشعر المستعار والملابس الضيقة وحسب، بل استخدمت المساحيق التجميلية أيضاً لإظهار جمالها الطبيعي. فقد كانت النساء في تلك الأيام ترسم خطاً أسوداً عريضاً حول العين والجفن حتى يصل خارج العين. وكان هذا الخط يرتبط لدى قدماء المصريين بالنقاء الشعائري. كما كنّ يضعن على جفن العين معجون مكوّن من مسحوق النحاس الأخضر المخلوط بالدهن. كما استخدمت النساء حُمرة الخدين والشفتين أيضاً طبقاً للرسومات التي تشهد على ذلك. وفيهما يتم استخدام نفس المادة الغرائية ثم تخلط بحبيبات الخس.






http://www.drdee.dsc.rmit.edu.au/news/nefertiti.jpg (https://www.hawaalive.com/brooonzyah)


********


الاسطورة
&&&&&&&



لم يكن جمالها وحده الأسطورة، بل أيضاً مكانتها الاستثنائية في السلطة. فقد كانت نفرتيتي وزوجها الفرعون اخناتون هما عن فجرا ثورة دينية كبرى. فقد تمكنا من استبدال كل الآلهة التقليديين بإله واحد فقط هو إله الشمس أتون.


زوجة ملكية عظيمة


يبدو أن نفرتيتي كانت مؤمنة متحمسة للدين الجديد. وربما تمكنت أيضاً من استخدام الدين الجديد لإيجاد مكانة خاصة بها أقرب ما تكون إلى الألوهية. ويعكف علماء المصريات في الوقت الحاضر على البحث في معابد الكرنك والأقصر على دليل ربما تمكنوا من خلاله من دعم تلك الفرضية.


وقد أنشأ اخناتون أثناء فترة حكمه التي كانت في منتصف القرن الرابع عشر قبل الميلاد العديد من المعابد في الضواحي المخصصة لعبادة إله الشمس آتون. وبما أن تلك المعابد تم اعتبارها من مخلفات الحكم البائد، فقد تم تدميرها جميعاً عقب انقضاء فترة حكم اخناتون. وقد تمت الاستفادة من ألواح الحجارة المتبقية منها في بناء نصب تذكارية أخرى للحكام الذين حكموا مصر بعد ذلك. ويحاول العلماء الآن إعادة تجميع تلك الحجارة الواحد بجانب الأخر حتى يتمكنوا من تكوين مشاهد واضحة على أمل الوصول إلى مكانة نفرتيتي الاجتماعية.


وقد تم فك شفرة جزء من اسمها منحوتاً على أحد الحجارة بالإضافة إلى أحد ألقابها الملكية (الزوجة الملكية العظيمة). وقد عُثِر على أكثر من نقش يصور نفرتيتي وهي تقود مركبة حربية وتحمل صولجاناً، وهو شعار السلطة العليا في الدولة الفرعونية. كما ظهرت في صور أخرى، بصفتها ملكة بلادها، مجهزة على أعداء مصر وفي يدها هراوة أو سيف، او معتلية مهاداً ملكياً، أو وهي تهب ذهب الشرف للإله. ولم تحظى أي أنثى أخرى من الأسرة المالكة بمثل هذا التوثيق التصويري قبل نفرتيتي أو بعدها.


زوجات الإله آمون


يقف معبد الكرنك شاهداً على قصة تأسيس مصر التي نقشت على جدرانه. وطبقاً للأسطورة فإنه لم يكن هناك شيئاً في البداية، بعدها ظهر إله الخلق والخصوبة أمون من بين الظلام وكانت برفقته الإلهة مت. ووقع أمون أسيراً لحيل إغرائها. وتقول المصادر القديمة: "قامت بإشعال نيرانه، ونتيجة لاستثارة شهوته تشكّل الكون." وكان بالقرب من الإله أمون الفراعنة الذين يعتبروا ممثلوه على الأرض التي يحكمونها باسمه وبالإنابة عنه. كما كانت النساء أيضاً على مقربة منه. وكان باستطاعتهن أيضاً أن يصبحن زوجات له بعد أن يقمن بأداء طقوس معينة. وطبقاً للأدلة التي توفرها الرسوم المعاصرة، يُعتقد بأن نساء بعينهن زرن ضريح أمون المقدس في معبد الكرنك. وهناك قمن بتمثيل أسطورة الخلق ومنحن أمون خلوداً دنيوي، للتأكد من أن الكون لن يرتد إلى حالة الفوضى التي كان يعيشها قبل أن يتشكل. وبهذا تصبح النساء "زوجات أمون ورفيقاته". ومن حق أي امرأة ارستقراطية مصرية الحصول على هذا اللقب التشريفي وأن تتمتع بالهالة الاجتماعية المرتبطة به.


في مثل قوة الفرعون


في أثناء فترة حكم نفرتيتي واخناتون، كان لمعبد الكرنك بوابة ضخمة على الناحية الشرقية منه. وقد تم استحضار ما يزيد عن المائة نقش تصويري لطقوس فرعونية. ومعظم تلك الرسوم تصور نفرتيتي وهي تقف في وسط طقوس العبادة ومن بينها تقديم القرابين للإله.


وفي حقيقة الأمر فإن التقاليد تقتضي ألا تقدّم القرابين إلا من الفرعون شخصياً أو من "زوجة أو رفيقة للإله". إذن هذه اللوحات تدل على أن نفرتيتي كانت تتمتع بمكانة في السلطة مساوية لتلك المكانة التي حظي بها الفراعنة. وعلى الرغم من أن الدين الجديد الذي بُشِّر به لم تعد فيه مكانة ل"زوجات أو رفيقات الإله"، فقد أعلنت نفرتيتي ولاءها للإله آتون متبعة نفس الطقوس التي كانت تمارسها رفيقات الإله آمون. وتبدو نفرتيتي وكأنها كانت تستخدم التقاليد الدينية "لرفيقات" الإله من اجل أن ترتقي بنفسها لمصاف المعبودات.


وبعد كل ذلك تمكنت نفرتيتي من أن تصبح لعقد كامل من الزمان أكثر النساء نفوذاً في العالم القديم.



http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/4/47/Akhenaten,_Nefertiti_and_their_children.jpg/800px-Akhenaten,_Nefertiti_and_their_children.jpg (https://www.hawaalive.com/brooonzyah)


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/38/AmarnaRelief-TheWilbourPlaque_BrooklynMuseum.png/782px-AmarnaRelief-TheWilbourPlaque_BrooklynMuseum.png (https://www.hawaalive.com/brooonzyah)


************


الملكة
&&&&&&&



ظلت تفرتيتي لما يربو عن العشر سنوات أكثر النساء نفوذاً في مصر. وقد حكمت نفرتيتي البلاد، متمتعة بسطوة تبجيل الآلهة التي سبغها عليها شعبها، جبناً إلى جنب مع زوجها أمينوفس الرابع، حاكم المملكة الجديدة للأسرة الثامنة عشرة، والذي غيّر اسمه إلى اخناتون عقب اعتلائه العرش في حوالي 1353 قبل الميلاد. غير أنه لا يعرف سوى اليسير عن الملكة الفاتنة اليوم. فقد تلاشى أثرها تماماً عن التاريخ في نحو العام 1336 قبل الميلاد، وكان عمرها آنذاك حوالي ثلاثين عاماً.


بزوغ ساطع وأفول مفاجئ


تزوجت نفرتيتي من الفرعون اخناتون، ابن أمينوفس الثالث في السنة الرابعة من اعتلائه عرش مصر القديمة، ويبدو أنها كانت في الخامسة عشرة من عمرها آنذاك، في الوقت الذي كان فيه اخناتون في الرابعة عشرة من عمره. ونتيجة لهذا الاتحاد،ارتقت الملكة الجميلة سلم الحكم لتصبح واحدة من أكثر النساء التي حكمن مصر القديمة سلطة ونفوذاً. وكانت نفرتيتي تحظى بالحب والاحتفاء والتقديس، واتخذت مكانها بجانب الملك في كل المناسبات الهامة، وظلّ موقعها مساوياً لمكانته تقريباً. ولكن فجأة غاب أثرها؛ فحتى يومنا الحاضر لم يتم العثور على أي دليل من شأنه أن يلقي ببعض الضوء على مصير نفرتيتي الغامض. وحتى الآن ما تزال جثتها تُعتبر مفقودة.


من أين أتت نفرتيتي؟


أصل الملكة الفاتنة وخلفيتها يشوبهما الغموض أيضاً. وتبعاً لإحدى النظريات، فإنها ربما كانت أميرة ميتاني (تادوخيبا)، العروس المرشحة للزواج من أمينوفس الثالث لكنها تزوجت بدلاً عن ذلك ابنه. وتقول نظرية أخرى إن نفرتيتي ولدت نتيجة علاقة ما بين أمينوفس الثالث وإحدى خليلاته. وهذه النظرية تجعل من نفرتيتي واخناتون أخوين غير شقيقين. ولكن هذه النظرية أيضاً تعتبر غير معقولة لأن نفرتيتي كان يحق لها الحصول على لقب (ابنة الفرعون) وهو ما لم يحدث قط. وتشير النظرية الثالثة إلى أن نفرتيتي هي ابنة تاي وآي. وطبقاً لهذه النظرية فإن والدها كان أحد الموظفين الكبار في البلاط الملكي لأمينوفس الثالث مما يجعله بالتالي من المقربين لاخناتون. وبناء على تلك النظرية التي تلقى قبولاً واسعاً لدى علماء المصريات، فإن خلفية نفرتيتي كانت تعود إلى الطبقة الراقية للمجتمع المصري القديم. لكن قد لا تكون تاي الأم الحقيقية للملكة الساحرة، بل من المرجح أنها كانت مرضعتها.


في حظوة إله الشمس


كان لنفرتيتي واخناتون السبق في القيام بإصلاحات دينية واجتماعية كبرى. فقد كان أكثر ما حققاه من إنجازات هو نبذ عادة المصريين القدامى بتعدد الآلهة وعبادة إله واحد بدلاً من ذلك هو إله الشمس آتون.


وفي السنة الخامسة من حكم اخناتون، نقل الزوجان مقر حكمهما الرسمي من طيبة إلى تل العمارنة والتي كانت تعرف بموطن نور آتون.


وحتى الكرنك، التي كانت حتى ذاك الحين مقراً تقليدياً لطائفة آمون، كانت تشهد بناء معابد جديدة تقرباً لإله الشمس. وقد زخرفت تلك المعابد بأعداد كبيرة من صور نفرتيتي، والتي كانت بصفتها ملكة تحمل اللقب الملكي التقليدي "الكمال كمال آتون".


وحظيت نفرتيتي بتخليد في المعابد والنصب التذكارية أكثر مما حظيت به أي ملكة مصرية أخرى قبلها أو بعدها. ومن المرجح أن الملكة كانت تشغل منصب الكاهن الأعظم أيضاً وهو المنصب الذي عادة ما يحتفظ به الملوك وحدهم.


لكن نفرتيتي اختفت من الصور والنقوش في العام الأخير من حكم اخناتون وظهرت عوضاً عنها صور اثنتين من بناتها الست هما (مريتاتون) و(أنخسينباتون).



مصير مجهول


ماذا يمكن أن يكون قد أصاب الملكة؟ ظل الباحثون يعتقدون لفترة طويلة من الزمن بأن الملكة قد فقدت حظوتها لدى اخناتون وتم إقصاؤها عن العائلة المالكة. وربما كان ذلك بسبب إخفاقها في إنجاب ابن له؟ وهناك نظرية أخرى تقول بأن الزوجين تم الإطاحة بهما من قبل عصيان شعبي قام به من كانوا يعتقدون بأن عبادة آتون كانت بدعة. وبما أن توت عنخ أمون كان قد استعاد العرش في 1333 قبل الميلاد فإنه من المؤكد أنه قام بالتخلص من كل آثار اخناتون ونفرتيتي ومحا كل ما كان يمكن أن يعيدهما إلى الأذهان.



ولم يتم العثور في مقبرة تل العمارنة حتى يومنا هذا على أكثر من بعض المتعلقات التي يعتقد بأنها تعود لاخناتون مما يشير إلى أن نفرتيتي لم تدفن هناك؛ فضلاً عن أن وفاة الملكة لم يتم توثيقها في أي مكان آخر.


هل خلفت نفرتيتي اخناتون على العرش؟


على الرغم من أن لاخناتون ابناً من خليلته كيا، وهو توت عنخ آمون، إلا أنه عين (سمنخكر) خلفاً له. ويرى بعض علماء المصريات بأن سمنخكر ربما كان ابناً آخر لاخناتون من كيا، كما يعتقد البعض بأنه ربما كان أخاً غير شقيق لاخناتون أو فرداً من أفراد الأسرة المالكة.


غير أن حقيقة أن نفرتيتي وسمنخكر استخدما نفس اللقب الإضافي (الكمال كمال آتون)، حدت بالبعض للافتراض بأن نفرتيتي نفسها استعادت العرش بعد وفاة اخناتون في 1336 قبل الميلاد. لكن، هناك دليل أيضاً على أن نفرتيتي قد توفيت في السنة الرابعة عشرة من حكم زوجها اخناتون حينما ابتليت مصر بوباء الطاعون آنذاك.


فهل تسبب اختفاء نفرتيتي المفاجئ في أن تظل لغزاً أمد الدهر؟ ربما، ولكن قد تتمكن الجثة التي عثر عليها الفريق الاستكشافي البريطاني، والتي يُعتقد بأنها مومياء الملكة الساحرة، من الكشف عن بعض أسرار الملكة الدفينة





********

أما الآن نحكي لكم كيف تم العثور والكشف عن مقبرتها وعن المومياء الخاصة بها
كشف فريق بحث يقوم بعمليات استقصاء في وادي الملوك بالقرب من الأقصر في مصر النقاب عمّا يمكن أن يكون مومياء الملكة المصرية الأسطورة نفرتيتي. وقد استخدم فريق جامعة يورك الذي تقوده الدكتورة جوان فلتشر نظاماً متنقلاً للأشعة للفحص على المومياء في فبراير 2003. وكانت تلك هي المرة الأولى التي تسمح فيها السلطات المصرية باستخدام مثل هذه الأجهزة في مواقع الآثار.


تقنية الأشعة المتنقلة تجعل البحث أيسر


تم العثور على الجثة التي أدرجت تحت "المومياء 61072" راقدة بجانب جثتين أخرتين محنطتين لامرأة وصبي في ركن من أركان غرفة المقبرة كي في 35. وقد تمكن الباحثون من فحص المومياء داخل المقبرة، متجنبين بذلك أي احتمال لتعرضها للتلف أو التشويه أثناء عملية النقل. ولم يكن لتلك العملية أن تتم بدون استخدام جهاز "كانون – سي إكس دي آي 31"، أول نظام أشعة رقمي متنقل في العالم.


وحتى يومنا هذا كانت الطريقة المتبعة تتلخص في حمل المومياءات المكتشفة من مقابرها ونقلها إلى إحدى المستشفيات لفحصها عبر الأشعة. وهو ما يعتبر عملاً مكلفاً وينذر بمخاطر جسيمة قد تقع للمومياء.


وفي حالة المومياء 61072، سمحت تقنية الأشعة المتنقلة ذات الشاشة المسطحة للعلماء بالعمل داخل المقبرة نفسها بإنتاج لقطات ثلاثية الأبعاد للجثة المحنطة دون الحاجة حتى لتحريكها من مكانها.


ولا تستدعِ العملية أكثر من ثلاث ثوانٍ ما بين مسح الصورة وظهورها على شاشة الحاسوب. كما تسمح تقنية تقريب الصورة بالتقاط صور مكبرة للمجوهرات والأسنان والعظام بالإضافة إلى صور للجسم بأكمله. كما يمكن أن تستخدم التقنية الجديدة في القيام برحلات افتراضية داخل هيكل المومياء.


عقود ذهبية في تجويف الصدر


تظهر صور الأشعة التي التقطها فريق الدكتورة فلتشر جسد امرأة بالغة مع تقوّس في السلسلة الفقرية في المنطقة السفلى من الظهر.


وتظهر الصور أيضاً عدداً من العقود الذهبية داخل التجويف الصدري الذي كان مفتوحاً. وقد سُبكت تلك العقود بنفس التصميم الذي تنتهجه المجوهرات الملكية وربما كانت دليلاً آخر على أن المومياء 61072 هي بقايا بشرية لملكة كانت في يوم ما رائعة الحسن والجمال.


ويعتقد الباحثون البريطانيون بأن الموقع غير المعتاد للعقود الذهبية ربما كان نتيجة لمحاولات اللصوص في نهب المقبرة مما ألحق الأذى بالمومياء في تلك العمليات.





هل سيُحلّ اللغز؟




يأمل العلماء في أن تسمح لهم تقنية الأشعة المتنقلة بإعادة بناء وجه نفرتيتي الأشهر على نطاق العالم. كما يُتوقع أن توفر الصور العديدة للمومياء أدلة على الحالة الصحية لها بل وحتى سبب وفاتها.


وقد عبرت الشركة المصنعة للأشعة المتنقلة عن سعادتها أيضاً بهذا الاكتشاف، فيقول جيمس ليبنيك، رئيس العلاقات المشتركة والاتصال بكانون أوروبا: "لم نكن لنتخيل أن بعضاً من تقنياتنا التي صنعت من أجل مقابلة الاحتياجات الطبية للقرن العشرين ستستخدم في يوم ما للتعرف على مومياء وتلقي بالضوء على ألغاز مصر القديمة".



وسيتم نقل المومياءات الثلاثة بمساعدة الحكومة المصرية من المقبرة كي في 35 وستخزّن بعناية فائقة من أجل المزيد من البحث والتمحيص


http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/44900000/jpg/_44900198_tut_300_ap.jpg (https://www.hawaalive.com/brooonzyah)




د . جوان فليتشر تتفحص مومياء الملكة نيفرتيتي


* * *


مومياء الملكة نيفرتيتي


* * *


د . جوان فليتشر استخدمت تقنية جديدة متنقلة للاشعة دون تحريك المومياء


الاكتشاف
*****




ربما يثبت هذا الاكتشاف بأنه أعظم الإنجازات الأثرية منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون. فعالمة الآثار البريطانية


جوان فلتشر على يقين من أنها عثرت على مومياء الملكة الأسطورة نفرتيتي، والتي كانت في يوم ما تحكم مصر جنباً إلى جنب مع زوجها اخناتون. ويركز بحث الدكتورة فلتشر في الوقت الحالي على اكتشاف دليل لدعم مزاعمها باكتشاف جثة المرأة التي تعتبر بجانب كليوباترا الأشهر بين النساء اللائي حكمن مصر القديمة.


* المومياء رقم 61072


سُمح للدكتورة جوان فلتشر المحاضرة بجامعة يورك وفريقها بفحص المقبرة التي تعرف ب "كي في 35" بوادي الملوك بالقرب من الأقصر. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تُفتح فيها هذه المقبرة، فقد فتحت من قبل في عام 1898 ولكن سرعان ما أغلقت مرة ثانية في عام 1907. وقد استرعت واحدة من المومياءات انتباه فريق البحث، فقد كشفت الصور القديمة عن شبه كبير بينها وبين التمثال النصفي الشهير لنفرتيتي في متحف برلين.


وقد أعطيت المومياء الرقم 61072، وقد عثر عليها مع اثنتين أخرتين إحداهما لامرأة والأخرى لصبي، وكانت المومياءات الثلاثة تحتلان ركناً من غرفة دفن أمينوفس الثاني. ويرجع فضل العثور على المومياءات الثلاثة لعالم الآثار الفرنسي فيكتور لوريت في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي. ولكن بما أن تلك المومياءات كانت في حالة يرثى لها فهي لم تلقَ اهتماماً يذكر في ذاك الوقت أو بعده.


لكن اليوم، وعقب مجهودات كبيرة في الفحص والتمحيص، توصل الفريق الأثري البريطاني إلى خلاصة مفادها أن المومياء 61072 تخص الملكة الأسطورة نفرتيتي شخصياً.



* هل عُثر على جثة نفرتيتي؟


بناء على اعتقاد العالمة البريطانية، فإن الأدلة التي تثبت أن المومياء تعود إلى نفرتيتي تشمل: شحمة الأذن التي بها ثقبان وهي علامة ملكية، والآثار التي خلفتها عصابة ذهبية على الرأس وتلك أيضاً تعتبر علامة ملكية أخرى إذ أن ارتداء تلك العصابات بهذه الطريقة كان حصرياً على أفراد العائلة المالكة فقط، والرأس الحليق الذي تعتقد الدكتورة فلتشر بأنه يمكن أن يكون الدليل الدامغ في حالة تواؤمه مع مقاس التاج الأزرق الموضوع على رأس تمثال نفرتيتي النصفي في متحف برلين.


وكان التقييم المبدئي الذي توصل له فريق البحث البريطاني مفاده أن تلك المومياء، التي عثر عليها راقدة تحت ركام هائل من الكتّان، تخص على أقل تقدير إحدى نساء العائلة المالكة في عهد العمارنة.


فالرقبة الطويلة التي تشبه رقبة البجعة، والخدان المرتفعان والحنك الرقيق تنطبق كلها على أوصاف رأس نفرتيتي الرقيق. وطبقاً للدكتورة فلتشر فإن علامة أخرى تؤكد انتماء المومياء للملكة الجميلة التي ساست مملكة النيل هو شعر مستعار تم العثور عليه في وقت سابق بالقرب من الجثة المحنطة. وكانت الباروكة رأساً مصفف على الطراز النوبي وقد كان هذا هو الطراز المفضل لدى سيدات الأسرة الحاكمة في أواخر فترة حكم الأسرة الثامنة عشرة.


وفضلاً عن ذلك فإن الأسلوب الذي اتبع في تحنيط المومياءات الثلاثة التي عُثر عليها في المقبرة "كي في 35" جنباً إلى جنب مع المواد المستخدمة والنوع المحدد من التحنيط تشير جيمعاً إلى أنها تعود إلى فترة منتصف إلى نهاية عهد الأسرة الثامنة عشرة، أي الفترة التي حكم فيها اخناتون وزوجته نفرتيتي مصر القديمة. وتلك كانت هي النتيجة التي توصل إليها الدكتور ستيفن بكلي، وهو خبير عالمي متمكن في هذا المجال شارك في الفحص الدقيق الذي خضعت له تلك المومياءات.


* آثار عنف


تحمل الجثة التي يُعتقد بأنها لنفرتيتي آثاراً لعنف شديد، فعلى ما يبدو أنها أصيبت بفأس أو نوع من المناجل. وقد فقدت المومياء الأذن اليمنى وأحد الذراعين، على الرغم من أن اليد المفقودة تم العثور عليها في بعثة استكشافية ثانية قام بها الفريق البريطاني في فبراير 2003. وبما أن هناك أدلة كثيرة، في رأي الدكتورة جوان فلتشر، لترجيح فرضية تعرّض نفرتيتي لتعذيب قاسٍ بل وحتى قتل، فربما كانت تلك الإصابات قطعة إضافية من قطع الألغاز الخشبية (البازل) التي ستؤدي في النهاية إلى إثبات حاسم لهوية الجثة. وربما كان المصرع الذي اتسم بالعنف الذي ابتليت به الملكة ثأراً من شعبها، على حد قول الدكتور فلتشر، بسبب الأسلوب الذي أعرضت به هي واخناتون عن الدين القديم.


وقد كشفت المزيد من الفحوص عن أن الوجه قد تعرض لضربات عنيفة بواسطة آلة حادة، ربما كانت خنجراً. وهذا يعضد من فرضية أن الملكة المسخوط عليها إما تعرضت للتعذيب قبل وفاتها أو أن جثتها شُوّهت عقب وفاتها.


كما أن الذراع اليمنى للمومياء، التي اكتشفت في عملية استكشافية منفصلة فيما بعد، كانت مثنية بحيث تتجه الكف إلى أعلى. وما تزال الأصابع تبدو وكأنها تقبض على صولجان ملكي، على الرغم من أن الصولجان نفسه قد تلاشى بمرور الزمن. وطبقاً للتقاليد المصرية القديمة، فقط الفراعنة هم من يتم مواراتهم في مثواهم الأخير بهذه الطريقة. وبما أن بعض الدراسات تعتبر أن نفرتيتي كانت فرعونة، فربما كانت هذه إمارة أخرى للتدليل على هويتها.


* مقبرة أسرية


وهناك قطعة أخرى تمثل دليلاً قوياً وفرتها واحدة من المومياءات الأخرى التي عُثر عليها في نفس المقبرة بجانب المومياء 61072. فعلى ما يبدو أن تلك المومياء المحنطة تعود للملكة تي. أو على الأقل كانت تلك هي النتيجة التي ترتكز على مجموعة من التحليلات التي أجريت على خصلات شعر قام بها علماء مصريون وأمريكيون أثناء السبعينات. وكانت تي هي رفيقة أمينحتوب الثالث ووالدة اخناتون، وبكلمة أخرى، كانت إحدى قريبات نفرتيتي.


* لغز لن يُحل قط؟


غير أن بعض الخبراء عبروا عن شكوكهم. فهم يعتقدون بأن فلتشر وزملاءها قد بنوا فرضيتهم على أدلة غير كافية. ويقولون إن المومياء التي أُعيد اكتشافها خلال البحث ربما كانت تخص شخصاً آخر مثل إحدى بنات نفرتيتي مثلاً. لذلك، وعلى الرغم من البحث المستفيض، فإن المومياء التي يزيد عمرها عن الثلاثة آلاف عام وتحمل الرقم 61072 تستمر في تشكيل لغز محير. وربما كان المفتاح في حله بشكل حاسم هو إجراء فحص مقارن للحامض النووي. ولكن بما أنه حتى اليوم لم يتم العثور على أي من بنات نفرتيتي أو أهلها المقربين فإن هذا يعني بأن اختبارات الحامض النووي غير مجدية في الوقت الحاضر.
*****************
اتمني ان اكون قد وصلت ولو لجزء مما تنبأتموه في القصة الرائعه هذي واليكم بعض الصور الخاصه بالملكه نقرتيتي


http://www.cyberpresse.ca/images/bizphotos/569x379/200903/31/59853.jpg (https://www.hawaalive.com/brooonzyah)



http://www.elmassry.com/newsimages/nefertiti11.jpg (https://www.hawaalive.com/brooonzyah)





http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/2/2d/Nefertiti_bust_incompleted_(ca._1340BC).jpg/450px-Nefertiti_bust_incompleted_(ca._1340BC).jpg (https://www.hawaalive.com/brooonzyah)




http://www.eternalegypt.org/images/elements/328-1-EM-4-13226--1_310x310.jpg (https://www.hawaalive.com/brooonzyah)

نوارة الكون
02-03-2016, 08:00 AM
قصه رقم (35)
كليوباترا

على الرابط التالي


http://omaniaa.co/showthread.php?t=74805


http://blogs.anazahra.com/wp-content/uploads/cleopatra2.jpg



غالبا ما نتصور كليوبترا في ملامح حورية مصرية، و مخادعة فاجرة، انتحرت عن حب
من اجل القائد الروماني ماركوس انطونيوس. هناك من الصحة في هذه الأسطورة.

و مع إن كليوبترا كانت ملكة على مملكة مصر القديمة، فلم يكن يجري في عروقها أي
نقطة دم مصرية، كانت يونانية من مقدونيا. و كانت الإسكندرية، عاصمة مملكتها، مدينة
يونانية، و كانوا يتكلمون اليونانية في بلاطها. و قد أس السلالة المالكة بطليموس،
احد القادة المقدونين في جيش الأسكندر الكبير، الذي استولى على مصر و أعلن نفسه
ملكا عليها بعد وفاة ذي القرنين.

أما ما يزعمونه عن فجور كليوبترا، فينبغي القول انه من الرجال الوحيدين الذين نجد لهم
أثرا في حياتها هو يوليوس قيصر، و بعد وفاة الدكتاتور بثلاث سنوات، القائد ماركوس انطونيوس.
إذا، لم يكن هناك أي علاقات غير شرعية، و لكن اتحاد معقود في وضح النهار، و موافق عليه
و مصدق من جانب الكهنة، و معترف به في مصر على انه زواج. و من السخف النظر إلى كليوبترا
بصورة المغوية التي تستخدم محاسنها لبلوغ غاياتها. فيوليوس قيصر، وكان يكبرها بحوالى
ثلاثين سنة، كان له أربع زوجات و عدد لا يحصى من العشيقات. و كان جنوده يدعونه
" الزاني الأصلع "، و يترنمون بمقطع غنائي ينصحون فيه للأزواج بالحجر على زوجاتهم
عندما يكون يوليوس قيصر في المدينة.

و كان ماركوس انطونيوس، و يكبر أيضا الملكة الشابة بأربع عشرة سنة، زير نساء شهيرا.
و في نهاية المطاف، لم تنتحر كليوبترا حبا به، و لكن لأنها شاءت إن توفر على نفسها العار
من جراء الوقوع بين يدي محتل آخر.

غير انه إذا كانت هذه الأسطورة سادت منذ ألفي سنة، فإنما ذلك لان الشعراء و الكتاب المسرحين،
بمن فيهم شكسبير، الحوا على المحاسن الجسدية لدى الملكة، و على غرامياتها أكثر من إلحاحهم
على ذكائها و شجاعتها. سوى إن أعمالها تدل على أنها كانت امرأة يضج رأسها بالحيل،
و قد قضت حياتها تكافح من اجل الحؤول دون ابتلاع الرومان بلادها.

ولدت كليوبترا في السنة 69 أو 68 ق.م. ، و ترعرعت في عالم من العنف، وسط مؤامرات البلاط.
و لم يكن والدها بطليموس الثالث عشر يفكر سوى في العزف بالناي، و الشراب، والتعهر. وكانت
كليوبترا في الثامنة عشرة لما توفي، فأصبحت ملكة، فشاطرت أخاها بطليموس الرابع عشر،
و هو بعد في العاشرة من سنيه. و ما هما إلا سنتان حتى اجبر بطليموس الشاب، بتأثير من ثلاثة
من المتآمرين، على النفي إلى سوريا و بالطاقة التي ستميز حياتها بأسرها، عبأت جيشا
من فورها، وعمدت إلى اجتياز الصحراء مجددا في محاولة لاستعادة عرشها.

هذه هي كليوبترا التي صادفها يوليوس قيصر خلال خريف السنة 48 ق.م. فلقد هبط مصر
مطاردا القائد الروماني بومبيوس، منافسه الذي كان يحاول العودة إلى السلطة.
و لم تكن تلك إلا حقبة الاضطرابات التي ستبقى روما تغلي خلال نحو قرن من الزمن.



جسديا، كيف كانت كليوبترا؟


إن الإشارات الوحيدة التي لدينا، هي بعض القطع النقدية التي عليها صورتها،
و تمثال نصفي اكتشف في الآثار الرومانية عقب وفاتها ب1800 سنة. و نرى لها أنفا اقني،
و فما مرسوما جيدا، و شفتين منحوتين بدقة. و يذكر عدد قليل من مؤرخي العصور القديمة
" جمالها الباهر"، و لكن أحدا منهم لم يشاهدها لحما وعظما. و لعل الوصف الأكثر دقة و صحة
هو وصف بلوطرخوس الذي سمع جده احد الأطباء يتحدث عن كليوبترا،
وقد عرف احد طهاة ملكة وادي النيل. و كتب بلوطروس يقول إن جمالها "
لم يكن في الحقيقة خارقا أو رائعا بحيث لا يمكن مقارنة احد بها " غير إن جميع الكتاب في
العصور القديمة يجمعون على الإشارة بحديثها الحلو، و سحر صوتها، و نباهتها و آرائها السديدة.
وكانت تتكلم ست لغات، و متضلعة في التاريخ، و الأدب، و الفلسفة الإغريقية.
و كانت دبلوماسية ماهرة، و خبيرة بالخط الحربية من الطراز الأول، بصورة واضحة،
فضلا عن حس الإخراج. فعندما طلب إليها قيصر مغادرة جيشها و المثول أمامه في القصر الذي
استولى عليه في الإسكندرية، تسلت إلى المدينة، مع هبوط الليل و اختبأت في بالة من
الأغطية، و حملت هكذا، متخفية، إلى جناح قيصر على ظهر احد الخدم.

و سواء أكانت الغاية من حيلتها تجنب القتلة الذين يعملون لحساب أخيها،
أو التأثير في مخيلة قيصر، فقد نجحت في تسجيل أروع مشاهد الدخول في التاريخ.
و قد أسهمت شجاعتها و سحرها كذلك كثيرا في إقناع مضيفها بانتهاز الفرصة لإعادتها إلى العرش.
و قد وجدت نفسها حاملا بعد فترة قصيرة من لقائهما الأول.

و ربما سعت كليوبترا إلى بهر الفاتح بثروة مصر، و عندما نظمت في الربيع التالي،
رحلة كبيرة في النيل. فطوال أسابيع، أبحر قيصر و كليوبترا على متن قادس
( سفينة شراعية حربية )، ترافقها 400 سفينة محملة بالجنود و بالمؤن. و في حزيران،
وضعت كليوبترا طفلا ذكرا هو " قيصر الصغير ". و كان مولد هذا الطفل_ و هو الوحيد الذي
رزقه الدكتاتور الروماني، على ما يبدو، في اصل مشروع طموح: جمع روما و مصر في
إمبراطورية يديرها قيصر و كليوبترا و ذرّيتهما.


و عقب ولادة وارثه بقليل، غادر قيصر الإسكندرية لشن حملات عسكرية في آسيا الصغرى،
وفى أفريقيا الشمالية، وسحق كلما ما يقاومه بعد. وكانت كليوباترا هناك مع ابنها، وقد
أنزلها سيدها وسلطانها في دارة فخمة.

و بدأت بصفتها السلطانة الحقيقية، محاطة بحاشيتها، تمارس نفوذها على الحياة الرومانية.
فاستدعت من الإسكندرية خبراء اختصاصين في سكّ العملة لتحسين ضرب النقود الرومانية
و مالين لتنظيم برنامج قيصر الضريبي. و وضع قيصر تمثال كليوبترا في معبد جديد، شيد
على شرف فينوس، وسك نقدا يظهر فينوس و ابنها ايروس على ملامح كليوبترا و قيصر الصغير
بين ذراعيها. وبدت سلطة مطلقة. و لكن بعد مجيء كليوبترا إلى روما بعشرين شهرا،
و في اليوم الخامس عشر من آذار ( العيدس ) من السنة 44ق.م.، اغتيل قيصر.

هل حزنت كليوبترا حزنا عميقا عليه؟ لا احد يدري. كل ما هنالك أنها قفلت عائدة إلى مصر
بعد شهرا واحد. و في ما يتعلق بالسنوات الثلاثة التالية، يكتفي المؤرخون بالقول، انه في
المعركة من اجل السلطة التي أغرقت آنذاك روما في الحرب الأهلية، كان المتنافسون يسعون
إلى دعمها، و يبدو إن سياستها كانت تتلخص في الانتظار بحكمة لمعرفة من سيخلف قيصر.

و عندما بدا إن ماركوس انطونيوس يسيطر على الشرق، أمر كليوبترا باللحاق به في طرسوس.
فلم تلبّ من فورها، بل لبثت ردحا من الزمن في الإسكندرية قبل إن تذهب إلى هذا اللقاء،
ثم إنها أبحرت في أسطول رائع، حاملة الذهب، و العبيد و الجنود، و المجوهرات. و في طرسوس،
و بدلا من إن تنزل إلى اليابسة متوسلة، ألقت المرساة و انتظرت و ناورت بمهارة لاجتذاب انطونيوس
إلى متن سفينتها، فقدمت له مشهدا مذهلا: فالمجاديف في القادس- و قد صنعت أطرافها من الفضة-
كانت تتحرك على إيقاع نغمات القيثارات و النايات، و كانت الحبال تشغل بواسطة جوار رائعات
الحسن يرتدين لباس حوريات الماء بكل أناقة، و كانت المباخر تنشر الأريج اّلعطر في الأجواء.
أما كليوبترا نفسها، فقد ارتدت لباس فينوس، و تمدّدت على مظلّة مذهبة، في حين كان صبيان
يحركون المراوح.

عندما انتهت المأدبة، قدمت كليوبترا الآنية الذهبية، و الأقداح الجميلة المنحوتة،
و الأسرة الفخمة المستخدمة للراحة، و المطرزات التي استعملت في المأدبة.و في مساء
اليوم التالي، استقبلته مجددا مع ضباطه، و لدى الوداع أغدقت أيضا الهداية النفيسة
الرائعة على كل ضيوفها. و لم تكن غايتها الارتباط بأنطونيوس، و لكن إقناعه بفن
مصر غير المحدود، و بالتالي، قيمتها شخصيا كحليفة لروما.

بعد ثلاثة أشهر جاء انطونيوس إلى الإسكندرية، و أمضى فيها الشتاء.
و عاد في الربيع. و في نهاية ستة اشهر وضعت كليوبترا طفلين توأمين.
و خلال غياب عشيقها، عززّت تحصينات بلادها، و كبرت أسطولها البحري،
و كدست الذهب و المؤن. و بعد أربع سنوات، طلب إليها انطونيوس الذي كان يرغب
في مد سلطانه في الشرق، إن توافيه إلى سوريا. فذهبت، مقرة إن تطرح شروطها.
و حصلت منه على التعهد بان يسلّم إلى مصر المناطق الفسيحة الأرجاء التي كان يمتلكها
الفراعنة قبل14 قرنا من الزمن، و كانت أضحت ولايات رومانية. و وافق انطونيوس، كذلك،
على الاقتران بها شرعا. و للاحتفال بهذا الحدث، ضربت نقود عليها صورتهما المزدوجة.
و منذ ذلك اليوم، دشّنت كليوبترا عصرا جديدا في حكمها.

كانت آنذاك في الثالثة و الثلاثين من العمر، و قد رافقت انطونيوس لمحاربة الفرس.
و لكن، ما إن بلغت ضفاف الفرات حتى اضطرت إلى التوقف. فقد كانت حاملا من جديد.
ولد الطفل في الخريف. و خلال الشتاء التالي، ناشد انطونيوس كليوبترا إن تنجده.
فلقد تمزق جيشه، و بالكاد يستطيع، بما تبقى معه من الجنود، بلوغ الساحل السوري.
فتجهزت كليوبترا بالمال، و المؤن، و الأسلحة و أبحرت لنجدته.

في السنة التالية، 35ق.م.، اضطرت إلى استخدام كل حيلها و مكرها لمنع انطونيوس
الذي كان دماغه مشوشا من فرط إدمانه الشراب، من محاولة الهجوم من جديد على بلاد فارس.
و علما منهما إن عدوهما الحقيقي هو اكتافيوس، نسيب قيصر و وارثه الشرعي،
و كان يسطر على الشرق من روما، ألحت على انطونيوس إن يركز كل جهوده ضده.

و في السنة 32ق.م.، جعلت الحرب محتومة بإقناعها انطونيوس باتخاذ تدبيرين اثنين:
إصدار المرسوم الخاص بطلاقه من زوجته الأخرى اوكتافيا( أخت اوكتافيوس الجميلة)
و إصدار الأمر إلى الجيوش باجتياز بحر إيجة لدخول اليونان. و كانت كليوبترا آنذاك في
أوج سلطانها و قوتها. و كان الملوك الشرقيون يعتبرونها مليكتهم، و اليونان يغمرونها
بآيات التكريم، و يحيونها باسم افروديت، و يضعون تمثالها في الاكربول.

و في اكتيوم، على الساحل الغربي لليونا، لاقت مصيرها في 2 أيلول من السنة32 ق.م..
و لم يتفق قط المؤرخون على هذه المعركة الحاسمة: لماذا سمح انطونيوس، و كان معه جيش
من الطراز الأول، بان يجر إلى الحرب في البحر؟ لماذا رفعت كليوبترا الأشرعة و أقلعت شطر
مصر بسفنها الحربية الستين، في حين كانت المعركة في البحر ما تزال في كر و فر و غير
معروفة النتائج بعد؟ لماذا تخلى انطونيوس عن جيشه القوى، و هرب على متن قادس كليوبترا؟
لدى عودتها إلى مصر، و عندما انتشر نبأ الهزيمة، عمدت كليوبترا إلى قمع كل مظاهر السخط و الاستياء.
فحاولت تعزيز علاقتها مع البلدان المجاورة. و شرعت، أيضا في تمرير سفن حربية من حوض
البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر، فكانت تلك مهمة شاقة لان ذلك يقتضى اجتياز
كيلومترات كثيرة وسط الصحراء.

و عندما وصلت قوات اكتافيوس، وسقطت حصون الحدود في قبضته، بقيت كليوبترا
في الإسكندرية، متأهبة إما للمفاوضة مع اكتافيوس أو لمحاربة. و وقعت كليوبترا حية
بين يدي العدو، فأقيمت حراسة مشد عليها و حذرت من إن أولادها سيقتلون فيما لو وضعت حد لحياتها.

و مع إن اكتافيوس وعد بان يكون متسامحا، فقد افترضت كليوبترا إن مصيرها سيكون مشابها
لمصير المئات من الأسر الملكين الذين عرضوهم في شوارع روما مثقلين بالقيود الأغلال قبل
تنفيذ كم الموت فيهم. وظلت جريئة حتى النهاية فتظاهرت بأنها تخلت عن فكرة الانتحار كليا.
و استطاعت الحصول على إذن بزيارة ضريح انطونيوس، ولعلها إذ ذلك اتصلت بعض الأنصار
الأوفياء بينما كانت محفتها تجتاز المدينة. فلما عادت إلى جناحها، استحمت، و تناولت طعام العشاء،
و ارتدت ملابس فينوس بمساعدة خدمها. ماذا حدث؟ كل ما نعرفه إن ضباطا رومان دخلوا عليها،
فألفوها ميتة. و بحسب الأسطورة، فضت الملكة بعضة صلّ ( أفعى صغيرة سامة )
حمل إليها خفية في سلة تين.

و عندما احتفل في روما باحتلال اكتافيوس مصر، جرّوا في الشوارع تمثالا لكليوبترا
مع حية تلتف حول ذراعها. أما أولادها الثلاثة الذين رزقتهم من انطونيوس_ كان قيصر الصغير
قد قتل من قبل_ فقد اجبروا على السير في موكب النصر المهين. و هكذا شرع الشعراء الرومان،
بهدف تمجيد المنتصر في نشر الخرافة حول ملكة مصرية منحرفة و فاجرة،
و هي خرافة لا تزال سائدة حتى يومنا هذا

نوارة الكون
10-03-2016, 08:26 AM
قصه رقم (36)
للعضوه المتميزه حنايا روح عابر
بعنوان
درس لا ينسى

على الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=76105

مكالمة مهمة📞

•••••••••••• ونهاية أهمّ❤



سافرت في مهمة رسمية لمدة ثلاثة أيام
وفور وصولي للدولة الأخرى اتصلت لأطمئن على زوجتي وابني، فأنا لم أتعود فراقهم.. ولم يتعودوا غيابي لثلاث سنوات هي عمر زواجي💞

ولكن للأسف لم يرد على مكالماتي أحد!!
ومضت ثلاثة أيام وهاتفي لم يفارق يدي .. اتصل بدون مبالغة كل ربع ساعة أو نصف ساعة ولا أجد جواباً

جُنّ جنوني واتصلت بأخي وأختي ليتفقدوا أحوال أسرتي الصغيرة.. فطمأنوني!! ولم أصدقهم
واتصلت بأم زوجتي(عمتي) فطمأنتني.. وأخبرتها أنني أنتظر اتصالهم...☎
ولكن طال انتظاري ولم يتصل أحد!!!


مرت الأيام الثلاثة كثلاثة شهور طويلة.. وكنت في داخلي أفور من الغضب حيناً .. وحينا أتعجب وأحاول معرفة السبب!!
وفي كثير من الأحيان يوسوس لي الشيطان بوساوس مرعبة👿

ومرت الأيام .. ورجعت فيها إلى بلادي .. وما إن وطأت قدماي أرض الوطن, حتى طرت إلى المنزل .. ومن شدة خوفي أخذت أطرق الباب بيدي حيناً ✊ وبالجرس أخرى🔔
حتى فتحت لي زوجتي الباب .. ولشدة المفاجأة 😳
فقد كانت في كامل زينتها وأناقتها وأستقبلتني بكل حفاوة وبأبهى حلة!!!!!

ومن ورائها طفلي وعيناه تتراقص فرحاً يركض لاحتضاني!!!!

وأنا كالمخدّر .. لا أعرف ما السبب!!!

وسرعان ما بدأ الغضب يحل محل الدهشة😠😡

فسألت زوجتي عن سبب هذا التجاهل وقد كدت أقطع سفري.. وأسرع بالعودة فقد كانت الظنون تأخذني يمنة ويسرة

فأجابت زوجتي بكل هدوء:

"هل اتصلت بوالدتك؟؟"

أجبتها ولم أفهم شيئاً: لا أدري ربما؟... لا لا اتصلت بوالدتك لأطمئن عليكم

قالت: -وقد أصابتني في المقتل-

" رأيت كيف كان شعور قلبك في هذه الأيام؟؟
هو نفسه شعور والدتك .. حين تنسى الاتصال بها بالأيام!!
ولا تسمع صوتها.. إلا حين تبادر هي بالاتصال بك.. بعد أن يلهبها الشوق.. ويجرفها الحنين💔
وتأخذها الوساوس إن طال الغياب!!
حاولت كثيراً تنبيهك!! ولكن دون فائدة.. فلم أفضل من هذه الطريقة لأوصل لك الرسالة يا زوجي العزيز.

طأطأت رأسي خجلاً من زوجتي الكبيرة عقلاً .. الصغيرة عمراً😔
وقد فهمت الدرس جيداً😔

وجدتها تناولني مفتاح سيارتي🔑 وتهمس في أذني:
"جنّتك تنتظرك"❤

قبلتها على جبينها الطاهر وشكرتها بعيني
وانطلقت إلى حبيبتي الأولى "أمي❤"

بعد أن علمتني زوجتي الحكيمة درساً لن أنساه مدى الحياة💓

وأنا ممتن لها أن جعلتني أتدارك نفسي والأيام قبل أن لا ينفع الندم..

شكراً لهذه الزوجة الحكيمة الذكية..
شكراً لأمها التي ربتها فأحسنت تربيتها..
شكراً لأمي التي أحسنت اختيارها لي..

وشكراً وحمداً لله تعالى الذي رحمني وأيقظني من غفلتي💔

أمي وأمهاتكم .. جنتنا في الدنيا
لا تنسوا وصلهم ولو بمكالمة كل يوم وهذا أقلّ القليل☎
فقلوبهم تنتظرنا وتدعو لنا وتفكر فينا كل حين💔
ورقة قلوبهم وحنانهم تمنعهم من الاتصال بنا كل حين خوفاً من إزعاجنا..
أشعر زوجتك.. وأشعري زوجكِ .. أنّ أمهاتكم هي كنز حياتكم وجنتكم❤ حتى يعينوكم على برّهم..
ولا يصرفوكم عنهم..

أعينوا أزواجكم وزوجاتكم على برّ والديهم.. فهذا البرّ سيعود عليكم وسترونه في أبنائكم..

ودقائق معدودة في اليوم لن تفعل بك شيئاً .. من الآن اضبط المنبه 🔔 حتى لاتنسى الاتصال بجنتك كل يوم.. ولا تنسَ والدك أيضاً فقلبه يسعد بوصالك📞❤📞


أمي وأبي.. "جنتي"•• لكما كلّ محبتي❤

رايق البال
28-04-2016, 10:08 AM
قصه رقم ( 37 )
للرائعه / جلنار
رابط القصه

http://omaniaa.co/showthread.php?t=81650


القصه / الجمال



بعدما أفاقت الأم الجديدة من نومها إثر ولادة مؤلمة، ضَغَطَتْ زِر الجرس بجانب السرير، فجاءت الممرضة على عجَل تلبيةً لندائها.. طلبتْ الأم منها رؤية مولودها الجديد، فذهبت الممرضة لحاضنة المواليد، وأحضرته.. كانت الممرضة مرتبكة وهي تضع الرضيع بين يدي الأم المسرورة، وخرجت بسرعة بعدما أودعته بين يديها.. وعندما همَّت الأم بإزاحة الأغطية التي تُدثِّر صغيرها، أخافها ما رأتْ.. طفلاً بلا أذنين!
قضتْ إرادة الله أن تُرزَق الأم طفلاً ناقص التكوين.. ومع جزَع الأم وحزنها الكبير على ابنها، إلا أن خوْفها من أن يعيش بلا سمع كان أكبر. لكن الأيام أثبتت أن قدرة الطفل على السمع لم تتأثر كثيراً بانعدام وجود أذنين خارجيتين كباقي البشر.
كانت محبة الأم كبيرة لابنها، ولم يتأثر هذا الحب أبداً بشكله غير المألوف. لكنها كانت تعلم في داخلها، بأن حياته ستصبح سلسلة من الأزمات النفسية الخانقة بسبب شكله الذي يبدو غريباً لبقية الناس.
وبالفعل، بدأت الأزمات تتوالى مع تقدُّم عُمره، تارة في الشارع مع أقرانه، وتارة مع تلاميذ مدرسته.. كان حُضن أمه ملاذاً آمناً له في كل مرة يسمع فيها ما يجرح شعوره ويثير استياءه.
في إحدى المرات، كان بكاؤه شديداً عندما دخل البيت فارَّاً إلى حضن أمه. كانت كلماته المتقطعة والمبحوحة كافية لإظهار تأثره الشديد، عندما نعتَهُ أحد أصدقائه بالوحْش.. يكاد قلب أمه يتقطع، مع كل مرة يتقطع فيها صوته من نوبات البكاء الشديدة التي تتسبب بها قسوة أقرانه.
ومع كل مآسي الطفل، إلا أن أداءه في المدرسة كان متميّزاً، فقد رُزِق موهبة كبيرة في اللغة وآدابها، فكان يقرأ ويكتب بامتياز.. وربما دفعه نقصه الخِلْقي للتميُّز، ولم يكن الله ليأخذ شيئاً من إنسان إلا وعوّضه عنه خيراً منه. واستمر في أدائه الدراسي المتميّز حتى استطاع التخرّج بتفوق، ودخول إحدى الكلِّيات المرموقة ليدرس فيها السياسة والعلاقات الدولية.
وفي أحد الأيام، زار والدُهُ أحد الجراحين المشهورين، وشرح له حالة ابنه، وطلب مساعدته.. أفاد الجراح بأن وضع ابنه قابل للتعديل، حيث بالإمكان نقل الأذنين وزرعهما، لكن ذلك يتوقف في النهاية على وجود متبرع، غالباً من المتوفين دماغياً.. ترك الأب عنوانه لدى الطبيب، وغادر آملاً في اتصال يعيد لابنه ما فقده.
مرت سنتان على زيارة الطبيب، والوالدان في انتظار، دون جدوى.. لكن في صباح أحد الأيام، فاجأ الوالد ابنه بخبر سعيد، فقد تم إيجاد متبرع بالأذنين، وينتظر الطبيب قدومه للمستشفى لبدء إجراءات العملية الجراحية.. كان شعور الابن بالسعادة لا يُضاهى، مع أنه مقبل على عملية جراحية.. لكنها العملية التي ستجعل منه إنساناً طبيعي الشكل، تماماً مثل أي إنسان آخر.. سأل الابن والديه عن المتبرع، إلا أنهما قالا إن الطبيب لم يرغب في إفشاء اسمه، ولا يرى أهميةً لمعرفته.
تمت العملية بنجاح باهر، كان بعدها منظر الابن طبيعياً تماماً. وكان الشكل الجديد للابن دافعاً قوياً له للتميّز أكثر في دراسته، حيث زادت ثقته كثيراً بنفسه، وتخرج بامتياز، وحصل مباشرةً على وظيفة مرموقة في السلك الدبلوماسي، وتزوج بعدها بفترة قصيرة، وعاش حياة هانئة مستقرة.
إلا أنه، وبعد سنوات من إجراء عمليته، ظل يتساءل عن الشخص الذي قدّم له أذنيه؛ هل كان متوفى دماغياً، ومن هم ذووه؟ سأل أباه ذات مرة عن المتبرع حيث قال إنه يحمل له الكثير من التقدير والعرفان بالجميل، ولا يستطيع أن يكافئه، فقد كان له دور كبير في نجاحاته المتعاقبة في حياته. فابتسم الأب قائلاً له: «صدقني.. حتى لو عرفته، فلن تستطيع أن توفي له حقه».
في أحد الأيام، زار الابن بيت والديه، بعد سَفر طويل له، أمضاه في دولة أجنبية في إطار عمله.. حمل الابن لوالديه الكثير من الهدايا.. كان من ضمن الهدايا قرطان ذهبيان اشتراهما لأمه.. وكانت دهشة الأم كبيرة عندما شاهدت جمال هذين القرطين. حاولت رفض الهدية بشدة، قائلة له إن زوجته أحق بهما منها، فهي أكثر شباباً وجمالاً.. إلا أن إصرار الابن كان أكبر من إصرار والدته.. أخرج الابن القرط الأول ليلبسه أمه، واقترب إليها، وأزاح شعرها، فأصابه الذهول.. عندما رأى أمه بلا أذنين!*
عرف الابن أن أمه هي من تبرّع له بأذنيها! فأُصيبَ بصدمة، وأَجْهَشَ بالبكاء. وضعتْ الأمُ يديها على وجنتي ابنها وهي تبتسم، قائلة له: «لا تحزن.. فلم يقلل ذلك من جمالي أبداً، ولم أشعر بأن فقدتهما يوماً، كلما شعرت بأنهما معك أينما ذهبت».
لجمال الحقيقي هو جمال الجوهر لا جمال المظهر، جمال القلب لا جمال القالب.. كنوز البشَر الحقيقية مثل كنوز الأرض.. تكمن في الباطن. المحبة الحقيقية لا تكمن في تضحياتنا المعروفة، بل في تضحياتنا التي لا يدري عنها أولئك الذي نحبّهم، أملاً في إسعادهم.
وشكرا

رايق البال
04-08-2016, 06:23 PM
روايه رقم : ( 38 )
للكاتبه المبدعه والاداريه الرائعه : ضي الشمس
رابط الروايه

http://omaniaa.co/showthread.php?t=90434


الروايه : سوالف بنات


الســـلاآام عليــكم ورحمــةة الله وبركـــــــاته

""متــــى ترجــــع ليالينــــا سوالفنـــــا واغانينـــــــــا ""


هلا جميع كيفكم ؟؟؟!!

جيتكم ولأول مرة راح أنشر رواية إللي ،، بعنوان : "سوالف بنات "

هذي الرواية كأحداث حقيقية وقعت ولكن الشخوص ومجمل القصة بها من وحي الخيال ،،

كما ان هذه الروايه بقلمي وانا صاحبة الحقوق الفكريه فيها لذا يمنع طرحها بدون وضع اسمي عليها <اقولكم ما احلل ترا تنقلوها بدون حقوق ههههه


يامعوده خلصيها اول ثم تفلسفي هههه ما علينا ^^


هالروايه راح يكون طرحها بلهجة عمانية لكونها حدثت في ببيئة عمانية .


يلا نبدأ مستعدين بــــسم الله الرحمـــن الرحيـــم

روايتنا راح تدور حول سوالف البنات في مراحل عمرية مختلفة وابطال

الاحداث هن التوأم المتطابق ميّ وفيّ وشلهتن خلني أعرفكم عليهن شوي ،،،

إلا قبل لا أعرفكم عليهن حطوا في بالكم أن الرواية راح تكون دراما ممزوجه بالااكشن والرومنسية والحقائق جريئة

عائلتهن مكونة من :

أبو نوفل( ماجد) : والد التوأم ويشتغل في الديوان شكله صغير بس هو عمره كبير 47 سنة بشرته حلوه بيضاء وشعره ناعم وعضلنجي مهتم بصحته وطبعا بدون لحيه وصبور وعيونه عسليه او بني فاتح ،،

ام نوفل (مريم) : ام التوأم حلوه جدتها بلوشية بيور ( اصليه مره ) لذلك ملامحها إيرانية وشكلها كيوت خدودها متورده على بياضها وعمرها 44 سنة وعيونها بني جميل وكثير حنونه وحبوبه < تشبه أمي هههه

ربي ما رزقهم عيال إلا بعد 10 سنوات من زواجهم وبمساعدات طبية وتلقيح رزقوا
على التوأم ميّ وفيّ ثم مع العلاج مره جابوا ولد سموه نوفل

ميّ: 16 سنة كيوتيه شعرها طويل لحد خصرها بيضاء ولون عيونها خضراء على أهل أبوها وهي طويلة رشيقة وربشة درجة اولى ورئيسة الشله ولها مواهب كثير منها الغناء وفي أكبر منفيّ ب3 دقائق وهن في صف 11.

فيّ: 16 سنة مطابقة لميّ باستثناء إن شعرها أطول من ميّ وفيها شامة في رقبتها وعليها خدود شوي ع الخفيف وفي الغالب ما يقدروا يفرقوا بينهن الناس بس عاد فيّ هادية بس تخطيطها جهنمي مواهبها التطبيل وأشياء أخرى بتعرفوها بين الأحداث ،،،

نوفل : آخر العنقود عمره 8 سنوات كيوت ودلوع وراعي ستايل وسبايكي مدلع بزيادة ههههه وشحطه مسوي فيها محرم لاخواته بس يرتحم لما علق بين أخواته التوأم


تــــابعـــــووونــــي فــــي البـــــــــــارت الاول
وراح احـدثـكـــم عن أعضــاء الشـلــــة مع الأحــدااث
=>:rolleyes:

رايق البال
06-09-2016, 08:20 AM
روايه رقم ( 39 )
للكاتبه الرائعه / ورد القرنفل
رابط الروايه

http://omaniaa.co/showthread.php?t=93029

عنوان الروايه / ماذنبي ولدت معاقا

الروايه ...




مرحبا بكم جميعا ...

اليوم راح اكتب لكم هذه الرواية ولاول مرة وبجد متخوفة من ردة فعل المتابعين
وعسى تنال رضاكم واعجابكم


بعنوان
(ماذنبي ولدت معاقا )


هذه الرواية كفكرة اخذتها من موقف صار لاحد الاشخاص ولكن الاحداث والاشخاص من نسج
خيالي بكل تفاصيلها...


فكرة الرواية بأكملها ...
تتكلم عن شخص ولد معاق وتوالت عليه الظروف والاحداث منذ ولادته الى ان اصبح شاب
ما بتكلم واجد عن يروح التشويق تابعوا معي الى نهاية الرواية...


نبدأ توكلنا على الله


(أحبك ولن تكوني لغيري )

يا حُبًّا لم يُخْلَقْ بَعدْ
يا شَوْقًا كالمَوْجِ بِصدري
يا عِشْقًا يَجْتاحُ كِياني
يا أجمَلَ رَعْشاتِ اليَدْ
يا صُبحًا يُشْرِقُ في وجْهي
يا فَجْرَ الغَدْ
يا جُزُرًا تَمتدُّ بعَيني ،
وبُحورًا أغْرَقَها المَدْ
الحُبُّ كموْجٍ يُغرِقُني
والشَّوْقُ الجارفُ يَشتدْ
والعِشقُ يَجيءُ كتَيَّارٍ
يَجرِفُني مِنْ خلْفِ السَّدْ


بطل الرواية الحقيقي بيكون له الدور في الاجزاء المقبلة اما الان راح اعرفكم بالابطال الثانويين للرواية

تدور الاحداث في بيت العائلة وهو بيت الجد ومعه ابنائة الاربعه متزوجين ويسكنون في نفس المكان
كل واحد في بيت منفصل ولكن يجمعهم حوش واحد هههههههه بالعماني لاه ...يعني جدار يضم كل البيوت
في ارض وحده...يمكن حد ما يفهم شو يعني (حوش)

الجد ..سعيد وهو كبير في العمر ما يقدر يخدم نفسه بنفسه الا بمساعدة الابناء والجدة توفت..بعض الشياب
من تتوفى زوجاتهم يروح العقل منهم ..الحب مال اول هذا ..
الابن الكبير..عيسى وزوجتة سلمى وعنده 6 بنات و6 اولاد
وكلهم متزوجين ومستقرين وعندهم اطفال..
بعدين..ناصر وزوجته نصرة عنده 4 بنات و3 اولاد وكلهم متزوجين
حمد متزوج زوجتة سامية وعنده 6بنات وولدين
اولاده ...محمد وحامد ،،،والشخصية الي بتظهر في روايتنا هومحمد
واصغر الابناء...احمد وزوجته خوله وعنده 3 بنات و4 اولاد
وراح نتكلم عن اصغر بناته نور


محمد...شخصية رائعه عمره 25 سنه بس احيانا مغلوب في امرة في بعض القرارت ما يقدر يرفض
للانثى اي طلب سواء امه او اخواته او بنات من اهله وكان معروف اذا وحده بغت تروح
مكان ع طول تروح لمحمد وبيوديها اي مكان تريده
خلص دراسة والتحق بالشرطة ..وكان مخلص في اداء عمله

نور...طيبة وفيها شوية غرور ..مهندسة موظفه في شركة مرموقه عمرها 24 وتخجل اذا مرضت تقول انها مريضه او حد يعرف ان فيها
شيء...سبحان الله كذا بعض الاشخاص واذا شافت شخص فيه اعاقه تجلس تقول لو انها ما بخرج من البيت وكذا حالتي..

المهم بين محمد ونور علاقه حب واهلهم حجزوهم لبعض من لما كانوا صغار..تعرفوا الاهل اول كانوا كذا يسويوا بدون ما يعرفوا
رأيهم بعض الزواج ينجح وبعضه يفشل لانهم يقولوا مو اختيارنا ... تأخر الزواج لان نور دخلت الجامعه والين تخلص وبعدين
توظفت والين تستقر امورها في الشركة ...

محمد ونور يجمعهم حب منذ الطفولة ويريد محمد ان يتوج
حبه بالزواج...


لا تَحسَبي أني أُحبُّكِ مثلما
تتصوَّرينَ مَشاعري فوقَ الورقْ
أنا شاعرٌ في كلِّ شيءٍ إنما
عندَ الكتابةِ عن هوانا ..
أحتَرِقْ
لا تَحسَبي أن الكتابةَ عن هوانا عَبَّرَتْ
هي ليسَ إلا بعضَ دُخَّانٍ قَلقْ
إن المشاعرَ لا تُقاسُ بنظرةٍ أو لمسةٍ
أو ما بهِ يومًا لسانٌ قد نَطَقْ
فرقٌ كبيرٌ بينَ ما نُخفي ونُعلِنُ
في العواطفِ ، والعواصفِ ، والأرَقْ
حتى السكوتُ حبيبتي
لغَةٌ تُعبِّرُ في الهوى
فإذا سَكتْنا ..
فاعلمي أنَّا على وَشْكِ الغرقْ
أنا كلُّ ما سطَّرتُهُ مِن فِتنَةٍ
هو ليسَ إلا ذَرَّةً
مِن وَحيِ كَونٍ في جَوانحِنا خُلِقْ

محمد:يتصل على نور
نور:هلا حبي ...اشتقت لك
محمد:ما اعتقد مثلي ...يالله قولي انتي بحجم شو اشتقت لي
نور:هههههههههههه وواجد بلا عدد
محمد:بس انا اشتقت لك بحجم الكون كله وبما يحوية
اشتقت لك وشوقي ما اقدر اعبر لك فيه ...
اشتقت لك واريدك تكوني معي في كل لحظة ..
نور:وانا حبي اريد كل يوم صباح يكون اول شخص اشوفه انت واصبح عليه و...
محمد:خلاص اليوم بروح ههههه اخبر الشياب-يقصد ابوه وعمه-
وما نريد نطول خطوبة وخرابيط ع طول عرس
نور:يا سلام عليك حموود ،،كيه انا بنت واريد اخيط ملابس واحجز فستان ولبس الصباح وحنا
وقاعه وووو....تراه بنت ولازم فشرة وتسوي احسن عن فلانه وكذا وكله بس مباهاه..
محمد:نوري يا نوري انا اريدك بملابسك هذي هههه
طيب عادي اشتري ملابس جاهزة وفستان روحي هذاك المحل وجيبي واحد من
هناك والصباحية خذي مال بنت عمك وانتهت السالفه مو بعدك تريدي انحلت الامور
نور:يا سلام باخذ مال بنت عمي ابد مستحيل والكل شايفنه فيها قول كلام ثاني
خلاص انت بس عطيني شهر وبخلص كل شيء
محمد:شهر وواجد ياخي وشوفي العمر يمضي وانتي بعيده عني غيري شوية اهون عليش..
نور:هههههههههه ابد ما تهون ..تم كم حموود عندي خلاص 20 يوم وما ازيد غيرهن
روح خبرهم
محمد:ما ادري كم حموود عندك ههههههههههه
يالله حبوبة بروح لهم الحين
نور:ههههههه حشا حموود ليل الحين روح الصباح
محمد:ابدا الحين بروح لهم بقول لهم اجتماع طارئ
نلتقي حبوبة
نور:نلتقي حبي وانتظرك تخبرني شو سويت

مَن لي أنا في الكونِ
غيرُ حبيبتي ؟
مَن لي أنا يا حاسدينَ سِواها ؟
أنا كلُّ إحساسٍ جميلٍ مَسَّني
ما كانَ إلا بعضَ بعضِ هواها
خَيَّرتُ قلبي عَشرَ مراتٍ وما
يَختارُ يومًا في الهوى إلاها
رِفقًا بها ، وبقلبِها ، وبحُبِّها
أخشى عليها مِن جنونِ أساها
هي نعمةُ اللهِ التي لو لستُ أملِكُ غيرَها
قَسَمًا بِربي ما طلبتُ سِواها
مَلَّكْتُها قلبي فتلكَ مَليكتي
أسعى ، ويَسعى .. كي ننالَ رضاها
أنا لا أظُنُّ بأنها ماءٌ وطينٌ مثلُنا
هي قبضةٌ مِن نورِهِ سوَّاها


وراح محمد ...
ماه باه اريد اقولكم شيء خلاص خبروا عمي نريد نسوي العرس
سامية:بسم الله مالك كذا مرتبش
محمد:ماه اريد اعرس مليت من الانتظار
حمد:ههههههههه زين يوم عقلت وقررت تتزوج
محمد:باه امبوني عاقل طالع عمرك لا تقول عند الحب هالكلام
سامية:ههههههه كأنها غريبة عنك
حمد:باكر بخبر احمد واخوي عيسى وناصرونشوف الترتوب
محمد:مو تشوف باه خلاص 15 من الشهر القادم العرس يعني بعد 20
سامية:مستعجل واجد ومو اتواحي تسوي البنية
محمد:خلاص مرتبين الوضع والامور طيبة
حمد :يتصل بأخوه
احمد:هلا حمد بسم الله صاير لكم شيء...تراه الوقت متأخر..
حمد:هههههه لا الحمد لله الكل بخير بس شمجك صدعني يريد يعرس
وخبره بالموضوع
احمد:هههههههه يصرف بليسه مجنون ما يعقل
طيب بخبر خوله وبرد عليكم


انتظرونا في الجزء المقبل وماذا سوف يكون رد خولة...

نوارة الكون
25-10-2016, 07:57 AM
((39))
قصه بعنوان قصة نجاح عظيمة
للعضوه المتألقه حنايا الروح


على الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=96844




يحكي الياباني تاكيو أوساهيرا قصة نجاح قائلا : ” أرسلتني الحكومة إلي جامعة هامبورغ بألمانيا، لأقوم بدارسة أصول الميكانيكا العلمية، ذهبت إلي هناك وأنا أحمل بداخلي حلمي الذي صنعته منذ ولدت، وهو أن أصنع محركاً صغيراً .. كنت أعرف جيداً ان لكل صناعة واحدة أساسية أو موديلاً، وهو الذي تقوم علية الصناعة بالكامل، فإذا عرفت أن تصنع هذا الموديل، تكون قد وضعت يدك علي سر هذة الصناعة.


أعطاني أساتذتي مجموعة من الكتب النظرية لأقرأها، حتي أصبحت أعرف جميع نظريات الميكانيكا، ولكنني كنت لا أزال أقف أمام أصعر المحركات، وكأنني أقف أمام لغز يستحيل حله، وأنبهر به لأقصي درجة كطفل صغير منبهر بلعبتة الجديدة .

وفي يوم من الأيام قرأت عن معرض محركات إيطالية الصنع، ذهبت إلي المعرض دون تردد، ووجدت هناك محركاً بقوة حصانين، وكان مرتبي يكاد يغطي ثمن هذا المحرك، أخرجت الراتب ودفعته ثمناً للمحرك وحملته معي ووضعته إلي منضدة حجرتي الصغيرة، جلست أنظر إليه بشغف كبير، وكأنني أنظر إلي تاج نفيس من أغلي الجواهر، قلت في نفسي : هذا هو سر قوة أوروبا، إن تمكنت يوماً من صناعة محركاً مماثلاً فسوف أغير مستقبل اليابان للأبد .. بدأت أفكر في مكونات هذا المحرك من المعناطيس الذي علي شكل حدوة الحصان، والأسلاك والأذرع الدافعة والعجلات والتروس وغيرها، وفكرت أن أقوم بتفكيك هذا المحرك وأحاول إعادة تركيبة من جديد بنفس الطريقة، وفعلاً قمت بذلك وتمكنت من تشغيل المحرك من جديد .. حينها كاد قلبي أن يتوقف من الفرح والحماس، استغرقت هذة العملية مني ثلاثة أيام كاملة، كنت آكل يومياً وجبة واحدة فقط، ولا أنام إلا ساعات قليلة جداً لأتمكن فقط من مواصلة العمل .

قمت علي الفور بالتحدث إلي رئيس البعثة وحكيت له ماحدث، فقال لي : حسناً ما فعلت، ولكن سوف أحضر لك الآن محرك متعطل، وعليك أن تقوم بتفكيكه لإكتشاف سبب الخطأ أو العطل به ومن ثم إصلاحة وإعادة تركيبة وتشغيلة ليعمل، كلفني هذا العمل عشرة أيام متواصلة، حتي تمكنت من معرفة مكان العطل وقمت بإصلاحة وتشغيل المحرك، وكانت هذة اللحظة من أسعد لحظات حياتي علي الإطلاق .. توجهت إلي مكتب رئيس البعثة ففرح كثيراً وقال لي : جاء الوقت لتقوم بصناعة محرك من البداية بنفسك، إلتحقت بمصانع صهر الحديد وصهر النحاس والأولومنيوم، لأتمكن من صناعة المحرك، وبدلاً من أن أعد رسالة الدكتوراه كما أراد أستاذي الألمان، وكما حلم والداي، تحولت إلي عامل في المصنع يلبس بدلة زرقاء ويقف إلي جانب عمال صهر المعادن لأتعلم كيفية عملهم، كنت أطيع أوامرهم وكنت حتي أخدهم وقت الطعام والراحة، مع أنني كنت من أسرة ساموراي، وهي من أشرف وأعرق الأسر في اليابان، ولكنني كنت أخدم بلدي اليابان، التي لأجلها يهون كل شئ .

قضيت فترة بعثتي أعمل يومياً بمدة عشر أو خمس عشرة ساعة، وبعد الإنتهاء من العمل كنت آخذ نوبة حراسة، وخلال الليل كنت أقوم بمراجعة قواعد الصناعة علي الطبيعة، وعندما علم إمبراطور اليابان بأمري، قام بإرسال خمسة ألاف جنية إنجليزي ذهباً من ماله الخاص لي، اشتريت بها أدوات مصنع محركات كاملة، وآلات حديثة، وعندما أردت أن أشحنها إلي اليابان، لم تكفي النقود فصرفت ل ما أدخرت من راتبي الخاص لإستكمال الشحن .

عندما وصلت إلي اليابان أراد الإمبراطور أن يراني، ولكنني قلت أنني لا أستحق مقابلتة إلا بعد أن أتمكن من إنشاء مصنع محركات بالكامل بنفسي، قد إستغرق مني هذا العمل تسعة سنوات كاملة من العمل والجهد المتواصل .

وذات يوم حملت مع مساعدي عشرة محركات صنعت في اليابان إلي القصر، وقمنا بتشغيلها، دخل الإمبراطور وحييانا وهو مبتسم، قائلاً : ” هذة أعذب موسيقي سمعتها في حياتي حتى الآن ” فهي صوت محركات يابانية خالصة، بعد هذا الحدث، رجعت إلي البيت ونمت لمدة عشرة ساعات كاملة، لأول مرة في حياتي منذ خمس عشر عام !

نوارة الكون
09-11-2016, 07:27 AM
((40))


قصه بعنوان

الملوك الأربعة الذين حكموا الأرض

للاداريه نوارة الكون
على الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=98149



الملوك الأربعة الذين حكموا الأرض







الملوك الأربعة الذين حكموا الأرض

قد علم كثير منا أنه لم يستطع حكم الأرض منذ خلقها إلى يومنا هذا إلا أربعة فقط لا غيرهم
و قد شاءت إرادة الله - عز و جل - أن يكون اثنين من هؤلاء الحكام مسلمين و آخران كافران
فأما الكافران فهما { بختنصر & النمرود }
و أما



المسلمان فهما { سليمان - عليه السلام - & ذو القرنين }
لا شك في أن أعظمهم حكماً على الإطلاق كان



( سليمان - عليه السلام)-

{{ النمرود }}
النمرود ملك جبار متكبر كافر بالنعمة مدعي الربوبية و العياذ بالله كان يحكم العالم من مملكته في بابل في العراق
هو الذي جادل إبراهيم - خليل الرحمن - في ربه و قد كان سمع عن أن إبراهيم يدعو إلى الله - عز و جل -
في بابل فأمر باستدعائه و دار بينهم الحوار التالي : -
النمرود ( من ربك ؟ )
إبراهيم ( ربي هو الذي خلق كل شيء و هو الذي يحيي و يميت )
النمرود ( أنا أحيي و أميت )
و أمر النمرود برجلين حكم عليهما بالموت فأطلق الأول و قتل الثاني
فغير إبراهيم - عليه السلام - حجته و ذلك من فطنته
فقال إبراهيم ( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب )
فأحس النمرود بالعجز و اندهش من ذلك

و كان موت النمرود دليلاً على أنه لا يملك حولاً و لا قوة إلا بإذن الله فأرسل الله له جندياً صغيراً من جنوده
هو الذباب فكانت الذبابة تزعجه حتى دخلت إلى رأسه فكانت لا تهدأ حركتها في رأسه حتى يضربوا هذا الملك
الكافر بالنعال - أكرمكم الله - على وجهه و ظل على هذا الحال حتى مات ذليلاً لكثرت الضرب على رأسه .

{{ بختنصر }}

هو أيضاً كسابقه كان ملكاً على بلاد بابل في العراق و لكن قبل أن يصبح ملكاً كان قائد جيش جرار قوامه
مائة ألف مقاتل و كان معروف للعالم بشراسته و قوته و ذهب بجيشه للشام و دمشق فخافه الدمشقيون و طلبوا
الصلح و قدموا للبختنصر أموال عظيمة و جواهر كثيرة و كنوز ثمينة فوافق و ترك دمشق و ذهب إلى بيت المقدس
و كانت عاصمة بني إسرائيل و يحكمهم ملك من نسل داوود - عليه السلام - فخرج إلى البختنصر و قدم له الطاعة
و طلب الصلح منه و أعطاه مثل ما أعطاه الدمشقيون بل و أخذ منهم الملك الكافر بعض أثرياء بني إسرائيل و عاد
إلى بلاده و بعد أن انتهى فزع بني إسرائيل الذين أغلقوا أبوابهم عند قدوم البختنصر قاموا إلى ملكهم و اعترضوا
على هذا الصلح و قتلوا ملكهم الذي هو من آل داوود - عليه السلام - و نقضوا عهدهم مع بختنصر فعاد بختنصر إليهم
فتحصنوا ضدهم و لكن بختنصر تمكن من اقتحام المدينة و قتل فيها الكثير و خرب فيها الكثير و ذهب إلى القرى المجاورة و خربها و قتل أهلها و بقي بختنصر في بلادهم و أحرق ما وقع تحت يديه من التوراة و أبقى النساء
و الأطفال ليكونوا عبيداً لأهل بابل حتى بلغ عدد الأطفال تسعين ألف طفل
كان من بين الأطفال نبي الله عزير - عليه السلام و لما وصل البختنصر بابل وزع الأموال و الأولاد على أهل بابل حتى امتلأت بيوتهم بالخير .

{{ ذو الــــقرنـــيـــــن }}
أسم عظيم من حكام الأرض و سمي بهذا الاسم لإعجاب الناس به و تحيةً لهمته العالية و شهامته و شجاعته
و لرؤيا رآها في منامه سأذكرها لكم قريباً
و قد نشأ ذو القرنين في أمة مستعبدة ضعيفة سيطرت عليها دولة مجاورة و أجبرتها على دفع الجزية
فلما رأى ذو القرنين حال أمته بدأ يدعوهم إلى الاهتمام بعزته و كرامتهم و التوحد حوله و تأييده في التخلص
من هذا الظلم فردوه قومه و منعوه من الكلام بهذا حتى لا يسمعه الملك فيعاقبهم و لكن ذو القرنين لم ييأس و أصر
أن يفعل شيئاً لقومه و قد كان من صفاته العقيدة الصادقة و الإيمان الراسخ و الحكمة و كان قوي البدن مفتول الذراعين
فبدأ يدعو قومه إلى الإيمان بالله و ظل يدعوهم لكنه لم يجد إلا السخرية منه و نفروا منه فأقبل ذو القرنين إلى الشباب
و دعاهم فاستجابوا له و أحبوه و آمنوا بدعوته و زادت شهرته حتى أصبح الذين آمنوا بدعوته أكبر ممن كفر بها
و رأى ذو القرنين في منامه رؤيا عجيبة و هي
( أنه صعد إلى الشمس و اقتربت منه حتى أمسك قرنيها بيده )
فقص هذه الرؤيا على أصحابه الذين فسروها قائلين له بأنه سوف يصبح ملكاً ذا جيش كبير و سيملك الدنيا من المشرق إلى المغرب
فبدأ الجهلة من قوم ذو القرنين يستهزئون به و فسروا الرؤية على أن الملك الظالم سوف يضرب ذو القرنين على قرني
رأسه أو أنه سيقتله و يعلقه من قرني شعره
و لهذه الرؤيا سمي ذو القرنين بهذا الاسم

و بعد ازدياد عدد أنصار ذي القرنين أصبح ملكاً على البلاد و أطاعوه على السمع و الطاعة و محاربة عدوهم حتى يرجع لهم حقهم و كانت بلاده تدفع للملك الظالم ضريبة و هي عدة بيضات من الذهب الخالص فلما جاء وقت الدفع لم يدفع
ذو القرنين شيئاً و طرد الرجال الذين يأخذون الضريبة و أرسل للملك الظالم رسالة يستهزئ فيها
( إني قد ذبحت الدجاجة التي تبيض الذهب و أكلت لحمها فليس لك شيء عندي )
فعرف الملك عن ذي القرنين بأنه شاب صغير السن فأرسل له ساخراً به
( أرسلت لك كرة و سوطاً و كمية من السمسم فالكرة و السوط لتلعب بهما فإنك صغير تحب اللعب و ابتعد عن الغرور فلو كان جنودك بعدد حبات السمسم لأتيت بك )
فرد عليه ذو القرنين
( سأنتصر عليك و لو كان جنودك بعدد حبات السمن )

و ذهب ذو القرنين بأنصاره إلى الملك الظالم فألقى الله الرعب في قلوب سكان بلدة الملك فذهبوا إلى ملكهم و طلبوا
منه أن يتصالح مع ذي القرنين فغضب الملك من هذا الكلام و خرج بجيشه لملاقاة ذي القرنين الذي تمكن من هزيمته و قتل الملك الظالم و أصبح هو الحاكم على البلد المجاورة فنشر فيها العدل و الاستقرار و الأمن و الأمان و أفرح أهلها

و بعد هذا النصر عزم ذو القرنين على إعلاء كلمة الحق في كل مكان من الأرض و قد مكن الله له في الأرض و أعطاه
الإمكانيات الهائلة فسار إلى المغرب حتى وجد نفسه في سهول فسيحة ليس لها نهاية ذات أرض طينية سوداء فرأى منظر غروب الشمس حتى خيل له أنها تغوص في تلكالأرض الطينية فوجد عند هذا المكان قوماً كافرين فانتصر عليهم
فلم يقتلهم و يأسرهم بل نصحهم و أصلح شأنهم و بنى في تلك البلاد المساجد و آمن أهل هذه البلدة
ثم اتجه ذو القرنين إلى المشرق و كان كلما مر على قوم دعاهم للإيمان بالله فإن آمنوا أكرمهم و إن كفروا عذبهم بشدة

و سار ذو القرنين حتى وصل إلى بلاد نهايتها المحيط فأصبح يمشي في سهول الصين فوجد فيها أودية خصبة و مناطق واسعة و هضاب وعرة و ظل يمشي حتى وصل إلى فتحة واسعة و عريضة بين جبلين عاليين و وجد واراء الجبلين أمة صالحة يعبدون الله و لكنهم لا يعرفون كلام أي من البشر لأنهم منعزلون خلف الجبل و سبب عزلهم خلف الجبل أنه من هذه الفتحة بين الجبلين كانت تأتي قبيلتين متوحشتين هما يأجوج و مأجوج و كانوا يأكلون كل شيء و كانوا يعتدوا على الأمة الصالحة فطلبوا المساعدة من ذي القرنين بعد أن رأوا جيشه القوي و صلاحه فذهبوا إلى ذي القرنين و أعلنوا إسلامهم و ذكروا له خطورة يأجوج و مأجوج و أنهم يتكاثرون بسرعة و سيفسدون الأرض و عرضوا على
ذي القرنين الأجر فرفض ذلك و طلب منهم أن يعينوه على بناء السد
و أمر ذو القرنين القوم أن يجمعوا الحديد و أمر المهندسين فقاسوا المسافة بين الجبلين و ارتفاعهما و أمر العمال فحفروا أساساً في الأرض و وضع قطعاً من الحديد بين الجبلين و جعل بين كل طبقتين من الحديد طبقة من الفحم و مازال يرفع الحديد العريض حتى سد بين الجبلين و أشعلوا النار في الفحم حتى تحولت قطع الحديد إلى نار سائلة و صب النحاس على الحديد المصهور فملاً الشقوق و تحول السد إلى سد عظيم عالي لا يمكن النفاذ منه حتى من قبيلتي يأجوج و مأجوج

و لما رأى ذو القرنين حمد الله و شكره و قال : هذا رحمة من ربي .


{{ ســلـــيــمـــان - عليه السلام - }}

لم تأتي الأرض بملك مثله عليه السلام و لن تأتي حيث أن الله تعالى قد سخر لسليمان كل شيء
فقد سخر له الجن و الإنس و علمه الله لغة الحيوانات و أخضع له الوحوش و جعل الرياح تحت أمره
كل هذا من ملك سليمان - عليه السلام -

سليمان هو ابن داوود - عليهما السلام -
قال تعالى { و ورث سليمان داوود }
و قد قال - صلى الله عليه و سلم - { نحن معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة } أو كما قال صلى الله عليه و سلم
نفهم من هذا أن سليمان لم يرث الملك من أبيه إنما ورث النبوة أي أصبح نبياً بعده و سأل سليمان - عليه السلام - ربه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده فوهبه الله ذلك

فقد كان يكلم الطير و يفهم لغتهم و لم يكن داوود سوى فاهماً للغة الطير لكن لم يكن يستطيع الكلام معهم أما سليمان فقد زاد على أبيه بقدرته على الكلام مع الطيور
و ليس هذا فقط بل كان قادراً على فهم لغة النمل و سماع كلامهم
و لا نتوقف هنا بل نستمر إلى الرياح حيث كان سليمان يتحكم في الريح بإذن الله و يستطيع أن يركبها مع جنوده
و أيضاً سخر الله لسليمان الجن و الشياطين فقد أعطاه القدرة على تشغيل الجن و تعذيبهم إن عصوا أمره بل و أعطاه القدرة على ربطهم بالسلاسل و كانت الشياطين تبني له القصور و المحاريب و تستخرج له اللؤلؤ من قاع البحر و من يعصي أمره كان يربطه و يقيده في السلاسل .
كل هذا جزء صغير من ملك سليمان - عليه السلام –

قصة سليمان مع الخيول

كان سليمان – عليه السلام - كثير الذكر لله و دائم في ذكره و كان حريصاً على الصلاة في وقتها و لكنها فاتته مرة واحدة و هذه قصة فوات هذه الصلاة
أن سليمان كان مشغولاً بالإعداد للحرب فأخذ يستعرض الخيل و كان محباً للخيل ثم تنبه بفوات الصلاة فصلى و أمر أن يردوا له الخيل و هنا تأتي روايتان الأولى تقول أنه قتلها كلها و الثانية و هي الصحيحة أنه فقط مسح على أعناقها

--- قصة سليمان مع النمل كان سليمان مع جيشه متجهين إلى معركة و كان سليمان في مقدمة جيشه فسمع نملة تقول
كما قال الله تعالى { يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون } و قال العلماء
الشيء الكثير عن هذه النملة ( ما أفصحها من نملة فقد جلبت الكثير من قواعد اللغة في جملة واحدة فنادت بيا و نبهت بأيها و أمرت بادخلوا و نهت بلا يحطمنكم و خصت بسليمان و عمت بجنوده و اعتذرت بلا يشعرون )
و عندما سمعها سليمان ابتسم من قولها و ابتعدوا عن قرية النمل

سليمان و كلمة إن شاء الله

في أحد المرات نوى سليمان – عليه السلام – أن يطوف و يمر بكل زوجاته و كان عدد زوجاته كما في الروايات تسع و تسعين زوجة فنوى أن يطف بهن في ليلة واحدة و قال ( لتأتين كل واحدة منهن بولد يقاتل في سبيل الله )
و كان الله قد أعطاه القوة لذلك و للأسف لم يقل إن شاء الله و فعل ذلك سليمان فلم تنجب إلا واحدة منهن و جاءت بولد بغير أطراف أي بغير ذراعين و رجلين فعلم سليمان خطأه و تاب إلى الله
قال – صلى الله عليه و سلم - { لو قال إن شاء الله لجاهدوا جميعاً }

سليمان و الهدهد و بلقيس

خرج في يوم سليمان يتفقد جيوشه من كل الأجناس فافتقد الهدهد ( و انظر إلى القدرة كيف عرف من كل هؤلاء أن الهدهد مفقود ) فسأل عنه فعلم أنه غير موجود و غاب بغير إذن فنوى أن يعذبه أو يذبحه إن لم يأتي بسبب لغيابه فعندما جاء الهدهد ذهب إلى سليمان و قال له : ( علمت بما لم تعلم و جئتك من سبأ بخبر مهم و يقين إني رأيت امرأة تملكهم و رأيتهم يسجدون للشمس من دون الله و زين الشيطان لهم أعمالهم ) و لكم أن تتصوروا المعجزة أن الهدهد مفطور من ربه على الاستنكار على العبادات الشركية فكان رد سليمان على الهدهد بكل حكمة
فقال له ( سنرى هل صدقت أم كنت من الكاذبين ) أي أنه لم يصدقه و لم يكذبه حتى يتأكد
فأرسل لهم سليمان كتاباً مع الهدهد و أمره أن يلقيه عليهم و يسمع ماذا يردون على كتابه و فعل الهدهد ذلك
و في الكتاب كلمات مختصرات من سليمان و هي ( بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا عليا و أتوني مسلمين )
فطلبت بلقيس رأي وزرائها فأجابوها : ( نحن أقوياء و أصحاب بأس شديد و الرأي لك ) فقد كانت هي الحكيمة فيهم و دل على ذلك ردها : ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أهلكوها و خربوها و جعلوا أهلها في مذلة ) و قد كان كلامها صحيحاً بشهادة الله الذي قال بعد ردها : { و كذلك يفعلون } فقررت أن ترسل لسليمان هدية و سترى مدى تأثير هذه الهدية و عندما ذهب الرسل إلى سليمان استعرض سليمان جيشه أمامهم و بهتوا و ذهلوا لما رأوه و قدموا هديتهم المكونة من الذهب لسليمان فقال لهم متعجباً و ساخراً كما في قوله تعالى : { أتمدونني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها و لنخرجنهم منها أذلة و هم صاغرون }
فذهب الرسل و عندها تكلم سليمان مع حاشيته بعد أن سمع بعرشها العظيم كما قال تعالى { أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين } العرش هنا كرسي الحكم
فوقف عفريت من الجن و قال له : ( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مجلسك ) يعني ساعة بالكثير و يكون عندك
و وقف رجل عنده علم من الله و اختلف في هذا العلم و قيل أنه كان عنده علم باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به استجاب فقال : ( أنا آتيك به قبل أن ترمش عينك ) و بالفعل وجد سليمان كرسي عرشها أمامه فقال سليمان
( هذا من فضل ربي ) و شكر ربه فلم يكن مغروراً بما معه من قوة و أمر سليمان البنائين أن يبنوا قصراً من زجاج شديد الصلابة فوق مياه البحر و تمر من تحته الأمواج و أمر للذين معه من حاشيته أن ينكروا لها عرشها
أي يغيروا فيه قليلاً من أماكن المجوهرات و ما شابه فلما جاءت بلقيس سألوها حاشية سليمان بذكاء بالغ
( أ هكذا عرشك ؟ ) و لم يقولوا أ هذا عرشك حتى لا تعرف ما حدث فاحتارت فهو يشبه عرشها كثيراً و لكن غير معقول أنه هو لأنها تركته في مكان حكمها في اليمن و كانت بلقيس تحكم اليمن فأجابت برد يدل على هذه الحكمة التي لديها و جمعت في الرد بين التأكيد أنه عرشها و النفي بأنه ليس عرشها
و قالت : ( كأنه هو ) فتعجب سليمان و قال ( لقد أوتينا العلم من قبلها و كنا مسلمين ) تعجب سليمان من أن هذا العقل لم يهديها للإسلام
فأدخلها سليمان إلى القصر الذي فوق الماء و أمرها بالدخول فراحت ترفع ثوبها تظنه بحراً فداست فلم تجد شيئاً من الماء عليها فتعجبت فقال لها سليمان كما في قوله تعالى { إنه صرح ممرد بقوارير } فعلمت أن هذا ليس بقدرة الإنس
فأعلنت بلقيس إسلامها و دخولها في حكم سليمان و قيل أنها تزوجت سليمان و قيل أنها تزوجت أحد رجاله و الله أعلم
و هنا تنتهي قصة بلقيس مع سليمان

موت سليمان – عليه السلام
كان الناس يتحدثون عن أن الجن تعلم الغيب فأراد الله بموت نبيه أن يبين لهم عكس ذلك ففي يوم من الأيام سخر سليمان الجن تسخيراً شديداً و جعلهم يعملون أعمالاً شاقة و بدأ يراقبهم و هو متكئ على عصاه و فاتح عينيه
ففي تلك اللحظة قبض سليمان و مات و بقي الجن يعملون مدة ذكر في الروايات أنها سنة كاملة و لم يعلموا أنه ميت فبدأوا يشكون في موته لأنه لم يتحرك أبدا لكنهم خائفون من محاولة التأكد حتى أتت دابة الأرض و هي النملة آكلة الخشب فأكلت عصا سليمان فسقط فعلم الجن أنه مات و علم الناس أن الجن لا يعلمون الغيب
هذه قصة أعظم من حكم الأرض فأي فخر أن تكون حاكمالأرض و تحكمها بالإسلام و أنت نبي
فسبحان الله الذي جمع هذا كله لرجل واحد

نوارة الكون
20-11-2016, 08:17 AM
((41))


قصه بعنوان
قصة حب زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم‏


للاداريه نوارة الكون
على الرابط التالي


http://omaniaa.co/showthread.php?t=98804&highlight=



قصة حب زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم‏









•••













قصة حب زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم وأبو العاص بن ربيع
هي زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم وابن خالتها وزوجها فأبو العاص وهو ابن أخت السيدة خديجة، وهو رجل من أشراف قريش، وكان النبي يحبه. ذهب أبو العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وقال له: أريد أن أتزوج زينب ابنتك الكبرى. فيقول له النبي: لا أفعل حتى أستأذنها. ويدخل النبي صلى الله عليه وسلم على زينب ويقول لها: ابن خالتك جاءني وقد ذكر اسمك فهل ترضينه زوجاً لك ؟
> >
فاحمرّ وجهها وابتسمت.

فخرج النبي. وتزوجت زينب أبا العاص بن الربيع، لكي تبدأ قصة حب قوية. وأنجبت منه 'علي' و 'أمامة'. ثم بدأت مشكلة كبيرة حيث بعث النبي . وأصبح نبياً بينما كان أبو العاص مسافراً وحين عاد وجد زوجته أسلمت. فدخل عليها من سفره، فقالت له: عندي لك خبر عظيم. فقام وتركها. فاندهشت زينب وتبعته وهي تقول: لقد بعث أبي نبياً وأنا أسلمت. فقال: هلا أخبرتني أولاً؟

ما كنت لأُكذِّب أبي. وما كان أبي كذاباً. إنّه الصادق الأمين. ولست وحدي. لقد أسلمت أمي وأسلم إخوتي، وأسلم ابن عمي (علي بن أبي طالب)، وأسلم ابن عمتك (عثمان بن عفان). وأسلم صديقك (أبو بكر الصديق)


وتطل فى الأفق مشكلة بينهما .. مشكلة عقيدة




فقال: أما أنا لا أحب الناس أن يقولوا خذّل قومه.وكفر بآبائه إرضاءً لزوجته. وما أباك بمتهم. ثم قال لها: فهلا عذرت وقدّرت؟ فقالت: ومن يعذر إنْ لم أعذر أنا؟ ولكن أنا زوجتك أعينك على الحق حتى تقدر عليه.ووفت بكلمتها له 20 سنة.
وظل أبو العاص على كفره. ثم جاءت الهجرة، فذهبت زينب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله..أتأذن لي أنْ أبقى مع زوجي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبق مع زوجك وأولادك.

وظلت بمكة إلى أنْ حدثت غزوة بدر، وقرّر أبو العاص أن يخرج للحرب في صفوف جيش قريش. زوجها يحارب أباها. وكانت زينب تخاف هذه اللحظة. فتبكي وتقول: اللهم إنّي أخشى من يوم تشرق شمسه فييتم ولدي أو أفقد أبي. ويخرج أبو العاص بن الربيع ويشارك في غزوة بدر، وتنتهي المعركة فيُؤْسَر أبو العاص بن الربيع، وتذهب أخباره لمكة، فتسأل زينب: وماذا فعل أبي؟ فقيل لها: انتصر المسلمون. فتسجد شكراً لله. ثم سألت: وماذا فعل زوجي؟ فقالوا: أسره حموه. فقالت: أرسل في فداء زوجي. ولم يكن لديها شيئاً ثميناً تفتدي به زوجها، فخلعت عقد أمها الذي كانت تُزيِّن به صدرها، وأرسلت العقد مع شقيق أبي العاص بن الربيع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان النبي جالساً يتلقى الفدية ويطلق الأسرى، وحين رأى عقد السيدة خديجة سأل: هذا فداء من؟

قالوا: هذا فداء أبو العاص بن الربيع. فبكى النبي وقال: هذا عقد خديجة. ثم نهض وقال: أيها الناس..إنّ هذا الرجل ما ذممناه صهراً فهلا فككت أسره؟ وهلا قبلتم أنْ تردوا إليها عقدها؟ فقالوا نعم يا رسول الله. فأعطاه النبي العقد، ثم قال له: قل لزينب لا تفرطي في عقد خديجة. ثم قال له

يا أبا العاص هل لك أن أساررك؟ ثم تنحى به جانباً وقال له: يا أبا العاص إنّ الله أمرني أنْ أُفرِّقَ بين مسلمة وكافر، فهلا رددت إلى ابنتي؟
فقال: نعم

وخرجت زينب تستقبل أبا العاص على أبواب مكة ، فقال لها حين رآها: إنّي راحل. فقالت: إلى أين؟ قال: لست أنا الذي سيرتحل، ولكن أنت سترحلين إلى أبيك. فقالت: لم؟ قال: للتفريق بيني وبينك. فارجعي إلى أبيك.
فقالت: فهل لك أن ترافقني وتُسْلِم؟ فقال: لا.

فأخذت ولدها وابنتها وذهبت إلى المدينة. وبدأ الخطاب يتقدمون لخطبتها على مدى 6 سنوات، وكانت ترفض على أمل أنْ يعود إليها زوجها. وبعد 6 سنوات كان أبو العاص قد خرج بقافلة من مكة إلى الشام، وأثناء سيره يلتقي مجموعة من الصحابة. فسأل على بيت زينب وطرق بابها قبيل آذان الفجر، فسألته حين رأته: أجئت مسلماً؟ قال: بل جئت هارباً. فقالت: فهل لك إلى أنْ تُسلم؟ فقال: لا. قالت: فلا تخف. مرحباً بابن الخالة. مرحباً بأبي علي وأمامة.

وبعد أن أمّ النبي المسلمين في صلاة الفجر، إذا بصوت يأتي من آخر المسجد: قد أجرت أبو العاص بن الربيع. فقال النبي: هل سمعتم ما سمعت؟

قالوا: نعم يا رسول الله

قالت زينب: يا رسول الله إنّ أبا العاص إن بعُد فابن الخالة وإنْ قرب فأبو الولد وقد أجرته يا رسول الله. فوقف النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: يا أيها الناس إنّ هذا الرجل ما ذممته صهراً. وإنّ هذا الرجل حدثني فصدقني ووعدني فوفّى لي. فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود إلى بلده، فهذا أحب إلي. وإنُ أبيتم فالأمر إليكم والحق لكم ولا ألومكم عليه

فقال الناس: بل نعطه ماله يا رسول الله. فقال النبي: قد أجرنا من أجرت يا زينب. ثم ذهب إليها عند بيتها وقال لها: يا زينب أكرمي مثواه فإنّه ابن خالتك وإنّه أبو العيال، ولكن لا يقربنك، فإنّه لا يحل لك

فقالت نعم يا رسول الله.

فدخلت وقالت لأبي العاص بن الربيع: يا أبا العاص أهان عليك فراقنا. هل لك إلى أنْ تُسْلم وتبقى معنا. قال: لا. وأخذ ماله وعاد إلى مكة. وعند وصوله إلى مكة وقف وقال: أيها الناس هذه أموالكم هل بقى لكم شيء؟ فقالوا: جزاك الله خيراً وفيت أحسن الوفاء. قال: فإنّي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. ثم دخل المدينة فجراً وتوجه إلى النبي وقال: يا رسول الله أجرتني بالأمس واليوم جئت أقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.

وقال أبو العاص بن الربيع:

يا رسول الله هل تأذن لي أنْ أراجع زينب؟ فأخذه النبي وقال: تعال معي. ووقف على بيت زينب وطرق الباب وقال: يا زينب إنّ ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أنْ يراجعك فهل تقبلين؟ فأحمرّ وجهها وابتسمت.

والغريب أنّ بعد سنه من هذه الواقعة ماتت زينب
. فبكاها بكاء شديداً حتى رأى الناس رسول الله يمسح عليه ويهون عليه، فيقول له: والله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب. ومات بعد سنه من موت زينب.

ياالله روعة في التعامل واساليب الاقناع لا احد مثلك يا نبينا وحبيبنا
اللهم صل على نبينا محمد وعلى اله وصحبه جمعين

رايق البال
06-02-2017, 10:40 PM
النص رقم ( 42 )
للمبدع / نديم الماضي
عنوان القصه : الدنيا دواره كل ماتقدمه ستجده يعود اليك

رابط الموضوع

http://omaniaa.co/showthread.php?t=103877




أمام قرية هيل من ولاية سمائل يوجد جبل صغير ، منفصل عن بقية الجبال، يسمى ( قرن الجارية )، وكلمة الجارية هنا يقصد بها ( فتاة )..
جاء إلى القرية بيدار ( فلاح ) غريب عن الدار أي عماني ولكن ليس من القرية ولا من القرى المجاورة لها، فعاش الغريب وتزوج واستوطن في قرية هيل ..

ذات يوم قُتِلَ هذا الغريب، إذ قتله جار له من أهالي القرية، فلم يقم أحد بالثأر له ( وهي عاده قديمة من عادات الجاهلية التي كانت متبقية في عمان )، لسببين رئيسيين الأول عدم وجود أقارب له في تلك القرية، والثاني أن زوجته أنجبت فتاة له وليس الذكر كالأنثى والإناث لا يثأرن عادة ..

ترعرعت الجارية في القرية يتيمة الأب، وكانت أمها توحي لها إن والدها مات موته طبيعية، ولما كبرت الفتاة ، وبلغت مبلغ الجواري، صارت تجلب مع فتيات القرية الحطب والماء.. وبدأت كلما قدمت عليهن يتهامسن، لتسمع منهن كلمة ( جت بنت المظلوم ).. حتى تأكدت بأنهن يقصدنها ..

سألت الفتاة والدتها عن سر ( بنت المظلوم )، ولماذا والدها مظلوم؟ وما نوع الظلم الذي لحق به ؟ ومن الظالم ؟ ولماذا يطلق الاسم عليها؟.. حاولت الأم التنصل من أسئلة ابنتها ، إلا أن الفتاة أصرت على أمها إصراراً، وأقسمت عليها مراراً، حتى أقرت لها بخبر مقتل والدها، وإن كلمة مظلوم تعني أيضاً الذي لم يؤخذ ثأره، وأخبرتها بالقاتل، ولكن الثأر لوالدها لم يتم لان والدها ليس من هذه القرية وليس له أخ أو عم أو إبن عم أو ابن ليثأر له .. فطلبت الأم من ابنتها الصبر والنسيان ، فتظاهرت الفتاة بعدم الاهتمام، إلا إنها بنت نيتها على الانتقام والثأر لأبيها ..

أخذت الفتاة تنصب الشباك لقاتل والدها، وتفكر في أقرب السبل وأسهلها لجذبه والانتقام منه، فراحت تلاحقة بنظراتها إذا التقيا في طريق ( تبتسم )، فظلت تلاحقه وتلتقطه بروح الفتاة المرحة الفاتنة، حتى نسى ذلك الرجل أن والد هذه الفتاة ضحيته بالأمس، وربما تناسى أو ظن انها أنثى لا تعلم عن الماضي شئ ، وليس لها ولي أمر ، فراح يراودها ويتودد إليها ، وهي تواعده ولا تأتيه وتعتذر بعذر ، ولربما لا تجد عذرا فلا تعتذر .. ثم بدأت تواعده وتفي، لكنها تجعل اللقاء سريعا إذ أنها تخجل حينا وتعتذر بالتقاليد حينا، وكذلك تدعي انتظار أمها لها ونحو ذلك من الأعذار ..

أتفق الاثنان أخيراً على موعد لقاء خارج القرية ، في مكان يسمى كف الصياد ، ويقال كف اختصارا لكلمة كهف ، إذ إن الكهف في صفحة قرن هيل الذي أطلق عليه فيما بعد اسم قرن الجارية ، ونسب الكهف إلى الصياد لأن الصيادين ورعاه الغنم كانوا يطلعون هذا الجبل إلى الكهف للراحة والجو البارد .. وقد اتفقا على اللقاء تحت الجبل على أن يصعدا إلى كف الصياد معاً..

خرجت الفتاة مبكرا في ذلك اليوم على غير العاده، متلهفة إلى اللقاء الذي اشتاقت إليه ، كما خرج هو وتم اللقاء قبل الموعد ، في مكان فسيح تحت الجبل، حيث تتكاثر الأشجار .. حاول الموعود الإمساك بالفتاة فأخذت تجري، وتتظاهر بالهرب وتطلق ضحكاتها الصاخبة ، فيركض خلفها الرجل ، فإذا دنا منها صرخت وركضت لتهيب به وتشجعه ، وتنادية إذا ابتعدا عن بعضهما، قائلة :" يا كبير السن لا تستطيع الجري مثلي".. فيجيبها بأنه شباب.. وإذا شعرت بابتعاده قللت سرعتها أو تظاهرت بالسقوط، فإذا دنا قفزت وجرت كأنها الغزالة، ويركض هو خلفها كجمل عليه حمل، وظلا يركضان حتى شعرت بأنه منهك من التعب ..

فأتجهت به إلى الجبل حيث كف الصياد وتقول له :" سابقني إن كنت شاباً "، فكانت تجري حملها شبابها ورغبتها في الثأر لوالدها .. أما قاتل والدها لم يشعر بذلك ، وكان يركض لهدف آخر ويندفع بكل ما به من قوه ، ويصارع التعب الذي ألم به.. تظاهرت بأنها مرهقه لا تقوى على الحراك ولا المقاومة، ولن تستطيع الوصول إلى كف الصياد إلا إذا حملها بين يديه، فيزيده ذلك حماساً فيضاعف جهده، أملا في الوصول إليها قبل أن تستريح ..

سبقت الفتاة الرجل إلى الكهف ، وجلست فيه.. وهو كهف ضيق لا يتسع إلى أكثر من شخصين ، فنادته : " إذا لم تصل قبل أن أستعيد نشاطي فإنني سأصعد إلى قمه الجبل، ولن تراني بعد اليوم ، فقالت انا رزمانة ( مرهقة جداً )".. فأندفع بكل قوته ووصل إلى الكهف، وهو لا يكاد يرى من شده التعب والعناء ، وما كاد يكون منها على مدى تناول اليد ، حتى وكزته برجلها فانقلبت يداه من الصخور ، فتردى بين جنبات الجبل ( القرن )، فكالت عليه الجارية ( الفتاة ) بالحجارة ، وهو يتقلب ويستغيث، وظلت الفتاة تفتك به حتى فارق الحياة ..

اتجهت الفتاة بعد ذلك إلى القرية جرياً، وقد توسطت السماء الشمس ، معلنه ثأرها لأبيها من القاتل ، وإنها لم تعد إبنة المظلوم ، وأن والدها لم يمت ( أي أنه إذا مات الرجل ولم يترك رجالا من ابنائه يقومون مقامه أو على مستواه من النبل والشجاعة والأخلاق يقال إنه مات )، وربما أن الفتاة قالت إن أباها لم يمت تعني أنها ثأرت له فكأنها إبنه وليست ابنته ..

* بتصرف من كتاب ( البصراوان والعماني لعيسى بن حمد الشعيلي )

الخلاصة :

كثير من الاحيان المرأه تفوق الرجل في حكمتها ، فما بال ان كان الامر يتعلق بوالديها ، فلا تستهين بإمرأة فقد تقف وقفه لا يستطيع الرجل مجاراتها ، والدنيا دوارة وكل ما تقدمه ستجده يعود إليك في يومٍ من الايام ، فأحرص على زرع الثمر في كل دربٌ تسلكه ، فلا تعلم أي بابً ستفتح لك الخير حينها .. وأبواب الخير كثيرة لا تحتاج منك سوى اختيار أي الأبواب ستناسبك ..وتأكد بأن الضارب ينسى ولكن المضروب يستحيل عليه النسيان .. فكن دائماً نبراس يضيئ دروب من حولك ..

نوارة الكون
23-02-2017, 08:12 AM
(43)

لله درك أيتها العجوز لقد أبكيتني!!!
للمبدعه اميرة الروح
على الرابط التالي


http://omaniaa.co/showthread.php?t=105722

قبل أيام ذهبت للمستشفى للكشف عند طبيب للمخ والأعصاب بسبب صداع أشكو منه منذ فترة

وأثناء وجودي في غرفة الإنتظار

دخلت علينا إمرأة عجوز مقعدة على كرسي متحرك تدفعها خادمتها

وكان واضح من مظهر العجوز وضعف حركتها أنها مصابة بجلطة

ومنذ أن دخلت العجوز وهي بحركتها الضعيفة جداااااااااااااا تحاول إصلاح خمارها

والخادمة تقول لها : مافي شيء ياماما كله مزبوط



والعجوز تحاول جر خمارها لكي لايسقط منها

وبعد أن أنهت إصلاحه أخذت تحاول أن تتلثم لتغطي وجهها

والخادمة تقول لها / مافي رجال هنا

والعجوز لاتعير الخادمة إهتماماً وتحاول التلثم مع ضعف حركتها وعدم إستطاعتها رفع يدها كثيراً

وأخذت تحاول وتحاول إلى أن تمكنت من إصلاحه

كل هذا وأنا أنظر إليها بذهول

فهي إمرأة مسنة وكبيرة جداااااااا ومقعدة وهي ممن قال عنهم سبحانه وتعالى ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن ) النور:60

وبعد أن إنتهت من غطاء وجهها

نظرت إلى ساقيها فرأت أن العباءة مرتفعة مما يظهر منه القليل من ساقها

فحاولت جر عباءتها لتستر رجلها بالرغم من إنها تلبس جوارب ساترة لساقيها

ففهمت الخادمة ماتريد وشدت عباءتها لتغطي ساق العجوز

كنت أراقب كل ذلك ............وبعدها طفرت من عيني دموع غزيرة على المثال الرائع الذي ضربته العجوز

فبكيت حرقة على بنات المسلمين هذه الأيام إلا من رحم ربي

ممن تتفقد عباءتها المزركشة وتطمئن على فوح عبير عطرها

وممن تتعمد كشف وجهها أو ساقيها وشيئاً من صدرها

وممن تتعمد لبس ماضاق من الثياب والعباءة لتصف محاسنها

وتلك العجوز المقعدة التي لاحرج في أن تكشف وجهها وتضع ثيابها إختارت أن تكون ممن قال الله سبحانه عنهن (وأن يستعففن خيراً لهن)


فلنستعفف نحن الشابات ياأخواتي ولنسعى للحفاظ على سترنا وحجابنا وقبل ذلك حياءنا الذي أصبح من الماضي

فالحياء إنما هو من دلائل الإيمان .

وكل ماقل الحياء .......قل إيمان المرء.

رايق البال
08-03-2017, 11:04 AM
قصه رقم ( 44 )
للمبدعه / حنايا الروح
رابط القصه

http://omaniaa.co/showthread.php?t=106625


النص / ساقه الله ليرد له صنيعه


تعد الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات، أشد الحروب المعاصرة دموية وفتكا وتدميرا، إلا أن جنديا إيرانيا وآخر عراقيا سجلا في ذلك السفر الأحمر صفحات ناصعة البياض.
بدأت القصة في أوج احتدام الحرب العراقية الإيرانية خلال معركة خرمشهر، وكان الجندي العراقي واسمه نجاح، متمترسا في أحد خنادق الجيش العراقي في تلك المنطقة.
أما "زاهد"، وهو فتى إيراني في الثالثة عشر من عمره، فقد كان في الطرف المقابل، هرب من عنف أسرته والتحق بالجيش الإيراني ودخل أتون تلك الحرب الضروس واكتوى بلهيبها.
كانت مهمة زاهد، الجندي الإيراني الصغير في جبهة خرمشهر، إخراج جثث الجنود العراقيين من الخنادق وردمها في قبور جماعية.
وفي معركة خرمشهر، دمر الإيرانيون تحصينات الجيش العراقي، واقتحموا خنادقه الواحد تلو الآخر، وفي أحدها كان الجندي العراقي "نجاح" مصابا بين رفاقه القتلى. وساقت الأقدار الفتى زاهد إلى هذا الخندق، سار في داخله،
ممتلئا خوفا وذعرا ليس من رؤية الأشلاء البشرية المنتشرة في المكان فقد تعود على رؤيتها، بل خشية أن يباغته جريح يحتضر بقنبلة تنهي عذاباتهما معا.
عثر الجندي الإيراني الصغير الذي لم يشب عن الطوق بعد، وكان أمرد، على جريح عراقي مضرج بالدماء، ففتش جيوبه ووجد بحوزته نسخة من المصحف الشريف بداخلها صورة لحبيبته وابنها، فقرر وقد حسم صراعا في داخله، أن ينقذ العدو الجريح وأن يحفظ له حياته.
قام بتغطيته بجثث رفاقه واعتنى به لثلاثة أيام، ثم تسنى له أن ينقله إلى مستشفى ميداني، وافترقا، من دون أن يعلم أي منهما حتى اسم صاحبه.
دارت الأيام بالجندي الإيراني الصغير، ووقع لاحقا في أسر الجيش العراقي، حيث بقي مسلوب الإرادة حتى نهاية الحرب عام 1988، حين أطلق سراحه وعاد إلى وطنه، لكنه حين طرق باب بيته، أخبره الجيران أن أهل هذا البيت رحلوا إلى محافظة أخرى بعد أن قتل ابنهم في الحرب.
لم تسعف الحرية جراح زاهد، الفتى الإيراني الذي كبر في الحرب، وترعرع بين رعودها وبروقها وسط برك من الدماء. وجد أن أسرته بنت له قبرا، فزاره ووقف أمام الشاهدة لتزداد الدنيا حلكة أمامه وتزداد البراكين تفجرا بداخله.
فرّ من دنيا بلاده على متن سفينة أوصلته إلى كندا، وهناك حاول أن يعيش، وحاول أن يموت بأن يضع حدا لحياته بيديه هربا من كوابيس الحرب التي ظلت تلاحق منغصة حياته.
في الطرف الآخر، بقي نجاح، الجندي العراقي في الأسر حتى عام 2000، خرج إلى الحرية هو الآخر وعاد إلى وطنه ومنه التحق بإخوته في كندا، وهو أيضا كان يغلي، وكانت الكوابيس تطارده، وروحه تتمزق مثل عدوه ومنقذه الإيراني الصغير.
الاثنان قررا أن يستعينا بمؤسسة خيرية تقدم خدمات لضحايا التعذيب، لجآ إليها في يوم واحد، والتقيا صدفة أمام مدخلها، ولم يكن أحدهما يعرف الآخر لأنهما التقيا قبل 20 عاما في عالم مغلف بحمرة قانية ملطخ بأوحال الخنادق.
نظر كل منهما إلى الآخر، نجاح، ظن أن الرجل الذي يقابله عراقي من سحنته، والإيراني ظن أنه يقابل صدفة أحد مواطنيه.

حين حاولا الحديث، كادت اللغة أن تقطع الطريق بينهم، إلا أن الجندي العراقي السابق الذي بقي فترة طويلة في الأسر، تحدث بالفارسية، ما أدهش الجندي الإيراني السابق، وعرف كل منهما أنهما كانا أسيرين سابقين.
وحين طال الحديث خرمشهر، حبس الإيراني أنفاسه، وسأل محدثه العراقي في لهفة عن المكان والتاريخ، وكانت المفاجأة أن تعرف كل منهما على الآخر، وكان المصحف وصورة حبيبة ضائعة وابن مفقود، العلامة التي جعلتهما ينخرطان في بكاء حار وغزير.
أصبحا منذ ذلك التاريخ أخوين. مد الجندي العراقي السابق لمنقذه يد العون فقد كان في حالة شديدة من الاكتئاب، وقد نجح كما عبّر عن ذلك "زاهد" الإيراني في أن ينتشله من ظلام اليأس إلى نور الأمل.
من بين الملايين من سكان كندا، التقيا.. ومن بين عدد كبير من المدن في هذا البلد الشاسع التقيا في مدينة واحدة، وتصادف وجودهما في مكان واحد في زمن واحد، كما لو أن قوة سحرية قد ضربت لهما ميعادا لتختبر معدنيهما

**منقول (قصة من الواقع)

رايق البال
16-03-2017, 09:04 PM
قصه رقم ( 45 )
للمبدع / نديم الماضي
رابط القصه

http://omaniaa.co/showthread.php?t=107095


النص / رحيل رجل الورد العماني ( قصه واقعيه)


..
حين يختفي الورد تختفي الروائح الطيبة ..

وحين يموت الطيبون .. تختفي الطيبة .. وينحسر الجمال .. ويذبل حسن الخلق ..

بالأمس فقدت قريتنا رجلا عظيما ..
رجلا لا علاقة له بالمال .. ولا يعرف المناصب .. ولا يعتلي الوجاهات الفارغة ..

إنه رجل الورد .. ورجل الفل و الياسمين .

هذا الشيخ الجليل كان يمنح الورد ويهديء الياسمينات لكل من يزوره او يلقاه .. أو يصادفه بالطريق ..

كان يزرع الياسمين والورود العابقة بالطيب بكثرة .. ويعتني بها ... ليقطفها .. ويحملها معه ..
وغالبا ما يخبئها في عمامته ...
فكان رأسه يعج بالرائحة الطيبة .. كما كان قلبه يتدفق بالطيب والدماثة والحب والروعة ..


كان يطلق عليه " رجل الورد والياسمين "
.. وعرف بهذا اللقب طوال عمره ... فكان الورد رفيق أصابعه .. وكان الطيب لصيق قلبه وفؤاده ..

فبسبب الورد وجماله والياسمين وبهاءه ونقاءه مد الله له في العمر .. فعاش 120 عاما .. لا يشكو من شيء ..

فالقلب العاشق للورد .. العابق بالطيب والحب لا تتسلل اليه الأمراض .. ولا تغزوه الاسقام ..


القرية تعيش حزنا عظيما .
واسرته تمارس وجعا كبيرا ..

إنهم مؤمنون بالقضاء والقدر ... وغير معترضين على فقدان رجلا عاش 120 عاما ... لكنهم متوجعون لفقدان الورد .. ووداع الياسمين ..

فمن الذي سيمنح الورود للنساء.. والاطفال .. ومن سيهديء الفل والياسمين للناس وعابري الطرقات والأزقة ..

من سيعطيهم وردات وياسمينات تمنحهم الأمل في الحياة ...
وتغرس في نفوسهم الطيبة والرفعة وجمال النفس وطهارة الصدور ..



توفي الشيخ الرائع (عبدالله بن خليفة المحرزي ) ... بالأمس .. عن عمر يناهز المائة والعشرين عاما ..

عاشها جلها يوزع الورود .. ويهديء الياسمين لكل الوجوه التي تزوزه .. والتي يراها في الطريق ..

توفي رجل الورد ..
وهناك احتمالات كبيرة بأن تتوفى الوردة بعده ..




رحل رجل الورد .. وحمل معه الروائح النقية الزكية .. والقلب الجميل الطاهر .


رجل كهذا لا يحتاج الى أدعيتنا المبتورة .. ولا إلى إبتهالاتنا المهزوزة ..

رجلا كهذا ستستقبله وروده في قبره .. وتحتضنه الياسمينات في لحده ..
وستزفه الملائكة .. بهيجة بالطيب .. والعطر .. والبخور الى قصره في جنات النعيم ..


اللهم ارحمه رحمة واسعة تليق بقلبه ..

وارحمنا من بعده .. برجل يزرع الورد .. ويهديء لنا ولأطفالنا وصغارنا الفل والياسمينات الجميلة ..

اللهم آمين
اللهم آمين .

بأنامل علي حمود المحرزي✍��

رايق البال
20-03-2017, 07:38 PM
قصه رقم (46 )
للمبدع / ابوقيس
رابط القصه

http://omaniaa.co/showthread.php?t=107263


النص / مؤامرة عائلة ميكال


مؤامرة عائلة "ال ميكال" العراقية على "ابن دريد" العُماني

تتمثل القصة في أن عائلة عراقية كانت تسكن البصرة، وكانت فاحشة الثراء تسمى (عائلة ميكال)، نزلت في مدينة صُحار، بسفينة كبيرة، وعندما أرادوا العودة إلى البصرة لم يتمكنوا من ذلك؛ بسبب الغبار والرياح والأمطار التي هطلت لمدة ثلاثة أشهر متتالية، وقد نفذت مؤنتهم، ونقودهم، فنزلوا ضيوفًا على (ابن دريد)، فأكرمهم لمدة ثلاثة أشهر متتالية، حتى أنه أحرق بعض مقتنيات منزله المصنوعة من الخشب؛ من أجل تدفئة ضيوفه وصنع الطعام لهم.

فلما هدئت العاصفة رحلت عائلة (ميكال) إلى البصرة، وقد طلبت من (ابن دريد) أن يأتي إلى البصرة لتعليم أبنائهم الشعر والأدب العربي، فذهب (ابن دريد) ملبيًا طلبهم، فلما نزل معهم في العراق لم يستقبلوه استقبالاً حاراً، ولم يكرموه، فشعر بالإهانة والضيق وقرر العودة إلى مدينة صُحار، وبالفعل عاد بعد بضع شهور إلى عُمان.

وكانت المفاجأة عندما نزل ميناء صحار، حيث استقبله أهله وأقاربه استقبالا حاراً وبهيجاً، وكانت تظهر عليهم علامات الثراء، فسألهم (ابن دريد): من أين لكم كل هذا المال؟!، فقالوا له: (أنت من بعثته لنا من البصرة، فبعد سفرك إلى العراق، وصلتنا سفينة كبيرة محملة بما لذ وطاب من الأكل والشراب، ومن الملابس والحُلي، والخيول، وقيل لنا أنها من عندك)، فضحك (ابن دريد)، وعرف بأن عائلة (ميكال)، أرادت أن تكرمه دون أن تجرح مشاعره، وذلك نظير كرمه لهم عندما كانوا في "صحار"، فصنعوا له هذه المكيدة، حيث طلبوا منه أن يأتي إلى البصرة، وعندما يصل إليهم يبعثوا بالهدايا والعطايا لأهله في صحار، ثم يعاملوه في البصرة معاملة سيئة وغير مهذبة، حتى يضيق به الحال؛ فيعود إلى أهله ويجد الهدايا والعطايا..

ولهذا أنشد (ابن دريد) قصيدة طويلة تسمى (المقصورة) تضمَّنت مدحًا في عائلة (ال ميكال)، قال في مطلعها:

يـا ظَبيَـةً أَشبَـه شَـيءٍ بِالمَهـا
تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجـارِ النَقـا

إِمّا تَـرَي رَأسِـيَ حاكـي لَونُـهُ
طُرَّةَ صُبحٍ تَحـتَ أَذيـالِ الدُجـى

فما أجمل العرب سابقًا حيث كانوا يحيكون المؤامرات لفعل الخير، والتسابق في إسعاد بعضهم البعض بطريقة مهذبة أنيقة لم يعرفها الكثير من البشر في هذه الأيام التي تحاك فيها المؤامرات لدمار الأرض، ونشر الضغينة والفساد والخراب بين البشر.

• من تاريخ عُمان العظيم.

من المعروف ان ابن دريد من ولاية صحم الوفية من قرية مقاعسة
وهي احدى محافظات شمال الباطنة . صباح الخير والطيبه.

رايق البال
21-03-2017, 07:39 PM
قصه رقم ( 47 )
للكاتب المبدع / صدى صوت
رابط القصه

http://omaniaa.co/showthread.php?t=107346

النص / اكتواء


عندما نتحدث عن أكثر البشر مواجعا فلن نجد أكثر من ذلك الانسان الذي فقد عزيزا لديه ، فتلك من أكبر النوائب إيلاما في الحياة .
لم تحملني قدماي وأنا أسمع صوت صديق العمر مخنوق بالعبرة وأكاد لا أفقه حديثه لكثرة النشيج الذي صاحب كلماته المتقطعة .
إرتعدت فرائصي وازداد وجيب قلبي وأنا أسأله مذعورا عما به .
صوته كان به حشرجة مخيفة وأكاد أرى دمع عينيه بقلبي وأسمع دقات قلبه الضعيف وهو يقول لي بأسى : ماتا يا صديقي ... ذهبا وتركا لي الحسرة تجوب في أنحاء كياني بلا هوادة .
من هما هؤلاء اللذان ماتا يا أبا عبدالرحمن ؟! قل بسرعة .. لقد أقلقتني !!
أغلق هاتفه ولم أسمع منه جوابا .
تركني في حيرة .. حيرة تنهشني ككلب مسعور .. إتصلت به ولكن جواله لا يرن ..إتصلت بصديقنا سليمان ..
سليمان ما الذي حدث ؟! من مات ؟! أبو عبدالرحمن إتصل بي وهو يبكي ولم أفهم منه شيئا .. من هذان اللذان ماتا ؟!
رد سليمان بصوت ملئه حزن .. صوت لم أعتده منه .. سليمان صاحب الصوت الأجش أسمعه اﻵن على غير عادته يقول : زوجته وابنه عبدالرحمن هما اللذان ماتا !!
ما الذي حدث ؟! كيف ماتا ؟! أهو حادث سير ؟! رد علي سليمان قائلا : نعم في حادث سير !!
يااااه !! يا ويح قلبي .. رحماك يا الله !!
استأذنت حالا وتوجهت مسرعا إلى البلد .. مباشرة إلى منزل أبي عبدالرحمن فرأيته موصدا والى جانبه تجلس سيدة مسنة وكأنها تنتظر شخصا ما ..
السلام عليك خالتي .. أين أبا عبدالرحمن ؟! ماذا حصل ؟!
ردت علي وأرى الدمع يتلألأ في عينيها : آآه يا قلبي على أبي عبدالرحمن .. فقد حبيباه دفعة واحدة .. يا رباه لطفك به والهمه الصبر على مصيبته .
سألتها : أتعرفين أين هو اﻵن ؟!
قالت : ذهبوا الى المستشفى لاحضارهما لاتمام مراسم الدفن .. ألطف يا ربي بهذا الولد .. ولد طيب .. و زوجته رحمها الله كانت من خيرة نساء الحارة .. الطيب لا يدوم يا ولدي .
شعرت برغبة جامحة في البكاء .. جلست على مقعد سيارتي بانتظار الموكب .. لم أستطع أن أسوق سيارتي إلى حيث هم .. رجلاي تنتفضان وكفاي متعرقان وكأنما قد غمسا في إناء ماء حار .
أغلقت على نفسي زجاج نوافذ السيارة وبكيت .. بكيت بحرقة .. فأنا أعلم مدى تعلقهما ببعض .
سمعت صوت زامور سيارة قادمة وإذا بموكب مهيب تتوسطه سيارة نقل الموتى .. سيارة كئيبة رغم بياض لونها .. نزلت من سيارتي .. وعيناي مركزتان في تلك السيارة التي تنقل الحزن إلى البيوت .. نزل أبو عبدالرحمن من تلك السيارة وهو لا يقدر على حمل جسده .. نزل مسنودا بذراعي والده وأخيه .. لم أقدر أن أتحرك من مكاني وكأن قدماي قد تسمرتا في الأرض أو قيدتا بقيد من حديد .. سقط مغشيا عليه بين أذرعهم .. بكى والده بحرقة خوفا عليه .. ناهيك عن حزنه على زوجة إبنه وحفيده .
إنهض يا بني .. أوجعت قلبي .. أرجوك إنهض هذا أمر الله ولا راد لقضاء الله .
رش على وجهه بعض الماء وأفاق قليلا .
قال الاب بصوت محزون : لا حول ولا قوة إلا بالله فلنذهب بهما للبدء في مراسم الدفن .. اللهم أعنا برحمتك يا رب .
كان كلام الأب كالصاعقة التي وقعت على مسامع أبي عبدالرحمن ولكن لا شيء بأيدينا أن نفعله سوى ما قاله والده .
بعد الانتهاء من مراسم الدفن والتي شارك فيها معظم أهالي البلدة لم أستطع أن أبقى إلى جانبه لكثرة المشيعين وأهله الذين جاءوا من أماكن مختلفة .
كان بيته أشبه بساحة إحتفالات .. يعج بالخلائق ما بين رجال ونساء من مختلف الأعمار .. وجوه لم أرها من قبل .
لم أستطع في ذلك اليوم أن أنام أو أن أتناول أي طعام .. صداع شديد إنتهى بي الى التقيأ لأكثر من مرة ..
أفكر في صديقي الحبيب والمصيبة التي ألمت به . يا الله .. ماذ عساه أن يفعل اﻵن ؟ أول ليلة يعيشها من غير أسرته الصغيرة .
لم أنم أبدا في تلك الليلة وبعد صلاة الفجر ذهبت اليه .. ضغطت على جرس الباب وخرج لي أخوه وعلامات الحزن والانكسار تبدوان على محياه .
أهلا بك يا موسى .. تفضل أدخل .
أين أبا عبدالرحمن ؟!
رد علي بصوته الحزين : على سريره .. متمدد فقط لكن عيناه لم تغمضان طيلة الليل ..
لم يتكلم أبدا ، لم يبك ، لم يتحرك ..
عيناه الحمراوان تدوران في سقف الغرفة وعليهما طفح من دمع وصدمة متسائلة في ألم صامت !!
كان معي في غرفتي .. بدا كأنه صنم مسجى ..حاولت أن أكلمه ولكن بلا جدوى .
تمنيته لو بكى .. لو صرخ .. لو كسر أثاث الغرفة لينفس عن كربه لكن هيهات .
ياالله !! كانت ليلة ثقيلة طويلة .. طويلة جدا وكأنها عشرون عاما .. شعرت وكأنه كان يحمل جبلا على صدره .
أدخل إليه علك تقدر على إخراجه ولو قليلا من حالته تلك .
دخلت عليه ووجدته متمددا .. إنه مستيقظ .. يجمع كلتا يديه على صدره .. دمعت عيناي بحرقة عجيبة .
جلست على السرير إلى جانبه .. تكلمت بصوت هامس لا يسمعه سواه :
ما من بشر إلا وقد نابته نائبة .. كل الناس مستهم محنة وألم بهم سوء بشكل او بآخر .
الملمات تنزل علينا بأمر الله .. من هذا الذي لم تعضه الليالي ولم تنهشه الهموم ؟
إنها حكمة الله وقضاءه فينا .
أعلم جيدا أنك فقدت أغلى إثنين في حياتك ولكن هل باليد حيلة ؟ هذا أمر الله وأنت رجل مؤمن .
قال لي بصوت مبحوح دون أن يلتفت الي :
لم أجترح أي خطيئة في حياتي .. فلماذا ؟ لماذا يذهب عني أغلى شخصين بحياتي هكذا في غمضة عين وبلا مقدمات ؟! لماذا ؟! لماذا ؟!
قلت له : هون عليك يا أخي . أذكر الله !!
قال بصوت باك : لا إله إلا الله .. رحمتك يا رحمن السموات والارض .
إن ما بي لا تتحمله الجبال الراسيات .. حزن عميق يذبحني .. ذهب حبيباي يا صديقي .. ذهبا .. قلت له : والله اني لأحس بما تحس به من ألم واتألم لأجلك .
لحظات صمت لم تطل حتى التفت إلي وهو يبتسم ابتسامة باهتة لا معنى لها .. قال لي :هل تذكر عندما طلبتها من والدها للزواج ورفضني بحجة قلة راتبي ؟ واني لن أستطيع إسعادها ؟ وقفت هي إلى جانبي .. نعم هي .. وحاولت ان تقنع والدها وبالفعل نجحت وأقنعته .
هل تذكر كيف كان عرسنا .. والقاعة التي استأجرتها أنت لزفافنا ؟!
هل .. هل تذكر يا موسى الفرقة الشعبية التي استأجرها صديقنا سليمان لإحياء حفل زفافنا ؟! لا أنسى وقوفكم إلى جانبي أبدا ما حييت ..
كانت زينب سعيدة .. بدت ليلتها كالبدر وهي إلى جانبي في الكوشة .. إبتسامتها لم تفارق محياها أبدا ذلك اليوم . وأنا أطير من الفرح .. لم أصدق يومها أنها الآن إلى جانبي في الكوشة .. كنت ساعتها كالأمير !!
ذهبنا إلى صلالة لقضاء شهر العسل .. تعلم أني لا أقدر على السفر بعيدا لضيق ذات اليد .. كانت راضية قانعة فرحة ما دام حلمنا بالزواج من بعضنا بعضا قد تحقق فما عداه لا يهم .
هل تذكر يا موسى كيف كانت سعادتنا عندما أنجبنا عبدالرحمن ؟! يااااه .. عبدالرحمن ولدي حبيبي .. كان يشبهني كثيرا .. هي كانت تقول دائما : عبدالرحمن نسخة منك يا أبا عبدالرحمن !!
أربعة أعوام وكأنني كنت أعيش معهما في الجنة ..
لم تكدر خاطري يوما .. كانت تتحمل ضيق ذات يدي .. أعلم أنها كانت تتمنى مثل باقي النساء أن تشتري ملابسا جديدة وأشياء حديثة كباقي قريناتها ولكن ما كانت أبدا تشتكي .. كانت تقول دائما : لا يهم الملابس فالاهم أنت وعبدالرحمن وكفى .. أنتما حياتي وجنتي .. عبدالرحمن هو النسمة الرقيقة في هذا البيت وأنت نوره الذي يضيئه .
انتهى كل شيء وأفقت من الحلم يا موسى .. افقت .. كنت كمن يحلم .. ذهبا .. ذهبا ولن يعودا أبدا ..
ماذا افعل بدونهما ؟ كيف أحيا من غير زينب وعبدالرحمن ؟ ما قيمة الحياة بعد حبيباي يا موسى ؟!
أخبرني بالله عليك .. هل أجد بعدهما نورا في هذا البيت أو رائحة طيبة ؟!
رائحة الموت تزكم أنفي ووجع الفقد يعصر فؤادي .أنا حزين يا موسى وحزني عظيم ..
لم أدر ما أقول ..
أنا اعلم جيدا أن كل ما ذكره حقيقة وأشعر به .. أشعر به جدا ولكن أنى لي بجبر خاطره المنكسر ؟! وأنى لي التنفيس عن كربته وإطفاء حر كبده ؟؟
أشاطره الحزن والألم وكل ما يمكنني قوله في ذلك الموقف : ( اصبر وما صبرك الا بالله ) يا صديقي .
شعرت بصداع فظيع وعيناي تؤلماني ..
خرجت .. بلا وجهة لا أدرى إلى أين .. ياالله إرأف بصديقي في محنته .. في الطريق قابلني والده وسلمت عليه .. رأيت الدموع تملأ مقلتيه .. قلت له : سأعود .. عل نفسه تهدأ قليلا .
قال لي (بصوت مغموم) وهو يواصل سيره : لا أظنه قريبا .
مرت ايام وانا اعيش في حالة نفسية عصيبة .. الامر ليس سهلا كي يتناساه صديقي .. وانا مدرك تماما انه يمر بأزمة نفسيه .. فإن كنت انا الصديق واشعر بوجعه فكيف هو ؟
لم اشأ ان ازعجه فأنا اعلم انه على غير استعداد للحديث مع احد او الجلوس مع احد وهذا ما اكده لي اخاه وانا اتصل به يوميا للسؤال عنه .. ولا يستطيع احدنا لومه .. انها محنة عصيبة وأي محنة .
بعد ايام قررت الذهاب لزيارته علي اجده بحال افضل ولو قليلا .

قابلت والده وكان يسير على مهل متكئا على عصاه ومطأطئا راسه وكأنه في عالم آخر .. رأيته مهموما .. آآه من هم الوالد على ابنه .. فكيف ان كان ابنه واسرته الصغيره .
سلمت عليه بحراره وشعرت بأنه لا رغبة لديه في الحديث مع احد ومع ذلك سألته رغم اشفاقي عليه : أين ذهب ابا عبدالرحمن ؟!
رفع عصاه التي يتكىء عليها .. أشار بها قائلا وعيناه تنظران صوب نفس الطريق التي مشت فيها جنازة الفجيعة ذلك اليوم : إلى هناك .. إلى ...
ولم يكمل .. كانت دموعه قد أكملت كلامه وهو يواصل سيره جهة المقبرة .. سرت وراءه .. وجدناه هناك .. صدمني مرآه .. كان يجثو بين قبري زوجته وابنه .. ثيابه ملطخة بالتراب .. وجهه .. قدماه .. يداه .. شعره .. كل شيء عليه خيل لي كأنه خارج للتو من قبر .. كانت حالته قد انقلبت بشكل مأساوي فاجع .. يضحك .. يقهقه و .. يهذي ..
- زينب .. عبدالرحمن هيا .. افيقا .. يكفيكما نوم .. زينب ما هذا الثوب الابيض عليك ؟ .. بدليه .. اللون الأسود يليق بك اكثر .. عبده حبيبي .. جلبت لك أحلى هدية الا تود ان تفتحها ؟ هيا .. تأخرنا كثيرا !!
زينب جهزي الإفطار من فضلك .. عبده حبيبي تعال .. بابا .. زينب .. عبده .. هيا . هيا .. آآآه

بقلم / خليفة سالم
___________________

نوارة الكون
24-04-2017, 10:54 AM
قصه رقم (48)
لللاستاذ المبدع سعيد مصبح الغافري بعنوان







الحُـــبُّ يَـغــرقُ مــرتـيـن !!

على الرابط التالي






http://omaniaa.co/showthread.php?t=109344




قصة قصيرة بقلم / سعيد مصبح الغافري





الموج الأزرق في عينيك
يناديني
نحو
الأعمق
وأنا ما عندي تجربة
في الحب ولا عندي زورق
...................
...............
.........
حدث هذا عام 2010م وقبل أشهر بسيطة من انفجار جحيم الخريف العربي المشؤوم الذي اكتوت بلادها وبلدانا أخرى بنار حروبه ودماره ومآسيه !!

http://up.omaniaa.co/do.php?img=10102 (http://up.omaniaa.co/)

في بيت أسرتها الهانئ . في ذلك العش الوادع المحاط بالحب و الفرح والدفء والهدوء والأمان والمعرش بالياسمين . في تلك المدينة الجميلة كانت تعيش أسعد أيام عمرها مع أجمل إنسان تعثر به قلبها صدفة في شارع ذات صباح .. لم تتوقع أن تتحول تلك الإرباكة الأولى في أول نظرة تلاقت فيها أعينهما إلى حب حقيقي تأكدت جديته على الأرض بعد شهرين تماما من علاقتهما حين أتى بكل خطا حبه ورجولة صدقه وطرق باب أسرتها يطلب يدها .. تلك المفاجأة التي بقدر ما أسعدتها وأدهشتها بقدر ما جعلتها تتمسك به وتحبه أكثر وأكثر ..
إني أتنفس تحت الماء
إني أغرق ..
أغرق ...
أغرق ......
ـــ الله يسامحك يا حليم .. تعال أنظرنا الآن نحن العشاق .. إنا نغرق . نغرق . نغرق !!
قالت بانثمال و صوت تلك الأغنية يملأ البيت وهي متسلطنة معها وغارقة في بحر كلماتها بكل أحاسيسها ومزاجها الرائق ..
كان يفترض أن تكون اليوم ذاهبة إلى دوامها .. لكنها لم تذهب .. اليوم هي وزملاءها مضربون عن العمل بسبب الأوضاع السيئة التي لم تتحسن بعد في شركتهم ..
وقتئذ لم يكن أحدا بالبيت سواها ؛ الكل ذهب إلى عمله و مشاويره .. أختها الطبيبة ذهبت إلى مستشفاها ولن تعود إلا ظهرا وأخوها المهندس ذهب هو الآخر إلى شركته ولن يرجع كعادته إلا بالمساء .. أما والداها وجدتها لأبيها فقد ذهبوا اليوم معا و منذ الصباح الباكر لزيارة جارهم الذي انتقل وأسرته الصغيرة منذ شهر إلى المدينة الجديدة التي تبعد من هنا مسافة نصف ساعة .. المدينة التي ستلقى فيها هذه الأسرة بكاملها حتفها المأساوي الأم والأب وابنتهما الوحيدة قمر .. قمر تلك الطفلة الجميلة المليئة براءة وطفولة والتي رزقا بها أخيرا بعد عشر سنوات قضياها دون يأس في صراع طويل مع العلاج والمحاولات لينتهي كل هذا بغمضة عين في أول قصف أعمى لمدينتهم الجديدة التي انتقلوا إليها دون أن يعلموا أنها ستكون أول مدينة سيبدأ فيها ذاك الخريف الدامي أول رقصات الموت والعبث .. كانت هذه آخر مرة يلتقون فيها بهذه الأسرة الجارة وآخر مرة يرونها فيها و سبحانك ربي .. للأقدار تصاريف لا يعلمها إلا الله !!
لم ترافقهم رغم إلحاحهم عليها بذلك .. كان هناك شيئا أهم من هذه السفرية ولذلك حرصت أن تبقى في البيت .
ما أروعه من يوم وما أجملها من فرصة !!
ـــ لنعيش الحب !!
صرخت قافزة برشاقة قوامها في الهواء بفرح عارم ثم انقضت على هاتفها النقال ونقرت بإصبعها على رقم خاص أوصلها فورا إلى الحب ..
تقرب سماعة الهاتف من المسجل حيث حليم مازال يصدح برائعته .. تتعمد وهي مبتسمة أن تسمعه ذلك المقطع الذي يحبه ويحب دوما عندما يلتقيان أن يغنيه ويدندنه لها وعيناه مركزتان في عينيها الجميلتين الأشبه بالبحر .. كلاهما يعشق أغاني حليم .. تغلق المسجل .. يهدأ البيت فجأة، فتنسحب إليه بصوتها المليء رقة و أنوثة وحبا .. تحادثه .. تأتيها ضحكته الحلوة الرنانة وهو يقول لها :
ـــ أقسم أنت ساحرة !!
تضحك متسائلة في دهشة حماسية :
ـــ حقا ؟! كيف ذاك ؟!
يجيبها باعتراف عفوي وبقايا ضحكته على شفتيه :
ـــ قبل قليل كنت أنا أيضا أسمع لحليم ولنفس هذه الأغنية بالضبط !!
تضحك في سعادة ولضحكتها رنين عذب وتجيبه :
ـــ خطير جدا هذا البحر . آه من يغرق فيه !!
يجيب باندفاع العاشق :
ـــ عيناك أجمل بحر أحب أن أغرق فيه بكل روحي !!
تسبل رموشها ذائبة في بحر حديثه الشهي هذا .. كم تحبه وكم تعشق فيه هذه الروح الفنانة التي تمتزج فيها كل ألوان جماله الداخلي المنعكس على مشاعره وعلى أجمل ما يرسم من لوحات !!
الموج الأزرق في عينيك
يناديني نحو الأعمق
وأنا ما عندي تجربة
في الحب ولا عندي زورق
إني أتنفس تحت الماء
إني اغرق ..
أغرق ...
أغرق ....

http://i2.wp.com/azamil.com/wp-content/uploads/2015/08/%D8%BA%D8%B1%D9%82%D8%8C-%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D8%AA%D8%BA%D8%B1%D9%82%D8%8C-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9.bmp.jpg ?fit=448%2C282

ـــ يا لسخرية القدر حين يكون على هذا النحو الغريب من التناقض .. غرق يوهبك الحياة وآخر يهديك الفقد !!
يرسم على شفتيه إبتسامة تهكمية ساخرة لا تخلو من مرارة روحه الطافحة بالحزن والألم .. في قلب وحدته وغربته القاتمة وحيدا إلا منها .. هو ذا .. في نشيج بكائه ذاك يسترجع الذكرى السادسة ليوم غرقها في البحر والذي يصادف تاريخه في هذا اليوم .. ست سنوات مضت على هذا الرحيل المفجع .. ست سنوات عجاف والقلب يعيش يبابا لم تخضر صحاريه ولم تتفجر أنهاره الناضبة أبدا منذ يوم فقدها .. منذ فقدها أحس أنه فقد كل شيء .. فقد الأهل .. الأصحاب .. الأحباب .. الضحك .. الفرح .. الانس .. الأمان .. فقد أجمل ما فقد .. فقد وطنا جميلا .. وطنا يسمى الياسمين !!




@ @ @




كانوا على متن هروب مبحر نحو الشمال ، وفي نصف أميال تبقت من رحلتهم المنكودة المحفوفة بالخوف والجوع والبرد والظلام الدامس وصراع اليأس والأمل ؛ في هذا النصف المتبقي من القدر الضبابي الغامض وقبل أن يصلوا إلى بر الحلم الباريسي المرسوم بألوان اللهفة والشوق ؛ تغير مزاج البحر فجأة . زمجرت أمواجه الهُـوُج وهبت رياحه قوية عاتية وذات صفير مشؤوم ، وتعاون الموج مع الريح . حاصرا الزورق وراحا يضربانه ويرجانه بقسوة من كل إتجاه وهما يصران إلا أن يقلبانه و يسحبانه بأرواحه التي تتشبث به إلى الأعماق السحيقة المظلمة .. فوقهم ؛ كانت السماء مسودة بغيومها والقر يعض ويقرص أجسادهم المرتجفة بلا رحمة .
طار نورس الحلم الوردي الذي رافقهم . اختفى في ليل الصراخ والرعب والموت المكشر لهم بأنيابه من كل صوب . وهم لم يعد يهمهم في خضم هذا الهول لا أحلام ولا أمنيات ولا أي شيء إلا النجاة بأرواحهم .
ـــ يا الله . أينك ؟!
يتضرع أحدهم مستنجدا بذلة وصليبه يترنح على صدره ولا يكاد يستقر كمن أصيب بدوار البحر ، وعيناه في السماء التي امتلأت برقص البروق وقهقهة الرعد الهازىء ، بجواره فتاة هادئة تقرأ المعوذات والكرسي وتدعو الله بعينين تائهتين مذعورتين لكن في صمت متماسك . البرق بين حين وآخر يضيء وجهها ويطفئه . كانت شابة جميلة تبدو في العشرين . عيناها في البرق تبدوان أكثر روعة وألقا وشعرها فاحم غزير ، لكنه مبلل بالمطر ومعصوف بالريح .
وصل الماء بقاع الزورق حتى أعلى كواحل أقدامهم ليزيد الأمر سوءا فوق سوء وراح ثلاثة منهم يحاولون بأكفهم وقبعات رؤوسهم تفريغ الزورق منه في صراع عنيد مع المطر ، لكن المطر فوقهم كان غزيرا ، كأنه ألف خزان انفتحت بحنفياتها الواسعة وراحت تنهمر عليهم بمائها . لكأن السماء تستبق في تغسيلهم وتجهيزهم للقبر الواسع الذي ينتظرهم بالأسفل .
بعد سويعة غضب كان الجو قد هدأ وتلك الديمة المجنونة ولت بعيدا تاركة السماء لحالها ، صافية تزينها النجوم التي ظهرت كثيرة وساحرة بروعة بريقها . والبحر هو الآخر لزم السكون ؛ السكون المجرم البارد الذي لايأبه منذ خلق بضحاياه الذين يبتلعهم بمزاج نزوته الشريرة . هاهم أولاء التعساء متناثرون الآن بكل همودهم الأبدي في قاعه بجوار زورقهم المتمدد ميتا هو الآخر على وجهه .
في الصباح قذف الموج بحقيبة يد صغيرة ورماها على الشاطيء . صادفها شاب ينتعل حذاء مهترئا مبتلا بالماء . فتحها بفضول مستكشف . أخرج منها أشياءها البسيطة ؛ روج . مرآة صغيرة بحجم كف اليد . قارورة عطر . شريط كاسيت . وصورة .. صورة لفتاة جميلة ذات عينين خضراوين وفم مبهر يشبه الورد وشعر طويل تجاوز في إنحداره المذهل حدود الردف .
وزاغ بصره متفاجئا . نظر في هلع وصدمة جهة البحر . ركل الموج بغضب . لعن الظروف . سب . شتم ، ثم انهار في نوبة بكاء وفجيعة غمرت بدموعها السخينة كل وجهه المصدوم .
ـــ حتى أنت يا بحر !! حتى أنت !! حتى أنت !!
كانت تلك صورة حبيبته التي لحقت به من أرض الجحيم لكن القدر الأسود خطفها منه وهي على وشك الوصول .




& & &
https://4.bp.blogspot.com/-VbJnWe1KR2w/Uk1TQC8e7CI/AAAAAAAAAGY/9_PXMDJS2CY/s1600/998437_706563259359283_919647540_n.jpg





في معرضه البسيط الذي أقامه بمساعدة أصدقاء له من جنسيات شتى مثقفين من الجنسين مغتربين مثله لكنهم يشبهونه في هواياتهم وأحلامهم وقصصهم الأليمة ؛ في هذا المعرض كانت اللوحة التي تزين صورة حبيبته الشهيدة التي رسمها بريشته تتربع مقدمة القاعة في برواز ذهبي جميل ، كان في الأصل صورة لمنظر طبيعي للبحر ، انتزعها بعدما بصق بكل كره على هذا البحر الذي فيها . البحر الذي خطف بغدر أغلى إنسانة بحياته . مزق الصورة ورمى بها من النافذة فتطايرت في الهواء بددا ثم ارتطمت بالأرض ، تاركة الأقدام العابرة تدوسها بلا اكتراث وكأنها تشاركه ألمه وعزاءه في مصابه .
أخذ اللوحة التي رسم فيها حبيبته الراحلة ووضعها بكل اعتزاز في البرواز الفارغ . هاقد صارت فيه الآن حياة وشيئا من جمال حي ينبض .
في المعرض تحوقل حول اللوحة وبتركيز ملفت عدد من الزائرين والمدعوين . لم يتوقع أن يكونوا بهذه الكثرة ونصفهم لا يعرفهم شخصيا ولم يلتق بهم إلا في النت ومواقع التواصل . وهم واقفون يتناقشون بلغتهم وذوقهم وانطباعاتهم لوحاته التي رسمها بريشة إبداعه وبالاخص تلك اللوحة التي جذبتهم وشدت أنظارهم وأرواحهم إليها فراحوا يتأملونها باهتمام كبير والإعجاب والانبهار واضحان على أعينهم ووجوههم المبتسمة في رضا . سيدة كانت ضمن الحضور أخذت رقم هاتفه وقالت وهي تودعه :
ـــ سأتصل بك في المساء ..
في المساء هاتفته ؛ في حديثها ود ودفء . بعد كلام في الفن والأدب والثقافة فاتحته بنبرة متحمسة وجادة في أمر اللوحة ورغبتها في شرائها منه بأي ثمن يقرره . وقع بين أمرين كلاهما مُر وقاس عليه : فقره المدقع وحاجته الماسة إلى المال من جهة وحبيبته المرسومة في لوحة يراها من أعز وأغلى مالديه من جهة ثانية . بأيهما سيضحي الآن ؟! هل بحبيبته التي جازفت وخاطرت من أجله وكان الثمن روحها ؟! أم بالفرصة الذهبية التي واتته الآن والتي يمكن بها أن يقضي على فقره وحرمانه وعوز الحاجة لديه ويمكن بها أيضأ أن يبني حياته بوضع أفضل ؟!
أرجأ الرد على السيدة إلى وقت آخر .
في الشقة التي يتقاسم سكناها مع رفاقه المغتربين كان يتناقش معهم أمر اللوحة وعرض البيع الذي قدمته تلك السيدة.
ـــ بعها وتخلص من متاعبك المادية.
ـــ أقنعها بشراء اللوحات الأخرى دون هذه اللوحة.
ـــ فكر بمهل ولاتستعجل في قرارك .اللوحة جميلة جدا وثمينة . أعتقد هي أروع مارسمت من لوحات حتى الآن !!
وفي المقهى مع صديقته الشاعرة التي تتقاطع معه في تشاركية الغربة والحرمان والحزن والوحدة وقلق الحاضر والمستقبل ..
ـــ محتار يا صديقتي ..




ـــ إسمع صوت قلبك .. ماذا يقول لك ؟!




ـــ قلبي يقول لي : لا تبع اللوحة !!




ـــ إذن لا تبعها .. القلب أصدق بوصلة في تيه الحيرة ..




ـــ أهذا رأيك صديقتي ؟!




ـــ أجل .. ولا تطل التفكير كثيرا .. إحسمه بقرار ..




ـــ مهلا . خطرت لي فكرة ..




ـــ قلها صديقي . أسمعك ..




ـــ ما رأيك لو رسمت لوحة جديدة ولكن في ألوان وأجواء وملامح أخرى ..




ـــ كأنك تقرأ عقلي .. كنت سأشير عليك بهذا المقترح كحل منقذ من الإحراج .. كم ستحتاج من الوقت ؟!




ـــ أسبوع بالكثير ..




ـــ إذن . أطلب من زبونتك مهلة أسبوع أو عشرة أيام للتفكير .. وريثما تنتهي من رسم هذه اللوحة وحتى لا يتشوش عقلك وتركيزك لا تطلعها بما انتويت عليه .. هل في رأسك تصور معين لها ؟




ـــ أكثر من فكرة بأكثر من لون !! ما هذا بشاغل بالي الآن ..




ـــ ماذا يشغل بالك ؟!




ـــ ماذا لو أصرت على شراء لوحة الحبيبة ؟!




ـــ أنت لست مجبرا على بيع لوحتك .. صب كل ألوان إبداعك وعبقريتك كفنان موهوب في هذا التحدي .. ستنصرف بعينها إلى العمل الجديد .. أنا متفائلة ..




ـــ آمل أن تحدث برمودا هنا ..




ـــ ستحدث .. الريشة تعرف كيف ترسم مثلثاتها ..
لم يرسم حبيبته كما توقعت زبونته ، بل رسمها هي وبشكل مبهر أجبرها أن تلغي فورا من رأسها فكرة شراء لوحته الأولى التي كانت في البدء متحمسة لشرائها .. لم يستلم منها يورو واحدا نظير لوحته التي رسمها فيها بكل إبداع وإتقان رغم أنها أصرت ان يستلم شيئا .. رفض ذلك و أهداها إياها عن رضا و حب وطيب خاطر وهو مبتسم وسعيد حقا أنها أعجبتها وأحبتها .. كم أراحته هذه النهاية السعيدة !!

https://pbs.twimg.com/profile_images/2366799696/image_400x400.jpg

يستلقي الآن على فراشه وهو يضم على صدره لوحته في حب وحنو وخوف وكأنه يضم حبيبته الفقيدة التي ما فتأ الشوق والحنين يعصفان به إليها عصفا أي عصف .. كانت ثمة دمعة تتدحرج ببطء على وجهه الكئيب الذي تسارعت عليه تجاعيد الزمن ومتاعب الحياة والغربة والهموم وكان فقد حبيبته تلك الخسارة الكبرى في حياته من أكثر الأشياء جسامة والتي عجلت في ذبول شبابه رغم عطاء ريشته الذي لم يتوقف ..
منهك الجسم بسبب تلك اللوحة التي ظل عاكفا على رسمها ليل نهار ولأسبوع كامل حتى أخذت كل وقته وأعصابه وكادت أن تنسيه صحته وعافيته و كل شيء يربطه بالحياة .. لكن إحتضان تلك اللوحة الغالية والأثيرة على قلبه أشعره بالراحة والدفء رغم تعبه الكثير ورغم حزنه الصامت الذي عاوده وانزاح على خديه دموعا غزيرة وفي قلبه ما هو أغزر .. الحنين ريح لا تنسى أبدا نافذة القلب ولا باب ذاكرته .. سنينا حاول أن ينسى المأساة وأن يهرب من الماضي الذي سبقها ولم يقدر .. فشلت ريشته وألوانه وألواح رسوماته ومعارضه التي يقيمها في هروبه من ماضيه وفي نسيان الإنسانة التي هي الجزء الأكثر طغيانا بحضورها في غالب أوقاته وأحواله ومشاعره وألوان ما يرسم ..
في عز إحتياجه الآن لإنسان يتنفس معه بقلبه إتصلت به .. شاعرته المغتربة .. أقرب شخص يرتاح إليه ويبثه شجونه ومتاعبه وأسرار قلبه ..
ـــ ................
ـــ بالبيت ..
ـــ ................
ـــ سأنتظرك صديقتي .. لا تتأخري ..
ـــ .......
ـــ أهلا وسهلا بك ..
وجاءته في نفس التوقيت الذي قالته .. نفس توقيت الإحتياج الذي إحتاجها فيه .. هي الأخرى كانت كعصفورة بائسة وحيدة مبللة بمطر الحزن وتبحث في وحشة غربتها الواسعة عن عش حنان وأمان ..
في غربة باريس يتناسل الحزن والحنين والتعب والوحدة والاحتياج الدائم للآخر .. أي آخر .. فقط يملك قلبا يمكن أن يسمعك ..



يسمعك لا أكثر ولو للحظات عابرة بدروب البوح !!
هاقد التقيا .. في الموسيقى الهادئة التي اختارتها من هاتفها وقفا في جوهما النغمي الهادىء ذاك .. ضمها ..




ـــ كم أحتاجك يا صديقتي !!




ـــ أنا أكثر إحتياجا إليك بهذي الغربة !!
وبكت .. بل بكيا معا كما اعتادا دوما في أضاميم الحزن والدموع واحتياج الاختناق !!




ـــ محظوظ جدا من يلقى في غربته قلبا يسمعه ويهتم به !!
قال لها وهو يمسح شعرها بحنان فردت ورأسها راقدا على صدره والموسيقى تلفهما في غيمتها الوردية :




ـــ قدر من أحلى أقداري أنت !!
صباح اليوم التالي تحول حضن الأمس إلى أجمل شعر كتبته وقرأه العالم وفي الجهة الأخرى كان هو مايزال يحلق بألوان ريشته ويرسم في إتقان مذهل ذاك الحضن الدافىء الذي كانا فيه بالأمس والذي ستختاره هي لاحقا صورة لغلاف أول ديوان لها يولد في الغربة !!
--- تمت ---
بقلمي / سعيد مصبح الغافري


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رايق البال
01-05-2017, 09:22 AM
قصه رقم ( 49 )
للكاتب والاديب المبدع / خليفه سالم
رابط النص

http://omaniaa.co/showthread.php?t=108487

عنوان النص / قرن الرحى


( حارة الرحى هي الحارة التي ولدت فيها .. واحداث القصة حقيقية عايشتها )

♢♡♢♡♢♡♢♡

ها هي السماء ملبدة بالغيوم .. غيوم اشبه بحدبة جبل ابيض تحيط به الوان رمادية داكنة لها امتداد رأس كبير مفلطحة لا تلبث ان تراها متفرقة حتى تتلاصق لتكون بقعة واسعة تشي بهطول قريب .
عند خروجنا من المسجد الصغير الوحيد وسط مزارع النخيل اجد كل المصلين يرفعون رؤوسهم نحو تلك الغيوم .. بعضهم مستبشر بنعمة آتية من السماء والبعض اﻵخر بدأ يتمتم بكلمات تنم عن بعض تذمر ويسأل الله الرحمة .

http://up.omaniaa.co/do.php?img=9993 (http://up.omaniaa.co/)
المسجد الوارد في الاحداث

قليلون أولئك الذين يسكنون في بيوت مبنية من الطين او الاسمنت فأغلب بيوت سكان حارة ( قرن الرحى) لا تعدو عن كونها ( عرشانا) او ما يحلو للبعض ات يسميه ( صنادق ) وهذه الصنادق مبنية من خشب ( البليوت) واسقفها في الغالب بصفائح (الشينكو) المعدنية .
تذمرهم ليس ازدراءا بنعمة الله فالكل يحب هطول المطر ولكن لظروف سكناهم ومعاناتهم التي تستمر طيلة ايام المطر وما يعقبه من جريان السيول والاوحال التي تملأ المكان .. يشعرون بأن ظروفا غير اعتيادية ستمر عليهم لايام وايام .
عدنا انا ووالدي وأخي الصغير الى بيتنا .. كانت أمي تعد لنا عشاءا خفيفا بعد ان انتهت من اعداد طعام الغداء .. لا غرابة في ذلك ففي مثل هذه الظروف تعودنا ان نستعد لأسوأ الاحتمالات .. فالمطر سيبلل الحطب الذي جمعه والدي ولن تستطيع امي تجهيز طعام العشاء فالمطبخ بلا سقف وكل ما في الامر فقد كان مبنيا من سعف نخيل متوسط الطول مشدود الى بعضه ببعض حبال من الالياف .
الغيوم تتكاثف وتدريجيا تتحول الى اللون الرمادي الداكن .. بقعة الغيوم تتمدد الى كل الاتجاهات والرياح بدأت تهب .
جمعت أمي ما تبقى من اخشاب وغطتها بغطاء بلاستيكي قديم كي تتمكن من استخدامه فيما بعد وطلبت منا ان يجمع كل واحد منا فراش نومه من على ( المنامة ) وندخله الى داخل الخيمة ..
ابي كان يتأكد من كمية ( الكيروسين ) في الفنر وفي القنينة البلاستيكية تحسبا لأي ظرف .
طلب من اخي ان يطفيء مولد الكهرباء الصغير وان يقوم بتغطيته ب(الطربال) كي لا يتأثر بقطرات المياه المنهمرة من السماء .
جمعت اختي كل الملابس المنشورة على الحبل الممدود بين نخلتين وها هي أمي تتأكد من حماية البقرة وابنها المربوطين في عمود خشبي وسط الزريبة المبنية هي ايضا من سعف النخيل .
بعيد العصر بقليل نسمع هزيم الرعد يدوي .. رفع والداي ايديهما نحو السماء في حركة تلقائية يدعوان الله ان يرحمنا برحمته .
إلتفت إلي والدي مبتسما ابتسامة افهمها جيدا ليسألني : هل انت خائف ؟ اجبته نافيا ولكن في قرارة نفسي كنت اشعر بهلع .. هلعي ذاك ليس من صوت الرعد فحسب بل ﻷنني كنت اقرأ الرعب في عيون والداي وجدتي .
تبسمت قليلا ثم سألت والدي : هل سيكون غزيرا كالعادة ؟
طمأنني والدي بقوله وأدرك انه لا يرغب في تخويفي : ننتظر رحمة ونعمة من ربك .. ثق بالله يا بني .
لحظات صمت ما لبثت طويلا حتى عكر صفوها صوت الرعد المدوي من جديد ..نظر والدي إلى أمي .. شعرت لحظتها ان قرارا ما سيتخذ في هذه اللحظات .. سترك يا رب .
سألت أمي والدي : هل ..... ؟
رد عليها وفي عينيه بعض انكسار : وهل أمامنا خيار آخر ؟
اظهرت أمي امتعاضها وقالت بصوت خفيف وهي تجز على اسنانها : كم أكره هذا الحل ولكن ليس أمامنا سواه اﻵن .
أعلم جيدا أن أمي لا تطرب كثيرا للمطر ككثيرين غيرها في ( قرن الرحى ) ليس كرها فيه - كما اسلفت - ولكن لما يسببه لنا من مصاعب نعيشها ﻻيام نضطر فيها الى ان نتخلى قليلا عن بعض كبرياءنا .
المطر يمثل لنا بالرغم من حاجتنا الماسة اليه كثير من الفوضى الحياتية .. بلل ووحل وتساقط قطرات الماء من سقف منزلنا ومخاطر سقوط بعض الاشجار .
الرياح بدأت تراقص اشجار النخيل السامقة حول بيتنا المتواضع القابع في وسطها .
اتخيل دائما سقوط احداهن بعد ان يعييها الرقص فوق سقف منزلنا .
لا زلت اتذكر مطر العام الفائت عندما تهاوت سبع نخلات حول منزل جارنا (مصبح) ولولا عناية الله الرحيم لكانت قضت على المنزل ومن فيه .
منظر النخيل وهي جاثية حول بيته سببت رعب حقيقي لكل من يعيشون في ( قرن الرحى ) ومن يومها وعقدة سقوط النخيل ما انفكت تلازمني عند رؤية اية سحابة في السماء .
ها هو الرذاذ بدا يتساقط ناعما .. بلل ملابسي قليلا وعندها طلب مني والدي ان ادخل العريش كي اتجنب بللا اكثر لملابسي .
بدا والدي مرتبكا .. زادت قطرات الرذاذ حتى تحولت الى مطر وصوت الرعد يزداد قربا منا .
أذن المؤذن لصلاة المغرب ولكن والدي قرر ان نصلي في البيت تحسبا لظروف السماء .. فلو ذهبنا للمسجد لا شك ان والدتي واختي وجدتي ستبقيان في هلع .
لم نستطع ان نشغل مولد الكهرباء الصغير خوفا من أي ماس كهربائي فأشعلت امي ( الفنر ) المعلق في وسط سقف العريش .
العريش اﻵن مملوء بكل اثاث البيت المتواضع وبعض اواني الطبخ وصغيرين من صغار الماعز .. لا يكاد يتسع لشيء آخر .
كانت جدتي ام والدتي تجلس في ركن وتسبح وتذكر الله .. ثم سألت أمي : هل سنذهب الليلة ؟
فتبسمت أمي في وجه والدتها العجوز ووضعت يدها على كتفها الايمن ثم قالت لها : اغلب الظن كذلك .. لا حل آخر افضل .
اطرقت جدتي رأسها وسمعتها تتمتم بالحوقلة وهي شبه منزعجة ولكنها لا ترغب في ابداء انزعاجها فهي تعلم الحال جيدا .
فتحت والدتي طنجرة العشاء وغرفت ما فيها من طعام في صحن معدني من النوع الرخيص ازرق اللون به اشكال زهور حمراء وصفراء صممت من غير عناية لرخصه .
تجمعنا كلنا على المائدة الارضية وذكرنا اسم الله وتعشينا تحت ضوء الفنر .. بعض فراشات صغيرة بيضاء تحوم حول الفنر يجذبها ضوءه المتحرك .
صوت الرعد يبدد لحظات الصمت التي تلف المكان .. وضوء البرق اللامع يحول الليل الى نهار .. تواصل لمعان البرق وها هو المطر بدأ يهطل بشكل اقوى عن ذي قبل .
قال ابي بحزم : هيا ...
مشى في درب ضيقة متعرجة تحفها من جانب مزرعة نخيل ومن جانب ساقية فلج وسرنا وراءه ولمعان ضوء البرق المتواصل يغنينا عن اشعال المصباح اليدوي الذي تحمله جدتي في يدها .
بقيت والدتي لوحدها في البيت .. طرقنا باب جارنا عبدالله لنستأذنه في ان نبات (كعادتنا في مثل هذه الاجواء) في بيته خوفا من المطر . رحب بنا وأدخلنا الى غرفة طينية واسعة نوعا ما .. تنفصل عن باقي البيت .. مملوءة بالاواني الفخارية تلك التي تستخدم عادة لحفظ التمور .

http://up.omaniaa.co/do.php?img=9994 (http://up.omaniaa.co/)
بيت جارنا الذين اوينا اليه وقت المطر

ذهب والدي مسرعا كي يلحق على امي فهي في البيت بمفردها .
كنا قلقين على أبي من المطر او ان تنزلق قدمه في الطين بسبب رطوبة الارض وقلقين على امي لمكوثها بمفردها في هذا الوضع .
الغرفة مظلمة الا من ضوء خافت لفنر موجود على روزنة صغيره على احدى جدرانها .. دمعت عيناي .. رأفة بابي وأمي فهما يكرهان مجيئنا الى هنا ولكن للظروف احكام .. احكام تجبرنا في كل مرة ان نأت الى هذه الغرفة الكئيبة وكأننا مجرمون فارون من العدالة .
الليل طويل والمطر لا يتوقف والرعد يكاد ان يزلزل المكان .
اخي واختي متكوران الى جانب جدتي التي لم تفتأ تسبح وتدعو الله ملتصقان الى جسدها الضئيل وكأنهما يستمدان منها بعض قوة .
لم يشعر احد منهم بما اصابني في تلك اللحظة .. زممت على شفتي كي لا يشعر احد بذاك الكم الهائل من الالم .. ألم من الصعوبة بمكان ان اتحمله .. شعرت بغثيان وارتعاش بجميع مفاصلي وتسارع في دقات قلبي الصغير ..
تنبهت جدتي لصوت نشيجي الذي حاولت جاهدا ألا ابديه .. اقتربت مني ومسحت على شعري المبلل بماء المطر .. سألتني بصوت متهدج خفيض : هل لدغتك عقرب ؟ اجبتها بنعم .
اشعلت مصباحها اليدوي وشقت قطعة من غطاء راسها الاسود وربطت به على عضدي كي لا يمرر السم الى تحت ابطي .. واخذت ترقيني ببعض آيات قرآنية لا تجيد تلاوتها جيدا وتقرأ ادعية وتنفث حيث موضع اللدغة .
اﻷلم شديد واعجز عن وصفه وفوق ذلك كنت قلقا من ان تلدغ تلك العقرب جدتي العجوز التي تحاول ان تبقى صامدة امامنا او تلدغ اخي الصغير او اختي .
استمر الالم لأكثر من ساعة كاملة حتى بدأ يهدا رويدا رويدا .
السماء لا تزال ترعد ودويه كالرجفة تزلزل الارض والجدران .
كنا نرقب ضوء البرق من بعض فتحات صغيرة اعلى جدار الغرفة هيأت لدخول الضوء والهواء .. لا اخفيكم ان ذلك الضوء كان يؤانسنا بعض الشيء في ظلمة تلك الغرفة الكئيبة .
وضعت رأسي على حجر جدتي بعد سماعي لدوي صاعقة لا اخالها بعيدة عنا كثيرا ..
مسحت جدتي على خدي وهي تقول : اذكر الله يا بني وسبح كثيرا عل الله يرحمنا وحاول ان تنام كما اخوتك .
لم نسمع اذان الفجر في تلك الليلة فبطبيعة الحال ما كان من اليسر ان يخرج احدهم من بيته لشدة وغزارة المطر .
سألت جدتي ان كان علينا ان نعود الى بيتنا اﻵن فقد خف انهمار المطر .. قالت لي : فلنصل قبلا صلاة الفجر .. خرجت لأستطلع الوضع خارج الغرفة وتوضأت بماء المطر الذي تخزن في بعض الاواني المصفوفة خارج الغرفة .. ربما وضعها جارنا عبدالله لغرض الوضوء .. ثم اخبرت جدتي بمكان الماء وايقظت اخي واختي وصلينا الفجر وقررنا العودة الى بيتنا .
ها هو الغد قد اشرق .. وسماءه لا تزال ملبدة بالغيوم وبعض قطرات مطر ونسيم يهب علينا باردا ..
كنت قلقا على جدتي وكيف ستتمكن من السير على هذه الارض الرطبة !!
لا ادري .. ربما فهمت جدتي ما كنت افكر فيه فقالت لي : لا تخشى شيئا فانا ما زلت قوية .. ألا تراني يا ولد ؟ هل تظن ان جدتك عجوز ؟ ها انا ذي اسير بلا عكاز .. فضحكنا معا ..
سرنا في نفس الدرب الضيقة المتعرجة التي اتينا منها .
الساقية اﻵن تفيض بماء السيل والارض وحلة وليس من السهل السير عليها بدون تركيز الى مواطيء اقدامنا .
وجدنا امي تبكي ببعض استعبار .. هرعنا اليها لنسألها : ماذا بك يا امي ؟ ماذا اصابك ؟ اين والدي ؟ ردت بألم لم نعهده من قبل : ابوكم بخير .
اذن ماالذي حصل ؟ قالت : ماتت البقرة وابنها من غزارة المطر .. لم يستطيعا تحمل هطول المياه على جسديهما لفترة طويلة .
نعلم مدى تعلق والدتي ببقرتها وعنايتها بها وبابنها ولذا ففقدانهما تعتبر فاجعة مؤلمة ولكن مع ذلك ندرك مدى ايمانها بقضاء الله وقدره .
هدأت السماء وتوقفت الرياح وقطرات الماء لا تزال تقطر من سعف النخيل اللامعة واشجار الليمون و الجوافة كقطرات ندى مشكلة صورة جميلة كأحلى ما في ايام المطر .
رائحة سعف النخيل المبللة تضوح في المكان عطرا باريسيا منعشا .
استاذنت انا واخي لنتمشى قليلا في مزارع النخيل القريبة ولم يمانع والدي ولكنه طلب منا ان نتوخى الحذر .
سرنا باتجاه ساقية الفلج الرئيسية فوجدنا اهل حارة ( قرن الرحى ) متجمعون بالقرب منها صغارا وكبارا يشاهدون منظر المياه المتدفقة بغزارة في تلك الساقية .. مياه ذات لون بني مغبر مستبشرين بموسم مخصب ..
فجأة سمعنا اصوات طلقات بندقية بل بنادق تتكاثر وبعض صيحات متوالية آتية من بعيد لم افهمها جيدا .
ماالذي حدث ؟ لماذا الطلقات والصيحات ؟ قال احدهم : على ما يبدو ان ( الفلج طاح ) !!!
الفلج طاح ؟ ماذا يعني ؟
قال : اي تهاوت بعض ( ثقاب ) الفلج من شدة المطر وهذا يعني ان الفلج سينقطع الى حين اصلاح ثقابه .. وهذه تعد مشكلة كبرى تحل بالبلد !!!
الفلج هو اهم مصدر من مصادر المياه لدينا كما تعلم .عدنا الى البيت فسألت ابي : هل سمعت طلقات وصياح يا ابي ؟
قال : نعم لقد ( طاح الفلج ) وعلينا ان نسرع في اصلاح ثقابه المتهاوية ولكن لا بد من ان ننتظر حتى يهدا الجو وتجف الارض .
http://up.omaniaa.co/do.php?img=9995 (http://up.omaniaa.co/)
منظر عام لحارة قرن الرحى

توقفت قليلا عن الكلام ودمعة تنحدر على خدي .. سألني ابني : مايبكيك يا والدي ؟
قلت له : كانت حياتنا صعبة قاسية جدا ولكن بالرغم من ذلك كنا سعداء لا نحمل هموما كثيرة .
كنت صغيرا في مثل سنك تقريبا .. كان ابواي حولي وجدتي واخي واختي اسرة صغيرة متماسكة رغم الصعاب والفقر والجهل والخوف .
رحم الله ابي وجدتي الحنونه واطال في عمر امي .. ذهبوا جميعا وتباعدت المسافات بيني وبين اخي واختي .. الدنيا يا بني اخذت كل منا الى جهة ..
الاسرة التي كنت اعيش في كنفها لم تعد باقية وها انا اﻵن اعيش مع اسرة جديدة .. انت واخوانك وامك .
هي الدنيا يا بني لا تبقي حالا .. أياما ليتها تعود .

قلم / خليفة سالم

رايق البال
03-05-2017, 10:58 AM
نص رقم ( 50 )
للكاتبه المبدعه / ورد القرنفل
رابط الروايه

http://omaniaa.co/showthread.php?t=109946


عنوان الروايه / الاختطاف


هلا فيكم جميعاا عودة اليكم مرة اخرى في رواية
جديدة وهذه المرة كامل الرواية من نسج الخيال:o
بالرغم كتاباتي مالها اقبال من المتابعين بس احاول
يمكن في يوم تضبط وتكون لها متابعه:rolleyes:....ههههههه لا يأس مع الحياة :cool:



روايتي الجديدة بعنوان ..
(الاختطااف))


عمر هو واسطة العقد من بين 3 اخوان
والدهم متوفي الاخ الاكبر علي والاصغر عثمان
الوحيد المتزوج عمر من بنت عمه سارة وعندهم بنت عمرها 8 سنوات والله ما رزقهم بغيرها
عمر شخص طيب وعاطفي كثير يتأثر بسرعه وظيفته مهندس بترول في شركة مرموقه براتب يصل 3الاف
وسارة معلمة رياضيات الحين صار لها اكثر من 15 سنه في سلك التدريس معلم اول وراتبها الفين تقريبا وشيء...
عمر ما يبخل لاي احد اذا طلب منه مساعده سواءا بالمال او غيره
كان كل سنه يروح يتمشى هو وعائلته الصغيرة لدوله اوروبية
كعادة سارة تحب تسولف وتذكر سفرها وتجوالها مع زميلاتها بالدوام
والكل يحسدها ع حياتها فلوس وسفرات الى دول اوروبية
بس للاسف ما يعرفن انها بالرغم من حياتها الي يحسدنها عليها الا انها بداخلها حزينه جدا بس ابد ما تظهر هالشيء
هي في حقيقة الامر بسبب تشخيص طبي خاطئ منعها من الانجاب
مرة ثانية في حياتها وهذا اكيد يسبب لها قلق دائم
مخافة من الزوجة الثانية الي تجيب الحفيد ويحمل اسم العايلة
-تضحك وبداخلها حزينة وجروح قديمة-
لما كانت في شهرها الثامن كانت عندها موعد كالعادة بالمستشفى
قالوا لها فيها ورم في الرحم وواصل مرحلته النهائية
واذا تأخروا بيموت الجنين وهي بتكون في خطر.. كانت في موقف صعب
رفضت اي عملية واتصلت ب عمر ووصل بسرعه الدكتور هول له الامر
وخوفه بشده ان سارة في خطر واذا تأخر بتموت ولازم عملية
الحين فورية...في لحظة نستسلم لكلام الاطباء ظنا منا انهم هم افهم وادرى
ولكن للاسف بعد ذلك نكتشف خطأنا الكبير في تصديق كل شيء منهم دون نقاش-
اتصل ب علي وخبره بالموضوع قاله تريث ولا توافق طلعها من هناك وروح العيادة ...
رفض عمر قال ما شيء وقت للعيادة الامر مستعجل...
ووقع عمر وتمت العملية وشالوه الرحم وكل الي صلة فيه ههههههه خبراء
بعد العملية اكتشفوا انه كيس دهني عادي وما فيه مضرة تذكر وكان ابد ما مأثر بالرحم ولا بالجنين
ولكن بعد ماذا...؟؟!!
سارة كانت كلما سمعت شخص تزوج بالزوجة الثانية تعبت نفسيا
وجلست تفكر ما بين حقه وبين غيرتها وعدم تحملها بالشريكه ...هههه ما تنلام بصراحه
مع العلم عمر ابد ما فكر في الامر لانه يلوم نفسه والخطأ منه ما سمع كلام علي...
مرت الايام وحور الطفله المدلله في العائلة بأكملها
طلباتها اكيد قبل من تنطقها يقولوا تم على امرك
سارة تقول ل عمر هالصيف بنروح الهند بنغير من اوروبا
لو اني ما احب الهند بس زميلاتي يقولن فيها اماكن حلوة وجميلة للسياحه
واصلا كيف هن زارنها وانا لا..--خخ ولا وحدي ما احبها ابدا;)
عمر...ما لقيتي غير الهند ما احس اني رحت مكان كل وقت نشوف هنود هنا ..
بنسأل حور والي تقوله موافق عليه
سارة..تمام
سارة جلست شوي عند حور
ماما حور تعالي شوي اريدك
حور...خير ماما شو تبي
سارة:وين تريدي نروح نتمشى بالصيف
حور...اممممممم ما اريد اروح مكان لان عرس عموو
سارة...ههههههههه بنروح بعد العرس ان شاء الله
حور...بروح معهم
سارة..ما يصلح نروح معهم هم عرسان ويروحوا بروحهم
سارة:شو رأيك نروح الهند وبتركبي الفيل وهناك حدائق واشياء حلوة كثير
حور..ما ابى ماما الهند نروح ايطاليا احسن وبعدين هولندا ..
سارة..حور سمعي كلام ماما ولا ما بتحضري عرس عمك
حور...خلاص ماما اريد احضر عرس عموو
سارة..روحي انتي خبري البابا انا بنروح الهند
تم الموافقة والتحضير للعرس اولا ..

تابعوناا :)

رايق البال
09-05-2017, 08:43 PM
نص رقم (51 )
للاستاذ والكاتب الكبير / خليفه سالم
رابط النص

http://omaniaa.co/showthread.php?t=110565


النص / حب بلا انفاس

بقلمي / خليفة سالم
........................

لم يكن لحديث صديقي ذلك الاثر الفعال في جعلي افكر - ولو لهنيهة - في ان أقدم على تجربة حب بشكل من الاشكال ..
حديثه وإسهابه فيه كان يروق لي كثيرا ولكن بعيدا عن ان يكون لي دور في تلك الاحاديث ذات يوم .
مغامراته الوهمية كانت تتجدد بين فترة وأخرى وانا مدرك تماما بأن ما كان يوصفه ب (الحب الافلاطوني) الذي يحياه لا يعدو كونه أوهاما يختلقها ويصدقها ويحاول ان يدفعني لتصديقها مع علمي التام بأكذوباته الوردية ..
ليس من الذوق بمكان ان اغتال فيه تلك الروح التواقة في ان يخضع لعملية حب ويستسلم لمشرط انثى لتستأصل منه ذلك ( الورم الخبيث ) وهو الحب الوهمي وجعله واقعي محسوس بلحم ودم وكيان ونبض واشتياق ولهفة .. لهفة حقيقية ﻷنثى حقيقية تخلق منه انسانا آخر حقيقي .. يخرج من دائرة الوهم واختلاق كيانات عاطفية من وحي خياله .

كنت استبعد ان يكون لكل ذلك اثر ذات يوم في كياني واستبعد ان استسلم بحال من الاحوال لما يحلو ان يطلق عليه صديقي (العيش في الجنة ) فلا اتصور نغسي ان اسلم زمام قلبي لفتاة أيا كانت فﻷن اعيش بحريتي سليما من الاذى - كما اسمع دائما - خير لي من أن أجد قلبي مقتادا بقلب انثى رافعا رايته البيضاء ملقيا بسلاح صموده ... خاضعا لنبضات قلب آخر غيره .
كل تلك المعتقدات التي اعتنقها أيقنت انها تعاني من هشاشة .. هشاشة لم تكد تصمد أمام إشراقة صباح لم يكن ككل صباح .. صباح مشرق .. ندي .. تهب نسائمه كأول صبح تتفتح فيه الزهور .. وتغرد فيه اليمام بهديلها الرباني .
ذلك الثوب الازرق الفاتن يحتوي كيانا خلته من نور .. يسير الهوينى على نغمات رقيقة تحوله إلى طائر يرفرف بجناحيه في سماء روحي ..
هذه الروح التواقة لكل شيء جميل ..وأي شيء هذا الذي أجده أمامي واقفا بقوامه الرشيق وعينيه السوادوين وابتسامته الخجولة التي ظننت لبرهة أن الرب لم يخلق مثلها .. إبتسامة لا يكتمل النبض الا بها ..فكل ما دونها اوهام وخيالات وكذب .
لحظة صمت رانت في ذلك الموقف .. عجز لساني عن ايجاد الحروف لاقول شيئا .. يا سيدي اللسان : أكرمني ببعض حروف .. فليس الوقت وقت سكوت .. أكرمني بكلامك لا بصمتك !!
نبرة صوتها اختصرت كل الكلام واختصرت كل الحروف ..
صوت دافيء مبحوح قليلا كأروع ما يكون من الانغام .
صوتها كان كوحي رحمة ينتشلني من غيابة الصمت .
صمت لا يجيده سوى البكم .. أين اختفت كل الحروف ؟ سمعتها وكأن صدى قادم إلى قلبي من بعيد يتردد في هدوء .. هل نطقت ؟ هل قالت شيئا ؟ هل تكلمت ؟
نعم .. قال القلب نعم سمعتها تتكلم .. اختزلت كل حروف الابجدية في ثلاثة ( هلا ) .. صوت ملائكي لا اخاله منح لغيرها .
تلعثم لساني .. خانني كل الكلام .. استجمعت قواي كلها ( وليس لي من قوى باقية ) كلمتها بنبض قلبي قبل ان ينطق لساني .. لساني هذا الخائن الذي تركني وهرب .. لاذ بالفرار وقت المواجهة .. كل ما استطعت قوله في تلك اللحظة الفاصلة هو ( مرحبا ) ..
ابتسامة مرتبكة شعرت بأنها قد رسمت على محياي ولكن لست متأكدا !! لست متأكدا بأني ابتسمت !! لست متأكدا بأني في كامل وعيي !! ايعقل ان اكفر بكل معتقداتي العاطفية - التي اعتنقتها طوال عمري - في لحظة ؟
هل كانت شعارات الصمود التي ارددها شعارات واهية ؟ نعم .. على ما يبدو انها كانت أوهن من بيت عنكبوت وإلا فلا تفسير لما اعيشه في هذه اللحظة من مشاعر بعيدة كل البعد عما كنت اردد بكل فخر أمام اصحابي الا انها كانت واهية واهنة .
- تفضل .. أمي بانتظارك .
ابتسامة لا تكاد تتحرك بها شفتاي .. شعرت وكأن وجهي غيمة وأمطرت .. مسحت من عليه ذلك الهطول بمنديل ورقي اخرجته من جيبي ..
دخلت الى حيث أمها تنتظرني .. لساني لا يزال معقودا لا يقوى على الكلام .
انحنيت إليها ووضعت يدي على كتفها الايسر وقبلت رأسها في حركة لا أعلم كيف فعلتها .. كل ما اعلمه أني في تلك اللحظة هو ان شفتاي اﻵن ملتصقتان برأس أمها ..
- حفظك الله يا بني .. اعذرني ربما تسببت في ازعاجك.
-لا لا .. ابدا يا امي .. انا تحت أمرك .. أنا مثل ابنك .- - لهذا السبب لم اتردد في الاتصال بك .
- ولا أريدك ان تترددي .
- اشعر بأني على غير ما يرام .. ولا يوجد احد هنا ليقلني الى مستشفى او عيادة وابنتي لا تقود سيارة فإن كان باستطاعتك ان تقدم لي هذا الجميل فسأكون شاكرة .
- امي .. انا وسيارتي رهن اشارتك .. تجهزي ريثما أعود بالسيارة .
ركبتا في المقعد الخلفي للسيارة .. أشعر بأن بدني يرتعش من شدة الارتباك ويداي متعرقتان .. أخشى ان ينزلق مقود السيارة لكثرة التعرق بهما .
نظرة خاطفة نظرتها الى مرآة السيارة المتمركزة اعلى زجاج السيارة الامامي .. جاءت عيني الى عين ذلك الملاك الذي يجلس خلفي .. أطرقت رأسها خجلا ... يااااه !!! ما هذا السحر ؟ كدت أن ارتطم بسيارة كانت تسير أمامي لولا عناية الرب .
عاودت ﻷسرق النظرات من خلال تلك المرآة فرأيتها تبتسم ابتسامة خفيفة ساحرة مشرقة سرقت من قلبي نبضاته .
هاهي النبضات تتسارع وليس بمقدوري تداركها .. الى اين انت مسرعة هكذا ؟ عودي ..
قالت لي بعدم اكتراث : الى حيث هي !! الى حيث ذلك الملاك فإن شئت فاتبعني .
أيتها النبضات عودي .. هنا قلب بحاجة اليك كي يحيا .. لا تسرعي فاللحاق بك ليس هينا .. عودي كي نترافق الى هناك سويا .
قالت : لم يعد لدي مزيد من الوقت .. ادركني وإلا سأتركك هنا وحيدا .
صوت موسيقى هادئة تنبعث من اسطوانة أكاد لا اسمعها .. اطفأتها فليس من اللائق ان اضع الموسيقى والمراة ليست بصحة جيدة .
ترددت كثيرا قبل ان أسألها عن وجهتها بالضبط .. ولكن ..
- الى أين تودين الذهاب يا أمي ؟
ردت بصوت شبه ضعيف : الى عيادة " الاشراق " يا بني واعذرني فقد اشغلتك بمشكلتي .
- ابدا والله يا أمي .. كم يسعدني بأن أقدم إليك خدمة .
عيادة " الاشراق " ويوم مشرق وقمر يجلس بالمقعد الخلفي مشرق ينير حياتي .. يوم استثنائي ليس ككل الايام ..
مشاعر متأججة .. قلب يحلق في سماوات .. سماوات .. سماوات ماذا ؟
أهي سماوات الحب ؟ هل يعقل ان يكون كل ما انا فيه الان حب ؟
لا لا اظن ذلك !! هل يكون الحب هكذا ؟ يأت بلا استئذان سريعا وبلا مقدمات ؟ لا اعلم .. انا غير متأكد .. ربما هي مجرد "هلوسة" او توهمات راودتني على حين غرة .. ربما هو مجرد انبهار .. لا لا .. لا يمكن ان اكذب على قلبي ولا اريد ان يكذب قلبي علي .. لا أريد ان يوهمني بأشياء قد تكون غير صحيحة .
- الى أين يا بني ؟ العيادة اصبحت وراءنا .. هلا عدت للخلف لو سمحت ؟
- آسف يا أمي لم انتبه .
نظرة أخرى بتلك المرآة .. لمحتها تبتسم مجددا وكأنها ادركت ما يدور في داخلي من تلاطمات امواج عاتية .. مد وجزر لا يهدئان !!
هل ادركت ذلك بالفعل ؟ كم هو محرج ان كان كذلك !!
نزلت من سيارتي وفتحت الباب الذي على يمين الأم وساعدتها على النزول .
- بارك الله فيك يا بني .. اتعبتك اليوم كثيرا .
في تلك الاثناء كانت تلك الجميلة الى قربها .. ساعدتها حتى تدخل العيادة .
جلست بمقعد السيارة انتظرهما الى حيث ينتهيان من مقابلة الطبيب .
عدت بهما الى المنزل وكان لسان حالي يقول : ليت الوقت كان أبطأ من هذا .. لقد مر سريعا كالبرق .. لماذا أجد لحظات السعادة ما ان تومض حتى تخبو وكأن ريحا يطاردها ؟!
مرت الايام .. أياما عديدة لم استطع خلالها أن أغمض عيناي من التفكير فيها .. نظرة عيناها تطاردني .. تلك الابتسامة الخجولة .. ثوبها االازرق ، ذلك اللون الذي أعشق .. بت اتحرق شوقا لرؤيتها .. هل هناك من سبب مقنع لزيارة والدتها ؟ لا ادري .
عدت لصديقي وغزواته الوهمية علي أجد فيها مخرجا مما أنا فيه .. لا .. لا استطيع ان اخبره عما يخالجني تجاه تلك الفتاة .
ما بك يا قلب ؟ ما هذا السقوط المدوي الذي انت فيه ؟ أبهذه السهولة تستسلم ﻷمرأة لا تجد منها سوى ريح عطرها يفوح في أنفك ؟ ريح عطرها يشرع لك نوافذ موجعة .. أهذا كل ما في الامر لتسقط ؟
تمر الايام والقلب يعتصر لا يعرف حيلة للوصول إليها او للخلاص مما هو فيه ..
سفري قد يكون هو المخرج من هذا العذاب ..
سافرت بعيدا وسبقني طيفها الى حيث توجهت .. ما انفك يلازمني في حركاتي وسكناتي .. في نومي وفي صحوي .. شغلني ذلك الطيف كثيرا عن دراستي ..
حاولت ان اشغل نفسي بالدروس ولكن هيهات .
انتهى الفصل الدراسي الاول وعدت على أمل ان اراها .. ان التقيها .. ان ارتاح من سهام الشوق التي ادمت هذا القلب .. هذا القلب الذي لم يجرؤ يوما على المغامرة .
- الحمد لله على سلامة الوصول صديقي .
- سلمك الله .. مشتاق إليك كثيرا .. ما اخبارك واخبار البلد ؟
اشتقت كثيرا للحواري والمحلات والمقهى الذي كان يجمعنا .
- كل شيء على ما يرام .. الحواري والمحلات والمقهى في اماكنهم هههه .. وها انا ذا امامك كما ترى .
- اما زلت فارسا تمارس غزواتك ام انك ترجلت وهدأت واستقرت أمورك ؟
- بل ترجلت عن غزواتي واستقرت الامور .. انظر .
- محبسا فضيا ؟ هل تزوجت ولم تخبرني ؟
- في الحقيقة لم اشأ ان اشغلك عن دراستك .. و ..
(سكت لبرهة) ثم قال : هو ليس زواجا زواجا بالمعنى الكبير انما فقط عقد قران والشهر القادم سيكون الزفاف بإذن الله وبالطبع فأنت أول المعزومين ..
- على العموم فرحت لك واسأل الله ان يسعدكما ..
اخبرني يا رجل ممن تزوجت ؟ اعرفها ؟
- تعرفها ؟ لا اعلم ان كنت تعرفها ولكن ..
- لكن ماذا ؟
-لكن هي إبنة جيرانكم !!
-إبنة جيراننا ؟ من تقصد بالضبط فهن كثيرات هههه ؟
- سمية .. ربما لا تعرفها .. انها اخت محمود زميلنا بالدراسة ايام الثانوية !!!
شعرت لحظتها برجفة تزلزل كياني .. كاد قلبي ان يتوقف من هول ما سمعت !!
سمية ؟ البنت التي عذبتني وعذبني طيفها طيلة هذه الاشهر ؟
آآآآه يا صديقي !!
مشيت هائما لا وجهة لي .. دمعت عيناي ..
يا صديقي ألم تجد من تتزوج سوى تلك التي رمتني بسهامها وذهبت ؟ ألم تجد في الدنيا سواها ؟
لا ذنب لك .. أدرك ذلك جيدا فأنت لا تعرف عما يجيش في صدري نحوها .. وكيف لك ان تعرف وانا لم اخبرك اصلا ؟
لا عزاء لك يا قلب في فقدك .. ذلك الملاك الرقيق وصديق العمر .. آآآه يا قلبي المكسور ..
أنى لك يا قلب ان تعود كما كنت ؟
احببت بصمت وها انت تتألم بصمت ..
هل خدعت نفسك يا قلبي ؟ أوهمت نغسك بشيء ليس لك ؟
لا لا .. لم اوهم نفسي ابدا فالامر لا يتعلق بشيء آخر سوى مشاعري وكيف لي ان اوجهها وانا لا سيطرة لي عليها ؟
قلبي ممتليء بشيء ليس لي .. اعذرني يا قلب جرحتك من غير قصد ..مسكين انت يا قلبي اوهمتك بما ليس لك وليس لي وليس لاحد سوى صديقي .

نوارة الكون
23-05-2017, 08:45 AM
(52)

للعضو المتميز
نديم الماضي
بعنوان
قصة نبي الله يعقوب مع أولاده
على الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=111519




كنت أتساءل
لماذا سكت نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام على جريمة أولاده عندما عادوا إليه بقميص يوسف وعليه دم كذب؟

خصوصا وأنه لم يصدقهم عندما رأى القميص سليما دون تمزيق
{بل سولت لكم أنفسكم أمرا}،
ولماذا لم يذهب إلى موقع الجريمة ليبحث عنه كما يفعل أي أب في مثل هذا الموقف؟

بل لماذا لم يجبرهم على الاعتراف بما فعلوه بأخيهم؟
ولماذا اختار الطريق الأصعب:
{فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}.

ثم عجبت من تكرار جوابه نفسه بعد سنوات طويله عندما عاد إليه أبناؤه من مصر وقد نقص عددهم اثنين، وهما الأخ الأصغر الذي حبسه عنده يوسف، والأخ الأكبر الذي أصر على البقاء في مصر خجلا من أبيه،
فقال مرة أخرى
{بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل}.
وتبين لي أنه كان على يقين من نتائج صبره

{عسى الله أن يأتيني بهم جميعا}، لكنه لا يكاشف أولاده بما في صدره مكتفيا بتوكله على الله
{إنه هو العليم الحكيم}.
عجبت أيضا من إصراره على كتمان ألمه في قلبه،
{وتولى عنهم}

دون أن يطالبهم بالإفصاح عن شيء، {وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم}.
وأولاده يعجبون من صبره وطول أمله،

فيتساءلون
{تالله تفتأ تذكر يوسف}
حتى تموت من الحزن؟
فيكتفي بالقول
{إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون}.
أدركتُ عند هذه الجملة الأخيرة أنه كان قد أوحي إليه،
فلعل الله تعالى كان قد أمره بالسكوت منذ البداية، فكتم همه الكبير في قلبه سنوات طوال، حتى فقد بصره من الحزن دون أن يشكو للناس بكلمة.
أدركتُ أيضا أن ابنه يوسف قد أوحي إليه منذ أن جعلوه في غيابة الجب، فعلم عندها أن وراء المكيدة حكمة إلهية، وأنه سيأتي اليوم الذي ينفذ فيه الوعد
{لتنبأنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون}،
فصبر أيضا كصبر أبيه، وتحمل الأسر والغربة والسجن بضع سنين.
لم يخرج يعقوب للبحث عن ولده، ولم يحدثنا القرآن عن طلبه من الله أن يدله عليه.
ولم يعُد يوسف بعدما كبر وتمكّن إلى أهله، كما لم يحدثنا القرآن عن طلبه من الله أن يرشد أهله إليه.
كلاهما كان ينتظر ويصبر ويكتم، وكلاهما كان ينفذ أمر الله ويتابع وظيفته بهداية الناس وتبليغ الرسالة. وعندما جاء موعد كشف الحقيقة
عاد ليعقوب بصره،
وعاد ليوسف أهله،
وطلب إخوته المغفرة،
{وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي قد جعلها ربي حقا}.
وأخذ يوسف يعدد نِعم الله عليه
{وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو}
بدلا من الانتقام والشماتة
و بعد أن جلس على العرش وسجد إخوته بين يديه، لم يعاتب منهم أحدا ونسب الأمر كله إلى الشيطان
{من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي}،
ولم يتساءل لماذا كان عليه أن يعاني سنوات طوالا مع أبيه، بل قال
{إن ربي لطيف لما يشاء}،
وأوكل كل شيء إليه
{إنه هو العليم الحكيم}.
وتابع تعداد النعم دون أن يلتفت إلى كل ما مر به من محن،
{رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث}،
وكيف له أن يعاتب ربه أو يتذمر وهو تعالى
{فاطر السموات والأرض}،
بل أخذ يدعو بكل ضراعة وخشوع {أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما}،
وزاد بكل تواضع
{وألحقني بالصالحين}.

أيقنتُ بعدها أن الأنبياء هم أشد الناس ابتلاء، وأنه لا بد أن يحيط أهل الضلال بالصالحين إلى درجة أن يبتلي الله أنبياءه بأبنائهم وإخوتهم،

ووجدتُ الخطاب الإلهي يطمئن نبينا محمد صل الله عليه وآله وسلم بأن الأمر لن يختلف كثيرا في أمته،

{وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}،
وفهمتُ أن الفرج لا يأتي إلا بعد أن يصل الصبر إلى نهايته { حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ}،

وعندها تكون المهلة أيضا قد انتهت { وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}.

عجبتُ بعد كل هذا لمن ينفد صبره ويسأل عن عدل الله وحكمته،
{ما كان حديثا يُفترى، ولكن تصديق الذي بين يديه}،
ففي القرآن أجوبة على كل الأسئلة {وتفصيل كل شيء، وهدى ورحمة لقوم يؤمنون}.


مهلا.....
اقرأها بهدوء وتامل لتري النور في احسن القصص
كٌن عَلى يقِين : أنَ هُناكَ شَيء ينتظرُك بَعد الصَبرّ ليُبهرك و يُنسيكَ مَرارَة الألمّ .. ذاكَ وعدُ رَبي -وبَشِرّ الصَابِرينّ ..

نوارة الكون
07-06-2017, 11:07 AM
(53)

قصه بعنوان

الصحابي الجليل ضرار بن الأزورللعضو المتألق نديم الماضي
على الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=112432



هل تعلم من هو الصحابي الذي هجم على جيش وحده حتى ظن أعدائه من شدة بأسه أنه شيطان ..
وأطلقوا عليه بالفعل لقب الشيطان عارِ الصدر ..!!
إنه
الصحابي الجليل ضرار بن الأزور •••
كان ضرار بن الأزور مقاتلاً من الطراز الأول، شجاعاً مقداماً يخترق الصفوف بلا خوف أو تردد، مما جعل سيف الله خالد بن الوليد يعتمد عليه اعتماداً كبيراً في فتوحاته بالشام، لدرجة أن أصبح ضرار هو الرجل الثاني في الجيش بعد خالد.

وأما سبب اللقب الغريب الذي أطلقه عليه أعدائه، فكان في معركة أجنادين بين المسلمين والروم، وكان عدد الروم 90 ألف مقاتل، بينما عدد المسلمين يقارب الـ30 ألف مقاتل فقط.
وتميز ضرار في هذه المعركة، فأحدث مقتلة عظيمة في صفوف الروم على الرغم من تفوقهم العددي، وفي أثناء المعركة ومع اشتداد الحر خلع ضرار بن الأزور درعه وقميصه لكي يستطيع التحرك بخفة، فما إن رآه الأعداء عاري الصدر حتى قالوا هذه هي الفرصة التي لن تعوّض لنقتل الرجل الذي أزعجنا منذ بداية المعركة فهو الآن بلا درع يحميه، فتجمع عليه الجنود حتى كاد لا يرى، فقتلهم جميعاً بلا استثناء، وخرج بين بينهم بلا خدش، فأطلقوا عليه لقب الشيطان عاري الصدر، وانتشرت هذه الأسطورة في صفوف الأعداء بسرعة رهيبة، بل تعدت هذا الجيش إلى جيوش الروم الأخرى، وأصبح بعد ذلك يقاتل عاري الصدر متعمداً ليرهب الأعداء، فما أن يروه حتى يفرون من أمامه قائلين "جاء الشيطان عاري الصدر.. جاء الشيطان عاري الصدر
فى تلك المعركة معركة أجنادين وصل ضِرار رضى الله عنه الى قائد الروم"وردان" وعرفه من تلقاء نفسه إنه الشيطان عاري الصدر
فدارت مبارزة قوية بينهما
فاخترق سيف ضرار صدر (وردان)
وأكمل السيف المهمه فقطع رأسه..
وعاد ضرار برأس (وردان) إلى المسلمين
عندئذ انطلقت من معسكر المسلمين
صيحات التكبير .. الله أكبر الله أكبر
في حصار دمشق.. دخل ضرار بن الازور على جيش الكفار
و أخذ يقتل فيهم .. يمنة و يسرة
حتى خافوا و لم يستطيعوا أن يقاتلوه وجهاً لـ وجه
فــاخذوا يضربوه بالسهام من بعيد .. اتخذوا أسلوب الجبناء في القضاءعلى ضرار
حتى سقط أسيراً للروم الكفار .. أرادواأن يأخذوه حياً إلى الإمبراطور الروماني "هرقل" لـ يقدموه هدية .. وأي هدية
يقدموا له "الشيطان عاري الصدر" على حد قولهم لـ يقتله بـ نفسه
و لكن هيهات .. لقد أنقذه المسلمون.. ولو تعرفون من أنقذه!!!لأصابكم الذهول
قدم خالد ابن الوليد رضي الله عنه بـ جيش كامل يساند جيش المسلمين و يحاول إنقاذ ضرار
و إذ في الجيش .. منظر شاب.. ملثم الوجه .. لا يُرى الا عيناه
شاب .. رائع
أخذ يهجم وحده على الكفار ⚔.. يقتل منهم و ينسحب
حتى جُن جنون الروم .. "أقتلوا هذاالفارس"⚔
أخذت كتبية تلحق خلف هذا الفارس.. فـاستدرجهم حتى ذبحهم كلهم جميعاً
و ذهب له خالد ابن الوليد .. "لقد ملأت قلوبنا اعجاباً ايها الشاب .. فـ قل لنا من أنت"
نظر اليه الفارس دون أن يجيب.. و أنطلق يغير مرة أخرى على الكفار
قتل فيهم .. ذبح فيهم
و هُنا .. أمر خالد بالهجوم الشامل من جيش الاسلام على جيش الكفار
و أصر خالد .. "من أنت أيها الفارس فو الله لـ نكرمك"
و هُنا .. كاد يُغمى على خالد ابن الوليد عندما سمع ذلك الصوت
الصوت
صوت فتاة
خلعت قناعها .. و اذ هي خولة بنت الازور
أخت الفارس عاري الصدر ضرار ابن الازور
و أخذت تسترجي خالد أن يسمح لها بالقتال في جيش لا تقاتل فيه النساء!!
و لكن هذه الفارسة المغوارة من
هذه العائلة الجبارة
عائلةالازور.. عائلة الفروسية
وأنقذت أخاها من بين أيدي الكفار
و عادت به إلى المسلمين••وصُنفت خولة بنت الأزور كأشجع إِمرأة فى التاريخ الآسلامي••رضى الله عنهم جميعاً وأرضاهم ••
هذه القصه هديه لكل مسلمين بلادي ولاخوات خوله بنت الازور

روانـــــووو
16-06-2017, 02:07 AM
(54)

قصه بعنوان

قهر الرجال ...

للعضو والشاعر المتألق شموس الحق
على الرابط التالي
http://omaniaa.co/showthread.php?t=112901



قهر الرجال ..
جلست وحيدة .. في وضعية القرفصاء..تحملق في التلفاز ..كالعادة...سافرت في تفاصيل ما تشاهده من خيال واسع .. بحجم السماء.. براءة طفولة ..لم تفارق ابتسامتها .. وحزنها .. التفتت صوبه..كطفلة نزقت بمرور فكرة عابرة .. لم يبادر باللعب معها.. بحوارها ...تركيز في كومة كلمات حملتها صفحة جريدة ..تبدو مملة ..نادته بنبرة حزينة ..تسأله .. خلع نظارته السميكة ..مسح عينيه باصبعيه ..كسر حاجز صمته .. عاد من سفر خارج الحدود.. ومسافات الجريدة ..باختصار سألته: ما معنى قهر الرجال؟؟..حملق في سؤالها .. طافت حوله كلمات ..ذكريات .. دموع ..دوائر لا متناهيه ..تنهد قليلا.. لم يشأ كسر خاطرها .. اعتاد ان يكون مستمعا جيدا .. منصتا فطنا .. اجتر احزانا .. وذاكرة سوداء .. وليالي مظلمة ..واصلت الانصات .. توقعت ان تسمع .. اشياء جديدة ..حديثة العهد ..سؤال في اطار كومة اسئلة صعبة .. تشبه احيانا اسئلة امتحان نهاية العام ..ابتسم ..على غير عادته ..واصل الابتسام ..تذكر اشياء جميلة ..استعاد ذاكرته .. حاول ان يرسمها بكلماته .. كانه شاعر جاهلي ..تناول اطراف القصة .... مطلعها سعادة لا توصف ..اخبرها عن اشياء كثيرة ..لا زالت مختزنة في ذاكرته.. منذ قبل اكثر من عشر سنوات.. ذكرها بلحظة ميلادها ..ابتسامتها ..منقوشة في الذاكرة ..كانت جائعة لحظة الميلاد .. وحفل عيد ميلادها الاول .. واول الحروف.. كلمات صعبة .. تتقاطع في ذاكرة الزمن..اول خطوة الى المدرسة ..صباح العيد ..اول سفر .. لحظات الوداع و اللقاء في المطار ..هدايا تشبه الاحلام ..ضحكات وقهقهات تتوالى ..وعود برحلة الوادي ..سعادة لا متناهية .. فرحة غير محدودة ..احلام تتوالد ..اسرة سعيدة ..انتظار عودته من السفر ..انتظار احضانه الدافئة ..مليئة بالحب والحنان والشوق ..واشياء اخرى ..توارت عن الانظار ..تخشى نزقة رؤيته ..كاي انثى ..تتمنع وهي مشتاقة لرؤية أبيها .. تاخر .. تاخر كثيرا عن موعد وصوله ..لا تعلم السبب .. على غير عادته..ربما لسبب ما ..لم تشأ الاستعجال ..لا يزال الوقت مبكرا ..تسال امها ؟؟..لا تعرف شيئا عنه ؟؟..اوهمت نفسها باجابات غير شافية ..نبشت في ذاكرتها ..لم تجد آثارا ..لم تجد اجابة .. ذهب ولم يعد ..سافر بعيدا كما يبدو ..اوشك الليل ان يلقى سدولا من ظلامه .. الشمس في طريقها للغروب..ادركت بقلبها انه سافر بعيدا ....عكس بريق عينيها ..دمعة فراق حزينة ..انصتت ..تكلمت ....تاكد غيابه كما يبدوا....فقدته في وقت كانت بامس الحاجة اليه...لم يبق امامها الى شيئا وحيدا ..تمسكت به .. الصبر.. أفاقت من غفوتها المؤلمة ..من نوبة سرحان.. نظرت الى ابيها .. كان صامتا ..اكدت..انها ادركت اخيرا معنى الألم..والحزن ..وقهر الرجال !!!



بقلمي/ ناصر الضامري

روانـــــووو
22-07-2017, 02:37 AM
قصه بعنوان

☆ سكون ☆ ...

للأديب المبدع خليفة سالم
على الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=114158

لم اجد سببا واحدا مقنعا لوجودي في هذا المكان .. قابعا منزويا في كرسي متهالك في غرفة يشاركني فيها شخصين غريبين لم يصدف ان رأيتهما من قبل .
كانا يحملقان في بشكل يثير الارتياب .. لم اسمع منهما شيئا اكثر من بعض تنهيدات وزفرات ضجر ما تلبث حتى تتبدل الى ابتسامات لا تحمل معنى مفهوما لدي .
في الحقيقة لم يصدر منهما ما يزعجني من سلوك سوى صمتهما المطبق .
تناولت دفترا قديما كان مرميا الى جانبي علني أقدر على شيء من الكتابة .. قلبته ﻻجد اوراقا بيضاء تميل الى الاصفرار بها بعض خطوط بنية اللون رسمت بشكل عشوائي .
تلمست جيبي باحثا عن قلم ولكني تذكرت انني جردت من كل ما يخصني عند المدخل ذات يوم ووضعوا ما وجدوه لدي في صندوق الامانات الخشبي خلف رجل الامن العجوز .
أعدت الدفتر الى مكانه فلا جدوى من وجوده بلا قلم ..
نظرت الى الرجلين الصامتين اللذين كانا يراقبانني باندهاش .. احدهما - وعلى ما يبدو انه الاكبر سنا - ادخل يده في جيب سرواله الخلفي ثم اخرج قلم رصاص قديم متوسط الطول وناولنيه بهدوء .. لم ينبس ببنت شفة .. فقط وجدته يناولني إياه بحركة تشبه حركة تلاميذ المدارس عند رغبتهم في الاجابة على سؤال طرح عليهم .
قمت من مكاني وتناولت القلم الرصاص بهدوء يشوبه الحذر .. قلت له بصوت خافت : شكرا .
لم يرد الرجل سوى بابتسامة مقتضبة فهمت انها ( بكل سرور) .
أخذت مجددا ذلك الدفتر المرمي محاولا ان ادون بعض مشاعري المتوترة في هذه الغرفة الغارقة في الكآبة .. اغمضت عيناي لاستجمع بعض الكلام كي أكتبه ..
استرجعت شريط حياتي كلها في تلك اللحظات البائسة ..

http://up.omaniaa.co/do.php?img=11052 (http://up.omaniaa.co/)

لم يكن من السهل على مثلي تقبل وضع كهذا فحياتي المفعمة بالنشاط والعمل والنجاحات لا أطمح أن تكون نهايتها في هذه الغرفة ..
من هؤلاء اللذين معي هنا ؟ وما هذا المكان المتخم بصنوف من البشر ؟
كيف لهؤلاء أن يرضوا بالمكوث في هذا المكان بكل رحابة صدر وأريحية ؟
لا احد منهم يعتني بنفسه او هندامه او حتى يصفف شعره .. أكاد لا اعرف احدا منهم !!
عالم غريب لم أعهده في حياتي ولم اتخيل يوما ما بأني سألاقي بشرا يحيون هكذا بلا مبالاة !! ما هذه الحياة العجيبة ؟ اشعر بأن رأسي سينفجر .
فتحت عيناي على اثر طرقات خفيفة متوالية على عمودين من أعمدة الاسرة الحديدية اللذين يقعد عليهما شريكاي في الغرفة .. تنحنحت برفق فتوقفا فورا عن اصدار تلك الطرقات .. نظرا إلي نظرة لم افهم مغزاها جيدا .. ربما اعتذار صامت لكنهما عادا وكل منهما ينظر إلى صاحبه ثم ابتسما ابتسامة حسبتها بلهاء فلم أدر لها سببا .
رمقتهما بعين ملؤها تساؤلات وكأني أحثهما على ان يتحدثا ولو بكلمة واحدة .. فﻻ افهم لماذا كل هذا الصمت .. لماذا هذا السكون العجيب ؟ ولكن لا فائدة .. أطرقا رأسيهما كمحاولة لإسكات تساؤلاتي .. شعرت حينئذ بأنهما لا يرغبان في قول شيء وكأنهما يئسا من الكلام فالكلام هنا لا قيمة له وفي الاصل لا احد يسمع لأحد كما لاحظت .. هكذا تصورت الامر عندما رأيتهما مطرقان برأسيهما .
باب الغرفة لا يفتح الا وقت احضار الوجبات الثلاث .. نجد عند فتح الباب رجل خلف عربة بها عدد كبير من اطباق الطعام وبرفقته رجلين .. لا اعلم ان كانا مساعدان له ام هما حارسان ..

http://up.omaniaa.co/do.php?img=11053 (http://up.omaniaa.co/)

ناولنا ثلاثة اطباق دائرية الشكل عليها وجبة العشاء المكونة من شريحتي لحم مقلي ورغيفين وقنينة ماء تكفي لجرعتين فقط ثم اغلق باب الغرفة بإحكام وذهب .
هنا نجد ان الباب الوحيد الذي يمكننا فتحه بانفسنا بأي وقت شئنا هو باب المرحاض .
اخذ رفيقاي طبقين وناولاني الثالث وراحا يأكلان بسكينة .. كنت اراقب طريقتهما في تناول الطعام وفي الحقيقة كانا يأكلان بطريقة حسنة لم اتوقعها ابدا منهما . لم استطع تناول طعام وجبتي ساعتئذ لشعوري بفقدان الشهية .
لقد فقدت شهيتي لكل شيء حولي وليس الطعام فحسب .. نظرا إلي نظرة اشفاق ثم عاودا لاتمام ما تبقى من الطعام .
من المدهش ان أراهما يغسلان الاطباق ويتركانها بالقرب من باب الفرفة وكأنهما تعودا على فعل ذلك او بوجه أدق تم تعويدهما على ذلك .
وجها بصرهما إلي ثم الى المصباح الذي بسقف الغرفة ففهمت انهما يطلبان بأدب اطفاءه ليناما .
أومأت برأسي ان لا مانع لدي فقام احدهما بإطفاءه .
لحظات سكون رتيبة مملة تمر علي اﻵن .. كل الاصوات التي كنت اسمعها خارج الغرفة سكنت وكأن بإطفاء ذلك المصباح أطفئت كل الدنيا خارج الغرفة وداخلها .. وها أنذا مقبل على ليل طويل ومخيف .
(وليل كموج البحر أرخى سدوله .. علي بأنواع الهموم ليبتلي ).
مرت ساعات طوال ولم يغمض لي جفن كأول ليلة لي أباتها في هذه الغرفة الموحشة .. شعرت بوحشة موجعة حد البكاء .. مر طيف احبابي ، ابنائي ، اصحابي ، زوجتي زملائي ،وظيفتي وكل شيء .. شعرت بأني اعيش في هوة عظيمة معزول عن العالم لسبب لم أفهمه ولم يوضح لي احد علة بقائي هنا .
لا أنكر بأن انتقالي من جناح عام بهذا المبنى الى هذه الغرفة له أثر كبير على نفسيتي ففي الجناح العام بالرغم من كثرة النزلاء ومشاكلهم الا انني كنت اعيش مع جماعة .. وفي جهة أخرى قريبة كان خضوعي لجلسات يومية مع طبيب ذي ملامح صارمة يسبب لي توترا عصبيا أدى الى اضطرابات قلق واضطرابات اكتئاب تدريجي زادت من حالتي سوءا .
سمعت مرة بينما كنت خاضعا لجلسة علاج ذلك الطبيب يحادث زميلا له و يخبره بأن حالتي ليست جيدة واستجابتي للجلسات ضئيلة ولذا فمن الافضل إيداعي في غرفة إنفرادية ولكن زميله اشار إليه بإيداعي في غرفة رفقة عدد قليل من النزلاء .. وقد كان .
كنت اصرخ في داخلي بأنني بخير ولا اعاني من شيء كبير سوى بعض إعياء واضطرابات بسبب ضغوطات الحياة لا أكثر .. ربما زوجتي كان لها الدور الأبرز في كل هذه التقلبات التي حدثت لي فالضغط النفسي الذي كانت تمارسه بشكل متواتر على كياني أدى إلى حدوث بعض الانفعالات فأسلوبها المتسلط أدى الى فقدان تتابع الافكار وترابط الكلام من حيث المعنى .. كانت تردد بأن كلامي لم يعد مفهوما وعلي أن أعرض نفسي على طبيب نفسي متخصص .
في الحقيقة كل ما أحتاجه هو بعض الهدوء النفسي .. أن أكون بعيدا عن هذا الجو المتوتر على الدوام ولكن اصرارها على ان اقابل معالجا نفسيا كان يثير ارتيابي .
لم يكن لدي متسع من الوقت كي أراجع حساباتي فمجيئي الى هنا برفقتها ورفقة احد ابنائي حدث سريعا اسرع مما يتصوره أحد .. كانت تلح علي بأني في حاجة ماسة إلى جلسات استرخاء .. استرخاء وحسب . كانت حالتي النفسية تدفعني للقبول بهذا الرأي فلربما يكون هو مخرجي من هذه الدوامة والتي لا أرى لها نهاية الا ببعض جلسات استرخاء في مكان هاديء متخصص .. و إعيائي النفسي ساعد كثيرا على اقتناعي و قبولي البقاء هنا ﻷيام قلائل كنوع من انواع(تغيير الجو) .
ما زلت اتذكر أنهما ظلا برفقتي لحين انتهيت من مقابلة الطبيب والانتهاء من اجراءات قبولي كنزيل ابقى هنا لبضعة ايام ثم ما لبثا حتى تركاني بمفردي في هذا العالم الغريب ولم يعقبا .
في بداية الأمر توهمت بأن الأمور ستسير على ما يرام وأن المسألة لا تعدو كونها مسألة وقت .. مجرد جلسات استرخاء حتى تتعافى نفسيتي وأسترد هدوئي واعود مجددا لحياتي كما كنت .. توهمت ذلك لكن سرعان ما تكشفت لي الامور بأن مكوثي في هذا المكان ليس الا إقامة جبرية علي قبولها شئت ذلك أم ابيت فخروجي من هنا يستلزم موافقة زوجتي والتي لم ارها عقب ذلك اليوم ابدا .
يا إلهي .. أشعر باختناق .. رغبة ملحة للبكاء بصوت عال تراودني بقوة .. كم احتاج لجرعات مهدئة كي استطيع ابتلاع صدمات واقعي المرير .
أصبحت هنا رقما ضمن مئات الارقام الأخرى .. لا احد يعرف او حتى يريد أن يعرف إسمي فالكل هنا يعيش في عالم منفصل عن واقعه .. وجوه متشابهة في ملامحها وفصائلها والحقيقة أنها منفصلة عن دمائها .. عن مشاعرها وقد أريد لها ذلك .. كم هو صعب ان تعيش بلا هوية انسانية ولا احلام و لا غد ..صعب أن تتنفس أي امل في هذا المكان وإن تنفست فسيخنقك التنفس وسيخنقك الامل نفسه .. كل ما عليك هو ان تتقبل واقعك كما هو .. لا اكثر .
تمر الايام متشابهة .. تتشابه في ساعاتها وفي دقائقها وفي كل شيء .
في ذات ليلة صحوت من اغفاءتي لأجد احد رفيقاي بالغرفة واقفا أمامي كتمثال من تماثيل العصور الحجرية البائدة .. انتفض بدني وشعرت برهبة غريبة .. هذا التمثال الصامت امامي ينشج وعيناه تدمعان بحرقة .. وقفت ﻷسأله عما به .. لم يتكلم .. فقط أشار بيده الى صاحبه وهو حزين .. نظرت الى حيث اشار فوجدت صاحبه جسدا بلا حراك .. لقد فارق الحياة .. ياااه .. لقد فارقها بصمت كما عاشها بصمت .
لم ادر ماذا افعل وكيف اتصرف .. احسست بحزن شديد .. حزن حد البكاء .. دمعت عيناي وصرخت .. ظللت أصرخ بحرقة .. لم اتمالك نفسي فشعوري بالحزن عميق .. لا اعلم ان كان ما بي من حزن كان على هذا الرجل الذي مات واستراح ام حزن على صاحبه ام حزن على نفسي ام على ماذا !!
طرقت الباب بقوة .. ظللت اطرق بكلتا يدي لدرجة أني لم اعد اشعر بهما .. واخيرا فتح الباب واذا برجلين يبدو على ملامح وجهيهما الغيظ وأشرت الى تلك الجثة الممدة على السرير فأغلقا الباب وذهبا .. لم يطل الوقت حتى عادا ومعهما عربة طويلة عليها قماش ابيض وحملا جثة الرجل عليها وغطياها بالثوب الابيض واغلقا الباب وذهبا .
مرت أيام - لا ادري - ربما تقارب على الاثني عشر يوما ورفيقي لا يكف عن البكاء وأضرب عن تناول الطعام ..أضرب عن كل شيء .. عيناه مغمضتان على الدوام .
منظره مؤلم .. مؤلم لدرجة لا يتصورها بشر .. حتى صحوت ذات فجر فوجدته جثة هامدة ..
في الحقيقة أوجعني فقدهما كثيرا رغم صمتهما الذي كان بالنسبة لي يمﻷ المكان ضجيجا .
لم استطع ان اصرخ فالحزن كان اقوى من الصراخ ..
انتظرت الى حين مجيء صاحب عربة الطعام وصاحبيه وعند مجيئهم اشرت الى رفيقي الميت فارجع طبقه الى العربة وناولني طبق واحد وذهب بعد ان احكم اغلاق الباب ثم ما لبث صاحب العربة ان عاد ومعه رجلان جاءا من قبل ومعهما نفس العربة والثوب الابيض وحملا جثة رفيقي .
بقيت وحيدا في الغرفة .. أشعر بمرارة الغربة ربما لم اشعر بها من قبل . فاللذين كان يؤانسان وحدتي رغم صمتهما ويسريان عني بمجرد وجودهما في الغرفة قد ذهبا بكل هدوء ..
عشرة اعوام مرت ونحن الثلاثة في غرفة واحدة ولا يكلم احدنا اﻵخر ورغم ذلك فقد كنا كالاسرة يفتقد بعضنا اﻵخر ان أخذ لجلسة علاج مطولة .. ونفرح لعودته أيما فرح .
تعلمت منهما ان الصمت حياة يجب ان نعيشها احيانا .. صمت لساني هو الآخر طيلة عشرة سنوات تفلتت من بين اصابعي هكذا .. حتى لم اعد اعرف اسماء الايام او تواريخها .. وما يهمني في ذلك ؟ ما قيمة معرفتي بأسماء الايام او التواريخ وهي تمر متشابهه وتسير في خط مستقيم واحد ؟
هنا أصبح كل شيء يشبه اﻵخر .. الايام والوجوه والاماكن والليل والنهار .
حياتي باتت هي اﻷخرى فارغة وهذا اسوأ عمل اقوم به .. ( انه الفراغ) .
فراغ وحزن كاملا الدسم اتجرعهما كل يوم فكل شيء في هذه الفرفة ساكن .. حياتي لا روح فيها .. لا اشعر فيها إلا بحرقة انفاسي .
حتى ذكرياتي لم اعد اذكرها وكأنها هي اﻷخرى ذابت .. اولادي .. زوحتي .. وظيفتي .
كل شيء انطفأ نوره من ذهني .. كل شيء .
سمعت صوتا قادما من بعيد وكأنه صدى صوت يتردد في أذني يناديني ...
لم اصدق أذناي .. هل هذا الصوت يناديني انا حقا ؟ ومن يعرفني ليناديني بإسمي ؟ اسمي ؟ هل هذا هو اسمي فعلا ؟
- الحمد لله على السلامة يا استاذ هاشم . استيقظ يا رجل كفاك نوما من يوم امس .. ابشرك فالعملية الجراحية قد نجحت ولله الحمد .
- عملية جراحية ؟
- نعم عملية قلب مفتوح وان شاء الله ستسترجع صحتك تدريجيا .. فقط كل ما تحتاجه هو الراحة ومتابعة العلاج والاهم هو ان تبتعد عن كل ما يسبب لك اجهادا نفسيا او توترات .
- ياااااه !! الحمد لله .

تمت ،،،،،
قلم / خليفة سالم

نوارة الكون
29-10-2017, 10:55 AM
(56)

قصه بعنوان

قصة صلاح الدين الأيوبي كاملة
على الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=120377





نحكي لكم اليوم قصة صلاح الدين الأيوبي بشكل كامل والتي تتضمن في محتواها اجابة سؤال أين ولد صلاح الدين والكثير من الاشياء الشيقة حول حياته، كل هذا من موقع قصص واقعية الذي دائما يسعي لأن يقدم لكم أفضل القصص المميزة، إن صناعة الرجال هي أعظم كثيراً من صناعة الطائرات والسفن، وبناء الإنسان أشد من بناء ناطحات السحاب، وهناك رجال الواحد منهم يعدل ألف رجل أو يزيد، كما أن هناك ألوفًا لا يساوون رجلاً واحدًا. وفي وسط الظلام الدامس، والأيام الحالكة، والليالي المفعمة بالسواد، يتراءى للناس شعاع من نور الله، فيبعث الله لهم من يجدِّد لهم أمر دينهم، وشئون حياتهم، فيقيض الله لهذه الأمة رجالاً يحملون همَّ هذا الدين، فيتركون الدنيا وزينتها، ويتفرغون لخدمة دينهم. يروي الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا ). رواه أبو داود (رقم/4291) وصححه السخاوي في “المقاصد الحسنة” (149)، والألباني في “السلسلة الصحيحة” (رقم/599). وصلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- كان من هذا الطراز من الرجال، رجلٌ أُمَّة. وهو إحدى معجزات الإسلام الباهرة، وإحدى آياته الظاهرة.. ولكن لماذا الحديث عن قصة صلاح الدين الأيوبي؟ أهو تغنٍّ بالماضي أم بكاء على الأطلال؟ أم أنه تحسر على الواقع المرير؟الحق إن الحديث عن قصة صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- أمر مطلوب، قد يصل لمرتبة الضرورات الإسلامية والفرائض الشرعية؛ لأمور كثيرة منها:




[*=center]أولاً: لأن القدس في محنةٍ أشبه بما كانت عليه قبل مجيء صلاح الدين الأيوبي.
[*=center]ثانيًا: لأن الأمة اليوم ضلت طريق الهدى، وتنكبت طرق الصلاح، ودع عنك طريق السلام المزعوم.
[*=center]ثالثًا: لأن أمتنا في حاجة إلى من تقتدي به في عصرٍ قَلَّت فيه القدوات، وانعدمت فيه الرجال.
[*=center]رابعًا: لأن أمتنا تنتظر مثيلاً لصلاح الدين الأيوبي؛ ليعيد لها عزتها وكرامتها.
[*=center]خامسًا: لأن استقراء التاريخ أمر ضروري لتعرف الأمة كيف انتصر السلف؛ ليسير على الطريق الخلف، ولتعليم كيف أعيدت القدس أولاً؛ لتعمل بنفس الطريقة على إعادتها ثانيًا.
[*=center]سادسًا: لأن التفاؤل بالنصر أمر مطلوب، ومهما علت دولة الباطل فإنها ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة؛ فلا داعي لليأس، ولا حاجة إلى القنوط، بل العمل العمل، فنحن بحاجة إلى عطاء الأغنياء، وبذل العلماء، وجهاد الأتقياء، ومثابرة الدعاة، وعزائم الرجال. نعم، بحاجة إلى لمِّ الشمل، وشحذ الهمم، وتكاتف القوى، ونبذ الخلاف، وتوحيد الصف، وحسن التوكل على الله.



ولكن دعنا نعرف أولاً: من هو صلاح الدين الأيوبي؟


http://www.storiesrealistic.com/wp-content/uploads/2016/06/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A.jpg
هو الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين والدنيا يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي، المشهور بلقب صلاح الدين الأيوبي قائد عسكري أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن تحت راية الخلافة العباسية، بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية التي استمرت 262 سنة.ولد صلاح الدين في تكريت في العراق عام 532 هـ/1138م وهوينحدر من أصول غير عربية حيث يرجع نسب الأيوبيين إلى أيوب بن شاذي بن مروان من أهل مدينة دوين في أرمينيا، ويرفض بعض ملوك الأيوبيين هذا النسب ويقولون: «إنما نحن عرب، نزلنا عند الأكراد وتزوجنا منهم”.وكان نجم الدين والد صلاح الدين قد انتقل إلى بعلبك حيث أصبح واليًا عليها مدة سبع سنوات وانتقل إلى دمشق، وقضى صلاح الدين طفولته في دمشق حيث أمضى فترة شبابه في بلاط الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي أميردمشق. إن المصادر حول حياة صلاح الدين خلال هذه الفترة قليلة ومبعثرة، لكن من المعروف أنه عشق دمشق عشقًا شديدًا، وتلقى علومه فيها، وبرع في دراساته، حتى قال عنه بعض معاصريه أنه كان عالمًا بالهندسة الإقليدية والرياضيات وعلوم الحساب والشريعة الإسلامية، وتنص بعض المصادر أن صلاح الدين كان أكثر شغفًا بالعلوم الدينية والفقه الإسلامي من العلوم العسكرية خلال أيام دراسته. وبالإضافة إلى ذلك، كان صلاح الدين ملمًابعلم الأنساب والسير الذاتية وتاريخ العرب والشعر، فحفظ ديوان الحماسة لأبي تمام عن ظهر قلب، أيضًا أحب الخيول العربية المطهمة، وعرف أنقى سلالاتها دمًا.
تأسيس الدولة الأيوبية في مصر


كانت مصر قبل قدوم صلاح الدين مقر الدولة الفاطمية، ولم يكن للخليفة الفاطمي بحلول ذلك الوقت سوى الدعاء على المنابر، وكانت الأمور كلها بيد الوزراء، وكان وزير الدولة هو صاحب الأمر والنهي، لذا أصبح أسد الدين شيركوه هو الرجل الأول في البلاد، ودام على هذا الحال وصلاح الدين يُباشر الأمور مقررًا لها لمكان كفايته ودرايته وحسن رأيه وسياسته طيلة شهرين من الزمن،عندما توفي أسد الدين، أسند الخليفة الفاطمي الوزارة لصلاح الدين تحت ضغط من أمراء دمشق. بعد سقوط مصر في أيدي الزنكيين المدعومين من أمراء دمشق، أرسل الملك عموري رسله لإرسال حملة صليبية جديدة شارحًا خطورة الأمر والتغير في ميزان القوى في المنطقة، فاستجاب البابا إسكندر الثالث وبعث رسائل إلى ملوك أوروبا، لكنها لم تجد أذنًا صاغية. في حين نجح الرسول المرسل إلى القسطنطينية بسبب إدراك الإمبراطور عمانوئيل كومنينوس اختلال توازن القوى في المنطقة. فعرض تعاون الأسطول الإمبراطوري مع حملة عموري الأول، الذي وجد الفرصة مناسبة بسبب انشغال الملك نور الدين زنكي في مشاكله الداخلية، إضافة إلى وفاة أسد الدين شيركوه وتعيين صلاح الدين خلفًا له والذي كان الملك عموري يراه شخصًا غير محنك.استعد صلاح الدين بشكل جيد، حيث تخلص من حرس قصر الخليفة الفاطمي العاضد لدين الله واستبدله بحرس موالين له. استهل الصليبيون حملتهم بحصار مدينة دمياط في 1 صفر سنة 565 هـ، الموافق فيه 25 أكتوبر سنة 1169م، فأرسل صلاح الدين قواته بقيادة شهاب الدين محمود وابن أخيه تقي الدين عمر، وأرسل إلى نور الدين زنكي يشكو ما هم فيه من المخافة ويقول: «إن تأخرت عن دمياط ملكها الإفرنج، وإن سرت إليها خلفني المصريون في أهلها بالشر، وخرجوا من طاعتي، وساروا في أثري، والفرنج أمامي؛ فلا يبقى لنا باقية»، وقال نور الدين في ذلك: «إني لأستحي من الله أن أبتسم والمسلمون محاصرون بالفرنج». فسار نور الدين إلى الإمارات الصليبية في بلاد الشام وقام بشن الغارات على حصون الصليبيبن ليخفف الضغط عن مصر. وقامت حامية دمياط بدور أساسي في الدفاع عن المدينة وألقت سلسلة ضخمة عبر النهر، منعت وصول سفن الروم إليها، وهطلت أمطار غزيرة حولت المعسكر الصليبي إلى مستنقع فتهيؤا للعودة وغادروا دمياط بعد حصار دام خمسين يومًا، بعد أن أحرقوا جميع أدوات الحصار. وعندما أبحر الأسطول البيزنطي، هبت عاصفة عنيفة، لم يتمكن البحارة – الذين كادوا أن يهلكوا جوعًا – من السيطرة على سفنهم فغرق معظمهم.لاحق صلاح الدين وجيشه فلول الجيش الصليبي المنسحب شمالاً حتى اشتبك معهم في مدينة دير البلح سنة 1170م، فخرج الملك عموري الأول وحاميته من فرسان الهيكل من مدينة غزة لقتال صلاح الدين، لكن الأخير استطاع تفادي الجيش الصليبي وحوّل مسيرته إلى غزة نفسها حيث دمّر البلدة التي بناها الصليبيون خارج أسوار المدينة.بعد هذا الانتصار، ثبّت الزنكيون أقدامهم في مصر، وأصبح من الواضح أن الدولة الفاطمية تلفظ أنفاسها الأخيرة، فأرسل نور الدين إلى صلاح الدين طالبًا إياه بإيقاف الدعاء للخليفة الفاطمي والدعاء إلى الخليفة العباسي في مساجد مصر. لم يرغب صلاح الدين فيالامتثال لهذا الأمر خوفًا من النفوذ الشيعي في مصر، وأخذ يراوغ في تأخير الأمر، إلا أن نور الدين هدد صلاح الدين بالحضور شخصيًا إلى القاهرة. فاتخذ صلاح الدين الإجراءات الشرطية اللازمة، لكن لم يتجرأ أحد على القيام بذلك، إلى أن جاء شيخ سني من الموصل زائر وقام في المسجد الأزهر وخطب للخليفة العباسي المستضيء بأمر الله في أول جمعة من سنة 567 هـ، الموافق في شهر سبتمبر من سنة 1171م، لتحذو القاهرة كلها حذوه، في الوقت الذي كان فيه العاضد لدين الله على فراش الموت مريضًا، ولم يلبث العاضد طويلاً حتى فارق الحياة، فأصبح صلاح الدين الدين الحاكم الفعلي في مصر، ليس لأحدٍ فيها كلمة سواه، ونقل أسرته ووالده نجم الدين إليها ليكونوا له أعوانًا مخلصين، وبهذا زالت الدولة الفاطمية تمامًا بعد أن استمرت 262 سنة.
سلطان مصر


أخذ صلاح الدين يقوّي مركزه في مصر بعد زوال الدولة الفاطمية، ويسعى من أجل الاستقلال بها، فعمل على كسب محبة المصريين، وأسند مناصب الدولة إلى أنصاره وأقربائه،[45] وعزل قضاة الشيعة واستبدلهم بقضاة شافعيون،[43] وألغى مجالس الدعوة وأزال أصول المذهب الشيعي الإسماعيلي.[46] ثم أبطل الأذان بـ “حي على خير العمل محمد وعلي خير البشر”، وأمر في يوم الجمعة العاشر من ذي الحجة سنة 565 هـ، الموافقة سنة 1169م، بأن يذكر في خطبة الجمعة الخلفاء الراشدون جميعًا: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، كما أسس مدرستين كبيرتين في الفسطاط هما المدرسة الناصرية، والمدرسة الكاملية حتى يُثبّت مذهب أهل السنة في البلاد، وكانت هاتان المدرستان تُلقنا علوم الشريعة وفق المذهبين المالكي والشافعي.بوفاة نور الدين زنكي في 11 شوال سنة 569 هـ، الموافق فيه 15 مايو سنة 1174م، وهو في التاسعة والخمسين من عمره، اصبح صلاح الدين سيد مصر الأوحد بشكل فعليّ، حيث استقل عن كل تبعية سياسية، ويُقال أنه أقسم آنذاك أن يُصبح سيفًا مسلولاً على أعدائه وأعداء الإسلام، وأصبح هو رأس أقوى سلالة حاكمة إسلامية في ذلك العهد، هي السلالة الأيوبية، لذا جرت عادة المؤرخين على تسمية المناطق التي خضعت لسلطانه وسلطان تابعيه بالدولة الأيوبية.
فتح دمشق


كان نور الدين زنكي قد استخلف ولده الملك الصالح إسماعيل ذي الأحد عشر ربيعًا، أميرًا على دمشق، وبعد أن توفي نور الدين كان أمام صلاح الدين خياران أحلاهما مرّ: إما أن يُهاجم الممالك الصليبية من مصر ويتركها مفتوحة وعرضة لهجمات بحرية أوروبية وبيزنطية، أو أن ينتظر حتى يستنجد به الملك الصالح وقد فضّل صلاح الدين انتظار دعوة من الملك الصالح، أو أن ينذره بنفسه من احتمال تصاعد الخطر الصليبي على دمشق. ولم ينتظر طويلا حتي دعاه الوصي علي الملك الصالح فسار في جيش ضخم من مصر ودخل الشام وعامل أهلها بالحب والمودة, واستناب أخاه سيف الإسلام طغتكين واليا على دمشق قبل انطلاقه لضم باقي مدن الشام الداخلية التي استحالت مستقلة عن أي تبعيّة بحكم الأمر الواقع. ومالبث أن توالت الأحداث وتقابل جيش صلاح الدين مع الزنكيين في معركة عظيمة انتصر فيها صلاح الدين وأسر كثيرا من أمراء جيش الزنكيين, ثم أعلن صلاح الدين نفسه ملكًا على البلاد التي افتتحها بعد انتصاره على الزنكيين، وخطب له أئمة المساجد يوم الجمعة باسم “الملك الناصر”، وضُربت الدنانير الذهبية في القاهرة باسمه، وعضّد مُلكه بالزواج من أرملة نور الدين زنكي المدعوة عصمة الدين خاتون. وسرعان ما أصبحت سيادة صلاح الدين على البلاد سيادة مشروعة عندما أسند الخليفة العباسي في بغداد إليه السلطة على مصر والمغرب الأدنى والنوبة والحجاز و تهامة وفلسطين وسوريا الوسطى، وخلع عليه لقب “سلطان مصر والشام”.



يقول ابن المقفع:




https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Cquote2.png/15px-Cquote2.png

إن الملك صلاح الدين عامل رعيته في بلاد مصر بخير يعجز الواصف عن وصفه وأرسى العدل وأحسن إلى المصريين وأزال مظالم كثيرة على الناس وأمر بإبطال الملاهي في بلاد مصر وأبطل كل منكر شرير وأقام حدود شريعة الإسلام. وكان يجلس للحكم بين الناس فينصف المظلوم من الظالم ويكون في مجلسه مجموعه من الفقهاء ومشاهير الدولة للنظر في القضايا بين الناس والعمل بما توجبه أحكام الشريعة والحق والعدل.[86]


https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/6b/Cquote1.png/15px-Cquote1.png





في شهر جمادى الآخر سنة 573 هـ، الموافق فيه نوفمبر من سنة 1177م، أغار الصليبيون على ضواحي دمشق، فجمع صلاح الدين الرجال وسار إلى فلسطين ليُغير على بعض المواقع الصليبية، فما كان من الصليبيون إلا أن أرسلوا جزءً كبيرًا من جيشهم إلى مدينة حارم شمال حلب ليحولوا انتباه الأيوبيين إلى تلك الأنحاء، لكن صلاح الدين استمر بغزاته على بعض المواقع الثانوية في فلسطين بعد أن فرغت من الرجال الذين أرسلوا مع الجيش الصليبي شمالاً ثم توجّه إلى عسقلان، التي قال أنها “عروس الشام”، بعد أن رأى أن الوضع مؤات لهكذا تحرّك.

تحرّك ملك بيت المقدس الشاب بلدوين الرابع بن عموري “الأبرص”، أثناء وجود صلاح الدين على مشارف القدس، وسار بجمع من فرسان الهيكل من مدينة غزة ودخل عسقلان. ووصلت هذه الأنباء إلى صلاح الدين فعاد بقسم من جيشه إلى ضواحي المدينة، لكنه تردد في مهاجمة الصليبيين على الرغم من التفوق العددي للأيوبيين، وذلك لوجود عدد من القادة المهرة المخضرمين في صفوفهم، وكان لهذا التردد في الهجوم أثره الكبير، إذ قام الصليبيون تحت قيادة الملك بلدوين وأرناط آل شاتيون صاحب الكرك بهجوم مفاجئ بتاريخ 25 نوفمبر من سنة 1177م، وأخذوا الأيوبيين على حين غرّة وهزموهم في تل الجزر بالقرب من الرملة، وقد حاول صلاح الدين تنظيم صفوف الجيش وحشد الجنود مجددًا، لكنهم تشتتوا، وصُرع في المعركة جميع حرّاسه، فرأى الانسحاب إلى مصر وإنقاذ ما تبقى من الجنود.



بعد عودة صلاح الدين إلى مصر، بدأ فى تجهيز الجيوش والعتاد لمواجهة الصليبيين من جديد، ولم ييأس يوماً حتى بعد الهزيمة التى لحقت بالدولة الفلسطينية، بل زادته إصرارًا على القتال. وفي ربيع سنة 1178م، نزل الجيش الأيوبي بقرب حمص، وحصلت بضعة مناوشات بينه وبين الجيش الصليبي، وفي شهر ربيع الأول سنة 574 هـ، الموافق فيه شهر أغسطس سنة 1178م، هاجمت فرق صليبية أخرى مدينة حماة والقرى المجاورة وقتلت بعض السكان، لكنها هُزمت على يد حامية المدينة وأُسر كثير من أفرادها، واقتيدوا إلى صلاح الدين الذي أمر بإعدامهم كونهم “عاثوا فسادًا في أرض المؤمنين”.[90] أمضى صلاح الدين بقية العام في الشام دون أي يخوض معارك أخرى،[89] لكن الحال لم يدم طويلاً على هذا النحو، فقد وصلت صلاح الدين أنباء مقلقة من جواسيسه تقول بأن الصليبيين يخططون لشن حملة عسكرية على سوريا الوسطى، فأمر ابن أخيه عز الدين فروخ شاه بن شاهنشاه بن نجم الدين أيوب، بأن يقف على الجبهة الدمشقية ومعه ألف من الجنود استعدادًا لضبط أي هجوم، وألا يلتحم مع الصليبيين في قتال، وإن حصل وتقدموا إلى المدينة، فعليه الانسحاب وإضاءة المنارات المنصوبة على التلال المحيطة حتى يعلم صلاح الدين بمجيئهم فيُلاقيهم بنفسه. وفي شهر ذي القعدة سنة 574 هـ، الموافق فيه شهر أبريل من عام 1179م، تقدم الصليبيون بقيادة الملك بلدوين نحو دمشق متوقعين مقاومة ضعيفة، وشرعوا في مهاجمة القرى والرعاة في مرتفعات الجولان، فتصدت لهم فرقة عسكرية أيوبية بقيادة فروخ شاه، ثم انسحبت من أمامهم، فتعقبوها حتى جنوب شرق القنيطرة حيث كان الجيش الأيوبي منتظرًا، فوقعت معركة كان النصر فيها لصالح الأيوبيين.[90] قام صلاح الدين بتعزيز قواته بعد هذا النصر، فطلب من أخاه الأصغر الملك العادل سيف الدين أبو بكر، أن يُرسل إليه 1,500 فارس من مصر لينضموا إلى الجيش في الشام.[91][92]

بحلول صيف عام 1179م، كان بلدوين الرابع قد أقام حصنًا حدوديًا سماه المؤرخون المسلمون “حصن مخاضة الأحزان” على الطريق المؤدية إلى دمشق ليؤمنها، وعزم على بناء جسر فوق نهر الأردن هو “معبر يعقوب” (يُعرف اليوم باسم جسر بنات يعقوب) ليصل الأراضي الصليبية بسهل بانياس الذي يفصل بين الإمارات الصليبية والأراضي الإسلامية. اعترض صلاح الدين على هذا المشروع واعتبره عملاً عدوانيًا تجاه المسلمين، وعرض على بلدوين 100,000 قطعة ذهبية مقابل تخليه عن هذا المشروع، لكن الأخير رفض التسوية، فعزم صلاح الدين على مهاجمة الحصن الحدودي وتدميره، ثم سار بجيشه وجعل مركزه بانياس. هرع الصليبيون للقاء المسلمين بعد تلك الخطوة، لكن جيشهم تشتت، حيث تلكأ المشاة في الخلف، واستمر صلاح الدين يستدرجهم بعيدًا حتى ما إن تبين له أن الفرصة سانحة وإن الجيش الصليبي منهك، انقض عليهم واشتبك الجيشان في معركة طاحنة انتصر فيها المسلمون، وأُسر كثير من كبار الفرسان الصليبيين، ثم تحرّك صلاح الدين صوب الحصن وضرب الحصار عليه، ثم دخله فاتحًا في 26 ربيع الأول سنة 575 هـ، الموافق فيه 30 أغسطس من سنة1179م.[93][94]



وفي ربيع سنة 1180م، وبينما كان صلاح الدين في صفد يُحضّر لغزو بيت المقدس، راسله الملك بلدوين يعرض فوافق، والواقع أن القحط في ذلك العام كان دافعًا أساسيًا لكلا الرجلين ليتوقفا عن القتال، حيث ذبلت المحاصيل ولم ينضج منها إلا القليل، فقلّت مؤن الجيشين الصليبي والأيوبي، وأصبح يتعذر على أي منهما ضرب حصار على قلعة أو مدينة تابعة للآخر، دون المجازفة بحدوث مجاعة في صفوف الجند. رفض ريموند الثالث صاحب طرابلس الالتزام بالهدنة في بادئ الأمر وأصرّ على القتال، لكنه سرعان ما رضخ للمعاهدة بعد أن أغار الجيش الأيوبي على إمارته في شهر مايو، وظهر الأسطول الإسلامي بالقرب من مرفأ طرطوسمهددًا بالهجوم.
الحروب ضد الصليبيين


بعد أن نجح صلاح الدين في أن يجمع مصر وسوريا والحجاز وتهامة والعراق في دولة إسلامية موحدة قوية تحيط بمملكة بيت المقدس والإمارات الصليبية من الشمال والشرق والجنوب، واطمأن إلى وحدتها وتماسكها، انتقل إلى تحقيق القسم الثاني من مخططه السياسي، وهو محاربة الصليبيين وطردهم من البلاد، وجاءَته الفرصة حين تعرّض أرناط آل شاتيون صاحب الكرك لقافلة غزيرة الأموال كثيرة الرجال فأخذهم عن آخرهم ونهب أموالهم ودوابهم وسلاحهم، فأرسل إليه صلاح الدين يلومه ويُقبح فعله وغدره ويتوعده إن لم يطلق الأسرى والأموال، فلما رفض أرسل صلاح الدين، الذي كان آنئذ في دمشق، إلى جميع الأطراف باستدعاء العساكر لحرب أرناط، وتوجه بنفسه إلى بصرى، ومنها إلى الأردن ونزل بثغر الأقحوان.



في 9 جمادى الآخرة سنة 579 هـ، الموافق فيه 29 سبتمبر سنة 1183م، عبر صلاح الدين نهر الأردن لمهاجمة بيسان التي وجدها خاوية. وفي اليوم التالي، أضرمت قواته النار في البلدة،[114] وساروا غربًا، ليعترضوا تعزيزات الصليبيين من حصني الكرك والشوبك على طول طريق نابلس وأسروا عددًا منهم. وفي تلك الأثناء، كانت قوة الصليبيين الرئيسية بقيادةغي آل لوزنيان، قرين ملكة القدس سيبيلا أخت بلدوين، قد تحركت من صفورية إلى العفولة. أرسل صلاح الدين الأيوبي 500 مقاتل لمناوشة قوات الصليبيين، وسار بنفسه إلى عين جالوت. وعندما تقدمت القوات الصليبية، والتي كانت أكبر قوة جمعتها المملكة من مواردها الخاصة، ولكنها كانت لا تزال أقل من قوات المسلمين، تراجع الأيوبيون بشكل غير متوقع إلى عين جالوت. رغم وجود بعض الغارات الأيوبية، بما في ذلك الهجمات على زرعين والطيبة وجبل طابور، لم يشارك الصليبيون بكامل قواتهم في معركة العفولة، التي قاد فيها صلاح الدين رجاله عبر النهر منسحبًا ببطء.ومع ذلك، أثارت المزيد من الهجمات الصليبية غضب صلاح الدين الأيوبي. فقد استمر أرناط آل شاتيون يهاجم القوافل التجارية العائدة للمسلمين وطرق الحج بأسطول في البحر الأحمر، وهو الممر المائي الذي كان من اللازم لصلاح الدين بقائه مفتوحًا. وردًا على ذلك، بنى صلاح الدين أسطولاً من 30 سفينة لمهاجمة بيروت في عام 1182م. هدد رينالد بمهاجمة مدن المسلمين المقدسة مكة والمدينة المنورة، وهو ما رد عليه صلاح الدين بمحاصرة الكرك قلعة أرناط الحصينة مرتين، عامي 1183 و1184، فردّ رينالد بنهب قافلة حجيج عام 1185، ووفقًا لمؤرخ القرن الثالث عشر الإفرنجي وليم الصوري، فقد قبض أرناط على أخت صلاح الدين في تلك الغارة على القافلة،[131] وهو ما لم تثبته المصادر المعاصرة، سواءً الإسلامية أو الأوروبية، وذكرت بدلاً من ذلك أن أرناط هاجم القافلة، وأن جند صلاح الدين حموا شقيقته وابنها حتى وصلوا دون أي ضرر.
معركة حطين


وفى عام 1185 م إستشد المرض على بلدوين الرابع، ملك بيت المقدس، وتوفى فى نفس السنة، بعد أن سمّى ابن شقيقته بلدوين الخامس خلفًا له، لكن الأخير ما لبث أن توفي خلال سنة، فتولّت العرش والدته سيبيلا، التي ما لبثت أن توّجت زوجها الثاني غي آل لوزينيان ملكًا، وكان الأخير قد خُطط له أن يكون وصي العرش بعد بلدوين الرابع، لكن تحالفه مع أرناط وخرقهما للهدنة مع صلاح الدين ومهاجمتهما لقوافل المسلمين التجارية وقوافل الحجاج، الأمر الذي جعل صلاح الدين يُحاصر الكرك، جعلت بلدوين الرابع يعدل عن تسميته خلفًا له بعد مماته.[45]وعندما تولّى غي عرش بيت المقدس ظهرت الانشقاقات بين الصليبين وتوسعت، فلم يكن عدد من الأمراء راضيًا عن توليه، ومن هؤلاء ريموند الثالث “القمص” صاحب طرابلس، الذي دفعه غيظه إلى مراسلة صلاح الدين[133]ومصادقته واتفق معه ألا يحاربه ولا يرفع عليه سيف، فقال له: «أنني أملك طبريا أنزل عليها وأستولي عليها وأنا أتركها لك فتقوى بها على الفرنجة وتضعف قلوبهم». فذهب صلاح الدين ونزل قريبًا من طبريا فسلمها له صاحب طرابلس، وسمع ملك الفرنجة المتوج حديثًا ما حدث، فحشد العامة في البلاد مع عساكر الساحل وسار للقاء صلاح الدين، وانضم إليه صاحب طرابلس ليتستر على فعله.[134]





في يوم السبت 25 ربيع الآخر سنة 583 هـ، الموافق فيه 5 يوليو سنة 1187م، نزل الصليبيون قرون حطين،[130]وكان صلاح الدين قد سبقهم إلى هناك وتمركز جيشه في المنطقة العليا منها حيث نبع المياه، وكانت تجهيزات الفرنجة الحربية الثقيلة هي سبب تأخرهم في الوصول، ولمّا حصل ووصلوا إلى الموقع كانوا هالكين من العطش لدرجة أنهم شربوا الخمر بدلاً من الماء فسكر منهم الكثير، وهاجموا جيش صلاح الدين فقُتل من الفريقين عدد من الجنود، وكان الصليبيون متحمسين في البداية للحصول على الماء فهزموا المسلمين في أول النهار ولكن دارت الدوائر في آخر النهار، فإنقض الأيوبيون على الجيش الصليبي ومزقوا صفوفه، واستمرت المعركة ساعات طويلة، وما أن انقشع غبارها حتى تبيّن مدى الكارثة التي لحقت بالصليبيين، فقد خسروا زهرة شباب جنودهم، وقُتل العديد من الفرسان والضبّاط المخضرمين، ووقع الملك غي آل لوزينيان وأخوه وأرناط صاحب الكرك وغيرهم من كبار الصليبيين بالأسر.[6][135] أما ريموند الثالث صاحب طرابلس، فقد تظاهر بالهجوم على المسلمين، فمر بين صفوفهم وذهب ولم يرجع كأنه أنهزم، واتجه إلى مدينة صور ومكث بها.



بعد هذا النصر جلس صلاح الدين في خيمته، وأمر بإحضار الملك غي وأخوه وأرناط، فلمّا مثلوا أمامه قدّم للملك شربة من جلاّب وثلج، فشربها وكان على أشد حال من العطش، ثم ناولها لأرناط، فقال صلاح الدين للترجمان: «إنما ناولتك، ولم آذن لك أن تسقيه، هذا لا عهد له عندي»،[136] وذلك كون العادة السائدة كانت أنه لو شرب الأسير أو أكل من مال من أسرة أمن، وكان صلاح الدين قد نذر أنه لو ظفر بأرناط قتله بعد أن قتل من المسلمين خلقًا كثيرًا.[6]بعد ذلك أمر صلاح الدين بإحضار بعض الطعام للملك غي، وما أن انتهى حتى أمر بإحضار أرناط، وأوقفه بين يديه ثم قال له: «نعم أنا أنوب عن رسول الله في الانتصار لأمته»،[136] ودعاه إلى اعتناقالإسلام، فرفض وقال ما يتضمن الاستخفاف بالنبي محمد، فسلّ صلاح الدين سيفه ودق عنق أرناط، وأمسكه الجنود وأخرجوا جثته ورموها على باب الخيمة، ورآه الملك غي يتخبط في دمائه ويلفظ أنفاسه الأخيرة فخاف وشحب لونه معتقدًا أنه لاحق به،[135]فاستحضره صلاح الدين وطيّب قلبه وقال له:




https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Cquote2.png/15px-Cquote2.png

أنا أحدثك حديث الأمراء، لا تخاف يا ملك فلن تموت اليوم، بل تحيا ولو بقي في قومك بقية كنت أملكك عليهم وأساعدك بمالي ورجالي طول أيام حياتك. إن سبب ما فعلته به أن الكرك كانت طريق التجار والمسافرين فكان يعتدى على القوافل بظلم وعنف، وكان ملوك المسلمين نور الدين وغيره يطلبون الصلح معه ليخففوا ضرره على المسلمين، فكان يوافقهم مرة ولا يعتدي على التجار وألف مرة يعتدي. فلما تملّكت وحكمت البلاد أرسلت له وهاديته بمال كثير وخلع.. فحلف لرسولي أنه لن يؤذي المسلمين وسيترك التجار بلا ضرر ويمهد لهم الطريق ولن يعتدي أي واحد من أصحابه عليهم، وبعد الصلح بثلاثة أيام عبرت قافلة قاصدة دمشق فساقها بجمالها ورجالها وأموالها وذهب بها إلى الكرك فأسر رجالها وأخذ الأموال فلما عرفت بأمر نقوضه العهد كتمت الغيظ ونذرت لله أنني متى ظفرت به أذبحه واقطع رقبته، فلا تلومني يا ملك.[137]


https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/6b/Cquote1.png/15px-Cquote1.png





https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e3/Saladin_and_Guy.jpg/240px-Saladin_and_Guy.jpg
صلاح الدين وغي آل لوزينيان بعد معركة حطين.



ثم استدعى خادمه وسأله أن يحضر شراب فجاء به فأخذه بيده وشرب منه وناوله للملك فشربه وأعطى له ولأصحابه خيمة وجعل عليها حراسًا لحراسته واحتفظ به، وأرسله إلىدمشق أسيرًا، يرافقه القاضي ابن أبي عصرون، حتى تنتهي الحرب وتُفتتح القدس، وأرسل معه أيضًا صليب الصلبوت، وهو الصليب الأعظم عند الصليبيين والذي قيل بأن فيه قطعة من الخشبة التي صُلب عليها المسيح، وكان يُغلّف بالذهب واللآلئ والجواهر النفيسة، وكان يتقدم الجيش الصليبي على الدوام، وحملوه معهم يوم حطين، وأودع في قلعة دمشق عند وصوله.[138]
تحرير الساحل الشامي[عدل]


https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/ff/Saladin_attacks_Jaffa_crusades.jpg/250px-Saladin_attacks_Jaffa_crusades.jpg
حصار الأيوبيين لمدينة يافا.



رأى صلاح الدين ألا يتوجه مباشرة لفتح القدس بعد انتصار حطين، وإنما رأى أنه من الأسلم أن يسير لفتح مدن الساحل ومن ثم الهجوم على القدس، فرحل طالبًا عكا وكان نزوله عليها يوم الأربعاء، وقاتل الصليبيين بها بكرة يوم الخميس مستهل جمادى الأولى سنة 583 هـ، فأخذها وأنقذ من كان بها من أسرى المسلمين، وكانوا أكثر من 4 آلاف شخص،[6][136] واستولى على ما فيها من الأموال والذخائر والبضائع كونها كانت المرفأ التجاري الرئيسي للصليبيين ونافذتهم على وطنهم الأم في أوروبا. ثم تفرقت الجنود الأيوبية في الساحل يأخذون الحصون والقلاع والأماكن المنيعة، ففتحوا نابلس وحيفا والناصرة وقيسارية وصفورية[139] بعد أن خلا معظمها من الرجال إما لمصرعهم على أرض المعركة أو لوقوعهم في الأسر أو لهربهم من أمام الجيش الأيوبي بعد أن قل عددهم.[6] ولمّا استقرت قواعد عكا، قسّم صلاح الدين أموالها بين أهلها، وأبقى بعض القادة الصليبيين في الأسر وأطلق سراح بعض الجنود، ثم سار يطلب قلعة تبنين، فوصلها يوم الأحد في 11 جمادى الأولى من نفس السنة، فنصب عليها المناجيق وضيّق عليها الحصار، وقاومت حاميتها مقاومة عنيفة قبل أن تستسلم ويدخلها الجيش الأيوبي، ثم ارتحل بعد ذلك قاصدًا صيدا وتسلمها في اليوم التالي لوصوله.[6][139]وفي أثناء توجه صلاح الدين لفتح بيروت في سنة 1187م، لقيه الأمير جمال الدين حجي التنوخي في بلدة خلدة وسار معه لحصار المدينة، فضرب الإثنان عليها الحصار ودخلوها بعد 7 أيام، وكافأ صلاح الدين الأمير التنوخي على ولائه له وثبته على إقطاعات آبائه وأجداده وزاد عليها حتى شملت منطقة الغرب كلها، الممتدة من جنوبي بيروت حتى أعاليجبل لبنان، وكذلك فعل مع الأمراء الشهابيين في سهل البقاع، فقد كان هؤلاء يقاتلون الصليبيين طيلة فترة من الزمن انتهت باستيلائهم على حاصبيا وما حولها، فسُرّ صلاح الدين بذلك وولّى الأمير منقذ الشهابي على البلاد التي فتحها.[45] وفي أثناء حصار صلاح الدين لبيروت، كانت فرقة عسكرية أيوبية قد استرجعت جبيل من أيدي الصليبيين، ولمّا فرغ من هذا الجانب رأى أن قصده عسقلان أولى لأن حصارها وفتحها أيسر من حصار صور، فأتى عسقلان وتسلّم في طريقه إليها مواقع كثيرة كالرملة والدراوم، وأقام في عسقلانالمناجيق وقاتلها قتالاً شديدًا حتى استسلمت حاميتها، وأقام عليها إلى أن تسلّم أصحابه غزة وبيت جبرين والنطرون بغير قتال، وهكذا كان صلاح الدين قد استرجع أغلب ساحلالشام، ولم يصمد في وجهه غير مدينتيّ طرابلس وصور وقسمًا من إمارة أنطاكية.[140]
فتح القدس


ظل صلاح الدين في عسقلان حتى نظم إدارتها وسلمها إلى أحد مماليكه واسمه علم الدين قيصر، وأعطاه ولاية عسقلان والقطاع الذي حولها ورحل منها وتوجه إلى القدس لفتحها، ووصلها يوم الخميس في 11 رجب سنة 583 هـ، الموافق فيه 20 سبتمبر سنة 1187م، من جهة عين سلوان حتى يكون الماء قريب من جيشه وأمر جنده بمحاصرة المدينة في هيئة دائرية، وصلى المسلمين على الجبل الذي حولها يوم الجمعة، وزحفوا للقتال بعد الصلاة، ولم يكن في المدينة المقدسة قوة كبيرة لحمايتها من الهجوم الأيوبي، حيث لم يزيد عدد الجنود عن 1400 جندي، أما الباقون فكانوا من الفقراء والأهالي الذين لا خبرة لديهم في القتال وكان باليان بن بارزان فارس من فرسان الفرنجة الكبار يسكن مدينة القدس ويتولى شؤونها منذ أن غادرها الملك غي، وكان باليان هذا هو صاحب مدينة الرملة،[139][141] وقاد القتال في ذلك اليوم وانضم إليه الكهنة والشمامسة، وكان ماهرًا في إدارة القتال وتوجيه المقاتلين أمام قوات صلاح الدين، وكان خوفه الأكبر أن يقتل المسلمين كل مسيحيي القدس عند دخولهم كما فعل الصليبيون عندما فتحوا المدينة قبل ما يزيد عن قرن من الزمن، فحث السكان أن يدافعوا عن حياتهم ومقدساتهم حتى الرمق الأخير، وعندما أرسل له صلاح الدين أن يسلم المدينة ويطلب الأمان لم يفعل، وأصر على القتال واستمر في الحرب لمدة 14 يومًا.[140]



ولما رأى صلاح الدين أن الحرب ستكون شديدة ولم يقدر على احتلال مدينة القدس، أحضر يوسف البطيط، وهو رجل مسيحي أرثوذكسي مقدسي، انتقل إلى مدينة دمشق وسكن فيها وكان له معرفة بأمراء مسلمين وفرنجة، وكان ممن يعرفهم صلاح الدين، وكان يعرف كذلك أبوه وعمه أسد الدين شيركوه وهم بدمشق في خدمة نور الدين زنكي قبل أن يحكموا مصر،[140] ولما ملك صلاح الدين مصر وحكمها، جاء إليهم ليعمل معهم فاستخدمه الملك العادل أبو بكر أخو صلاح الدين وأعطاه عطايا، وسكنًا في قصر الخليفة في قاعة باب الذهب في القصر الشرقي بالقاهرة، واستخدمه صلاح الدين لمراسلة الفرنجة، وكان يعرف أحوال البلاد وأهلها كما كان يعرف كبار فرسان تلك البلاد، فطلب منه أن يتفق مع المسيحيين الأرثوذكس من عرب وروم يوعدهم بالخير والعفو عنهم إذا لم يساعدوا الفرنجة في القتال وأن يسلموا المدينة لصلاح الدين من الجهة التي يسكنون بها في القدس فيُهلكوا الفرنجة،[140]الذين رفض صلاح الدين أن يعفي عنهم بحال فتح المدينة، حتى هدد باليان بقتل الرهائن المسلمين، والذين يُقدّر عددهم بأربعة الآف مسلم، وتدمير الأماكن الإسلامية المقدسة، أي قبة الصخرة والمسجد القبلي، اللذان يُشكلان المسجد الأقصى، إذا لم يعف صلاح الدين عنهم.[142]

https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c6/BalianofIbelin1490.jpg/250px-BalianofIbelin1490.jpg
باليان بن بارزان صاحب الرملة ونابلس وحاميالقدس، يُسلّم المدينة للسلطان صلاح الدين الأيوبي.



https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/83/ChristiansBeforeSaladin.jpg/250px-ChristiansBeforeSaladin.jpg
السكّان الفرنجة بين يديّ صلاح الدين بعد استرجاعه للقدس.



استشار صلاح الدين الأيوبي مجلسه وقبل هذه الشروط، على أن يتم دفع فدية على كل من فيها مقدارها عشرة دنانير من كل رجل وخمسه دنانير من كل امرأة ودينارين عن كل صبي وكل صبية لم يبلغ سن الرشد، فمن أدى ما عليه في المهلة التي قدرها أربعين يومًا، صار حرًا.[139] ثم سمح صلاح الدين بعد أن انقضت المهلة لمن لم يستطع الدفع منهم بالمغادرة دون فدية،[143][144] ولكن تم بيع معظم المقاتلة منهم عبيدًا.[145] دخل صلاح الدين المدينة في ليلة المعراج يوم 27 رجب سنة 583 هـ، الموافق فيه 2 أكتوبر سنة 1187م، وسمح لليهود بالعودة للمدينة،[146] وهو ما دفع سكان عسقلان من اليهود لاستيطان القدس.[147] وأغلق صلاح الدين كنيسة القيامة بوجه الفرنجة بعد فتح المدينة، وأمر بترميم المحراب العمري القديم وحمل منبر مليح من حلب كان الملك نور الدين محمود بن زنكي قد أمر بصنعه ليوضع في المسجد الأقصى متى فُتح بيت المقدس، فأمر صلاح الدين بحمله من حلب ونُصب بالمسجد الأقصى،[139] وأزيل ما هناك من آثار مسيحية منها الصليب الذي رفعه الإفرنج على قبة المسجد، وغُسلت الصخرة المقدسة بعدة أحمال ماء ورد وبُخّرت وفُرشت ورُتّب في المسجد من يقوم بوظائفه وجُعلت به مدرسة للفقهاء الشافعية، ثم أعاد صلاح الدين فتح الكنيسة وقرر على من يرد إليها من الفرنج ضريبة يؤديها.[140]وقد ابتهج المسلمون ابتهاجًا عظيمًا بعودة القدس إلى ربوع الأراضي الإسلامية والخلافة العباسية، وحضر ناس كثيرون ليسلموا على السلطان ومن هؤلاء الرشيد أبو محمد عبد الرحمن بن بدر بن الحسن بن مفرج النابلسي، الشاعر المشهور، فأنشد صلاح الدين قصيدة طويلة من مائة بيت يمدحه ويُهنئه بالفتح،[6] ومما جاء في القصيدة:






هذا الذي كانت الآمال تَنْتَظِرُ

فَلْيوفِ لله أقوامٌ بما نَذَروا


هذا الفتوحُ الذي جاء الزمانُ به

إليك من هفوات الدهر يعتذرُ


تَجُلّ علياه عن دح يُحيط به

وصفٌ وإن نظم المّدَاح أو نثروا


لقد فتحتَ عَصيّاً من ثُغورهمُ

لولاك ما هُدَّ من أركانها حَجَرُ



حصار صور وعكا[عدل]




[*=center]https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/61/Crystal_Clear_app_kdict.png/18px-Crystal_Clear_app_kdict.png مقالة مفصلة: حصار عكا




https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/33/Tyre_1187.jpg/250px-Tyre_1187.jpg
حصار صور من قبل الجيش الأيوبي سنة 1187.



كان معظم أمراء الفرنجة وفرسانها يذهبون إلى المدن الحصينة التي ما زالت في أيديهم مثل أنطاكية وصور، وكانت الأخيرة يحكمها ملك من ملوك أوروبا هو كونراد مركيز مونفيراتو، ويقول البعض أنه رومي ابن اخت إمبراطور القسطنطينية.[140] وكانت صور أكثر أهمية من الناحية الإستراتيجية من القدس، لذا كان من المتوقع أن يقوم صلاح الدين بفتحها أولاً، لكنه فضّل استرجاع المدينة المقدسة أولاً ليرفع من معنويات المسلمين قبل التوجه لحصار المدينة المحصنة. وقبل حصار صور توجّه صلاح الدين بجيشه إلى قلعة صفد وحاصرها سبعة شهور، ولمّا نفذ الطعام وجاعت الحامية اضطروا أن يسلموا القلعة له وطلب الأمان، وعندما غادرها جنود الفرنجة وفرسانهم ذهبوا إلى صور وكانت كل قلعة أو حصن أو مدينة تطلب الأمان ويسلمونها إلى صلاح الدين، كان الفرنجة يغادرونها إلى صور فقويت بوجود فرسان الفرنجة فيها، فصمدت في وجه صلاح الدين سنة كاملة، أضف إلى ذلك أن المركيز ظلّ يقوّي ويحمي ويدبر احتياجات المدينة طيلة أيام الحصار، حتى دبّ اليأس إلى فؤاد السلطان، ففك الحصار عنها مؤجلاً تحقيق الفتح إلى فرصة قادمة. وفي سنة 1188م أطلق صلاح الدين سراح الملك غي آل لوزينيان وأعاده إلى زوجته سيبيلا، فذهبا ليعيشا في طرابلس، ثم توجها إلى أنطاكية، قبل أن يُقررا الذهاب إلى صور، لكن كونراد رفض السماح لهما بالدخول إلى المدينة كونه لم يعترف بشرعيّة ملكيّة غي.[140]

https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c8/Siege_of_Acre.jpg/250px-Siege_of_Acre.jpg
حصار عكا.



وبعد أن انصرف صلاح الدين عن صفد واصل فتح المدن والقلاع ففتح جبلة واللاذقية وحصون صهيون وبكاس والشغر وسرمينية وبرزية ودرب ساك والكرك وكوكب، كما سعى بوهمند الثالث صاحب أنطاكية لمهادنة صلاح الدين لمدة ثمانية أشهر، فقبل صلاح الدين ذلك على أن يطلق بوهمند من عنده من أسرى المسلمين.[148] لما ضجت صور بمن لجأ إليها من الفرنجة، قام بعض رهبانهم وقسسهم بشحن الفرنجة للثأر لفقدان بيت المقدس، فرأوا أن يهاجموا عكا، فجمعوا قواتهم وضربوا عليها حصارًا بريًا بحريًا في 15 رجب585 هـ الموافق 28 أغسطس 1189م.[149]استنجدت حامية المدينة بصلاح الدين فأرسل إلى عماله وحلفاؤه يطالبهم بالاسراع إلى نجدة المدينة، فوافاه عسكر الموصل وآمد وسنجار وغيرها من بلاد الجزيرة وحران والرُّها، كما وافاه أخاه الملك العادل أبي بكر بن أيوب في جند مصر والأسطول المصري بقيادة حسام الدين لؤلؤ، فدارت بين الفريقين معارك عظيمة لم يكتب فيها الغلبة لأي من الفريقين.[149]
الحملة الصليبية الثالثة[عدل]




[*=center]https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/61/Crystal_Clear_app_kdict.png/18px-Crystal_Clear_app_kdict.png مقالة مفصلة: الحملة الصليبية الثالثة




https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/0/0f/Map_Crusader_states_1190-ar.svg/250px-Map_Crusader_states_1190-ar.svg.png
السلطنة الأيوبية بعد استرجاع بيت المقدس وساحل الشام، وعند وصول الحملة الصليبية الثالثة.



كانت معركة حطين وفتح القدس سببين رئيسيين لخروج الحملة الصليبية الثالثة، حيث حثّ البابا غريغوري الثامن ملوك أوروبا على شن حملة صليبية جديدة لاستعادة بيت المقدس، فكان أول من لبى النداء الإمبراطور الألماني فريدريش بربروسا الإمبراطور الروماني المقدس الذي سار بجيشه برًا عبر المجر ورومانيا حتى بلغ القسطنطينية، والتي كان إمبراطورها إسحق الثاني قد تحالف سرًا مع صلاح الدين، ألاّ يسمح أحدهما لأي قوّات بتهديد أراضي الآخر، إلا أنه لم يقوى على منع قوات فريدريش لكثرة عددهم، لكنه لم يسمح بتزويدهم بالمؤن. راسل فريدريش أبناء سلطان سلاجقة الروم قلج أرسلان الثاني وقد كانوا قد حجروا على أبيهم، للمرور من خلال أراضيهم، فسمحوا له، وأرسل قلج أرسلان الثاني يعتذر لصلاح الدين على عدم قدرته على منع الألمان من المرور من أراضيه، فبلغت الرسل صلاح الدين وهو يحاصر عكا.[150]رغم ذلك، فقد فشلت حملة فريدريش في الوصول إلى الشرق، لطول المسافة وحلول الشتاء على الجيش المرتحل ومقاومة بعض أمراء المناطق التي مرت بها الحملة للجيش الغازي وقلة المؤن، خاصة بعد امتناع إسحق الثاني إمبراطور الروم عن إمدادهم بالمؤن، إضافة إلى غرق فريدريش بربروسا نفسه في أحد الأنهار بالقرب من أنطاكية، والخلافات التي تبعت وفاته على من يخلفه، وقد أثارت أنباء فشل حملة بربروسا الغبطة في المعسكر المسلم المدافع عن عكا.[150]

https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/14/SaracensBeheaded.jpg/250px-SaracensBeheaded.jpg
“إعدام السراسنة”، رسم يُظهر الملك ريتشارد الأول “قلب الأسد” وهو يُعدم السجناء المسلمين بعد استرجاعه مدينة عكا.



لم تتوقف الحملة عند ذلك، بل تصدى لتلك الحملة أيضًا ملكان من أكبر ملوك أوروبا في ذلك الوقت هما ريِتشارد الأول “قلب الأسد” ملك إنگلترا وفيليپ أغسطس ملك فرنسا، اللذان مُوِّلاها بفرض ضريبة خاصة عُرفت بعشور صلاح الدين(بالإنگليزية: Saladin tithe؛ وبالفرنسية: Dîme saladine) في إنگلترا وأجزاء من فرنسا، وانضما إلى حصار عكا، التي سقطت في عام 587 هـ، الموافق لعام 1191م، أمام القوات التي يقودها ريتشارد، وأُعدم فيها ثلاثة آلاف سجين مسلم منهم نساء وأطفال.[151][152] ردّ صلاح الدين بقتل كل الفرنجة الذين أسرهم بين 28 أغسطس و 10 سبتمبر، وقد كتب بهاء الدين بن شداد “وبينما كنا هناك أحضروا اثنين من الفرنجة الذين تم أسرهم إلى السلطان صلاح الدين، وعلى الفور أمر بقطع رؤوسهم.”[153] وفي 15 شعبان سنة 587 هـ، الموافق فيه 7 سبتمبر سنة 1191م، اشتبكت جيوش صلاح الدين مع جيوش الصليبيين بقيادة ريتشارد قلب الأسد في معركة أرسوف التي انهزم فيها صلاح الدين،[154] إلا أن الصليبيين لم يتمكنوا من التوغل في الداخل وبقوا على الساحل، وبقيت الحرب سجال بين الفريقين، وفشلت كل محاولات الفرنجة لغزو القدس.لجأ الفريقان بعد ذلك إلى الصلح، وعقدت هدنة في 20 شعبان سنة 588 هـ، الموافق فيه 1 سبتمبر سنة 1192م، لمدة ثلاث سنوات وثمانية أشهر تبدأ من ذاك التاريخ، بعد أن أجهدت الحرب الفريقين، التي بموجبها تنحصر مملكة بيت المقدس الصليبية في شريط ساحلي ما بين يافا وصور، وتظل القدس في أيدي المسلمين مع السماح للمسيحيين بالحج إليها.[155] ومع ذلك، كانت علاقة صلاح الدين مع ريتشارد يسودها الاحترام المتبادل والشهامة بعيدًا عن التنافس العسكري، فعندما أصيب ريتشارد بالحمى، عرض صلاح الدين الأيوبي عليه خدمات طبيبه الشخصي، وأرسل إليهفاكهة مثلجة. وفي أرسوف، عندما فقد ريتشارد جواده، أرسل إليه صلاح الدين الأيوبي اثنين محله. كما عرض ريتشارد على صلاح الدين فلسطين موحدة للمسيحيين الأوروبيون والمسلمين عن طريق تزويج أخت ريتشارد الأول بأخو صلاح الدين وأن تكون القدس هدية زفافهما، على أن يكون ما فتحه المسلمون تحت حكم العادل وما بيد الفرنجة تحت حكم أخت ريتشارد، إلا أن الأمر لم يتم.[154] إلا أن الرجلين لم يلتقيا أبدًا وجهًا لوجه وكان التواصل بينهما بالكتابة أو بالرسل.ولما تم الصلح سار صلاح الدين إلى بيت المقدس وحصّن أسوارها، وأدخل كنيسة صهيون داخل أسوارها، وبنى فيها مدرسة ورباطًا للخيل وبيمارستان، وغير ذلك من المصالح، وقضى بالمدينة شهر رمضان من سنة 588 هـ، ثم تركها في 5 شوال متوجهًا إلى دمشق حيث قضى آخر أيامه.[155]
وفاته[عدل]


https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/3b/%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A% D9%86_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B4_ %D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA.jpg/220px-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A% D9%86_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B4_ %D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA.jpg
صلاح الدين على فراش الموت.



https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/50/Damascus-SaladinTomb.jpg/250px-Damascus-SaladinTomb.jpg
قبر صلاح الدين في دمشق.



كانت المواجهة مع الملك ريتشارد ومعاهدة الرملة آخر أعمال صلاح الدين، إذ أنه بعد وقت قصير من رحيل ريتشارد، مرض صلاح الدين بالحمى الصفراوية يوم السبت في 20 فبراير سنة 1193م، الموافق فيه 16 صفر سنة 589 هـ، وأصابه أرق فلم ينم الليل إلا قليلاً، وأخذ المرض يشتد ويزيد، حتى قال طبيبه الخاص، أن أجل السلطان أصبح قاب قوسين أو أدنى، واستمر المرض يشتد حتى انتهى إلى غاية الضعف، وبعد تسعة أيام حدثت له غشية وامتنع من تناول المشروب، ولمّا كان اليوم العاشر حُقن دفعتين، وحصل له من الحقن بعض الراحة، لكنه عاد واشتد عليه المرض حتى يأس الأطباء من حاله.[6]توفي صلاح الدين فجر يوم الأربعاء في 4 مارس سنة 1193م، الموافق فيه 27 صفر سنة 589 هـ، فأفجع موته المسلمين عمومًا والدمشقيين خصوصًا، وبكاه الكثيرون عند تشييعه وقيل إن العاقل حتى كان ليُخيل له أن الدنيا كلها تصيح صوتًا واحدًا من شدة البكاء، وغشي الناس ما شغلهم عن الصلاة عليه، وتأسف الناس عليه حتى الفرنج لما كان من صدق وفائه،[156] ودُفن بعد صلاة عصر ذلك اليوم في المدرسة العزيزية قرب المسجد الأموي في دمشق، إلى جوار الملك نور الدين زنكي، وعندما فُتحت خزانته الشخصية لم يكن فيها ما يكفي من المال لجنازته، فلم يكن فيها سوى سبعة وأربعين درهمًا ناصريًا ودينارًا واحدًا ذهبًا، ولم يخلف ملكًا ولا دارًا، إذ كان قد أنفق معظم ماله في الصدقات.[157]في ساعة موته، كتب القاضي الفاضل، قاضي دمشق، إلى ولده الملك الظاهر صاحب حلب رسالة قال فيها: «﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾۞﴿إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾ كتبت إلى مولانا الملك الظاهر أحسن الله عزاءه، وجبر مصابه، وجعل فيه الخلف من السلف في الساعة المذكورة وقد زلزل المسلمون زلزالاً شديدًا، وقد حضرت الدموع المحاجر، وبلغت القلوب الحناجر، وقد ودعت أباك ومخدومي وداعًا لا تلاقي بعده وقبلت وجهه عني وعنك، وأسلمته إلى الله وحده مغلوب الحيلة، ضعيف القوة، راضيًا عن الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وبالباب من الجنود المجندة، والأسلحة المعمدة ما لم يدفع البلاء، ولا ما يرد القضاء، تدمع العين، ويخشع القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بك يا يوسف لمحزونون. وأما الوصايا، فما تحتاج إليها، والأراء، فقد شغلني المصاب عنها، وأما لائح الأمر، فإنه إن وقع اتفاق، فما عدمتم إلا شخصه الكريم، وإن كان غير ذلك، فالمصائب المستقبلة أهونها موته، وهو الهول العظيم والسلام».[156]

https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d5/Graf_Saladin_Damascus.JPG/250px-Graf_Saladin_Damascus.JPG
مقام صلاح الدين.



وكان ڤيلهلم الثاني إمبراطور ألمانيا عندما زار دمشق توجه إلى مدفن صلاح الدين ووضع باقة زهور جنائزية على قبره عليها نقش معناه “ملك بلا خوف ولا ملامة، علّم خصومه الفروسية الحقيقية”،[158] كما أهدى نعشًا رخاميًا للضريح إلا أن جثمان صلاح الدين لم يُنقل إليه، وبقي في النعش الخشبي، وذلك لأن الإسلام يُحّرم نبش القبور وإخراج الأموات لأغراض غير شرعيّة ويُصنّف ذلك انتهاكًا لحرمة القبر، لهذا بقي النعش الهدية في الضريح خاويًا إلى اليوم.
الدولة الأيوبيّة بعد صلاح الدين[عدل]


قسّم صلاح الدين دولته قبل وفاته بين أولاده وأفراد من عائلته، فجعل إمارة دمشق لابنه الأفضل نور الدين علي، وهو أكبر أولاده، وأوصى له بالسلطنة، وجعل الديار المصرية لولده العزيز عثمان، وإمارة حلب لولده الظاهر غازي غياث الدين، وترك الكرك والشوبك وبلاد جعبر وبلدانًا كثيرة قاطع الفرات لأخيه العادل، وحماة لابن أخيه محمد بن تقي الدين عمر، وحمص والرحبة وغيرها لحفيد عمه شيركوه، أسد الدين شيركوه بن ناصر، واليمن بمعاقله ومخاليفه في قبضة السلطان ظهير الدين سيف الإسلام طغتكين بن أيوب أخي صلاح الدين.[130] ولم يلبث الخلاف أن دبّ بين أولاد صلاح الدين، مما جعل عمهم العادل يعزلهم ويقوم بتوحيد البيت الأيوبي تحت رايته. وكما فعل صلاح الدين من قبل، فعل أخوه الملك العادل، فقسّم أراضي دولته بين أبنائه وهو على قيد الحياة، ولكن هؤلاء الإخوة لم يكونوا على وفاق بعد وفاة أبيهم، فكانوا يُحاربون بعضهم بعضًا، بالرغم من أن الصليبيين كانوا يفيدون من هذا الخلاف، وبعدهم جاء أولادهم، فلم يكونوا خيرًا من آبائهم في صلاتهم فيما بينهم وبين أبناء عمهم، ولكن واحدًا منهم استطاع أن يلمع في ظلام هذا الخلاف، ذلك هو “الصالح أيوب”، حفيد الملك العادل، الذي أعاد توحيد دولة صلاح الدين تحت سلطانه. ولمّا مات الصالح أيوب تولّى ابنه توران شاه السلطنة، لكن مماليكه ائتمروا به وقتلوه، ثمّ نصبوا زوجة أبيه “شجرة الدر” سلطانة عليهم، وبهذا زالت الدولة الأيوبيّة في مصر وقامت مكانها دولة المماليك.[159]
أسرته[عدل]


وفقًا لعماد الدين الأصفهاني، فقد أنجب صلاح الدين الأيوبي خمسة أبناء قبل مغادرته مصر في عام 1174م. ابنه الأكبر الأفضل وُلد في عام 1170م وأنجبت له زوجته شمسة التي اصطحبها معه إلى الشام ولده عثمان، وُلد في عام 1172مفي مصر، ثم أنجبت طفلاً آخر في عام 1177م. بينما ذكر أبو العباس القلقشندي، أن ولده الثاني عشر وُلد في مايو سنة 1178م، بينما ذكر الأصفهاني، أن هذا الطفل كان ابن صلاح الدين السابع. كما وُلد له مسعود في عام 1175م ويعقوب في عام 1176م، وهذا الأخير من زوجته شمسة. تزوج صلاح الدين من أرملة نور الدين زنكي عصمة الدين خاتون في سبتمبر سنة 1176م، وانجبت له إحدى زوجاته غازي وداود في عامي 1173م و1178م على التوالي، وأنجبت له أخرى إسحق في عام 1174م وولدًا آخر في شهر يوليو من سنة 1182م.[160]
صلاح الدين في التراث[عدل]

في الوعي العربي[عدل]


https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/62/%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%A8_%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD_ %D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86.jpg/100px-%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%A8_%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD_ %D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86.jpg
عُقاب صلاح الدين الذي اكتشف فيقلعة القاهرة، والذي اقتُبس ليُصبح شعارًا لعدة دول عربية وإسلامية .



بالرغم من أن الدولة التي أسسها صلاح الدين لم تدم طويلاً من بعده إلا أن صلاح الدين يُعَدُّ في الوعي العربي الإسلامي محرر القدس، ومع تصاعد مشاعر القومية العربية في القرن العشرين، ولا سيما في وجودالصراع العربي الإسرائيلي، اكتسبت بطولة صلاح الدين وقيادته أهمية جديدة، فقد كان في تحريره للقدس من الصليبيين مصدر إلهام لمعارضة العرب في العصر الحديث للصهيونية. كما استُلهمت شخصيته في الملاحم والأشعار وحتى مناهج التربية الوطنية في الدول العربية، كما أُلِّفَت عشرات الكتب عن سيرته، وتناولتها المسرحيات والتمثيليات والأعمال الدرامية. لا يزال صلاح الدين يضرب به المثل كقائد مسلم مثالي واجه أعداءه بحسم ليحرر أراضي المسلمين، دون تفريط في الشهامة والأخلاق الرفيعة.علاوة على ذلك، كان يُنظر إلى وحدة العالم العربي تحت راية صلاح الدين رمزًا مثاليًا للوحدة الجديدة التي سعى إليها القوميون العرب، بقيادة جمال عبد الناصر. لهذا السبب، أصبح نسر صلاح الدين رمزًا لدولة ما بعد الملكية في مصر،[161] واعتمد لاحقًا كشعار لعدد من الدول العربية الأخرى مثل العراق وفلسطين واليمن وسوريا. بل إن هناك محافظة في العراق سُمّيت على اسمه، إضافة إلى جامعة صلاح الدين في أربيل أكبر مدن كردستان العراق.يوجد عدد قليل من المباني منذ عهد صلاح الدين ما زالت باقية في المدن الحديثة. فقد كان صلاح الدين الأيوبي أول من حصّن قلعة القاهرة (1175-1183) مدخلا ذلك الطراز المعماري العسكري إلى مصر الذي لم تعرف قبله سوى القصبات الشمال أفريقية، و نموذج آخر عليه و إن كان أصغر قلعة الجندي في سيناء، والتي تشرف على طريق القوافل الذي يربط مصر بالشرق الأدنى. في تلك القلعة، عثر فريق آثار فرنسي عام 1909م، على عدد من الغرف المقببة الكبيرة المنحوتة في الصخر، بها بقايا متاجر وصهاريج مياه.[162]كذلك يُطلق بعض المسلمين على أولادهم الذكور اسم “صلاح الدين” تيمنًا بهذا القائد، على الرغم من أن هذا الاسم كان لقبًا للسلطان الأيوبي خُلع عليه بعد إسقاطه الدولة الفاطمية وقتاله الصليبيين.
في الوعي الأوروبي[عدل]


ومن الجدير بالذكر أن صلاح الدين ظل دوماً مثالاً مشرفاً للفارس النبيل، الذى تتجسد فيه كافة أخلاق الفروسية بالمفهوم الأوربي، على الرغم من كونه خصماً للأوروبيين .حتى أنه توجد ملحمة شعبية شعرية من القرن الرابع عشر تصف أعماله البطولية. فعلى الرغم من المذبحة التي قام بها الصليبيون عندما احتلوا القدس في عام 1099م، فقد عفا صلاح الدين وسمح للمسيحيين الغربيين بالمغادرة مع بقايا الجيش المسيحي المنهزم، طالما أنهم كانوا قادرين على دفع الفدية التي فرضها عليهم. كما عومل الأرثوذكس (ومنهم مسيحيون عرب) معاملة أفضل لأنهم عادة ما كانوا يعارضون الغزو الأوروبي الصليبي.بالرغم من الاختلاف في العقيدة فإن القُواد المسيحيين امتدحوا صلاح الدين، خصوصًا ريتشارد قلب الأسد، الذي يُروى أنه قال عنه أنه أمير عظيم وأنه بلا شك أعظم وأقوى قائد في العالم الإسلامي؛[163] كما يُروى أن صلاح الدين ردَّ بأنه لم يكن هناك قائد مسيحي أشرف من ريتشارد. وبعد معاهدة الرملة، تبادل صلاح الدين وريتشارد الهدايا كرمز للاحترام المتبادل، ولكنهما لم يلتقيا قط وجهًا لوجه.

https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/d/d0/RichardSaladin.jpg
رسم أوروبي من القرن الثالث عشر يُظهر ريتشارد الأول “قلب الأسد” وصلاح الدين في مبارزة.





قال عنه المؤرخون الأوروبيون أنه “من الحق أن كرمه وورعه وبعده عن التعصب؛ تلك الليبرالية والنزاهة التي كانت النموذج الذي ألهم مؤرخينا القدماء؛ هي ما أكسبه احترامًا في سوريا الإفرنجية لا يقل عن الذي له في أرض الإسلام.”[158]وعلى النقيض، ووفقًا لبعض المصادر، فخلال الحرب العالمية الأولى، أعلن القائد البريطاني إدموند ألنبي بفخر أن “اليوم انتهت الحروب الصليبية” رافعًا سيفه نحو تمثال لصلاح الدين الأيوبي بعد الاستيلاء على دمشق، وهي العبارة التي لازمت ألنبي طوال حياته، وهو ما احتج عليه بشدة ضد من يصفون غزوه لفلسطين عام 1917م بالحملة الصليبية. وفي عام 1933م، ذكر ألنبي أن أهمية القدس تكمن في أهميتها الاستراتيجية، ولم يكن هناك دوافع دينية لتلك الحملة.[164]كما احتفلت الصحافة البريطانية أيضًا باحتلال الشام برسم هزلي لريتشارد قلب الأسد وهو ينظر إلى القدس وكتب تحتها عبارة “أخيرًا، تحقق حلمي”.[165] وبعد أن دخل الفريق أول الفرنسي هنري غورو المدينة في شهر يوليو من عام1920م، ركل قبر صلاح الدين الأيوبي وهو يصيح “استيقظ يا صلاح الدين، قد عدنا تواجدي هنا يكرس انتصار الصليب على الهلال”.[166]
مما يُروى عنه[عدل]


ذكر بهاء الدين الأصفهاني، أنه في شهر أبريل من سنة 1191م، كانت امرأة من الفرنجة قد سرق منها طفلها الذي يبلغ من العمر ثلاث شهور، وبيع في السوق، فنصحها الفرنجة بالتظلم لصلاح الدين الأيوبي نفسه، فأمر صلاح الدين باستعادة الطفل من ماله الخاص لأمه، وأعادها إلى مخيمها.قصة قصيرة عن صلاح الدين الايوبيفي يوم تحرير القدس اتت امراة صليبية الى صلاح الدين
وقالت له وهي تبكي بغزارة يا ايها الايوبي ان احد جندك اخذ ولدي الصغير
فقام صلاح الدين من مكانه قبل ان ترمش عينها فذهب الى جيشه الذي في الخارج
بعد ان انتصر فقال لهم قد عقدت العزم باذن الله ان احرر القدس وها انا
حررتها باذن الله ولكن هنالك من خالف امر الله واخذ طفل صغير من هذه المراة
فارجعوه اليها وان لم ترجعوه فساظل باقيا هنا واقفا في حر الشمس (وكان
الحر شديدا في ذاك الوقت من السنة) فظل صلاح الدين واقفا ساعة كاملة في
ذالك الحر الشديد فأتا جيشه حاملا الطفل معه فاخذه منهم فقبله وربت على
شعره وهو طفل ذو 3 سنين فاعطاه الى امه وصلاح الدين يبكي فقال الى امه
اذهبي الى قومك وقولي لهم عن سماحة الاسلام وماهي لحظات حتى استسلمت تلك
المراة وقالت (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) فأنظروا إلى سماحة الاسلام وسماحة صلاح الدين الايوبي
وفاة صلاح الدين الأيوبي


مات صلاح الدين -رحمه الله- كما مات من سبقه من البشر من الأنبياء والمرسلين والدعاة والمصلحين، إذ مرض -رحمه الله- في 16 صفر 589هـ، ووافته المنية في 27 صفر 589هـ. ولئن كانت روحه قد فارقت جسده، وانتقل بجسده وروحه عن دنيا الناس، إلا أن أعماله الخالدة حيّة يذكره الناس بها في كل آنٍ، ويتطلع الناس إلى مثلها في كل مكان.والآن.. أليس الوضع هو الوضع والحال هو الحال؟!تالله ما أشبه الليلة بالبارحة! وما أشبه اليوم بالأمس! أمة ممزقة إلى أجزاء، ومجزأة إلى أوصال، ومتقطعة إلى دويلات، في كل دولة ودويلة حاكم وسلطان، وفي كل محلة راية وأعلام، وفي كل زاوية رأي وفقيه، مع اعتزاز كل ذي موقف بمكانه، وإعجاب كل ذي رأي برأيه.. كل ذلك مع ضياع القدس وانتهاب فلسطين، وانتهاك الحرمات وهتك الأعراض، وقتل الأطفال، ودك البيوت. فهل للمسلمين من صلاحٍ جديد يصلح الدنيا بالدين، ويجدِّد للناس دينهم؟! نسأل الله ذلك.

نوارة الكون
09-11-2017, 07:55 AM
(57)

قصه بعنوان


لوحة اليدين
للعضو المتميز والمتألق نديم الماضي
على الرابط التالي


http://omaniaa.co/showthread.php?t=121024





في قرية قريبة من بلدة نورمبرج الأوروبية ، في القرن الخامس عشر، عاشت عائلة مكونة من أب وأم وثمانية عشر طفلًا.
لذا كانت ظروفهم المادية في غاية الصعوبة.
ولكن ذلك لم يمنع الأخوين الأكبرين من حلم كان يراودهما...

فالاثنان موهوبان في الرسم ، ولذا حلما بالانضمام إلى الدراسة في أكاديمية الفنون في نورمبرج .
كان حلمًا لأنهما علما أن والدهما لن يستطيع أن يتكفل باحتياجاتهما المادية وقت الدراسة .

أخيرًا ،،، توصلا إلى حل بعد مناقشات طويلة امتدت لساعات الفجر المبكرة ولأيام عديدة...

أن يُجريا قرعة.
الخاسر يذهب للعمل في المناجم ويتكفل بمصاريف أخيه الفائز لمدة أربع سنوات هي فترة الدراسة في الأكاديمية .
وبعدها يذهب الآخر ليدرس ويتكفل به أخوه ببيع الأعمال الفنية أو بالعمل في المناجم لو اقتضت الضرورة. . ،

أُجريت القرعة ، فاز بها ألبرت دورير، وهكذا ذهب إلى الأكاديمية ،

وأما أخوه فذهب إلى المناجم ليعمل فيها أربع سنوات .

منذ البداية كان واضحًا أن ألبرت سيكون له شأن عظيم في عالم الفن ، وعندما حان وقت تخرجه، كانت لوحاته وتماثيله تدر عليه دخلا وفيرًا .

عاد ألبرت إلى قريته بعد غياب 4 سنوات وسط احتفال هائل ؛ وصنع له أهله وليمة كبيرة .

وعندما انتهوا من الطعام ، وقف ألبرت وقال : "يا أخي الحبيب ، الله يباركك ويعوضك عن تعبك لاجلي . لولاك لما استطعت أبدًا أن أدرس في الأكاديمية .

الآن حان دورك في الذهاب ، وأنا سأتكفل بمصاريفك ، فلديّ دخل كبير من بيع اللوحات".
اتّجهت الأنظار صوب الأخ منتظرة ما سيقوله.

أما هو فهز رأسه ببطء وقال : "لا يا أخي ، أنا لا أقدر على الذهاب الآن . انظر إلى يديّ وما فعلته بهما 4 سنوات من العمل في المناجم . لقد تكسر الكثير من عظامها الصغيرة .
لا يا أخي ، فإني لا أقدر على الإمساك بريشة صغيرة والتحكم الخطوط الدقيقة".

وذات يوم مر ألبرت على حجرة أخيه ، فوجده يدعو ويداه مضمومتان ؛ فاستوقفه المنظر وشعر برهبة شديدة .

وهنا أخذ أدواته ورسم تلك اليدين ، كتكريم للمحبة الباذلة التي لا تفكر في نفسها .

أطلق على اللوحة اسم "اليدين"، وأما العالم فأذهله الرسم وأعاد تسمية اللوحة بـ"اليدين المصليتين".

لقد مر على هذه الأحداث العديد من الأعوام . وأعمال هذا الفنان منتشرة في متاحف كثيرة ، ولكن معظمنا لا يعرف مِن أعماله سوى هذه اللوحة الرائعة.

الفنان هو ألبرت ديورر Albrecht Dürer (ولد في ألمانيا 1471 - توفي 1528)، والصورة هي "The Praying Hands" المرسومة سنة 1508.

������

عندما ترى هذه اللوحة تذكر: كل يد قدمت لك خدمة، كل يد ضحت من أجل راحتك، كل يد بذلت نفسها من أجلك .��

http://www11.0zz0.com/2017/11/07/17/857286939.jpg (https://www.0zz0.com/)

روانـــــووو
11-11-2017, 12:05 AM
http://omaniaa.co/showthread.php?t=121129

من قصص الأنبياء قصة إدريس عليه السلام



نبذة عن إدريس عليه السلام
كان إدريس عليه السلام صديقا نبيا ومن الصابرين، أول نبي بعث في الأرض بعد آدم، وهو أبو جد نوح، أنزلت عليه ثلاثون صحيفة، ودعا إلى وحدانية الله وآمن به ألف إنسان، وهو أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبسها، وأول من نظر في علم النجوم وسيرهاسيرته:
إدريس عليه السلام هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في كتابة العزيز، وذكره في بضعة مواطن من سور القرآن، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً أي يجب اعتقاد نبوته ورسالته على سبيل القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره باسمه وحدث عن شخصه فوصفه بالنبوة والصديقية.

نسبه:

هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم عليه السلام واسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح عليه السلام. وهو أول بني آدم أعطي النبوة بعد (آدم) و (شيث) عليهما السلام، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم عليه السلام 308 سنوات لأن آدم عمر طويلاً زهاء 1000 ألف سنة.حياته:
وقد أختلف العلماء في مولده ونشأته، فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل، وقال آخرون إنه ولد بمصر والصحيح الأول، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، ولما كبر آتاه الله النبوة فنهي المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة (آدم) و (شيث) فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع خفير، فنوى الرحلة عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا مثل (بابل) فقال إذا هاجرنا رزقنا الله غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه بمصر يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق. وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه كان في زمانه 72 لساناً يتكلم الناس بها وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعاً ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم. وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمة قوله (خير الدنيا حسرة، وشرها ندم) وقوله (السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة) وقوله (الصبر مع الإيمان يورث الظفر).وفاته:
وقد أُخْتُلِفَ في موته.. فعن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}؟ فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم – لعله من أهل زمانه – فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال “له”: إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملاً، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}. ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها. وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك الموت كم بقي من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقي من عمره؟ فقال: لا أدري حتى أنظر، فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر. وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة.هذه القصة تابع لموقع : قصص واقعيةوقول ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى. إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حياً إلى السماء ثم قبض هناك. فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار. والله أعلم.وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} : رفع إلى السماء السادسة فمات بها، وهكذا قال الضحاك. والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد وغير واحد. وقال الحسن البصري: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إلى الجنة، وقال قائلون رفع في حياة أبيه يرد بن مهلاييل والله أعلم. وقد زعم بعضهم أن إدريس لم يكن قبل نوح بل في زمان بني إسرائيل.قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء: أنه لما مرّ به عليه السلام قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم و إبراهيم: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح، قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.وهذا لا يدل ولابد، قد لا يكون الراوي حفظه جيداً، أو لعله قاله على سبيل الهضم والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لآدم أبي البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن، وأكبر أولي العزم بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

روانـــــووو
11-11-2017, 12:07 AM
http://omaniaa.co/showthread.php?t=120651

قصة إسماعيل عليه السلام



إسماعيل عليه السلامنبذة:

هو ابن إبراهيم البكر وولد السيدة هاجر، سار إبراهيم بهاجر – بأمر من الله – حتى وضعها وابنها في موضع مكة وتركهما ومعهما قليل من الماء والتمر ولما نفد الزاد جعلت السيدة هاجر تطوف هنا وهناك حتى هداها الله إلى ماء زمزم ووفد عليها كثير من الناس حتى جاء أمر الله لسيدنا إبراهيم ببناء الكعبة ورفع قواعد البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجر وإبراهيم يبني حتى أتما البناء ثم جاء أمر الله بذبح إسماعيل حيث رأى إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه فعرض عليه ذلك فقال “يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين” ففداه الله بذبح عظيم، كان إسماعيل فارسا فهو أول من استأنس الخيل وكان صبورا حليما، يقال إنه أول من تحدث بالعربية البينة وكان صادق الوعد، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة، وكان ينادي بعبادة الله ووحدانيته.

سيرته:الاختبار الأول:
ذكر الله في كتابه الكريم، ثلاث مشاهد من حياة إسماعيل عليه السلام. كل مشهد عبارة عن محنة واختبار لكل من إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. أول هذه المشاهد هو أمر الله سبحانه وتعالى لإبراهيم بترك إسماعيل وأمه في واد مقفر، لا ماء فيه ولا طعام. فما كان من إبراهيم عليه السلام إلا الاستجابة لهذا الأمر الرباني. وهذا بخلاف ما ورد في الإسرائيليات من أن إبراهيم حمل ابنه وزوجته لوادي مكة لأن سارة -زوجة إبراهيم الأولى- اضطرته لذلك من شدة غيرتها من هاجر. فالمتأمل لسيرة إبراهيم عليه السلام، سيجد أنه لم يكن ليتلقّى أوامره من أحد غير الله.أنزل زوجته وابنه وتركهما هناك، ترك معهما جرابا فيه بعض الطعام، وقليلا من الماء. ثم استدار وتركهما وسار.أسرعت خلفه زوجته وهي تقول له: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه شيء؟لم يرد عليها سيدنا إبراهيم وظل يسير.. عادت تقول له ما قالته وهو صامت.. أخيرا فهمت أنه لا يتصرف هكذا من نفسه.. أدركت أن الله أمره بذلك فسألته: هل الله أمرك بهذا؟فقال إبراهيم عليه السلام: نعم.قالت زوجته المؤمنة العظيمة: لن نضيع ما دام الله معنا وهو الذي أمرك بهذا.وسار إبراهيم حتى إذا أخفاه جبل عنهما وقف ورفع يديه الكريمتين إلى السماء وراح يدعو الله:رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) (إبراهيم)لم يكن بيت الله قد أعيد بناؤه بعد، لم تكن الكعبة قد بنيت، وكانت هناك حكمة عليا في أمر الله سبحانه لإبراهيم، فقد كان إسماعيل -الطفل الذي تُرِكَ مع أمه في هذا المكان- ووالده من سيكونان المسؤولان بناء الكعبة فيما بعد.. وكانت حكمة الله تقضي أن يسكن أحد في هذا الوادي، لميتد إليه العمران.بعد أن ترك إبراهيم زوجته وابنه الرضيع في الصحراء بأيام نفد الماء وانتهى الطعام، وجف لبن الأم.. وأحست هاجر وإسماعيل بالعطش.بدأ إسماعيل يبكي من العطش.. فتركته أمه وانطلقت تبحث عن ماء.. راحت تمشي مسرعة حتى وصلت إلى جبل اسمه “الصفا”.. فصعدت إليه وراحت تبحث به عن بئر أو إنسان أو قافلة.. لم يكن هناك شيء. ونزلت مسرعة من الصفا حتى إذا وصلت إلى الوادي راحت تسعى سعي الإنسان المجهد حتى جاوزت الوادي ووصلت إلى جبل “المروة”، فصعدت إليه ونظرت لترى أحدا لكنها لم تر أحدا. وعادت الأم إلى طفلها فوجدته يبكي وقد اشتد عطشه.. وأسرعت إلى الصفا فوقفت عليه، وهرولت إلى المروة فنظرت من فوقه.. وراحت تذهب وتجيء سبع مرات بين الجبلين الصغيرين.. سبع مرات وهي تذهب وتعود – ولهذا يذهب الحجاج سبع مرات ويعودون بين الصفا والمروة إحياء لذكريات أمهم الأولى ونبيهم العظيم إسماعيل. عادت هاجر بعد المرة السابعة وهي مجهدة متعبة تلهث.. وجلست بجوار ابنها الذي كان صوته قد بح من البكاء والعطش.وفي هذه اللحظة اليائسة أدركتها رحمة الله، وضرب إسماعيل بقدمه الأرض وهو يبكي فانفجرت تحت قدمه بئر زمزم.. وفار الماء من البئر.. أنقذت حياتا الطفل والأم.. راحت الأم تغرف بيدها وهي تشكر الله.. وشربت وسقت طفلها وبدأت الحياة تدب في المنطقة.. صدق ظنها حين قالت: لن نضيع ما دام الله معنا.وبدأت بعض القوافل تستقر في المنطقة.. وجذب الماء الذي انفجر من بئر زمزم عديدا من الناس.. وبدأ العمران يبسط أجنحته على المكان.كانت هذه هي المحنة الاولى.. أما المحنة الثانية فهي الذبح.الاختبار الثاني:
كبر إسماعيل.. وتعلق به قلب إبراهيم.. جاءه العقب على كبر فأحبه.. وابتلى الله تعالى إبراهيم بلاء عظيما بسبب هذا الحب. فقد رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد إسماعيل. وإبراهيم يعمل أن رؤيا الأنبياء وحي.
انظر كيف يختبر الله عباده. تأمل أي نوع من أنواع الاختبار. نحن أمام نبي قلبه أرحم قلب في الأرض. اتسع قلبه لحب الله وحب من خلق. جاءه ابن على كبر.. وقد طعن هو في السن ولا أمل هناك في أن ينجب. ثم ها هو ذا يستسلم للنوم فيرى في المنام أنه يذبح ابنه وبكره ووحيده الذي ليس له غيره.
أي نوع من الصراع نشب في نفسه. يخطئ من يظن أن صراعا لم ينشأ قط. لا يكون بلاء مبينا هذا الموقف الذي يخلو من الصراع. نشب الصراع في نفس إبراهيم.. صراع أثارته عاطفة الأبوة الحانية. لكن إبراهيم لم يسأل عن السبب وراء ذبح ابنه. فليس إبراهيم من يسأل ربه عن أوامره.
فكر إبراهيم في ولده.. ماذا يقول عنه إذا أرقده على الأرض ليذبحه.. الأفضل أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا. هذا أفضل.. انتهى الأمر وذهب إلى ولده (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى). انظر إلى تلطفه في إبلاغ ولده، وترك الأمر لينظر فيه الابن بالطاعة.. إن الأمر مقضي في نظر إبراهيم لأنه وحي من ربه.. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟ أجاب إسماعيل: هذا أمر يا أبي فبادر بتنفيذه (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). تأمل رد الابن.. إنسان يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده (إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). هو الصبر على أي حال وعلى كل حال.. وربما استعذب الابن أن يموت ذبحا بأمر من الله.. ها هو ذا إبراهيم يكتشف أن ابنه ينافسه في حب الله. لا نعرف أي مشاعر جاشت في نفس إبراهيم بعد استسلام ابنه الصابر.
ينقلنا الحق نقلة خاطفة فإذا إسماعيل راقد على الأرض، وجهه في الأرض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح. وإذا إبراهيم يرفع يده بالسكين.. وإذا أمر الله مطاع. (فَلَمَّا أَسْلَمَا) استخدم القرآن هذا التعبير.. (فَلَمَّا أَسْلَمَا) هذا هو الإسلام الحقيقي.. تعطي كل شيء، فلا يتبقى منك شيء.
عندئذ فقط.. وفي اللحظة التي كان السكين فيها يتهيأ لإمضاء أمره.. نادى الله إبراهيم.. انتهى اختباره، وفدى الله إسماعيل بذبح عظيم – وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد، هم المسلمون. صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين. عيدا يذكرهم بمعنى الإسلام الحقيقي الذي كان عليه إبراهيم وإسماعيل.
خبر زوجة إسماعيل:
عاش إسماعيل في شبه الجزيرة العربية ما شاء الله له أن يعيش.. روض الخيل واستأنسها واستخدمها، وساعدت مياه زمزم على سكنى المنطقة وتعميرها. استقرت بها بعض القوافل.. وسكنتها القبائل.. وكبر إسماعيل وتزوج، وزاره إبراهيم فلم يجده في بيته ووجد امرأته.. سألها عن عيشهم وحالهم، فشكت إليه من الضيق والشدة.
قال لها إبراهيم: إذا جاء زوجك مريه أن يغير عتبة بابه.. فلما جاء إسماعيل، ووصفت له زوجته الرجل.. قال: هذا أبي وهو يأمرني بفراقك.. الحقي بأهلك.
وتزوج إسماعيل امرأة ثانية.. زارها إبراهيم، يسألها عن حالها، فحدثته أنهم في نعمة وخير.. وطاب صدر إبراهيم بهذه الزوجة لابنه.
الاختبار الثالث:
وها نحن الآن أمام الاختبار الثالث.. اختبار لا يمس إبراهيم وإسماعيل فقط. بل يمس ملايين البشر من بعدهم إلى يوم القيامة.. إنها مهمة أوكلها الله تعالى لهذين النبيين الكريمين.. مهمة بناء بيت الله تعالى في الأرض.
كبر إسماعيل.. وبلغ أشده.. وجاءه إبراهيم وقال له: يا إسماعيل.. إن الله أمرني بأمر. قال إسماعيل: فاصنع ما أمرك به ربك.. قال إبراهيم: وتعينني؟ قال: وأعينك. فقال إبراهيم: فإن الله أمرني أن ابني هنا بيتا. أشار بيده لصحن منخفض هناك.
صدر الأمر ببناء بيت الله الحرام.. هو أول بيت وضع للناس في الأرض.. وهو أول بيت عبد فيه الإنسان ربه.. ولما كان آدم هو أول إنسان هبط إلى الأرض.. فإليه يرجع فضل بنائه أول مرة.. قال العلماء: إن آدم بناه وراح يطوف حوله مثلما يطوف الملائكة حول عرش الله تعالى.
بنى آدم خيمة يعبد فيها الله.. شيء طبيعي أن يبني آدم -بوصفه نبيا- بيتا لعبادة ربه.. وحفت الرحمة بهذا المكان.. ثم مات آدم ومرت القرون، وطال عليه العهد فضاع أثر البيت وخفي مكانه.. وها هو ذا إبراهيم يتلقى الأمر ببنائه مرة ثانية.. ليظل في المرة الثانية قائما إلى يوم القيامة إن شاء الله. وبدأ بناء الكعبة..
هدمت الكعبة في التاريخ أكثر من مرة، وكان بناؤها يعاد في كل مرة.. فهي باقية منذ عهد إبراهيم إلى اليوم.. وحين بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تحقيقا لدعوة إبراهيم.. وجد الرسول الكعبة حيث بنيت آخر مرة، وقد قصر الجهد بمن بناها فلم يحفر أساسها كما حفره إبراهيم.
نفهم من هذا إن إبراهيم وإسماعيل بذلا فيها وحدهما جهدا استحالت -بعد ذلك- محاكاته على عدد كبير من الرجال.. ولقد صرح الرسول بأنه يحب هدمها وإعادتها إلى أساس إبراهيم، لولا قرب عهد القوم بالجاهلية، وخشيته أن يفتن الناس هدمها وبناؤها من جديد.. بناؤها بحيث تصل إلى قواعد إبراهيم وإسماعيل.
أي جهد شاق بذله النبيان الكريمان وحدهما؟ كان عليهما حفر الأساس لعمق غائر في الأرض، وكان عليهما قطع الحجارة من الجبال البعيدة والقريبة، ونقلها بعد ذلك، وتسويتها، وبناؤها وتعليتها.. وكان الأمر يستوجب جهد جيل من الرجال، ولكنهما بنياها معا.
لا نعرف كم هو الوقت الذي استغرقه بناء الكعبة، كما نجهل الوقت الذي استغرقه بناء سفينة نوح، المهم أن سفينة نوح والكعبة كانتا معا ملاذا للناس ومثوبة وأمنا.. والكعبة هي سفينة نوح الثابتة على الأرض أبدا.. وهي تنتظر الراغبين في النجاة من هول الطوفان دائما.
لم يحدثنا الله عن زمن بناء الكعبة.. حدثنا عن أمر أخطر وأجدى.. حدثنا عن تجرد نفسية من كان يبنيها.. ودعائه وهو يبنيها:
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129) (البقرة)
إن أعظم مسلمين على وجه الأرض يومها يدعوان الله أن يتقبل عملهما، وأن يجعلهما مسلمين له.. يعرفان أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن. وتبلغ الرحمة بهما أن يسألا الله أن يخرج من ذريتهما أمة مسلمة له سبحانه.. يريدان أن يزيد عدد العابدين الموجودين والطائفين والركع السجود. إن دعوة إبراهيم وإسماعيل تكشف عن اهتمامات القلب المؤمن.. إنه يبني لله بيته، ومع هذا يشغله أمر العقيدة.. ذلك إيحاء بأن البيت رمز العقيدة. ثم يدعوان الله أن يريهم أسلوب العبادة الذي يرضاه، وأن يتوب عليهم فهو التواب الرحيم. بعدها يتجاوز اهتمامها هذا الزمن الذي يعيشان فيه.. يجاوزانه ويدعوان الله أن يبث رسولا لهؤلاء البشر. وتحققت هذه الدعوة الأخيرة.. حين بعث محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم.. تحققت بعد أزمنة وأزمنة
انتهى بناء البيت، وأراد إبراهيم حجرا مميزا، يكون علامة خاصة يبدأ منها الطواف حول الكعبة.. أمر إبراهيم إسماعيل أن يأتيه بحجر مميز يختلف عن لون حجارة الكعبة.
سار إسماعيل ملبيا أمر والده.. حين عاد، كان إبراهيم قد وضع الحجر الأسود في مكانه.. فسأله إسماعيل: من الذي أحضره إليك يا أبت؟ فأجاب إبراهيم: أحضره جبريل عليه السلام.
انتهى بناء الكعبة.. وبدأ طواف الموحدين والمسلمين حولها.. ووقف إبراهيم يدعو ربه نفس دعائه من قبل.. أن يجعل أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إلى المكان.. انظر إلى التعبير.. إن الهوى يصور انحدارا لا يقاوم نحو شيء.. وقمة ذلك هوى الكعبة. من هذه الدعوة ولد الهوى العميق في نفوس المسلمين، رغبة في زيارة البيت الحرام.
وصار كل من يزور المسجد الحرام ويعود إلى بلده.. يحس أنه يزداد عطشا كلما ازداد ريا منه، ويعمق حنينه إليه كلما بعد منه، وتجيء أوقات الحج في كل عام.. فينشب الهوى الغامض أظافره في القلب نزوعا إلى رؤية البيت، وعطشا إلى بئر زمزم.
قال تعالى حين جادل المجادلون في إبراهيم وإسماعيل.
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) (آل عمران)
عليه الصلاة والسلام.. استجاب الله دعاءه.. وكان إبراهيم أول من سمانا المسلمين.

روانـــــووو
11-11-2017, 12:23 AM
http://omaniaa.co/showthread.php?t=120577

من قصص الأنبياء قصة إسماعيل عليه السلام
http://www.storiesrealistic.com/wp-content/uploads/2015/06/%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%A11. jpg
من قصص الأنبياء قصة إسماعيل عليه السلام
إسماعيل عليه السلامنبذة:

هو ابن إبراهيم البكر وولد السيدة هاجر، سار إبراهيم بهاجر – بأمر من الله – حتى وضعها وابنها في موضع مكة وتركهما ومعهما قليل من الماء والتمر ولما نفد الزاد جعلت السيدة هاجر تطوف هنا وهناك حتى هداها الله إلى ماء زمزم ووفد عليها كثير من الناس حتى جاء أمر الله لسيدنا إبراهيم ببناء الكعبة ورفع قواعد البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجر وإبراهيم يبني حتى أتما البناء ثم جاء أمر الله بذبح إسماعيل حيث رأى إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه فعرض عليه ذلك فقال “يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين” ففداه الله بذبح عظيم، كان إسماعيل فارسا فهو أول من استأنس الخيل وكان صبورا حليما، يقال إنه أول من تحدث بالعربية البينة وكان صادق الوعد، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة، وكان ينادي بعبادة الله ووحدانيته.

سيرته:الاختبار الأول:
ذكر الله في كتابه الكريم، ثلاث مشاهد من حياة إسماعيل عليه السلام. كل مشهد عبارة عن محنة واختبار لكل من إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام. أول هذه المشاهد هو أمر الله سبحانه وتعالى لإبراهيم بترك إسماعيل وأمه في واد مقفر، لا ماء فيه ولا طعام. فما كان من إبراهيم عليه السلام إلا الاستجابة لهذا الأمر الرباني. وهذا بخلاف ما ورد في الإسرائيليات من أن إبراهيم حمل ابنه وزوجته لوادي مكة لأن سارة -زوجة إبراهيم الأولى- اضطرته لذلك من شدة غيرتها من هاجر. فالمتأمل لسيرة إبراهيم عليه السلام، سيجد أنه لم يكن ليتلقّى أوامره من أحد غير الله.أنزل زوجته وابنه وتركهما هناك، ترك معهما جرابا فيه بعض الطعام، وقليلا من الماء. ثم استدار وتركهما وسار.أسرعت خلفه زوجته وهي تقول له: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه شيء؟لم يرد عليها سيدنا إبراهيم وظل يسير.. عادت تقول له ما قالته وهو صامت.. أخيرا فهمت أنه لا يتصرف هكذا من نفسه.. أدركت أن الله أمره بذلك فسألته: هل الله أمرك بهذا؟فقال إبراهيم عليه السلام: نعم.قالت زوجته المؤمنة العظيمة: لن نضيع ما دام الله معنا وهو الذي أمرك بهذا.وسار إبراهيم حتى إذا أخفاه جبل عنهما وقف ورفع يديه الكريمتين إلى السماء وراح يدعو الله:رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) (إبراهيم)لم يكن بيت الله قد أعيد بناؤه بعد، لم تكن الكعبة قد بنيت، وكانت هناك حكمة عليا في أمر الله سبحانه لإبراهيم، فقد كان إسماعيل -الطفل الذي تُرِكَ مع أمه في هذا المكان- ووالده من سيكونان المسؤولان بناء الكعبة فيما بعد.. وكانت حكمة الله تقضي أن يسكن أحد في هذا الوادي، لميتد إليه العمران.بعد أن ترك إبراهيم زوجته وابنه الرضيع في الصحراء بأيام نفد الماء وانتهى الطعام، وجف لبن الأم.. وأحست هاجر وإسماعيل بالعطش.بدأ إسماعيل يبكي من العطش.. فتركته أمه وانطلقت تبحث عن ماء.. راحت تمشي مسرعة حتى وصلت إلى جبل اسمه “الصفا”.. فصعدت إليه وراحت تبحث به عن بئر أو إنسان أو قافلة.. لم يكن هناك شيء. ونزلت مسرعة من الصفا حتى إذا وصلت إلى الوادي راحت تسعى سعي الإنسان المجهد حتى جاوزت الوادي ووصلت إلى جبل “المروة”، فصعدت إليه ونظرت لترى أحدا لكنها لم تر أحدا. وعادت الأم إلى طفلها فوجدته يبكي وقد اشتد عطشه.. وأسرعت إلى الصفا فوقفت عليه، وهرولت إلى المروة فنظرت من فوقه.. وراحت تذهب وتجيء سبع مرات بين الجبلين الصغيرين.. سبع مرات وهي تذهب وتعود – ولهذا يذهب الحجاج سبع مرات ويعودون بين الصفا والمروة إحياء لذكريات أمهم الأولى ونبيهم العظيم إسماعيل. عادت هاجر بعد المرة السابعة وهي مجهدة متعبة تلهث.. وجلست بجوار ابنها الذي كان صوته قد بح من البكاء والعطش.وفي هذه اللحظة اليائسة أدركتها رحمة الله، وضرب إسماعيل بقدمه الأرض وهو يبكي فانفجرت تحت قدمه بئر زمزم.. وفار الماء من البئر.. أنقذت حياتا الطفل والأم.. راحت الأم تغرف بيدها وهي تشكر الله.. وشربت وسقت طفلها وبدأت الحياة تدب في المنطقة.. صدق ظنها حين قالت: لن نضيع ما دام الله معنا.وبدأت بعض القوافل تستقر في المنطقة.. وجذب الماء الذي انفجر من بئر زمزم عديدا من الناس.. وبدأ العمران يبسط أجنحته على المكان.كانت هذه هي المحنة الاولى.. أما المحنة الثانية فهي الذبح.الاختبار الثاني:
كبر إسماعيل.. وتعلق به قلب إبراهيم.. جاءه العقب على كبر فأحبه.. وابتلى الله تعالى إبراهيم بلاء عظيما بسبب هذا الحب. فقد رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد إسماعيل. وإبراهيم يعمل أن رؤيا الأنبياء وحي.
انظر كيف يختبر الله عباده. تأمل أي نوع من أنواع الاختبار. نحن أمام نبي قلبه أرحم قلب في الأرض. اتسع قلبه لحب الله وحب من خلق. جاءه ابن على كبر.. وقد طعن هو في السن ولا أمل هناك في أن ينجب. ثم ها هو ذا يستسلم للنوم فيرى في المنام أنه يذبح ابنه وبكره ووحيده الذي ليس له غيره.
أي نوع من الصراع نشب في نفسه. يخطئ من يظن أن صراعا لم ينشأ قط. لا يكون بلاء مبينا هذا الموقف الذي يخلو من الصراع. نشب الصراع في نفس إبراهيم.. صراع أثارته عاطفة الأبوة الحانية. لكن إبراهيم لم يسأل عن السبب وراء ذبح ابنه. فليس إبراهيم من يسأل ربه عن أوامره.
فكر إبراهيم في ولده.. ماذا يقول عنه إذا أرقده على الأرض ليذبحه.. الأفضل أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا. هذا أفضل.. انتهى الأمر وذهب إلى ولده (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى). انظر إلى تلطفه في إبلاغ ولده، وترك الأمر لينظر فيه الابن بالطاعة.. إن الأمر مقضي في نظر إبراهيم لأنه وحي من ربه.. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟ أجاب إسماعيل: هذا أمر يا أبي فبادر بتنفيذه (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). تأمل رد الابن.. إنسان يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده (إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). هو الصبر على أي حال وعلى كل حال.. وربما استعذب الابن أن يموت ذبحا بأمر من الله.. ها هو ذا إبراهيم يكتشف أن ابنه ينافسه في حب الله. لا نعرف أي مشاعر جاشت في نفس إبراهيم بعد استسلام ابنه الصابر.
ينقلنا الحق نقلة خاطفة فإذا إسماعيل راقد على الأرض، وجهه في الأرض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح. وإذا إبراهيم يرفع يده بالسكين.. وإذا أمر الله مطاع. (فَلَمَّا أَسْلَمَا) استخدم القرآن هذا التعبير.. (فَلَمَّا أَسْلَمَا) هذا هو الإسلام الحقيقي.. تعطي كل شيء، فلا يتبقى منك شيء.
عندئذ فقط.. وفي اللحظة التي كان السكين فيها يتهيأ لإمضاء أمره.. نادى الله إبراهيم.. انتهى اختباره، وفدى الله إسماعيل بذبح عظيم – وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد، هم المسلمون. صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين. عيدا يذكرهم بمعنى الإسلام الحقيقي الذي كان عليه إبراهيم وإسماعيل.
خبر زوجة إسماعيل:
عاش إسماعيل في شبه الجزيرة العربية ما شاء الله له أن يعيش.. روض الخيل واستأنسها واستخدمها، وساعدت مياه زمزم على سكنى المنطقة وتعميرها. استقرت بها بعض القوافل.. وسكنتها القبائل.. وكبر إسماعيل وتزوج، وزاره إبراهيم فلم يجده في بيته ووجد امرأته.. سألها عن عيشهم وحالهم، فشكت إليه من الضيق والشدة.
قال لها إبراهيم: إذا جاء زوجك مريه أن يغير عتبة بابه.. فلما جاء إسماعيل، ووصفت له زوجته الرجل.. قال: هذا أبي وهو يأمرني بفراقك.. الحقي بأهلك.
وتزوج إسماعيل امرأة ثانية.. زارها إبراهيم، يسألها عن حالها، فحدثته أنهم في نعمة وخير.. وطاب صدر إبراهيم بهذه الزوجة لابنه.
الاختبار الثالث:
وها نحن الآن أمام الاختبار الثالث.. اختبار لا يمس إبراهيم وإسماعيل فقط. بل يمس ملايين البشر من بعدهم إلى يوم القيامة.. إنها مهمة أوكلها الله تعالى لهذين النبيين الكريمين.. مهمة بناء بيت الله تعالى في الأرض.
كبر إسماعيل.. وبلغ أشده.. وجاءه إبراهيم وقال له: يا إسماعيل.. إن الله أمرني بأمر. قال إسماعيل: فاصنع ما أمرك به ربك.. قال إبراهيم: وتعينني؟ قال: وأعينك. فقال إبراهيم: فإن الله أمرني أن ابني هنا بيتا. أشار بيده لصحن منخفض هناك.
صدر الأمر ببناء بيت الله الحرام.. هو أول بيت وضع للناس في الأرض.. وهو أول بيت عبد فيه الإنسان ربه.. ولما كان آدم هو أول إنسان هبط إلى الأرض.. فإليه يرجع فضل بنائه أول مرة.. قال العلماء: إن آدم بناه وراح يطوف حوله مثلما يطوف الملائكة حول عرش الله تعالى.
بنى آدم خيمة يعبد فيها الله.. شيء طبيعي أن يبني آدم -بوصفه نبيا- بيتا لعبادة ربه.. وحفت الرحمة بهذا المكان.. ثم مات آدم ومرت القرون، وطال عليه العهد فضاع أثر البيت وخفي مكانه.. وها هو ذا إبراهيم يتلقى الأمر ببنائه مرة ثانية.. ليظل في المرة الثانية قائما إلى يوم القيامة إن شاء الله. وبدأ بناء الكعبة..
هدمت الكعبة في التاريخ أكثر من مرة، وكان بناؤها يعاد في كل مرة.. فهي باقية منذ عهد إبراهيم إلى اليوم.. وحين بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تحقيقا لدعوة إبراهيم.. وجد الرسول الكعبة حيث بنيت آخر مرة، وقد قصر الجهد بمن بناها فلم يحفر أساسها كما حفره إبراهيم.
نفهم من هذا إن إبراهيم وإسماعيل بذلا فيها وحدهما جهدا استحالت -بعد ذلك- محاكاته على عدد كبير من الرجال.. ولقد صرح الرسول بأنه يحب هدمها وإعادتها إلى أساس إبراهيم، لولا قرب عهد القوم بالجاهلية، وخشيته أن يفتن الناس هدمها وبناؤها من جديد.. بناؤها بحيث تصل إلى قواعد إبراهيم وإسماعيل.
أي جهد شاق بذله النبيان الكريمان وحدهما؟ كان عليهما حفر الأساس لعمق غائر في الأرض، وكان عليهما قطع الحجارة من الجبال البعيدة والقريبة، ونقلها بعد ذلك، وتسويتها، وبناؤها وتعليتها.. وكان الأمر يستوجب جهد جيل من الرجال، ولكنهما بنياها معا.
لا نعرف كم هو الوقت الذي استغرقه بناء الكعبة، كما نجهل الوقت الذي استغرقه بناء سفينة نوح، المهم أن سفينة نوح والكعبة كانتا معا ملاذا للناس ومثوبة وأمنا.. والكعبة هي سفينة نوح الثابتة على الأرض أبدا.. وهي تنتظر الراغبين في النجاة من هول الطوفان دائما.
لم يحدثنا الله عن زمن بناء الكعبة.. حدثنا عن أمر أخطر وأجدى.. حدثنا عن تجرد نفسية من كان يبنيها.. ودعائه وهو يبنيها:
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129) (البقرة)
إن أعظم مسلمين على وجه الأرض يومها يدعوان الله أن يتقبل عملهما، وأن يجعلهما مسلمين له.. يعرفان أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن. وتبلغ الرحمة بهما أن يسألا الله أن يخرج من ذريتهما أمة مسلمة له سبحانه.. يريدان أن يزيد عدد العابدين الموجودين والطائفين والركع السجود. إن دعوة إبراهيم وإسماعيل تكشف عن اهتمامات القلب المؤمن.. إنه يبني لله بيته، ومع هذا يشغله أمر العقيدة.. ذلك إيحاء بأن البيت رمز العقيدة. ثم يدعوان الله أن يريهم أسلوب العبادة الذي يرضاه، وأن يتوب عليهم فهو التواب الرحيم. بعدها يتجاوز اهتمامها هذا الزمن الذي يعيشان فيه.. يجاوزانه ويدعوان الله أن يبث رسولا لهؤلاء البشر. وتحققت هذه الدعوة الأخيرة.. حين بعث محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم.. تحققت بعد أزمنة وأزمنة
انتهى بناء البيت، وأراد إبراهيم حجرا مميزا، يكون علامة خاصة يبدأ منها الطواف حول الكعبة.. أمر إبراهيم إسماعيل أن يأتيه بحجر مميز يختلف عن لون حجارة الكعبة.
سار إسماعيل ملبيا أمر والده.. حين عاد، كان إبراهيم قد وضع الحجر الأسود في مكانه.. فسأله إسماعيل: من الذي أحضره إليك يا أبت؟ فأجاب إبراهيم: أحضره جبريل عليه السلام.
انتهى بناء الكعبة.. وبدأ طواف الموحدين والمسلمين حولها.. ووقف إبراهيم يدعو ربه نفس دعائه من قبل.. أن يجعل أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إلى المكان.. انظر إلى التعبير.. إن الهوى يصور انحدارا لا يقاوم نحو شيء.. وقمة ذلك هوى الكعبة. من هذه الدعوة ولد الهوى العميق في نفوس المسلمين، رغبة في زيارة البيت الحرام.
وصار كل من يزور المسجد الحرام ويعود إلى بلده.. يحس أنه يزداد عطشا كلما ازداد ريا منه، ويعمق حنينه إليه كلما بعد منه، وتجيء أوقات الحج في كل عام.. فينشب الهوى الغامض أظافره في القلب نزوعا إلى رؤية البيت، وعطشا إلى بئر زمزم.
قال تعالى حين جادل المجادلون في إبراهيم وإسماعيل.
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) (آل عمران)
عليه الصلاة والسلام.. استجاب الله دعاءه.. وكان إبراهيم أول من سمانا المسلمين.

روانـــــووو
11-11-2017, 12:25 AM
http://omaniaa.co/showthread.php?t=120576

من قصص الأنبياء قصة إدريس عليه السلام
http://www.storiesrealistic.com/wp-content/uploads/2015/06/ramadan-package-2.jpg
من قصص الأنبياء قصة إدريس عليه السلام
نبذة عن إدريس عليه السلام
كان إدريس عليه السلام صديقا نبيا ومن الصابرين، أول نبي بعث في الأرض بعد آدم، وهو أبو جد نوح، أنزلت عليه ثلاثون صحيفة، ودعا إلى وحدانية الله وآمن به ألف إنسان، وهو أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبسها، وأول من نظر في علم النجوم وسيرهاسيرته:
إدريس عليه السلام هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في كتابة العزيز، وذكره في بضعة مواطن من سور القرآن، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً أي يجب اعتقاد نبوته ورسالته على سبيل القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره باسمه وحدث عن شخصه فوصفه بالنبوة والصديقية.

نسبه:

هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم عليه السلام واسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح عليه السلام. وهو أول بني آدم أعطي النبوة بعد (آدم) و (شيث) عليهما السلام، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم عليه السلام 308 سنوات لأن آدم عمر طويلاً زهاء 1000 ألف سنة.حياته:
وقد أختلف العلماء في مولده ونشأته، فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل، وقال آخرون إنه ولد بمصر والصحيح الأول، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، ولما كبر آتاه الله النبوة فنهي المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة (آدم) و (شيث) فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع خفير، فنوى الرحلة عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا مثل (بابل) فقال إذا هاجرنا رزقنا الله غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه بمصر يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق. وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه كان في زمانه 72 لساناً يتكلم الناس بها وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعاً ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم. وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمة قوله (خير الدنيا حسرة، وشرها ندم) وقوله (السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة) وقوله (الصبر مع الإيمان يورث الظفر).وفاته:
وقد أُخْتُلِفَ في موته.. فعن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}؟ فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم – لعله من أهل زمانه – فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال “له”: إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملاً، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}. ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها. وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك الموت كم بقي من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقي من عمره؟ فقال: لا أدري حتى أنظر، فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر. وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة.هذه القصة تابع لموقع : قصص واقعيةوقول ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى. إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حياً إلى السماء ثم قبض هناك. فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار. والله أعلم.وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} : رفع إلى السماء السادسة فمات بها، وهكذا قال الضحاك. والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد وغير واحد. وقال الحسن البصري: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إلى الجنة، وقال قائلون رفع في حياة أبيه يرد بن مهلاييل والله أعلم. وقد زعم بعضهم أن إدريس لم يكن قبل نوح بل في زمان بني إسرائيل.قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء: أنه لما مرّ به عليه السلام قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم و إبراهيم: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح، قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.وهذا لا يدل ولابد، قد لا يكون الراوي حفظه جيداً، أو لعله قاله على سبيل الهضم والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لآدم أبي البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن، وأكبر أولي العزم بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

روانـــــووو
11-11-2017, 12:27 AM
http://omaniaa.co/showthread.php?t=121130

قصة سيدنا موسي والخضر عليهما السلام
بدأت قصة سيدنا موسي مع الخضر عليهما السلام عندما كان سيدنا موسي عليه السلام يخطب يوماً في بني إسرائيل، فإذا بأحد منهم يسأله هل هناك علي وجه الأرض من هو أعلم منك ؟ فأجاب سيدنا موسي عليه السلام : لا، حيث ظن أنه ليس هناك أحد أعلم منه، فعاتبه الله عز وجل علي ذلك، لأنه لم يكل العلم إلي الله، وقال له : إنَّ لي عبداً أعلم منك وإنَّه في مجمع البحرين، وذكر الله تعالي له علامه مكانه وهي فقد الحوت .

أخذ سيدنا موسى معه حوتاً وسار وفتاه يوشع بن نون، وقد جاء في سورة الكهف كيف التقي سيدنا الخضر مع سيدنا موسي، حيث عزم سيدنا موسى علي بدأ الرحلة إلي مجمع البحرين في طلب العلم، قال تعالي : ” وَإذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ البَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ” .

وتتابعت الاحداث بعد ذلك، فنسيا الحوت وواصلا طريقهما، حتي انتبها لنسيانه فرجعا، وعندها لقي سيدنا موسى عليه السلام الخضر عند مجمع البحرين، والخضر هو عبد صالح ، ويقال أنه نبي وهبه الله عز وجل من فضله علماً كثيراً، قال تعالي : ” فوَجَدَا عبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً ” .وتستمر احداث القصة فيعرض سيدنا موسى عليه السلام علي الخضر أن يرافقه في رحلته لطلب العلم، ولكن الخضر اشترط علي سيدنا موسى ألا يسأله، قال تعالي : ” قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) ” .بدأت الرحمة وفوجئ سيدنا موسى أن الخضر يخرق السفينة، قال تعالي : ” قَالَ أَخَرَقْتَهَالِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْر “، فذكره الخضر بالعهد والشرط الذي أخذه عليه، فرد عليه موسى : لا تؤاخذني، وبعد ذلك غادرا السفينة معاً وتابعا السير فوجدا غلماناً يلعبون فأخذ الخضر واحد منهم وقام بقتله، قال تعالي : ” فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً} (الكهف ءاية74) {قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً ” .أكملا طريقهما، فوجدا جداراً يتداعي للسقوط في قرية، فرفعه الخضر بمعجزة له بيده ومسحه فاستقام، وكان أهل هذة القرية بخلاء لئاماً جداً، وعندما طلبا منهم طعاماً امتنعوا عن تقديمه لهم، فتعجب سيدنا موسى من فعل الخضر وسأله كيف نجازي أهل هذة القرية الذين أساءوا لقائها بهذا الفعل، وكان يمكنك أن تأخذ علي فعلك هذا أجراً، فقال الخضر، قال تعالي : ” قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً ” .ثم بدأ الخضر يشرح لموسى كل ما فعل، فقال أما السفينة التي خرقها فقد كانت لمساكين يأخذون رزقهم من البحر، وكان هناك ملك فاجر يأخذ كل سفينة صحيحة تمر، فأراد أن يعيبها حتي يتركها هذا الظالم ولا يأخذها، اما الغلام الذي قتله فقد كان كافراً عاصياً وكان أبواه مؤمنين، فأمره الله عز وجل ان يقتله حتي لا يتعبر والديه بكفره وعصيانه ولله أن يحكم في خلقه بما يشاء، أما أمر الجدار فقد كان لغلامين يتيمين في المدينة، وكان تحته كنز وكان الجدار يوشك علي السقوط وحينها سيكتشف أهل القرية الظالمين الكنز ويضيع حق الغلامين، فأراد الله عز وجل إبقاءة رعاية لحقهما حتي يكبرا .. قال تعالي : ” وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً ” .

نوارة الكون
21-11-2017, 11:45 AM
قصه رقم (63)
بعنوان ذكاء القاضيللمبدعه والمتألقه حنايا الروح


على الرابط التالي


http://omaniaa.co/showthread.php?t=121868




اراد احد الامراء ان يتحقق بنفسه من صحة ما قيل له عن وجود قاض عادل في مملكته لا يتمكن احد ابداً من خداعه،
فتنكر الامير في زي تاجر وامتطي جواده وانطلق الي المدينة، وهناك اقترب منه رجل كسيح يطلب منه صدقه فأعطاه فاذا الكسيح يتشبث بردائه،
التفت التاجر في تعجب الي الكسيح وسأله عما يريده بعد ان اعطاه الصدقه، قال الكسيح : بلي لقداعطيتني ولكن اعمل معي معروفاً وخذني الي ساحة المدينة
فأجابه الامير الي طلبه واوصله الي ساحة المدينة إلا ان الرجل رفض النزول عن ظهر الجواد، فنهره التاجرقائلاً : لماذا ترفض النزول ؟ ها قد وصلنا الي ساحة المدينة،
قال الكسيح : ولمالنزول والجواد ملكي ؟ استشاط الامير غضباً من الرجل الكسيح واشتد بينهما الخلافحتي تجمع حولهما الناس واقترحوا عليهما الذهاب الي قاضي المدينة .
مضي الاثنان الي القاضي والناس معهم، وبدأ الحاجب ينادي علي المتخاصمين حسب الدور، فاستدعي في البداية نجاراً وسماناً كانا يتنازعان نقوداً بيد التاجر، قال النجار : اشتريت من هذا سمنا،
وعندما أخرجت محفظتى لأنقده الثمن ، أختطفها من يدى محاولا انتزاع النقود ، وهكذا جئنا اليك، يده علي يدي ومحفظتي ولكن النقود هي نقودي انا،
اما السمان قد قال : هذا كذب وافتراء، لقد جاء هذا النجار الي ليشتري مني سمناً وبعدان ملأت له الابريق بالكامل طلب مني ان افك له قطعة ذهبية، فاخرجت المحفظة
ووضعتها علي الطاولة فأخذها واراد الهرب ولكنني تمكنت من الامساك به من يده وجئت به الي هنا .

صمت القاضي مفكراً ثم قال : اتركا النقود هنا واحضرا غداً، وعندما حان دور التاجر والكسيح، قص التاجر ما حدث ، ثم أشار القاضى للكسيح أن يأتى بحجته،
فقال الكسيح : كل هذا كذب،لقد كنت ممتطيا جوادي في ساحة المدينة، اما هذا الرجل فقد كان جالساً علي الارض،وطلب مني ان احمله فسمحت له بركوب الجواد
ونقلته الي المكان الذي يريده ولكنه رفض النزول بعد ذلك وادعي ان الجواد ملكه، فكر القاضي قليلاً ثم قال : اتركا الجواد عندي واحضرا غداً .

وفي اليوم التالي اجتمع المتخاصمون في المحكمة للاستماع الي حكم القاضي، فتقدم النجار والسمان أولا لمعرفة الحكم، قال القاضي للنجار : النقود ملكك،
ثم اشار الي السمان قائلاً : اما هذا فاضربوه بالعصا خمسين مرة، ثم استدعي القاضي التاجر والكسيح وسأل التاجر : هل تستطيع معرفة جوادك من بين عشرين جوادا؟
قال التاجر : نعم، فسأل القاضي الكسيح نفس السؤال فأجاب نعم، اخذ القاضي الاثنان الي الاسطبل فاشار التاجر علي الفور الي جواده الذي ميزه بين عشرين جواداً وكذلك تعرف الكسيح علي الجواد .


عاد القاضي الي المحكمة وقال للتاجر : الجواد جوادك فخذه، اما الكسيح فاضربوه بالعصا خمسين مرة، بعد انتهاء المحاكمة ذهب القاضى إلى بيته، فتعقبه التاجر، التفت اليه القاضي وسأله عن الذي يريده،
اجاب التاجر :لقد اردت ان اعرف كيف علمت ان النقود ملك للتاجر وان الجواد لي ؟ قال القاضي : أما أمر النجار والسمان ، فقد وضعت النقود فى قدح ماء ، ثم نظرت اليوم صباحا الى القدح لأرى ما اذا كان السمن طافيا على سطح الماء، فلو كانت النقود عائدة للسمان ، لكانت ملوثة بيديه الدسمتين ولطفا السمن في القدح، واما معرفة مالك الجواد فكانت اصعب بالنسبة إلي،
حيث ان الكسيح اشار مثلك الي الجواد علي الفور، ولكنني لم اقدكما الي الاسطبل لأري إن كنتما سوف تتعرفان علي الجواد، بل فعلت ذلك لأري ايكما سيتعرف عليه الجواد، عندما اقتربت أنت منه التفت برأسه ، ومده إليك ، وعندما اقترب الكسيح إليه رفع أذنيه وقائمته مستنكرا ، وبهذه الطريقة عرفت انك صاحب الجواد .


في هذه اللحظة قال التاجر : انا لست تاجراً، بل اناامير البلاد وقد جئت إليك لأعرف حقيقة ما يقال عنك، وها انا رأيت بنفسي انك قاضي حكيم وعادل فاطلب منى ماشئت لأكافئك به،
قال القاضى: شكرا لك أيها الأمير، فأنا لاأحتاج مكافأة على أداء عملى بصدق

نوارة الكون
14-01-2018, 07:44 AM
(63)
قصه بعنوان

قصه وعبره


على الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=125558


حقا من اجمل ما قرأت فى حياتى ♥♥♥
بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشا لحرب الروم وكان من بينهم شاب من الصحابة هو عبد الله بن حذافة - رضي الله عنه
وطال القتال بين المسلمين والروم وعجب قيصر من ثبات المؤمنين وجرأتهم على الموت.. فأمر بأن يحضر بين يديه أسير من المسلمين..
فجاءوا بعبدالله بن حذافة يجرونه والأغلال في يديه وفي قدميه فتحدث معه قيصر فأعجب بذكائه وفطنته.فقال له: تَنَصّر وأنا أطلقك من الأسر! (يدعوه إلى ترك الإسلام واعتناق النصرانية).
قال عبد الله: لا،
قال له: تنصّر وأعطيك نصف ملكي!.
فقال: لا،
فقال قيصر: تنصّر وأعطيك نصف ملكي وأشركك في الحكم معي.
.فقال عبد الله - رضي الله عنه -: لا، والله لو أعطيتني ملكك وملكآباءك وملك العرب والعجم على أن أرجع عن ديني طرفة عين مافعلت.
فغضب قيصر، وقال: إذاً أقتلك!. فقال: اقتلني.
فأمر به فسحب وعلق على خشبة وأمر الرماة أن يرموا السهام حوله..
وقيصر يعرض عليهالنصرانية وهو يأبى وينتظر الموت.
فلما رأى قيصر إصراره أمر بأن يمضوا به إلى الحبس وأن يمنعوا عنه الطعام والشراب.. فمنوعهما عنه حتى كاد أن يموت من الظمأ ومن الجوع فأحضروا له خمرا ولحم خنزير..
فلما رآهما عبد الله، قال: والله إني لأعلم أني لمضطر وإنذلك يحل لي في ديني، ولكن لا أريد أن يشمت بي الكفار ، فلم يقرب الطعام
فأُخبر قيصر بذلك، فأمر له بطعام حسن، ثم أمر أن تدخل عليه امرأة حسناء تتعرض له بالفاحشة.. فأدخلت عليه أجمل النساء، فلم يلتفت إليها..
فلما رأت ذلك خرجت وهي غاضبة، وقالت: لقد أدخلتموني على رجل لا أدري أهو بشر أو حجر.. وهو والله لا يدري عني أأنا أنثى أم ذكر!!..
فلما يأس منه قيصر أمر بقدر من نحاس ثم أغلى الزيت وأوقف عبدالله أمام القدر وأحضر أحد الأسرى المسلمين موثقا بالقيود وألقوة في الزيت المغلي فصرخ صرخه ومات وطفت عظامه تتقلب فوق الزيت وعبدالله ينظر إلى العظام فالتفت إليه قيصر وعرض عليه النصرانية فأبى..
فاشتد غضب قيصر وأمر به أن يطرح في القدر فلما جروه وشعر بحرارة النار بكى!! ودمعت عيناه!! ففرح قيصر فقال له: تتنصر وأعطيك.. وأمنحك..
قال: لا،
قال:اذن ما الذي أبكاك!؟
فقال: أبكي والله لأنه ليس لي إلا نفس واحدة تلقى في هذا القدر.. ولقد وددت لو كان لي بعدد شعر رأسي نفوس كلها تموت في سبيل الله مثل هذه الموتة..
فقال له قيصر بعد أن يأس منه: قبل رأسي وأخلي عنك..
فقال عبدالله: وعن جميع أسرى المسلمين عندك..
فقال أجل..
فقبل عبد الله رأسه ثم أطلق مع باقي الأسرى..
فقدم بهم على عمر رضي الله عنه، فأُخبر عمر بذلك، فقال عمر: حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حُذافة، وأنا أبدأ، فقام عمر فقبّل رأسه.
رضي الله عنهم ،ماأجمل سيرتهم وماأعظم صبرهم وماأشد تضحيتهم في سبيل الله
هؤلاء هم الأبطال الذي يقتدى بهم
لا ابطال الدراما والفن والشخصيات الكرتونيه،،قصوها على ابناءكم واطفالكم ماأجملها من عزه وماأروعها من قصة

نوارة الكون
13-03-2018, 07:56 AM
(64)
قصه بعنوان

❤☆فتاة الملك لا تناسبني ... أريد فتاة أفضل☆❤
لللاعضوه تناهيد
على الرابط التالي


http://omaniaa.co/showthread.php?t=131453



هذه قصة حقيقية وهي تعتبر من عجائب القصص حيث دخل أسد الدين شيراكوه على أخيه نجم الدين أيوب وكان نجم الدين أمير تكريت وسأله لماذا لم يتزوج رغم أنه كبر في السن والكثير من الفتيات يتمنين الإرتباط به نظراً لجماله وتدينه ومركزه فأجاب نجم الدين أنه لا يجد الفتاة التي تصلح له استغرب أسد الدين وقال له : ألا أخطب لك ؟

قال نجم الدين : من ؟

فقال له : ابنة السلطان محمد بن مالك شاه السلجوقي*

أو ابنة وزيره إن شئت اختر الأجمل*

فرد نجم الدين : إنهم لا يصلحون لي*

استغرب أسد الدين مما قاله نجم الدين*

إذ كيف لا تصلح هاتين الفتاتين له وهما ابنتي المراكز الكبرى في الدولة

والجميع يتمنى الإرتباط بهما

وقال أسد الدين لنجم الدين : ومن يصلح لك ؟

فأجاب نجم الدين : أنا أريد زوجة صالحة تأخذ بيدي إلى الجنة

وأنجب منها طفلاً تحسن تربيته ويقود المسلمين لتحرير بيت المقدس

هكذا كان حلم نجم الدين*

فقاطعه أخيه أسد الدين وقال له : وأين تجد هذه الفتاة التي تحلم بها*

قال له نجم الدين : أنا أخلصت النية لله ومن أخلص النية لله رزقه الله ما يتمنى

وفي أحد الأيام كان نجم الدين يجلس بجوار شيخ من شيوخ تكريت*

ويعطيه الشيخ بعض المواعظ والعبر

فجاءت فتاة واستأذنت بأنها تريد أن تستشير الشيخ في أمر*

وعندما وقف الشيخ معها

سمع نجم الدين الشيخ يقول للفتاة : ولماذا رددت الفتى الذي أرسلته لبيتكم ليخطبك ؟

فقالت الفتاة للشيخ : يا شيخ ونعم الفتى هو من حيث المكانة والجمال*

لكنه لا يصلح لي !

قال لها الشيخ وماذا تريدين ؟

قالت أريد فتى يأخذ بيدي إلى الجنة وأنجب منه فارساً يقود المسلمين لتحرير بيت المقدس

الله أكبر ... سمع نجم الدين فتاة تتمنى نفس أمنيته*

فقام نجم الدين وقال للشيخ : يا شيخ أريد أن أتزوج هذه الفتاة*

فقال له الشيخ : إنها من فقراء الحي الذي أعيش به

فقال له نجم الدين : هذه من أريدها

تزوج نجم الدين من هذه الفتاة ست الملك خاتون

وأنجبا فارساً أعاد بيت المقدس للمسلمين*

ألا وهو الفارس المسلم صلاح الدين الأيوبي*

ولا زال المسلمين في يومنا يتمنون رجلاً كصلاح الدين يصلح لهم أمرهم ويعيد لهم حقهم*

فهل يتحقق لهم ذلك .... بمثل هذه الأمنية من رجل عفيف وفتاة عفيفة*

نسأل الله أن يعيد الحق لأصحابه ويرزقنا صلاة في المسجد الأقصى


•••••••••••●●●●•••••••••••••●●●●•••••••••••●●●●••• ••••••●●●●••••••••••••●●●●•••••••••••••●●●●••••••• •••••••●●●●
تحيااتي


تنــــــــــااهـــــــــيد

نوارة الكون
04-04-2018, 08:33 AM
(65)
قصه بعنوان
العفو عند المغفرةللعضوه المتميزه حنايا الروح
على الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=133582


فتح غني باب داره ليلقي وجه رجل غريب، سأله الرجل بأدب معروفا، وبدا ثوبه رثا ومثقبا، رق قلب الغني له لكنه ارتاب منه، فأدار ظهره وسأله عن مطلبة. قال: إني فقير معدم، ومنك يرجی الكرم قال الغني: من أين أتيت؟ وهل أنت فقير حقا لا يبدو عليك الفقر. قال الفقير: أتيت من بلد بعيد، ربما لا تعرفه، بيننا وبينه مسافات، فررت من ظلمي لنفسي لكن الله عاقبني … وندمت حق الندامة، وهل بعد ما أنا فيه من ملامة. وتابع يقول: كنت رجلا غني، ولا أحفل بالفقير، ولا أرق ليتيم أو معسر، بل كان همي جمع المال، من كل مكان وبأي وسيلة ولو ترتب على ذلك ظلم أو أذية.

طاطا الرجل رأسه خجلا وقال: وفي يوم وضعت في مخزني مالا وفيرا وأشياء غالية الثمن، فأراد الله معاقبتي واحترق كل ما أملك ولم يبق الا الرماد، فبعت الأرض والذهب لأسدد بعض ديوني فلم تف بنصف ما أنا مطالب به فخرجت هائما على وجهي هاربا من ظلمي النفسي أدعو الله أن يغفر لي ويسامحني على إساءاتي .. انصت الغني لكل الكلام… وأمسك دمعة كادت تسقط من عينيه ثم قال بعد برهة!: هذه أموالي فخذ منها ما تشاء.

ظن الفقير أن الغني يستهزئ به، وأخذ منه صرة كبيرة، اعتقد أنها تحوي على بعض الطعام، وكانت مليئة بالمال والذهب وقال له: هيا اذهب من هنا وابدأ حياتك من جديد .

اقترب ابن الغني وقد سمع الحوار فقال الأب: لا تستغرب يا بني، أتذكر آثار الأسواط على ظهري إنها من أعمال هذا الرجل، فقد كنت أعمل عنده جمالا وهربت منه لكثرة ظلمه وسقطت دمعة حارة من عين الأب ثم تابع يقول لقد أوقعه الله بين يدي، وكنت في الماضي مصرا على رد إساءاته، أما الآن وبعد أن رأيته، عفوت عن ظلمه وأعطيته ما رأيت ولم أذكره بنفسي.

ومضى الابن فخورا بابيه لأنه كان يعرف مقدار معاناة الأب مع سيده قديم، ولكنه أبى أن يرد الإساءة بالإساءة والظلم بالظلم… بل كان حقا مثال العفو عند المقدرة .

نوارة الكون
01-05-2018, 07:32 AM
(66)
قصه بعنوان

أزرع الأمل
للعضو المتميز نديم الماضي
على الرابط التالي

http://omaniaa.co/showthread.php?t=135255



منذ سنوات عديدة مضت، وفي مؤسسة للصحة العقلية تم حبس فتاة صغيرة تدعى “آني الصغيرة” في زنزانة مغلقة ، لأن الأطباء شعروا أن الزنزانة المغلقة هي المكان الوحيد المناسب لهؤلاء الذين يعانوا من حالة جنون “ميئوس منها” . وفي حالة آني الصغيرة، لم ير الأطباء أدنى أمل ، لذا تم إيداعها ذلك القفص الصغير الذي لا يدخله إلا قليل من الضوء ، وأقل كثيراً من الأمل.
وفي تلك الأثناء تقريباً ، كانت إحدى الممرضات العجائز في تلك المؤسسة توشك على التقاعد. كانت هذه الممرضة تشعر أن كل مخلوق على الأرض ينبغي أن يتمسك بالأمل ، لذا بدأت تأخذ غذائها إلى داخل الزنزانة وتأكل خارج قفص آني الصغيرة، كانت تشعر أنها ربما تمكنت من توصيل بعض الحب والأمل إلى الفتاة الصغيرة.
لقد كانت آني الصغيرة أشبه ما يكون بالحيوان من نواحي عديدة. في بعض الأحيان، كانت تهاجم الشخص الذي يدخل قفصها بضراوة. وفي أحيان أخري كانت تتجاهله تماماً.
وعندما بدأت الممرضة العجوز في زيارتها، لم تمنحها آني الصغيرة أدنى إشارة تدل على أنها حتى تعي وجودها. وفي أحد الأيام، أحضرت الممرضة العجوز بعض كعك الشيكولاته إلى الزنزانة وتركته خارج القفص. ولم تعطي آني الصغيرة أي تلميح يدل على أنها تعرف بوجود تلك الكعكات، ولكن عندما عادت الممرضة في اليوم التالي، كانت الكعكات قد إختفت. ومنذ ذلك الوقت أصبحت الممرضة تجلب معها الكعك عندما تذهب لآني يوم الخميس.
وقبل مضي وقت طويل، لاحظ أطباء المؤسسة أن هناك تغيير يحدث. وبعد فترة من الوقت، قرروا نقل آني الصغيرة إلى الدور العلوي. وأخيرا، جاء اليوم الذي قالوا فيه لتلك “ الحالة الميئوس منها” إنها تستطيع العودة إلي منزلها. ولكن آني الصغيرة لم ترغب في الرحيل.
لقد أصبح المكان يعني الكثير بالنسبة لها لدرجة جعلتها تشعر أنها تستطيع تقديم إسهام جيد إذا بقت وحاولت مساعدة المرضى الآخرين على الشفاء.
وبعد سنوات عديدة، وبينما كانت ملكة إنجلترا تقدم أعلى أوسمة بلادها التي يمكن منحها لأجنبي، سألت الملكة هيلين كيلر : “إلى ما تعزين إنجازاتك الهائلة في الحياة؟ كيف تفسرين حقيقة أنك برغم كونك عمياء وصماء، كنت قادرة على تحقيق كل تلك الإنجازات؟”
وبدون لحظة تردد واحدة، قالت هيلين كيلر إنه لولا آن سوليفان (آني الصغيرة) لظل أسم هيلين كيلر مجهولاً إلي الأبد.
الممرضة العجوز أعطت الأمل لآن سوليفان، وآن سوليفان أعطت الأمل لهيلين كيلر، وهيلين كيلر أعطت الأمل لملايين المكفوفين، إزرع الأمل في إنسان واحد اليوم، فقد يكون هذا الإنسان "آن سوليفان"
(الصورة لهيلين كيلر مع آن سوليفان).
http://www2.0zz0.com/2018/04/27/19/624285325.jpg (https://www.0zz0.com/)

رايق البال
19-12-2019, 10:43 PM
قصه رقم 67
للكاتب المبدع الأستاذ / صدى صوت
عنوان النص : بثينه
رابط النص

https://www.omaniaa.co/showthread.php?t=163758

النص / بثينه


لم تكن تلك النظرة سوى الشرارة التي اوقدت في داخلي شعورا زلزل كياني في لحظة على حين غفلة كان مستبعدا لإعتقادي بأن ذلك لا ينتج عنه سوى آلاما كنت أرى أنني في غنى عنها..
ربما كان هذا المبدأالمتطرف يصنع في داخلي حواجز تمنع تسرب كل ما يمت للحب بصلة الى روحي ، أدت الى تصلب كل مشاعر قد تنبض ذات غفلة تجاه الأنثى لسنوات علها تكون اكثر عددا مما اتصور.
وقوعي في ما يحب البعض تسميته بالحب كان عن طريق صدفة ندمت عليها فيما بعد لإدراكي أن تلك الصدفة او المصادفة كانت سببا في جر الكثير من المتاعب التي كنت اخشاها طيلة سنوات عمري.
سنوات عمري تلك التي نفضت عنها ما يسمى بالمراهقة وأفول مرحلة الشباب التي انسلت من بين اصابعي في سنوات غفلة كنت أحسبها شيئا ذا قيمة.
ذلك التناقض الذي اجده كموج يتلاطم في داخلي نتيجة كل المباديء التي كنت اعتنقها سابقا وما يأخذ بوجه البوصلة الى قبلة أخرى من الحياة الآن ربما يعكس رغبة موأودة وهنت جذوتها مع مرور الايام للولوج الى عالم آخر من الرضا وواقع أكثر جمالا مع الحب يدعم حياتي التي لم اعشها كما ينبغي لفرط الغطرسة الساذجة والتي بدت لاحقا كسراديب مغلقة ، فرضت على روحي قيودا ظلت آثارها باقية كندوب تذكرني بأن بعض المباديء تفتك بكل شيء جميل في هذه الحياة.
ربما تلك النظرة التي غيرت مجرى كل شيء في حياتي خلقت وهجا ساطعا بل نفخت روحا جديدة في كياني سرعان ما تحول إلى مشاعر حب لم أعهدها منذ زمن، ذلك الحب الذي تحول مع مرور الأيام الى قيد مصنوع من حرير إلتف حول قلبي لم أستطع أن أصارحها به كما ينبغي ، فما أجده من مشاعر تجاهها لم تجده هي أبدا ولكنها - وأقدر لها ذلك كثيرا - ما رغبت في إن تجرح مشاعري - كما فهمت - فصدت ذلك الموج الأهوج من المشاعر بلطف مغلف بحزم لم أشأ استيعابه فقد كان يحدوني الأمل في أن تغير رأيها ذات يوم.
وصولي متأخرا الى المستشفى حتم علي السير مسرعا في احدى ممراته ، لم يكن في بالي حينئذ شيء أهم عندي من وصولي بأسرع ما يمكن الى القسم الذي أعمل فيه ، كانت الساعة تشارف على الثامنة إلا ربع صباحا ، لم يحدث أن تأخرت طيلة الخمسة عشر عاما التي قضيتها في هذا العمل ، كنت مثالا للموظف المنضبط.
كل ما كان يجول في بالي لحظتها هو ردة فعل الموظف المسؤول وسيل الأسئلة التي قد يمطرها علي حينما أصل ، في الحقيقة لا يوجد لدي أي جواب لكل الاسئلة تلك ، كل الكلام تبخر وكأن الحروف لم تخلق بعد ،
قطرات عرق بارده تمردت على تماسكي المزيف وبدأت تندي جبيني تكشف ذلك الارتباك الذي أحاول جاهدا أن اخفيه ، خطوات متسارعة يخال للناظر إلي وكأن اشباح تطاردني ، أحسست بإن الوقت يمر سريعا كالسهم المنطلق والمكان أبعد مما كان ، في خضم كل ما أنا فيه سمعت إسمي كهاتف يناديني من بعيد ، صوت يبدو كنغمة رقيقة ، ذبذباتها ترتطم بمسامعي ، إلتفت إلى حيث الصوت محاولا أن اتمالك و اسيطر على لهاثي ، وأمسح حبات العرق التي باتت تتحدر بشكل لافت على جبيني تجتاح قسمات وجهي ، من هذا الذي يناديني الآن ؟
ياالله!!!
(وذات دل كأن البدر صورتها) كما قال ابن برد..
من هذه ؟
- صباح الخير استاذ صلاح.
- أهلا صباح النور.
- خيرا... ما بك تلهث هكذا ؟ هل أنت بخير ؟
- لا شيء.. لا شيء.. فقط تأخرت عن العمل.. بالأذن منك فأنا مستعجل.. أووه.. معذرة عزيزتي فأنا لم أعرفك بعد!!
ابتسمت ابتسامة حسبتها عميقة وحلوة وهمت بالانصراف ثم قالت وهي لا تزال على ابتسامتها : لا تزال الساعة السابعة الا ربع ، وانصرفت.
في الحقيقة لم اكترث لحظتها كثيرا لمسألة الوقت بقدر انبهاري بذلك الملاك الذي كان معي قبل لحيظات قلائل.. سؤالي الذي أخذ يتردد كثيرا في ذهني : من تكون ؟

-صباح الخير استاذ صلاح.. ما بك ؟هل اضعت شيئا ؟
- صباح النور.. نعم اضعت.. لا لا اقصد نسيت هاتفي.. لا ادري اين!!
- الوقت لا يزال مبكرا على موعد الدوام.. اظنك على غير ما يرام.
-ابدا عزيزي انا بخير.. استأذنك.
لم استطع أن ازيح صورتها من على خيالي ، كل تفاصيل وجهها تبرز كلوحة ملائكية بين ناظري تطاردني ، وكأنها هي!!! لا لا.. لا أظن أنها هي!! هل يعقل.... ؟؟
أسئلة كثيرة تخترق صدري وأنا اقف امامها عار لا أملك لها اجوبة..
يممت نحو القسم الذي اعمل فيه وبالي مشغول ، سبحان مغير الاحوال ، ما يشغل ذهني الآن يختلف تماما عما كان يشغله قبل قليل ، اشعر كمن انفصل عن عالمه كلية ، كل تفكيري منصبا في ذلك الكائن النوراني الذي صادفته وكلمته وكلمني ، نعم كان كل شيء حقيقة ، لم اكن احلم بل كل شيء كان واقعا.. خطواتي بدت ثقيلة وكأن قدماي متمغنطتان نحو تلك البقعة من الممر المؤدي الى حيث لا أدري الآن ، عطرها لا يزال يملأ أنفي ،شعرت بدخون أنفاسها - رغم المسافة الفاصلة بيننا- سحر يأخذني إلى عالم لم أعهده من قبل ، بل ربما.... كادت نظارتي ان تسقط من على وجهي لفرط التعرق المتحدر من على جببني ، سرت نحو القسم الذي أعمل فيه وكأن شخصا آخر غيري ، سؤال كبير في ذهني يتمدد بلا إجابة كالبالون يكاد ينفجر بما فيه ، من هي ؟ أيعقل أن تكون.... ؟؟!!!
لم أجد إجابة لسؤالي.

..........

مرت نصف ساعة وأنا أقف أمام خزانة خشبية مكتظة بالملفات محاولا العبث بمحتوياتها كي أبعد تلك الصورة الآتية من سحابة ماطرة هطلت بغزارة على كل ذرة في كياني وحولته الى قلب ينبض على غير عادته لاهثا كذئب مفترس يحاول اللحاق به .
صوت رقيق يداعب مسامعي كمعزوفة سيمفونية تدغدغ مشاعري ، صوت يكاد يكون مألوفا لدي بعض الشيء!!!
- هل تحتاج إلى مساعدة ما ؟
- لا.
- أأنت على ما يرام ؟
- نعم نعم أنا بخير.
- حسنا ، لو احتجت الى أي مساعدة أخبرني من فضلك.
- شكرا لا احتاج الآن الى شيء.
لم ألتفت الى الشخص الذي كان يعرض علي المساعدة بالرغم من رقة ونعومة صوته، فما كنت لأهتم لشيء أكثر مما يحيرني ويذهب بكل تركيزي.
مجيء زميلي محمود بدد كل ذلك الهدوء ، دخل كعاصفة اقتلعت ذلك الشرود من جذوره ،سؤال صعق ذهني وكاد ان يوقف قلبي بادرني به وهو يبتسم :
- هل تتذكرها ؟
- أتذكر من ؟
- بثينه!!!
- لا أفهم سؤالك!!
- التي كانت تقف الى خلفك قبل قليل وتكلمك.
- بثينة ؟ لم أرها!!
- لأنك لم تلتفت حينما كانت تحدثك!!!
- وما أدراك بذلك ؟ هل كنت تراقبني؟
- أبدا ولكني طلبت منها أن تأتيك لعلك تتذكرها!! ولكن على ما يبدو أنك كنت في كوكب آخر هههه.
- أتهزأ بي يا محمود ؟ ثم من بثينة هذه التي تتحدث عنها ؟ أنا لا اعرفها ولم أرى اي بثينة!!
- هي نفسها التي كانت تتحدث معك في الممر صباحا.
- ماذا ؟ هل تقصد أنها تعرفني ؟
- ما بك يا صديقي ؟ هي بثينه زميلتنا أيام الجامعة.. كانت دائما تجلس في المقعد الذي أمامنا... انها...
- يا الله!!
- أهي حقا ؟
- نعم انها ذاتها.. وعليك أن تصحح الموقف فلا يصح انها كانت تكلمك وتعرض عليك المساعدة ولم تعرها اهتماما بل ولم تلتفت اليها حتى.
بثينة تلك الفتاة الانيقة دائما رغم بساطتها الا انها كانت كالقمر الساطع بين نجوم في ليلة مظلمة ، ابتسامتها فجر يشق بخيطه الابيض ليلي ليبدد ظلامه عن روحي المتيمة بها عشقا. ما كانت لدي مقدرة على البوح بمشاعري أمامها خوفا من ان تخذل قلبي المتلهف لها دائما.. فضلت الصمت وسجنت احاسيسي في قمقم الخوف والتردد ، عانيت كثيرا لدرجة ان كانت المعاناة جزء من تفاصيل حياتي ، بعد التخرج اختفت وكأنها لم تكن بيننا ،لم تأت الى هذه الدنيا ، كانت محض طيف مر كالكرام ثم تلاشى..وتلاشى معها كل شيء سوى مشاعري التي حاولت وأدها لأستريح من كل تلك المعاناة التي لا تدري هي عنها شيئا ولا احد يعرفها غيري.
.......
لم أنم ليلتها ، احداث اليوم كانت كفيلة بقلب كل موازين حياتي ، صورتها لم تفارق مخيلتي ، أراها في المرآة وكأنها تتلبسني ، أكلم خيالها كما كنت افعل ايام الجامعه ، كنت جبانا ،لم أجرؤ على مفاتحتها بما يعتلج في داخلي ، استعيض عن ذلك بالحديث الى طيفها الذي يعيش في مخيلتي ، اصارحه بكل شيء ، أقرأ عليه قصائدي التي كنت اكتبها فيها ، كانت تسمعني جيدا ، تسمعني وهي تبتسم وأنا أقرأ عليها قصائد الحب التي اكتبها لها وحدها ، وحدها فقط ، كل القصائد كنت اكتبها لها هي ، لم يسمعها احد غيرها ، ومنذ اختفت اختفى معها كل شيء ، حتى القصائد تلاشى منها حبرها ، اصبحت بلا حبر وبلا روح ، لتعود بعد خمسة عشر عام لتنبش كل ما حاولت دفنه طيلة السنين التي مرت بصعوبة ، ورغم زواجي الذي دام خمسة اعوام الا ان طيف بثينة كان حاضرا دائما في مخيلتي ، ربما فهمت زوجتي ما كنت اعانيه من عدم قدرتي على نسيان فتاة ما لا تعرفها ولم تستطع ان تعيش مع خيال زوج لم يكن حاضرا منه الا جسد رجل بلا روح ، انفصلنا ثم ذهبت ، اختفت نهائيا وكأنها لم تكن في هذه الحياة ذات يوم ، حاولت أن أخرج من عباءة بثينة ولم يكن ذلك بالأمر السهل ، تطلب من عمري سنوات عديدة ، عادت بعد كل هذا العمر إمرأة اخرى ، لدرجة اني لم اعرفها لأول وهلة ، ربما لأن كل أمل لي برؤيتها من جديد قد انتهى وتلاشى ولم أتوقع ان تكون الصدفة هي من ستجمعنا بعد كل تلك السنين.
...........
على غير العادة تهندمت وحاولت أن أتأنق بقدر المستطاع ، مؤملا نفسي بحياة جديدة بدم جديد يحيي شراييني التي كادت ان تنسى انها لا تزال على قيد الحياة ، بالرغم من مفارقة النوم لعيني طيلة البارحة الا اني اجد قلبي كطفل شقي لا يهدأ ، انظر الى المرآة مرارا كي اعدل من شعري تارة ومن هندامي تارة اخرى ، لا اريد اليوم شيئا يفسد لهفتي ، اليوم لن أضيع الفرصة كما ضيعتها من قبل ، لن أكن جبانا ، سأكلمها عن مشاعري، عن لهفتي ، عما كنت احمله بين ثنايا قلبي عندما كنا ندرس في الجامعه ، عن الحنين ، عن كل شيء.
..........
وصلت الى المستشفى الذي اعمل به اسير منتشيا على غير العادة ، قلبي يتقدمني ، يشير إلي لأتبعه ، أتبعه هو فقط لا غيره ، تمنيت أن اصادفها كما بالأمس ، أتلفت حولي لعلي أراها هنا أو هناك ، لا أجد لها ريحا ، وصلت الى قسمي لأجد زميلي محمود وهويبتسم ابتسامة عريضة ويبادرني بصباح الخير ،
- أني أرى صلاحا غير صلاحنا.
- ماذا تقصد بهذا الكلام يا محمود ؟ اني أشم رائحة خبث في كلامك!
- لا خبث ولا يحزنون ولكني اراك على غير عادتك متأنقا والعطر نشمه منك من على بعد.
ماذا يحدث ؟
- لا يحدث شيء.
.........
انتظرت وصولها كمراهق على موعد مع فتاته ، لا اريد لمزاجي أي تشويش هذا اليوم ، سيكون ما لم استطع فعله منذ خمسة عشر عاما ، سأعتذر لها أولا عن فعلتي الشنيعة لأني لم ألتفت لها حينما كانت تكلمني ، وبعد ذلك...
بعد ذلك ماذا ؟ سأشرح لها ما أكنه لها من حب وما عانيته في غيابها عقب تخرجنا من الجامعة ، سأوضح لها أنني كنت أخشى من ردة فعلها ان فاتحتها حينها وفضلت الاحتفاظ بصورتها طيبة جميلة في قلبي على ان تردني خائبا ، لا أريد أن أضيع الفرصة مجددا فإن ضاعت فسيضيع معها كل شيء.
....

- صباح الخير استاذ صلاح.
- اهلا وسهلا صباح النور وفاء.
- على غير العادة أجدك اليوم.
- فيم ؟
- أشعر بأن هناك شيئا يشغل على تفكيرك أو ربما لا أدري.. هل أساعدك بشيء ؟
- لا شيء.. لا شيء.. فقط أود أن أسأل سؤالا لو تأذني لي!!
- ولماذا تحدثني بشكل رسمي ؟ إسأل ما شئت.
- هل رأيتي الآنسة بثينة ؟
- الآنسة بثينه ؟ هل تقصد الموظفه الجديدة لدينا بالقسم ؟
- نعم عينها.
لا.. لا أظنها ستحضر لدوام هذا اليوم!!
- لا تحضر ؟ لماذا ؟ مالذي حدث ؟
- لا أعلم ولكنها اتصلت تخبرنا بأنها لن تتمكن من الحضور لظروف عائلية.
- ظروف عائلية ؟ هل تقصدين والديها ؟
- لا أعتقد ذلك. قد تكون ليست على ما يرام!!
- ماذا تقولين ؟
- لست متأكدة.. ربما.
- ربما ماذا ؟
- ظروف عائلية كما اخبرتك.. هي لم تخبرنا بشيء سوى انها لن تأتي للدوام.

........

شعرت بدوار يغشاني وظلمة تملأ أرجاء المكان ، رأسي سينغجر ، أرتميت على المقعد وذهني مشتت ، لا أستطيع التركيز أو حتى التفكير في أي شيء..
-هل أنا غبي ؟ هذا السؤال المستفز هو المسيطر الآن على كل كياني، يخنقني ، يشعرني بمدى حمقي وسذاجتي.
نعم فأنا أحمق بالفعل فكيف لي أن أتخيل بأن الفتاة لا زالت كما هي منذ خمسة عشر عاما لم تتغير ، هل توقف الزمن عندها وبقيت كما هي ؟ ما هذا التفكير الأخرق ؟ لا.. لم يكن تفكيرا !! في الواقع أنا لم أفكر ، لم أتأن أبدا.
.........
لا أدري كيف مر الوقت علي في ذلك اليوم ، كان صعبا ، كان جل تفكيري يتركز في امر وحيد وهو مفاتحة بثينة بلواعج قلبي ، مشاعري التي كانت كجمر تحت رماد برزت عند اول ظهور لها من جديد في حياتي ، ظننتها كما تركتها ، وقد تركتها دون ان اخبرها بما في نفسي تجاهها ، لا ألومها فهي لا تعلم ما كنت أشعر به ، لا تعرف أني كنت أحبها.. أحبها كأعظم شيء في حياتي ، تركتها تذهب من غير أن أجرؤ على مفاتحتها بأي شيء.
.....
شرودي المستمر كان هو الشيء الملاحظ من قبل الجميع في القسم الذي أعمل فيه ، تغيري المفاجيء والذي أدى الى بعض التقصير كان ملفتا لانتباه زملائي ،
لم يكن زميلي محمود ببعيد عما يحدث ، ولكنه فضل عدم ازعاجي بتدخل منه لاستقصاء حالي المرتبك.. جل تفكيري منصب حول بثينة.. كيف للأقدار أن تضعها من جديد وبعد كل هذا العمر في طريقي!!
مشاعر مشتعلة لزمن طويل بدأت منذ سنوات قلائل بالخفوت ليستريح هذا القلب من عناء حب لم يكتمل ، عادت لتبعث ما كان قد قارب على الموت فعلا ، بفضل التقادم ومرور السنين ، ما يحدث لي الآن أمره غريب ، في يومين فقط تشتعل نيران الماضي لتأت بأخضر القلب ويابسه من غير رأفة أو تأني.
......
- صباح الخير استاذ صلاح.
- صباح النور ليلى.
- أعتذر منك فلربما أزعجك قليلا ، ولكني ألاحظ بأنك مشغول البال ، على غير عادتك ، لو تود أن أساعدك في ما يشغلك فأنا تحت أمرك.
- لا إزعاج يا ليلى ، وددت أن أسألك عن بثينة ، الموظفه الجديدة لدينا ، هل تعرفينها ؟
- بثينة ؟ نعم أعرفها جيدا ، إنها جارتي ، تسكن في الشارع المقابل لبيتنا.
- جيد ، هي لم تحضر اليوم إلى العمل ، هل حصل لها ما يعيقها عن الحضور الى المستشفى ؟
- ربما ، أقصد لست متأكدة ولكن قد يكون لديها عذرها.
- ألم تتصلي بها للإطمئنان عليها ، إنها زميلتنا ؟
- بالفعل يجب علينا الاطمئنان مع أني أعرف ظروفها الأسرية الصعبة وما تمر به منذ فترة.
- خيرا!!! ماذا بها ؟
- لاحقا ربما تخبرك هي بنفسها . سأتصل بها وأعود إليك.
......
ظروف اسرية صعبة ، ما هي هذه الظروف الصعبة التي تمر بها ؟ آه يا ليلى!! كلامك حيرني ، كنت أتمنى أن أسمع ما يريح قلبي ويثلج صدري.
لماذا بدأت الأمور تتشعب وتأخذ لها طرائق مشتته ؟ تغيب بثينة لمدة طويلة وفجأة تعود بلا أي مقدمات ، تنبش الماضي وتشغل القلب ثم تختفي فجأة ، ثم اتفاجأ بظروفها الصعبة التي لا أعرف ما هي. ماذا يحدث بالضبط ؟
...
أسبوع كامل مر ثقيلا كصخرة تضغط على قلبي ، تمنيت خلاله مرارا لو لم تظهر بثينة في حياتي مجددا ، كل ما أطلبه الآن بعض الهدوء وأن يعود الى روحي توازنها ، وأنى لها التوازن والهدوء بعد أن تناثر رماد كان يحيط بها لتبين جمرات الماضي من تحت ذلك الرماد الذي تراكم على عاطفة لم يكن لها أي عوامل صحيحه لتنمو وتترعرع ذات يوم.
أأكذب على نفسي حينما أوهمتها بالحب ونحن على مقاعد الدراسة ؟ هل كنت أخدع قلبي وأنا أعرف بأني ما كنت لأجرؤ على القيام بخطوة ولو كانت ضئيلة للأمام لأبرهن لنفسي أولا بأن ما كنت اعيشه هو الحب صدقا ؟
والأهم الآن هو هل ما زلت أمارس خطيئة إقتراف الكذب على قلبي وأسمي ما أعيشه هو الحب فعلا ؟ أي حب هذا ؟ حُبِّ غَيْرِ مُكْتَمَل النمو!!
.....
- صلاح ، هل أنت بخير ؟
- لم هذا السؤال الآن ؟
- لا شيء ، فقط لأني ألاحظ أنك في شرود مستمر منذ ايام!! هل استطيع مساعدتك ؟
- هل رأيتي بثينه ؟
- نعم ، قبل قليل كانت في مكتب مسؤول القسم!!
- قبل قليل ؟
- نعم قبل قليل!

- لم أرها إذن!!
- ستراها حتما ، انها هنا وستبقى هنا في هذا القسم.
- أحقا ؟
- ماذا هناك ؟
- لا شيء ، يسعدني أنها هنا ، وأكثر من ذلك أنها ستكون معنا في القسم !!
- أشم رائحة " شواط " قلب ( تضحك).
- ما هذا التعبير " الشنيع" ليلى ؟ " شواط" ؟
- صلاح ان كانت لديك أي حاجة للمساعدة أخبرني هههه
- لا.. شكرا لك.
....
أشعر بأن لدى ليلى ما تود قوله لي ، نعم ، كانت تلمح لشيء لم أفهمه ، أبعض من كيد نساء ؟
ضحكاتها على غير العادة ، هل عرفت بأني أحب بثينة ؟ ولكن كيف ستعرف وأنا لم أخبرها ولم أذكر ذاك لأي مخلوق ؟
...
كانت لحظات غير اعتيادية عندما طلبني مسؤول القسم إلى مكتبه ، لا أرتاح له أبدا فأسلوبه جاف وغير مأمون الجانب ، ولكن لا بد لي من الذهاب اليه.
سمعت صوته وهو يأذن لي بالدخول بعدما طرقت باب مكتبه ، دخلت واذا ببثينة تجلس في الكرسي الى جانب طاولة مكتبه ، تفاجأت كثيرا ، لم يخطر ببالي أن أجدها هنا أبدا ، طلب مني الجلوس ، لم أستطع على الكلام ساعتها! بثينة تجلس أمامي وعلى غير ميعاد ؟؟!!
ابتسامتها كانت شمس أشرقت على حدائق روحي لتمنحها الدفء والطاقة ، متأنقة كعادتها ، جميلة وكأنها كأول يوم أراها في الجامعه ، رغم مرور خمسة عشر عاما إلا أنها لا تزال كما هي ، نفس الملامح وكأن الزمن نسي أن يمر على سحنتها الرقيقة فبقيت كما هي ، بريق يشع من عينيها يغريني بالتمعن المفرط فيهما ، هما كما كانا مركز كوني ، نظراتها دافئة ، كأول لقاء لنا في مقهى الجامعة.
- استاذ صلاح ، انها الموظفة الجديدة بثينة ، ستكون المسؤول عن تدريبها على العمل ، هي كانت هنا منذ اسبوع مضى ولكن لظروف شخصية اضطرت لعدم تسلم العمل الى أن تنهي ما كان يعيقها و عادت اليوم ، ارجو ان تعتني بها جيدا.. بإمكانكما الذهاب الآن.
.....
لم أتخيل أبدا ان القدر سيكون بهذا السخاء ، أختصر على عاطفتي المتوترة مسافات زمنية ما كنت لأحلم بها ، حتى ظننت أن ما كان يقوله المسؤول محض تهيئات تعصف بمسامعي لا كلام فعلي يقصده موجه إلي أنا لا لشخص آخر.
ابتسامتها المقتضبة زادت من توتري ، لم استوعب مغزاها ، علامات إستفهام برزت عقب تلك الإبتسامة لم أجد لها مخرجا ، أهو رضا أم تقبل لأمر واقع لا خيار آخر لها سواه ؟
وضعتني في حيرة بددت سعادتي بتوجيهات المسؤول الأخيرة!!
خرجت من مكتبه مستأذنة وكنت ألحظ علامات عدم إرتياح على محياها ، لم أستطع التكهن بسببه.
أستأذنته للخروج ففاجأني بسؤال لم أتوقعه ، هل هناك أمر غير واضح بخصوص هذا الموضوع؟
- أبدا.. سأبذل جهدي لتدريبها.
- لا أقصدك أنت بل هي!!
-لم أفهم ما تعني أستاذ ربيع!!
- أتصور أنك لاحظت أن تقبلها للموضوع ليس مريحا حسبما كنت أتمنى.
- لا.. لم ألحظ اي شيء غير طبيعي ، ربما تكون مرهقة أو مريضة ، أو هناك ما يشغل بالها.
- ربما. أرجو ذلك.
.....
عدة أشهر مرت بعد إجتماعنا مع مسؤول القسم لتلقى توجيهاته بخصوص التدريب ، كنت مهتما بأمر آخر يطغى على مسألة التدريب فأنا مدرك بأنها ذكية وتتعلم بسرعه وهي كذلك بالفعل ، كنت أحاول كسر الزجاج العازل للمشاعر الذي تفرضه على قلبها من ساعة وصولها الى هذا المكان ، لم تكن المهمة باليسيرة فالفتاة التي أحببتها أيام الجامعه دون إشعارها بذاك الحب لم تعد هي التي أمامي هنا كل يوم ، كل محاولاتي لكسر الحاجز تبوء بالفشل ، عدة شهور مرت لم أستطع خلالها فهم نوع العلاقة التي تجمعنا ، مشاعري المتأججة تجاهها كأني أسير بها في نفق مظلم لا أرى بصيص ضوء يشعرني بأمل ولو ضئيل في الوصول إلى منطقة مضيئة ولو للحظة معها ، أهي علاقة حب ، صداقة ، زمالة عمل ، ماذا ؟ لا أدري كيف أسميها ، رقتها التي لا يماثلها شيء آخر دافع للإستمرار في ذلك النفق ، لحظات يأس تحوم حول روحي احيانا احاول أن أدفعها بعيدا ، لا أدري إن كنت أستلذ ما أنا فيه أو ما زال ذلك الطالب الجامعي الخجول هو نفسه الذي يغشاني الآن وأخشى أن أبوح بمشاعري مثلما كنت منذ أكثر من خمسة عشر عاما !!
...
أولى خطواتي المهمه في المعركة المحتدمة في داخلي هي البوح لها ، فانتظار اللاشيء أصعب بكثير من التقدم بخطوة للأمام مهما كانت نتيجتها ، وليكن ما شاءت الأقدار.
مصارحتي لصديقي محمود باعتلاجات الصدر كانت مهمة فثقتي برأيه تزيح بعض الثقل من على روحي المثخنه بالحيرة والتخبط والتوتر.
- على ما يبدو أن المواجهه هي الخيار الامثل وسواء كانت ردة الفعل إيجابية أو سلبية فأفضل لك من الإستمرار في أمر لا تعرف فيه رأسك من قدميك.
- وكيف أواجهها ؟ أخشى من ردة فعلها ان صارحتها.
- إذن فلتكتب لها رسالة.
- ماذا تقصد بأن أكتب لها رسالة ؟
- رأيي أن تستأذنها في أن ترسل لها على هاتفها رسالة تخبرها فيها بأمر مهم وانظر ماذا تقول لك.
- هل تظن بأنها ستوافق ؟
- جرب ولا تستبق الأحداث.
- لا أعرف ماذا سأكتب لها!!
- سأصيغ لك الرسالة وأبعثها لها إن أذنت لك.
.....
لم أتوقع موافقتها على طلبي أن يكون بتلك السهولة ، وبالرغم من سعادتي بتجاوبها الا أن توتر أعصابي حينئذ كان في أعلى معدلاته ، لم أعتد على مواجهة الأشياء ، غالبا ما ألجأ الى السلام النفسي ، خسرت الكثير من الاشياء بسبب هذه السلبية التي تقهر ثقتي بنفسي وتكبلني عن مواجهة الحياة ، نظارة سوداء آن الآوان أن أرفعها عن عيني كي أرى الحياة بألوانها المختلفة ، التنازل المستمر سمة مسجلة بإسمي حتى عن الاشياء التي احبها بشدة ، القريبة من نفسي ، لا أشعر بأي رغبة في أن تكون الحياة مختلفة ، تشابه الأيام يشعرني بالاستقرار النفسي ، ها هي سنوات العمر تمر كالسحاب بلا مطر ، أضع اصابعي على أذناي كي لا أسمع رعود الدنيا ، أختبيء تحت لحافي لاجئا الى الظلام كي لا أرى بروقا قد تهطل بعدها أمطارا ، حياة قاحلة جرداء تسير كما شاءت الأقدار ، لم أفكر في صنع أقداري بنفسي أي يوم ، روح مجهدة تتلاعب بها أمواج محيطات الحياة العنيفة.
آنت اللحظة لأن أكون خلقا آخر ، يمشي تحت أشعة الشمس ، ويركض حاف القدمين تحت انهمار السماء ، رافعا ذراعيه مستقبلا قطرات المطر ، يغني بصوت مسموع ، صوت قد لا يكون رقيقا ولكن يكفي لأن يشعرني بالسعادة ، بحرية الذات ، بالانطلاقة نحو عمر جديد.
.....
قرأت الرسالة التي كتبها محمود ، يا إلهي!!
أقشعر بدني من روعة الكلمات ودقة التعبير ، لم أعدل فيها أي حرف ، الرسالة تعرفها بمشاعري نحوها وطلبي الزواج منها ، وبدون تردد رسلتها لها ، لم يطل الوقت حتى استلمتها وقرأتها.
لا استطيع أن أخفي توتري ، ارتباكي ، لدرجة أني شعرت بالندم ، ماذا فعلت ؟ أظن أني تسرعت كثيرا!!!
لا أعلم كيف مرت ليلتي تلك!!! جافاني النوم لكثرة التفكير!! ماذا سيكون غدا ؟
هل ستوافق ؟ ترفض ؟ تغضب ؟ تنفجر في وجهي غاضبة ؟
كنت مترددا في الذهاب الى العمل! لا أود المواجهه!! لا احتمل صدمة ردها السلبي! ان رفضتني فسينتهي كل شيء إلى الأبد معها!! كيف ستأتي عيني في عينيها بعد ذلك ؟ لا أعلم كيف سيكون الوضع ونحن نعمل في قسم واحد!
...
ذهبت الى المستشفى أجر قدماي كمن يؤخذ للذبح ، كل من قابلني سألني إن كنت مريضا أو حدث لي مكروه ما ، أقابل كل الاسئلة بابتسامة يكسوها الذبول ، عشرات الأسئلة تدور في ذهني ، هل سأعود إلى بيتي منتصرا، سعيدا ، أم هي القاضية التي ستأتي على كل نبضات قلبي وأملي في حياة جديدة تختلف عما كنت عليها ؟
تأخرت كثيرا على غير عادتها ، مما (زاد الطين بله) ، منذ أن وضعت قدميها في القسم وهي ملتزمة لا تتأخر ، ما سبب غيابها الى اللحظة ؟
هواجس كثيرة بدأت تتلاعب بعقلي ، أشعر بأني ارتكبت خطأ ما ، هل تسرعت في إعلان رغبتي بالارتباط بها ، كيف تقبلت الموضوع ؟ إحساسي بأنها مزعجة من تصرفي!!!
....
- عسى الامور تسير بشكل إيجابي ؟
- لا أعلم!!
- والمعنى ؟
- لم أرها ولم ترد بشيء!!
- لم برأيك تأخرت في الرد ؟
- ليس لي دراية بأي شيء!
-هل سألت عنها ؟ ربما لديها ظروف منعتها من المجيء الى الدوام!
- ربما... لا أعلم.
- أنت متوتر الآن ،، إهدأ والأمور ستكون كما تحب.. هل سألت عنها ليلى ؟
- كلا... لم أجرؤ على السؤال عنها.. خشيت من أي صدمة!!
- أترك عنك التردد وإسأل عنها ، ليلى صديقتها ولا شك أنها تعرفها وتعرف عنها كل شيء.
- دعني أهدأ أولا.. لا أحب أن تراني مرتبكا .
- اذن كن هادئا وصبورا ولتدع الارتباك يتجاوزك بهدوء.. ثم اصبر فحري بالصبر أن يحل كل المشكلات.. اغمض عيناك وتنفس طويلا تكن هادئا.
.....
لم أر ليلى منذ ايام ، شعرت بأن لا شيء معي ، ليلى غائبة هي الاخرى ، لم أشعر بوجودها أو أهميتها ابدا ، أمرأة عادية ، في شكلها الغير متجدد، في هندامها الذي يكاد لا يتبدل هو الآخر ، حتى اسلوبها الممل في الحديث ، وتعاملها العصبي الممزوج بالطيبة هو هو لم يطرأ عليه أي جديد طيلة السنوات التي قضيناها في العمل معا ، أشعر احيانا بأنها وجدت على الارض كما هي الآن لم تمر بمراحل نمو حياتيه كما البشر ، عندما تنظر إليك بعينيها الجاحظتين يجعلانك تحسب ألف حساب للتعامل معها ومع ذلك فهي إناء طيبة ، لم تتزوج بعد بالرغم من تخطيها الاربعين عاما ، لا تخجل من ذلك عندما يمازحها أحدهم بقوله ستجدين الزوج الذي يسعدك ، تنظر له نظرة مرعبة ثم تتنهد و تقول : أنا منحوسه وتذهب.
كلمة ( انا منحوسة) أصبحت لازمة تكررها كثيرا.
لا بثينة هنا لتريح قلبي من هم الانتظار ولا ليلى لأسألها عنها.
......
" عزيزي صلاح.. تحياتي لك على شعورك الجميل تجاهي ولكني اعتذر منك لعدم قدرتي على تلبية طلبك"
رسالة مقتضبة صادمة تنهي بها كل شيء ، لم استطع استيعاب ردها هذا للوهلة الأولى ، شعرت بأن قدماي لم يعودا قادرين على حملي جلست على كرسي كان الى جانبي مترنحا،
لماذا ؟ لماذا ترفضني هكذا ؟ أما كان الأجدر بها أن تاخذ بعض الوقت لتفكر ؟ هي لا تعلم شيئا عن حبي لها نعم!! ولكن ما سبب الرفض ؟ آه يا بثينة لو تعلمين عما أحمله لك
ان في قلبي احاسيس ومشاعر تضطرب كلما رايتك ، فكأني أريد أن أختفي من هذه الدنيا ، واندمج في روحك ، لأن نفسي تواقة إليك ، مولعة بك فأصبحت لا استطيع أن استغني عنك فرفقا بي ، بيديك سعادتي ، ترفضين قلبي قبل أي شيء آخر ، حيث تجهلين ما أحياه رجوعك من جديد الى عالمي ، إلى روحي الذابلة ، الى انكسارات الأيام ، وقفر السنين ، لا تدركين معنى الرفض هذا ، مدية غائرة في روحي تدمي شراييني بلا رحمة أو شفقة.
......
- ماذا حدث ؟
- لا شيء!!
- بل حدث أمر ما قلب حياتك رأسا على عقب!!
- لم يحدث أي شيء!!!
- هل جاءك رد على رسالتك من بثينة ؟
- بلى!!
- لا بد أنها رحبت بك وهذا من هول المفاجأة!!
- رفضتني ، رفضت حبي، رفضت الارتباط بي ، غرست سكاكينها في قلبي وذهبت!!
- ماذا تقصد ؟
- كل شيء انتهى يا صديقي!!
- لا تتعجل في الحكم عليها ، لا بد من معرفة السبب.
- وماذا يفيدني إن عرفت السبب ؟
- ربما تعذرها.
- أنا لم ألمها كي أعذرها.
- أظن من الأفضل أن تستأذن لتذهب الى البيت وترتاح.. أنت مرهق الآن وتلزمك راحة لبعض الوقت.
......
الصدمة التي تلقيتها بدأ مفعولها يستشري في كل كياني ، لم أستطع النوم ولا أستلذ طعم الأكل ، كل تفكيري كان منصبا في رسالتها التي كانت كقذيفة أتت على كل مشاعري تجاهها ، عجلة تدور ببطء لا تتوقف ، يعود بي تفكيري إلى سنين عديدة مضت ، أمامي هي ولم أجرؤ على البوح وظل حبي لها حبيس فؤادي لم تطلع عليه ، كنت أتخيلها أمامي ونحن في مقهى نستمتع بلحظات لا تشبهها لحظات أخرى ، كثيرا ما كانت تحدث بيننا لقاءات نخلق فيها كل جماليات اللحظة ، ليل هاديء ، موسيقى رومانسية ، فازة ورود ذات ألوان مختلفة تتوسط الطاولة بيننا ، همساتها تشبه صوت طائر الكناري ، وأصحو بعد كل حلم اعيش فيه معها أجمل لحظات عمري لأستيقظ على حقيقة أنها ليست هنا ، لم تكن معي ، وربما لن تكون معي ذات يوم ، مرت سنوات الدراسة كلها وأنا أذوب في داخلي عشقا لم يكتب له التحليق في سماءها ، لم يشأ له أن يكون هناك طرف آخر حقيقي سوى أنها هنا أراها أمامي كل يوم ولا يكون لي شيء سوى أني أراها ، بلا كلمة مني أعرفها بها أني أحبها ، أعشقها بكل ما أوتيت من حواس ومشاعر وعاطفة ، لم أقدر على تفسير ما كنت فيه من تردد ، أهو جبن ؟ أم خشية أن اصارحها فترفضني وأصحو من حلم يعذبني وأستعذبه ؟ لا تبرير لدي أفهمه، كل ما أعرفه أن كل شيء تلاشى ، أختفت كذرة ملح سقطت في ماء ، لتعود بعدها ويحدث ما كنت أخشى حدوثه ، أقدار أجلت لحظة المواجهه لخمسة عشر عاما ، نار خمدت تحت رماد وبقي جمرها مشتعلا ينتظر لحظات الاشتعال ، لتشتعل بعد كل هذا العمر ، ويذهب كل شيء في لحظات ، مجرد رسالة هاتفية من بضع كلمات تقتل بها كل شيء.
......
- يؤسفني ما جاء في رد بثينة أخي صلاح.
- قدر الله وما شاء فعل.
-هو كذلك وأتمنى أن تتجاوز ما أنت فيه سريعا.
- لماذا جاء ردها بهذا الشكل ؟
- أتقصد عدم تجاوبها مع طلبك ؟
- إظنك ستعذرها لو عرفت السبب.
- وما هو السبب ؟
- بثينة كانت متزوجه من شاب رائع ، به كل ما تحلم به الفتاة من مواصفات ، أو كما يقولون ( فارس الأحلام) ، عاشا معا حياة سعيدة ، أنجبا خلالها طفل واحد ، وبلا مقدمات توفي زوجها ، قيل أن سبب وفاته هبوط حاد في الدورة الدموية لم يجد ساعتها من ينقذه ،
عاشت بثينه وطفلها في مأساة الفقد بلا وصف ، لم يكن سهلا عليها أن تفقد زوجها في غمضة عين هكذا ، عانت كثيرا ، أكثر مما تطيق فتاة في عمرها ، ظلت لسنوات حتى أستطاعت تخطي بعضا من محنتها ، وأقول ( بعضا) لأن المسألة ليست بالهينة ، انتسابها للعمل هنا في هذا المستشفى جاء كمحاولة للخروج مما هي فيه ، كي تستطيع العناية بطفلها ، على الأقل من الناحية المعنوية وتربيته بعيدا عن المعاناة العاطفية التي مرا بها..
- أتقصدين أن طلبي جاء في وقت غير مناسب ؟
- لا أريد القول بذلك ، فرغم معرفتي بكل ظروفها إلا أنني لم أشأ أن أصارحك بكل هذا.
- والسبب ؟ أليس كان الأجدر بك أن تخبريني بحكايتها لأختار وقتا أنسب من هذا كي لا تضيع مني بهذه السرعة ؟
- كان تفكيري منصبا في كيفية إخراجها من واقعها المرير ، لعلها توافق لتبدأ حياة جديدة مع رجل يحبها ولكن حدث ما حدث.
- حدث ما حدث!!!
- لا تعلم فلربما تأت الرياح كما شاءت سفنك اخي صلاح.
- وسأعيش على " ربما" هذه إلى متى ؟
- يا رجل لا تكن متشاءما هكذا ، فربك يغير من حال إلى حال... ورأيي أنه كان تصرفا جيدا منها أن لم تبقيك على أمل قد لا تستطيع تحقيقه.
- ربما لا تدركين مدى احساسي بالندم على تلك الخطوة التي قمت بها فما عانيته لسنوات من فقدانها كان حري بي أن لا أغامر بالخوض في معمعة قد أخسر فيها هدوء نفسي الذي استعدته بعد فترة طويلة من اللاهدوء والا إستقرار عاطفي ولكن أحيانا ننجر خلف عواطفنا لا نأبه بما قد سيؤول إليه هذا الإنجرار من آلام تأخذ من حياتنا الكثير.
- رأيي أن تهدأ ، خذ نفس طويل ، ولو كان بالإمكان أن تبعد قليلا حتى ترتاح وتستعيد هدوءك النفسي ، وخسارة جولة لا يعني خسارة معركة.

- بقلمي / خليفة سالم الغافري