المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من سلسلة النكاح "أُسُسِ اخْتِيَارِ شَرِيْكِ الحَيَاةِ (6)"



محمد255
13-10-2015, 11:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من سلسلة النكاح
تابع أُسُسِ اخْتِيَارِ شَرِيْكِ الحَيَاةِ (6)
(تابع أُسُسِ اخْتِيَارِ الزَّوْجَةِ)

الأَسَاسُ السَّابِعُ/ النَّسْلُ وَالإِنْجَابُ:
إن من مقاصد الإسلام الأصلية من شريعة الزواجِ التناسلَ وتحصيل الذرية الصالحة التي تقوم بواجب الاستخلاف في الأرض، وتحمل أمانة هذا الدِّين لتبلغها للعالمين؛ ولذا جاء التصريح بهذا المقصد الأصلي في أكثر من نص شرعي تعرض لذكر الزواج؛ ففي الحديث السابق علل النبي  أمره بتزوج الأبكار بأنَّهُنَّ" أَعَذَبُ أَفْوَاهًا، وَأَنْتَقُ أَرْحَامًا"، ومعنى كونهن "أنتق أرحاما" أنهن أكثر استعدادا للنسل والولادة.
وفي الحديث الآخر عنه -عليه الصلاة والسلام- الإشارة إلى الغاية من هذا المقصد الأصلي بعد الأمر به بقوله: " تَزَوَّجُوا الْوَلُودَ الْوَدُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ".
ومن أجل ذلك كله يستحب في الزوجة أن تكون ولاَّدة غير عقيم، وهذا ما يعرف بسلامة بدنها، والنظر في حال قريباتها من أم وأخوات وعمات وخالات.

فَائِدَةٌ
وقد استحبت العرب منذ القديم حرصا منها على نجابة الأبناء وتحصيل الذكاء وقوة النسل وحسن القدوة أن ينظر مريد الزواج في أقارب المرأة من الرجال - أيضا- كأبيها الذي سيكون جد أبنائه، وإخوتها الذين سيكونون أخوال أبنائه؛ ذلك لأن الابن -في الغالب- ينزع في الشبه إلى الأخوال أكثر منه إلى الأعمام، ولذلك ضربوا الأمثال في "عِرق الخال" فقالوا: "عرق الخال لا ينام".
يقول الثعالبي في كتابه الرائع والقيم "ثمار القلوب في المضاف والمنسوب": "والأم والخال عند العرب أنزع وأشد جذبًا للولد؛ لأن الأم والأب قد يستويان في وجوهٍ، ثم تفضل الأمُّ الأبَ في وجوه بعد ذلك؛ لأن الولد ليس يخلق من ماء الأب دون ماء الأم، قال الله سبحانه وتعالى: خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ ﭬ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ، والأب إنما يقذف مثل المخطة أو البصقة ثم يعتزل أو يغيب أو يموت أو يكون حاضرا؛ والأم منها الرحم، وهو القالب الذي ينطبع عليه الولد، وتفرغ فيه النطفة كما يفرغ الرصاص المذاب في القالب، فإذا وقع ماء الرجل وماء المرأة في القالب وفي قرار الرحم فامتزجا تشعب خلق الولد على قدر تشعب الرحم، ثم لا يغتذي إلا من دم الأم، ولا يمتص إلا من قواها، ولا يجذب إلا من الأجزاء التي فيها لطائف الأغذية، فله ذلك ما دام في جوفها، فإذا ظهر غذته بلبنها؛ ولا يشك الأطباء أن اللبنَ دمٌ استحال عند خروجه، فهي تغذوه بدمها مرتين، وتزيد في خلقه من أجزائها دفعتين، ولذلك صار حب النساء للأولاد أشد من حب الرجال.
قال: ورأينا الناس يتباهون بأخوالهم؛ قال رسول الله  وقد أخذ بيد سعد بن أبي وقاص : "هذا خالي، فليأت كل امرئٍ بخاله".

(المصدر/ كتاب المعتمد في فقه النكاح)

مع تحيات :
حملة شباب ولاية المضيبي للأعمال الخيرية
شاركنا الأجر وساهم في نشر رسائلنا

ضياء القرآن
15-10-2015, 07:14 PM
السلام عليكم..
جزاك الله خيراً..

مفآهيم آلخجل
25-10-2015, 05:00 PM
بآرك الله فيك على آلطرح!